Quantcast
Channel: 优发娱乐wwwyoufa8|优发娱乐平台|优优发娱乐pt客户端下载
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

إضاءات قنديل صغير: الثلاثاء 27/12/2011 .. تشييع الشهيد أبو الطيب “شيخ الثورة”

$
0
0

يوم وصول المراقبين من بعثة الجامعة العربية إلى حمص حيث توقف القصف في الساعة السابعة صباحًا و أُخفيت الدبابات في المدارس والأزقة ..
كانت قبل ذلك حُمص تُقصف كأعنف ما يمكن دون رحمة أو شفقة ..!
الثلاثاء 27/12/2011

توضأت ثم خرجت من المنزل مع صديقاي .. مشينا متجهين إلى جامع سيدنا عمر بن الخطاب في الحمراء .. رأينا الشباب من بعيد يكبرون ويحملون نعش الشهيد إلى المسجد ..كان الرجال في الطريق يخبرونا أنْ أسرعوا .. وصلنا إلى الجامع و لهيب التكبير والتهليل يشعل في جسدك نار الحماسة .. وكانت زغاريط النساء تشعرك بالأمن والتفاؤل .. دخلت المسجد صليت ركعتين لوجه الله تعالى ثم قمت حتى أرى الشهيد الشيخ أبو الطيب “شيخ الثورة” .. سبحان الله ! لم أرَ في حياتي وجهًا كهذا ..وجهٌ لرجل مسن تعرفه من لحيته البيضاء وبضع شعرات أبت أن تسقط من أعلى رأسه الطاهر .. كان وجه يلمع و يضيء نورًا .. كيف يلمع الثلج عندما تطلع الشمس عليه !! هكذا كان يلمع وجه .. لم أستطع تحمل ما رأيت فسكبت دمعتين وكبرت وهللت حتى أقام المؤذن الصلاة .. صلينا الظهر وركعتين ثم أخذ الشيخ محمود دالاتي الميكروفون وقال بضع كلمات في رثاء الشيخ أبو الطيب رحمه الله تعالى .. مما قاله الشيخ محمود أن الشيخ أبو الطيب كان كما كان والده مفتي حمص صوت الحق الذي لا يخاف إلا من الحق ..ثم رثاه ببضع كلمات طيبات العلامة اسماعيل مجذوب و دفع في روحنا بعض الأمل حين قال : والله إن في هذه البلد خير .. والله إنّا مقبلون على خير و حياة كلها حرية و كرامة .. ثم رثاه لاشيخ زهير الأتاسي و ذكر أعماله الطيبة و أعمال والده المفتي محمد الطيب فقال عنه : كنت هناك حين صعد المنبر في جامع خالد بن الوليد وقال في الثمانينات : علينا أن نهب لمساعدة اخواننا في حماه ..! – من كان وقتها يجرؤ على قول ذلك – ..!
و ذكر أنّ آخر كلماته ولحظاته كانت عندما نزل الشهيد الشيخ أبو الطيب إلى الشارع بعد وصول عدد من جرحى القصف على بابا عمرو إلى مستشفى الحكمة في حي الإنشاءات الملاصق لحي باباعمرو وكان لا يوجد حينها أي طبيب أو مسعف في المستشفى .. فنزل ينادي بصوته الجهوري القويّ نريد أطباء و مسعفين فورًا في المستشفى و من يستطيع أن يتببرع بالدم فلينزل أيضًا وعندها أتته رصاصة الغدر ورفعته إلى السماء شهيدًا كريمًا حرًّا – اللهم ارفعه إلى الفردوس الأعلى مع النبيين والصدقيين ..آمين –

ثم صلى بنا إمامًا في صلاة الجنازة الشيخ سهل جنيد و خرجنا من الجامع بأعداد كبيرة جدًا تقترب من 60 ألف متظاهر أو أكثر .. مشينا في شارع الحمراء ثم منه إلى شارع الغوطة .. وكنت تقريبًا في المقدمة ..! قفزت وبالكاد رأيت المقدمة من التظاهرة ثم قفزت ونظرت إلى الخلف فلم أستطع بلوغ نهاية التظاهرة عندما كنا في شارع الغوطة الرئيسي !! قدّروا الأعداد الآن ..
ثم عبرنا إلى شارع الكورنيش الرئيسي ومنه إلى الخالدية .. يا الهي كم أعشق الخالدية !
فهي مسقط رأسي و فيها دُفِنَ سيد الشجعان وسيف الله المسلول خالد بن الوليد .. حيينا الخالدية بأعلى صوت لنا و قطعنا شوارع لم نكن نحلم بقطعها دون رصاصة في الرأس ! .. ومررنا بجانب جامع سيدنا خالد و حييناه و عاهدناه على أن نكمل كفاحنا و نضالنا ..
وبدأت الشعارات تصدح في السماء وكان أولها وأجملها : ” هزّ كفك هزه هزّ دين مُحمد كله عزّ .. دين عيسى كله عزّ “
وصلنا إلى “حديقة العلو” و بدأ عبد الباسط بقيادة المظاهرة الهائلة ثم أحضروا مجسم الساعة و كان كبيرًا جدًا .. ولكن الشباب أبوا إلا أن يعودوا و يعتصموا في ساحة الحرية عند الساعة الأصلية ..
وقبل 200 متر من وصولنا للساحة بدأ إطلاق النار في الهواء لإخافتنا ولكن لم نهب شيء .. ثم أطلقوا النار علينا مباشرة ولم أرَ جرحى أو شهداء أمامي وعدت إلى المنزل بأعجوبة وكان أفراد الأمن قد أغلقوا الطرقات على المتظاهرين وأطلقوا عليهم النار .. وصلت إلى المنزل واتصلت بأصدقائي حتى أطمئن عليهم وكانوا بخير ..
عملت لاحقًا أنّه سقط بعض الشهداء والجرحى .. رحمهم الله تعالى جميعًا ت

الخلاصة هي في شجاعة أهل حمص من شبابها و نساءها و شيوخها .. تأكدت اليوم أنّه ليس مثلهم أحد .. إطلاقًا ..
بصراحة أنا لم أدهش بقوة الشيوخ و قوة كلمتهم وصدحهم بالحقّ دون خوف .. ولكن دهشت و عجبت لأمر نساء حُمص .. فواحدة منهن توازن مدن كاملة .. لله دركن يا نساء حُمص .. مشينَ معنا طوال الطريق و لم يتركونا حتى إطلاق النار فهربنَ من الرصاصات كما هربنا نحن الرجال ..

متى تصبح دمشق و حلب كحُمص ؟؟ ربما لن تصبحا كحُمص .. فليس كحُمص شيء !


Filed under: الثقافة السياسية والثورات العربية
View Original

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262