المُندسّة السورية: المسيرة المليونية و مسلسل الهروب د. حسان الحموي

في ظل المظاهرات المناهضة والمؤيدة لبشار ، فقد تم يوم الاربعاء في 11/1/2012م، تنظيم مسيرة مؤيدة ( عفوية لسيادتو) ، وبالتالي باعتبارها غير مرخصة فقد لجأ أنصار بشار الى استخدام البلطجة من خلال هدم سور المكتبة لعمل الترتيبات الأمنية اللازمة لوصول سيادتو (بشكل عفوي) ، إلى المسيرة المؤيدة ، لإلقاء الخطاب  (العفوي)  .

وطبعا في ظل غياب الدافع الذاتي لمؤيدي هذا الطاغية، فقد لجأت عصابته إلى استقدام العديد من مناصريه بوسائل النقل الحكومية من أماكن عملهم ، إلى ساحة الأسديين ( الأمويين سابقا ) كما تم تسميتها حاليا من قبل فئة المنحبكجية على مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك) .

لكن الملاحظ على هذه المسيرة المليونية مايلي:

- تم تصوير المسيرة المليونية بالكمرة التلفزيونية بطريقة المسح ؛ والتي أظهرت للوهلة الأولى أن عدد المؤيدين بالملايين ، ولسوء حظهم أنه كان هناك من يترصدهم بكمرته التي أظهرت كيف أن ساحة الأمويين كانت شبه فارغة .

-  أنهى بشار خطابه (العفوي) ، بعد أن رمى بكلماته رشا على المتظاهرين ، و انسحب مسرعا من على المنصة، وقد احاط به رجاله من كل الجهات ، قبل أن ينتبه شعبه لهذه المسرحية ويحصل ما لا يتوقعه .

- لقد أعاد بشار سيناريو القذافي من فوق القلعة ، وحاول الهروب من داخل حديقة المكتبة ، من بين الأشجار حيث وضِعَ له درج يستطيع من خلاله الصعود الى الحديقة والهروب من الخلف .

- لقد بدت المسيرة المليونية  العفوية ، واضحة وجلية للجميع ، و ظهر الخطاب عفويا وتفاعليا ، ولكن الفرحة لم تكتمل فلم يستطع هذا السناريو الصمود لدقائق أمام كثرة المترصدين لسيادتو .

إن السناريو الليبي في الخطابات، والذي ظهر فيه القذافي مخاطبا العالم بالملايين التي تؤيده ، والتحدي الأرعن للقائد الأوحد الذي يحارب الارهاب ( الشعب) ، بدى مقززا للعين بعدما سرق من شعبه دمعة غالية على فلذات أكبادهم ، ستغرقه و مؤيدوه بحزن لم يتوقعه هو أو مناصروه في القريب العاجل.

فهل سيصبح هذا الخطاب عبئا عليه كما كان على القذافي؟، وكيف سيتخلص هذا الطاغية من الشياطين التي برزت أمام عينية في كل ارجاء الوطن ، تنادي بإسقاطه؟.

الدكتور حسان الحموي