Quantcast
Channel: 优发娱乐wwwyoufa8|优发娱乐平台|优优发娱乐pt客户端下载
Viewing all 18262 articles
Browse latest View live

Ardroid | أردرويد: هاتف Sony Yuga يحصل على مراجعة شاملة قبل إطلاقه

$
0
0
MR_Yuga_7

MR_Yuga_2

تسربت أكثر من مرة المعلومات حول هاتف سوني القوي الذي تعتزم إطلاقه العام القادم، والذي يحمل الإسم الرمزي Sony Yuga ورقم الطراز C660X. وقد نشرنا سابقًا عدة صور ومواصفات مسربة حول الجهاز الذي يُعتبر الهاتف الذي ستنافس فيه سوني في مجال الشاشات عالية التحديد بدقة 1080p العام القادم 2013.

لكن موقع Moible-Review الروسي، تمكن من وضع يديه على أحد النسخ التجريبية من الهاتف والقيام بمراجعة شاملة، فيما يبدو أنه أحد أكبر التسريبات التي تشهدها سوني. كما زودنا الموقع بمجموعة من الصور التي تُظهر الهاتف من زوايا عدة، رغم أنها ليست بالصور بالغة الوضوح.

MR_Yuga_1

بالنسبة للمواصفات، يحمل الهاتف شاشة بقياس 5 إنش وبدقة 1080p ومعالج Qualcomm Snapdragon S4 رباعي النواة بتردد 1.5 غيغاهرتز مع المعالج الرسومي Adreno 320. الذاكرة العشوائية 2 غيغابايت ومساحة التخزين الداخلية 16 غيغابايت مع وجود دعم لبطاقات microSD، ودعم لاتصال شبكات الجيل الرابع LTE وكاميرا بدقة 13 ميغابيكسل. وكان الجهاز الذي تسرب يحمل نسخة أندرويد 4.1.2.

أما بالنسبة للكاميرا، فقال الموقع أنها تستخدم حساس  Exmor RS الجديد من سوني، وتتضمن إمكانية التصوير بتقنية HDR بالنسبة للصور والفيديو، كما تتضمن وضعية التقاط الصور المتتالية  burs mode وغير ذلك من الميزات.

MR_Yuga_3

ويبدو الهاتف نحيفًا ومربع الزوايا، وبحسب الموقع فهو مصنوع بجودة عالية جدًا، ويتضمن منافذ microSD و microUSB و microSIM ومنفذًا للسماعات. كما يتضمن من جانبه نقاط تماس تصلح لربط الهاتف بقاعدة ارتكاز Dock.

أما بالنسبة للشاشة بكثافة 440 بيكسل في الإنش فهي رائعة بحسب الموقع، ويستحيل أن تلاحظ فيها أي بيكسل بالعين المجردة. لكن من جهة أخرى فهي ليست كاملة، إذ أن زوايا الرؤية فيها ضيقة نسبيًا، كما أن إضاءتها الخلفية تبقى مرئية عند استعراض الألوان الداكنة، بمعنى أنها لا تقدم ألوانًا سوداء فعلية.

بالنسبة للمعالج فهو قوي جدًا وكافٍ لتشغيل الهاتف بأفضل شغل ممكن، وكذلك الأمر بالنسبة للألعاب والرسوميات، لكنه يستهلك البطارية بشكل كبير ويتسبب بارتفاع حرارة الجهاز، حتى أن الموقع قال بأن إمساك الجهاز يصبح صعبًا بسبب سخونته العالية. لكننا لا نستطيع الأخذ بهذا الكلام على أنه نهائي، فالجهاز هو نسخة تجريبية وليست منتجًا نهائيًا بعد.

MR_Yuga_7

من المتوقع أن تكشف سوني عن الجهاز خلال معرض CES الشهر القادم. هل أنت متحمس للجهاز وتنتظر الكشف عنه؟ ما رأيك بشكله وتصميمه؟

[Xperia Blog]


View Original

نوافذ نزار غالب فليحان: وداع نسرين …

$
0
0
خالد نزيه هنيدي انهمرت المرارة من طرف شفتيه ، لحظة وقع نظره على نفسه في المرآة ، كان راضياً في داخله عن قرار البارحة ، هو يدري تماماً إنه القرار الأصعب ،لكنه في الطرف المقابل كان واثقاً أنه يجب أن يفعل شيئاً كان مكسوراً بنفسه السوداء القاتمة كليلٍ شتائيٍ قارس ، قميصه كان فاتحاً عكس [...]
View Original

المُندسّة السورية: المندسة دايريكت ١٨ كانون الأول

$
0
0

تعلمو الدور …و هي لسة الثورة ما نجحت …كيف لما تنجح ؟؟
548703_392790920803109_1606802770_n


View Original

Ardroid | أردرويد: تسرب مواصفات معالج NVIDIA Tegra 4 بمعالج رسومي يحمل 72 نواة!

$
0
0
nvidia_logo-5178417

wayne

تسربت ما يبدو بأنها صفحة من عرض تقديمي داخلي من شركة NVIDIA تُبرز مواصفات الجيل القادم من معالجاتها للهواتف الذكية والحواسب اللوحية Tegra 4. ويبدو بأن المعالج الجديد الذي يحمل الإسم الرمزي Wayne يسعى إلى المنافسة وربما التفوق على المعالجات المنافسة مثل معالج Snapdragon S4 من Qualcomm و Exynos من Samsung.

وسيحافظ المعالج الجديد على نفس الأنوية الأربع المجودة في Tegra 3 بتقنية 1+4 لكنها ستعتمد في المعالج الجديد على معمارية  ARM Cortex A-15 بتقنية تصنيع 28 نانومتر. أما القوة الفعلية في المعالج الجديد فهي في معالج الرسوميات الخاص به والذي يتألف من 72 نواة بالتمام والكمال، والذي يقدم أداءًا رسوميًا يفوق 6 مرات أداء معالج Tegra 3 الذي يحمل 12 نواة رسومية.

هذه الأنوة الرسومية تكفي لتشغيل شاشات بدقة عالية جدًا تبلغ 1600×2560 بيكسل، كما أنها قادرة على تخريج الفيديو عالي التحديد بدقة 1080p عبر منفذ HDMI بتردد 120 هرتز، ويبدو من التسريب بأن المعالج قادر أيضًا على تشغيل الأفلام بدقة 4K (ضعفي الـ Full HD) وعرضها على شاشات 4K الخارجية. بالإضافة إلى ذلك يدعم المعالج الجديد USB 3.0 وذاكرة DDR3L ثنائية القناة.

يُذكر أن آخر الإشاعات كانت قد ذكرت بأن الأجهزة التي ستحمل المعالج الجديد ستبدأ بالوصول إلى الأسواق منذ الربع الأول من العام القادم.

[Engadget]


View Original

المُندسّة السورية: مفكرة ثورجي في الثورة السورية (5)

$
0
0

 

عبد الحميد عبود

————–

 

سفر إلى آخر الليلة

نهبت سيارة الفان الاسفلت، غار قرص الشمس تماما، ترك سوادا خفيفا على الأرض وسوادا كالحا في القلب، دائما مع غروب الشمس يفترسني قلق الاغتراب، خبئت وجهي حتى لا أكون شاهدا على رحيل النهار، شعرتُ بأن شيئا قد مضى مني ولن يرجع مثل وجوه الأموات التي لن تعود، الأشياء، الأيام، الرجال ترحل، البلاد نفسها ترحل، لكن النهار لم يرحل، فقط غيَّر ثيابه ولبس ثيابا داكنة، وحين تتداخل حدود الخصوم والحلفاء فأنت مضطر ان ترحل على خطٍّ متعرج، المشوار الذي كان في أيام السلم يدوم ساعة الآن يدوم ساعات، أخبرني منيب السائق ان السيارة ماضية إلى سراقب، لكن دفتردار الكتيبة في أطمه كان قد أكد لي انها قاصدة كنصفره، أراد ان يتخلص مني، معلش، ماذا يهم ان تصنفر او تسرقب، سورية لا تسوقك إليها منهجيا بل تتركك تكتشفها عشوائيا، أنا ذاهب إلى مكان مجهول اذن أنا راحل في الإتجاه الصح، متاهتي الخاصة، شوقي اللاهف إلى حياة مختلة يذهب المرء بعيدا حين لا يعرف إلى أين هو ذاهب، لماذا ترحل أقل إذا كان بوسعك أن ترحل أكثر؟ أبعد، أخطر؟ لماذا تختزل المشوار إلى نزهة اذا كان بوسعك ان تطوَّله إلى رحلة

تذكر منيب ان معه سكاكر وحلوى جلبها من تركيا فوزعها علينا، في مستودع السيارة أدوية وأغذية، ثمة أشياء أخطر، أسلحة، منيب قبل ان يشتغل بالامداد اللوجستي كان يتظاهر، كان يتشاهد قبل كل مظاهرة، كان يحس انه ينفذ عملية استشهادية، حين تعسكرت الثورة وضع نفسه وسيارته بخدمتها، الراكب عن يميني اسمه أحمد، مزارع يملك 70 شجرة زيتون ولم يحوشها، تكاليف التحويش والنقل والعصر تفوق ثمن تنكة الزيت، بيت الأسد راكب ع ضهورنا، مجوعنا وماصص خيرنا، الله في حكمته اللامتناهية أعطى سوريا أجمل طبيعة وأطيب شعب وأحقر زعيم، اذا كانت شجرة الزيتون تعطي بعهد الأسد ألف ليرة ففي عصر ما بعد الأسد ستعطي عشرة آلاف ليرة، السوري ما عنده بترول مثل الخليجي، عنده دماغ، السوري ما عنده حرية مثل اللبناني، عنده عطش للحرية، ثروته الوحيدة نشاطه، وغدا اذ يقترن النشاط بالدماغ بالحرية ستحصل معجزة اقتصادية ويأتي اللبناني يشتغل في سوريا، قالا هذا ثم تحول الحديث باتجاهي، باتجاه مهنتي، مغامراتي، مقالاتي التي لا تنشر، سألاني “كيف تعيش؟ أنا نفسي لا أعرف كيف، هكذا عايش عالبركة، الناس تضيع شبابها من أجل شيخوختها وأنا بالعكس / ألا تفكر بالمستقبل؟ / قلت بلى، أفكر بِغَض النظر عن المستقبل، المستقبل هو الشيء المرمي أمامي ولا أراه، المستقبل جثتي

منيب ضيّفني سجائر عن اليمن وأحمد عن اليسار، مش ممكن أرفض، السيجارة ماركة بلاش هي أجود أنواع التتن، ريف إدلبْ يبدو آمنا، لكنه أمان غشاش، بمجرد دخول جبل الزاوية يبدأ الدمار، ارتسمتْ في وجهي تطليعة للتخوم البعيدة, ماذا وراء السهل؟ الجبل، وماذا وراء الجبل؟ البحر, ماذا وراء البحر؟ قبرص، فكرت بالرحلة الأوديسيّة التي حارب فيها عوليسُ الوحوشَ الخرافية وغضبَ الآلهة، فكرتُ كذلك بما عليّ ان أخترعه من حجج في حال ألقي القبض علينا، في الطريق استوقفنا رجل وحذرنا من “الفوعه” الشبيحة رابطين الدرب، أطفأ منيب أضواء السيارة، الأمور الميسرة على الورق صارت معسّرة ميدانياً

الليل ليّل أكثر والنجوم انطفأت، سيريا باي نايت، إجمالا فإن كل القرى المحرَّرة محرومة من الكهرباء (عقوبة التمرد على النظام) لذا بدت الأضواء المنبعثة من القرية مثل شموع جنائزية، نتوكل واللي بيصير من الله يا ما أحلاه، قال السائق ثم تكور خلف المقود وميَّل رقبته في الظلمة، أحمد من جهته تمتم “وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا”، ارتعشتُ، نحن دائما نستمد الشجاعة والخوف من غيرنا، تغلغلنا نحو الغموض، تغلغلنا في حيز الخطر، تغلغلنا في الخوف والمجهول وفي الخوف من المجهول، كسر صوت المحرك جدار الصمت وأعطى إيقاع الزمن الموغل نحو الموت، لسنا وحدنا على الطريق معنا الظلمة، معنا الخوف، معنا “السيريان كيلر” الذي قد يظهر من وراء التلة, الليل واسع الأرجاء، لا أضواء ولا ضوضاء، الصمت مثير ومرعب، الصمت له أنياب وأظافر تعزف موسيقى فيلم صمت الحملان، المجرم يطلع لك من الخزق الذي لا تتوقعه، من السيارة نفسها

