Quantcast
Channel: 优发娱乐wwwyoufa8|优发娱乐平台|优优发娱乐pt客户端下载
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

مدونة هاني: روسيا ثابتة على موقفها

$
0
0

أكثر ما لفتني بالأمس هو السعي المحموم من الإعلام الخليجي لتصوير روسيا وكأنها تخلت عن سورية ووافقت على المسرحية الخليجية، بل وذهب بعضهم (كتلفزيون “الجديد” اللبناني) إلى حد الزعم بأن المسرحية الخليجية في الجامعة العربية تمت بموافقة روسيا وإيران (وبناء على ذلك أطلق تلفزيون الجديد في مقدمة نشرة أخباره دعوة صريحة للأسد لكي يتنحى عن السلطة).

الإعلام الخليجي اعتمد كثيرا على تصريح “ميخائيل مارغيلوف”، ومن يتابع مدونتي يتذكر أنني تحدثت منذ أشهر عن هذا الرجل وقلت أن تصريحاته لا تعكس السياسة الروسية بل بالعكس هي تعكس نقيض السياسة الروسية. لا أدري ما هي ارتباطات هذا الرجل ولكنني أظن أن مواقفه متعلقة بالسياسة الداخلية الروسية ولا علاقة لها بوزارة الخارجية الروسية من قريب أو بعيد.

هناك تصريحان نشرا بالأمس لمارغيلوف، أحدهما هو تصريح مطابق لتصريح قديم أطلقه مارغيلوف نفسه قبل أشهر. لا أدري إن كان مارغيلوف كرر تصريحه أم أن وكالة رويترز أعادت نشر التصريح القديم بهدف التضليل.

بعيدا عن كلام مارغيلوف، لكي نفهم الموقف الروسي يجب أن نفهم أولا ما الذي حصل في الجامعة العربية.

المنتظر من الجامعة العربية بعد صدور تقرير الدابي كان أن تمضي هذه الجامعة قدما في تنفيذ المبادرة العربية، بمعنى أنه كان من المنتظر من أعراب الخليج أن يوقفوا القتل والعنف وأن يرسلوا أتباعهم للحوار مع الحكومة السورية.

تقرير الدابي كان واضحا في هذا الأمر حيث أنه اتهم ضمنا أعراب الخليج بالمسؤولية عن القتل في سورية ودعاهم لإيقاف القتل والبدء بحوار مع الحكومة السورية. هذا هو جوهر تقرير الدابي.

إيقاف القتل هو بالنسبة لأعراب الخليج كارثة، ولذلك فهم كانوا بحاجة ماسة للتخلص من المبادرة العربية قبل أن يحشروا في زاوية بسبب تقرير الدابي.

ما حصل في مسرحية الجامعة العربية هو أن أعراب الخليج دفنوا تقرير الدابي ودفنوا المبادرة العربية وأتوا فجأة بمبادرة جديدة هي في الحقيقة ليست مبادرة بهدف حل الأزمة في سورية وإنما الهدف منها هو إعادة الأمور إلى نقطة الصفر بهدف استمرار القتل وبهدف تسهيل جهود أميركا في مجلس الأمن لفرض عقوبات على سورية.

مواقف روسيا التي صدرت بالأمس تجاهلت كل هذه المسرحية الخليجية وتمسكت بالمبادرة العربية التي حاول الخليجيون وأدها (طبعا بإيعاز وتوجيه من سيدتهم أميركا. أعراب الخليج هم أغبى بكثير من أن يقوموا بأي شيء بمفردهم).

بالأمس صدر عن روسيا موقفان. الأول هو البيان التالي:

http://arabic.rt.com/news_all_news/news/576780/

تؤيد موسكو مواصلة الجامعة العربية جهودها من اجل التسوية في سورية سلميا ودون تدخل اجنبي. اعلنت ذلك وزارة الخارجية الروسية هذا اليوم، 23 يناير/كانون الثاني.

واكدت الوزارة ان “موسكو تعتبرهاما خيار الجامعة العربية حول مواصلة الجهود من اجل التسوية في سورية سلميا ودون تدخل اجنبي، وفي ظل احترام سيادة هذا البلد. ومن الضروري ان تعرض الحكومة السورية من جانبها وكافة تنظيمات المعارضة من جانبها ايضا، عمليا الاستعداد للتوصل الى قرارات سورية عامة لتسريع العمليات الديمقراطية في البلد. ولا يجوز السماح بانحدار الوضع الى نزاع مسلح واسع، وحتى الحرب الاهلية على خلفية طائفية اثنية. وموسكو على قناعة بان لهذا عواقب مأساوية بالنسبة لسورية والمنطقة كلها”.

