نحن في زمنٍ عزّ فيه الرجولة و الأنوثة ، فهو متخمٌ بالفحولة و “الباربيات” ….. أسامة
قبل البدء نعتذر لقساوة العنوان و لكنه فكرة حقيقية مثبته … لذا اقتضى التنويه
و في البدء نطلبُ منكم على ما تبقى من مساحة نقاءٍ و حريةٍ في قلوبكم أن لا تذهبوا بالمفهوم الذكوري الضيق للموضوع ، أو ما يُسمى قلة عقل عند المرأة ، بل الموضوع أكبر بكثير و أهم و أنقى .
و هنا يجب التركيز و التمييز بين الغيرة بأحد المفهومين الغيّر طبيعيين و الغيّر أخلاقيين للغيرةِ : الأول السيئ و المنطلق حكماً من سوء صاحبه فيرى في أهل بيته صورة قبح روحه ، مما يجعله يشكُ في كل شخصٍ من حوله و هذه
الحالة نتيجةً حتميةً لسوئه .
و أما الثاني فهو المرضي ، و المتمثل بغيرة الشخص ذكر كان أم أنثى من كل ما حول الأخر و بدون مبرر أخلاقي ،و في الحقيقية من يتملكه مفهوم الغيرة بهذه الطريقة يكون مريضاً نفسياً و يجب معالجته.
و أما الغيرة النقية و النبيلة هي تلك المتمثلة بغيرتك على من تحب غيرة راقية بحيث يزعجك خطأه و يؤذيك سوءه حرصاً عليه و محبةً بهِ ، و نحن نرى أن هذه الغيرة هي أساس بناء الأسرة بشكل خاص و المجتمع بشكل عام ، مع العلم لا يمكن بناء مجتمعاتنا بدون بناء الأسرة.
فالمقصود هنا الغيرة بالمعنى الأنبل و سنتحدث في هذا الموضوع حول قيمة الغيرة النبيلة على أُسرنا بشكل خاص و على من نحب بشكل عام .
و سنذهب في موضع هذه الغيرة النبيلة لما لها من أهمية كبيرة جداً حيث برأينا تبدأ بالأسرة ، و يتجلَّ ذلك من خلال أولاً :العلاقة الزوجية حيث يجب أن يغارا الرجل على زوجته و أولاده ذكوراً و إناث و كذلك المرأة يجب أن تغار على زوجها و أولادها ، و ذلك بأن يكونوا رسالة نظيفةً لهم من خلال صدقهم بعملهم و بعلاقاتهم و نبل أفعالهم و بالتالي يستوفيا شروط بناء الأسرة .
و لكن في غياب هذه الغيرة ستتفتت الأسرة و بالتالي المجتمع ، حيث أحمق لا بل ممتلئ بكل أسباب الحماقة هناك عمل حثيث من أعداء الإنسانية لتقويض دعائم الأسرة لقناعتهم بأنه إذا تفتت الأسرة و انهارت القيم الاجتماعية و عمّ الفساد في المجتمع.
و هنا – و عفواً منكم – سأذهب بذكر مثالٍ قاسٍ فتخيل أن يرى شخص ابنه أو ابنته في موقفٍ غير مهذب ، و يأتي قائلاً يُنظّر عليك و يقول لك هذه حرية شخصية .
و هنا الكارثة لسببين : السبب الأول برأينا أن الناس يعوّد روحه على القبح من خلال جعل هذه العلاقة النبيلة التي من خلالها استمرار البشرية علاقة حيوانية و ذلك من بإلغاء طابعها الإنساني المتمثل بشرعنتها إنسانياً ، و الموضوع الثاني هو أنه و قلتها أكثر من مرة:
ليس الحرية أن تفعل ما تريد فهذه حرية حمير بل الحرية أن تحاول فعل ما يحقق انتمائك لإنسانيتك .
و برأينا ليس فقط في هذا الموضوع بل يجب أن تغار على أهلك و كل من تحب بأن تتمنى أن يكونوا بمنأى عن السوء و الحرام ، حيث يجب أن يؤذينا أن يكون من نحب يأكل حراماً و يجلب لأهل بيته منه .
و أكثر من ذلك الغيرة هي فلسفة وفاء هنا و مسحة حبٍ و عبق ياسمين.
حيث هنا محاولات مرعبه لتقويض مجتمعتان من خلال العمل على تفسخها أخلاقياً بحيث يصبح من يسرق ” قدّ حاله ” و العاهر “قوي ” متناسين أصحاب هذه التبريرات المشينة أنّه : من يُؤذي سيؤذى مسألة وقت
و من هنا نرى أن الغيرة لها وجهاً نبيلاً متمثلاً بغيرتنا لمن نحب بأن لا يكون سارقاً أو سيئاً أو مؤذياً حتى يحمي نفسه و مجتمعه من الذين يتربصون بمجتمعاتنا و قبلها بأحلامنا و آمالنا ، و كونوا على ثقة لو يقدروا شذّاذ الآفاق تشويه أحلامنا بعد تشويههم لمفاهيم الأمنيات و الطموح.
مع خالص التمنيات لكم جميعاً بأن لا تألفوا قبح الروح حتى لا تتقبّح أرواحكم
فدمتم مفعمين بالخير و الياسمين و العطاء
أسامة

View Original