إقلبْ أنت في إدلبْ، نظرت عن يميني وعن يساري، ماذا لو كان زاهر اليوسفي زعيم شبيحة ادلبْ متنكرا في هيئة احمد، لو ان غسان قناطر شبيح المعرة هو منيب عينه، مددت يدا مرتجفة إلى علبة الدخان، عضضت على عقب السيجارة حتى خرج من بين شفتي مسحوقا، أشعلت سيجارة ثانية من العقب الذي لم ينطفأ، مساء الخير ايها الوساوس، أيها الموت, الخوف الظلام، الرحلة الليلية رائعة لأنها مروعة (الروعة والروع مشتقان من أصل واحد)، المشوار الصعب يناسبني، المغامرة حياة أوسع، حياة أسرع، حياة أعمق، حياة أخطر، حياة أكثف، حياة بالطول بالعرض، أنا من هواة الأحاسيس العنيفة، أخاطر نكاية بالطمأنينة، أدفعُ الخوفَ إلى حدود الخطر وأدفع الخطرَ إلى تخوم الموت، المشوار طويل وكلما سرنا فيه يطول أكثر، لا شي، لا أحد على الطريق سوى أثار الرصاص، حفر القذائف، الخراطيش الفارغة، ماذا لو اتبعنا الأثرَ المضلِّلَ؟ لو فاجئنا حاجز طيار للشبيحة؟ لو كبستنا دورية نظامية على حين غرة؟ يذبحوننا ذبح الكباش ويرمون جثثنا للكلاب، إعدام ميداني عاجل

الطريق هي كذلك متاهات الطريق، نحن في مكان ما بين المسالكِ والمهالكِ، كم فرسخ تفصلنا عن سراقب التي لم نصلها؟ عن أطمه التي تركناها؟ الطريق محفوفة بالكمائن، بالأفخاخ، بعمهوت العماء، بالمدى والسدى، الكيان الشاسع الغامض المجهول، الليل دياميس ضريرة لانهائية

عندما تنطفئ أعيننا يصحو كلّ شيء ويبدأ، زفر منيب وأرخى ظهره على المسند، بلغنا الطريق السريع وظهرت أضواء سراقب، المشفى الحكومي، اووف، الساعة الثانية ليلا، جائت الطمأنينة في ذروة القلق، الله ستر، وصلنا بطلوع الروح

——————

 

جوزف وكنصفرة

لم أتعرف على سراقب إلا بشكل عابر، عرفت فقط انها مشهورة بالدندرمة والهيطيلية وحفر الآبار الارتوازية، وإن حصتها من القذائف اليومية ارتفعت من خمسة إلى عشرين، بعد تناول إفطار الصباح أوصلني منيب إلى طرف البلد، إلى بيت فاضل الذي أوصلني إلى مديرخ حيث بيت أبو مؤيد، بيت فقير مترب يعج بالاطفال الصغار، خلتهم أبناء الرجل لكن منيب أخبرني انهم أحفاده، ابناء ابنيه الشهيدين، فعلا من ليس عندهم شيء قادرون على إعطاء كل شيء

أبو مؤيد حمل الكلاشن وقاد السيارة، رحت أستمع إلى لهجته الإدلبْية وهو يقرض ياء التانيث، “كما أرى الشمس أرى النصر، ابراهيم هنانو فجر الثورة عندنا، لا لوعورة جبالنا بل لوعورة أهل جبالنا، الإدلبي جفص (مستنكف) لا يرضى الضيم، في العراق انتهت سيطرة أقلية سنية على أغلبية شيعية، وفي سوريا يجب ان تنتهي سيطرة أقلية شيعية على أغلبية سنية، إذا ماتت كل سوريا وبقيت أنا وحدي بدي أسقط بشار”. كم أنا عجوز مع هذا الشيخ، انه مِن النفوس الصارمة والعميقة، مررنا من “بلين” قرية الضابط المنشق حسين هرموش، على الطريق ظهرت ناقلة جند محترقة ودبابة مغنومة، دبابة (أبو عيسى)، أحد القادة الميدانيين الادالبة، أمه تلقب بخنساء سوريا قدمت ثلاث شهداء

سجلت في الكراس ما سمعته من فم أبو مؤيد: العقيد الديري على حاجز “زيارة” يحجز كل المواطنين ولا يطلقهم الا مقابل فدية من 10000 ل س، أحد المسعفين نقل جثة مدودة بسيارته صار يراها كثيرا فباع السيارة، في قرية “البارة” رمت حوامة هيليوكبتر أربع عساكر بتهمة الإنشقاق من الجو فوصولوا جثثا هامدة، الغارة على “بليون” قتلت أربع بقرات إحداهن كانت على الرمق الأخير تم ذبحها والاستفادة من لحمها

الرحيل قصص ومآس لا تنتهي، الرحيل صندوق فرجة لا تتوقف مناظره، جبال، أشجار كرز، دمار، سهول وحقول، دبابات معطوبة، زواتين، معاصر زيتون (أكبر معاصر زيتون موجودة بأدلب), مزارع تبغ، مداجن، “بليون”، “بلين “، “إنب”، ” قسطون”، تتشابه كل القرى في العموميات وكل قرية فريدة في تفاصيلها، تدخل قرية جديدة كأنك تدخل في حلم جديد، كأنك ترحل من جديد

بلغنا قرية جوزف، سلمني أبو مؤيد لصديقه أبو حسن (الرجل مشاغله كثيرة فهو الذي ورث أحفاده، أطفال ابنيه الشهيدين وهو الذي يؤم الصلاه وهو الذي يوزع المعونات الاغاثية للمحتاجين), لم أر دمارا في جوزف، انها محررة ولكن قلبها بعثي، على العكس فقد رأيت كثيرا من الدمار النفسي في بيت أبي حسن، أبو حسن كان يعمل في معاصر الشوف (لبنان كان رئة اقتصادية للعمال الادالبة)، لكن ظروف الحرب لم تعد تسمح، أبو حسن أيضاً مزيكاتي طربنجي يغني في الأعراس، لكن من يقيم عرسا وسط هذه المآتم؟، بنته مصابة بمرض الاختلاج، أخوه درويش عالبركة وأبناء أخيه دراويش، أخته أم لعشر أطفال وزوجها عاجز، أمه مصابة بالروماتيزم وليس عندها لتدفع كشفية الطبيب، سقف الغرفة ينش، مصائب لا تنتهي 

أعطيت حسن الصغير ورقةَ ألف ليرة، ثم رأيته يخرج من البيت وهو يبكي فعرفت ان أمه شلحته إياها، دسستُ بيده ورقة 500 ليرة وقلت له إمشِ للدكان رأسا، زرنا بيت شقيق أبو حسن، ابنه اغتيل بعد ليلتين من عرسه، منظر الأم الثكلى أحزنني، لم أستطع البقاء فتحججت اني أريد الذهاب لصلاة الجماعة بالمسجد، تجولت في شوارع القرية، سوريا أيضاً بلد التفريخ الأرنبي والتكاثر الديمغرافي، العجيان (الصبيان) ينغلون في الشوارع كالأرانب، التبذير هواية الفقراء، في الستينات كان عدد سكان كل من سوريا وتونس 5 ملايين نسمة، سوريا ارتفع عدد سكانها إلى 22 مليون بينما في تونس هو 11 مليونا وهذا ما جعل من تونس أفضل نظام اقتصادي عربي بينما ظلت سوريا في المؤخرة، رجعت للعشاء، كانت أم حسن تفلي شعر حسن، صدت نفسي، تحججت اني أكلت سندويشة فلافل بالقرية، دخنت كثيرا، حتى لا أظلم المرأة وأتهمها بالقذارة فقد وضعت الحق على الماء المقطوعة، أبو حسن طلب مني ان أتوسط له ليتطوع مع الجيش الحر، الحربوق سمع انهم سيمنحون رواتبا شهرية للثوار، عارض الثورة ثم أيدها، كان كلبا ضالا وصار كلبا مطيعا، والده كان يبروز صورة للأسد بطول الحائط وعرضه، أبو حسن نفسه كان بعثيا وحين اراد الانتساب لسلك الشرطة طلبوا منه بقشيشا مليون ليرة

سهر معنا مدير مدرسة القرية، بدأ يشتكي من الطفر وقلة الشيء، انه جار ابو حسن، وفي عطلة الصيفية كان يرافقه للعمل في لبنان، أيوه، هذا لا يحصل الا في سوريا، كيف تُعَيِّشْ تسع أنفار براتب شهري قدره 9000 ل س (200 اورو), لم أقل له “من أجبرك ان تبذر تسع أرانب”، هو الذي ظل يتكلم، قال “الله لا يسامح اللي أوصلنا لهذه المواصيل، سواء هذا الطرف او ذاك”، لكن كيف تضع الجيشين (الحر والنظامي) في كفة واحدة، فعلا رجل منحبكجي مغسول دماغه، أصلا لا يمكن ان يترقى مدير مدرسة الا اذا كان حافظ دروسه البعثية، يحن للعهد البائد ويتوجس من العهد السائد (سأستبق الأمور فأسمّي نظامَ الأسد العهدَ البائد قبل ان يباد تماما، سأسمي نظامَ الثورة العهدَ السائد قبل ان يسود تماما)

سوريا فيها الزين والشين وما بين، فيها ثوار يحملون روسية وفيها تجار يحملون آلة حاسبة، وجدتني أقارن (بذهني) بين أبو مؤيد الذي قدم شهيدين وبين مدير المدرسة الذي لم يخسر أحدا من أرانبه التسعة، الفارق بين المنحبكجي والثائر هو ان الأول يحتاج لرمز مشخصن (الرئيس) بينما للثاني فإن الرمز هو فكرة (الحرية)، لا يمكن مقارنة ما لا يُقارن، هذه الشريحة الأنانية لا تُقارَن الا بنفسها، ليست أقلية ولا أكثرية ولكنها نسبة لا بأس بها تضم الرفاق الحزبيين على مختلف أشكالهم، صيارفة، متعهدين، مرابين، تجار، بيروقراطيين، متسلقين، صفيقة وحملة مباخر، هؤلاء لم يحسموا أمرهم بعد، رضوا بالذل طويلا وحين جائت الحرية بصقوا عليها، رباهم البعث على الخوف من الطبيعة ومن الحقيقة ومن الحرية ومن مواجهة الذات ومن المستقبل، لو لم يكن فيهم قابلية الاستبداد لما استمر الاستبداد 49 عاما، يفضلون الأمن والأمان على الحرية والفوضى الخلاقة، هل يجوز ان نجَرِّم الأسد وحده وحده كي نبرأ الأرانب، الثورة فجرها الفقراء، لكن ليس كل الفقراء مع الثورة، أبو حسن بعثي ابن بعثي، بدأت أشك ان ابن أخيه (المغدور ليلة عرسه) قُتل على يد الثوار لأنه فسفوس (والله يسامحني ان كنت غلطان)، مأساة هؤلاء الهتّيفة انهم كانوا يهتفون للأبد للأبد ثم فجأة توقف الأبد في منتصف آذار عام 2011

الحرية مسؤولية مقلقة، عندما ألغى لنكولن الرِّقَ رفض أغلبية الزنوج حريتهم، حين ألغى بورقيبة قانون تعدد الزوجات عارضته معظم الحريم التونسيات، السوري تَغيَّر بما لا يكفِي، لم يتحرر من الأسد المفترس في داخله، البعث الجواني، لي صديق سابق (لا زلت أعتبره صديقي رغما عنه وعني) كتب كتابا أدان فيه أباه البعثي وهو (وراثيا ولاشعوريا) أكثر بعثية من أبيه، البعث عشش في النفوس حتى النخاع، وصار يورث مع الجينات الوراثية

في الصباح أردفني أبو حسن خلفه على الموطور، لاحظت انه يطفئ الدراجة النارية في النزلات حتى لا يستهلك البنزين، أوقفته عند بائع وقود مبسط على الطريق طلبت ان يعبئ ثماني ليترات بنزين، البائع حين عرف اني غريب طلب مني ألف ليرة، قلت له ليش ألف والتسعيرة موجودة مئة ليرة لليتر الواحد؟ أصر على انها تسعيرة البارحة، قلت له شو انت بتشتغل عالبورصة، مش محتاج بنزينك، أُشفطْه من الخزان، قال لي طيب هات 800، عند مدخل كنصفرة المحررة مررنا من تحت قوس نصر عتيق ما زال يحمل الفرازولوجيا البعثية، أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، شعرت بالبرد (كنت نسيت ثيابي في سيارة أبي مؤيد) دخلنا محل نوفوتيه عرض علي البائع سترة عصرية صنع صيني، أنا الذي أحاول تقليد السوريين قلبا وقالبا، خيو ما عندك سترة صديري ميدْ إنْ SAR، انا شكلاني لدرجة فولكلورية

