


View Original
بعد ساعات من إعلان سامسونج عن هاتفها المنتظر Galaxy S III، قامت منافستها الكورية LG بالإعلان عن هاتف Optimus LTE2. وفي الوقت الذي لم تكشف فيه الشركة عن جميع تفاصيل الجهاز بعد، إلا أنها ركزت بشكل أساسي على الشاشة التي تأتي بتقنية True HD IPS وبالطبع على ذاكرة الوصول العشوائي التي تبلغ 2 غيغابايت، أي ضعف الذاكرة التي يمتلكها أي هاتف متوفر اليوم.
وقالت الشركة بأن شريحة الجهاز الحديثة Snapdragon S4 MSM8960 والبطارية بسعة 2,150 ميلي أمبير ساعي تعني بأن الجهاز يعمل لمدة أطول بأربعين بالمئة من الطراز السابق Optimus LTE (أو LG Nitro HD كما نعرفه عالمياً).
حالياً فالشركة أعلنت عن الجهاز لكوريا الجنوبية فقط، لكنها على الأغلب ستعلن عن نسخة عالمية لاحقاً. هل تعتقد بأن هذا الجهاز قد يكون منافساً لجهاز سامسونج الأخير؟ أم أن العتاد الأفضل (لو افترضنا أنه كذلك) ليس كل شيء؟
أعلنت مؤسسة دوتشيه فيليه الألمانية عن اسماء الفائزين في مسابقة البوبز العالمية للمدونات العالمية و قد فازت صفحة “الحرية للمدونة رزان غزاوي Free Syrian Blogger&Activist Razan Ghazzawi” بجائزة أفضل حملة ألكترونيّة لهذا العام. الصفحة التي أنشأت بـُعيد َ الإعتقال الأوّل للمدونة و الصديقة رزان غزاوي في أواخر العام الماضي و التي قد تحوّلت بعد َ الإفراج الأوّل عن رزان إلى صفحة دعم للمعتقلين السوريين و عادت لتضمّ إسم رزان غزاوي اليم بعد َ استهداف المركز السوري اللاعلام و حرية التعبير في 16 شباط\فبراير 2012.
بعد َ الإفراج الأوّل عن رزان، في ديسيمبر 2011، كان َ أكثر ما أثار سخطها هو حجم الضجّة الإعلاميّة التي نالتها صفحة الدعم الخاصة بها و الحملة الإعلامية الكبيرة التي حظيت بها. في إحدى محادثاتنا بعد َ الإفراج عنها بأيام قالت ساخرة ً: الكلّ يكتب و يهتم لقضيّة المدوّنة، حاملة الجواز الأميركي، و لا أحد يهتم لآلاف أخرى من المعتقلين !
في ذلك الاسبوع، قبل الإفراج الأوّل عن رزان، و في أيميل عنوانه “رزان” كتب َ الصديق و المدون حسين غرير ( المعتقل بدوره حاليا ً )، ”كانت تزعجني في بعض الأحيان بتقلبات مزاجها إلا أني كنت أحب نشاطها وحركتها الدائمة، إنها رزان غزاوي الطفلة التي تأبى أن تكبر. كانت طفلة بمزاجيتها وأحلامها بالعدل والمحبة والمساواة. “ يتابع، “هي التي قالت "في سوريا لا شيء يحدث, هنا ظلم كثير ومظلومين كثر, لكنّ الجميع مرتاح لعدم الحديث عن أنواع الظلم وعن محاربة أنواع الظلم". ساءها دائماً أن يشيح الإنسان بوجهه عن أخيه المظلوم فقتلت الصمت بداخلها.”
يكمل متحدثا ً عن اعتقاله الأوّل، “عندما خرجت من أقبيتهم الباهتة قبل أيام، أردت أن أضمها وأقول لها: شكراً من أعماقي لأنك لم تتركي زوجتي تقف وحيدة في مواجهة الألم، لكنهم سبقوني إليها وأخذوها... وسوف تعود الطفلة.”
