Quantcast
Channel: 优发娱乐wwwyoufa8|优发娱乐平台|优优发娱乐pt客户端下载
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

مدونة هاني: أميركا بدأت تصاب باليأس

$
0
0

 لم تنتظر أميركا اجتماع الجامعة العربية المنتظر يوم السبت حتى تتوجه إلى مجلس الأمن بل بدأت فورا ومنذ بداية الأسبوع الحالي تحركها في مجلس الأمن مع أتباعها، وهذا الأمر يكشف عدم ثقة أميركا بالجامعة العربية وما يجري فيها.

أنا تحدثت من قبل عن أهداف كل من أميركا وروسيا من استخدام الجامعة العربية. أميركا كانت تريد من الجامعة العربية أن تكون مجرد جسر سريع للعودة مجددا إلى مجلس الأمن وإحراج روسيا كما حصل في القضية الليبية، أما روسيا فهي كانت تريد من الجامعة العربية أن تتحول إلى مقبرة للقضية السورية، بمعنى أن تعلق هذه القضية في أروقة الجامعة ولا تخرج منها أبدا إلا بعد أن تنتهي “الثورة السورية”، ولافروف أعلن بصراحة حقيقة الموقف الروسي عندما قال بأنه يريد من الدول العربية أن تتعامل مع مبادرة سورية كما تعاملت مع مبادرة اليمن.

إذن منذ البداية كان هناك صراع أميركي-روسي حول دور الجامعة العربية، وهذا الصراع لم يكن إلا مجرد استمرار للصراع الذي بدأ في مجلس الأمن منذ فترة ووصل إلى ذروته عندما استخدمت روسيا والصين الفيتو ضد مشروع القرار الأميركي.

روسيا عندما شعرت بأن الأمور في الجامعة العربية لا تسير لصالحها طرحت حيلة أو تكتيكا جديدا هو التلويح بسحب القضية السورية من الجامعة العربية وإعادتها مجددا إلى الحضن الروسي، وأنا أعتقد أن “المبادرة العراقية” لحل الأزمة السورية لا تخرج عن هذا الإطار. أنا أظن أن المبادرة العراقية هي حيلة من محور الممانعة (تحديدا من روسيا وإيران والعراق) تهدف إلى سحب القضية السورية بشكل هادئ من الجامعة العربية ونقلها إلى أحضان محور الممانعة، ولهذا السبب رأينا أن نبيل العربي بعد زيارته للعراق هاجم المبادرة العراقية وقال أن “العراق لن يحل الأزمة السورية”، وسبب هذا التصريح هو إدراك مصر لأن المبادرة العراقية تهدف للقضاء على المبادرة العربية واستبدالها بمبادرة جديدة يكون لمحور الممانعة سيطرة مباشرة عليها.

المبادرة العراقية حسب كلام العراقيين لقيت تجاوبا من المعارضة السورية الخارجية (وهو طبعا تجاوب شكلي ودعائي)، أما المعارضة السورية الداخلية فرفضت المبادرة العراقية وتمسكت بالمبادرة العربية، وهذا موقف غريب لا أدري سببه، ولكنني أظن أن هناك ربما سببا أيديولوجيا وراءه لأن حسن عبد العظيم وأمثاله ينتمون للتيار الناصري وهؤلاء معروفون تاريخيا بتبعيتهم العمياء لمصر وهم على ما يبدو ما زالوا يعيشون في عصر الخمسينات والستينات وما زالوا يظنون أن عبد الناصر حي يرزق. أنا علقت في تدوينة سابقة على موقف حسن عبد العظيم من المبادرة العربية وقت إعلانها وقلت أن كلامه ربما يكون صالحا لزمن الخمسينات ولكن ليس الآن. الموقف الحالي لحسن عبد العظيم وهيئته من المبادرة العراقية يؤكد ملاحظتي السابقة عن أن هذا الرجل منفصل عن الواقع ويظن أنه ما زال يعيش أيام شبابه. عندما يقوم شخص ما بالتعامل مع مصر الحالية وكأنها مصر الناصرية فهذا لا يمكن وصفه إلا بأنه عجوز خرف.

طبعا أميركا لا تريد مبادرة عراقية ولا مبادرة مصرية بل تريد أن يخرج الموضوع السوري فورا من الجامعة العربية ويعود إلى مجلس الأمن، ولذلك أوعزت لأتباعها القطريين والسعوديين بالتحرك في الأسبوع الماضي لتحويل الموضوع السوري إلى مجلس الأمن، ولهذا السبب قامت قطر بتحديد موعد لبحث القضية السورية في الجامعة العربية يوم السبت الماضي وخرجت أصوات سعودية عديدة (مقرن وغيره) تنادي بتطبيق السيناريو الليبي في سورية، ولكن هذه الهجمة الخليجية تعثرت بسبب الموقف المصري (الغريب) وبسبب الموقف العراقي الذي طرح مبادرة جديدة. باراك أوباما حاول خلال استقباله لنوري المالكي تغيير موقف الأخير وثنيه عن مبادرته، ولكن تصريحات المالكي في واشنطن أظهرت تصلبه في القضية السورية، وهو مؤشر مهم حول توجهات العراق المستقبلية.

توجهات العراق المستقبلية لا تعجب أميركا أبدا، وهذا مثال من صحيفة الشرق الأوسط السعودية لرئيس تحريرها الوهابي طارق الحميد:

http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=654322&issueno=12070

الخطر التركي؟

أمر غريب حقا، فرئيس الوزراء العراقي يقول في واشنطن إنه ليس قلقا على بلاده من إيران، بل من التدخل التركي، في الوقت الذي يقول فيه أحد مستشاري المرشد الإيراني إن النموذج التركي المتمثل بالإسلام العلماني – بحسب تعبيره – غير مناسب للعالم العربي، بل يحذر من خطورته!

تحذيران من خطورة تركيا، أحدهما إيراني والآخر عراقي، في أسبوع واحد، أمر لافت…

 هو بالفعل أمر لافت لأنه جاء عكس أحلام أميركا بخلق محور تركي-عراقي-سعودي. الأمر الأكثر لفتا سوف يكون موقف العراق من تركيا في الفترة المقبلة. المصادر السورية تؤكد منذ فترة أن العراق سوف يأخذ في الفترة المقبلة موقفا أكثر تشددا تجاه تركيا، وما يلي مثال من الكلام السوري:

http://arabic.rt.com/news_all_news/news/573848/

ولفتت المصادر الى ان الرئيس السوري لن يتهاون مع الدور التركي في المس بأمن بلاده واستقرارها، رغم ادراكه بأن “سياسة اردوغان وداود اوغلو لا تتماشى مع آراء كل السياسيين الاتراك”. وقالت ان الاسد يعتبر ان “تركيا خسرت الساحة الاقتصادية السورية وستخسر قريبا ساحات اخرى مهمة جدا لها بسبب الموقف الموحد لدول الممانعة“.