رحنا لبيت نضال في أعلى البلدة فرأيناه مهجورا، قيل لنا تلقوه بالمدرسة، وجدته مع الضباط اياهم الذين صادفتهم في أطمه، بدا بجلابيته كإمبراطور روماني لابس شملة أرجوانية، ثلاث عقداء ومقدم لكن القائد الحقيقي كان هو، القائد الميداني مؤسس لواء “احفاد الرسول” نضال حاج علي، رجل تليق به القيادة، سيد كنصفرة وجوارها، قال لي انت تذكرني بالصحافي الفرنسي ألبير, بقي هنا 15 يوما، قلت له اذن أنا سابقى 16، قللي شو رأيك نفتح مكتب اعلامي للوائنا وتديره أنت؟ قلت له يشرفني يا معلم ولكني لا أستطيع الثبات بمكان واحد “أنا في الأساس مغامر مش ثوري، عزمني للغذاء ببيته، أكلت بنهم حتى أعوض ما لم آكله في بيت أبو حسن، مازح نضال ابنه الصغير “شو رأيك ببشار الأسد؟ فقال: “جحش”، دخل الناس والعرضحالجية والملتمسون (نضال حين لا يكون في الجبهة يشتغل حلال مشاكل), جاء مختار قرية مجاورة (كان نضال يشتغل عنده قبل الثورة) جاء يستجير بأجيره السابق من الثوار الذين هددوه بالقتل، مختار قرية في ادلب يعني فسفوس (مخبر)، هذا واضح بشكل فاضح، شعرت بالشماتة، مدير المدرسة، المختار، أبو حسن، أيتام البعث، يستاهلوا، الثورة رفعت بعض الناس وخفضت بعض الناس، وقد يكون بين من رفعتهم من ليسوا جديرين بالارتفاع ولكن يقينا فإن الذين خفضتهم جديرون بالانخفاض، الثورة عليها ان تستمر أكثر وتطول لتغربل الثوري من الثورجي

في الصالون جهاز تلفزيون خمسة بوصة من العصر الحجري بالكاد ترى الصورة وتسمع الصوت، سألني نضال عن موقف الفلسطينيين من الثورة السورية قلت: “النظام البعثي فنص علينا بممانعته اللفظية التي انطلت على بعض السياح الفلسطينيين المقيمين في مخيم اليرموك منذ النكبة (رشاد أبو شاور وحسن حميد)، لكنها لا تنطلي على كل الفلسطينيين”، عند العصر رافقني شاب من رجال نضال اسمه سالم في جولة ميدانية بالقرية، زرنا البيوت المتضررة بالغارة الجوية، زرنا عائلة خسرت ثلاث بنات وأمهم، تأملت الصبي الباقي ولم أجرؤ ان أفتح فمي، كانت أخته الصغيرة ترتمي بحضنه وكأنه أمها وأختها الكبيرة، قيل ان أهل القرية يختبئون بالبساتين، في المغاور، قصدناهم، فعلا مغاور محفورة في الصخر, مدافن أثرية من ايام البيزنطيين، انسمع صوت الطيران، سالم نقز فهو سائق سيارة الرشاش الاربعطاش ونص المضاد للطيران، ركض وتركني، رجعت ماشيا، أصعب شيء في القرى ان تكزدر وحدك، تحلقوني بنظرات بلهاء، دخلت عند الحلاق، فالتم علي الحلاق والخباز وبائع الفلافل وصاروا ينظرون لي وجها لوجه ومواربه من المرآة، أحسست بصداع، مشيت في الشارع, لاحقتني عيون الفضوليين، قال لي رجل “يا مسَهِّل، شو مضيَع؟”, أحسست اني مضيع عقلي، إما أن أهل القرية مهابيل او اني فرجة

لم أطق كنصفرة، عند المدرسة صادفت سالم راكبا على موطور، أوقفته قلت له: “دخيلك أوصلني إلى كفرنبل”

يتبع….

الجزء الرابع:إضغط هنا

الجزء السادس:إضغط هنا


View Original

المُندسّة السورية: مفكرة ثورجي في الثورة السورية (6)

$
0
0

 

عبد الحميد عبود

————–

 

 

كفرنبل

فكرت وأنا على الموطور، هل حقا سأقابل هذا المجهول الاستثنائي الذي صنع الثورة السورية باليافطات مثلما صنعها سميح شقير بالأغنية، مثلما صنعها أطفال درعا بكتاباتهم على الجدران، دائما قبل ان ألتقى شخصا لا أعرفه أتخيل هيئته وتضاريسه، أحاول (في رأسي) ان أرسم له بورتريه تقريبية، كيف يا ترى يكون شكله؟

بين كنصفرة وكفرنبل (تلفظ كِفْرَنْبِلْ) لا يمكن ان تفكر كثيرا فالمسافة قصيرة، من بعيد تبدو المدينة كأنها عاصمة قياسا بالعزبة التي أتيت منها، لكنها تأخذ حجمها الحقيقي وأنت تقترب منها، أقل من مدينة وأكثر من قرية، سالم لف بي في وسط البلدة، يا الله كم يوجد دمار! خذها قاعدة، كل مدينة مُدَمَّرة هي مدينة مُحَرَّرة (غالبا ما يتركز الدمار في الحي الذي يأوي المقار الأمنية)، سالم سأل كثيرا عن رائد، أين رائد مسؤول المكتب الاعلامي؟ نزلنا إلى اطراف البلدة التحتانية، في مقر كتيبة “فرسان الحق”, قيل لي يمكنك ان تقابل المقدم فارس بيوش، لكني زهفت من القادة العسكريين، أريد مقابلة الوجه الآخر للثورة، نبض الثورة، ضميرها، صوتها

مشينا خطوتين إلى بيت مجاور، هاهو رائد، بتاع اليافطات ما غيره، عاد لتوه من تركيا حيث كان يشارك في دورة اعلامية، تأملته بفضول أركيولوجي، لا يقود كتيبة ولا يتمنطق مسدسا ولا كلبجات، ولا يلبس الكاكي المرقط، لو كان كاريكاتوريست لقلت ناجي العلي، لو كان شاعرا لقلت بيرم التونسي، لو كان صحابيا لقلت أبا ذر الغفاري، لكنه هو نفسه رائد الفارس، بشحمه ولحمه وأنفه، لا أقول هذا عبثا او خبثا بل من باب “لو كان أنف كليوباترا أطول قليلا لتغير وجه العالم”، أجلْ، لو كان أنف رائد أصغر قليلا لتغير تاريخ الثورة السورية، لا بد من ربط الخَلقي والخُلقي، فهو ليس رائدا الا لأنه يمتاز بهذا الأنف، انه سيرانو نفسه الذي يكتب أشعار الحب الجميلة لمدموزيل ثورة، انه جيش في رجل، انه رجل في وجه، انه وجه في أنف، انه أنف في أنَفَة، قد يغيظكم هذا التفسير او لا يفسر لكم شيئا، بيد ان هذا الأنف الكبير هو سر هذا الرجل الكبير الذي هو سر كفرنبل التي هي سر الثورة السورية

أخذت حريتي معه من الوهلة الاولى، كأني أعرفه من زمان، فأنا أيضاً أنفي علامة فارقة وأرى العالم من خلال جسدي (وهل الثورة إلا رغبة لاشعورية لإعادة صياغة الجسد)، رائد ينتمي إلى الرواد، القلة الفاعلة التي تحرض الأكثرية السالبة، الثورة شعبية لكن من فجرها هم حفنة مغامرين هو أولهم، انه أكثر من ثورة، هو ثورة مضادة على الثورة، فيه قليل من غاندي وابراهيم روغوفا (مع حفظ الفوارق), كان يريدها سلمية ولكن بما انها تعسكرت فلا بد من التعاطي معها واقعيا، في حضرة هذا المحرض الجماهيري تفهم أن الثورة السورية ليست فقط طاخ طاخ بووم، هي أيضاً فكرة، صرخة، روح، مظاهرة، يافطة، دعابة، السوري دمه خفيف (كفرنبل تبعد فشختين عن حمص), رائد فكرة جديدة عن سورية، يفكر ولا يقبل الأفكار الجاهزة، يؤمن بالله ولا يتكلم بخلفية دينية، يحب وطنه ولا يزاود في بازار الوطنجية، يطعّم كلامه بشتائم سوقية دون ان يكون سوقيا، من بين كل الذين قابلتهم هو وحده يدين الأسد مع صدام، وهو وحده يحيي صمود الحماصنة مع الأكراد، مناضل مدجج بوعي رقمي، يملك كاميره وحاسوبين محمولين وهاتفا جوالا وسكايب، في زمن المظاهرات المليونية ،كيف تطلع على قناة الجزيرة بمظاهرة من 30 متظاهرا إذا لم تكن مظاهرة نوعية بشعارات ويافظات لافتة للنظر، للذكاء، للحس!

رائد هو أيضاً الثبات في وجه الجيش النظامي، بقي وحده مع سبع متظاهرين “يا الله ما ظل لنا غيرك يا الله”, تحولت على لسانه “يا الله ما ظل غيرنا”، انه حالة خاصة، رجل بسيط لدرجة السذاجة او الذكاء، “مافي أكوس (أفضل) من بشار بالعالم، غَلِطْنا بهالثورة”, هذا الكلام الشفوي يستحق ان يكون يافطة جديدة، هكذا يعبر عن نقمته ازاء السلبيات، يجب ان نثور لأن الثورة لا تفيد في شيء، الثورة كانت نقية في بواكيرها ثم نخرها السوس، المال، المدة المديدة، الانتهازيون، بين أيدي الثوار كثير مما يمكن التباهي به، هواتف جوالة، أسلحة، دبابات، سيارات، مال، تبرعات، عقارات، آثار غالية الثمن، تغيرت المعطيات، الفساد أفسد النفوس الضعيفة، الغنائم غنمت الثوار، رائد هو حاصل جمع وطرح وضرب كل الثوار، شخص هادئ بأعماق صاخبة، توليفة عجيبة من جد وهزل، لكن جده جد وهزله هزل، باختصار هو كل هذه اليافطات

كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا

سحب المدن من مناطق الجيش

الحمد لله هالمرة صواريخ مش براميل

إذا خُيّرنا بين بشار والدمار فإننا نختار الدمار

حمص العدية أعجوبة العالم الثامنة

فقط في سوريا طائرات الميغ سلاح خفيف مضاد للأفراد

يا فجر كفرنبل الطويلا! عجِّل قليلا، عجل لأعرف جيدا ان كنتُ حيا ام قتيلا

عذرا يا حبيبتي لقد ذكرت اسمك في التحقيق

سقوط الأسد مسألة وقت، انتشار القاعدة، فناء الشعب, هو أيضاًت مسألة وقت

القلق الدولي وصرمايتنا سوا!!!

إلى وليد المعلم: توقف عن التدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية

دمعتنا ممزوجة بالألم, ومن قلب الألم سينفجر الاعصار

بدماء أطفال درعا أزهر أقحوان كفرنبل

إلى السيد عنان …. فيك وفي إيران

أوقفوا التطهير العرقي في بورما

في ظل تخاذل العالم سيتحول السوريون جميعا إلى إرهابيين

اسطنبول خط أحمر، كفرنبل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام اي اعتداء على تركيا

الأسد يفجر والقاعدة تتنبنى

أين أنتم يا أحفاد سايكس وبيكو؟ لقد مل منا الموت

تسعيرة تأجير عدة لتشكيل لواء 25000 ل س, تسعيرة تأجير عدة لتشكيل كتيبة 10000 ل س, تسعيرة تأجير عدة لتشكيل سرية 5000 ل س

إلى السيدة الأولى نعدك بأن تكوني الأرملة الأخيرة

اردوغان: كلمات ليست كالكلمات

اننا نشجب اكتفاء العالم بشجب المجزرة

في سوريا يعيش الموت ويموت الضمير العالمي

قريبا ستنضم الجزيرة إلى باقة روتانا

من قُتِل في ميدان التحرير فهو شهيد ومن قتل في سوريا فهو رقم

نطالب بضربنا بقنبلة نووية كي نفنا نحن وآل الأسد

ليقف العالم كله ضدنا لن نهتم ما دامت حمص في صفنا

نطالب بغزو فضائي لانقاذنا

عاجل ا ف ب: سيطرت كتيبة شارل ديغول بقيادة العميد مناف طلاس على شارع الشانزيليزيه

برصاصة أرسلت أطفالنا إلى الجنة بأحذيتنا سنركلك إلى الجحيم …الخ

حتى أكون منصفا فلا يجب نسبة هذا المجهود إلى رائد وحده بل إلى كفرنبل كلها، الأفكار له والتخطيط لياسر الموسى، الرسومات لأحمد جلل، والسواعد التي تحملها هي سواعد المتظاهرين (لا يكفي ان تخترع شعارات بل يجب ان ترفعها علنا وهذه مخاطرة)