و قد شاءت الصدف، أو تفاصيل أخرى غير الصدف، أن يتم اعتقال كلّ من رزان و حسين معا ً عندما داهمت قوات الأمن مقر المركز السوري للإعلام و حرية التعبيرالواقع في شارع 29 أيار في دمشق و اعتقلت كل من رزان و حسين و مدير المركز مازن درويش و زوجته يارا بدر و هنادي زحلوط وميادة خليل وثناء زيتاني وجوان فرسو وأيهم غزول وبسام الأحمد وعبد الرحمن حمادة ومنصور حميد وهاني الزيتاني و شادي يزبك، الأخير تمّ الإفراج عنه ُ في 12 آذار\مارس 2012. أمّا باقي الإناث فقد تم ّ الإفراج عنهنّ افراجا ً شكليّا ً بعد َ يومين من الإعتقال ( أي في 18 شباط\فبراير) على أن يراجعن َ فرع الأمن الجوي في دمشق بشكل ٍ يوميّ و من الثامنه صباحا ً حتّى الثالثة ظهراً .
من سخرية القدر أن تربح صفحة الحريّة لرزان الجائزة اليوم و رزان و أصدقائها و زملائها و الآلاف الأخرى من المعتقلين يقبعون خلف َ أبواب مغلقة تحاول اغتيال حريتهم، نعرف اسماء بعضهم و نجهل أسماء معظمهم. معتقلون من جميع الفئات العمرية و الاجتماعية و الثقافية في سوريا، منهم قد لا يمتلك مدونات أو صفحات خاصة بهم على فيس بوك ليسمعنا صوته أو نعرف عنهُ، هؤولاء هم القضية، هذه الفسيفساء من المجتمع السوري الذي يتمّ اعتقاله ُ هي التي تجعل من قضيّة أيّ معتقل معروف، قضيّة كلّ معتقل غير معروف.
من سخرية القدر أن تعلن الجائزة فوز الصفحة و رزان تجلس اليوم خلف َ قضبان ٍ تنتظر ُ استنئناف محاكمه عسكريّة لها و لعدد من زملائها و أصدقائها في المركز الإعلامي. لطالما كانت قضيّة رزان هي قضيّة كلّ مظلوم و لطالما كان هدفها بالحياه تحقيق العدل، لذا أعتقد بأنّ هذه الجائزة هي بدورها جزء من القضية، من قضيّة كلّ المعتقلين ابتداءً برزان و انتهاءً بالمعتقل المجهول الذي لا نعرف ُ عنه ُ شيئا ً.
الحريّة لرزان، الحريّة لمعتقلي المركز السوري للاعلام و حرية التعبير، الحرية لكل المعتقلين ، الحرية التعبير.
My problem with putting words into thoughts has been something I’ve been struggling with quite a lot lately. I remember when words were like a vivid dream to me; they’d shelter me from near madness, keep me focused and help me discover who I am. When I reached adolescence, music, specifically piano, helped me put my thoughts into words. I never cared about logistics of writing or how beautiful it sounded; I just wrote, wrote, and wrote. I was focused on cleansing my brain; writing was about me, till I discovered pain. I know that I’ve often written about this in previous blog posts, but I can’t seem to get over this one little thing.
Everyone has their pillar of reality, the one they’d all return to in case it all falls apart. My relationships with people I mostly cared about always spiralled back to their fascination of how beautifully written my words seemed to be. There was always one missing variable in that equation, however – my belief in myself.
It’s hard writing about this, I must admit with weary hopes. What’s even harder is admitting it. There’s this thing about wanting to be a perfectionist; it slowly eats you away. Kind of like when you smoke knowing with every breath you inhale, you’re killing your lungs, but you just don’t care about all these health ads, nicotine patches, and your friends telling you to quit anymore. You’ve grown immune to all these attempts to make you quit. Perfectionism is a cigarette that never seems to die out. It’s fueled by this insanity to defy all odds; this insanity is incurable, I’d like to believe we’re either born with it or not.
