المُندسّة السورية: لا نريد (الشهادة) بل نريد (محو الأميّة) في هذا البلد

مابعرف كل البلد مشترك بقتل أبني من صامتين وكبار وصغار

كلمات تحمل كل القهر والفجيعة وتحمل كل الحق والعبر بكلماتها التي خرجت

من وحي الأحساس الصادق دون مجاملة ولاخوف ولاتفكير أونفاق
مترافقة بدموع الشك  هل (أستَشهَد أم أُستُشهِد)  لتكون عنوان أزمة الوطن.

………………..

كانت خيمة العزاء وأنا أقترب منها  تبدو لي كثواني أخيرة من عمري تعلنه خطوط وتموجات القلب

وهي تستقيم شيئاً فشيئاً على شاشة زجاج السيارة
سباق مع اللحظات بكل ماتحمل من القهر والتناقض والصور المخزنّة في المخيّلة
لأن واحدنا بفطرته دوما يتمنى أن يصل هدفه المنشود أو مكانه المقصود فوراً ،
إلا أنا كنت أتمنى ألا أصل لهدفي المتجّسد بتلك الخيمة التي تخيم على أنفاسي ككابوس، وتطبق على قلبي كجبل
كانت عيني تحاول أن تتجاهل أني وصلت لخيمة العزاء لكن صوت وتجويد آيات الذكر الحكيم يرافقه صمت رهيب

أعطاني الخبر بعلامة الوصول ، بل أني أصبحت في وسط الفجيعة
فجيعة يستقبلني أولها (الأكبر فالأقرب) بكلمات قليلة الحروف كبيرة المصاب
ونظرات تختزل صلة الرحم والقرابة وهي تعانقني بثوانٍ بينما أنا أغيب بخطواتي التي تتعثر بالدموع

نحو ذلك القرار، ذلك الوسط المُفجع القاهر التي لايُترجم إلا بمزيج لوني(أسود الحزن وأحمرالشهادة) فلاأخضر السلام

ولا بياض الكفن ولارمادية الصمت بين مؤيد ومعارض تقنع من دفن أبنه تحت الثرى

بينما روحه تعانق الذكريات ، تعتصر الوجدان ، تذيب صخر القلب جزعاً وحزناً

ولوعة تنساب بكلمات مشمومة ومدغمة بغصات ودمعات شبه حشرجة: بالأمس كان بيننا

بالأمس كنا وكانت ….. ويستمر سرد الذكريات والآهات والحسرات ووووو

وتخبو وتختفي الكلمات مع العبرات كشمعة تبكي ويخبو ضوءها  كلما قلّ دمعهاوشمعها.
وأنسحبُ من قلب ملحمة الألم معركة الفجيعة التي يتسلح بها كل مؤمن
ويُدعم بها الأب المكلوم : كل من عليها فان،،  إن الله مع الصابرين….الله يرحمه وووووو
أنسحب وأنا أحاول أن أجد عزاء لنفسي  وإجابة واحدة على أسئلة وأتهامات الأم والأب وعموم العائلة

و سائر أمهات وعائلات الوطن من كل توجه وأنتماء؟؟
من يقدر أن يجيب تلك الأم والأب والعائلة من هو السبب في مقتل أبنها؟؟
هل هو النظام بكل أركانه؟؟
ولماذا يفعل  ذلك بشعبه وأخوانه وماهو الدليل؟؟ ولماذا لاتتحرك الأنسانية؟؟
الرئيس؟؟
هل هو كاذب أو صادق ؟؟هل قتله بيده أم بقرار من يده؟أم بكلمة من لسانه؟؟

هل هو بريء فعلاً؟؟حتى لو بريء ألا يتحمل ذنب هذه الدماء  كلها؟؟
الأمن؟؟
معقول الأمن يقتل الوطن والمواطن وهو الذي واجبه تأمين الأمن والأمان؟؟
الشبيحة؟؟
لأي غرض يقتلون؟؟ هل يبيعون أنفسهم للشيطان لأجل قتل أحباب الله؟؟
العصابات المسلحة؟؟
من أين أتت وأسلحتهم كيف دخلت؟؟ وهل خرجت دفعة واحدة بكل سوريا؟؟
وهل وصلوا لمدارس ورياض الأطفال؟؟ ولماذا لم يتم القضاء عليها حتى الآن؟؟
لماذا لاتقتل المؤيدين في المسيرات والتنظيرات؟؟ رغم هذه فرصتهم لحصاد أكثر
الأرهابيين؟؟
ماذا يريدون؟؟هل أصبحت سوريا ساحة تصفية الحسابات والديون؟؟
العملاء أوالخونة؟؟؟
من هم؟؟صفاتهم؟؟ اسمائهم؟؟ فليُحَاكموا بقضائنا العادل لو وُجد
المال والغنائم؟؟؟
وهل أخذ قارون معه شيء؟؟
الكراسي والمناصب؟؟؟
هل نَفع سليمان وذو القرنين مُلكِهما العظيم؟؟
فقد ذهب  النمرود وبختنصر لغياهب العذاب الأليم
رجال الدين؟؟؟
هل سنبقى أسرى الفتاوى ونُسجن ونُقتل  بأغلال وأمزجة ومصالح (فضيلته وسماحته ونيافته وقداسته) ليوم الدين؟؟
الصامتين؟؟؟
هل يجب أن يطرق ضيف الدم بابهم لتنطق ألسنتهم ولو بكلمة تشفي الغليل؟
هل خطر المؤامرة عن البلد ندفعه برمادية خرساء؟؟
المثقفين والعلماء والأدباء والفقهاء؟؟؟
أين هم؟؟ لاأرى مداد فكرهم وثمار عقلهم وأنوار ثقافتهم وعلمهم وأدبهم

وفقههم إلا بساحات الضجيج للقائد والصمت عن قتل الشعب وخلف مكريفونات

وشاشات المنافع ،ألا يسمعون المدافع؟؟ أم أرتدوا خمار الحريم والملافع؟؟
العرب أم الغرب؟؟؟
هل أحضر الجيران للطلاق والزواج أم ليكونوا شهود على ذلك؟؟
أم أحمّل الغرباء خلافي وقطعي لصلة الرحم بيني وبين أهلي؟؟
المجلس الوطني أو الجيش الحر؟؟
من يُقتل بدم بارد كمن  يُقتل بدم شارد
وشو حاجك للمر قال الأمر منه
الطائفية أم الحرية؟؟؟
الألماس من الفحم ، والنور هو سرمدية وعشق البشر والأقوام بعد كل قهر وظلام
أرجوكم أن تفكروا بكلمتها:نحن لانريد (الشهادة) بل نريد (محو الأميّة) بهذا البلد
نريد أن يتعلم الناس الحب والعدل وينسوا الكره والظلم لنسامح بدم أبنناوشهادته  فداء الوطن
فهل أستَشهَد أم أُستُشهِد؟؟؟

إنا لله وإنا إليه راجعون