Quantcast
Channel: 优发娱乐wwwyoufa8|优发娱乐平台|优优发娱乐pt客户端下载
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

المُندسّة السورية: معاناة….يتيمة

$
0
0

ربما تكون فكرة رقيقة جدا تلك التي نفذها بعض الفلبينين بصلب أنفسهم على الصليب ليستشعروا آلام ومعاناة السيد المسيح عليه السلام بمشاركته بعملية الصلب تلك .
ولعل قساوة السجن الانفرادي ليست بكونك وحيدا في مكان منعزل عن العالم وانما بكونك لاترى وتلمس من يشاركك هذه المعاناة , انك لتعجب من عتاة المجرمين والقتلة كيف يمضون حياتهم بالسجن بسمر ولعب وضحك وأحاديث حارة لاتنتهي بين زملاءهم وأقرانهم ولعل أشد لحظات المعاناة لديهم يوم يودعهم أحد رفقاءهم بخروجه من السجن .
وأتذكر الشاعر الرقيق أبو فراس الحمداني في سجنه الانفرادي لايطلب أكثر من الاحساس بحاله وهو يخاطب حمامة ” أيا جارتا هل تشعرين بحالي ”
وكلنا معرض للمعاناة أفرادا وشعوبا وجماعات , وقد نعاني الفقر والحرمان وقد نعاني ماهو أشد منه بكثير القهروالظلم والطغيان .
ولقد قرأنا وسمعنا عن معاناة الكثير من الأمم والشعوب من الظلم والطغيان قديما وحديثا
لقد عانى اليهود من نازية هتلر والالمان .
وعانى الافارقة من التمييز العنصري بجنوب أفريقيا .
وعانى العبيد والزنوج في الولايات المتحدة الامريكية ……………..لكن
رأينا من يقف مع اليهود ويشاركهم ماعانوه حتى يومنا الحاضر باحياء ذكرى المحرقة الدوري .
وكيف شارك العالم والأمم المتحدة شعب جنوب أفريقيا معاناتهم ضد التمييز العنصري وأسقطت دولة البيض .
وكيف هب رجل من الأمريكيين أنفسهم ” الرئيس لنكولن ” ليشارك العبيد معاناتهم ويحررهم من عبوديتهم .
أما نحن الشعب السوري فلا يشاركنا أحد في معاناتنا رغم كل القهر والظلم والطغيان , رغم كل القتل والاهانات والتعذيب والتدمير والمشاهد المؤلمة التي تهز الحجر الصوان لأطفال وأناس أبرياء ترديهم ألة القتل والتدمير .
رغم كل هذا فلا نرى أحدا من خلق الله يشاركنا المعاناة .
ألسنا بشرا كبقية البشر !, أليست لنا أرواح كأرواحهم !, أليست لنا عذابات وألآم كالاخرين !
السنا جديرين بالحياة الكريمة ؟!ألانستحق أن نعيش أحرار ؟!
هل ماتت ضمائركم أيها المتحضرون ! أيها الراقيون !أليس فيكم رجل رشيد ! كفى متاجرة بدمائنا وأطفالنا وأعراضنا وعذاباتنا ألا ترون ؟….رحم الله الخنساء ( قذى بعينك أم بالعين عوار…….أم ذرفت اذ خلت من أهلها الدار)
حتى العراقيون واللبنانيون الذين فتحنا لهم أبواب بيوتنا وقاسمناهم عيشنا حتى هؤلاء تنكروا لنا
آه ..يازمان الذل والعار ,آه.. يازمان العبيد والخصيان ( العبد يضرب بالعصا…..والحر تكفيه الاشارة )
أين الأحرار الذين تكفيهم الاشارات , هل انقطع نسلهم أم جفت منابعهم!
ان عدم مشاركة الآخرين معاناتنا لأشد وقعا وألما من المعاناة نفسها.
ولعل مايؤلمنا أن ينسانا أو يتناسانا اخوان لنا في العروبة والاسلام .
ان الشعب الفلسطيني لن يكون الأشد معاناة بعد اليوم ,بعد أن وجد نفسه مع الشعب السوري في خندق المعاناة
فهو يعاني من الاحتلال ونحن نعاني من الظلم والطغيان.
لكن …جبار ياشعبي جبار ستبقى شامخا مهما طالت المعاناة ويرحل الأسد الى مزبلة التاريخ

 

———————-
يحيى عبدالرحمن

 

 


View Original

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

Trending Articles