المُندسّة السورية: بشار بسوق التنابل

رحلة تسوق قصيرة
كانت خطوات رجليه الطويلة كمالك الحزين على (ملك ضيّعه كملوك الأندلس)  تدل على أنه في عجلة من أمره
لعله لم يعد يأمن لأحد أن يطبخ وينفخ له بقصره فقرر أن يطهو بنفسه
أو لعل أسماء والأولاد قرروا أن يتخلصوا منه قليلاً كي يتصلوا بحمص ويعرفوا أخبارها في يقظة ضمير أن بقي منه شيء
أو لعله قرر أن يذهب ليعرف ويتعرف بنفسه على أراء الناس بعد خطابه الزيتوني القمحي
وزيارته لمفاعلات ساحة الأمويين وتدشينه أول مركبة فضائية يطلقها بثورته الإصلاحية
المهم كانت أنظاره تبتعد عن أي خس أو بقدونس أوكوسا أوسبانخ  ويتحاشى الإلتقاء بأي بائع أناناس
أو يصادف صندوق يوسف أفندي كل سعيه كان على زيت الزيتون والخضار والفواكه الأخرى الخالية من الكولسترول
الله يخرب بيت السين  شو بتبهدل الواحد بالثوق؟؟
طبعاً اللباس التنكري والنظارة غيرت معالمه الشخصية ولكن  هبل الطباع غلب  التطبع ،

بدليل  لقاؤه مع أول بائع : هالبندورة إنتاج محلي أو أردنية؟؟
فرد عليه البائع: ياأخي هالحكومة الله لايبارك فيها ماخلت يدخل شي عنا لاأردني ولاتركي
الله وكيلك حتى بندورة هنكارات الساحل أنقطعت.. يازلمي شو هالقصة؟؟
قال مافي مازوت ولافيه سماد ولافيه نايلون ولافيه أدوية
يخرب بيتهم هالمسؤلين شلون كل يوم بيقولوا خلصت ومافيه شي وكلشي تمام؟؟
فرد عليه:كلهم متأمرين علينا الأفضل لنا  نأكل بندورة محلية طبيعية من سهل حوران
مو مثل البندورة المحقونة بالمواد الضارة ولكي نعرف طعم البندورة الوطنية لازم نحلل البندورة الغريبة
ولكي نعرف نحلل البندورة الغربية والغريبة لازم نعرف بأي تربة مزروعة وتركيبتها الجيولوسياسية والعضوية
فقاطعه البائع  متضجراً : كأني سمعان هالكلام بمكان تاني؟؟
ياعمي روح خلينا نتسبب  حاجتنا هالحمار الأهبل ماخلالنا مورد داخلي ولاخارجي ولسه جاية أنت تحكيلي عن مقامرة ومابعرف شو؟؟
كأن كيس البندورة بكامله قد عصر على وجهه لشدة غضبه حين أمتقع بالأحمرار
ليس لأنه قال عنه حمار وأهبل لا هذا الكلام يسمعه منذ10أشهر
بل لأنه لم يعطيه وقت يسهب ويشرح فيه عن نظرية مؤامرة الطماطم الغربية والعربية
ياجماعة  إدمان الشاشات والمكريفونات بات مرض سوري بأمتياز عند النظام والمعارضة
……………
خيار …خيار …خيار… أصابع الببو ياخيار
كان الولد بائع الخيار لايتجاوز ال8 سنوات يساعد أباه الخمسيني في محله
ليقترب منه سيادتو وكعادته : لو فرضنا الببو أصغر منك فهل يكون طول الخيار الذي تبيعه  يتناسب  مع ماتطرحه من شعارات جاذبة؟؟

فرد عليه الطفل ببداهة سريعة : روح أسأل هالسؤال لبشار الوحش بيجاوبك فهو أخبر بهيك أمور
كانت حبة الخيار التي ضربه به والده كفيلة أن تجعله يبلع لسانه خوفاً من عوايني أو شبيح يسمعه
فضحك بشار قائلاً : لاتخاف البلد كلها صارت تحكي هالكلام وماضل للرئيس هيبة فخليه يحكي اللي بدو ياه
فرد عليه : نحن عارفين أنو مابيسوى خيارة ولاجزرة حتى بس مابدنا مشاكل مع زعرانو  وكلابو
العمى ولك حتى رئيس ماعاد حدى يعتبرني؟؟ صرت عصابة ومرافقتي صاروا كلاب وزعران؟؟؟
العمى لهون وصلت مع الشوام جيراني اللي مابيبعدوا عن القصر أمتار؟؟؟
فسأله: برأيك ياعم لو مثلاً كان عندو زعران و شبه عصابة وقطاع طرق  ووو
فقاطعه الولد الصغير قبل أن يكمل كلامه : عمو عمو بلا كلمة مثلاً  الله يخليك هو عصابة وكلب أبن كلب
والله يلعن روحك ياحافظ على هالجرو اللي خلفتو

والشعب يريد أعدام الرئيس

والله لايخلينا إذا بنخليك

وخيار …خيار …خيار… أصابع الببو ياخيار

خيار …خيار …خيار… بدنا نشيك يابشار

كان وقع هذه الكلمات هي البند الثاني من نظرية التأمر  الواقعي واللغوي على أسماعه خلال دقائق في سوق التنابل
فكيف ستكون بقية البنود لو ذهب لسوق في حمص أو بابا عمرو أو أدلب أو حرستا ووو؟؟؟؟؟

كيف ستكون لو قضى يوم واحد يسمع ويرى   مباشر ليس من على شاشات التأمر بل بعيون طبيب عيون

نكمل غداً رحلة التسوق إذا الله أعطانا تأمر على متأمري البلد