واشارت الوزارة: “نعتبر البدء بحوار سياسي جدي وعملي بين الاطراف السورية، نقطة اساسية في جهود الجامعة العربية المتواصلة. ويتعين على السوريين انفسهم، ودون املاء خارجي، الانتقال خلال هذا الحوار بالذات، الى الاتفاق على خطوات محددة لتخليص بلدهم من الازمة”.

ويذكر انه عقدت في القاهرة في 22 يناير دورة استثنائية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، للنظر في الوضع في سورية. واستمع خلالها الى تقرير الامين العام بهذا الشأن وتقرير رئيس بعثة المراقبين في هذا البلد.

وذكرت الخارجية الروسية بانه “تثمينا للتقدم الجزئي في مجال تنفيذ الحكومة السورية التزاماتها النابعة من مبادرة الجامعة العربية في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، قرر مجلس الجامعة، بالتنسيق مع الحكومة السورية تمديد عمل المراقبين في سورية، فترة شهر آخر من اجل ضمان وقف العنف في البلد بشكل شامل، ومهما كان مصدره”. واشارت الوزارة الى انه “وجهت الى دمشق توصية بتنفيذ الالتزامات الآنفة الذكر بالكامل، واتخاذ خطوات اضافية لمساعدة بعثة الجامعة العربية، التي في النية زيادة عدد افرادها، وتحسين اجهزتها الفنية. وثبتت بشكل واضح دعوة للحكومة السورية وكافة تنظيمات المعارضة للبدء بحوار سياسي جدي برعاية الجامعة خلال فترة اسبوعين”. ولفت انتباه الوزارة انه “تقرر تعيين ممثل خاص لامانة الجامعة العربية لمراقبة العملية السياسية في سورية”.

الموقف الروسي الثاني صدر بعد لقاء مع السفير السوري في موسكو:

http://arabic.rt.com/news_all_news/news/576807/

صرح ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي بأن مواصلة مهمة مراقبي جامعة الدول العربية في سورية ستساهم في تحقيق الاستقرار في البلاد.

جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية يوم الاثنين 23 يناير/كانون الثاني عقب لقاء عقده بوغدانوف مع السفير السوري في موسكو رياض محمد حداد.

وأشار البيان إلى أن هذا اللقاء تناول الوضع في سورية وحولها في ضوء الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية بشأن سورية.

وأكد الدبلوماسي الروسي رفيع المستوى في هذا اللقاء “أهمية مواصلة عمل مراقبي الجامعة في سورية”، مشيرا إلى أن نشاطهم يقضي بالمساعدة على تحقيق الاستقرار في البلاد وبدء حوار وطني شامل بأسرع ما يمكن لإيجاد سبل مناسبة للخروج من الأزمة السياسية الداخلية.

 من يقرأ هذين البيانين يجد أن روسيا ما زالت متمسكة بالمبادرة العربية الأصلية التي حاول الخليجيون دفنها. روسيا (وسورية أيضا) ما زالت متمسكة بعمل المراقبين في سورية وما زالت متمسكة بالحوار السوري الداخلي البعيد عن التدخل الخارجي وما زالت ترفض انتهاك سيادة سورية وترفض أعمال القتل التي يقوم بها أعراب الخليج وترفض التدخل الخارجي. أي أن الموقف الروسي ما زال ثابتا كما هو ولم يتغير. ليس هناك في البيانات الروسية أية إشارة ولو صغيرة إلى أن روسيا وافقت على المسرحية الخليجية الأخيرة.

أميركا وأتباعها الأوربيون تلقفوا فورا “المبادرة” العربية الجديدة وقالوا أنهم سيسعون لتصديقها من مجلس الأمن. أنا أستبعد أن توافق روسيا على هذا الأمر لأن المبادرة الجديدة تنسف ثوابت الموقف الروسي وهي تشجع على استمرار القتل في سورية وتتجاهل تقرير الدابي تماما.

تقرير الدابي هو كنز استراتيجي لروسيا وسورية لن تتمكن أميركا وأذنابها أبدا من محو آثاره. التقرير ينسف كل الرواية الأميركية التي تم ترويجها خلال الأشهر الماضية وهو يتهم أذناب أميركا الخليجيين ضمنا بالمسؤولية عن أعمال القتل والعنف في سورية.

