Quantcast
Channel: 优发娱乐wwwyoufa8|优发娱乐平台|优优发娱乐pt客户端下载
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

المُندسّة السورية: السياسة الروسية.. غباء مطلق أم ذكاء المراهنة؟

$
0
0

حاول الأسد الصغير خلال سنوات حكمه التقليل من التبعية للروس ومحاولة الخروج من العباءة الروسية تدريجياً في محاولة لصنع توازنات جديدة في العلاقة الروسية السورية من خلال التوجه نحو الشراكة الأوروبية والتركية والإيرانية, ثم عاد وارتمى بأحضان الروس عندما أحس بالخطر.

فلماذا تقف روسيا فجأة بكل ثقلها لتدعم الأسد بعد هذا الجفاء؟ هل وصل الغباء بالساسة الروس إلى خوض معركة هم على أشد اليقين من فشلها؟ هل من صالح روسيا والصين كسب عداء كل العرب والمخاطرة بمكانتها ومصالحها لصالح نظام شبه منهار؟
تلك الأسئلة ستكون الأيام القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة عليها. ولكن لنحاول رؤية الأمور من منظور آخر وهو منظور الروس “ربما”.

روسيا تعتبر أنها من خلال الفيتو أحرزت نصراً دبلوماسياً في إعادة نفسها كلاعب إقليمي قوي على ساحة الحرب الباردة مع الغرب, وخصوصاً بعد أن لمست عدم الجدية من قبل الغرب الذي يدعي القيم الإنسانية والوقوف إلى جانب الشعب السوري. روسيا أيضاً تحاول الحفاظ على ما تبقى لها من نفوذ ومصالح في المنطقة العربية من خلال البوابة السورية, وترى هي والصين أن كبح جماح رياح الثورات العربية لابد وأن يتم في سوريا قبل أن يجتاح مناطق نفوذهما في بلاد القوقاز أو حتى روسيا والصين نفسها.
ربما تحاول روسيا التخلص من الأسد على طريقتها, تحاول أن توحي لنظام الأسد بأنها تمنحه فرصة أخيرة لمحاولة إعادة السيطرة وأنها ستغض الطرف عما يقوم به من مجازر لمدة محددة ترتبط بمدى التصعيد الدولي. تحاول أن توحي للعرب بأنها تدعم المبادرة العربية بدون التوضيح الأولى منها أم الأخيرة, تخرج التصريحات من الخارجية الروسية بأن الأسد فوض نائبه الشرع لبدء الاتصال بالمعارضة والحوار معها بدون التحدث عن تنحي الأسد, وستتراوح التصريحات الروسية خلال الأيام المقبلة بالشد والتراخي حسب تطور الوضعين الميداني والدولي.

ربما أوصلت روسيا رسالتها للأسد من خلال مرافقة رئيس استخباراتها لوزير خارجيتها بأنهم قادرون على رعاية انقلاب عسكري ضد الأسد في حال فشله في إعادة الاستقرار. ولكن الأسد كعادته ستدفعه حماقته لمزيد من التصعيد العسكري وارتكاب مزيد من المجازر على مرأى العالم كله, وبالتالي ستصل روسيا إلى المرحلة الأخيرة من الحل حسب رؤيتها وهو التخلص من الأسد وعائلته من خلال رعاية انقلاب عسكري وبدء مرحلة انتقالية بقيادة مجلس عسكري يتشكل من المحيطين بالأسد الموثوق بهم من قبل روسيا, وهكذا تضمن روسيا الحفاظ على نفوذها ومصالحها في المنطقة من خلال انتقال السلطة في سوريا برعاية حصرية من قبلها وبدون تدخل غربي.

قد تكون هذه الصفقة الضمنية هي آخر ما استطاعت روسيا الحصول عليه من الولايات المتحدة والدول الأوروبية من خلال ضمان روسيا لأمن إسرائيل وضمان عدم انفلات الوضع الأمني في سوريا بعد رحيل الأسد.

 

——————————-
E F

 

 


View Original

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

Trending Articles