إلى اخواني الشبيحة من مرتزقة و منحبكجيه و”صامتين” (لا تواخذوني يا صامتين لأني جملتكون مع الشبيحة بس الساكت عن الحق شبيح أخرس):
لماذا أنتم خائفون من الثورة؟! هل لأنكم خائفون على المكتسبات التي حققها لكم شبيحكم شبيه النمس “أعلم أن بعضكم يراه زرافة”؟ أم المكتسبات التي حققها والده الوحش ذو العقل البسطار؟
أحب أن اطمئنكم أنه بانتصار الثورة سأضمن لكم جميع هذه المكتسبات. وكي لا تقولوا كلام الليل يمحوه النهار، سأقوم بسردها هنا كتابياً لكي يتوثق الكلام.
* عندما نقف بعزة وشموخ وفخار بوطننا وكرامتنا، لا تخافوا فسنسمح لكم بلعق حذاء قائدكم المفدى والذي لا مثيل له إذ أننا سنضع هذا الحذاء في مكان ملائم لكل لاعقيه. راحتكم في اللعق هي هدفن.
* عندما يقف طلاب سورية في مدارسهم صباحاً يحيون العلم السوري و يهتفون لسورية، سنضعكم في مكان خاص (VIP) لتبقوا تهتفون لحياة شبيحتكم وتحيون علم بعثكم إلى أن تسقطوا من التعب و “الإعتزاز” أو تنبحّوا أو “ينبئلكن ئر” (يعني يصير معكن فتاء) من النباح.
* عندما يذهب ابناؤكم إلى خدمة العلم، سنخضع ابناءنا لتدريبات عسكريه حقيقيه تحفظ كرامتهم و فيها حب الوطن والإخلاص له. أما أبناؤكم، فسنعلمهم الخنوع للشبيح الأكبر وذريته وتقديسهم؛ و سنضعهم تحت امرة ضابط بعثي متنفذ وأمني يستخدمهم كالعبيد في منزله وفي سيارته وفي أي شيء يحتاجه. وفوق ذلك، ك bonus، سيحلبهم مادياً إلى يوم الدين. بالنسبة للإهانات اللفظيه، لا تقلقوا. لن يفتقدوا أي منها. سيكون هناك قدح وذم ليل نهار!!
* عندما يسيَّد القانون ويحيَّد القضاء عن سلطة الشبيح الأكبر وقمامته ويصبح الحكم بالعدل، لا تيأسوا! سنضمن لكم قاضٍ مرتشٍ لايفهم في القضاء إلا السرقة من المتحاكمين وتبجيل الشبيح الأكبر. سيكون بإمكانكم دفع الرشاوي للقضاة و مفاتيحهم و الانتظار لسنوات عديدة للبت بقضيتكم.
* التعليم؟ حدث ولا حرج! لقد خصصنا لكم المنهاج الذي تعودتم عليه “الثبات نبات”. تبجيل الشبيح الأكبر وعائلته والخروج بمسيرات تأييد له وتعلم الكذب في التربية الإشتراكية الفاشلة. الأساتذة؟! لا تحزنوا! سيكونون جميعاً بعثيون من الطراز الأول! جميعهم تخرجوا مظليين وواسطات. لا يفهمون شيئاً ولا يكترثون لشيء!! ابناءنا، مع الأسف، سيضطرون إلى تعلم علوم العصر من اساتذة عينوا حسب ادائهم وليس ولائهم! وفي النهاية سيضطرون آسفين لأن يكونوا أفراد صالحين في المجتمع ومنتجون بكل معنى الكلمة.
* عندما نتعامل مع أجهزة الدولة، سنضطر إلى أن ننجز المعاملات بسرعة وبدون دفع أي رشاوي. أما أنتم فلا تكترثوا! سنؤكد على أن يتم تكليفكم بدفع مبالغ توازي جميع الرشاوي التي استمتعتم بدفعها على مر زمن حكم البعثيه الأسديه للحفاظ على التقاليد التي اعتدتم عليها و تحاولون الحفاظ عليها.
* بلغني انكم قلقون على “أمنكم و راحة بالكم” الذين لكم النظام التشبيحي الذي احببتموه . لا تقلقوا، رجاءً. سنؤمن لكم كل ما اعتدتم عليه. كلما احتجتم ذكر شيء عن الشبيح الأكبر ستخفضون صوتكم “كالعادة” من شدة الطمأنينة والذوق لئلا يزعج صوتكم ونبرته عناصر الأمن والكتيبه! وإذا تم اعتقالكم من قبل أحد فروع الأمن المنتشرة خدماتها في كل مكان، كونوا مطمئنين بأننا لن نخبر اهلكم أين أنتم وسنمنع أي محامي من الدفاع عنكم.
* إذا كنتم موظفين في الدولة، عليكم التأكد من أن لا شيء سيتغير عليكم. راتبكم سيبقى تافهاً. ترفيعكم سيبقى مرهون بولائكم للشبيح الأكبر وعصابته و قدرتكم على لعق أحذيتهم. سيتم ترفيع كل المنافقين والكسالى والحراميه قبلكم إلا إذا كان لعلكم للأحذية منقطع النظير! أما نحن، فسنعمل بجد لنحلل لقمتنا ولنثبت قدراتنا التي على اساسها سيتحسن وضعنا المهني والنفسي والأخلاقي.