روسيا لن تمانع تضمين المبادرة العربية في قرار مجلس الأمن، بل بالعكس هي أول من دعا إلى ذلك، ولكنها سترفض تبني أي شيء يتعارض مع ثوابتها ويؤدي إلى تصعيد القتل في سورية. روسيا تملك مجالا كبيرا للمناورة في هذا الموضوع. تقرير الدابي لوحده يعطي روسيا مجالا كبيرا للمناورة.

الإعلام الغربي ركز كثيرا على قضية تفويض الأسد لنائبه واعتبر أن هذه القضية هي أهم ما ورد في المسرحية الخليجية. هذا أمر إيجابي ويصب في مصلحة روسيا وسورية. سورية لا يضرها أن يفوض الأسد نائبه بالتفاوض مع المعارضة. أصلا الأسد نفسه هو أول من طبق هذه الفكرة قبل أشهر في مؤتمر الحوار الذي تم بثه على الهواء. الأسد لا يمانع حتما في تفويض نائبه بالتفاوض مع المعارضة. هذه النقطة هي أهون شيء في المسرحية الخليجية ومن الجيد أن الإعلام الغربي يركز عليها لأن هذا سوف يمنح روسيا وسورية مجالا للمناورة في تعاملهم مع الموضوع.

الأسوأ في المسرحية الخليجية هو الفقرات الأخيرة التي تحدثت عن انتخابات بـ”إشراف دولي” (بمعنى وضع سورية تحت وصاية أميركا وأذنابها) والفقرة التي تحدثت عن انتخاب مجلس تأسيسي (التي يراد منها نزع الشرعية عن العملية السياسية القائمة حاليا في سورية) والفقرة الأخيرة التي تتحدث عن تصديق القرارات العربية من مجلس الأمن (والتي هي إعادة إنتاج لمطلب حمد القديم عندما تحدث عن َ”ضبط الإيقاع” بين الجهد الخليجي والجهد الدولي). هذه الفقرات هي أسوأ ما في المسرحية الخليجية، وأما موضوع تفويض الأسد لنائبه فهذه قضية بسيطة ويمكن لسورية أن تناور فيها. لذلك فإن تركيز الإعلام الغربي على هذا الموضوع يصب في مصلحة سورية وروسيا.

طبعا حمد وسعود الفيصل عندما طرحا قضية تفويض الأسد لنائبه كانا يقصدان تكرار السيناريو اليمني في سورية، ولكن نص المسرحية نفسه لا يدل على هذا بشكل قاطع بل هو يتحدث فقط عن تفويض الأسد لنائبه بدون أن يتحدث عن مصير الأسد.

أنا أرى أن هناك مجالا كبيرا أمام روسيا وسورية للمناورة وأرى أن رقصة الخليجيين الحمقاء هذه لن توصلهم إلى شيء.

الشيء الوحيد الذي سيكسبونه هو استمرار القتل، وهو المطلب الأساسي لأعراب الخليج حاليا. أخشى ما يخشاه أذناب أميركا الخليجيون هو أن يحشروا في زاوية ويضطروا لوقف القتل. اليوم صحيفة الشرق الأوسط السعودية نشرت مقابلة مع زعيم إحدى العصابات الوهابية في سورية يقول فيها أن العصابات ستزيد من وتيرة القتل. هذا الخبر وغيره من الأخبار التي يسربها الخليجيون هي رسالة واضحة تقول أنهم لا ينوون وقف القتل في سورية سواء بتقرير الدابي أم بغيره.

خلاصة ما سبق هي أن المسرحية الخليجية حسب رأيي كانت بهدف دفاعي وليس هجومي. هم كانوا يخشون من تبعات تقرير الدابي ولذلك قفزوا إلى الأمام تهربا من وقف القتل. أنا أظن أن روسيا وسورية ستحاولان إعادة النقاش إلى مربع تقرير الدابي وإلزام أميركا وأتباعها بوقف القتل، وأميركا وأتباعها سيردون بتبني المسرحية الخليجية الجديدة. أي أن هناك حالة تعادل في رأيي ولن يتمكن أي طرف من فرض شيء على الآخر. أميركا وأتباعها سيستمرون في القتل وروسيا لن تقبل بفرض أية عقوبات على سورية.

