تصريحات نبيل العربي:
http://gate.ahram.org.eg/NewsContent/13/71/168703/%D8%D9%%D9%85.asp
وأعرب الأمين العام للجامعة – في بيان صحفي صدر اليوم – عن أمله في استجابة الحكومة السورية لمطالب شعبها وإنهاء حالة العنف ووقف نزيف الدماء وسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء.
وأشار العربي إلى أن مجلس الجامعة العربية المقرر انعقاده على المستوى الوزاري في 11 من الشهر الحالي سيتناول مختلف جوانب تطورات الأزمة المعنية بالوضع في سوريا وتقرير الأمين العام للجامعة العربية لاتخاذ القرار المناسب للتعامل مع هذه التطورات بما ذلك إمكانية إعادة عرض الموضوع على مجلس الأمن.
وقال الدكتور نبيل العربي، إنه رغم إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية بسبب رفض كل من روسيا الاتحادية والصين الشعبية للقرار واستخدام الفيتو ضده لا ينفي أن هناك دعمًا دوليًا لقرارات جامعة الدول العربية.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20120205/Con20120205475406.htm
وأدان الأمين العام للجامعة نبيل العربي المجزرة معربا عن أسفه واستنكاره الشديد لإصرار النظام السوري على استخدام القوة ضد الشعب، وقال في تصريحات خاصة لـ«عكاظ» «إن الحل الأمني لن يجلب إلا المزيد من الدماء والموت».
وأكد أن الوضع في سورية يزداد تأزما بصورة مخيفة تنذر بالمزيد من الخطر، متهما النظام السوري بالمسؤولية الكاملة عن استمرار تدهور هذه الأوضاع.
وجدد العربي أمله بأن يقدم مجلس الأمن الدولي على اتخاذ قرار يرتقي إلى مستوى الوضع السيئ والمتدهور الذي تشهده سورية على مدى الأشهر الماضية منذ منتصف مارس 2011 ، وأن يسهم هذا القرار في دعم المبادرة العربية من أجل وقف نزيف الدماء.
ودعا مجلس الأمن إلى ضرورة أن يتحمل مسؤولياته تجاه ما يجري في سورية، كونه المختص بالحفاظ على السلم والأمن، وأن يضع حدا لنزيف الدماء وأعمال القتل التي يتعرض لها الشعب السوري بصورة مبرمجة يوميا.
من جهته، قال عدنان الخضير مدير غرفة العمليات في الجامعة في تصريحات لـ«عكاظ» إن مجزرة حمص يجب أن لا تمر دون مساءلة النظام السوري، موضحا أن الجامعة تستنكر بشدة هذا العمل غير المقبول إطلاقا ضد الشعب السوري.
فيما أفاد مندوب عربي في الجامعه « طلب عدم ذكر اسمه» أن ارتكاب النظام السوري لهذه المجزرة يؤكد مرة أخرى وبما لا يدع مجالا للشك أن هذا النظام لا يجيد الحوار السياسي، ولا يعرف سوى التعامل بلغة الرصاص.
لا أدري ما هو هدف هذا المخلوق من تصريحاته بالضبط، ولكنني لا أستغرب أنه ما زال يصرح طالما أن النظام السوري سكت على تصريحاته السابقة ولم يرد عليها بشيء، والسكوت هو علامة الرضى.
نبيل العربي الذي يشغل منصب أمين عام ما يسمى بالجامعة العربية ضرب بتقرير بعثة مراقبي الجامعة العربية عرض الحائط وتبنى الرواية الأميركية وذهب إلى مجلس الأمن لكي يطلب منه أن يحل محل الجامعة العربية. يعني لا أدري إن كان هناك شيء أسوأ من هذا يمكن أن يقوم به نبيل العربي بحق جامعته أولا وبحق سورية ثانيا.