I’m not a smoker, nor am I advocating it as a habit. But I’m simply, beyond doubt, tired of feeling insufficient all the time. I hear people tell me nice things; I want to believe them, I do. I just can’t look at anything I’ve ever written or played to be any good at all. At times, I’d stay up just reading what I’ve written and dig through it for flaws. I find so many flaws. It’s depressing. I can’t even find the right words to express the amount of sadness I feel knowing I could do so much better, but here I am doing so much worse.
I wish I could go back to seventh grade. I wrote my first poem then. It was beyond lame. I remember being so happy about it. It was then that I started carrying a notebook wherever I went. I scribbled random thoughts here and there. I had a messy handwriting. It was my little pot of joy. I loved it. I recently went through the notebook and was taken by shock at how childish anything written in it is. But it made me so happy. I want to be happy about writing again.
Take me back to happy thoughts. Pain is ugly. I don’t want to become a bitter writer. All great writers of history had shady endings; they either committed suicide or vanished with mysterious reasons. I’m not comparing myself to them. I could never be that good. I just know that I’m living with the bitterness of a writer, and cursed with a black cat’s luck. There’s this unexplainable sadness within me that I can’t uncover. It’s consuming me. I’ve adapted to it. I don’t think about it anymore. I just let it grow like a cancerous tumor that consists of ill thoughts and voids. I’m okay. I’m losing my mind, but I’m okay.
عندما أعلنت سامسونج أمس عن هاتفها المُنتظر Galaxy S III اكتشفنا شيئاً مهماً: الجميع كان قبل الإعلان يتحدث عن الشاشة الأكبر، والذاكرة الأعلى، والكاميرا الأدق، والتصميم المميز … إلخ، وافترضنا بأن الجهاز سيحمل ببساطة واجهة TouchWiz التقليدية التي عودتنا عليها سامسونج مع نسخة أندرويد 4.0. لكن الشركة فاجأتنا بعدد كبير من الميزات البرمجية التي أضافتها فوق أندرويد كي تجعل تجربة استخدامه أسهل وأذكى. تقول سامسونج بأنها تريد تغيير الطريقة التي يتعامل بها البشر مع هواتفهم بحيث تصبح أقرب إلى البديهية.
في الواقع أعلنت سامسونج عن نسخة جديدة من واجهة TouchWiz تحمل إسم Nature UX وتقدم تصميماً مستوحى من الطبيعة، كما قالت بأن تصميم الجهاز وألوانه مستوحاة من الطبيعة وأطلقت على النسخة الزرقاء من الجهاز إسم Pebble Blue أي الأزرق المستحوى من شكل الحصى، و Marble White الأبيض الرخامي.
بعد أن تحدثنا سابقاً عن المواصفات العتادية للجهاز، ومررنا بشكل سريع على الميزات، سنقدم الآن مزيداً من التفصيل حول الميزات التي ستحصل عليها ضمن واجهة TouchWiz Nature UX في الجالاكسي الجديد:
S Voice هي تطوير على الأوامر الصوتية الافتراضية التي يقدمها أندرويد. على سبيل المثال تستطيع أن تأمر الهاتف بالقول wake up كي يقوم بتشغيل نفسه تلقائياً، وفي حال استيقظت صباحاً على صوت المنبه ورغبت بالنوم لبضعة دقائق أخرى تستطيع أن تأمره صوتياً بإطفاء المنبه لبضعة دقائق فقط. كما تستطيع الإجابة على الاتصالات أو رفضها، ورفع صوت الموسيقى أو خفضها أو إعطاء أمر للكاميرا بالتقاط صورة، كل ذلك عبر الاوامر الصوتية. يبدو بأن الأوامر الصوتية هنا تعمل في الخلفية بشكل دائم ولا تحتاج منك إلى تشغيل برنامج معين قبل استخدامها، وهو ما يُشاع بأن غوغل تعمل عليه لتوفيره في أندرويد لاحقاً بشكل افتراضي. لكن لا تقتصر S Voice على استقبال الأوامر وتنفيذها بل تستطيع الاستجابة صوتياً أيضاً إلى بعض الأوامر كمعرفة حالة الطقس والاتجاهات وغير ذلك بشكل مشابه لسيري في iPhone 4S، لكنها تتفوق على سيري وعلى أوامر أندرويد الصوتية الافتراضية كما ذكرنا بأنها تعمل دائماً في الخلفية وجاهزة لاستقبال الأوامر بشكل أكثر سهولة وأكثر (طبيعية).
