Quantcast
Channel: 优发娱乐wwwyoufa8|优发娱乐平台|优优发娱乐pt客户端下载
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

مدونة هاني: هل دخلت أميركا وأتباعها مرحلة النطح؟

$
0
0

 صدقت توقعاتي بالنسبة لبعثة المراقبين العرب. كلام نبيل العربي كان تقريبا أول تقرير يصدر عن هذه البعثة، وكان من الواضح فيه أن البعثة سوف تحاول أن توازن موقفها بين موقفي السلطة و”المعارضة” في سورية. وكما قلت سابقا فإن أي محاولة من البعثة للتوازن سوف تبدو وكأنها انحياز ضد الموقف الأميركي، وهو ما حصل بالفعل حيث أن كلام العربي قوبل برد فعل غاضب من أتباع أميركا.

اجتماع الجامعة العربية القادم ربما لن يرفع العقوبات عن سورية، ولكنه أيضا لن يحيل الملف السوري إلى مجلس الأمن كما تطالب أميركا، وبالتالي هو لمصلحة سورية وروسيا. هدف روسيا الأساسي من الجامعة العربية كان تحويلها إلى مكان تعلق فيه القضية السورية لوقت طويل، أي أن هدف روسيا كان من الأساس هدفا دفاعيا وليس هجوميا. روسيا في مقاربتها للشأن السوري تحاول أن تحمي سورية من تكرار السيناريو الليبي فيها، وطالما أن أميركا عاجزة عن تكرار هذا السيناريو في سورية فروسيا إذن رابحة سواء رفعت العقوبات عن سورية أم لا.

أميركا كانت تعد لمهرجان كبير ضد سورية في مجلس الأمن في شهر كانون الأول، وهذا المهرجان فشل. حاليا لا يبدو أن هناك أفقا للتحرك ضد سورية في مجلس الأمن في المدى القريب. أي أن روسيا ربحت معركة مجلس الأمن مرة ثانية.

هذا بالنسبة لمجلس الأمن (الذي هو ساحة مهمة جدا)، ولكن ماذا عن التحرك خارج مجلس الأمن؟

أميركا أبلغت منذ أشهر كل أتباعها في المنطقة بأن النظام السوري ساقط حتما وأنه ستتم الإطاحة به سواء بعمل عسكري أو بدون عمل عسكري، وبناء على هذا القرار الأميركي (الذي يعتبره أتباع أميركا بمثابة قضاء وقدر لا يمكن لأحد رده ولا حتى الله) تحرك أتباع أميركا (وخاصة الصغار منهم كقطر وسعد الحريري) ضد سورية بجرأة كبيرة لأنهم كانوا يعتقدون أن النظام ساقط حتما. أيضا أميركا أبلغت أتباعها بأن الانسحاب الأميركي من العراق لا يعني انتهاء دور أميركا فيه لأن تركيا سوف تحل محلها في هذا البلد، وأبلغتهم أيضا بأن إيران سوف تختنق قريبا بسبب تشديد الحصار الاقتصادي عليها.

الآن يتضح أن كل مخططات أميركا في المنطقة تتعثر وتتهاوى، فلا أميركا استطاعت أن تسقط النظام السوري ولا هي استطاعت أن تحل تركيا محلها في العراق ولا هي استطاعت أن تشدد العقوبات على إيران. باختصار، أميركا الآن تبدو وكأنها قد أصبحت مهزأة في المنطقة.

لهذا السبب تحرص أميركا بشدة على إبقاء الضغط الإعلامي على دول الممانعة. أميركا الآن تريد أن تقلل قدر الإمكان من الآثار الإعلامية والنفسية للهزيمة التي لحقت بها في المنطقة.

أنا ذكرت سابقا العناصر التي تجعل من أية دولة قوة إقليمية أو قوة دولية، وقلت أن أحد هذه العناصر هو “الهيبة”. الهيبة هي شيء مهم جدا لأية قوة إقليمية أو دولية لأن الهيبة تسهل على القوة الإقليمية أو الدولية كسب الأتباع وتسهل عليها ردع الخصوم.

في منطقة الشرق الأوسط بالذات أميركا لديها هيبة كبيرة جدا، وهذا الأمر ينطبق على كل شعوب المنطقة باستثناء قلة قليلة من العقائديين (وأغلب هؤلاء هم إما قوميون عرب أو إسلاميون شيعة موالون لإيران).

النخب السياسة والاجتماعية المسيطرة في دول المنطقة هي كلها تابعة فكريا لأميركا باستثناء النخبة الحاكمة لسورية والنخبة الحاكمة لإيران.