 العبارة التالية “وستخسر قريبا ساحات اخرى مهمة جدا لها بسبب الموقف الموحد لدول الممانعة” هي تهديد سوري سمعناه أكثر من مرة في الأشهر الماضية، والمقصود بهذه العبارة هو أن العراق سوف يفرض عقوبات اقتصادية على تركيا. في الأشهر الماضية كنا نشك بهذا الأمر ولكن كلام المالكي الأخير حول تركيا هو مؤشر هام يؤكد صحة الكلام السوري.

باختصار، تركيا بالفعل سوف تدفع ثمنا غاليا جدا وسوف تركع على ركبتيها أمام محور الممانعة عقابا لها على مواقفها الأخيرة تجاه هذا المحور بكامل أعضائه (سورية وإيران وروسيا).

أمام هذه الصعوبات وأمام الكلام السوري عن حسم قريب في حمص تحركت أميركا بسرعة لكي تنقذ ما يمكن إنقاذه، فقامت أولا بحملة تصعيد إعلامي هي وأتباعها ضد العملية السورية المنتظرة في حمص، وحاليا الموقف في حمص صار شبيها بالموقف في حماة قبل شهر آب حيث أن أميركا جعلت من حمص عجلا مقدسا وتريد أن تقبض من روسيا ثمن أية عملية سورية في حمص (كما حصل وقت عملية حماة). أمام هذا الأسلوب الأميركي الابتزازي لم تجد روسيا بدا من تصعيد موقفها إلى مستوى جديد وغير مسبوق:

http://arabic.rt.com/news_all_news/news/573897/

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تعتبر قرار الاتحاد الأوروبي بإدراج اثنتين من وسائل الإعلام السورية في “القائمة السوداء” قرارا غير منطقي يدل على استخدام أوروبا المعايير المزدوجة.

 وقال ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم الخارجية الروسية في بيان نشر يوم الاثنين 12 ديسمبر/كانون الأول إن “الحديث يدور عمليا حول تطبيق المعايير المزدوجة، بحيث يرافق الانتقاد الشديد لغياب الحريات الديمقراطية التجاهل الواضح لمظاهر انفتاح دمشق وكذلك المحاولات الرامية إلى إغلاق وسائل إعلام سورية”.

وأشار لوكاشيفيتش إلى أن الاتحاد الأوروبي يغض النظر عن تحقيق تقدم في مجال جهود السوريين الرامية إلى منح مراسلين أجانب تراخيص عمل، بالرغم من أن تغطيتهم الإعلامية للأحداث  كثيرا ما تتسم بالتحيز.

وأكد البيان: “على هذه الخلفية يثير الدهشة أن الاتحاد الأوروبي الذي يقدم نفسه كمدافع عن حرية الكلمة عالميا يتخذ قرارا بإدراج صحيفة “الوطن” وموقع “الشام بريس”، وهما وسيلتا إعلام مستقلتان ومشهورتان في دمشق، في “القائمة السوداء”.

هذا البيان الذي صدر عن روسيا في الأسبوع الماضي هو نقلة نوعية غير مسبوقة في الموقف الروسي وهو يدل على أن روسيا ألغت “خط الرجعة” في الموضوع السوري. روسيا بهذا البيان هاجمت الإعلام الغربي وطعنت بكل ما يبثه حول سورية، وبالتالي فالموقف الروسي بعد هذا البيان صار توأما للموقف السوري. بعد هذا البيان صدر موقف عن سيرغي لافروف ينكر الرواية الغربية حول ما يجري في حمص وصدر موقف روسي آخر يطعن في تقرير “مفوضة حقوق الإنسان” نافي بيلاي حول الوضع في سورية ويتهم التقرير بعدم الموضوعية والافتقاد للأدلة، مما يؤكد التوجه الروسي الجديد الذي سوف يرتكز على إنكار الرواية الغربية حول سورية من أساسها.

أمام هذا الموقف الروسي العالي جدا لم تعد أميركا تستطيع أن تفعل شيئا في مجلس الأمن، ولذلك أصيبت باليأس كما يظهر في التصريح التالي لمسؤول أميركي لجريدة الشرق الأوسط:

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=654347&issueno=12070

قال المصدر الأميركي لـ«الشرق الأوسط»: «يتهمنا الروس بأننا غير أخلاقيين، ونحن، طبعا، نعرف من هو الأخلاقي ومن هو غير الأخلاقي. في مثل هذه الظروف، صار واجبا أخلاقيا على الدول العربية أن تتحرك إلى الأمام في خطوات فعالة». وأضاف: «ليس سرا أننا (الإدارة الأميركية) لا نعرف ماذا سنفعل، بالتأكيد وبصورة فعالة، أمام التعنت من جانب كل من روسيا والصين. وليس سرا أن هناك عوامل أخرى تعقد اتصالاتنا مع الدولتين. أي مع كل التقدير للوضع في سوريا، هناك مواضيع معقدة في علاقاتنا مع الدولتين. وربما هذه تقيد أيادينا بعض الشيء».

وأشار إلى توترات مؤخرا بسبب تصريحات هيلاري كلينتون عن فساد في الانتخابات الروسية، مما أغضب فلاديمير بوتين، رئيس وزراء روسيا، الذي هاجم كلينتون شخصيا، بالإضافة إلى عراقيل روسية أمام تأسيس شبكة مضادة للصواريخ في شرق أوروبا. وبالنسبة للصين، أشار إلى التوترات البحرية بسبب تحركات الأسطول الصيني، وحاملات الطائرات الصينية الجديدة، مع «التعقيدات في علاقتنا الاقتصادية».

وأضاف: «جامعة الدول العربية تستطيع فعل شيئين، على الأقل؛ الشيء الأول، أن تفعل مثلما فعلت في ليبيا، عندما أعطتنا الضوء الأخضر للتدخل. كما تعرف، هذا دفعنا لنتحرك عن طريق قوات الناتو، وأبطلنا بالتالي اعتراضات روسيا والصين. الشيء الثاني، أن تواجه الدول العربية اعتراضات روسيا وسوريا مواجهة مباشرة». وقال إن الجامعة العربية يمكن أن ترسل وفدا «على أعلى المستويات» إلى موسكو وبكين.. «على مستوى وزراء الخارجية، وربما حتى الرؤساء». وبينما رفض الحديث عما سماها «مصالح روسيا والصين في المنطقة»، ومن دون استعمال كلمة «ضغط»، استعمل كلمة «إقناع» الدولتين. وأضاف: «الجامعة العربية هي التي تقرر ذلك، ولسنا نحن».

وأبدى المصدر غضبا في الرد على قول سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، أول من أمس، بأن الغرب «غير أخلاقي» لأنه ينتقد عنف الحكومة، وليس عنف المعارضة، في سوريا. وقال المصدر ما معناه إن الروس «آخر من يتحدث عن الأخلاقيات». وأشار إلى تصريحات، أول من أمس، أدلت بها فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية. وكانت نولاند علقت على تصريحات وزير خارجية روسيا، قائلة: «نظام الأسد هو غير الأخلاقي، بسبب العنف الذي يرتكبه ضد شعبه».