العجيب أن هناك بعض قراء المدونة ممن استغربوا كلامي السابق عن الجامعة العربية ووصفني أحدهم بأنني انعزالي. لا أدري إن كان هؤلاء الإخوة يستوعبون فعلا ما قامت به الجامعة العربية بحق سورية أم أن هناك تبريرا آخر. عموما أنا شعرت من الكلام أن هناك من ينزعجون من طروحاتي عن الجامعة العربية والوحدة مع العراق لأسباب طائفية. هم يرون أن الجامعة العربية تمثل “السنة” ويرون أنني بمهاجمتي للجامعة العربية وبمطالبتي بتوحيد سورية والعراق أسعى لخدمة “الشيعة”.
طبعا هذا الأسلوب في التفكير هو في رأيي جاهل جدا ولا يستحق الرد عليه، ولكنني مع ذلك يجب أن أعترف بأنه تفكير موجود عند قطاع كبير من السوريين بمن فيهم الذين لا يؤيدون ما يسمى بالمعارضة.
التنظير عن الوطنيات والقوميات هو شيء سهل، ولكن التطبيق على أرض الواقع هو شيء مختلف تماما. أنا لست من الناس السذج الذين ينظّرون من برج عاجي بدون معرفة الواقع وأنا أعلم تماما أن طروحاتي لا تناسب كثيرا من الناس، ولكنني مع ذلك أكتب ما أراه صحيحا ولا أعير بالا لآراء الناس لأن ما أقوم به هو مجرد تدوين على الإنترتت ولست سياسيا أو مسؤولا حكوميا حتى أضطر لمراعاة حساسيات الناس.
هناك بعض الناس الذين ينزعجون من تهجمي على السعودية حتى وهم يعلمون بأن السعودية متحالفة تماما مع أميركا ضد سورية، والسبب ببساطة هو الغريزة الطائفية البحتة. هناك بعض الناس الذين انطبعت الطائفية والتعصب في عقولهم وتفكيرهم منذ الصغر وهم لا يستطيعون أن يقيموا كلامي أو كلام أي شخص إلا من منظور الطائفية والتعصب. بالنسبة لهؤلاء فإن تهجمي على السعودية ومديحي لإيران هو بسبب أنني منحاز للشيعة ضد السنة.
أنا أعلم وجود هذا النمط من التفكير ولذلك أعلنت في المدونة منذ البداية بأنني مسلم سني حتى أقطع الطريق على هؤلاء الذين سوف يتهمونني بأنني شيعي أو علوي أو بطيخي.
بالنسبة للجامعة العربية فهي في رأيي ستتجه للتصعيد ضد سورية، وموقف النظام السوري منها الآن هو نفس موقفه تجاه السعودية خلال الأشهر الأولى للأزمة. النظام السوري كان يروج في الأشهر الأولى للأزمة بأن السعودية معه وتسانده وتدعمه، وطبعا هذا الكلام لم يكن له أساس في الواقع ولكنه كان مجرد محاولة من النظام السوري لاتقاء شر السعودية والضغط على قطر.
الآن نفس السياسة يكررها النظام السوري مع الجامعة العربية، وهي سياسة لن تؤدي إلى شيء لأن الجامعة العربية لا يمكنها أن تقبل عودة النظام السوري إليها في ظل المعطيات الحالية. الجامعة العربية في رأيي حسمت أمرها تجاه سورية وهي لن تقبل مجددا بعودة النظام السوري إليها إلا إذا تخلى عن نهجه “الممانع والمقاوم”.
النظام السوري كان شاذا في الجامعة العربية. دول الجامعة العربية كلها تابعة لأميركا وتميل للاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها، والنظام السوري (مع النظامين الليبي والعراقي سابقا) كان على الدوام يعيق جهود التطبيع مع إسرائيل.
حاليا لم يعد هناك أي نظام في الجامعة العربية يتقبل طروحات النظام السوري ونهجه. حتى الأنظمة التي تعتبر حاليا الأقرب إلى سورية (كالجزائر) هي في الحقيقة ليست ممانعة بل حليفة لأميركا. السودان ربما هو الدولة العربية الوحيدة حاليا التي ليست من دول المعسكر الأميركي، ولكن السودان أصلا قضي عليه ولم يبق منه شيء. هو الآن تماما تحت رحمة أميركا وأتباعها.