ركبت ورائد السيارة إلى معرة النعمان، (انها قريبة قد تكون ضاحية كفرنبل او بالعكس), زرنا قبر أبي العلاء في المركز الثقافي استوقفتني عبارة “هذا جناه أبي علي وما جنيت على أحد”، تدرجنا إلى خان مراد باشا الذي صار متحف الفسيفساء، دوشكا الثوار متمترسة بين تحف المتحف، بين العقود والأعمدة الرومانية، الآثار جلها إغريقة وثمة شمعدان يهودي، منمنمات وجداريات ونواويس حجرية، ثمة حاجز للجيش النظامي غير بعيد، تريثنا في السوق، قلت لرائد اني أحب الرمان فاشترى كيسا من عشرين كيلو، هذا الرجل متطرف حتى في كرمه، حين هممت ان أدفع الثمن غضب علي، دعينا للطعام عند أولاد عمه، تعجبت، هذه أول مرة أرى أربع أخوة متفقين، الوليمة أدلبية جدن جدن، تخيلوا، رؤوس غنم (قشة)، خجلت من نفسي، فقد غلبوا انفسهم علشاني واستنكفت عن الاكل, تظاهرت بالأكل, اكتفيت بالمرق، اضطريت ان أزعم أني نباتي، نكتوا علي، كيف تكون نباتيا في ادلب بلد اللحوم وخروف العواس

الكلام دار حول السلبيات، الثورة جميلة في الكتب والأشعار، حين تطول تصبح محبِطة، خاصة حين يخسر المواطن كل ما يملك وينام تحت شجرة زيتون هو وأطفاله، ويكتفي بالخبز والزيت والزعتر، ان كانت الجزائر بلد المليون شهيد وموريتانيا بلد المليون شاعر فسوريا بلد المليون مشكلة، الشواذ كثير، ثمة ثوار نخب اول يركبون سيارات رباعية الدفع, وثمة من يركب صيني او كوري، سوريا تتحول إلى يمن جديد حيث ينتشر السلاح العشوائي، انتعشت تيار الخدماتية الطفيلية ومافيات الاغاثة والتشليح وحتى التشبيح، كلما طالت الثورة يزداد الامتعاض من الثورة، هذه قاعدة، والناس خايفة من المجهول، الله يسامح البوعزيزي ورطنا كلنا بمحرقته، كان لازم من البداية يرضوه ويشتروا له عربة خضار جديدة بدل توصيلنا إلى هنا، هذا هو الحكي المضبوط

نظر رائد إلى الساعة واستأذن “اسمحولنا يا أولاد العم فنحن مدعووين إلى العشاء في مكان آخر”. في بيت سليمان كانت وليمة وسط الزواتين، كانت سهرة رائعة، مشاوي وسمك على الجمر وعلى ايقاع القذائف، قال سليمان ان أطفاله صاروا يميزون صوت الطائرة السفرية من الحربية، شعرت بالبرد فأعطاني الفروة تدثرت بها ونمت وأنا أحدق بالنجوم

صباح كفرنبل هادئ ومسائها رائع، أنا أوّل من يفيق وآخر من ينام، بياع السندويش رفض ان يقبض ثمن السندويشة، يمكنك ان تقضي العمر كله في سوريا دون ان تنفق قرشا، انت ضيف والضيف مقدس، أحد الأشقياء أذاع من مذياع الجامع أنّ القرية ستتعرض للقصف وذلك حتى ينزح السكان ويمارس مهنة السطو بهدوء، تحدثت بالسكايب مع لور، أكلنا لحم بعجين، حسن مسكي (مساعد رائد) اشتغل بالهوائي حتى منتصف الليل ثم صفن بعمق، لا بد انه يفكر عند أي من نسائه الاثنتين سيقضي ليلته، المقدم فارس بيوش (أبو مجد) أسس دولة داخل كفرنبل، مجالس تسيير ذاتي ومخفر وحتى محكمة، بعض المقاتلين تذمروا، ليه نضال حاج علي عندة رشاش ثقيل ونحن رشاشنا متوسط (ب ك س)، السلاح زينة الرجال، وقوة كل كتيبة تقاس بعتادها وعديدها، المقدم قرر بيع حديد وأخشاب المدرسة لشراء رشاش 23، أحدهم احتج عليه, من أنت لتتصرف وحدك، حضرتك انشقيت من يومين ونحن هنا من سنين، أبو مجد لم يغضب فهو يعرف ان هذه حقيقة، تكلم عن ارسال مقاتلين إلى حلب، أظهر لي على الحاسوب تجارب لصواريخ صناعة محلية إدلبية، لكنه ضحك “المشكلة اننا نعرف من أين ينطلق الصاروخ ولا نعرف أين يصل”

سجلت بعض ما سمعته في الكراس: النظام قطع الخميرة عن الأفران وقطع رواتب عمال الكهرباء، الرئيس أصدر عفوا، مذنب يعفو عن أبرياء، الثورة يلزمها مئة صاروخ “ستنغر” لتقلب الوضع، العرعور فقد أعصابه على الشاشة: هذه المرة ان لم يسقط النظام فالله حتما علوي، يقال ان أهل جسر الشغور يسنون السكاكين من الآن لجز الرقاب، وتيرة الانشقاق تتسارع، كنا نعد من انشق عن النظام والآن نعد من بقي مع النظام، يجب تأمين الافران بأسرع وقت، لا تبيعوا اكثر من ربطة خبز للعائلة الواحدة، لا تعاملوا الناس بالواسطة، كله لازم يقف على الدور، حل مشاكل المواطنين جهاد آخر…

تظاهرتْ كفرنبل في جمعة (نريد سلاحا لا تصريحات)، انتظرنا انا ورائد في ساحة الجامع بانتظار خروج المصلين الذين سيصبحوا متظاهرين، قلت له: “حجة أدونيس في التحفظ على الثورة هي إنها تخرج من الجوامع”، فقال: “ومن أين يريدها ان تخرج، من فنادق الخمس نجوم؟”. المظاهرة هنا لها نكهة خاصة، كفرنبل تتكلم كأنها دولة مستقلة ذات سيادة ورائد وزير إعلامها، يمكن ان تتدخل مالطا لا تركيا، كفرنبل المحررة تدين بشدة الاعتداء السوري على تركيا وتطالب الطرفين بضبط النفس، شوية مزاح جدي من بنات أفكار رائد

كان رشاش الدوشكا يتقدمنا لصد الطائرات المغيرة، الرامي منتصب، قدماه على شكل ثمانية والإصبع على الزناد والعين على السماء، أخبرني رائد انه توسط لمصور فوتوغرافي اسباني فباع الكليشيه الواحد لقناة الجزيرة ب 200 دولار، ضربت 500 صورة × 200 فخرج معي مبلغ 100000 دولار، بينغو! شيء مربح ان تكون إسبانيا وسط العربان، أخبرته اني كتبت أربع مقالات ولم تنشرها الجرائد العربية، فقال ولم يكن يمزح “ترجمها للانكليزية وابعتها إلى الديلي تلغراف”, شعرت بالخجل من عروبتي وعربيتي، لماذا أحترم لغتي الأم أكثر من اللازم؟ أنا أتكلم ست لغات ولا أبكي الا بالعربية، لم يرق كلامي لرائد فالنظام البعثي دافع عن اللغة العربية حتى نفّر الناس منها، النظام حوّل لغة الضاد إلى لغة الضد 

انا هنا على مرمى حجر من الحدود اللبنانية، عائلتي هناك، مستنقع الوراثة الدودي، لكني لم أشتاق لهم، لن يرحبوا بي بدون فلوس (فلوسي بقيت امانة مع محمود ابو زيد في اعزاز), لا أحن إلى أمي ولا إلى قبر أمي ولا إلى إخوتي، أرحل هربا منهم فكيف أرحل إليهم 

في المسافة من منبج إلى حلب إلى المعرة صادفتُ ثلاث شعراء كبار، أبا فراس الحمداني والمتنبي والمعري، لكن هناك أدباء من عيار أصغر مثل عبد العزيز الموسى، انه أفضل ممثل لشعراء الأطراف والقرى النائية، زرته في بيته، أحسست اني مع رجل يشبهني، ابن كار، غرفته تشبه غرفتي، الفارق الوحيد هو انه يقرفص بخفة يوغي، أهداني روايته التي توجت بجائزة نجيب محفوظ “عائلة الحاج مبارك”، حفيده يناديه بابا بعد موت ابنه بالغارة (الشباب يموتون ويتركون أبنائهم وزوجاتهم وديونهم لابائهم), دار الحديث حول الحرب والأدب، حدثني عن تلك الأيّام القديمة المباركة قبل ان يغتصب البعثيون اسم الشعب، رغم رياح الحرية أعرب عن تشاؤمه، لسنا حاملين لجرثومة الإنسانية حتى الآن، الكذب، الخوف، الرشوة، الوشاية, كلها فينا، ع ع كاتب مشاكس وعصي على التعليب، عنده أربع روايات لم تُنشر، كان محاصرا من الرقيب البعثي والآن يحاصره الرقيب الوهابي، الفقهاء يتسللون إلى عقولنا بالمكر والغباء، فعدم أخذ المعنى بحرفيته عند هؤلاء الفيلولوجيين هو الشرط الأول للتمكن من اللغة والسيطرة على عقول العوام. ع ع يحب فرنسا، في 26 سنة انتداب لم تقتل الا بضع أناس (كذا) حسناتها تفوق سيئاتها بكثير، عدد جمائلها، عمّرتْ السراي، أسستْ الجمهورية السورية، عملت مؤسسات وسكة حديد ودوائر حكومية، “ولكن ايش عملت بالجزائر؟” سألته, فأجاب: “يستحقون، الجزائريه وحوش“, ولا غرو فقد كان مدرِّس لغة عربية في وهران، ويحتفظ بذكريات سيئة جدا، ليس له صديق واحد هناك، ع ع ليس من الذين رضعوا حليب فرنسا لكنه يتكلم من حرقة قلبه، ابنه محمد سقط بالغارة الجوية قبل عشرين يوما، تذكر كيف عامله الإسرائيليون بإنسانية في حرب الجولان، زرته مرتين, في الزيارة الثانية كان يأرشف محتويات بقالة ابنه الفقيد ليبيعها 

حين يمر الوقت بسرعة فأنت في المكان الصح، تعودت على البلد، الإنسان لا يلد سورياً بل يصير سوريا، كان يمكن ان أبقى في كفرنبل شهرا لكني لم أحتمل أكثر من أسبوع، البراغيث أهلكتني، صوتها مرعب أكثر من طائرة الميغ، تعذيبها أعتى من تعذيب المخابرات السورية، الأرنب البري يحن دائما إلى براريه الشاسعة، أنا ابن البراري وربيبها، لا بد ان أمي توحمت على شيء من ابن بطوطة وهي حاملة بي

أنا الآن في أحسن حالاتي، أحب ساعة الأصيل، ونور الشمس المنسكب يرسم من الغيوم قصرا من بلور، رائد وضع أغنية WHEN THE RAIN DOESNT COMEا لتي تتكلم عن بنت تبيع جسدها لتطعم أهلها بسبب الجفاف، ساق السيارة بسرعة مثل محمود أبو زيد، هؤلاء الاعلاميون يظنون أنهم أبطال فورمولا واحد! الطريق من كفرنبل إلى أطمة سالكة وآمنة، التغريبة صارت تشريقة، الطرقات ليست مستقيمة ولكنها دائرية، وأسوأ المتاهات هو الخط المستقيم، لحسن الحظ لم يرجع رائد من نفس طريق الذهاب بل استعار طريقا غيرها، هذا ما أعطاني الانطباع اني أمضي إلى مكان مجهول, الرحيل حلم يقظة، سفينة بيضاء تحملني إلى بلاد بعيدة, الأبقار نظرت إلينا كما تنظر إلى قطار سائر، تراخيت كأني فوق بساط أحمدي، انسجمت مع السيارة كأني في فيلم رود موفي, في الطريق ظهرت قباب مزارات، قال رائد انه يتفق مع السلفية بهدم أضرحة الأولياء، حكى لي قصة الجحش الذي اندفن وبنوا قبة على قبره، اكتشفت انه مودرن ومحافظ في آن، يؤمن بحقوق الإنسان ويؤمن بتعدد الزيجات، انها الحرية السورية

توقفنا في “بنش”, لا دمار فيها، هذه المدينة يسمونها القرداحة الثانية (مؤيدة), اشترى رائد الفستق الحلبي والسندويش ولبن عيران والمرطبات، أكملنا الطريق، حين أغامر أعيش الحياة حياتين، أنا الحياة الحقيقة والطريق، السفر قدري ندامتي، لا أستطيع ان أغرز جذوري في مكان واحد، أريد السماءَ والريح والعاصفة، أريد ان أكون حرا حتى لو كان الجميع عبيدا، الحياة في المكان الآخر، دخنت سيجارة ( لم أضعها بفمي من أربع أيام), طمئنني رائد اننا سنصل بعد ربع ساعة فافترسني قلق الوصول، أنا مش مستعجل بالمرة، حبذا لو ان الرحلة لا تنتهي أبدا، الطريق هي الهدف وهي أجمل من المقصد، أنا من سلالة الرحالة الموشكين على الإنقراض، كان يجب ان أولد في عصر الحنطور، فالعصور الحديثة تسمح بالسفر لا بالرحيل، وسائل المواصلات شوهت معنى الرحلة، بساعتين يمكن العبور من مدينة لمدينة، حلّ محلّ الرحالة سيّاح يعبرون الأمكنة بدل استكشافها، الرحالة كائن عوليسي لا يصل أبداً، ايثاقا مدينة وهمية جدا، ان تكون على سفر يعني أنك دائماً على شوق، في لهفة من لم يصلْ، الشوق الحقيقي ينبغي ألا ينتهي بالوصل، الطريق دائما، الطريق أبداً، أريد ان تكون نهاية الرحلة في قبر مجهول في برية مجهولة (غالبية الرحالة لا يعرف مكان موتهم)، لكن لكل بداية نهاية