لهذا السبب فإن مسألة الهيبة هي بالنسبة لأميركا أمر مهم جدا. أميركا عملت منذ الخمسينات على بناء هيبتها في المنطقة، وهذه الهيبة بنيت أساسا على تدمير المشروع القومي العربي. ما صنع هيبة أميركا في المنطقة هو هزيمة عبد الناصر في عام 1967 وما تلاها من هزائم لمصر والعراق، وطبعا انهيار الاتحاد السوفييتي.

حاليا نحن نعيش مرحلة تحول في موازين القوى الإقليمية والعالمية، وهناك أقطاب جديدة تنشأ في العالم مقابل القطب الأميركي. لهذا السبب فإن الهيمنة الإعلامية الأميركية على هذه المنطقة هي أمر ضروري جدا لاستمرار سيطرة أميركا عليها.

كل هم أميركا الآن هو إبقاء الضغط الإعلامي على سورية وإيران في أقصى درجة، وهذا ما نراه بوضوح في الإعلام الموالي لأميركا.

في المقابل نرى أن الإعلام الممانع يركز كثيرا على إظهار هزيمة أميركا في العراق وسورية. مناورات إيران الأخيرة في مضيق هرمز كانت تهدف أساسا إلى إذلال أميركا إعلاميا.

إيران لم تكتف بالمناورات وإنما أصدرت اليوم بيانا غريبا يحذر أميركا من إعادة حاملة طائراتها إلى الخليج الفارسي.

هذا البيان يعني أحد شيئين، إما أن إيران تسعى للصدام عسكريا مع أميركا (وهذا أمر مستبعد) أو أن إيران واثقة جدا من العجز الأميركي وتريد إظهار هذا العجز أمام العالم لكي تزيد من فضح أميركا وإذلالها.

 أميركا لا تريد الصدام عسكريا مع إيران ولا بأي حال من الأحوال، وإيران تفهم هذا جيدا وتستغله لزيادة إحراج أميركا إلى الحد الأقصى.

إيران باختصار تريد أن تقول لشعوب هذه المنطقة (المستعبدة فكريا لأميركا) أن أميركا لم تعد هي الآمر الناهي فيها.

صواريخ إيران بالأمس كانت إحراجا كبيرا لأميركا، وهذا ما دفع أميركا لكي توعز لأتباعها بشن هجمة كلامية جديدة على سورية.

اليوم ساركوزي أطلق تصريحا قويا ضد الرئيس الأسد، وأيضا إيهود باراك قال بالأمس بأن نظام الأسد سيسقط خلال أسابيع. هذه التصريحات جاءت بهدف إزالة آثار المناورات الصاروخية الإيرانية.

وليد جنبلاط أيضا تحدث اليوم وهاجم روسيا ودعى دروز سورية للتمرد. هذا التصريح جاء ردا على تصريحات سليمان فرنجية بالأمس التي أعلن فيها دعمه للنظام السوري بقوة.

وليد جنبلاط وأمثاله من معاتيه السياسة اللبنانية لا يفهمون شيئا في السياسة الدولية والإقليمية وهم ما زالوا يصدقون وعود أميركا لهم بأن النظام السوري ساقط قريبا، ومن هنا أتت تصريحات جنبلاط اليوم. لا بد أن جنبلاط تحدث مؤخرا مع جيفري فيلتمان أو أحد أتباع جيفري فيلتمان وبسبب هذا الحديث تحمس جنبلاط اليوم وخرج ليرد على سليمان فرنجية.

هذه الموجة من التصريحات المتزامنة ضد الأسد لم تأت صدفة وإنما أتت بإيعاز من المايسترو الأميركي، والهدف منها هو إبقاء الضغط قائما على سورية ردا على المناورات الإيرانية في مضيق هرمز.

تقييمي الشخصي لما يحدث الآن أنه يدخل في إطار “النطح” أو “الفرفحة”. الثور عندما يجرح يقوم بالنطح والرفس في كل الاتجاهات، والصرصور عندما يبخ بالمبيد الحشري يقوم أيضا بالرفس وتحريك أطرافه في كل الاتجاهات. هذه النطحات والرفسات، أو “الفرفحة”، لا تعني أن من يقوم بها هو في وضع جيد بل على العكس هي تعني أنه مكلوم ومجروح جرحا بليغا.