هذا التصريح يظهر اليأس الأميركي من تغيير موقف روسيا، وهذا اليأس انعكس أيضا على مواقف أتباع أميركا الخليجيين كما يظهر في كلام عبد الرحمن الراشد:

http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=654328&issueno=12070

خشية روسيا على سوريا!

وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، له وجهة نظر مختلفة عن العالم، يقول إن المسلحين هم الذين يقتلون المواطنين والأمن في سوريا، وإنهم وراء المذبحة التي توشك على الحدوث في مدينة حمص!

….

إسقاط النظام السوري عمل شعبي ليس غزوا خارجيا أو حالة حرب بين بلدين. وسواء أيده الروس أو عارضوه فإن النظام ساقط لا محالة، بل نتوقع أن يبيع الروس نظام دمشق بأبخس ثمن في اللحظة الأخيرة، كما فعلوا مع القذافي من قبل.

لن يدفع العرب تعويضات أو هدايا للكرملين مقابل تخليهم عن نظام الأسد، ولا أعتقد أن الغرب في حالة اقتصادية جيدة ليمنح الروس المزيد من التنازلات، أما السوريون فهم عازمون على إسقاط النظام سواء أيدهم العالم أم لا.

هذا الموقف (الذي نقلته مختصرا) هو الموقف الخليجي عموما. الخليجيون الآن مصابون بحالة هياج وهم يقومون بتحريض غير مسبوق للداخل السوري على أمل تحقيق الانشقاقات التي عجزوا عن تحقيقها طوال الأشهر الماضية. الخليجيون مصابون بالرعب مما يجري في المنطقة وهم لا يريدون التراجع أبدا ومصرون على المواجهة حتى النهاية. إيران أرسلت وفدا إلى السعودية مؤخرا بهدف تهدئة المخاوف السعودية، ولكن السعودية ردت بشكل سيء واستمرت في حملتها المسعورة ضد إيران وسورية.

الموقف الخليجي هو كما قال عبد الرحمن الراشد “السوريون عازمون على إسقاط النظام سواء أيدهم العالم أم لا”. معنى هذا الكلام هو أن دول الخليج لا تريد التراجع رغم المواقف الدولية، وهذا خيار سيء وشبه انتحاري خاصة في ظل المواقف العراقية الأخيرة والتي أظهرت أن السعودية سوف تكون شبه معزولة في المنطقة في المرحلة المقبلة (عمليا لن يكون هناك حليف لها سوى إسرائيل لأن تركيا لن تصمد طويلا في ظل الضغط السوري-العراقي-الإيراني-الروسي).

طبعا لا يمكننا أن نقول أن السعودية سوف توسع حربها الناعمة على سورية لكي تشمل العراق لأن السعودية أصلا تشن حربا ضروسا على العراق منذ سنوات. سورية كانت في السنوات الماضية تدعم البعثيين في العراق، وهؤلاء بعيدون عن استهداف المدنيين الشيعة ومعظم أعمالهم كانت تركز على استهداف القوات الأميركية، ونفس الأمر ينطبق على إيران حيث أنها كانت تدعم الميليشيات الشيعية المسلحة وهذه الميليشيات كانت تركز في الأساس على استهداف القوات الأميركية وأما استهداف المدنيين فهو مجرد تجاوزات وليس سياسة إيران الرسمية. سورية وإيران لا مصلحة لهما في حدوث عنف طائفي في العراق والتجاوزات التي حصلت من البعثيين والصدريين ضد المدنيين هي أمور لا علاقة لسورية وإيران بها بل هي نابعة من ظروف العراق الداخلية (التي صنعتها أميركا وليس سورية وإيران). على النقيض من ذلك فإن الفريق الذي تدعمه السعودية في العراق (وهو فريق القاعدة والوهابيين) هو فريق لا هم له سوى استهداف المدنيين العراقيين لإشعال حرب طائفية وهذه هي عقيدته وسياسته المعلنة منذ عام 2004 في رسالة الزرقاوي الشهيرة. الأدهى والأمر هو أن السعودية بفتاويها وقنواتها الفضائية الوهابية أعلنت بشكل سافر عن توجهاتها وأنها تستهدف الشيعة كملة ومذهب، وبالتالي فالحرب الناعمة التي تشنها السعودية على العراق منذ سنوات (والتي لا يمكن أن تكون خارج الإرادة الأميركية) تستهدف تفتيت عرى المجتمع العراقي وتقسيم العراق، وهذا أمر مختلف تماما عن سياسة سورية وإيران في العراق والتي كانت تهدف في الأساس لإخراج أميركا منه (رغم وقوع التجاوزات التي لا علاقة لسورية وإيران بها).

إذن السعودية لا تستطيع أن تشن حربا ناعمة ضد العراق لأنها أصلا لم تقصر في السنوات الماضية وقدمت أقصى ما عندها، وبالنسبة لسورية فالسعودية أيضا قدمت أقصى ما عندها والتصعيد السعودي المرتقب ضد سورية (والذي تحدث عنه تركي الفيصل) لن يغير كثيرا من الوضع الحالي.

 السعودية لا تملك شيئا في سورية سوى السلاح الطائفي، ولذلك نرى التصعيد الإعلامي السعودي في الآونة الأخيرة والتركيز على القضية الطائفية في سورية وعلى الانشقاقات في الجيش والنظام.

 دول الخليج وأميركا ما زالوا يأملون في موقف عربي يؤثر على الموقف الروسي كما صرح المسؤول الأميركي، ولذلك نرى الحشد الإعلامي والسياسي استعدادا لجلسة الجامعة العربية المنتظرة يوم السبت القادم، ومن ضمن حملة الحشد هذه جاءت التصريحات التركية والأردنية والأوروبية والناتوية التي تنفي وجود نية لتدخل عسكري في سورية. هذه التصريحات تهدف لطمأنة الرأي العام العالمي والتأثير على موقف دول بريكس. أتوقع أن يخرج الرئيس السوري قريبا لكي يتحدث مجددا عن الحرب التي تعد لسورية بهدف التأثير على الرأي العام العالمي في الاتجاه المعاكس.

 عموما أنا لا أتوقع أن يصدر عن مجلس الأمن شيء ذو قيمة ضد سورية، وأميركا وأتباعها بدؤوا يشعرون بهذا الأمر أيضا ولذلك بدؤوا يركزون على استهداف الوضع الداخلي السوري والتحرك خارج إطار مجلس الأمن كما جاء في كلام عبد الرحمن الراشد.

اتفاقية التجارة الحرة بين سورية وإيران

اتفاقية التجارة الحرة بين سورية وإيران هي أمر مهم لأنها سوف تخلق مجالا اقتصاديا هائلا يمتد من خراسان إلى بيروت (لأن العراق ولبنان سوف ينضمان لها لاحقا على الأغلب). هذه الكتلة الاقتصادية الهائلة من الصعب جدا التأثير عليها بالعقوبات الاقتصادية الغربية لأن العقوبات تؤثر عادة على الدول الصغيرة، أما كتلة كهذه الكتلة تضم إيران والعراق وسورية ولبنان فهي سوف تكون رقما صعبا في المعادلات الدولية ولن تتمكن دول الغرب من خنقها.

