نعيش بـ فترة ثانية من عمر الثورة , تشهد مراوحة في المكان ,,,
المراوحة في المكان , لا تعني خمود الثورة , أو خمود القمع من النظام ,, بل تعني روتينية الاحداث , دون تطوّر واضح , أو انعطاف لـ جهة دون أخرى , من حيث ميزان القوى ,,
المراوحة , هي في الجو الثوري , و الاعلامي منه , و يخص في الغالب النشطاء , رغم رحابة المسمّى , و تواضع الفاعلية , فـ تبقى الامكانيات محدودة لـ المساهمة بـ العموم ,,, البعض وجد ضالته في التظاهر مع الجاليات , و الاغلبية شاركت بـ حملات التبرّع , و لكنه يبقى شيء لا يسمن و لايغني من جوع , امام شجاعة ثوارنا و جلادتهم من جهة , و الشهداء , و ارقامهم المتصاعدة , من جهة ثانية ,,,
النشطاء , تفرغوا ( أو شبه ) لـ الثورة , و حراك بعضهم باكراً , ساهم في أن يكوّنوا شبكة علاقات و اتصالات , اضافةً لـ رؤية فكرية , او اجادة تعبيرية , تجعل صفحاتهم كـ المنتديات الشبابية , يتتبعها الكثيرين , لـ يأخذوا منها الجديد , بـ الاضافة لـ التحفيز , و التعليقات المقتضبة اللاذعة أو الساخرة , على أي حالة آنية , معظمهم بـ اسماء وهمية , و البعض بـ اسمائهم الحقيقية , و غالباً ما تكون شعبية ذوي الاسماء الحقيقية أكثر , و التفاعل معهم أكبر , و هذا نسبياً منطقي ,, و لا يستثنى منهم اشخاص معروفون بـ نشاط ما , قبل الثورة , حقوقي , أو أدبي أو صحفي اعلامي , أو فنّي ,,
تعرض العديد منهم , لـ موجة التخوين , و ربما هذه الموجة لم تستثني أحداً , صغر شأنه أم كبر , و تعرض البعض الآخر لـ المضايقة , و وصل الى الاعتقال , و مع شكلي التعرض , كانت ردات الفعل مختلفة , من المتابعين ,,
و وصف الاختراق , أصبح موضة الفترة , و لا تسمع إلا عن فلان مخترق , و تختلف بـ فتح الراء أو كسرها ,,
تارةً يكون الوصف بـ أنه مخترق ( مع فتح الراء ) أي الامن يلاحقه في الداخل أو الخارج , و هناك أشخاص مقربون منه , نيتهم الايقاع به , و تارةً مخترق ( مع كسر الراء ) أي أنه هو العميل , و يتغلغل في صفوف و صفحات الثورة , لـ يصل الى نشطائها و اسمائهم الحقيقية , لـ غايات أمنية ايضاً ,,
* الجالية في قطر
مع المظاهرة الأخيرة في قطر , تبيّن أن هناك اختراق لـ ما يسمى التنسيقية و نشطائها , و تواجد الشبيحة , و أغرقوا أجهزة الصوت بـ الماء , و من ثم خربوا الحفل مع صعود عضو مجلس وطني على المنصة , بـ حجة أنهم من مؤيدي الجيش الحر , و النهاية أنّ المظاهرة , بدت بـ شكل كرنفالي جميل , و انتهى بـ تدخل الامن القطري , و القبض على عدد من المتظاهرين , مع عضو المجلس , أي الهدف تم , بـ تخريب التنظيم ,,
* فراس اتاسي
له متابعين كثر , و يصله اخبار حارة من الداخل , ينشرها على صفحته , فـ تشكل تفاعل كبير , رغم نقده لـ مرات بـ المبالغة شيئاً ما , و لكنه لم يضر أحد بذلك , و كانت صفحته بـ تعداد و تفاعل مميز ,,
