على سيرة أحداث مصر الحالية
دول العالم المتخلف تختار وزراءها بطريقة معينة، إما عن جهل، أو عن قصد.
ومن أهم الأخطاء المرتكبة في اختيار الوزراء هي: وزيري الدفاع والداخلية
دائماً يتم اختيار وزير الدفاع من ضباط الجيش
ودائماً يتم اختيار وزير الداخلية من ضباط الشرطة
وهذا خطأ كبير
هل سمعتم بوزير دفاع أمريكي من الضباط؟
هل سمعتم بوزير داخلية أمريكي من الضباط؟
وكذلك الأمر في بريطانيا وفرنسا وألمانيا و……
فالوزارة منصب سياسي، والعقلية العسكرية للضباط تتحكم حتى في حياتهم الشخصية وفي منازلهم، فمن باب أولى أن تسيطر على اسلوبهم في العمل الوزاري، أي القسوة والبطش وعدم اعتبار أي قيمة للرتب الأدنى والطاعة العمياء للرتب الأعلى.
أما الوزير، فبالمنطق البسيط، هو منصب سياسي، ويجب أن يكون شخصاً بقدرات ثقافية وقانونية وسياسية معينة، قبل النظر إلى مؤهلاته التقنية.
وينجر هذا الكلام حتى على الوزارات الأخرى، فالخبرات التقنية ليست مطلوبة إلا في حالات خاصة وظروف خاصة، ومن هنا نسمع بحكومات (تكنوقراط) كما هو الحال في الوزارة الايطالية الجديدة والتي تطلب اختيارها الظروف الصعبة التي تمر بها ايطاليا من النواحي الاقتصادية.
ولكن في حالة وزارات الدفاع والداخلية، فالاستثناء الوحيد (قد) يأتي في حالة الحرب.
وانظروا ماذا يفعل ضباط الجيش والشرطة في مصر وكيف يواجهون التظاهرات والاعتصامات بعد الثورة والإطاحة بنظام الدكتاتورية القمعي.
كيف نلومهم وقد اعتادوا من الناس التنفيذ وعدم الاعتراض! واعتادوا اطاعة أوامر رؤوسائهم بدون مناقشة!
أو كما يقال في الجيش “نفّذ ثم اعترض”، وبعد التنفيذ لو اعترضت ستعاقب!
ليس خطؤهم، الخطأ فيمن وضعهم في هذه المناصب.
وطالما سنبقى نختار وزرائنا من الضباط، فلا تتوقعوا خيراً.
الصورة لوزير الداخلية المصري الحالي “اللواء منصور العيسوي”
View Original