سورية سوف تعاني من القطيعة العربية والغربية على المدى القصير، ولكنها على المدى الطويل سوف تستفيد من الانفتاح التفضيلي على السوقين العراقية والإيرانية وسوف تعوض الخسائر.

سورية خسرت في الآونة الأخيرة اتفاقيتي التجارة الحرة مع الدول العربية وتركيا، ولكنها ربحت اتفاقيتين جيدتين للتجارة الحرة مع العراق وإيران. أيضا سورية تتباحث منذ فترة مع أوكرانيا لإقامة منطقة للتجارة الحرة، وهناك مباحثات مماثلة مع دول أميركا اللاتينية ومع الاتحاد الأوراسي (روسيا وبيلاروسيا وكزخستان). باختصار، سورية تستطيع أن تعوض خسارتها لتركيا والدول العربية وأوروبا، ولكن الأمر بحاجة لبعض الوقت وبحاجة للصبر على النتائج الآنية للحصار.

الحصار الغربي لسورية هو خطأ مميت وسوف تكون له تبعات وخيمة على أميركا والغرب لأنه سوف يجبر سورية على أن تغير علاقاتها الاقتصادية وتتكيف مع القطيعة الغربية، وهو ما سيفقد الغرب إمكانية الضغط الاقتصادي على سورية مستقبلا. دول الغرب تدرك هذا وهي على ما يبدو تعتقد أن سورية سوف تقلل من علاقاتها مع الغرب حتى لو تراجع عن سياسته الحالية ولذلك هم يعتبرون أنه لا مجال للتراجع في الموضوع السوري. إنها سياسة “كل شيء أو لا شيء” التي ورطوا أنفسهم فيها.

بالنسبة لتركيا فأنا لا أتوقع أن تصمد على موقفها لفترة طويلة وأتوقع أن تعود صاغرة وتطلب الصفح من دول الممانعة تحت وطأة الحصار الذي ستفرضه هذه الدول عليها. أما الغرب فهو سيكابر ولكنهم في النهاية سوف يعودون للانفتاح على سورية لأنه مهما حصل فإن سورية تظل العضو الأكثر اعتدالا في محور الممانعة مقارنة بإيران وكوريا الشمالية وروسيا وفنزويلا وغيرها. الغربيون عندما ينظرون إلى محور الممانعة مستقبلا فإنهم سيجدون أن سورية هي الدولة الأكثر قابلية للتأثر بهم (لأسباب أيديولوجية تتعلق بكون سورية دولة علمانية ذات تاريخ في التأثر بالغرب ولأسباب تتعلق بحجم سورية وإمكاناتها المتواضعة مقارنة ببقية دول الممانعة) ولهذا السبب فإنهم سيسعون للانفتاح عليها مجددا، وهو أمر في مصلحة سورية في حال حافظت على توازنها ولم ترم نفسها في أحضانهم مجددا كما يريد بعض التافهين الذين يسمون أنفسهم بالمعارضة السورية والذين يعتقدون أن الفهمنة والشطارة هي في الارتهان كليا للغرب والقبول بكل شيء يمليه علينا حتى عندما يكون على النقيض من مصلحتنا.

طبعا عندما يعود الغرب للانفتاح على سورية فستعود معه الدول العربية والتي هي مجرد أذيال للغرب.

الصدفة التاريخية ودورها في إنقاذ سورية

http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/68621/

وفي تعليق على موقف بلاده من المسألة السورية، قال المستشرق الروسي غيورغي ميرسكي للصحيفة: “لو أن ما حصل في ليبيا لم يحدث، لكان من الممكن أن تتخذ موسكو موقفا آخر، منسجما مع الموقف الغربي ضد سورية. لكن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف، وجد نفسه في موقف حرج بعد قرار الامتناع عن التصويت ضد قرار مجلس الأمن رقم 1973  بشأن ليبيا، وذلك أن روسيا لو أنها استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد ذلك القرار، لما حصل التدخل العسكري الغربي في ليبيا، ولكان القذافي قد بقي على قيد الحياة. واعتبر ميرسكي أن من المنطقي أن يتخذ فلاديمير بوتين، الطامح للعودة إلى كرسي الرئاسة بعد بضعة أشهر، والذي سبق له أن اتخذ موقفا سلبيا إزاء الأحداث في ليبيا، من المنطقي أن يتخذ موقفا منسجما مع موقفه ذاك، ويظهر فيه بمظهر المدافع عن مصالح روسيا وحلفائها. وذلك أن الحالة الليبية شكلت سابقة خطيرة، دفعت موسكو لانتهاج سياسة خاصة بها، دون املاءات من قبل واشنطن وبروكسل. وفي حال استطاع الأسد البقاء في السلطة، فلن يكون لديه سبب لاتهام روسيا بخيانته أو التخلي عنه.

 مصيبة قوم عند قوم فوائد، هذا المثل ينطبق على سورية حيث أنها استفادت من مصيبة الليبيين. أيضا سورية استفادت في هذه الأزمة من صدف تاريخية أخرى كالانهيار الاقتصادي في الغرب وتدهور العلاقات بين أميركا وروسيا والصين كما تحدث المسؤول الأميركي في التصريح لجريدة الشرق الأوسط.

بالإضافة إلى هذه الصدف التاريخية فإن سورية استفادت أيضا من أخطاء خصومها التي تنبع من طبيعتهم الجاهلة والغبية. على سبيل المثال، سورية استفادت من القنوات الفضائية الوهابية التي أنشأتها السعودية أساسا لإضعاف سورية والعراق وإيران ولكن هذه الفضائيات لعبت دورا في شحن الأقليات الدينية في المنطقة إلى جانب سورية وضد الوهابيين والأميركان. الرأي العام في العراق الآن هو عموما مؤيد لسورية وهذا يعود في جزء كبير منه إلى الحرب الطائفية الناعمة التي شنتها السعودية في السنوات الماضية على العراق والتي يرى العراقيون الآن أنها تشن ضد سورية. التركيز الشديد في قناتي صفا ووصال على سورية (إلى درجة أنهم في الأشهر الأولى للأحداث السورية نسوا تماما موضوع الشيعة والعراق وإيران) خدم سورية جدا حيث أنه شحن الشيعة والمسيحيين والعلمانيين وغيرهم من الأقليات ضد المعارضة السورية.

مصادر سورية: اغتيال الأسد لن يأتي بالمعارضة السورية إلى الحكم ولن يغير من خط سورية

http://arabic.rt.com/news_all_news/news/573848/

كما ذكرت المصادر أنها لا تستبعد محاولة اغتيال الرئيس الاسد “لقلب الأدوار، وضعضعة الوضع الداخلي”، لكنها استطردت قائلة انه “بغض النظر عن واقعية هذه الفرضية واحتمالها والإجراءات الاستثنائية التي اتخذت لحماية الأسد، فإن فشل مثل هذه العملية أو نجاحها لن يغير من خط سورية ولن يأتي بالمعارضة إلى الحكم”.

