ربما من عاصر احداث الثمانينيات واعياً , يذكر خصوصاً في حماه , كيف أصبح السلاح يزيّن خصر الطلاب , المحسوبين على حزب البعث , و هم بعدَهم في صفوف المرحلة الثانوية ,, كـ اعضاء في قيادة الوحدة المدرسية , أو المحسوبين على الشبيبة و الملحقات الحزبية ,,
كون التنظيمات المناهضة لـ الحكم , كان لها قاعدة شعبية , فـ وزّع البعث السلاح , على اتباعه لـ يحدث الرهبة , و لو على مستوى فئات عمرية , لم تعي بعد , ما يعني حمل السلاح ,,
توضّح اليوم , أنّ تلك الايام , لم تكن استثناء , بل هي قاعدة لـ هذا النظام , يستند اليها مع كل زمان و مكان , يخرج فيه صوت يقول له : لا ,,
لم يستطع النظام اليوم , أن يكون حضارياً أو مدنياً , في تعامله مع الطلبة و الجامعات حتى , و يحاول أن يحيّدها , خارج دائرة القرار الذي يتحكم به , مجموعة من حاشيته , هم أبعد ما يمكن عن الحضارة و المدنية , بل هم !!!
أدخل الامن و الشبيحة , و شدد الخناق , و أهان , و سحل , و ضرب , و اعتقل , و قتل ,, كل تلك الافعال مارسها داخل حرم الجامعات , حتى وصلنا الى يوم الثلاثاء ,,,
جامعة دمشق , كلية الهندسة الميكانيكة , هندسة طبية , مدرج السنة الثانية ,,
اشهار الطالب عمار البالوش , مسدس ( شميزر 10 ملم ) , و اطلاق النار على طلاب آخرين , مما أدّى لـ استشهاد الطالب حسين غنام ( لبناني ) نتيجة اصابة قاتلة مباشرة , بينما تراوحت اصابة أربعة آخرين بين الخطيرة جداً و المتوسطة , و تم اسعافهم فوراً الى مشفى المجتهد , و تمكن الطالب عمار , من الهروب
و بين الطلّاب البقية المصابين , خضر الخازم , و يعتقد أنه توفي – لاسمح الله – نتيجة اصابته الشديدة في الرأس , اضافة الى الطلّاب الذين وصفت حالتهم الآن بـ المستقرة و غير الخطرة , و هم سلطان رضوان و جورج فرح و بيير لحام , و الأخير ابن عميد كلية الصيدلة ,,
لم تخرج رواية واضحة عن الحادثة , و الغالب قال أنّ المستهدفين , كانوا من اتحاد الطلبة , و هم من قادة الشبيحة في الكليّة , و أنّ أفعالهم السابقة في القمع و الاهانة , اتجاه طلاب محسوبين على الثورة , أدّت بهم الى تلك الحادثة ,,
________________________
أسئلة كثيرة , تجعل الرواية غير مستساغة , فـ كيف لـ طالب معارض – و في ذلك التشديد في التفتيش , الذي تشهده جامعة دمشق على وجه الخصوص – التمكن من ادخال مسدس الى حرم الجامعة و استخدامه , و لمَ استهداف طالب لبناني الجنسية في الحادثة و في اشد الطلقات , و من ثمّ كيف تمكن من الهروب , بين كلّ الطلاب !!
ألم يكُ يستطيع استهدافهم , خارج القاعة , لـ ضمان سهولة الهرب ؟
ربما تمكن من ادخال مسدسه , بـ طريقة ما , و تمكن من الهرب , بـ اشهاره المسدس و تهديد كل من جاء في طريقه ,, ربما ,,,
طبعاً اعلام النظام , ألصق التهمة بـ الثورة , و اعلام الثورة نفى , و اقاويل كثيرة خرجت على أنّ الموضوع بعيد عن الحرية , و أنّ الطالب استغل الاحداث الراهنة لـ يمرر فعلته , لـ خلفيات أخرى بينه و بينهم ,, و لاحقاً نشر خبر اعتقال الطالب عمار البالوش , و أنّ التحقيق جاري معه , كما خرجت روايات عن أنّه ابن أو قريب لـ مسؤول , و على ذلك فـ القصة لم تأخذ الصدى المتوقع , من اعلام النظام , و الذي يسعى عادةً لـ مثل تلك الحالات , لـ يشوّه صورة الثوّار
_______________________
ليس لـ أحد امكانية بت الأمر , و استباق الاحداث , و المعرفة أكثر عما وارء تلك الجريمة , كون التحقيق جاري , و الصور التي خرجت من المدرج ” مسرح الجريمة ” , قليلة لـ الغاية ,,
و على كلّ الاحوال , جريمة القتل تلك , صفحة سوداء في تاريخ الجامعة السورية , ساعد في ادخالها النظام , بـ استهتاره في تفشّي مظاهر القمع , داخل حرم الجامعة , و ليس بـ قوات حفظ نظام محترمة , بل بـ قطعان من الشبيحة ” الهمج ” , مما أوصل حالنا الى هذا , و أن تعود مظاهر الثمانينات الفردية , و حمل السلاح و اشهاره , و حتى القتل , بـ قرار فردي ,,
” الطالب ” عمار البالوش , إن ثبتت رواية استخدامك لـ السلاح و القتل , فـ أنت مجرم بـ حق , كل ذي حق دافعت عنه , و الحرية - إن كانت هي سببك – بريئة منك , و أنت عارٌ عليها , و علينا ,,
نظام الاسد , أوصلنا لـ هذا , و لا نعلم الى اين يريد الوصول بنا , بما يحمله هو و أزلامه من حقد و غل , على شعب انتفض في وجههم ينادي على كرامته ,,
( الصورة من قاعة الجريمة , و الدماء واضحة على الأرض )
و الثورة بـ عون الله منتصرة ,,
View Original