Quantcast
Channel: 优发娱乐wwwyoufa8|优发娱乐平台|优优发娱乐pt客户端下载
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

المُندسّة السورية: حكايا ثورية – الحلقة 1

$
0
0

هي قصص حقيقية حدثت، وردتني من أصدقائي أو شاهدتها بأم عيني، أكتبها على سطوريّ البيضاء عساها تبقى لتُحكى للناس عن عذابات شعب جبار ناضل من أجل حريته ضد طاغية ما عرف له التاريخ مثيلاً.

تاريخ حكايتي الأولى هو يوم الجمعة الموافق للسابع والعشرين من شهر كانون الثاني من العام الثاني عشر بعد الألفين في التقويم الميلادي، وقد سُمي بجمعة حق الدفاع عن النفس.
مكان حكايتي الأولى هو دوما، تلك المدينة النائمة على أطراف دمشق، مدينة الطيبة والنخوة، مدينة العزة والكرامة.

وفي أحداث الحكاية:
شاب يخرج من بيته صباحاً مرتدياً أجمل ثيابه ليشارك مع أهله وأصدقائه وجيرانه في عرس الحرية الذي يسمى مظاهرة، وصل وبدأ الغناء وكان يقطُر حماساً، بدأ إطلاق النار بعد فترة من الزمن تفرق الناس في الشوارع الجانبية، ابتعد عن أهله، الشارع يفصل بينهم، لا يستطيع العبور فقد زرعوا القناصة على الأسطح.
قرر العبور، نصحوه بعدم فعل ذلك لكنه أصرّ، قال: بقفزة واحدة سأكون هناك لن يهزم موتهم حياتي، ركض بسرعة البرق وصل إلى منتصف الطريق وسقط. كانت الرصاصة أسرع.

استمرت الحياة، مات الفتى لكن الحياة في دوما استمرت. تفرق الناس وكلٌّ إلى بيته أو مخبأه، إلا ذلك المسؤول الصغير في تلك البلدة، توجه إلى مجموعة من المسعفين والأطباء، طلب منهم أن يرافقوه، لجلب جثة امرأة من لدى حاجز للجيش السوري هناك. قال بأنّ الجثة نائمة هناك منذ يومين على الأقل.
عبرت سيارة المسعفين الشوارع مسرعة متجهة نحو ذاك الحاجز اللعين. وصلوا وقد كانت أفواه البنادق مصوبة نحوهم. لم يقبلوا تسليم الجثة إلى القادمين بل أشاروا إليها ببنادقهم بأنها هناك. نظر إليها أحد المسعفين. سقطت الدمعة من عينيه دون أن يدري. رأى جثة امرأة هناك عند ساقية المياه تنهشها الكلاب، لا تستطيع التعرف على ملامحها. قالوا له: لا تبك، هي خائنة وكلّ الخونة سنرميهم هناك لتنهشهم الكلاب.
ركبوا سيارتهم من جديد وعادوا من حيث أتوا دون جثة. لم يتفوه أحدهم بأي كلمة، إلا ذلك المسعف الذي ارتفع صوته بالبكاء واختلط دمعه بالسائل المخاطي باللعاب. وكان صوت التكبير يرتفع من كلّ صوب.

دلير يوسف


View Original

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262