هيي ممكن تكون جملة عابرة حكاها أبو ريشة بمسرحية غربة لما قال “فليسقط حمار البيك” وقال أنو رح يبدأ بالعيلة من أولها .. وممكن محمد الماغوط كان لسا ما شاف شي من هالنظام لما كتبها بعام 1976 .. إلا أنها صحيحة تماماً وصالحة حتى زمننا هذا ..
فـ حمار البيك ممكن ما يكون حمار بالمعنى الحرفي .. ولا حتى بمعنى مستوى الفهم .. بل بالعكس .. كل ما كان الشخص في النظام أبعد ما يكون عن الحمار فله الأولوية في الإسقاط .. السبب .. ببساطة لأن الحمار ما بفكّر لوحده .. بدّو حدا يوجهه .. وبس راح هالحدا رجع الحمار حمار لا بضر ولا بينفع ..
ولكن ما بين الحمار والبيك مراحل متعددة ..
يعني مثلاً في عنّا الشبيح الحمار .. هاد يكاد يكون عقلو بقفاه وحتى يمكن يكون مفكر أنو ما زال حافظ الأسد رئيس لهلأ ..
وفي عنّا الحمار الأكبر منه متل رامي مخلوف وماهر الأسد .. والذي منو .. هاد النوع من الحمير بفكّر .. لكن ما بحب يخلي حدا يشوفه وهوّي عم يفكّر ؟؟ ليش ؟؟ لأنو بهالبلد ما مفروض يكون غير واحد بفكّر .. وهو الحمار الأكبر ..
هاد الحمار الأكبر .. أعطى انطباع لجميع مؤيدينه أنو هو الوحيد اللي بفكّر بين فريق النظام كله .. وهاد الكلام مو من هلأ .. من أيام أبوه المقبور .. لأن على أيام أبوه لمّا حاول رفعت يفكّر .. أو بمعنى أصح يظهر .. حلقلو ..
ولذلك هي الحالة خلقت انطباع تاني عند جميع المؤيدين .. أنو كل شيء مرتبط بالحمار الأكبر .. ومع الأيام صارت هالحالة تترسخ أكتر وأكتر عند جميع الحمير .. ابتداءاً من الشبيح اللي صار يعبده .. وانتهاءاً بأخوه اللي لا بتعرف شكله كيف ولا صوته ولا تصريحاته .. لأنو تعلم من صغرو .. الحمار الأكبر هو الوحيد الذي يملك عقل .. طبعاً هاد في عالم المؤيدين فقط ..
يعني فينا نشبه النظام بشكل أبسط متل هرم .. ولكن هالهرم مرتكز على رأسه ..
إلا أنو هالحالة أو هالطريقة بإدارة الأمور إلها نقطتين سلبيتين ..
أول نقطة هيي سلبية بالنسبة للمؤيدين .. لأنو في حال أصابه شي لهالحمار الكبير بدون ما يكون مجهز حمار من بعده .. رح يوقع الهرم بكامله .. يعني النظام .. لأن باقي الحمير ما عندها استعداد لتحول ولاءها لحمار آخر متلها متله ما بفكّر ولا كان ظاهر من قبل ..
تاني نقطة هيي سلبية بالنسبة لجميع السوريين .. فلو فرضنا أنو هالحمار الكبير أصابه شي بدون ما يصيب اللي حواليه .. رح يحاول كل حمار من الحمير الباقيين ياخذ مقعده .. ورح تعلق بيناتهن ورح يحرقوا الأخضر واليابس .. ويمكن تعلق بيناتهن حرب ميليشيات كمان .. قبل ما حدا يفكر يتدخل بيناتهن ..
لذلك لتجنب هالسيناريو والاستفادة من هالنقطة السلبية بنفس الوقت .. لازم التركيز سياسياً ودبلوماسياً بشكل كامل على الرئيس .. وبشكل أقل على أعوانه .. وبشكل أقل على الحمير الصغار ع الأرض ..
لأنو ومتل ما قال أيمن زيدان بإحدى مسلسلاته .. “نحنا التغيير ما بيمشي حالو من تحت عنا .. التغيير لازم يبلش من فوق أولاً .. “
