المُندسّة السورية: من أجلكن يا حرائر حماة وسوريا أكتب

والعار ثم العار لمن تخاذل عن نصرتهن

لما وقع عدوان الفرنجة على مصر واحتلوا جزءا منها

أرسل العاضد لدين الله يستغيث بوالي الشام, نور الدين زنكي

مرفقاً برسالته خصلة من شعور نسائه قائلاً:

أدركني واستنقذ نسائي من أيدي الفرنج

فلما وصلت الرسالة نور الدين, بلغ به التأثير مداه وسرت دماء الغيرة والنخوة في عروقه

فشرع في تجهيز الجيوش إلى مصر وجعل قيادتها للأمير أسد الدين شيركوه

شاداً عضده في بن أخيه صلاح الدين الأيوبي, فلما سمع الفرنجة بمقدم الجيش إلى مصر

أنشمروا راجعين إلى بلادهم خوفاً من عساكر نور الدين

ثارت حمية نور الدين غيرة على أعراض المسلمين وصيانة لشرف نسائهم

الذي قد تدنسه الأيدي الصليبية القذرة, فخصلة الشعر التي بعث بها العاضد

كان لها أبلغ الأثر في نفس القائد المسلم الذي يدرك

أن أعراض المسلمات ليست أمرا مطروحا للمساومة أو مشروعا سياسيا يقبل فيه الأخذ والعطاء

وإنما هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه حتى لو هلكت الأمة بأسرها دونه

هكذا علمنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهكذا ورثنا عن أسلافنا العرب

فحرب الفجار التي شهدها النبي صلى الله عليه وسلم بين قبائل العرب قبل الإسلام

كان سببها الغيرة على الأعراض, وكان قائل العرب يقول:

أصون عرضي بمالي لا أدنسه******لا بارك الله بعد العرض بالمال

والمؤرخون يعطون هذا الجانب أهمية خاصة في كتابة سير الرجال

حتى الحجاج المشهور ببطشه وظلمه استجاب لصرخة أطلقتها امرأة مسلمة من الهند

أسرها الكفار فصرخت: (واحجاجاه) فجهز على أثرها الجيوش وفتح الهند والسند

وحرر تلك المسلمة المكلومة وأسر ملك الهند

فالتاريخ يحكم على الرجال بقدر ما يقدمونه لأمتهم

من أجل أعراض المسلمين تجهزت الجيوش وقادها قادة عظماء وتزلزلت عروش وتحطمت

فيا ترى ماذا سيكتب عنا التاريخ؟ وصرخات استغاثة حرائر العرب

اللاتي انتهك شبيحة عصابة آل أسد أعراضهن تخترق أسماعنا

دون أن تجد عندنا الصدى الذي وجدته صرخة أسيرة عمورية عند المعتصم

رب وامعتصماه انطلقت ******ملء أفـواه الصـبايـا اليتم
لا مسـت أسـماعهم لكنها ******لم تلامس نخوة المعتصم
يا أحرار سورية – يا أبطال النخوة والشهامة والشرف
قوموا قومة رجل واحد – ودافعوا عن أعراضكم وشرفكم
كيف القرار وكيف يهدأ مسلم ****** والمسلمات مع العدو المعتدي
الــضـــاربـات خدودهــن برنة ****** الـــداعـــيات نبــيــهــن محـمـد
القــائـــلات إذا خــشيـن فضيحـة ****** جــــهد المـــقالة ليتـــنا لـم نولد
ما تــستــطيع وما لها من حيلة ****** إلا التــســتر من أخـيــها بالــيد

سيكتب التاريخ بصحائف كالحة السواد

يلاحق عارها المتخاذلين القادرين على رد العدوان عن أغلى ما تملك الأمة بعد دينها

فهؤلاء الذين قصرت بهم الهمم عن الانتصار لأعراض الأمة

غير جديرين بأن يعيشوا حياة كريمة

فعلى أبطالنا وثوارنا الذين ما برحوا يستغيثون بالعرب والمسلمين وبالحماية الدولية

عليهم أن لا يعولوا على المتخاذلين المتواطئين مع العصابة المجرمة

فالوزير بن العلقمي وكثير من الخونة ما زالوا بين أظهرنا وهم أصحاب القرار

فصبراً يا حرائر سورية فسوف يتم التحرير قريبا بإذن الله

على يدي مظفر ثوار سورية وقطزها وعلى يدي العز بن عبد السلام من قلب الثورة

وعلى يدي كتائب الجهاد التي سوف تدك الأهداف الواحد تلو الأخر فنتظروها .

هيهــآآت منـــــا الذلة..هيهــآآت منـــــا الذلة..هيهــآآت منـــــا الذلة..
دامت سورية حرة أبية – بدون عصابات أسدية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

———————————-

صفحـــــــــــة حمـــــــــــــــاة