أشخاص كوليد جنبلاط تستخدمهم أميركا دائما في مثل هذه المناسبات لتغطية انسحابها. بعد أن هزمت أميركا في لبنان في عام 2006 أوعزت إلى وليد جنبلاط لكي يقوم باستهداف شبكة الاتصالات التابعة لحزب الله، والنتيجة كانت طبعا ضد مصلحة وليد جنبلاط. أميركا عندما تهزم تطلق أتباعها الصغار لكي يقوموا بهجمات عبثية الهدف منها هو تغطية انسحابها ليس أكثر، والضحية طبعا هم الأتباع المغفلون الذين لا يتعلمون أبدا من تجاربهم.

لا أريد أن أتحدث عن المعارضة السورية لأن هذه المعارضة هي في رأيي أتفه من أحلل مواقفها. أميركا الآن تستخدم ما يسمى بالمعارضة السورية كما تستخدم وليد جنبلاط وسعد الحريري. هي تحرضهم على رفض الحوار مع النظام والتصعيد بهدف التغطية على هزيمتها، ولكنهم قريبا سوف يكتشفون أن دورهم انتهى وأنهم خرجوا من الصراع بدون أي مكسب.

أمثال هؤلاء الصغار هم من يسمون “بالكروت المحروقة”. إنهم مجرد كروت. الفرق بين اللاعب وبين الكرت هو أن اللاعب يعرف كيف يقيم موازين القوى ويعرف متى ينسحب من اللعبة، أما الكرت فهو لا يفقه شيئا من هذه الأمور وكل وظيفته هي أنه كرت بيد غيره.

ماذا استفاد الإخوان المسلمون من أحداث السبعينات والثمانينات؟ لا شيء على الإطلاق… ويبدو الآن أنهم لن يستفيدوا شيئا أيضا.

الوقت الآن يسير لمصلحة سورية وإيران. بالنسبة لإيران فأنا لا أظن أنها مهددة بهجوم عسكري، بل على العكس إيران تحاول الآن تغيير المعادلة الدولية لكي تمنع دول الغرب من تشديد العقوبات عليها. أما سورية فالحملة عليها وصلت إلى طريق مسدود.

لم يعد في يد أميركا أي سلاح على الإطلاق لكي تستخدمه ضد سورية. لقد فعلت كل ما بوسعها وفشلت. في شهر نيسان سوف تكون هناك انتخابات رئاسية في فرنسا. في الانتخابات الفرنسية يتنافس عادة اليمين (ممثلا بحزب UMP الذي يتزعمه ساركوزي) واليسار (ممثلا بالحزب الاشتراكي). في حال خسر ساركوزي (وهذا أمر وارد) فهذا سوف يقود على الأغلب إلى تغير في سياسة فرنسا تجاه سورية كما حصل بعد خروج شيراك من الحكم. من المستبعد أن يستمر الرئيس الفرنسي الجديد بنفس القدر من التصعيد ضد سورية لأن هذا لن يكون في مصلحة فرنسا.

أما أميركا فهي دخلت بالفعل في موسم الانتخابات الرئاسية، وهذا الموسم مستمر حتى شهر تشرين الثاني القادم. في حال تغير الرئيس الفرنسي فهذا سوف يضعف كثيرا الحملة الأميركية على سورية.

تركيا سكتت منذ زمن ولم نعد نسمع صوتها.

باختصار لم يبق هناك أحد في الصراع سوى النطّيحة الصغار. هؤلاء النطيحة سوف يستمرون في النطح حتى شهر نيسان أو حتى نهاية السنة وبعد ذلك سوف يكتشفون أنهم كروت محروقة. هذه هي مشكلتهم ألا وهي أنهم يتأخرون جدا في إدراك المتغيرات.

إسرائيل والحصن في اللاذقية

نشر موقع دبكا الإسرائيلي قبل أيام مقالا يتحدث عن أن الرئيس الأسد بدأ في بناء “حصن” دفاعي له ولمناصريه في جبال اللاذقية استعدادا للحرب الأهلية. أنا تحدثت في تدوينة سابقة عن موقع دبكا وكيف أنه غير أحد مقالاته بشكل جذري في يوم واحد استجابة للضغوط الأميركية. هذا المقال الذي نشره موقع دبكا هو جزء من الحملة الأميركية وهدفه إظهار الوضع في سورية وكأنه يتدهور وأن الأسد خائف على نفسه وأنصاره ويريد أخذهم معه لكي يختبؤوا جميعا في كهوف جبال اللاذقية.