أبلغ رد روسي على المسرحية الخليجية جاء عبر صحيفة كومرسانت التي نشرت خبر صفقة الطائرات بين سورية وروسيا. الصفقة تمت قبل أشهر ولكن الإعلان عنها غداة المسرحية الخليجية هو رسالة واضحة من روسيا لأميركا تقول فيها أن المسرحية الخليجية لا فائدة منها.

دخول حاملات الطائرات إلى الخليج الفارسي

حاول إعلام أذناب أميركا الخليجيين تصوير دخول السفن الحربية الأميركية إلى الخليج الفارسي على أنه هزيمة لإيران، وهذا أمر مضحك لأنه حتى أميركا نفسها لم تصوره كذلك.

دخول السفن الأميركية إلى الخليج الفارسي تم بموافقة طهران، ويدل على ذلك أن الحرس الثوري الإيراني صرح قبل دخول السفن الأميركية بيوم بأنه لا يمانع ذلك وأنه أمر روتيني. والأسطول الأميركي نفسه صرح بأن دخول السفن هو أمر روتيني مقرر منذ أشهر ولا علاقة له بإيران.

من الواضح أن دخول السفن تم بالاتفاق بين أميركا وإيران، وموقع دبكا الإسرائيلي أكد ذلك ونشر مقالا جاء فيه:

Defusing the Hormuz crisis set the scene for resumed nuclear negotiations leading up to which several messages were exchanged through back channels between the Obama administration and Tehran in recent weeks

الموقع يتحدث عن تبادل مكثف للرسائل بين أميركا وإيران قبل مرور السفن، وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه من أن أميركا أقرت بنفوذ إيران في الخليج الفارسي وأن هذه المسألة صارت من الماضي. البحث الآن على ما أعتقد ينحصر في الموضوع السوري (أي الإسرائيلي) ولم يعد يتعلق بالخليج ونفوذ إيران فيه. حسب فهمي للمباحثات فإن إيران تريد التنازل في الموضوع النووي ولكن أميركا ترفض ذلك وتريد أن يكون التنازل في الموضوع السوري. هذه هي نقطة الخلاف حاليا. إيران تريد استئناف المباحثات النووية مع الغرب ولكن الغرب هو من يرفض لأنه يريد أن تتنازل إيران في الموضوع السوري.

بالنسبة للحظر النفطي على إيران (والذي كان البعض يتصورون أنه سيشل إيران) فهو أثبت فشله قبل حتى أن يبدأ تطبيقه. ما يلي ورد في موقع دبكا الإسرائيلي:

India is the first buyer of Iranian oil to agree to pay for its purchases in gold instead of the US dollar, Debkafile’s intelligence and Iranian sources report exclusively.  Those sources expect China to follow suit. India and China take about one million barrels per day, or 40 percent of Iran’s total exports of 2.5 million bpd. Both are superpowers in terms of gold assets.

By trading in gold, New Delhi and Beijing enable Tehran to bypass the upcoming freeze on its central bank’s assets and the oil embargo which the European Union’s foreign ministers agreed to impose Monday, Jan. 23. The EU currently buys around 20 percent of Iran’s oil exports.

The vast sums involved in these transactions are expected, furthermore, to boost the price of gold and depress the value of the dollar on world markets.

The EU decision of Monday banned the signing of new oil contracts with Iran at once, while phasing out existing transactions by July 1, 2012, when the European embargo, like the measure enforced by the United States, becomes total. The European foreign ministers also approved a freeze on the assets of the Central Bank of Iran which handles all the country’s oil transactions.

However, the damage those sanctions cause the Iranian economy will be substantially cushioned by the oil deals to be channeled through Turkish and Indian state banks.  China for its part has declared its opposition to sanctions against Iran.

Debkafile’s intelligence sources disclose that Tehran has set up alternative financial mechanisms with China and Russia for getting paid for its oil in currencies other than US dollars. Both Beijing and Moscow are keeping the workings of those mechanisms top secret.

خلاصة هذا الكلام هي أن الحظر النفطي لن يؤثر على إيران بل بالعكس هو سوف يتسبب في صعود أسعار النفط والذهب وانخفاض سعر الدولار، أي أن إيران ستستفيد منه لأنه سوف يرفع من قيمة مخزونها من الذهب أمام الدولار وسوف يرفع من قيمة عملتها أمام الدولار (طبعا سوريا ستستفيد منه أيضا لنفس الأسباب).