اقتربنا من باب الهوى، ظهر حاجز للجيش الحر، كل الأشياء الجميلة تمر خاطفة كما في حلم ثم يأتي الواقع القذر (أفظع الأحلام هو الحلم الجميل حين يصحو الحالم وتتبخر كل مجوهراته الخرافية), اطمه شوارع موحلة، تصد الغريب، ذهبت إلى المدرسة لكن الحراس لم يسمحوا لي بالدخول بحجة الاحتياطات الأمنية، القادة العسكريون الكبار متمركزون فيها، أوّل مكان ينقفل الباب بوجهي في سوريا، طيب وين أروح؟ عرجت على المخفر بتاع الخال ظاظا في أعالي القرية فقيل لي نفس الكلام، سوريا مضيافة وأطمة هي الشواذ الذي يؤكد القاعدة، أطمه لا تبالي بالغريب لكثرة الغرباء فيها، أن ترحل يعني أن تعيش بمعادلة قلقة، لا تدري أين تبيت، ولا أين تصبح، طرقت على باب بيت أبو أرتين في ساعة متأخرة فرحب بي “البيت بيتك”, مع عهد الثورة (السائد) صار يأوي الرايح والجاي، أيام النظام (البائد) كان من المستحيل ان يفتح بابه لغريب خوفا من المخابرات، حتى الغريب نفسه لم يكن بوسعه ان يطرق أي باب, قبل تسع سنوات زرت الشام لم يكن ممكنا ان أنام هنا وهناك، حجزت لمدة شهر في فندق رضا بساحة المرجة (المرة الوحيدة في حياتي حيث أنزل بفندق)، يرجع مرجوعنا، أبو أرتين عشاني وقهواني وفرط لي الرمان، فرش لي في غرفة الضيوف مع صهره علاء الذي كان محنطا أمام التلفاز، المروحة السقفية كانت تصدر ضجيجا قويا، في المنام رأيت شوارع اطمه تفوع بالدبابير، البلابل أغربة سرعان ما انقلبت إلى دبابير، دبابير تغرز زنابيرها في عيني وكبدي، الخنازير تحولت إلى أكاديش ثم إلى دبابير، البشر تتحجّر في تماثيل ثم في دبابير، من ينزع من قلبي المسامير؟ من ينش عن وجهي الدبابير؟

أصبح الصباح فأنقذني من كوابيسي السحيقة، ظهرت أشجار الرمان وكان بوسعي ان أقطف رمانة من النافذة، استهجنت وجود زهور بلاستيكية في الصالون، في الريف موطن الطبيعة والازهار الحية، قعدنا تحت العريشة نثرثر، أبو أرتين مش أرمني وما في عنده أرتين، عنده أربع بنات من كثر حبه لهن يخاطبهن بصيغة المذكر، عمل لي قهوة على الحطب، قال لا يوجد عنده ثمن جرة غاز، ركبنا التراكتور إلى السوق اشتريت له واحدة ب 1800 ليرة، قبض على أدسم قرقة في قن الدجاج وذبحها كرمالي، تحممت وحلقت ذقني، ليس رائد وحده بل اطمة كلها، الشعب السوري كله حر، حريته جامحة بحجم عبوديته، هذا زمن كل الأزمنة، نقد الذات وسب الآباء والأصنام، هكذا راحت أم أرتين التي مرضت طفلتها ولم تجد طبيبا تتحسر على أيّام بشار (قبل ان ينتهي وهذا جيد ومعناه انه انتهى بالفعل), للحرية وقع صاخب، الحرية تنز من السوري كما ينز الزيت من الزيتونة، كلمة “الشعب” لم تعد تعني “القطيع”، الشعب بلغ سنّ الرشد وتطهّر من شياطينه القديمة، الحرية شعور نوعيّ مختلف، الناس ينتقدون حتى الثورة التي حررتهم، من كان في عهد الأسد ويتجرأ على التحسر على حقبة ما قبل الأسد سيقعد على الخازوق في فرع المخابرات الجوية

سجلت في كراسي بعض الخواطر: .. بعد حلم الحرية تأتي طفرة الحرية ثم مرارة الحرية، لكن الحرية (السورية) على مرارتها أفضل من الأسد وعائلته وبعثه وشبيحته ومخابراته، مفيش ثورة مثالية، الثورة ثورة لأنها إنسانية وتحتمل عيوب الإنسان، الثورة بحاجة لوقت طويل حتى تنتصر على تناقضاتها، والله إذا ما صار فيها عوج لما عرفنا الشين من الزين، ثورة صعبة أحسن من ثورة سهلة، ما ينقي الثورة هي الأخطاء والتجاوزات، الثورة كالدراجة ان توقفت عجلاتها عن الدوران تسقط، والجريمة الكبرى هي التوقف بمنتصف الطريق

بدأت أحوص وأتحرقص، أنا كذلك أمقت التوقف بمنتصف الطريق، وأريد الخروج من قوقعة اطمة، المؤيد بالله الاعلامي وعدني بتوصيلي إلى الرقة وأخلف وعده، مصطفى الديري بتاع لواء الاحواز وعدني ان يأخذني معه لدير الزور وراح بدوني، كله كلام زور، حتى أرجع إلى اعزاز لازم أسجل نفسي في مخفر ظاظا، ربما تأتي سيارة للجيش الحر وتحملني، انتظرتُ ساعات عبثا، جاء سمسار تهريب اقترح توصيلي مقابل 4000 ل س لكني أملك نصفها فقط، التنقل بين المدن السورية أوديسا حقيقية، عنفص حماري، طريقي مسدود مسدود، رحتُ أبحث عن أي سيارة للجيش الحر قاصدة أي مكان آخر حتى حلب او كفرنبل نفسها، قال أبو أرتين “لو ما كان حزب “ب ك ك” ماسك الطريق كنت وصلتك من طريق عفرين”, جاء الفرج! قلت له “وصلني فورا”, قللي اوصلك إلى راس الضيعة وهناك دبّر حالك، هذا ما كان

هناك كان ثمة نازحون ومهربون وتجار مخدرات ينتظرون هبوط الليل لدخول تركيا بالتهريب (قرية صلوة الحدودية استفادت من الفوضى فرجعت لزراعة الحشيشة والأفيون), تحت الشمس الحارقة كانت الخراف تشكل حلقة لتتفيأ بظل بعضها، انتظرت عند مزار الشيخ أبو عبادة الكرسي، بالكاد انتظرت خمس دقائق، جاء أبو الحارث راكبا على موطور وعلى وجهه غلالة من الرهبوت، حياني بالسلام الاسلامي (قبلتين على الوجنتين وطبطبة على الكتفين), أردفني خلفه، انه يسكن جنديرس ويتكلم كرمنجي، كانت لحيته تتناثر خلف أذنيه، أوصلني لكاراج جندريس، السائق الكردي وشوشني: “لا تقول انك صحافي”, بربع ساعة بلغنا عفرين، بعشر دقائق بلغنا كفرجنة، جائت سيارة بيك أب وحملتني إلى اعزاز، رجعت إلى مربط خيلي بعد أسبوعين قضيتها في محافظة إدلب

يتبع….

الجزأ الخامس: إضغط هنا


View Original

المُندسّة السورية: خمس خطوات نحو صناعة الطغيان – وثائقي مترجم

$
0
0

المترجمون السوريون الأحرار
خمس خطوات نحو صناعة الطغيان
وثائقي من انتاج البي بي سي لعام 2001 يغطي عدد كبير من التجارب علم النفس الاجتماعي تكشف كيف أن الانسان قادر على ارتكاب الفظائع
إخراج إليزابيث ماك إنتاير
الوثائقي يستضيف جاين إيليوت, أنطوني غابريل وفيليب زيمبراندو


View Original

Intidar Blog انتظار: Обсъждане на политическите трансформации с Al Jazeera в София

$
0
0

Превод на текста на Димитър Бечев, Talking political transformations with Al Jazeera in Sofia, публикуван в блога на ECFR. 

MENA_Balkans_4Промяна, в която можем да вярваме. Така бих обобщил посланието на конференцията, на която бях миналата седмица в София. С тема „Предизвикателствата на прехода,” тя беше организирана от Центъра за изследвания на Ал-Джазираи Нов български университет, с подкрепата на Софийската платформа. Точно когато египтяните трябваше да гласуват за новата си конститутция, учени, дипломати и журналисти разискваха сложния преход, през който минава в момента арабския свят и го сравняваха с Балканите след 1989 (програмата можете да видите тук).

За съжаление не само демократични промени, но и войните в Босна и Косово бяха теми на разговора. Беше удовлствие да приветсваме много добри наши приятели като Мустафа Акьол (който написа невероятно есе за  ECFR със заглавие „Какво мисли Турция”), който изнесе почетна лекция (беше естествено да представим Турция като страната-мост между Балканите и Близкия изток исторически, географски, но и политически), кактои външния министър на България Николай Младенов (който също е член на ECFR). Конференцията беше много хубава възможност да се срещна и да говоря с интересни личности като Уадах Ханфар, бившият директор на Ал-Джазира, Салман Шейх, директорът на Центъра Брукингс в Доха, Салах Еддин Еззейн, директор на Центъра за изследвания на Ал-Джазира и Горан Милич, директор на Новини и програми в Ал-Джазира Балкани, която излъчва от Сараево. Моите поздравления към проф Мариана Малинова и нейния неуморен екип от НБУ.

Както винаги е трудно да опиша всичко, което се каза по време на дискусиите. (Благодарение на Ал-Джазира всички сесии, заедно с двете почетни лекции, са в Интернет. Имаше и много туитовевърху темата). Нека да синтезирам няколко по-важни бележки, които споменах в заключителната сесия:

  • Най-голямото предизвикателство към Близкия изток не е изграждането на демокрацията чисто процесуално, от гледна точка на избори. Ясно е, че не може да се управлява, освен чрез избори, и ислямистите са доволни от това. Най-важният въпрос обаче е как да се съградят институции, които да опазват върховенството на закона и да защитават правата на малцинствата от мажоритарен диктат. За съжаление с този проблем не са се справили нито страните от Балканите с бивши комунистически режими, нито Турция, колкото и нейният модел да е привлекателен. Институциите също трябва да помогнат да се построи консенсус, който явно липсва където общественото мнение е поляризирано между политическия ислям и секуларните и леви течения, както е в Египет в момента.
  • Външни фактор като ЕС имат важната роля да улеснят промените. Имах възможността да подчертая някои от заключенията в доклада на ECFR за Северна Африка. Има обаче тънка линия, която разделя конструктивния диалог и налагането на идеи, а балансът между двете е различен на различните места. Трудности с това изпитват и Запада и Турция, която се вижда като пример за успешен преход, но нейният подход често бива възприеман като прекалено патерналистичен, ако не почти империалистичен. Бившите социалистически страни имат какво да покажат (всичките мъчни усилия на процеса на демократизация), но нямат колониална обремененост. Но и това не е лесна работа, както опитът на България показва – върховенството на закано все още е в процес на утвърждаване.
  • Атмосферата на конференцията беше като че ли са се събрали роднини, които отдавна са изгубили връзка. Започна с много интересна сесия върху историческите връзки между Балканите и Близкия изток и завърши с посещение на разнообразната група от босненци, палестинци, българия, тунизийци и суданийци в джамията Баня Башив центъра на София (от чиято една страна се намира най-голямата сафарадска синагога в Европа, а от другата католически и православникатедрали – една гледка, толкова позната из цялото Средиземноморие; върху всички тях са останали следите на историята: синагогата все още помни законите срещу евреите от 1941-44; католическата катедрала  която беше съборена от бомбардировките през 1943-44; православната църква, която радикални комунисти взривиха през април 1925, убивайки 193 души –  българският „11-ти септември;” джамията, която е единствената останала от 40-те съществуващи през 1878, беше окупирана от полиция по време на асимилационната кампаниясрещу българските турци през периода 1984-89).

Всички бяхме съгласни, че човешките, търговските и икономическите връзки между Балканите и Близкия изток трябва да се поддържат, укрепят и обновят от онова, което беше по времето на Студената война или даже Османската империя. Рамката на ЕС, която предлага интеграция, е един начин това да се постигне, но има и други като Ал-Джазира и Турция като регионални инициатори (благодарим на нашия приятел Посланик Исмаил Арамазза топлия прием в резиденцията на турското посолство, в която Мустафа Кемал, който самият е бил мост между Балканите и Близкия изток, е бил  някога на служба като военно аташе).

