فيما يلي أنشر ترجمتي للنص الكامل (والحرفي) لمقابلة الرئيس الأسد مع باربرا وولترز على شبكة "إي بي سي" الأمريكية والتي عرضت مساء يوم الأربعاء 8-12-2010. تم الحفاظ على جميع تفاصيل اللقاء بما فيها الهنات اللفظية والتصحيحات. وسيتم نشر الترجمة على ثمانية أجزاء
وولترز: في بداية هذه المظاهرات، كانت النسوة تمشين مع أطفالهن حاملات أغصان الزيتون ولم يكن أحد في تلك المرحلة يطالب بتنحي الرئيس، ثم تصاعدت الاحتجاجات. هل تعتقد أنّ قواتك قد ردّت بأقسى مما يجب؟
الأسد: إنها ليست قواتي، إنها قوى عسكرية تتبع الدولة.
وولترز: أجل، ولكنك أنت الدولة.
الأسد: لستُ أملكهم. أنا رئيس. لستُ مالكاً للبلد، لذا فهي ليست قواتي.
وولترز: لا، ولكن أنتَ من يصدر الأوامر.
الأسد: لا، لا، لا. لدينا… في الدستور، في القانون… مهمة المؤسسة العسكرية هي حماية الشعب والوقوف في وجه أي فوضى أو إرهابيين. هذا هو عملهم، وفقاً للدستور إلى… إلى قانون المؤسسة.
وولترز: الرد كان بدون إذنك؟
الأسد: لو سمحت، ما الذي تقصدينه بالرد؟
وولترز: رد الفعل ضد الشعب، بعض جرائم القتل وبعض الأشياء التي حدثت.
الأسد: لا، ثمة فرق بين وجود سياسة للرد وبين وجود بعض الأخطاء التي ارتكبها بعض المسؤولين، فهناك فرق كبير. مثلاً حين نتكلم عن السياسة فهي أشبه بما حدث في غوانتانامو حين تكون هناك سياسة للتعذيب على سبيل المثال. ليس لدينا سياسة من هذا النوع للرد أو لتعذيب الشعب. هناك بعض الأخطاء المرتكبة من بعض الأشخاص أو كما سمعنا بعض الادعاءات عن أخطاء، ولهذا قمنا بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق فيما حدث ومن ثم يمكننا استناداً إلى الدلائل أن نحدد وجود أخطاء من عدمه. لكن كسياسة حكومية، لا.
وولترز: وهل كانت ثمة أخطاء ارتكبت في عملية الرد هذه، سيدي؟
الأسد: أجل، بسبب أننا لا نقوم بالردّ أساساً. حين لا يكون هناك تجهيز مسبق للرد على وضعٍ قد استجدّ فسوف تحدث أخطاء بالتأكيد.
وولترز: حسناً. هل تم إثبات المسؤولية على الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الأخطاء؟ هل تمت معاقبتهم؟
الأسد: بالنسبة لبعضهم أجل، بحسب الأدلة، لكن لا يمكن معاقبة أي شخص بناءً على إشاعات أو ادعاءات. لذا فإن هذه لجنة قضائية… لجنة قضائية مستقلة. إنها… عملها القبض على الأشخاص إن كانوا مذنبين وإرسالهم إلى المحكمة لمقاضاتهم.
وولترز: إذاً فبعض الأشخاص قد تم إثبات مسؤوليتهم؟
الأسد: أجل، وحسب معرفتي فإنّ ذلك قد تم منذ البدايات الأولى.
وولترز: في الأسبوع الماضي نشرت لجنة مستقلة تابعة للأمم المتحدة تقريراً بعد استجوابها أكثر من 225 شخصاً. وما ورد في هذا التقرير هو أن حكومتكم قد اقترفت جرائم بحق الإنسانية ومارست التعذيب والاغتصاب وأشكالاً أخرى من العنف الجنسي ضد المتظاهرين بما فيهم الأطفال. ما هو ردكم عليه؟ ما أود تأكيده مراراً وتكراراً هو أنّ المتظاهرين قد… قد تم ضربهم وممارسة أشياء مريعة بحقهم. هل لديكم علم بهذا؟ هل لديكم علم بما قالته الأمم المتحدة؟
الأسد: ببساطة سأقول لهم أرسلوا لنا المستندات والأدلة الدامغة التي لديكم وسنرى إن كان ذلك صحيحاً أم لا، بهذا لا يكون ما تطرحونه محض ادعاءات.
وولترز: ألم ترسل لكم الأمم المتحدة هذه المستندات؟
الأسد: لم ترسل لنا شيئاً على الإطلاق.
وولترز: تعني أنّها المرة الأولى التي تسمع…
الأسد: لم يخبرونا بشيء، ليست لديهم الأسماء حتى… أسماء الذين تم اغتصابهم أو الذين تم تعذيبهم. ليس لدينا أي أسماء. لم يرسلوا شيئاً.
وولترز: لكنّهم نشروا…
الأسد: عفواً.
وولترز: سيدي الرئيس، لقد نشروا التقرير.
الأسد: أجل
وولترز: لقد اتهموك أنت ونظامك…
الأسد: استناداً إلى ماذا؟
وولترز: استناداً إلى ما قالوا بأنه إفادة 225 شخصاً، شاهداً، رجال ونساء وأطفال تم استجوابهم والتعرف إليهم وعند ذلك أعلنوا أنه قد تم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
الأسد: عليهم أن يرسلوا لنا الوثائق، وطالما لم نطلع على الوثائق والأدلة فلا يمكننا القول أنّ ذلك طبيعي. لا يمكننا ذلك لمجرد أن منظمة الأمم المتحدة التي قالت ذلك… من قال أن منظمة الأمم المتحدة مؤسسة موثوقة أساساً؟
وولترز: من يقول أن الأمم….؟
الأسد: من قال؟ نحن، نحن… نحن نعلم أنّ لديكم معايير مزدوجة في العالم، في سياسة الولايات المتحدة، في منظمة الأمم المتحدة التي تتحكم بها الولايات المتحدة. لهذا فلا يمتلك هذا الكلام أي موثوقية. الأمر متعلق بالوثائق والمستندات، وحينما يرسلونها إلينا يمكن أن نناقشها. أما أن نناقش التقرير الذي لا نجده متوافقاً مع الواقع، فهذه مجرد إضاعة للوقت.
