Quantcast
Channel: 优发娱乐wwwyoufa8|优发娱乐平台|优优发娱乐pt客户端下载
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

المُندسّة السورية: لا تظلموا إيران

$
0
0

 

 

 

 

أعتقد عزيزي القارئ أن أول انطباع لك عندما قرأت عنوان مقالتي هذه كان الغضب و الحنق علي. تقول في نفسك كيف لا نظلم إيران و هي الداعم الأول لنظام بشار الأسد الذي سفك الدماء و استحل البلاد و العباد. لعلك تقصد النظام الإيراني و أنت إذن محق. أما أنا فأريد بإيران الشعب الإيراني و أرجو أن أكون محقا.
تحاول الأنظمة الاستبدادية دائما أن تتظاهر بأنها تمثل شعوبها، و بأنها بفكرها الأحادي تختصر شعبا كاملا متنوع الأفكار و الاتجاهات و في كثير من الأحيان متنوع الأديان و الطوائف و الإثنيات. إن محاولة الأنظمة الاستبدادية الالتصاق بالبلدان التي تحكمها تكاد تكون سمة دائمة لهذه الأنظمة لأنها أحد طرق اكتساب هذه الأنظمة لشرعيتها المفقودة. حاول معمر القذافي مثلا أن يختزل ليبيا في شخصه حتى إذا أهلكه الله رأينا ليبيا غير ليبيا التي نعرف، كذلك فعل صدام حسين و حافظ الأسد و فيدل كاسترو و غيرهم الكثيرون و إيران ليست استثناءا.
إيران إذن ليست النظام الإيراني، ليست أحمد نجاد و رفسنجاني و الحرس الثوري و ولاية الفقيه. أقول ذلك لأن أكبر خدمة نقدمها للأنظمة الديكتاتورية هو أن نسوق هرطقاتهم الفكرية عندما نصدق و نروج أن شعوب هذه الأنظمة تقف صفا واحدا خلف قياداتها الفاسدة. عندما ينتقل شعورنا بالكراهية تجاه هذه الأنظمة إلى كراهية للشعب فإننا نساعد النظام من حيث لا ندري و إن كنتم تتسألون كيف ؟ فإليكم جوابي.
إن أي نظام استبدادي مهما بلغت قوته لا يستطيع أن يحكم بالقوة وحدها، لذا تشفع هذه الأنظمة قوتها الغاشمة بالخديعة لتتمكن من السيطرة على شعوبها. و إن أحد أهم خدع هذه الأنظمة هو الترويج بين شعوبها أن شعوبا أخرى تكرهكم و تتربص بكم و نحن نحكم بالحديد و النار لنحميكم منها، عليكم إذن أن تقبلوا و لو على مضض حكمنا الجائر لأنكم إن لم تتوحدوا معنا ضد العدو الخارجي فإنه سوف ينقض عليكم ليفعل بكم الأفاعيل إن أمكن له ذلك. و هكذا فهي تروج للعداوة والبغضاء بين شعوبها و الشعوب الأخرى ” المجاورة في أغلب الحالات” لأنه ضمان لاستمرارها بالحكم. نحن إذن عندما نمزج كرهنا للأنظمة بكراهيتنا للشعوب نقدم لهذه الأنظمة خدمة مجانية عظيمة تسمح لها بتثبيت فكرة العداء هذه لدى العامة من شعبها و تثبت بذلك أركان حكمها بينما نحن نريد إسقاطها. إن الأنظمة الاستبدادية لا تسقط عندما تضعف قوتها بل عندما تعجز عن الاستمرار في خديعة شعوبها.
أولئك الذين نشاهدهم على القنوات الفضائية يتكلمون باسم الشعب الإيراني ليسوا هم ممثلوه الحقيقيون، هم أبواق نظامه و سارقي قوته و المتسلقين عليه، إنهم النسخ الإيرانية من طالب إبراهيم و بسام أبو عبدالله و شريف شحادة و أنس الشامي و أحمد حسون .. الخ.
عندما كانت الثورة السورية في بداياتها نقل تقرير تلفزيوني ” للأسف لم أعد أذكر على أي قناة” أن ستطلاعا للرأي أجري في إيران أظهر تعاطف غالبية الشعب الإيراني مع الشعب السوري الثائر لأنه شعر أن القمع الذي يلقه هو صورة أخرى عن القمع الذي تلقه الشعب الإيراني عندما حاول الاعتراض على نتائج الانتخابات عام 2009. لقد مر هذا التقرير مرور الكرام، و لا شك أن استطلاع رأي شعب يحكم بالحديد و النار مهمة ليست باليسيرة في دول تراقب كل و سائل الاتصال بل و تعد على الناس أنفاسها.
تفكر أيها القارئ العزيز ماذا يمكن أن يحصل للشعب السوري لو أخذه العالم بجريرة نظامه المجرم الذي يزرع الظلم و الإرهاب حيث استطاع. الذي تعدى كثيرا على حقوق أخوتنا في لبنان، و تطاول على أخوتنا العرب و لا سيما في الخليج العربي، وربما تورط في دماء أخوتنا في العراق، و هدد أوروبا و أمريكا بعمليات استشهادية، و ما خفي لعله أكبر وأعظم. لذا، أسألكم بالله ألا تظلموا إيران .. لا تظلموا إيران ..

بقلم “مفكر مغمور”


View Original

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

Latest Images

Trending Articles



Latest Images