بعض الناس لا تفهم هذه الأمور ويظنون أن الأمور سترجع إلى ما كانت عليه، وهذه مصيبة. يجب أن نفهم جيدا أن الزمن القديم انتهى وأن المنطقة لن تعود مجددا إلى ما كانت عليه قبل “الثورة السورية”.
هناك تغيرات كاسحة حصلت في المنطقة خلال العام 2011. أميركا أتت بالإخوان المسلمين إلى السلطة في الدول العربية بعد أن حصلت منهم على تعهدات بأنهم سيحترمون اتفاقيات السلام والتطبيع مع إسرائيل، ودول الخليج تتجه حاليا بكل قوتها للانفتاح على إسرائيل والتطبيع معها تمهيدا للاعتراف بها.
هناك تيار كاسح يسير في العالم العربي تجاه الاعتراف بإسرائيل والتحالف معها ضد إيران. سورية حاليا تسبح عكس هذا التيار، وبالتالي من المستحيل على سورية أن تعود مجددا إلى المنظومة العربية.
أنا تحدثت عن هذه الأمور من قبل ولكن على ما يبدو هناك أناس لا يستوعبون هذه المعطيات ويبدو أنهم يصدقون بالفعل أن الخلاف بين سورية والدول العربية هو بسبب قمع المظاهرات السلمية.
العالم العربي لفظ سورية لأنها صارت خارج سياق الزمن والواقع الجديد. الربيع العربي غير العالم العربي وسورية لم يعد لها مكان في النظام الجديد.
سورية لا يمكن أن تعود مجددا إلى المنظومة العربية والغربية إلا بحدث جيوسياسي جوهري. مثلا انتهاء الصراع السوري-الإسرائيلي، أو انهيار دول وقيام دول جديدة، أو أي حدث كبير يخلط الأوراق.
مثلا لو فرضنا أن مصر ألغت معاهدة السلام مع إسرائيل وتحالفت مع سورية وإيران فهذا حدث جيوسياسي كبير من شأنه خلط الأوراق، ولكنني بصراحة أشك في ذلك ولا أظن أنه سيحدث قريبا.
وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر كان بموافقة ورعاية أميركية، ومن المستحيل على الإخوان أن يتحللوا من التزاماتهم تجاه أميركا إلا بعد مرور سنوات طويلة (وبعد أن يكونوا قد خرجوا من السلطة لأنني لا أظن أن أميركا ستبقيهم فيها إلى الأبد). حتى لو أراد الإخوان التحلل من التزاماتهم تجاه أميركا فهم لا يستطيعون ذلك الآن لأن مصر في وضع ضعيف جدا وهي غير قادرة على خوض أية مواجهة مع أميركا وأتباعها.
فكرة انقلاب الإخوان على أميركا في المدى القريب هي في رأيي فكرة سوريالية، أي خيالية.
وبالنسبة لحماس فمن يراقب تحركات خالد مشعل وانتقاله إلى قطر يدرك أن حماس دخلت هي الأخرى في “الهدنة” التي دخل فيها الإخوان.
هناك حاليا هدنة طويلة بين الإخوان المسلمين وبين أميركا وإسرائيل، وهدف أميركا من هذه الهدنة هو محاصرة وعزل سورية وإيران.
بعد التخلص من سورية وإيران أميركا تخطط للتخلص من الإخوان وإخراجهم من السلطة، وهذا أمر ليس بالصعب لأن الإخوان الآن سيواجهون صعوبات كبيرة في حكم البلاد التي نصبتهم أميركا عليها، وعلى الأغلب أن أميركا لن تساعدهم بل بالعكس هي ستسعى لتقويض حكمهم وتنفير الناس منهم.
الخطة واضحة ومعروفة وهي ليست خطة سرية بل هي نفس الكلام الذي كانت مراكز الأبحاث الأميركية تروج له منذ سنوات. أنا لدي دراسة أميركية صادرة عن مؤسسة RAND في عام 2003 (المؤلفة هي Cheryl Benard) وهذه الدراسة تنص بوضوح على أن أميركا يجب أن تتحالف مع “الإسلام المعتدل” وتتخلى عن نظام مبارك وأمثاله، وما تفعله أميركا الآن هو تطبيق لتوصيات هذه الدراسة وغيرها من الدراسات المنشورة والمتوفرة لجميع الناس.