تسمح هذه الميزة للمستخدم بربط وجوه الأشخاص في صوره بحساباتهم على الشبكات الاجتماعية، وبعد قيامك بربط الشخص بحسابه (على فيسبوك مثلاً) يستطيع الجهاز ومن خلال تقنية التعرف على الوجوه ربط صورهم الأخرى بحساباتهم تلقائياً، حيث تستطيع ومن خلال استعراض الصور مشاهدة آخر تحديثات الشخص أو الاتصال به بمجرد النقر على صورته في معرض الصور.
هل بدأت يوماً بكتابة رسالة لشخص ما ثم اكتشفت بأن الاتصال به أسهل وأسرع من متابعة الكتابة؟ في Galaxy S III يكفي أن ترفع الهاتف إلى أذنك وسيقوم الجهاز بالاتصال بنفس الشخص تلقائياً.
من أجمل ميزات الجهاز. جميعنا نستغرق أحياناً في القراءة لنكتشف بأنه حان وقت إطفاء الشاشة أوتوماتيكياً فتضطر إلى لمسها كي تمنعها من الخمول، لكن كاميرا Galaxy S III الأمامية ستُبقي عينها مفتوحة على عينيك، وعندما يعرف الجهاز بذكاء بأنك تقرأ كتاباً أو صفحة انترنت ستبقى الشاشة مُضاءة، وعند الانتهاء من القراءة لا داعي لإطفائها يدوياً، يكفي وضع الجهاز جانباً وسيتم إطفاء الشاشة تلقائياً.
التنبيه الذكي – كثيراً ما تترك الهاتف بمفرده وتنشغل بعمل آخر في غرفة أخرى وعند العودة إلى الهاتف عليك بالطبع تشغيله وتفحص التنبيهات لمشاهدة ما قد فاتك من اتصالات أو رسائل أو غير ذلك، لكن مع ميزة التنبيه الذكي لا داعي لتشغيل الهاتف وتفحص التنبيهات، إذ عند عودتك وبمجرد إمساكك للهاتف سيقوم الجهاز بإعطاء هزات خفيفة لإعلامك بوجود (أمور حصلت) أثناء غيابك، وإن لم يُعطك الهاتف ذلك التنبيه فلا داعي لتشغيل الشاشة لأن هذا يعني بأن شيئاً لم يحدث في غيابك.
إن كنت تذكر، فأندرويد 4.0 قدم ميزة Android Beam التي تسمح لهاتفين يحملان شريحة NFC بتبادل المعلومات بمجرد ملامستهما. لكن ميزة Beam تبقى محدودة بالنسبة للأشياء التي تستطيع نقلها بين الهاتفين بسبب محدودية NFC نفسها التي لا تنقل إلا كمية محدودة من المعلومات، وبالتالي فهي محصورة بمشاركة الروابط ومعلومات جهات الاتصال والمعلومات الصغيرة بشكل عام. لكن ماذا لو كنت تشاهد فيلماً عالي التحديد مخزناً على جهازك وأردت نقله كاملاً إلى جهاز آخر؟ هنا تأتي ميزة S Beam التي أبدعتها سامسونج وهي ميزة هجينة توظف كل من ميزة Beam الأساسية (الاعتماد على NFC) وميزة WiFi-Direct (لنقل الملفات). يكفي لمس جهازين يحملان S Beam لنقل الفيديو والصور والموسيقى وكل شيء وبسرعة عالية.
