Quantcast
Channel: 优发娱乐wwwyoufa8|优发娱乐平台|优优发娱乐pt客户端下载
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

المُندسّة السورية: الميّت المنْدسْ

$
0
0

مثل كل يوم و منذ شهرين يتساقط الشهداء من كل صنف و لون وطائفة بأيادٍ غادرة , لكن هذه المرة اتخذت المجازر منحىً آخر فساحة الجريمة لم تكن في الساحة العامة أو في الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان ولم تكن حول المديريات أو دوائر الدولة وإنما كانت في أخطر مكان ينال من هيبة الدولة و يزعزع كيانها ويهز أركانها , لقد كانت في مقبرة المدينة المسماة ( تل النصر )المكان الذي سمّي ظلماً ( تل الغدر ) بعد هذه الحادثة , لأنه كان شاهداً على الجريمة المدبرة و المخطط لها بدقة متناهية .
في اليوم التالي لجمعة الحرائر خرجت الناس تشيّع شهداءها في جموع كثيرة و غاضبة من العنف والظلم والقتل غير المبرر .
حدّثني صديقي عن هذا اليوم , فقد خرج مع الحشود لدفن شهداء الوطن , على فكرة نسيت أن أخبركم أن صديقي يملك صفة مميزة لا يملكها أحد غيره من البشر ألا وهي سماع أصوات الموتى !
قال : ذهبنا إلى دفن شهداء الوطن ,و ما أن وصلنا و دخلنا إلى المقبرة حتى سمعت أصوات بعض الموتى .
قال أحدهم : اليوم يوجد مشيّعون كثر ! على الأغلب أن المتوفى شخصية هامة .
أجابه آخر : نعم . هي شخصية هامة بل هي من أنبل بني البشر , هذه الجنازة لشهيد الوطن . لكن انظروا ! هم سبعة شهداء !
هذا يفسر شدة المعارك , أتمنى من الله أن نكون حررنا الجولان .
تحدث ميّت آخر : هم ليسوا شهداء حرب مع اليهود ولم يسقطوا في الجولان , إنما في أحيائهم و شوارعهم و منازلهم دفاعا عن حريتهم . إن ما يحيرني هو وجود الدبابات بالقرب من المقبرة , هل ارتفعت نخوة العرب لتدافع عن الأموات ؟
قال آخر : ألا ترون القناصة و الجنود شاهرين أسلحتهم على الأحياء المشيّعين العزّل ليقتلوا و يسكتوا أول صوت ينادي الله أكبر وكأن تكبير الله يرعبهم .
أكمل صديقي كلامه قائلا : ما أن انتهينا من دفن موتانا و اتجهنا خارجاً و إذا بفرقة مداهمة عسكرية من أمن الدولة تصوب أسلحتها نحونا و ترشقنا بالرصاص كالمطر فسقط العديد من قتيل و جريح لتكون المجزرة الثانية في مدينتنا بعد مجزرة الاعتصام في ساحة الحرية .
تفاجأ الموتى من هول ما حدث و كادوا أن يتحركوا من شدة الصدمة إلا أن أرواحهم رفضت العودة إلى أجسادهم خوفاً من سجون الأجساد و تابعوا دون خوف ما يحدث. بعد تراكم القتلى عملت الجارفات على إحداث حفرة كبيرة صالحة كمقبرة جماعية و سمعوا الحديث بين رئيس المداهمة و نائبه .
الرئيس : لا يعجبني دفن الجميع في مقبرة واحدة .
النائب : لا أفهمك سيّدي , أين الخطورة ؟ هل تظن أن تجمّعهم في مكان واحد سيحدث ثورة ؟
الرئيس : الاحتياط واجب أليس كذلك ؟ آمرك أن تقتل أفضل و أذكى جندي في قواتنا الأمنية و أن تقبره معهم ليكون عين لنا تحت الأرض ولتكن مهمتنا هذه من أكثر المهام سرية و لنطلق عليها مهمة “الميّت المنْدس “.
النائب : فكرة جهنمية يا سيّدي و سيخلّد التاريخ اسمك عليها , كما أرجوك يا سيدي أن تعلمني تعريف المواطن الصالح و هل أنا مواطن صالح ؟
الرئيس : المواطن الصالح هو المواطن الميّت !
By: free Sibai


View Original

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

Trending Articles