مدونة رفاء المصري: قصة مرعبة قابلة للحدوث

بعد أن أنهى قلم الملك جولته في توقيع المهام العسكرية لمواجهة العدو الداخلي، و بعد أن وجه عناصره الدبلوماسية ليمارس مسلسل العزلة السياسية عن العالم والذي فرضه والده ليقنع شعبه أنه الوحيد في مواجهة شبح اسرائيل، نظر نحو ساعة الحائط ليتأكد من اقتراب موعد العشاء في الثامنة،انطفات الاضواء لثانية ثم عادت قوية، نظر مجدداً نحو الساعة ليصعق بمنظر عقرب الثواني يدور بالاتجاه المعاكس رمى القلم من يده وانتصب بقده المياس، و اقترب نحو الساعة، زاد ذهوله حين رآها تتسارع في العدو للخلف….

عطل فني ….قال في سره

اتجه نحو الشباك الزجاجي المدعم ليرى سيارت القصر تسير عكس السير.

ركض باتجاه المخرج لم يجد أحد من حراسه، ضغط زر المصعد فهبط للقبو…استعان بقدميه لهبوط الدرج وعندما بلغ أسفل البناء ظهر بوجهه حارس البناء سأله أين الجميع يا حسن

تجاهل حسن ملكه وسار نحو غرفته وأغلق الباب

بدأت أوصال سيدنا ترتعد …ماذا يحصل في مملكتي؟ سأل نفسه

خرج للشارع الناس تتحدث بالمقلوب وأصوات متضاربة، حركات معكوسة، أصاب الشارع مس شيطاني وظن نفسه يحلم…. بسم الله.. بسم الله….. صار يردد في نفسه.

سار باتجاه ساحة الشعب، لم يعير احدٌ اهتماماً لملكهم المصعوق،  نادى بأعلى صوته ما بكم؟؟؟ ماذا جرى؟

لم يجبه أحد….

اقترب منه طفل صغير وسأله: هل أنت الرئيس والملك ورجل الدين والرب الدنيوي؟

استغرب الملك…. الطفل يتحث بلغة مفهومة!!!

الملك: من أنت؟ وماذا يحدث؟

أجاب الطفل ….ماذا تفعل هنا لماذا لست على كرسيك؟ …لقد ذبحت آلاف الأحرار واعتقلت عشرات الآلاف لكي تبقيه ملمعاً ..ماذا تفعل انت هنا؟

قال الملك …. أتجيب على سؤالي بسؤال؟ من أنت ؟؟ و ماذا يحدث؟

اهدا و لا تصرخ فلن يجيبك احد سواي …اجابه الطفل

العب معي لعبة الغميضة ثم سأجيبك

غضب الملك وقال سأوسعك ضرباً… أجب حالاً

أجاب الطفل يا لك من فظ …حسناً سأجيبك

أنا الطفل بلال المنشف شهيد ذو ست سنوات من عاصمة الثورة حمص ….باب عمرو الطاهرة، قُتلت على أيدي رجالك يا سيدي في 22-11-2011

صُعق الملك …شهيد؟؟!!! لكنك حي  يرزق أمامي …

أجاب الطفل بالفعل انا حي فالشهيد يبقى حياً  أم أنت فلا     ….

و انت ميت يا سيدي….

رجفت مفاصل الملك …جحظت عيناه …نزفت غدده عرقاً وخوفاً

أنا ميت؟؟؟

الطفل بلال: فجر صاروخ اليوم قصرك في الساعة الثامنة….لا تحزن فالحساب لم يبدأ بعد

جمدت عينا الملك مجدداً وكأن البرد لفهما بالجليد

ضحك الطفل مازحاً ألم اخبرك ان تلعب معي الغميضة ؟؟ لكنك رفضت …أستودعك الملائكة