بالمناسبة الدولار مقبل على انخفاض قريبا وخاصة في السوق السورية، ولذلك فمن يملك دولارات في سورية أنصحه بتحويلها لليرة السورية الآن حتى لا يخسر. الدولار الآن يباع بحوالي 67 ليرة في السوق السوداء وقريبا سوف ينخفض سعره إلى 60 وربما أقل.

الهند قوة عظمى

كان ملفتا في العام الماضي مواقف الهند من القضايا الدولية وخاصة القضيتين السورية والإيرانية. الهند كانت في السابق تعتبر تابعة لأميركا ولكنها في العقد الأخير صارت تروج لنفسها على أنها قوة دولية مستقلة وصارت تطالب بمقعد دائم في مجلس الأمن. مواقف الهند الأخيرة من الأزمتين السورية والإيرانية تثبت أن الهند هي بالفعل قوة دولية وأنها تبني سياساتها باستقلالية وعلى أساس مصالحها القومية.

لو قارنا مواقف الهند مع مواقف تركيا مثلا يتبين كم هو الفارق كبير بين الحالتين. تركيا دمرت نفسها في العام الماضي بسبب لهاثها وراء أميركا، أما الهند فهي رفضت بشكل قاطع أي تفريط بمصالحها القومية استجابة لضغوط أميركا.

النفوذ السوري يضعف في لبنان

يبدو أن النفوذ السوري بدأ يضمحل في لبنان، ويدل على ذلك انقلاب كثير من السياسيين والجهات اللبنانية على سورية.

الرئيس اللبناني كان قبل بداية الأحداث أقرب إلى سورية، ولكنه بعد بدأ الأحداث تقارب مع أميركا وحاليا صار في الضفة الأميركية تقريبا. قبل يومين وبخ الرئيس اللبناني سورية وبالأمس استدعى السفير الإيراني لكي يوبخه.

طبعا وليد جنبلاط صار في المقلب الآخر، وهناك وسائل إعلام عديدة في لبنان انقلبت على سورية من أهمها قناة “الجديد” (التي ترتبط بعقد تعاون مع التلفزيون السوري الرسمي) والتي دعت بشار الأسد بالأمس للتنحي عن السلطة.

طبعا هذه الانقلابات تأتي في الدرجة الأولى بتحريض أميركي، وهي في رأيي خداع وأوهام والذين راهنوا عليها مخطئون وسيندمون. الوحيد الذي قرأ الأمور جيدا هو أمين الجميل الذي صرح بالأمس بأنه يعتقد أن الموقف الروسي استراتيجي ولن يتغير. هو مصيب في ذلك.

إيران لن تهزم. الحظر النفطي فاشل سلفا. الحرب على إيران هي مجرد كلام، ولو وقعت الحرب فستكون لمصلحة إيران وليس العكس.

سورية حتى الآن ثابتة. الوضع الداخلي متماسك والجيش ما زال قادرا على القتال سواء في الداخل أم الخارج. الاقتصاد السوري غير مرشح لأي انهيار فجائي من النوع الذي قد يؤدي لسقوط النظام. الموقف الروسي ثابت وروسيا لن تسمح بفرض عقوبات دولية على سورية.

التهديد الوحيد الذي يواجه سورية حاليا هو أعمال القتل والتخريب التي يقوم بها الخليجيون. هذه الأعمال في رأيي لن تتوقف بعمل في الداخل السوري بل يجب معالجتها من مصدرها. الأسد لمح إلى ذلك في خطابه الأخير، وأظن أن سياسة الجيش السوري الجديدة مع المتمردين هي اعتراف بذلك. من يقرأ الإعلام الغربي والخليجي يرى أن الخليجيين لا يخططون للتراجع بل هم مصممون على تصعيد القتل.

روسيا كانت تحاول الاستفادة من مهمة المراقبين العرب لإجبار الخليجيين على وقف القتل، ولكن الخليجيين قفزوا للأمام. لا أظن أن العنف في سورية سينتهي بحسم بأمني ولا بأي عملية سياسية داخلية. الطريقة الوحيدة لإيقاف العنف والتخريب هي بإجبار الخليجيين على وقفه، وهذا يعني أن العنف والتخريب مستمر حتى يحسم الصراع الإقليمي.

ربما يساعد تولي العراق لرئاسة الجامعة العربية في زيادة الضغط على أميركا وأتباعها لوقف العنف والقتل. لا يوجد أي حل للأزمة السورية في رأيي سوى بزيادة الضغط الدولي والإقليمي على أميركا وأتباعها لوقف القتل.



View Original

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

Trending Articles