وولترز: لا ترى أن الأمم المتحدة منظمة موثوقة؟
الأسد: لا، لسببٍ واحد وهو أنهم لم يطبقوا… لم يقوموا أبداً بتطبيق أي من قراراتهم المتعلقة بالعالم العربي – كمثال الفلسطينيين وصولاً إلى الأرض السورية. إن كانوا يتحدثون عن حقوق الإنسان فماذا عن الفلسطينيين الذين يعانون في الأرض المحتلة؟ ماذا عن أرضي وشعبي الذي غادر أرضه المحتلة من قبل إسرائيل؟ بالتأكيد لا. وهذا الأمر ينطبق على أي مواطن سوري وليس بالنسبة لي فقط كرئيس. أنا أخبرك بالفهم الموجود لدينا في المنطقة ككل.
وولترز: وأنت لا ترى أنّ منظمة الأمم المتحدة منظمة موثوقة؟
الأسد: لا، أبداً. ليس هذا أمراً نشأ في زمني أنا بل هو شيء ورثناه كمبدأ، كقناعة.
وولترز: لديكم مندوب في الأمم المتحدة.
الأسد: أجل، إنها لعبة نلعبها. ولا يهم أن نكون مؤمنين بها.
وولترز: واضح. حتى بعض الأفراد من قواتكم لم تعد مخلصة لكم. بعضهم قد انشق ومنهم من يحارب ضدكم. ماذا تقول بهذا الشأن؟
الأسد: ماذا تقصدين بكلمة انشقوا؟
وولترز: أي أنّهم… بعض أفراد قواتك المسلحة قد غادروا الجيش.
الأسد: لكن كل عام، وفي الأحوال العادية لدينا آلاف من الجنود الذين يفرون من الجيش، ومن الطبيعي في ظل هذه الأحداث أن ترتفع النسبة ومن ثمّ ينقلب بعض الضباط الذين تركوا الجيش. ويختلف الأمر بين الحديث عن انشقاق في الجيش وبين وجود بضع حالات هروب من الجيش، لذا لا يمكننا التعميم.
وولترز: إذاً أنت لا تظن أنّ ثمّة أعداداً كبيرة. تقول أنها بضع حالات.
الأسد: لا، وإلا لكان لدينا وضع مختلف. أنت في سوريا الآن وترين أن معظم الأمور مستقرة ولو كان هناك انشقاق في الجيش لما أمكن الحفاظ على بلد مستقر أو مدن كبرى مستقرة كدمشق وحلب، وأغلبية سوريا مستقرة.
وولترز: أنت تصف بلادك الآن بأنها مستقرة؟
الأسد: في معظم المناطق، أجل. لدينا مشاكل ولدينا حوادث شغب ولكن ليس… ليس إلى الحد الذي ينقسم معه الجيش. لو انقسم الجيش لاشتعلت حرب حقيقية. ليس هناك حرب، هناك… عدم الاستقرار أمر مختلف عن الحرب.
وولترز: ألا تشعرون بأنكم على حافة حرب أهلية؟
الأسد: لا، لا. ليس بسبب سياستنا بل بسبب تاريخ هذا المجتمع. لا نرى أننا على شفا حرب أهلية لأن الشعب يعي تماماً الحاجة للعيش المشترك وهذا هو السبب.
وولترز: أريد أن أوضح. أنتم تقولون أن البلاد مستقرة بشكل عام، وبالتأكيد نرى هذا في دمشق حيث أننا موجودون هنا. والعمل ما يزال يسير بشكل عادي. إلا أنه ثمة مناطق على بعد ساعة وعلى بعد ساعة ونصف من هنا ما تزال تحدث فيها اشتباكات وما زال فيها مظاهرات…
الأسد: هذا صحيح
وولترز: هل ترى هذا شيئاً هاماً؟ الشعب الذي يقاتل من أجل حريته أو هل ترى هذا كمشكلة صغيرة هنا ومشكلة صغيرة هناك؟
الأسد: لا، إنه… توجد مكونات مختلفة. ليس الجميع يقاتل من أجل حريته، يوجد أناس يريدون الحرية وهذا هو السبب في قيامنا بالإصلاحات لأننا نعرف هؤلاء الناس وأغلب الناس الذين يريدون الحرية. ليس الجميع في الشارع يقاتل من أجل الحرية. يوجد مكونات مختلفة وهناك متطرفون، متطرفون دينيون. هناك خارجون عن القانون تمت إدانتهم في المحاكم وهم هاربون منذ… منذ عدة سنوات الآن. يوجد تجار المخدرات وعقليات تنتمي إلى خلفيات مشابهة لتنظيم القاعدة ولهذا هناك مكونات مختلفة. هناك أموال تأتي من الخارج لبروباغاندا وسائل الإعلام. إنهم يعطون الأموال للناس، يتظاهرون لمدة 15 دقيقة أو نصف ساعة وفي الوسائل الإعلامية نشاهد مظاهرات. يوجد كل شيء، يوجد مظاهرات حقيقية ويوجد مظاهرات سلمية وهناك مجندون وهناك إرهابيون. هناك كل شيء في المكان ذاته أحياناً.
View Original