 


View Original

المُندسّة السورية: نحن نصنع الأحداث… نحن لا ننتظركم

$
0
0

إيران و بشار

لم تتوقف حكومة إيران الطائفية ومنذ انطلاقة الثورة السورية عن تقديم كافة وسائل الدعم لعصابة الأسد المجرمة محاولة وبشتى الوسائل إنقاذ العائلة الحاكمة ونظامها القاتل.

وفي حلقة جديدة من مسلسل الاستعراضات الإيرانية التي نجحت إيران في إنتاجها و تمثيلها التي اعتدنا على مشاهدتها في ظل أزمة إيران النووية, وبالإضافة إلى كل الاستعراضات العسكرية للمشاة و البحرية و الطيران, تظهر إيران باستعراضات التهديد و الوعيد بعدم سماحها بإسقاط نظام الأسد و الحديث عن حرب عالمية تنتظر المنطقة وخاصة بعد نشر الناتو لبطاريات في تركيا على الحدود السورية التركية.

وتسخّر إيران لتصعيد هذه التهديدات كافة أذنابها في الشرق و الغرب ليظهر أمين عام حزب الله بخطاب رنان يبرر قتل السورين الذين يحملون السلاح دفاعا عن النفس,  ويدعم الأسد في حربه على الشعب, وأن الأسد لن يهزم عسكريا أبدا.

إلا أن النظام الإيراني وأذنابه نسوا, أو تناسوا, حقيقة قائمة على أرض الواقع وهي أن النظام سقط منذ اللحظة الأولى لانطلاقة الثورة السورية. فمنذ ما يقارب السنتين غابت كل مظاهر الدولة عن كافة الأراضي السورية بسبب تحصن جرذان الاسد في حصونهم الهشة التي باتت تسقط واحدة تلو الأخرى, والشعب هو الذي يدير كافة المناطق حتى قبل تحريرها.

لقد اعتاد السوريون على حقيقة بتنا نعلمها جميعا, كلما زادت التصريحات النارية للنظام الطائفي الإيراني علمنا مدى حجم الخناق الذي يزداد على النظام يوما بعد آخر

فالسوريون لا ينتظرون لا النظام الإيراني ولا الروسي بالسماح لهم بإسقاط النظام  أو لا

فنحن الذين نصنع الأحداث لا أنتم.


View Original

المُندسّة السورية: الليرة السورية عام ٢٠١٣

$
0
0

الليرة-السورية

 

أقر مجلس الشعب الميزانية السورية لعام ٢٠١٣ بالليرة السورية بمبلغ يعادل “٢٠ مليار دولار”

يعني الحكومة تحتاج إلى تأمين ٢٠ مليار دولار لسد نفقاتها في عام ٢٠١٣ و التي عادة ما تتكون من: معاشات – طبابة – جيش – شبيحة – محروقات – ماء – كهرباء – تعليم – مشاريع بنى تحتية – دعم سلع…

و يتم بالأحوال العادية سد حاجة الميزانية في أي بلد من مدخولات الدولة من: ضرائب – جمارك – تصدير نفط و ثراوت طبيعية – مدخول و ناتج مؤسسات و معامل الدولة – حصة الدولة من قطاع الاتصالات و قطاعات الخدمات – السياحة – و الصادرات…

بالظروف الحالية مصروفات الحكومة رح تقتصر على كتلة المعاشات و مصاريف الجيش و الشبيحة – يعني كل شي مرصود لمجالات الصرف الأخرى المذكورة أعلاه و المرصود بالموازنة رح يكون شبه وهمي

بس من جهة أخرى لم يبق من مدخولات الدولة شيء فيما عدا مقايضة ما تستطيع اخراجه من نفط في ظل الحظر و انعدام وجود المشغل الدولي للآبار و عدم القدرة على تأمين خطوط النقل و الامداد و هو بجميع الأحوال غير قادر على سد الكتلة النقدية المحتاجة لصرف الرواتب و مصاريف الجيش …

إلا أن الدولة لن تحتاج إلى عملة صعبة في موازنتها لأن مصروفها الوحيد سيكون على كتلة الرواتب و الجيش و لن تستورد شيء…

بالتالي سوف تحتاج فقط إلى عملة بالليرة السورية…. ستطبع هذه العملة أو تستعمل مخزوناتها منها… دون الحاجة إلى تغطية…

لكن كمية الكتلة النقدية في السوق ستتجاوز باضعاف كمية السلع المحلية المعروضة (أى ما أخذنا بعين الاعتبار أن الاستيراد لأي شيء لن يكون مجدي لا للدولة و لا حتى للتجار لأن الدفع بالدولار و أما البيع فبالليرة و لن يقوم أحد بفعل الك)

بالمحصلة النقود ستكون متوفرة… معاشات الموظفين ستصل حتى في أكثر المناطق خروجا عن سلطة النظام… وهذا ما يبرر عدم أنقطع المعاشات… فالأوراق النقدية ليست مشكلة… المشكلة بتوفر المواد التي يمكن لهذه الأوراق شرائها…

مع إغراق البلد بالعملة و ما يرافقه من إنهيار لسعرها الدولي سيكون هناك أثر آخر بمعزل عن سعر الليرة عالميا… فحتى داخليا ستفقد العملة قيمتها مقابل السلع ليس لارتباط السلع بالدولار… فمثلا لا علاقة للزيتون و هو منتج بعلي يعتمد على المطر و اليد العاملة بالدولار خاصة عندما لا يوجد مجال لتصديره… لكن لنفرض أن عدد حبات الزيتون المنتجة في سورية مثلا أقل من عدد الأوراق النقدية من فئة المئة ليرة الموجودة بين أيدي سكان سورية… فستكون حبة الزيتون أندر و بالتالي أقوى من ورقة المئة ليرة… هذا طبعا مثال فقط لتقريب الصورة…

و كل إنهيار حقيقي لليره سيترافق مع إنهيار نفسي لقيمة الليرة التي ستدخل في حلقة مفرغة من انهيارات حقيقية و نفسية…

في النهاية حاجة سورية وفقا للحكومة في عام ٢٠١٣ هي ٢٠ مليار دولار… والاحتياطي الاجمالي في سورية اليوم بين ١٠ و ١٥ مليار دولار… ومدخول الدولة عام ٢٠١٣ سيقارب الصفر… أي أنه لو كانت الدولة تسعى فعلا لتغطية الميزانية بالطرق الطبيعية لافلست الدولة في أيلول القادم… لكن الدولة لن تصرف الاحتياطي بل ستدمر قيمة الليرة

ما يمكن أن أضمنه بخصوص قيمة الليرة في أي وقت و تحت أي ظرف (طالما توفرت فئة الخمسين ليرة الورقية) هو أن الدولار لا يمكن أن يصل إلى عشرة آلاف ليرة …لأن قيمة مئتا ورقة من فئة الخمسين ليرة بما تحتويه من قطن يساوي دولار واحد يعني لا يمكن أن تنقص قيمة العملة عن قيمة وزنها الورقي

RaymondO


View Original

نوافذ نزار غالب فليحان: حامل الهوى تعب.. ممدوح عدوان في ذكرى الرحيل

$
0
0
عماد عبيد افترش صهوة الفكر والأدب، وسرد قميصه من تعب وكد، حث مطاياه لتشرد في المدى المفتوح، ثم تركها ترفل في شعاب النور، جال السفر في مجاهيل الحياة، مسكونا بلهفة جامحة إلى طراد محموم، يتآلف فيه خيال الفارس الحالم مع انفلات المهر الشموس، طائفا على مرافئ الأدب وشطآن الثقافة، بعد أن راوغته مناراتها بالوميض هنا [...]
View Original

المُندسّة السورية: كرهك كلو من اليوم لازم يطلع ع بشار

$
0
0

مأساة

البارحة وقبل أن أنام استعرضت مقطع فيديو… منع مقلتاي نعمة النوم… لا أدري كيف وضعت نفسي مكان هذا الشاب الذي كان ينتظر الإعدام الميداني دون أن يدافع عن نفسه… ضارباً عرض الحائط كل قوانين الطبيعة التي تعطي الحق لأصغر مخلوقات الله بردّات فعلٍ ومبادرات للدفاع عن النفس ندعوها بالعاميـــة (حلاوة الروح)… مستسلماً لقدره… مواجهاً عدالة الأرض الزائفة وعهر رجال الأسد الذين ما يزالون أوفياء لإجرامهم ومجرمهم الأكبر

اقسم بأن دقات قلبي تجاوزت 150 لاني اصبت بدوار بالرأس لم أتمالك دموعي… والبكاء هو أبسط عَرض ممكن أن يصيبني وقد اعتدت على رطوبة وجنتاي وثقل أهدابي المحملة بدموع الحرقة على أهلي منذ اندلاع الثورة… استحوذ الحزن والهم على نفسي وبدأت أبحر بخلافاتنا وأمورنا الشخصية والدنيوية التي لا تنتهي… والظلم ما زال قائماً على أهلنا وبدل أن نتربص بعدونا وعدو الله… ونعد لهم ما استطعنا من القوة والتنظيم والإتحاد… ارى أننا نحفر خندقاً لنَسقط به نحن قبل أن يسقط به عدونا… وكما تنتهي عادةً مأساتي منذ اندلاع الثورة برفقة قلمي الذي يزفر ما يلوج بأوجاع النفس والغربة

فكتبت:

++++++++++

اشهد يا زمان …

اشهدي يا حجار

ع ظلّم ئلي بأرضك صار…

وقديش صعبة… يا ستار ..

الموت جاييك واقف أنت عم… تستنى طلقة نار…

 

ونحن بشو طمعانين؟؟

عم نتخانق ومو شايفين

صرنا متل ولاد صغار

مين المجرم…؟؟ وين التار؟؟

مين الخاين عم نحتار؟؟؟؟

 

منهنيك يا بشار

متلك صار عنا كتار

بسرعة بدنا نصير كبار

ونعمل ع بعض شطار

الزعمى كتيير

لما بتنسى تنفش واحد

تاني يوم رح بتطييير

تذكر لازم أيدو تبوس…

وتطبطبلو

ليل نهار

 

وبهنيك يا بشار

متلك صار عنا كتار

حاجة اصحو يا ثوار

خاين ما في بهل الدار

بس في عنا روس كبار

كل يوم بنسمع اخبار

وتصدق مين!!… رح تحتار

 

وبهنيك يا بشار

متلك صار عنا كتار

كلمة بئول للأبطال

عدونا برى عم يقتلنا ليل نهار

بعزيمة والنية وبيد قوية

بدنا نصفي هل الأشرار

وكرهك كلومن اليوم

لازم يطلع ع بشار

وكرهك كلو من اليوم

لازم يطلع بشار

—————-

السورية الأبية

 


View Original

المُندسّة السورية: العقيد المنشق عناد العبّاس.. بطاقة ثورية

$
0
0

عناد العباس

العقيد المنشق عناد العباس من بلدة حالات التابعة لمنطقة تلكلخ ضمن محافظة حمص، من مواليد عام 1969 م، درس الحقوق في جامعة دمشق وتخرج منها في أوائل التسعينيات، ثم تدرّج في الرتب والمناصب العسكرية ضمن تخصصه في مجال الحقوق وكان أهمها شغله بمنصب رئيس قسم ديوان وزير الداخلية سابقاً. كان الإبن البار لأهالي منطقة تلكلخ التي غمرهم بحبه لهم ومساعدته لكل من لديه اشكالية أمنية في النظام الديكتاتوري، كما عرف عنه صدقه ودماثة خلقه. مع بداية الثورة السورية المباركة وقف وقفة الرجال الشرفاء أمام زملائه الذين يعملون في مكتب وزير الداخلية محمد الشعّار وتعرض للتحقيق والمسائلة أكثر من مرّة، ثم قدّم استقالته فرفضها وزير الداخلية وتحت ضغط منه قبل أن يتم تحويله ليعمل معاوناً لمدير منطقة السلمية، فسخّره الله عوناً لثوارها بما يستطيع من منعٍ لإطلاق النار أو تحذيرٍ للثوار من هجوم الشبيحة والقنّاصة حسب التوجيهات التي ترده.

