المُندسّة السورية: وجه الشبه بين العزيزية والأمويين

دق هاتفي الخليوي بالأمس وانا بسيارتي من صديق مندس لدرجة الجنون ، تعجبت من شدة فرحه وهو ينقل لي خبر بأن بشار نزل لساحة الأمويين مع شبيحته وطنطاته العفويين بمسيرة تأييد لخطاب القائد الملهم ، لم أكن بحاجة لسؤال صديقي عن سر فرحه بهذه الحركة الغير متوقعة من بشار الأسد حيث أن كل من راقب ثورة ليبيا وغرور وعنجهية القذافي ربط على الفور بين خروج بشار  المفاجئ ومسيرات القذافي على قناة (الجماهيرية) عندما كان يحاول إثبات فكرة أن الرئيس الخالد انتصر على (الجرذان) التي خرجت من جحورها بأوامر خارجية عن القطر للوقوف بوجه الحزم الإصلاحية التي يسوقها السيد الرئيس

يبدو أن بشار يحاول بشتى الوسائل أن يثبت للعالم بأنه ما زال آمنا في عاصمة دولته دمشق مع انه لم يستطع إقناع نفسه بهذه الكذبة الكبيرة ، حتى مؤيديه الذين كانوا يخرجون على قنوات الدنيا والسورية ويتسائلون بتعجب عن معنى كلمة الشبيحة وأصلها لم يعد بإمكانهم كتم حقارتهم وأصبحوا يصرخون كالمجانين بأننا شبيحة الأسد للأبد يا بشار الأسد

بالطبع لن يعفي غباء أبواق النظام غدا على قنواتهم من إنكار هذا التصريح الغير غريب على هؤلاء المأجورين ، ولكن الغباء المطلق من شبيح سوريا الأول بأن يمشي على نفس خطوات القذافي وهو طبيب العيون الذي رأى بأم عينيه النهاية العادلة التي انتهى إليها صديق والده المجرم على أيدي ثوار طرابلس وبنغازي شئ يدعوا للعجب من طريقة تفكير هؤلاء الطواغيت وزبانيتهم وأبواقهم المؤجرة بأبخس الأثمان

لم يمنع أي شئ من قمع ثورة الياسمين إلا إرادة الله سبحانه وتعالى ، لم يأذن لنا ربنا بالنصر لحد الآن لحكمة لا يعلمها إلا هو أعلم العالمين ، ولكن بالتأكيد لن يعيد الثوار إلى بيوتهم خطابات مطولة من رئيسها غير الشرعي ولا هتافات الشلة التي أصبحت ترابط في ساحة الأمويين والسبع بحرات بإنتظار أوامر الفروع الأمنية والمخابرات ، وإن غداً لناظره قريب