في حال كان الأسد يقوم بالفعل ببناء حصن في جبال اللاذقية فهذا يعني أنه يأخذ احتمال الحرب بالحسبان ويستعد له. إذا اندلعت حرب على الطريقة الليبية في سورية فإن هدف “قوات التحالف” الأساسي سوف يكون اغتيال الأسد، وبالتالي ليس من المستغرب أن يقوم الأسد ببناء حصن في جبال اللاذقية للاحتماء به. جبال اللاذقية هي المنطقة الأكثر وعورة في سورية وبالتالي هي المنطقة الأصلح لبناء ملجأ محصن، كما أن سكانها علويون وبالتالي احتمال تغلغل الوهابيين وعملاء المخابرات السعودية فيها أقل من غيرها.

لو كان الأسد يقوم بالفعل ببناء حصن كهذا الذي يتحدث عنه موقع دبكا فأنا أستبعد أن يكون الهدف منه هو خوض حرب أهلية. أنا أعتقد أن هذا الحصن مرتبط بالمطار العسكري الذي يتم بناؤه قرب اللاذقية بتمويل إيراني. أنا أعتقد أن النظام السوري يحاول إقامة منطقة عسكرية حصينة في جبال اللاذقية بتمويل وخبرات إيرانية، والهدف من هذه المنطقة هو استخدامها كمقر للقيادات السياسية والعسكرية في زمن الحرب مع إسرائيل.

إسرائيل تهدد سورية دائما بأنه لو اندلعت حرب بين سورية وإسرائيل فإن إسرائيل ستهاجم دمشق وتقضي على نظام الحكم، وهذا التهديد ورد بشكل علني على لسان وزير الخارجية الإسرائيلي في العام الماضي. مدينة دمشق قريبة جدا من الجبهة وهي تقع في أرض منبسطة مشرفة على مرتفعات الجولان، أي أن التقدم الإسرائيلي نحو دمشق لن تكون أمامه أية عوائق طبيعية. أيضا هناك مشكلة أخرى كبيرة في موقع دمشق ألا وهي وقوعها بالقرب من الحدود اللبنانية. مدينة دمشق لا تبعد عن الحدود اللبنانية إلا 40 كم فقط، وفي حال قررت قوات أجنبية التمركز في سهل البقاع اللبناني فهذا سوف يجعل من دمشق مدينة ساقطة عسكريا.

القوات الفرنسية التي غزت دمشق في عام 1920 جاءت من سهل البقاع اللبناني، وهذا السيناريو من الممكن أن يتكرر في أي وقت، خاصة في ظل ما نسمعه عن إنشاء قواعد سرية أميركية في عرسال وغيرها. أرييل شارون حاول في عام 1982 احتلال سهل البقاع لكي يجبر حافظ الأسد على الاستسلام، فاضطر حافظ الأسد وقتها لإرسال الجيش السوري للتصدي للغزو الإسرائيلي، وكانت النتيجة اندلاع معارك ضخمة في سهل البقاع بين سورية وإسرائيل ذهب ضحيتها الآلاف من الجيش السوري. هذه الحرب التي دارت في سهل البقاع اللبناني في عام 1982 هي أكبر حرب خاضها الجيش السوري في تاريخه، وسبب تغييبها إعلاميا من الجانب السوري هو أن الجيش السوري تكبد خلالها خسائر هائلة (المصادر الإسرائيلية تزعم أن الجيش السوري فقد فيها أكثر من نصف قواته). أما إسرائيل فهي لا تتحدث عن هذه الحرب لسبب بسيط هو أنها هزمت فيها واضطرت للانسحاب من البقاع واعتباره منطقة نفوذ سورية.

بعد هذه المعارك في البقاع اضطرت أميركا لرعاية الاتفاقية المعروفة باسم “اتفاقية الخطوط الحمر” بين سورية وإسرائيل. هذه الاتفاقية كانت اتفاقية تقاسم نفوذ بين سورية وإسرائيل وأميركا في لبنان، حيث أنها اعتبرت البقاع منطقة نفوذ سورية وجنوب لبنان منطقة نفوذ إسرائيلية، أما أميركا فنالت بقية لبنان. هذه الاتفاقية لم تعمر طويلا لأن سورية استمرت في خرقها حتى جعلت منها خرقة مهترئة، ومع انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000 انتهى آخر ما تبقى من هذه الاتفاقية.

أميركا وإسرائيل اعتبرتا أن خروج إسرائيل من لبنان في عام 2000 أنهى فكرة تقاسم النفوذ وصار لا بد من إخراج سورية من لبنان انتقاما لإسرائيل، ولذلك صدر القرار 1559 الشهير.

