الرؤيا الأولى
أيقظنا شعاع هارب من ربيع الأول…نفضنا لحاف البرد وفتحنا عيوننا على جلبة فرح في أسفل الوادي…كانت أحرف الشتاء الأخيرة تتسلل عبر جداول من الفضة…قبضنا على الهمزة من فرط السعادة…صنعنا خاتما وملأنا جيوبنا بالبراعم وتركنا أغصان التفاح ونزلنا نغني أغنية على أنغام البحر البسيط …
كنا قادمين إليك ياملكة الملوك لنحتفل بزواجك العظيم على فضاء رحب لكن رجلا غريبا اشهر إصبعه في وجهنا وهددنا بان نعود إلى الفراش , فمازال علينا أن ننام..هددنا بعقاب أثيم……هربنا….. واختبأنا في شجرة كرز….
في ربيع الثاني فتحنا عيوننا على أغان من بحر الهزج آتية من أسفل الوادي…فأخرجنا من جيوبنا قصائد من البحر الوديع وصنعنا من الربيع ثوب زفاف ومن العين اسوارة …ونزلنا نغني أغنية من البحر الخفيف…
كنا قادمين إليك ياملكة الملوك لنقيم لك أعراسا ونحتفل بزواجك المرجو عل الأفق الكريم وابن الأفق الكريم…لكن رجلا غريبا رفع عصا غليظة وضربنا على ظهورنا وقال بان علينا ألا نبرح الفراش … فانكفأنا نحو حقول القصب….ونمنا…
في شهر البرتقال فتحنا عيوننا على أصوات مريبة في أسفل الوادي ….كان أنينا يشابه بكاء لملكة قد تكون ملكة الملوك…ملأنا جيوبنا بالحجارة وصنعنا من القصب عصيا ونزلنا نردد أهازيج من البحر المجتث …
كنا قادمين إليك ياملكة الملوك لنقيم لك عرسا على ملك العنوة والبأس لكن رجالا غريبون فتحو علينا النار فانكفأتا نحو حقول الشوك واختبأنا بين الصبار والأفاعي….ونمنا…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرؤيا الثانية
ركبت المرفأ عند أول الثامنة من أول مركب و نشرت رئتاي على الصواري ونفخت الهواء باتجاه الجنوب..أنا قادم من بحار بعيدة…..لم تعد تحتملني الغربة, قذفتني البلاد لان لساني معطوب ولا أحب الكلام…
أنا قادم ياملكة الملوك وزعت أحلامي على البحر المنسرح لكن موجا غريبا ارتفع فوق راسي وقال بأنه لم يحن بعد موعد الإبحار….فانكفأت…
انتظرت هواءً آخر ونشرت وجهي على الصواري وصرخت برجال أشداء لهم اذرعة صلبة من الغربة والملح بان علينا أن نجدف الان لنباغت العاصفة و البحر …
كنا قادمين إليك ياملكة الملوك لنحلي عيوننا بزفافك المنتظر على البحر الواسع لكن موجا عاتيا قلب المركب والرجال وتحطمت سفننا وقلوبنا عند سواحل الغجر….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرؤيا الثالثة
يحكى أن رجلا حافي القدمين بثياب رثة وقطعة من الذرة كان يهذى عند بحرالحجاز من شدة الحر والعطش… فاستوقف قافلة من العرب واستغاث بان يأخذوه الى ملكة الملوك لأنه يريد حضور الزفاف العظيم على ملك النخوة …فبكوا …واخبروه بان عرسا قصريا وصبْيةً كثيرة ومراكبا قدمت من كل الأماكن تتقاتل من اجل رأسها الجميل…وان دماءاً غزيرة تسيل على شواطئ البحر الوافر….فانهار من الجوع على بحر الرَّمَل….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملكة الملوك ….امرأة في مقتبل القرن الخامس بعد الميلاد العاشر من العمر…جميلة وعاليه….لايطالها احد إلّا أبناؤها …..جميلة وعاليه …..لا يقتلها احد إلّا أبناؤها…..قتلت عشر مرات ……ودفنت ألف مرة في بحور عميقة من شعر مالح….ولكنها لم تفارق الحياة يوما….
View Original