“نحن منتصرين بعون الله على هالنظام المجرم وأعوانه الروس الملحدين والمجوس الإيرانيين والوثنين الصينين
نحن شعب عظيم وخالد ويلي عم نشوفو هلأ ما شافو حدا بالدنيا لا قبلنا ولا بعدنا , شعب أبي يرفض الظلم وكل العالم بلا استثناء خونة وكلاب الحكام العرب والأجانب وكل مين بعادينا
وكل مين بيحكي مع ايران أو روسيا شريك بالجريمة وكل مين بيقول كلمة مقاومة كذاب بعينو ما في لا مقاومة ولا بطيخ , كلن عملاء لاسرائيل وايران وأمريكا ”
كلمات صرت اسمعها كثيرا على مواقع الانترنت أو من الناس كأننا لم نكن على بعد عام فقط لا نجرؤ على ذكر بشار حتى بالخير
صرنا نوزع صكوك الوطنية والقومية والعمالة , وندخل من نشاء الجنة ومن نشاء في النار حتى صارت لهجة التخوين تلاحق حتى أنصار الثورة والناشطين فيها ومنهم من اعتقل وعذب وهرب بجلده
أريد أن أتطرق لعدة أمور:
1- نحن قلنا في بداية الثورة أننا لسنا طائفيين ، عندما نصف الإيرانين بالمجوس فهذا الكلام موجه للطائفة وليس للبلد ,لأن المجوسية دين وثني وليس وصف لعرق, يعني لو قلنا الفرس (نص مصيبة) ، دعونا لا ننسى أننا بلد متعدد الطوائف وعندما نتكلم بهذه اللهجة فنحن نزيد الخوف من دكتاتورية الأغلبية على الأقليات , حتى اليهود نحن لا نكرههم لأنهم يهود ولكن لأنهم احتلوا بلادنا وقتلوا أهلنا.
هذا الأمر ينسحب على روسيا والصين فنحن لسنا ثورة دينية حتى نقيم الناس حسب دينهم
2- كثيرا ما نسمع كلاما موجها باتجاه طائفة بعينها في سوريا على الرغم من أن بينهم من هو ضد استخدام العنف والقتل ضد المدنين , من الواضح انه يتم استغلالهم بشكل رئيسي في عمليات النظام لكن لا يجب أن ننسى ان النظام يعتمد على طوائف أخرى أيضا في عدة مناطق حتى الطائفة السنية.
3- فيما يتعلق بحركات المقاومة كحركة حماس مثلا , لمجرد انها مدعومة من النظام ومن ايران نسمع منذ بداية الاحداث لهجة تخوين تجاهها , لا أريد الدفاع عنها هنا , لكن الاتهام الموجه لا يستند إلى وقائع إنما فقط لطبيعة العلاقة , أيضا يجب لا ننسى أن حماس اضطرت لمدة طويلة أن تعتمد على مساعدة النظامين السوري والايراني في ظل تخاذل العرب عن دعمها .
مع ملاحظة أن توجه أعضاء المجلس الوطني لواشنطن والعواصم الغربية التي لم يكن دورها أقل حقارة من ايران وروسيا والصين في دعمهم لنظام الاسد -فهي لم توفر الفيتو ولا الدعم العسكري لاسرائيل حين كانت تقصف غزة- سيشعر الفلسطينين بنفس شعورنا تجاه اسماعيل هنية حين يزور ايران
4- كثير من الناس في سوريا لم ينخرطوا في الثورة لعدة حجج مبنية بالاساس على الخوف ونحن بهذه الطريقة نزيد خوفهم , ومن ناحية أخرى عدم خروجهم للتظاهر لا يعني تخوينهم , لكن للأسف وصل التخوين حتى للناشظين والمعارضين . نعم ان صمتهم يساعد النظام ولكن هم ما زالوا في نفس الخوف الذي كنا نعيشه نحن ايضا على مدى أربعين سنة. ويوجد الكثير من الأخطاء التي لا يذكرها احد مثل تكسير محل من لا يشارك بالإضراب أو قتل عوايني مع زوجته…. , مثل هذه الأفعال تضر بالثورة وتساعد في زيادة الخوف لدى الناس لكن قلما تنتقد.
5- نحن تحررنا من فكرة الخوف من الانتقاد , وبالتأكيد لم يعد أحد فوق الانتقاد لأن الجميع يخطئون , لكن هذا لا يعني ان يصل الموضوع للدرجة التي نراها حتى من من يفترض أنهم نخبة المعارضة السياسية فنسمع الاتهامات تتراشق بين من في المجلس والوطني وخارجه والجيش الحر وما نسمعه من فضائح على الإعلام وتسريبات من هنا وهناك , وعلى الفيس بوك خصوصا نسمع كلام من مثل : (فلان الفلاني الله لا يعطيك عافية , وعزيزي المدري مين ليش قافل موبايلك , وحبيبي المدري شو أكيد أنت عميل للنظام ) حتى لدرجة صرنا نسمع كلام من بعض الناشطين يخرج مثل الغصة وهو يدافع عن نفسه أمام الاتهامات التي يسمعها لمجرد انه نجا من الاعتقال وهو في الداخل او هرب بجلده للخارج.
يوجد دائما طريقة لعرض وجهة النظر بلا شتم او تخوين واستخدامها يقرب وجهات النظر , ونحن منذ البداية كنا نطالب بالحرية ؛ واستخدام التخوين والشتم هو بالتأكيد مصاردة للحرية لكن من نوع آخر ,وليس هذا هو ما نسعى إليه من ثورتنا.
View Original