الدراسة لم تدع للتحالف مع الإسلام المعتدل لأنها معجبة به وإنما لأنها ترى أن إيصال الإسلام المعتدل إلى السلطة في البلدان العربية سوف يقضي على التطرف، والتطرف في مفهوم أميركا يشمل بالدرجة الأولى إيران وسورية وحزب الله وحماس (هذه كلها تصنفها أميركا على أنها دول راعية للإرهاب أو منظمات إرهابية).
ما لم تقله هذه الدراسة قالته دراسات برنارد لويس وغيره ممن دعوا إلى إعادة تقسيم المنطقة. جو بايدن نائب باراك أوباما دعا علنا إلى تقسيم العراق قبل وصوله إلى منصب نائب الرئيس، وحاليا هناك مرشحون رئاسيون في أميركا يتبنون أفكار التقسيم بل وأفكارا أسوأ منها.
خطط أميركا كلها واضحة ومعروفة لأن الأميركان أذاعوها ونشروها، وبالتالي ليس هناك شيء سري.
روسيا الآن تقف حجر عثرة أمام استكمال أميركا لمشروعها. روسيا لا تتمسك بسورية لأجل سورية ذاتها وإنما لأن روسيا تفهم جيدا أن إسقاط سورية سوف يليه إسقاط إيران ومد الفوضى الخلاقة إلى آسيا الوسطى، بمعنى أن العالم الإسلامي كله سوف يصبح منطقة فوضى خلاقة، وهذا السيناريو سوف يصيب روسيا نفسها حتما. وبالتالي فموقف روسيا الآن هو دفاع عن النفس وليس دفاعا عن سوريا كما يظن أتباع أميركا الأغبياء الذين لا يقرؤون وإذا قرؤوا لا يفهمون.
روسيا اليوم قالت أن زيارة لافروف إلى دمشق هدفها حث الأسد على “الإسراع بالإصلاحات”. أنا شخصيا أعتقد أن زيارة لافروف إلى دمشق هي مجرد مسرحية متفق عليها بين الجانبين، حيث أنه بعد زيارة لافروف إلى دمشق سوف يعلن الأسد عن طرح الدستور الجديد للاستفتاء وربما بعض الإصلاحات الأخرى، وبالتالي سوف تصور روسيا الأمر وكأنه جاء نتيجة لزيارة لافروف، أي أن روسيا تريد أن تظهر للرأي العام العالمي أن الأسد يقوم بالإصلاح بالفعل ويجب أن تتعاملوا مع إصلاحاته بجدية.
هذه المسرحيات تؤكد مجدد أن التنسيق بين روسيا وسورية يتم على أدق التفاصيل وبشكل يومي كما قال وليد المعلم. أنا لا أستبعد أن تكون العمليات العسكرية على الأرض في سورية تتم بالتنسيق مع روسيا أيضا، بل بالعكس أنا أرجح أن تكون العمليات العسكرية السورية الأخيرة جرت بتنسيق مسبق ودقيق مع روسيا.
روسيا ما كانت لتقحم نفسها في أدق التفاصيل وتتولى إدارة السياسة السورية بهذا الشكل المباشر لولا أنها تعتقد أن سقوط سورية وإيران يعني سقوطها هي نفسها. صحيح أن روسيا دولة كبيرة وعظمى ولكن الدول العظمى قابلة للسقوط وروسيا نفسها سقطت قبل عشرين عاما عندما انهار الاتحاد السوفييتي. روسيا الآن تدافع عن نفسها وهي تعتبر أن سقوط سورية وإيران يعني سقوطها.
أنا أعتقد أن روسيا وسورية لديهما تصور كامل للخروج من الأزمة الحالية. التصور هو نفس التصور الذي تحدثت عنه سابقا (والذي شرحه الأسد نفسه) والذي يقوم على المزاوجة بين مكافحة المسلحين واستكمال العملية السياسية الجارية حاليا.
