Quantcast
Channel: 优发娱乐wwwyoufa8|优发娱乐平台|优优发娱乐pt客户端下载
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

أَمـــواجٌ اسبانيّة في فُراتِ الشّام: بين نظام استبدادي وشعب مقموع أكثر من بوصلة

$
0
0

p { margin-bottom: 0.21cm; }

مع كلّ يومٍ يمر، بل مع كلّ ساعة، تتكاثر تعقيدات وصعوبات المشهد السوري على جميع الأصعدة. فتبرز للسيناريو مخارج تنفتح وتنغلق تباعاً، أو تعيد هذه المخارج إنتاج نفسها في عمليّة محمومة وحارقة. ﻻ يُحسد المواطن السوري على اضطراره لتلمّس طريقه في وعرٍ تزداد فيه التفسيرات السطحيّة كلما زادت تعقيدات التضاريس التي يمشي فيها.

لعلّ فوضى اﻻحتمالات هذه، وإن كانت سمة مصاحبة للحراكات الثوريّة، هي أشدّ تبعات الأزمة وطأة على عقول السوريين. فاستمرار نهج القمع الفاشيّ الأعمى يدفع هذه اﻻحتمالات إلى أبشع صورها: انزلاق جانب من الحراك الشعبي، داخلياً، إلى اقتتالٍ أهلي- طائفي، وانتقال زمام القرار من زخم حراكٍ شعبي يريد تغييراً نحو الكرامة إلى أيادي طبّاخي المحاور الدوليّة. للشعب السوري أصدقاءٌ مزيّفون يماثلون جلاّديه خطراً عليه.

إن نقد تخبطات المعارضة السياسيّة السوريّة واجب وضروري، والوقوف في وجه أيّ تجاوزاتٍ أو أخطاء أو جرائم تُقام باسم تحرّر الشعب السوري وكرامته هو واجب إنساني ووطني علينا، ويجب ألا نصمت أمام أي مزاوداتٍ أو ابتزازات من أيّ شخصٍ كان. كما أن البحث في تعقيدات المرحلة والتفكير ملياً في عواقب كلّ خطوةٍ مهما كانت صغيرة واﻻختلاف في التحليل والتقرير ليس إﻻ تفصيلاً طبيعياً ضمن النشاط الفكري المصاحب لعمليّة تغيير نريدها أن تكون نهائيّة نحو واقعٍ جديد يردم تأخراً دام عقوداً. لكن قبل أن نشمّر على سواعدنا للعمل النقدي يجب أن نتذكّر أن للمشهد هيكلٌ قائمٌ وبوصلة تساعدنا على السير فيه دون ضياع، وأقول أن علينا أن نتذكّر ﻷن هناك من ينسى (أو يتناسى ذلك). في سوريا سلطة استبداديّة قمعيّة قائمة منذ عقود، استملكت الأرض بما فيها وعليها وأفقرت، بشكل ممنهج، شعبها على جميع الأصعدة: اقتصادياً، تعليمياً، ثقافياً، بل وحتّى وطنياً. سلطة اختطفت الوطن والدولة لصالح نظامٍ أمنيٍ فاشي قام على فرض الصّمت الخائف كديانةُ يبدأ تعلّمها منذ تلقين الأطفال هتافات عبادة الأفراد قبل تعليمهم خطّ الحروف. سلطة لم ترد يوماً لشعبها أن يكون ذو كرامة، بل أرادته فقيراً خائفاً صامتاً مسبحاً بحمدها وهاتفاً في مسيراتها، فقط ﻻ غير. عقودٌ من اﻻستبداد الإلغائي ﻻ تورّث إﻻ المشاكل والتحدّيات والصعوبات، والشعب هو ضحيّة الاستبداد كما أنه ضحيّة تبعاته، ﻻ المجرم، ومن الواجب الوقوف معه دفاعاً عن حقوقه وحرّيته، ونقد الأخطاء (من أصغرها وحتى أكثرها إجراماً) والوقوف بوجه اﻻنحرافات مطلوبٌ انطلاقاً من الوقوف المبدئي والراسخ مع حقوق وحرّيات هذا الشعب، ومع اﻻلتزام بالمسير معه (وليس "مسايرته”).

يختار البعض، بالمقابل، التعالي على الشعب واحتقاره، ونراهم يشترطون من ضحيّة القمع أن تكون فولتير أو جان جاك روسو في وجه جلاد ﻻ يبدو قبحه ولا هول حجم ساطوره مقلقاً لهم، بل أننا سنجد من يلوك المشهد ليخرج بنتيجة مفادها أن المستبد أفضل من ضحايا قمعه، ويسمّي نتيجته المبهرة هذه يساراً. هنيئاً لليمين على هكذا يسار!

ﻻ حلّ وسط بين الجلاد والضحيّة، وﻻ بين الجريمة والعقاب، كما ﻻ سياسة فوق الحق والأخلاق. ابتداءً من هذه المسلّمات (إن سمحتم بتسميتها مسلّمات) نتكلّم ونناقش.

..

مصدر الصورة


View Original

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

Trending Articles