 هذا كلام مهم ويدل على تماسك النظام السوري في حال كان صحيحا. عموما أنا تحدثت عن هذا الموضوع سابقا وشككت في أن يكون النظام السوري نظاما فرديا كما يقول البعض.

الانتخابات السورية والفوضى

من الجيد جدا أن الانتخابات المحلية أجريت في موعدها لأن إجرائها يدل على عدم توقف العملية السياسية في البلاد. توقف العملية السياسية لأي سبب هو خطأ مميت وهو خدمة جليلة لأميركا لأنه يفتح الطريق أمام انهيار مؤسسات الدولة. أنا أظن أن روسيا ضغطت على سورية لكي تجري الانتخابات في أسرع وقت لأن النظام السوري قام قبل أشهر بتأجيل الانتخابات النيابية إلى أجل غير مسمى، وهذا خطأ جسيم.

الغريب في الانتخابات السورية (أو ربما غير الغريب؟) كان الفوضى التي ظهرت في العملية الانتخابية. الفوضى هي طبعا أمر معتاد في سورية وهي من مميزات التخلف والمجتمعات المتخلفة، ولكن الفوضى في الانتخابات بالذات هي أمر غير مقبول لأنها قد تفتح الباب أمام الطعن في نزاهة العملية الانتخابية.

أنا شاهدت التلفزيون السوري صبيحة يوم الانتخابات ولفتني المذيع الحلبي الأبله المدعو “شادي حلوة” (على ما أذكر) لأنه عندما دخل إلى غرفة الاقتراع ووجد الفوضى وعدم النظام قام بالثناء على الفوضى واعتبرها مؤشرا على “العرس الديمقراطي”، وعندما انتقل إلى الغرفة المجاورة (التي تشرف عليها نساء بخلاف الغرفة الأولى التي يشرف عليها رجال) ووجد النظام ودخول الناخبين إلى الغرفة بالدور أبدى انزعاجه من ذلك.

آخر الاختراعات الأميركية… دمشق وحلب مدن أقليات

 http://arabic.rt.com/news_all_news/news/574130/

واشار [فريدريك هوف المنسق الخاص لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية] الى ان الاقليات و”تحديدا المسيحيين والعلويين” مازالت خائفة في سورية ما بعد الاسد، والسبب في ان دمشق وحلب مازالتا هادئتين نسبياً هو ان الاقليات لم تتحرك، والنظام يستخدم يده الثقيلة امنياً خوفاً من انها قد تتحرك.

إذا كانت دمشق وحلب مدن أقليات فأين تعيش الأكثريات إذن؟

هذا جزء آخر مهم من نفس المقال:

هذا وأفادت صحيفة “النهار” اللبنانية نقلا عن مصادر دبلوماسية بان هوف سيبدأ يوم السبت زيارة لاوروبا تشمل محطة في باريس لمناقشة احتمال فرض الدول الاوروبية عقوبات اقتصادية ومالية أقسى على النظام السوري تشمل خطوة عقابية كبيرة أي مقاطعة المصرف المركزي السوري.

 هذا أمر يلوحون به منذ أشهر وسورية اتخذت إجراءات احترازية لمواجهته. أوروبا كانت حتى الآن ترفض الإقدام على هذه الخطوة (منع سورية من التعامل باليورو)، ولكن في حال قرر الأوروبيون هذا الأمر فأنا أظن أن الرأي العام السوري صار مهيأ له.

تركيا ما زالت تأن من العقوبات السورية…  والأنين سيشتد كثيرا بعد العقوبات العراقية

غازي عنتاب (تركيا): «الشرق الأوسط»*
خيم صمت غير مألوف على السوق القديمة لهذه المدينة القديمة «غازي عنتاب» بعدما كانت تشهد ثرثرة صاخبة من جانب السوريين الذي يقايضون بضائعهم، ولم يعد هناك ما يشير إلى وجود نحو 40 ألف سوري كانوا يتوافدون كل شهر إلى مركز «سانكو بارك» التجاري هنا لشراء الأحجبة أو أحذية «غوتشي» بأسعار مخفضة، كما لم تعد هناك حاجة لمزيد من الإعلانات العامة باللغتين التركية والعربية. وكان العديد من السوريين يأتون إلى هنا من مدينة حلب التي تعد أكبر المدن السورية والتي تقع على بعد 60 ميلا فقط.

وقال أركان ناكاروغلو، وهو يلقي نظرة على متجره للمجوهرات: «إننا نفتقد السوريين ونتمنى أن تنتهي الأزمة السورية لأنها تقضي على الاقتصاد المحلي».

وقبل عام فقط من الآن، كانت تركيا وسوريا حليفين رئيسيين، حيث إن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا كان يسعى لتوسيع النفوذ الاقتصادي للبلاد حتى تصبح قوة إقليمية. وتعد الحدود التركية – السورية التي تصل إلى 500 ميل أطول حدود لتركيا؛ وخلال الإمبراطورية العثمانية كانت مدينة غازي عنتاب جزءا من مدينة حلب. ومن جانبها، لا تزال سوريا متأثرة بالنفوذ التركي، بدءا من العمارة العثمانية وحتى الشعبية الكبيرة للمسلسلات التركية هناك. وكان التبادل التجاري بين البلدين قد قفز بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 2006 ليصل إلى 2.5 مليار دولار في عام 2010.

وقد حاول مسؤولون أتراك منذ شهور إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بوقف حملة القمع العنيفة ضد المدنيين الذين بدأوا الاحتجاجات في شهر مارس (آذار)، ولكنهم اتخذوا تدابير ضد الحكومة السورية في نهاية المطاف.

وقد بدأت العقوبات المفروضة على سوريا من قبل الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بالإضافة إلى التدابير الصارمة التي فرضتها تركيا نفسها، بما في ذلك تجميد أصول الحكومة السورية.. بدأت تخنق نظام الرئيس الأسد ولكن ببطء شديد. ومع ذلك، يشكو رجال الأعمال هنا من أن هذا التوتر في العلاقات يؤثر على الجانبين.

ويوم الاثنين الماضي، تظاهر أكثر من 150 من سائقي الشاحنات التركية بعدما أجبروا على ترك سياراتهم في سوريا والسير إلى الحدود التركية؛ وقامت دمشق بإغلاق المعبر القريب من مدينة أورفة في شرق تركيا. وقال السائقون لقناة «إن تي في» التركية للأخبار إن لصوصا سوريين قد سرقوا إطارات وبطاريات سياراتهم. وقد بدأت الشركات التركية، التي كانت تعتمد على سوريا كطريق في عبورها إلى الشرق الأوسط، في شحن بضائعها عبر العراق والبحر الأبيض المتوسط بدلا من ذلك.

وقد قامت سوريا الأسبوع الماضي بتعليق اتفاق التجارة الحرة مع تركيا من جانب واحد، وقررت الانتقام من العقوبات التركية من خلال فرض ضرائب تصل إلى 30 في المائة على السلع التركية التي تدخل سوريا، وردت تركيا على ذلك بالمثل.