عودة إلى الموضوع، إذن مدينة دمشق هي مدينة مهددة من الناحية العسكرية، وحاليا صار التهديد أكبر بسبب انتشار المتمردين الوهابيين في بلدات ريف دمشق وداخل دمشق نفسها. حاليا لو دخلت إسرائيل بقواتها من الجولان أو لبنان فإن المتمردين الوهابيين سوف يستغلون وجودها لتصعيد هجماتهم ضد الجيش السوري (كما حصل في لبنان عندما دخلت إسرائيل، وكما حصل في ليبيا مؤخرا). ومن الممكن مثلا أن تقوم المخابرات السعودية والتركية والأميركية بتوجيه المتمردين الوهابيين لاستهداف الجيش السوري من الخلف وقطع خطوط إمداداته (كما يحصل الآن)، وهذه الأمور سوف تسهل الغزو الإسرائيلي.

 لهذه الأسباب فإنه من الطبيعي للدولة السورية أن تفكر في بناء مركز للقيادة بعيد عن دمشق. جبال اللاذقية هي موقع مناسب من عدة نواحي:

  • منطقة جبلية وعرة، وبالتالي قصفها من الجو أصعب، ودخولها من البر أيضا أصعب.
  • قريبة من البحر، وبالتالي يسهل نقل الإمدادات إليها ويصعب محاصرتها.
  • معظم سكانها موالون مخلصون للنظام السوري.

هذه الأسباب على ما أظن هي أسباب بناء “الحصن” في جبال اللاذقية إن كان هناك هكذا حصن بالفعل. الموضوع في رأيي لا علاقة له بالحرب ضد المتمردين الوهابيين. استطلاع الرأي الأخير الذي أجراه مركز أبحاث قطري تابع للشيخة موزة أظهر أن الأسد ما زال يحظى بتأييد 55% من السوريين في داخل سورية، وبالتالي أنا لا أظن أن النظام السوري يخشى من حرب أهلية، ولكنه يخشى من حرب خارجية ولذلك يقوم ببناء مركز حصين للقيادة في زمن الحرب.

فكرة التحصن في الجبال تبدو وكأنها مستوحاة من إيران. إيران قامت مؤخرا بنقل أجهزة تخصيب اليورانيوم إلى مواقع محصنة داخل الجبال الإيرانية، وهذا ربما يكون مصدر الفكرة السورية بالتحصن في الجبال. ما يدل أكثر على الدور الإيراني في المشروع السوري هو أن إيران تقوم حاليا بتمويل بناء مطار عسكري قرب اللاذقية، والهدف من هذا المطار هو نقل الإمدادات العسكرية من إيران إلى سورية.

إذن إيران على الأغلب هي من تقوم ببناء هذا الحصن الدفاعي الجديد في اللاذقية، وبما أن إيران هي من تبنيه فلا أظن أن الهدف منه هو حماية النظام. إيران لا يمكن أن تنفق كل هذه الأموال لأجل حماية بعض الأشخاص أو حماية طائفة كم زعم موقع دبكا. إيران تنفق هذه الأموال لأنها تنظر إلى سورية على أنها شريك في الحرب ضد إسرائيل وحلفاء إسرائيل. هناك مسؤول إيراني صرح قبل فترة بأن سورية هي جزء من “المحيط الدفاعي” للجمهورية الإسلامية. طالما أن سورية هي جزء من المحيط الدفاعي لإيران فلا يستغرب إذن أن تقوم إيران بإنفاق الأموال على تسليحها وتحصينها.

ربما يكون الهدف من الحصن الدفاعي المزعوم هو نقل منشآت تصنيع الأسلحة الاستراتيجية إلى داخل الجبال لحمايتها من القصف والتدمير. المتمردون الوهابيون كانوا في الفترة الأخيرة يطالبون من على قناة الجزيرة باستهداف مواقع تصنيع الصواريخ السورية. ربما تكون هذه الحملة الإعلامية ضد الصواريخ السورية قد دفعت السلطات السورية لنقل منشآت تصنيع الصواريخ  إلى داخل الجبال. هذه طبعا مجرد فرضيات.

هناك فرضيات عدة لتفسير بناء هذا الحصن الدفاعي، ولكن أسخف الفرضيات هي الفرضية التي حاوت أميركا الترويج لها عبر موقع دبكا. موقع دبكا أقر في مقاله بأن الحصن تابع للجيش السوري وأنه منشأة عسكرية، ولكنه زعم بأن الهدف من بنائه هو استعداد الأسد للحرب الأهلية.



View Original

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

Latest Images

Trending Articles



Latest Images