حركشات: كتب ورد كاسوحة تحت عنوان: الصراع (السوري) والدخول اليه

بقلم سامي العباس

كتب ورد كاسوحة تحت عنوان :الصراع (السوري) والدخول اليه
في جريدة الأخبار اللبنانية-13-12-2011
” لم يعد هنالك من مكان لليسار الراديكالي المعارض داخل حيّز يلفظ شيئاً فشيئاً كل من يعترض على ابتزاز سلالتي آل ثاني وآل سعود للمعارضتين الوطنيتين اليسارية والناصرية. واستطراداً أقول: ماذا يعني أن «يهرع» حقوقي رصين وشجاع كهيثم مناع (خيبتنا الأخيرة، كما سمّى ناجي العلي محمود درويش يوماً)

للقاء وليم هيغ الذي ارتكبت قوات نظامه الخاصة جرائم حرب موصوفة في ليبيا؟ وكيف يمكن تبرير سكوت أحزاب الاتحاد الاشتراكي والعمل الشيوعي والتجمع الماركسي عن الحصار الذي فرضته سلالة آل ثاني على سوريا البلد والشعب (لا النظام يا سيد حسن عبد العظيم)؟ أصلاً ما هي جدوى أن تكون يسارياً إذا لم تكن يساريتك المزعومة تلك متعارضة مع الأجندة الرجعية العميلة للغرب التي يعدنا بها راعي معارضاتكم النفطية المدعو حمد بن جاسم؟ ”
أسئلة طالما طرحناها على نحو مبكر ومنذ اشهر على نفس الجهات التي يطرح الاستاذ ورد كاسوحة عليها أسئلته . لابأس أن تتأخر الأسئلة رغم الفواتير الاضافية التي تدفعها سورية نتيجة ذلك التأخر . المهم أن يبادر اليسار الراديكالي مغادرة تموضعه الراهن ” تقديم الغطاء للقتلة والتكفيريين اللذين تحركهم من خارج الحدود الوطنية خيوط تنتهي جميعها في البيت الأبيض … غطاء الاحتجاج الطبقي الذي نفخ فيه حتى أصبحت المؤامرة قادرة على التحافه “..ورغم أن طبول حمد وجزيرته وآل سعود وعربيتهم والاخوان ولحاهم وجزاري القاعدة وتفريعاتها شكلوا مشهدا يفقي حصرما في عين كل من يظن أن الحراك السوري “صراع طبقي ” لكن العين كليلة .وزوادة الفكر السياسي ملغومة بفقه النكاية ..
شكرا ورد كاسوحة على هذا التموضع الصحيح . أما حول الطابع الطبقي لبداية الاحتجاجات فسنكتفي بالقول : أن التقدمات الاجتماعية التي مازال يقدمها النظام لمواطنيه في التعليم والصحة والنقل والسلع العذائية والزراعة …الخ ..لاتسمح بحراك طبقي جدي .ماكان يجري قبل ذلك مجرد مغص منشأه عسر هضم عقلي مميز لنخب نصف متعلمه .و ما يجري الآن :توظيف خارجي لانقسامات المجتمع السوري العمودية لاسقاط النظام أو احتوائه داخل الخيمة الخليجية المحروسة أطنابها بالقواعد والأساطيل الأمريكية .. لكل ذلك بدت البصمات الوهابية تملأ الساحات الملتهبة ..
لقد غزت الوهابية الاسلام الوسطي السوري كما فعلت مع معظم مجتمعات العالم الاسلامي ,مستفيدة من الوفرة النفطية التي شقت اوسترادات الى قلوب الأكليروس الديني .فجندت معظمه في خدمة التبشير بديانة حول نشوئها ووظيفتها تدور الأسئلة . من ريف درعا الى ريف ادلب مرورا بحمص وحماة نشأت بفضل الغزو الوهابي البيئة الحاضنة لارهاب سبق وأن شاهدنا سلوكه الهمجي من الجزائر الى افغانستان . وها نحن اخيرا نكتوي بناره مع نكهة يسارية سورية تمنحه ذرائع طبقية لو سمع بها ماركس لنتف لحيته غيظا..
سامي العباس
13-12-2011