وهنا في هذا المركز الصناعي الكبير الذي يضم 1.7 مليون شخص، يشكو الجميع بدءا من بائعي الزيتون وحتى أصحاب تكتلات النسيج الكبيرة، من أن التغيرات التي طرأت على الجغرافيا السياسية كانت لها آثار سلبية على رجال الأعمال، حتى لو كانت سوريا – كما صرح وزير الاقتصاد التركي ظافر كاجلايان الأسبوع الماضي – تعاني أكثر من تركيا التي تعد ثاني أكبر سوق للصادرات بعد الصين.

وقد تأثر البائعون الأتراك بصورة أكبر من المشترين؛ وصلت الصادرات السورية إلى 0.3 في المائة فقط من إجمالي الواردات التركية العام الماضي، في حين وصلت الصادرات التركية لنحو 10.6 في المائة من إجمالي الواردات السورية.

وقد أدى قرار تركيا بأن تكون هي الصوت الذي يعبر عن الغضب الإقليمي ضد الحكومة السورية إلى انقسام في هويات البعض في المدينة التي تمتزج فيها الثقافة التركية والعربية منذ عدة قرون.

ويشعر إيمر هاديموغولاري (22 عاما)، وهو طالب في كلية الهندسة بقسم الكهرباء في غازي عنتاب، بالغضب الشديد من سياسة الحكومة التركية تجاه سوريا، لدرجة أنه أطلق لحيته احتجاجا على ذلك. وينتمي هاديموغولاري إلى العلويين، وكان أجداده قد أصبحوا أتراكا عندما انفصلت مدينته، سمندج، التي كانت جزءا من سوريا في السابق وانضمت إلى تركيا في عام 1923. وقال هاديموغولاري إن هناك صلة قرابة بالأسد لأنه علوي هو الآخر، وأضاف أنه يعتقد أن هناك مبالغات في التقارير الواردة بشأن الفظائع التي ترتكب في سوريا. وقال إنه يتعين على تركيا التوقف عن القيام بدور الشرطي في المنطقة. وأضاف: «يتعين على تركيا أن تهتم بشؤونها الخاصة وأن تتوقف عن التدخل في شؤون بلد آخر».

وقال حسين قيبيد، وهو محلل في مجال التسويق من مدينة حلب وأحد السوريين القلائل الذين ما زالوا في غازي عنتاب، إن الأزمة لم تؤثر على علاقته مع أصدقائه الأتراك، على الرغم من أنه يتجنب الحديث عن السياسة في هذه الأيام. وأضاف أن العقوبات التركية تؤثر على كل المواطنين السوريين، بما في ذلك المتظاهرون الذين تدعي أنقرة أنها تقدم الدعم لهم، وأشار إلى أن «العقوبات لن تحل أي شيء، حيث إن التداعيات تزداد على الجميع».

من جانبهم، تساءل رجال الأعمال الأتراك هنا عن الحكمة وراء هذه العقوبات، على الرغم من اعترافهم بأنه لا يمكن أن تمر وحشية الأسد مرور الكرام.

وقال سينغيز أكينال، وهو نائب رئيس شركة «أكينال بيلا» للأحذية الذي يقوم باستيراد بعض المستلزمات من سوريا، إن زيادة الضرائب التركية على السلع الآتية من سوريا تجبره على استيراد مستلزمات الأحذية من الصين. وعلى الرغم من ذلك، هناك جانب إيجابي لتلك القرارات؛ حيث إن الشركات في الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، والتي قاطعت الأحذية السورية قد تحولت لشراء الأحذية من شركته.

وقال أكينال، الذي كان أجداده يستوردون الجلود من سوريا أيام الإمبراطورية العثمانية ويقومون بتصميم الأحذية للسلاطين، إن شركة «أكينال بيلا» التي تصدر نحو 70 في المائة من منتجاتها من الأحذية لدول الشرق الأوسط، قد استفادت بشكل رائع من تودد تركيا للعالم العربي، لكنه حذر من أن موقف تركيا الحازم في الآونة الأخيرة قد يأتي بنتائج عكسية.

وقال أكينال: «أود أن تنتهي الاحتجاجات في سوريا، لأن العلاقات السيئة مع دول الشرق الأوسط ليست في صالح الأعمال».

وقال بعض رجال الأعمال إنهم يتوقعون أن يستغرق الأمر سنوات حتى تستطيع الدول التي شهدت الربيع العربي، مثل مصر وليبيا، أن تتمتع بالاستقرار وتتمكن من إعادة بناء اقتصاداتها وتصبح أسواقا جاذبة للاستثمارات.

ويقول محمد علي موتافوغلو، وهو نائب رئيس مجموعة «أكتيكس» للغزل والنسيج التي تملك مصنعين في سوريا لإنتاج منتجات مثل الغزل الاصطناعية والقطن، إن الشركة تقوم بتصدير منتجاتها للسوق السورية وكذلك إلى أوروبا والشرق الأوسط. وكان الاقتصاد السوري غير المستقر قد أدى إلى حدوث كساد في الطلب هناك بنسبة 40 في المائة منذ شهر مارس (آذار) الذي شهد الشرارة الأولى للاحتجاجات السورية.

وقال موتافوغلو، الذي يسافر بانتظام إلى مصانعه في سوريا، إنه قد لاحظ فتورا لافتا في الحماسة تجاه تركيا، بعد أن كان هناك حماس كبير منذ بضعة أشهر فقط، حيث كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يمثل الوجه الحديث للإسلام في العالم. وأضاف: «قبل الأزمة، كان السوريون يحبوننا. ولو كان أردوغان رشح نفسه في الانتخابات في سوريا، لكان فاز بنسبة 99 في المائة من الأصوات، أما الآن فربما يحصل على واحد في المائة فقط».

وقال فيتولا أسكن، وهو المدير العام لشركة «ألتينولوك» للسياحة هنا التي كانت ترسل أربع حافلات يومية بين حلب وغازي عنتاب، إن جميع الحافلات بين المدينتين قد توقفت الآن بسبب المخاوف الأمنية. ولكي يقوم بتعويض ذلك التراجع، تعمل الشركة على زيادة رحلاتها إلى مكة المكرمة. وعلى الرغم من التضحيات الاقتصادية، فإن أسكين قال إن قمع نظام الأسد يبرر التدابير التي اتخذتها الحكومة التركية، وأضاف: «السوريون هم أشقاؤنا. وعندما يقوم الشقيق بعمل خطأ، يتعين علينا تقديم يد العون له ومساعدته على إصلاحه».

* خدمة «نيويورك تايمز»

 طبعا الصحفي اختتم المقال بتصريح يخدم الأجندة الأميركية للتأثير على القارئ ولكن محتوى المقال عموما هو محتوى مأساوي والأسطر الأخيرة لا يمكن أن تغطي على فداحة ما جاء في بطن المقال ومقدمته.