غاب فراس عن صفحته لـ عدة ايام , قبل أن ينتشر خبر اعتقاله من السلطات السعودية في 3 شباط , بـ جرم حيازة المخدرات , برر وقتها المقربون انها اشاعات و هو مسافر , ثمّ تأكد الخبر , و علل البعض أنها شحنة من سوريا , تم التبليغ عنها مع وصولها له ,, طبعاً الكل يعلم استحالة وصول شحنات مشبوهة , في دول الخليج , فـ هي تفتح و تدقق , فـ كيف تعدّت كل تلك الخطوط و وصلته ؟ الى الآن لم يثبت شيء , سوى أنه أمر محبوك داخل السعودية لـ الايقاع به , أي انه مخترَق ,, و نتمنى له السلامة , و البراءة ,,
* هديل كوكي
صبية في العشرين من عمرها , انتشرت اخبار اعتقالها من الامن السوري لـ ثلاث مرات , و من ثم أفرج عنها , و خرجت من سوريا , و بدأت بـ التفاعل مع المجلس الوطني , و اليوم ينتشر عنها أخبار أنها مخترقة ( مع كسر الراء ) أي انها مدسوسة من الأمن ,,
نفى كثر , هذه الاقاويل , مستدلاً بما كانت تكتبه في صفحتها , من منشورات تدعو لـ الوحدة الوطنية , و التسامح و الثورية , بـ لغة حارة و صادقة , و قال البعض : و عاد البعض لـ يقول : ربما كلّ ذلك تمثيلية ,,
و نشر اياد شربجي : (( لا تكفي الشبهات لإدانة الناس وطعنهم في أعز ما يملكون وهي وطنيتهم وشرفهم
أرجو أن يتم التأكّد قبل اتهام هديل , هناك من يستسهل رمي الاتهامات…وقد سبق واتهمت أنا شخصياً مراراً بذلك ولا أزال، وكذلك اتهمت به مروة الغميان، وفراس الأتاسي، وريما فليحان….عار على الثورة أن يكون فيها من يستبيح سمعة الناس بمجرد الظن بهم )) ,,
و الآن جاء الدور ايضاً على رامي نخلة ( ملاذ عمران ) , و لا أعتقد أنه سيقف عند حد , اذا بقي البعض يهتم بـما تروجه تلك الصفحات الدخيلة ,,
لم تعد تلك الاقوال و الافعال , تؤثر على ما يسمى اعلام الثورة , و انت بنفسك من يقرر ذلك , فـ اعلام الثورة , و لو أنه توصيف فضفاض , إلا انه انتخل على مدار عام , و بقي الصالح و ذهب الطالح , و توضحت الصفحات و المواقع , التي تملك المصداقية , و ذلك يستدل عليه , من عداد منتسبيها و عداد التفاعل , و أما الصفحات التي تتشكل حديثاً , و تجذب الناس عن طريق دس الفتن , فما لك و مالها , يجب علينا نحن أن نحد من انتشارها , و ألا نتداول ما تنشره , و السير به , من باب عاااجل و هااام ,, و ما الفائدة من ذلك سوى الفرقعة , و أين الحجّة و الدليل ,,
إن اكثر من يعمل على ذلك , هم موالو النظام , ليس أمنه و جيشه الالكتروني , و انما موالين عاديين , رأوا في نجاح الثورة , كسرٌ لـ شوكتهم , طبعاً من منظور وطني ساذج و ديق , و راحوا يلهون على الفيس بوك , و يرمون الفتن هنا و هناك , و يتمتعون بـ من يتبعهم من المندسين , شاعرين بـ النشوة , بـ تحقيق ( انتصار ) , علّ و عسى , يسعفهم هذا الفعل , و يقضي على الثورة , و يرفعون رؤوسهم عالياً , ليس بـ بقاء النظام , و لكن بـ أنهم اصحاب كلمة , و فورة يعني فورة ,,
طبعاً لا أحد يملك , أيّ دليل , على تورط فلان , و براءة علّان , و لكن سبب الكلام , هو الترفّع عن اشياء , لا تقدم سوى تشتيت فكر البعض , عدا عن أنّه من المخجل الالتفات الى ذلك , و بلدنـا يحترق , و لن يطفئها , اكتشاف خيانة فيسبوكية ,,
و الأهم في كل سبق , هو تتطوّر تلك الظاهرة , و تصعيدها , لـ تصبح – لا سمح الله – خطر على الحياة , لـ من هم في موضع التخوين ,,
الثـورة بـ عون الله منتصـرة ,,
View Original