حمل العقيد عناد العبّاس بانشقاقه الميمون معه حب أبناء منطقته تلكلخ وحبّ أهالي السلمية، بل وحبّ جميع أبناء الوطن. مقابلته التي بثت عبر قناة العربية أظهرت حجم معاناته قبل انشقاقه حيث كان شاهداً على التقارير اليومية التي ترد من مختلف المناطق ومن ثم تعد بشكلٍ يومي كتقريرٍ موحد يصدر من مكتب وزير الداخلية محمد الشعار لتصل إلى الرئيس بشار الأسد حيث ترد منه التوجيهات بالقمع باستخدام جميع الوسائل ومنها القتل والتشبيح. كما وأظهرت المقابلة معدنه الأصيل ووقوفه في صفوف الثورة قدر الإمكان حتى انشقاقه الميمون. وكوني من أبناء منطقته التي تشهد له ذلك الشرف وتلك النزاهة، كان من الواجب علينا أن نتمنى له كل التوفيق والسداد الذي يستحقه، كما وتنمنى أن نراه ركيزةً أساسية في مؤسسات سورية الحرّة في القريب العاجل.. تحيةً لك يا سيادة العقيد..

—————-

وائل الدندشي

 


View Original

مرافئ النورس: بيادر الريح

$
0
0

ليس الفشل أن تزرع الخير  في القلوب المقفرة , بل الفشل أن تنتظر منها الخير …..

القلوب التي جافها الحب

ازرع ما شئت من الخير

و العطاءِ المسكون بالحبِ

في أراضي القلوب المهجورةِ

و حتى التي تقحّلت بعدما بارت

من فعلِ وسوء نية أصحابها

فأمّست ميتةً مقفرةً لا جدوى منها

يجتاحها الكرهُ و يسكنها الحسد

لكن لا تنتظر موسماً منها

لأنَّ حصادك حكماً من الريح

و بيادركَ فارغةٌ بلا جدل

*           *         *          *

امنح  لقلبكَ المهملِ المنسيَّ

بتواطؤٍ مع التساهلِ و الطمع

بيتاً من التسامح و الحب

المفعمِ بكل تراتيل الأمل

علّهُ يرتاحُ من قبحِ النكرانِ

الذي يأتيه من الذين أدمنَّ حبهم

فخذلوهُ بدمٍ باردٍ و تناسوهُ

فلا تنتظر من الآخرين ثمناً

لفيضِ نقاءك و نبلكَ و صدقكَ

و لتحصد الخير راهن على العمل

و دمتم مزهرين و ممتلئين بكل أسباب الحب و العطاء و الياسمين

أسامة



View Original

إضاءات قنديل صغير: بعد الحراك المسلّح.. هل مات الحراك السمليّ؟

$
0
0

لن ينسَ أحد منّا الثورة السوريّة في أولّ عمرها عندما كانت تجتمع الحشود في الساحات والميادين والهتاف لأغلى ما سُلِب من المواطن السوريّ.. للحريّة والكرامة.. “الشعب السوري ما بينذل” “الله سوريّا حريّة وبس”..

لن تنسَ الذاكرة السوريّة وتاريخ البلاد الحديث الناس وهم مجتمعين في عشرات الآلاف في ساحات الحريّة والخالديّة وبابا عمرو في حمص أو مئات الآلاف في ساحة العاصي في حماه أو في دير الزور أو المسجد العمري في درعا ولن تنسَ أبدًا تلك الجدران الحرّة التي كتب شباب الثورة عليها أجمل عبارات الثورة كـ “واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد” .. “الجيش والشعب يد واحدة” .. “سلميّة سلميّة” أو تلك الجدران الملونة بألوان علم الاستقلال في كل حارات وشوارع سوريا ولن ينسَ التاريخ مخاطرة الشباب بحياتهم من أجل لصق أوراق على جدران الحارات من أجل تشجيع الناس على الإضراب أو الاجتماع في ساحة للتظاهر والتعبير عما يريدون..

كان لذلك الوقت أبطاله.. فلكل نوع من النضال أبطال.. أيمكن لأحد أنْ ينسَ الشهيد القاشوشوتغريده الجميل في ساحة العاصي أمام مئات الآلاف وقوله “يا عيني ويا روحي والسوري شايف حاله”.. أو أبطال الإعلام وناقلوا الحدث والتظاهرات لكل العالم عبر الشابكة أمثال الشهيد أحمد الأشلقو الشهيد عمر عبد الرزاق جمعة اللطوفأو هادي العبد اللهو خالد أبو صلاح–حماهم الله-.. تبدّلت حال الثورة وتسلّحت مكرهةً على ذلك دفاعًا عن الأرض والعرض اللذين سُفكا بأبشع الطرق (الاغتصاب والذبح بالسكاكين) فغاب الجزء الأكبر من نجوم الكفاح السلميّ نتيجة الحرب العسكريّة والدمار والخراب ولكن ظهر أبطال جدد تُرفع لهم القبعات احترامًا لشجاعتهم وصبرهم بعتادٍ بسيط رخيص أمام جيش مجهّزٍ بكل شيء بدءًا بالبنادق انتهاءً بالطائرات والدبابات… ولكن هناك حديث مهم جدًا.. لماذا الحراك السلميّ مطلوب دائمًا في كل ثورة حتى لو تحوّلت الثورة إلى عسكريّة ؟؟

ربما يكون الكلّ متّفق على أنّ الثورة يجب أنْ تبدأ سلميّة خالصة لأسباب ينبغي أن تكون معروفة، ولكن ببساطة يقول الجميع أنّه لا ثورة بدون كفاح سلميّ فلولا السلميّة لما كان هناك سلميّة بل عسكرةٌ وحربٌ فقط..

في ظل الثورة المسلّحة ينبغي أن تكون هناك تغطية إعلاميّة قوّيّة جدًا وخبرات متوفرة على كل أرض تهب عليها نسمات المعركة لكي يشاهد العالم ماذا يفعل الثوار وكيف هي ثورتهم وأيضًا ليشاهدوا إجرام النظام وأساليبه الغادرة وتلك الخبرات والتغطية يستحيل أن توفرها محطات إعلاميّة أو إعلام من خارج الدولة لأنّه لا أحد خبير في بلد سوى أهل هذا البلد، ومن هنا تكون الفترة الأولى لثورتنا –طورها السلميّ- قد طوّرت ونمّت خبرات وقدرات هائلة في التعامل الإعلاميونقل الصورة والبث المباشر والمحاورة والنقاش ومهارات كثيرة وأظن أن الأمر مفهوم من هذه الناحيّة..

أمر آخر، وهو أنّ الطور السلميّ لثورتنا قد وسّع دائرة الاهتمام العالميّ بالقضيّة السوريّةأو بكلمات أخرى فإنّ الطور السلميّ قد جعل أعداد الجمهور والمتابعين للثورة كبيرة بشكل واضح وذلك بسبب التضحيات التي قدّمها شباب الثورة في ميادين الحريّة وهم يحملون أغصان الزيتون بعكس ما كان سيكون عليه الأمر لو أنّ الثورة تسلّحت مباشرةً فلن يكون معها متعاطفين أو جمهور يهتم بها ويحتضنها…

الأمر الأهم من ذلك كلّه هو أهل البلد ذاته –سوريا- إنّ بدايات الثورة السوريّة السلميّة وتضحيات الشباب الرائعة أمام البندقيّة الغادرة زاد من تعاطف الناس معها وانضمامهم لها ولو أنّ أهم مدينتين تأخرتا جدًا في الانضمام للثورة بشكل قوّيَ ولكنّ زخم الكفاح السلميّ كان يعمل بشكل سريّ جدًا بسبب تعقيدات زرعها النظام هاتين المدينتين.. المهم أنّ الناس في كلّ يوم كانت تتعاطف أكثر مع الثورة وشهدائها ولا سيما من الأقليّات التي كانت مخدوعة بأكذوبة أنّ النظام يحميهم من شرّ خبيث..! ومن أهم نقاط الانعطاف في ثورتنا الحبيبة استشهاد الطفل حمزة الخطيب تحت التعذيب وهو الطفل البريء الذي كان نضاله سلميًا خالصًا سيُدرّس في جامعات سوريا لاحقًا.. طفل يخرج مع أهل بلدته ليكسروا الحصار عن بلدة جارة لهم بإحضار بعض الطعام والأدويّة والوقود فيجد أبشع أنواع التعذيب …!

أخيرًا.. العمل السلميّ مطلوب دائمًا وأبدًا في كل ثورة حتى لو تحوّلت إلى ثورة عسكريّة  ولنتذكر أن سبب تعاطف العالم كلّه مع الانتفاضة الفلسطينيّة أنّها كانت سلميّة خالصة ولم تنطفئ إلا عندما تحوّلت إلى مسلّحة بفعل بعض فصائل المقاومة، فعاد الناس للبيت وعاد الأمر لما كان عليه.. ولنذكر أنّ الشعب الهندي بقيادة غاندي عانى وقاسى في ثورته السلميّة ضد الاحتلال البريطاني أبشع أنواع القتل والتعذيب والتنكيل التي لم يسبق لها مثيل، فكانت أول مرة عندها تَقصفُ طائراتٌ حربيّة متظاهرين سلميين عُزّل.. ولا ينسى العالم مشهد المليونيّة السلميّة في طهران فتظهر لهم الحوامات فتقتل منهم خمسة آلاف في دقيقة بينهم ستمائة امرأة.. بشكل عام الثورات تمتد لسنوات حتى تسقط النظام حقًا، لا تسقط قناع نظام أو رأسه فقط.. والحمد لله ثورتنا ماضيّة في طريق حرق النظام وقلعه من جذوره.. ثورتنا سلميّة في بدايتها وفي نهايتها ولكن زاد عليها قليل من العنف في النهايّة.. ت

كُتبت كمشاركة في العدد الثاني من مجلة طلّ.


Filed under: إضاءات على الثورة
View Original

المُندسّة السورية: يومـان لـسوريـا

$
0
0

يوما قريباً سيُـعلنُ أبطال الثغور تحرير الأرض .. ونعود للوطن .. نلتقي بالأهالي الذين ثبتوا واستمروا في النّضال هناك رغم قسوة الاستبداد و سطوة الاجرام.. وليكون لنا دور في ذلك النصر ندعوكم لاتخاذ خطوة والمساهمة في حملة “يومان لسوريا ” لنشارك أحرار الداخل صمودهم.. وندعم نضالهم وكفاحهم.

تهدف الحملة إلى تحفيز السوريين المغتربين والأخوة الأشقاء العرب على التبرع للثوار وأحرار الداخل واللاجئين وتفعيل مساندة الأهالي المتضررين (فالحملة ليست لجمع التبرعات وإنما لحث الناس على التبرع).. حيث ويقوم مبدأ الحملة على تخصيص المتبرّع “راتب يومين” من دخله الشهري للثورة .. يتبرع بها لأي جهة يثق بها..

لا يكفي أن ننتظر المانحين، أو أصحاب الملايين، علينا أن ندفع من قوت يومنا نحن المغتربين، لنكون جزءاً من النصر القادم، ولندرج مع من يكتبون التاريخ .
حجم المأساة كبير، ويتطلب تعاون الجميع ، ومهما كان المبلغ صغيراً.. لكنه مع المواظبة على دفعه شهريا، يصبح أطنان من الطعام توزع على اللاجئين السوريين، آلاف البطانيات التي تدرء البرد عن صغار لا ذنب لهم إلا أن مدنهم ثارت في وجه الطغيان , مئات آلاف حبوب الدواء، والكساء والكثير من حاجة أحبابنا هناك.

الموقع الإلكتروني يحتوي رئيسيا على عدّاد لمتابعة المشاركين في الحملة ومدى تقدمها .. دون نافذة للتبرع عن طريق الموقع إذ أنها هي فقط للحث على التبرع دون إدارة التبرعات أو جمعها.. و يقوم مبدأ العداد على أن يحدد الفرد قيمة راتب يومين من دخله الشهري والذي سيشارك فيه .. ليضاف ذلك المبلغ على عدّاد إجمالي التبرعات.
يحتوي الموقع أيضا على مواد إعلامية من تصاميم وفديوهات لنساهم جميعا بنشر فكرة الحملة وزيادة عدد المشاركين والمنضمين لها..

نلفت الانتباه إلى أنّ الحملة غير تابعة لأي جهة كانت ولا تُلبّي مصالح هيئة أو كيان ما .. إنما تنبع من الشعب المُكافح وإليه.