* إذا كنتم من أصحاب الأعمال الحرة، لا تقلقوا. سنخترع جهة خاصة نسميها رامي الحرامي. هدفها أن تمنعكم من ممارسة أي عمل تجاري أو صناعي أو مشابه من دون أن تدفع حد أدنى خوة لهذه الجهة. معكم حق، التغيير صعب!! نحن أمرنا لله! سنضطر أن نعمل بجد من دون أن نضطر لدفع خوة لأحد وسيكون الفيصل الحصري في اعمالنا هو مدى رضا زبائننا علينا. سنذهب إلى اعمالنا كما يذهب الناس في كل أصقاع الدنيا. سنركز على تطور مهاراتنا دون الخوف من موظف فاسد أو عنصر أمن ليرهبنا ويبتزنا. أما أنتم، فسنساعدكم على المحافظة على تراثكم التجاري، رعب ورشاوي ومحاكم عسكريه لمخالفة تموينيه وكل هالخيرات!!
* آ… كنت على وشك النسيان.. إذا احتجتم خدمات مخفر شرطة ما.. سنحتفظ لكم بمخافر خاصة كالتي أنجزها لكم النظام البعثي الأسدي. ستتمكنون من شراء خدمات الشرطة من باب المخفر إلى رئيس المخفر وصولاً إلى وزير الداخلية. إذا كنتم خائفين من التضخم النقدي، لا خوف. لم يكن لخدمات الأمن أي سقف لأسعارها. سنتأكد من أنه لم يبقى لديكم أي مال بعد الدفع الكريم لخدم الشعب.. الشرطة! نتيجة الدفع؟! لا هم و لا غم! إذا دفع خصمكم أكثر، فسيتمكن من الفوز بمحضر ضبط لصالحه و سيتم توقيفكم “حسب القانون!!” أما نحن المندسين، فسنعامل كمواطنين دافعي ضرائب و لنا ثقل سياسي من خلال ثقل صوتنا الانتخابي. سيحسب لنا شرطة المخفر و رئيسهم ووزيرهم ألف حساب. سيستقبلنا رجال الأمن باحترام. لأنهم إن لم يفعلوا، سنقوم بشكواهم للبرلمان الذي سيحاسبهم و سنقوم بانتخاب من هم أجدر منهم بمهمة صون حقوقنا و أماننا!!
* سكنكم و سكن أولادكم!! كونوا مطمئنين! سنحتفظ لكم بقسم من رياض المخالفات التي “أنجزها” لكم نظامكم المحبوب. ستدفعون دم قلبكم لقاء “خشّة” لا تستوفي شروط زريبة و سنضمن أن لا تحصلوا على أي وثيقة تضمن ملكيتكم لهذا “العقار”. ستستمتعون بكل ما ما تقدمه لكم منطقة المخالفات من مزايا العيش الكريم، قلق من الهدم في أي وقت، لا أرصفة، لا ضوء شمس، لا شوارع مستوفية العرض، لا حدائق، و لا خدمات!!! أما نحن، فأمرنا لله، بعد التخلص من فساد وزارة الإدارة المحلية و بعد أن نتمكن من انتخاب من سيقومون على الإشراف على إدارة المحافظات و البلديات بشكل مبني على الأداء لا الولاء و تحت رقابة القانون، ستقوم شركات خاصة ببناء أبراج نظامية فيها شقق مستوفية الشروط و بأسعار تنافسية. إحدى الدراسات الأولية بينت أن سعر الشقة ٧٠ متر سيتراوح حوالي مليون ليرة و نيف بدفعة شهرية حوالي ٧٠٠٠ ل س. أعتقد أن أبناءنا سيتمكنون من العيش الكريم. أما العيش اللا كريم هو تطلبون، على ما يبدو.
* الطاقة و ما أدراكم ما الطاقة! سنحتفظ لكم ببعض من محطات الوقود “المتطورة” التي أنجزها لكم نظامكم العبقري. بعد ٥٠ سنة من التفرد بالسيطرة على هذا القطاع. نوع واحد بنزين في بيئة قمة في النشح و ستستمتعون بمشاهدة منظرها لفترة طويلة تنتظرون لينتهي إخوانكم الشبيحة من ملء سياراتهم، نصف ساعة، ساعة، ساعتين!! “كلو على زوءكم”. نحن؟! سنضطر لأن ننتظر فقط بضعة دقائق في محطة وقود حضارية كالتي في كل دول العالم المتحضر و غير المتحضر. الكهرباء؟! لا تقلقوا! لكي لا تخسروا أي من إنجازات نظامكم الغضنفر، سنقطعها كل يوم حد أدنى مرة و ستحتفظوابالاستمتاع باستخدام أجهزتكم المتطورة و الفريدة المسماة منظمات التيار!
لا أريد أن أطيل عليكم و على إخواني المندسين أكثر. علماً بأنا جميعاً نعلم علم اليقين أن منجزات نظامكم كلها على هذه الشاكلة من مطارات لشوارع و أوتوسترادات بضرائب و و و و … قد يحتاج سردها إلى ساعات و ساعات. و لكن آمل أن أكون أرحتكم أكثر و أزحت الكثير من قلقكم ما يكفي أن تدعموا ثورة سورية ضد الديكتاتورية و الشمولية و الطائفية و التخلف و شبه الاشتراكية و شبه الرأسمالية و شبه و شبه و شبه و شبه للانتقال من شبه وطن إلى وطن حقيقي كما كان على مر العصور قبل المقبورين من عبد الناصر إلى البعثيين إلى الأسديين إلى من سيقبرون قريباً بإذن الله!!!! عاشت سورية التي “كانت حقيقة” مهد الحضارات!!!!
View Original