زيارة لافروف على ما يبدو لي تهدف أساسا إلى شرعنة العملية السياسية الجارية حاليا في سورية وإعطائها الغطاء الروسي، وهذا يعني أن روسيا تراهن على هذه العملية وتريد للحوار الذي تدعو له أن يكون في إطارها، وهذا هو الموقف الروسي المعلن على كل حال.
بالنسبة للوضع الإقليمي فهو كما قلت لن يتغير إلا بحدث جيوسياسي كبير يخلط الأوراق. حاليا أنا لا أنتظر من أميركا واتباعها (كالجامعة العربية) إلا المزيد والمزيد من التصعيد.
هناك أمور كبرى يجب أن تحسم، وأهم هذه الأمور هو مصير إسرائيل. جوهر الصراع الجاري حاليا في المنطقة هو مصير إسرائيل، وهذا هو سبب كل الضغط الأميركي على سورية وإيران. العجيب هو أن الدول العربية (التي يسميها البعض بالسنية ومنهم سوريون للأسف) هي حاليا تقف إلى جانب إسرائيل في الصراع، وهذا أمر غريب جدا.
لا يمكن أن ينتهي الصراع في المنطقة إلا إذا اتضح مصير إسرائيل. إيران ما زالت تقول أنها تريد إزالة إسرائيل، وفي يوم الجمعة الماضي كرر الخامنئي هذه المقولة. إذا كانت إيران جادة فعلا في إزالة إسرائيل عن الخريطة فهذا يعني أننا نتجه إلى حرب حتمية، ولا توجد وسيلة لتجنب هذه الحرب إلا بتنازلات ضخمة تقدمها إسرائيل للفلسطينيين والسوريين، وهذا الأمر لا يبدو أنه سوف يتحقق.
أميركا كانت تظن أن إيران سوف تتخلى في النهاية عن مطلب إزالة إسرائيل مقابل البرنامج النووي وبعض المكاسب في الخليج، ولذلك هي كانت تنتظر من إيران أن تتخلى عن سورية، ولكن تمسك إيران بسورية يعني بالنسبة لأميركا أن إيران تريد إزالة إسرائيل بالفعل، وهذا هو جوهر المشكلة في المنطقة حاليا، وهذه المشكلة سوف تستمر لزمن طويل وسوف تؤدي إلى خسائر كبيرة، اللهم إلا إذا حدث حدث كبير ما يخلط الاوراق.
ربما تكون الحرب السورية-الإسرائيلية هي الحدث الكبير الذي سوف يخلط الأوراق، ولهذا على ما يبدو يعيش الخليجيون حالة رعب لأن اندلاع حرب سورية-إسرائيلية هو بالنسبة لهم الكابوس الأكبر، وربما لهذا السبب المصريون منزعجون أيضا لأن اندلاع حرب سورية-إسرائيلية سوف يحرج مصر في موضوع اتفاقية كامب دافيد.
اندلاع حرب سورية-إسرائيلية الآن من شأنه إسقاط كل مخططات الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها، كما أن كل الاتفاقيات التي عقدتها أميركا مع الإخوان سوف تصبح في مهب الريح وسوف تجد دول الخليج نفسها محاصرة في المنطقة بأنظمة ممانعة من كل الجهات. هذا السيناريو هو بالنسبة للخليجيين الكابوس الأكبر وهم يفضلون الموت على أن يشهدوا ذلك اليوم، ولذلك نرى الآن استماتتهم لإسقاط سورية.
الأسد كان يستعد للحرب منذ عام 2006 وهو أنفق مليارات الدولارات على تسليح الجيش السوري منذ ذلك الوقت وحتى الآن. هذا في اعتقادي هو سبب الثورة السورية وهو سبب كل ما نشهده الآن. المعطيات الحالية والسابقة تدل على أن الحرب السورية-الإسرائيلية حتمية وهي مسألة وقت فقط، لأنني لا أرى إلى الآن أية بوادر تسوية سلمية.

View Original