شـاركـ http://www.2days4syria.com

الثـورة بـعون الله منتصـرة ,,

 

منـار حـيدر


View Original

المُندسّة السورية: الأعور الدجال*

$
0
0

الأعورتعريفا هو الشخص الذي لا يملك إلا عينا واحدة… يرى فيها الصور منقوصة الأبعاد و يكون حقل رؤيته تقريبا نصف حقل رؤية الانسان المبصر السليم فيرى نصف الصورة و يعمى عن نصفها الآخر…و حتى تلك الصورة المجزوءة تكون بلا عمق ..مسطحة و مشوشة و في كثير من الأحيان خادعة
والدجالتعريفا فهو المغطي للحقيقة فيقال دجل الشيء أي غطاه و الدجال هو ملبس الحق بالباطل و ملبس الباطل بالحق

 

و أما الأعور الدجالفهو “سماحة السيد” حسن نصرالله

ملاحظة هامشية
يجدر الاشارة إلى مخاطبة “السيد” للقاعدة تحديدا في محاولة لتصدير الفكرة للاستهلاك الدولي
كما يجدر أيضا ملاحظة إستخدام “السيد” لجملة “المعارضة المسلحة لن تنتصر” بدل جملة من نوع “النظام سينتصر” أو “المعارضة ستهزم” و “السيد” يعرف تماما الفرق بين هذين المصطلحين كما لا يعرفه آخر على وجه الأرض

RaymondO

*لو قال لي أحدهم قبل عامين أنه سيأتي يوم أشبه فيه حسن نصرالله بالدجال لاتهمته بالهذيان


View Original

Abdul Almsawel's blog: إذا انتهى غداً العالم

$
0
0
إذا انتهى غداً العالم... لن أذكر من تلك الأيّام مأكلي أو مشربي أو ما حققتُ لنفسي. لن أذكر أنفتي ولا كبريائي ولا فخري بما كنتُ... لن أذكر همومي ولا ماسيّ. لن أرى في تلك اللحظة إلّا وجوهاً ابتسمت لفعلٍ صنعَته يداي... 
If the world ended tomorrow, I will remember not what I have achieved for myself, nor will I remember my pride of who I was. I will remember not my pains or my sorrows. The only thing that I will never forget are the smiles that were caused by something that I've said or done...

View Original

إضاءات قنديل صغير: بعد الحراك المسلّح.. هل مات الحراك السمليّ؟

$
0
0

لن ينسَ أحد منّا الثورة السوريّة في أولّ عمرها عندما كانت تجتمع الحشود في الساحات والميادين والهتاف لأغلى ما سُلِب من المواطن السوريّ.. للحريّة والكرامة.. “الشعب السوري ما بينذل” “الله سوريّا حريّة وبس”..

لن تنسَ الذاكرة السوريّة وتاريخ البلاد الحديث الناس وهم مجتمعين في عشرات الآلاف في ساحات الحريّة والخالديّة وبابا عمرو في حمص أو مئات الآلاف في ساحة العاصي في حماه أو في دير الزور أو المسجد العمري في درعا ولن تنسَ أبدًا تلك الجدران الحرّة التي كتب شباب الثورة عليها أجمل عبارات الثورة كـ “واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد” .. “الجيش والشعب يد واحدة” .. “سلميّة سلميّة” أو تلك الجدران الملونة بألوان علم الاستقلال في كل حارات وشوارع سوريا ولن ينسَ التاريخ مخاطرة الشباب بحياتهم من أجل لصق أوراق على جدران الحارات من أجل تشجيع الناس على الإضراب أو الاجتماع في ساحة للتظاهر والتعبير عما يريدون..

كان لذلك الوقت أبطاله.. فلكل نوع من النضال أبطال.. أيمكن لأحد أنْ ينسَ الشهيد القاشوشوتغريده الجميل في ساحة العاصي أمام مئات الآلاف وقوله “يا عيني ويا روحي والسوري شايف حاله”.. أو أبطال الإعلام وناقلوا الحدث والتظاهرات لكل العالم عبر الشابكة أمثال الشهيد أحمد الأشلقو الشهيد عمر عبد الرزاق جمعة اللطوفأو هادي العبد اللهو خالد أبو صلاح–حماهم الله-.. تبدّلت حال الثورة وتسلّحت مكرهةً على ذلك دفاعًا عن الأرض والعرض اللذين سُفكا بأبشع الطرق (الاغتصاب والذبح بالسكاكين) فغاب الجزء الأكبر من نجوم الكفاح السلميّ نتيجة الحرب العسكريّة والدمار والخراب ولكن ظهر أبطال جدد تُرفع لهم القبعات احترامًا لشجاعتهم وصبرهم بعتادٍ بسيط رخيص أمام جيش مجهّزٍ بكل شيء بدءًا بالبنادق انتهاءً بالطائرات والدبابات… ولكن هناك حديث مهم جدًا.. لماذا الحراك السلميّ مطلوب دائمًا في كل ثورة حتى لو تحوّلت الثورة إلى عسكريّة ؟؟

ربما يكون الكلّ متّفق على أنّ الثورة يجب أنْ تبدأ سلميّة خالصة لأسباب ينبغي أن تكون معروفة، ولكن ببساطة يقول الجميع أنّه لا ثورة بدون كفاح سلميّ فلولا السلميّة لما كان هناك سلميّة بل عسكرةٌ وحربٌ فقط..

في ظل الثورة المسلّحة ينبغي أن تكون هناك تغطية إعلاميّة قوّيّة جدًا وخبرات متوفرة على كل أرض تهب عليها نسمات المعركة لكي يشاهد العالم ماذا يفعل الثوار وكيف هي ثورتهم وأيضًا ليشاهدوا إجرام النظام وأساليبه الغادرة وتلك الخبرات والتغطية يستحيل أن توفرها محطات إعلاميّة أو إعلام من خارج الدولة لأنّه لا أحد خبير في بلد سوى أهل هذا البلد، ومن هنا تكون الفترة الأولى لثورتنا –طورها السلميّ- قد طوّرت ونمّت خبرات وقدرات هائلة في التعامل الإعلاميونقل الصورة والبث المباشر والمحاورة والنقاش ومهارات كثيرة وأظن أن الأمر مفهوم من هذه الناحيّة..

أمر آخر، وهو أنّ الطور السلميّ لثورتنا قد وسّع دائرة الاهتمام العالميّ بالقضيّة السوريّةأو بكلمات أخرى فإنّ الطور السلميّ قد جعل أعداد الجمهور والمتابعين للثورة كبيرة بشكل واضح وذلك بسبب التضحيات التي قدّمها شباب الثورة في ميادين الحريّة وهم يحملون أغصان الزيتون بعكس ما كان سيكون عليه الأمر لو أنّ الثورة تسلّحت مباشرةً فلن يكون معها متعاطفين أو جمهور يهتم بها ويحتضنها…

الأمر الأهم من ذلك كلّه هو أهل البلد ذاته –سوريا- إنّ بدايات الثورة السوريّة السلميّة وتضحيات الشباب الرائعة أمام البندقيّة الغادرة زاد من تعاطف الناس معها وانضمامهم لها ولو أنّ أهم مدينتين تأخرتا جدًا في الانضمام للثورة بشكل قوّيَ ولكنّ زخم الكفاح السلميّ كان يعمل بشكل سريّ جدًا بسبب تعقيدات زرعها النظام هاتين المدينتين.. المهم أنّ الناس في كلّ يوم كانت تتعاطف أكثر مع الثورة وشهدائها ولا سيما من الأقليّات التي كانت مخدوعة بأكذوبة أنّ النظام يحميهم من شرّ خبيث..! ومن أهم نقاط الانعطاف في ثورتنا الحبيبة استشهاد الطفل حمزة الخطيب تحت التعذيب وهو الطفل البريء الذي كان نضاله سلميًا خالصًا سيُدرّس في جامعات سوريا لاحقًا.. طفل يخرج مع أهل بلدته ليكسروا الحصار عن بلدة جارة لهم بإحضار بعض الطعام والأدويّة والوقود فيجد أبشع أنواع التعذيب …!

أخيرًا.. العمل السلميّ مطلوب دائمًا وأبدًا في كل ثورة حتى لو تحوّلت إلى ثورة عسكريّة  ولنتذكر أن سبب تعاطف العالم كلّه مع الانتفاضة الفلسطينيّة أنّها كانت سلميّة خالصة ولم تنطفئ إلا عندما تحوّلت إلى مسلّحة بفعل بعض فصائل المقاومة، فعاد الناس للبيت وعاد الأمر لما كان عليه.. ولنذكر أنّ الشعب الهندي بقيادة غاندي عانى وقاسى في ثورته السلميّة ضد الاحتلال البريطاني أبشع أنواع القتل والتعذيب والتنكيل التي لم يسبق لها مثيل، فكانت أول مرة عندها تَقصفُ طائراتٌ حربيّة متظاهرين سلميين عُزّل.. ولا ينسى العالم مشهد المليونيّة السلميّة في طهران فتظهر لهم الحوامات فتقتل منهم خمسة آلاف في دقيقة بينهم ستمائة امرأة.. بشكل عام الثورات تمتد لسنوات حتى تسقط النظام حقًا، لا تسقط قناع نظام أو رأسه فقط.. والحمد لله ثورتنا ماضيّة في طريق حرق النظام وقلعه من جذوره.. ثورتنا سلميّة في بدايتها وفي نهايتها ولكن زاد عليها قليل من العنف في النهايّة.. ت

كُتبت كمشاركة في العدد الثاني من مجلة طلّ.


Filed under: إضاءات على الثورة
View Original

abufares said...the world according to a man from tartous: Year End Riders (Part 2)

$
0
0
The city was sleeping in on this white Saturday. A languid but chilly wind blew over Lake Michigan, a leftover from last night's snowfall, on an otherwise gray and featureless day. Carlie wore her riding gloves, a black leather jacket over a heavy sweater, and thermal underwear bottoms under ripped jeans. She felt quite warm as they zoomed along South Indianapolis Avenue and left Illinois behind. She was no stranger to bikes, but this was her first time on a BMW. It was one awesome work of German engineering, an R 1200RT touring motorcycle, in matte black finish. By the time she came out of her apartment building he had already cleared the right side case completely for her to put her stuff in. He'd most probably stolen this bike, she thought, but she didn't really care.

Not that he could talk and she could hear him, but he didn't make any effort to communicate with her since they both dropped the visors of their full face helmets down and got on their way. The rider upfront must've realized that she was comfortable in the saddle. He was good himself too, really good. He navigated a series of left and right turns before he joined the trickling traffic heading south on Hwy 41. She brought her rain suit, a change of clothing, a few undies, a small bag of toiletries and her laptop. She never wore a bra. Actually, she didn't need to. She had the smallest breasts she'd seen on any woman. His large frame blocked her view of the front completely. It also shielded her from the cold wind, although riding on the elevated pillion almost brought her to his level. Soon her mind was immersed in a pleasant void of oblivion. Sometime around noon, the right turn signal flashed and they took an exit. Half a mile down, they pulled into a gas station near the pumps.
“I'm gonna fill her up then we can take a break and have some coffee and a bite to eat. Come on, go in. Pay for the gas. I'll follow in a moment.” He handed her a twenty dollar bill. “I don't have a credit card.” He smiled sheepishly. It was unnerving, his smile. It didn't match his exterior looks at all. It was more like a child would smile, or a very old man.

He wondered what made her come. More significantly, he wondered where they were going. He had six hundred and fifty dollars left on him. That's all he had in fact. Until he spends his last penny, he wasn't going to give it much thought though. He'd done it before and was used to living on the edge of nothing. Besides, she didn't look like she needed much to go on. They'll be alright for a few days. Beyond that, he had no reason to worry. She came on her own accord and she could leave anytime she felt like it. Actually, she might tell him she's going back the moment he walks into the convenience store. But, she was a biker too. Her slim body and light weight felt like a natural extension to the bike. She anticipated every turn and leaned into it as if she were attached to him. What kind of machine did she ride, he marveled. She couldn't weigh more than a hundred pounds. And, how old was she? Twenty one, twenty two? Certainly not more.
She sat at one of the two tables at a corner and grimaced with a trace of a smile as he approached.
“What's your name?” He handed her a cup of coffee, along with cream and sugar.
“I'm Carlie. What's yours?” She gave him her hand.
“Abd el Rahman.” He shook her hand. It was small and fitted completely inside his.
“So should I call you Abdul?”
“Abdul is not actually a name. It's a word and a half. Call me Abboudi.”
“Is that a real name, Abboudi?”
“No, it isn't, but people use it where I come from.” He laughed. She couldn't keep her eyes off his hungry lips but didn't want him to catch her staring.
“And where do you come from, Abboudi?” She asked, slurping her hot coffee and sighing with satisfaction.
“I'm from Syria but I've been here for a few years.” He sipped and closed his eyes in relief too. “Do you know where that is?”
“Syria? Isn't it where people are killing each other?”
“No!” He snapped. “It's not people killing each other. It's the government killing people and the people fighting back, and the rest of the world watching.” He said, for the first time visibly irritated.
“I'm sorry. I didn't mean to offend you. I just said what I read on the net.”
She didn't look like the type who followed the news, but he should've known better than to be so assuming.
“Don't worry. Just forget it. I'm getting a burger and a coke. What shall I get you? They don't seem to have much to choose from. We can stop somewhere else if you want.”
“No, it's OK. I'll have a salad... but listen, I'm gonna pay for my own food and we'll split the gas.”
“How much money do you have?”
“two hundred bucks.”
“I have six fifty. We'll be OK. We'll use yours when I run out.” He stood up. “ I'll get you a salad then. Anything to drink?” He was smiling again, that same sheepish, childish, senile smile.
“Coke please.”


to be continued...
View Original
Viewing all 18262 articles
Browse latest View live




Latest Images