عنتاب

“غازي عنتاب” هي مدينة سورية تاريخية اسمها العربي القديم هو “عين تاب” (الاسم مأخوذ من الآرامية). العرب فتحوها في نفس الفترة التي فتحت فيها حلب، وفي زمن الحروب الصليبية وقعت المدينة في أيدي الصليبيين الذين جعلوها جزءا من إمارة الرها ثم أصبحت بعد ذلك جزءا من مملكة الأرمن في قيليقية إلى أن حررها السلاجقة. ثم بعد ذلك أصبحت جزءا من الدولة العثمانية وبعد الاحتلال العثماني لسورية في القرن 16 أصبحت المدينة جزءا من ولاية حلب وكانت تعرف في القرون الأخيرة باسم عنتاب. في القرن 19 كانت المدينة مركزا للواء عنتاب التابع لحلب وكان قسم كبير من سكانها من التركمان (كمعظم مناطق ريف حلب الشمالي في ذلك الوقت). من الألوية الأخرى التابعة لحلب أيضا كان لواء مرعش (فيه نسبة كبيرة من الأرمن ويقع إلى الشمال من لواء عنتاب) ولواء إسكندرون (نسبة كبيرة من التركمان ولكن العرب أكثر)، أما بالنسبة لقيليقية (لواء أضنة) فالعثمانيون فصلوها في أواخر القرن 19 عن حلب وجعلوها ولاية مستقلة.

عندما غزت بريطانيا سورية الكبرى في عام 1918 (بالتعاون مع عربان الشريف حسين) حصل انقسام إثني في المجتمع السوري، حيث أن التركمان في كل أنحاء سورية قاوموا الغزو البريطاني بشراسة (بما في ذلك تركمان فلسطين وجنوب سورية)، أما العرب فلم يقاوموا والسبب هو أنهم كانوا متأثرين بالدعاية البريطانية ودعاية القوميين العرب التي كانت تروج لأن ما يحصل هو تحرير للعرب وإسقاط للنظام العثماني المتخلف.


اتفاقية سايكس-بيكو قبل التعديل. بعد التعديل تم نزع ولاية الموصل من حصة فرنسا وتم أيضا نزع سهل الجليل وحيفا وضمهما إلى حصة بريطانيا وذلك إرضاء للصهاينة الذين كانوا بطالبون بأن تكون فلسطين التاريخية بالكامل (بما في ذلك جنوب لبنان الحالي) تحت سيطرة بريطانيا ومشمولة بوعد بلفور، ولكن فرنسا تصلبت في النهاية ورفضت التنازل عن منطقة جنوب لبنان وضمها إلى فلسطين. فرنسا كانت قبل توقيع اتفاقية سايكس-بيكو تطالب بمنطقة سورية الكبرى بالكامل ومنطقة الجزيرة بالكامل، ولكنها في النهاية حصلت على سورية الكبرى بدون معظم فلسطين وبدون شرق الأردن وحصلت على الجزيرة بدون ولاية الموصل.


بعد الغزو البريطاني بفترة قصيرة جاءت القوات الفرنسية (بقيادة غورو) ونزلت من البحر على الساحل السوري الممتد من الناقورة (في جنوب لبنان حاليا) إلى مرسين (في قيليقية التي هي حاليا جزء من تركيا) وذلك تطبيقا لاتفاقية سايكس-بيكو التي نصت على أن منطقة الساحل السوري وقيليقية وشمال سورية تخضع لحكم فرنسا بشكل مباشر (المنطقة الزرقاء) أما المنطقة الداخلية الممتدة من حلب إلى حوران (المنطقة أ) فتخضع لوصاية فرنسا دون الحكم المباشر.

القوات الفرنسية التي نزلت على الساحل السوري كانت قليلة العدد وكانت في قسم كبير منها مكونة من ميليشيات محلية (ميليشيات مارونية في لبنان وميليشيات أرمنية في قيليقية).

فور نزول الفرنسيين على الساحل السوري شرعوا في تطبيق سياسة التقسيم الطائفي تحت شعار “تحرير الأقليات”، فقام الفرنسيون فورا بإنشاء سلطة مارونية في لبنان (تمهيدا لإنشاء دولة الموارنة الموعودة) وقاموا بإنشاء سلطة أرمنية في قيليقية تمهيدا لإقامة الدولة الأرمنية الموعودة في تلك المنطقة. وقام الفرنسيون أيضا بإنشاء نواة دولة العلويين رغم أن هذه الفكرة لم تكن موجودة لدى العلويين ولكنها جاءتهم كمكرمة من الفرنسيين (الفرنسيون قاموا أيضا بتشكيل ميليشيات من العلويين في اللاذقية وهذه الميليشيات أصبحت فيما بعد نواة الجيش السوري الذي أصبح تحت سيطرة الحكومة السورية لأول مرة في عام 1945 قبل جلاء الفرنسيين بعام واحد، وزعماء سورية الإقطاعيون في الأربعينات لم يكونوا طبعا يؤمنون بهذا الجيش الذي كان مكونا بالكامل من الأقليات الدينية والإثنية وكان شكري القوتلي يصفه بأنه جيش موال لفرنسا، وفي الخمسينات حاول الشيشكلي أن يقلص تواجد الأقليات فيه، وعموما هذا الجيش هو فعليا الدولة السورية الحديثة وطوال التاريخ السوري الحديث كان هذا الجيش وما يزال مصدر السلطات في سورية).

السياسة الفرنسية الطائفية أثارت حفيظة المسلمين في المناطق التي انتشرت فيها الميليشيات المارونية والأرمنية. في دمشق طبعا كانت هناك حكومة الملك فيصل التي نددت واستنكرت الغزو الفرنسي للساحل وأعلنت تشكيل جيش عربي لمقاومته، وهذا الجيش العربي (الذي أنشئ على عجل في عام 1919) كان فيه متطوعون من مسلمي لبنان الذين كانوا في ذلك الوقت مرعوبين من فكرة الدولة المسيحية التي كان يتم طبخها على قدم وساق.

بقية القصة معروفة طبعا حيث أن فرنسا هاجمت الجيش العربي قبل أن يتسلح ودمرته في معركة ميسلون (التي شاركت فيها الميليشيات المارونية مع الفرنسيين)، وبحلول عام 1920 كانت فرنسا قد احتلت الداخل السوري بالكامل وأصبحت الدولة العربية الموعودة في مهب الريح.

هذه القصة المأساوية حدثت على الجبهة الجنوبية (الجبهة العربية)، أما على الجبهة الشمالية (الجبهة التركية) فالقصة مختلفة.

بعد أن نزل الفرنسيون في مرسين تمددت الميليشيات الأرمنية وسيطرت (باسم الفرنسيين) على كل مناطق سورية الشمالية (أضنة ومرعش وعنتاب وأورفة وماردين).

التحالف الأرمني-الفرنسي (والذي بدا أن له طابعا دينيا مسيحيا) أثار حفيظة المسلمين بكل إثنياتهم (عرب وأتراك وأكراد) فاندلعت ثورة إسلامية عارمة ضد الأرمن ورعاتهم الفرنسيين.

