أدرك أن هذا الموضوع لا بعادل قشرة بصلة في بلدنا .. ولكنه يخفي بين طياته حقيقة عارمة قوية جبارة أحببت أن أذكره وقلبي ينزف لسخرية القدر التي نحن بها …
لأعرض القصة بطريقة بسيطة
بتاريخ 25/2 قرأت خبرا على موقع كلنا شركاء يفيد بأن هناك تصويت على الدستور على موقع مجلس الشعب .. دخلت الموقع (موقع مجلس الشعب) و شاهدت نسبة التصوت 77 بالمئة قالت ( لا ) و 23 بالمئة قالت (نعم) وعدد المصوتين يزيد عن 13 ألف مصوت …
بتاريخ 27 / 2 دخلت الموقع وصدمني الرقم فقد كان 19 بالمئة قالت (لا ) و عدد الذين قالوا ( نعم ) هو 81 بالمئة وعدد المصوتين هو يزيد عن 27 ألف مصوت
إلى هنا انتهت القصة
ملاحظة: لم يصدمني انقلاب الكفة ولكن صدمني شيء آحر سوف تكتشفه لاحقا
وقبل أن أبدأ حديثي وتحليلاتي الفنية الكروية أريد أن أحسب هذه الحسبة الرياضية البسيطة معكم
77 % من 13000 تعادل 10010 أي أن أكثر من عشرة آلاف صوتوا ب (لا ) و ثلاثة آلاف قالوا (نعم )
في اليوم الثاني: انقلبت النتيجة ولكن بطريقة غبية لم ينتبهوا لها ربما …
19 % من 27000 هو 5100 مصوت قالوا لا … و 22 الف قالوا ( نعم )
كيف تم ذلك أين ذهبت الخمسة آلاف صوت الأخرى … بمعنى أنه حتى ولم يصوت أي أحد خلال اليومين الماضيين فمن المفروض ان تبقى عشرة آلاف مصوت (بلا ) …
ولكن يبدو انهم وضعوا النسبة اعتباطيا دون ان يحسبوها رياضيا ( لان العشرة الاف قالوا (لا ) تعادل من ال 27 الف = 36 بالمية )
انتهت حسبتي عند هنا …
والآن لنأتي لموضوع التحليلات الكروية
النقطة الأولى: يمكننا أن نفكر بمدى هزالة و تفاهة ما اسمه مجلس الشعب وصغر عقله ( يعني حتى على نسبة تصوبت بموقعه ماقدر يتحمل يشوف النسبة وغيرها متل الولاد الصغار يلي بغشوا وهنن عم يلعبوا لعبة قاسم والمزرعة )
النقطة الثانية: الحقيقة التي لا يمكن لأحد أن يطمسها و هي نسبة المصوتين 77 بالمئة قالوا لا و فعلا هذه هي النسبة الحقيقية من الشعب التي لا تريد بشار أذا أخذنا بعين الاعتبار العدد الجيد من المصوتين وهو 13 الف مصوت.
النقطة الثالثة: لو كنا في بلد أوربي وفعل مجلس الشعب مثل ذلك لكانت فضيحة مزلزلة هزت أرجاء البلاد … فكيف لمجلس الشعب المؤتمن على حقوق الشعب أن يفعل هذا … وبمقارنة بسيطة .. يمكننا أن نعرف مدى التخلف السياسي والثقافي الذي وصلت اليه الطبقة الحاكمة
النقطة الرابعة وهي الاهم: هذا المجلس سيكون مؤتمنا ( على ترشيح الرؤساء القادمين ) في الدستور الجديد ( يلي رح يبلوه ويشربو ميتو ان شاء الله ) فاذا كانت حتى نسبة تصويت على موقعهم تلاعبوا بها .. فما بالكم بترشيح رؤساء ؟؟؟
النقطة الخامسة: وهي التي أبكتني حقا وأدعوكم لتذرفوا الدموع معي. هي كيف يتصورنا هؤلاء .. انهم يروننا كأغنام يمكنهم الضحك علينا بسهولة وبأي شيء .. انها يتعاملون معنا كما يتعاملون مع دجاجاتهم .. انهم حتى لا يتعبون تفكيرهم في الضحك علينا .. هل كنا هكذا بالفعل .. ألهذه الدرجة كنا سفهاء وبلهاء حتى اعتادوا ان يعاملوننا بهذا الغباء ؟؟
اعتقد بأن السبب مننا نحن … فكم صفقنا لهم .. وكم خرجنا في مسيرات الاغنام المؤيدة ونحن صغار .. وكم تلونا صلوات العبودية لهم .. بالروح بالدم وإلى الأبد .. وكم تلقفنا تفاهاتهم ونحن نظهر بأننا مقتنعين بما يقولون بل سكارى بأمجادهم و عشاق لأجدادهم وعبيد تحت أقدامهم ..
هانحن ندقع الثمن اليوم … فبكل بساطة يقوم موقع مجلس الشعب بتغيير نسبة التصوت .. حتى دون أن يفكر برقم رياضي صحيح … فليس المهم هو صحة الرقم .. المهم ان تقبله كما هو ولو كان خطأ . ونحن سنضعه كيف نشاء ولو كانت نسبة الذين قالو لا هو 77 … فنحن فوق هذا الرقم وهذه النسبة وسنضعه 19 بالمئة لان مشيئتنا فوق الصح والخطأ وفوق رأي الشعب .
أخي الثائر … ضع كلمة (مجلس الشعب) في جملة مفيدة