 مدينة مرعش (التابعة لحلب) كانت تحوي نسبة كبيرة من الأرمن، وعندما دخلتها الميليشيات الأرمنية في عام 1919 أصيب سكانها التركمان بالذعر لأنهم كانوا يخشون من فكرة الدولة الأرمنية التي كانت مطروحة في ذلك الوقت، ولذلك اندلعت ثورة عارمة في المدينة (حسب الروايات التركية فإن سبب اندلاع الثورة هو تحرش الجنود الأرمن بالنساء التركيات في المدينة).

طبعا التركمان –بخلاف العرب في دمشق- كانوا مسلحين جيدا وكانت تصلهم الإمدادات من حكومة كمال أتاتورك الثورية في أنقرة (والتي كانت كحكومة دمشق ترفض الاعتراف بالاتفاقيات بين الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية). لهذا السبب تمكن التركمان من طرد الأرمن والفرنسيين من مرعش، وبعد ذلك امتدت الثورة حتى عمت كل مناطق شمال سورية من ماردين إلى أضنة، وهذه الثورة شملت أيضا مناطق محافظة إدلب الحالية (ثورة إبراهيم هنانو في إدلب كانت جزءا من هذه الثورة الإسلامية العامة وهنانو كانت تصله الإمدادات من حكومة أتاتورك حاله كحال بقية الثائرين في شمال سورية). الأكراد أيضا شاركوا في هذه الثورة وكان لهم دور هام مع العرب في هزيمة الفرنسيين والأرمن.

في النهاية انتصر الأتراك واضطر الفرنسيون للانسحاب من قيليقية وشمال سورية بأسره، أي أن النهاية في هذه المنطقة كانت سعيدة وليست تعيسة كالنهاية في الجنوب. السبب طبعا هو اختلاف ظروف هذه المنطقة لأن شمال سورية منطقة كثيفة السكان وطبيعتها الجغرافية تساعد على المقاومة، أما منطقة دمشق وريفها فهي منطقة شبه صحراوية وقليلة السكان، وبالتالي المقاومة فيها صعبة خاصة في ظل عدم توفر السلاح. أيضا من الأسباب المهمة لهزيمة فرنسا في شمال سورية أن فرنسا لم تكن تركز كثيرا على تلك المنطقة بسبب كثرة الأتراك فيها وقربها من العمق التركي في الأناضول. فرنسا كانت تركز في احتلالها لسورية على مناطق الأقليات والإثنيات غير التركية (خاصة منطقة لبنان حيث الكثافة الشعبية المؤيدة لها)، ولهذا السبب فهي لم تحشد قوات كافية لمواجهة الأتراك في الشمال لأنها أصلا لم تكن متحمسة لخوض حرب معهم.

مدينة حلب نفسها لم تشارك في الثورة التي عمت شمال سورية في ذلك الوقت وظلت هادئة، وهذا يعود إلى دور إقطاعيي حلب الذين لم يكونوا يريدون خسارة السلطة والعودة لسلطة الأتراك.

طبعا نتيجة هذه الثورة (التي كان إبراهيم هنانو أحد أبطالها) كانت ممتازة بالنسبة للأتراك ولكنها بالنسبة للعرب والأكراد كانت كارثة.

تطور الحدود السورية-التركية بعد انهيار الدولة العثمانية


صحيح أن فرنسا كانت تريد إقامة دولة أرمنية في قيليقية، ولكن هذه الدولة ما كانت ستضم عنتاب وأورفة وماردين وجزيرة ابن عمر وغيرها من المناطق التي استولى عليها الأتراك. الدولة الأرمنية كانت في أحسن الأحوال ستمتد حتى مرعش، أما عنتاب والمناطق الأخرى إلى الشرق منها فهي كانت ستظل جزءا من سورية، وهذا ما ورد في اتفاقية سيفر بشكل حرفي حيث أن هذه الاتفاقية (التي رسمت الحدود بين سورية وتركيا) كانت تعطي لسورية مساحات شاسعة من الأراضي التي هي حاليا جزء من تركيا (وهي أراض زراعية).

ميناء “جيهان” التركي (اسمه العربي “جيحان”) والذي نسمع اسمه دائما في الإعلام بوصفه الميناء التركي الذي يصدر عبره النفط كان حسب اتفاقية سيفر من نصيب سورية.

 مدينة أورفة (التي تبعد حوالي 50 كيلومترا عن الحدود السورية الحالية) كانت حسب اتفاقية سيفر من نصيب سورية. ونفس الأمر ينطبق على عنتاب وماردين.

إذن ثورة شمال سورية التي شارك فيها إبراهيم هنانو كانت كارثة على سورية لأن سورية خسرت بسببها مساحات شاسعة من الأراضي. الدولة الأرمنية الموعودة في قيليقية كانت ستأخذ جزءا صغيرا نسبيا من سورية الطبيعية وما فعلته ثورة الشمال هو أنها كبرت خسارة سورية وضاعفتها.

هذه فقط هي الخسائر الآنية لثورة الشمال، أما الخسائر بعيدة المدى فهي أيضا كبيرة. ثورة الشمال فتحت الطريق أمام أتاتورك لكي يتمدد لاحقا نحو لواء إسكندرون ويحتله. لو كانت اتفاقية سيفر طبقت فإن حدود تركيا كانت ستكون بعيدة جدا عن لواء إسكندرون، والدولة الأرمنية كانت ستعمل كحاجز واقي بين سورية وتركيا.  أي أن تركيا ما كانت لتحتل لواء إسكندرون في عام 1938.

بعد هذه الثورة في شمال سورية قام الأتراك بتغيير أسماء عدة مدن هناك، فسموا عنتاب باسم “غازي عنتاب” (عنتاب الغازية أو الفاتحة)، وسموا مرعش باسم “كهرمان مرعش” (مرعش البطلة)، وسموا أورفة باسم “شانلي أورفة” (أورفة ذات الشأن أو أورفة المحترمة).

طبعا بعد اتفاقية لوزان هاجر كثير من التركمان من سورية إلى تركيا وهاجر كثير من العرب من تركيا إلى سورية، وهذا ما ساهم في تغيير التركيبة السكانية لشمال سورية. حاليا مدينة عنتاب ليس فيها إلا قلة قليلة جدا من العرب أما في العصر العثماني فكان هناك تواجد أكبر للعرب هناك.

إضافة: السفير السوري الجديد في الصين

معلومة هامة نسيت أن أذكرها في التدوينة وهي أن الرئيس السوري قام مؤخرا بتعيين السفير السوري في أميركا عماد مصطفى سفيرا في الصين بدلا من أن يعيده إلى أميركا بعد عودة السفير الأميركي. هذه رسالة هامة وذات مغزى، وهي جاءت ردا على الموقف الأميركي الأخير من مقابلة الأسد مع التلفزيون الأميركي. الأسد يقول لأميركا أنني أستدير تماما نحو الصين وأدير ظهري نهائيا لك بعد أن رفضت التعامل بإيجابية مع مبادرتي نحوك.



View Original

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262