مجموعة من ميزات المشاركة التي تستفيد من خاصية DNLA و WiFi-Direct في الأجهزة المدعومة حيث يمكن بث الصور والفيديو والألعاب لاسلكياً إلى الشاشات الكبيرة. والوصول إلى الملفات عن بعد بين الأجهزة. وبفضل ميزة التعرف على الوجوه تستطيع بسهولة مشاركة الصور مع الأشخاص الظاهرين في الصورة بلمسة واحدة.
بفضل قوة المعالج رباعي النواة في Galaxy S III من السهل الآن مشاهدة فيديو عالي التحديد في نافذة منفصلة طافية فوق نافذة أخرى. على سبيل المثال يمكن متابعة مشاهدة الفيديو أثناء كتابتك لرسالة قصيرة أو لبريد الكتروني. ويمكن تحريك النافذة وتغيير حجمها بالشكل الأمثل.
تستطيع كاميرا الجهاز التقاط الصور المتتالية دون تأخير، حيث يمكن التقاط ثمانية صور متتالية في ضغطة زر واحدة ويقوم تطبيق الكاميرا بمعرفة الصورة الأفضل واختيارها لك تلقائياً.
هذه كانت أهم الميزات البرمجية للجهاز ولواجهة Nature UX. شاهد الفيديو التالي الذي تستعرض فيه الشركة أهم تلك الميزات وأخبرنا برأيك. هل نجحت سامسونج بإبهارك (برمجياً)، أم كنت تفضل الحصول على مواصفات عتادية أقوى (جسم مصنوع من المعدن أو السيراميك، كاميرا بدقة 12 ميغابيكسل .. الخ) بدل الحصول على هذه الميزات البرمجية التي يراها الكثير متميزة حقاً؟
Click here to view the embedded video.
[Samsung]
المفتش والباشا
محمد ذهني
لكل من قرأ مسرحية المفتش الكبير. وهي موجودة ضمن رواية الاخوة كارامازوف. أو مسرحية الباشا الكبير. أيضاً هذه موجودة ضمن رواية الكتاب الأسود لأورهان باموق. كل من قرأ أي المسرحيتين سيلاحظ أن موضوعهما هو رفض التدخل الأخلاقي (أو الديني) في أمور الحكم. وذلك من خلال رفض ظهور الشخصين اللذين ينتظرهما العالم أجمع- المسيح في مسرحية كارامازوف والمهدي المنتظر في المسرحية التركية. لماذا أذكر هذا الكلام؟ لأن مصر مقبلة على مرحلة خطرة إما تنجح فيها الثورة أو تفشل. ليس النجاح أو الفشل مرتبطاً بمن سيتولى الرئاسة. فهذا أمر مهم، لكن ما خفي كان أعظم. فعندنا مرشحو التيار الإسلامي والفلول ومرشحو الثورة . كل منهم يعد الشعب من خلال برامجه بتحقيق أولوياته. الطعام والمسكن والعلاج والعمل والتعليم والزواج وتطبيق الشريعة وتحقيق أهداف الثورة والأمن والاقتصاد ومنع الخمور وربا البنوك. كل ذاهب في اتجاه. لكن نجاح أي منهم في ما يريد سيرتبط بشيء واحد فقط. كيف سيقضي على خصومه. لا يفزعنكم كلامي فمصر الآن ليست تركيا ولا ماليزيا ولا حتى ايران. فهي ليست دولة لديها مشاكل سيحلها برنامج قوي والتزام ولا دولة قامت بها ثورة لم تبق ولا تذر. بل هي دولة تتصارع عليها الأمم والأحزاب والجماعات. دولة جعلت بعض من يتولى حكمها- وهم من استطاعوا إحداث تغيير فعلي- يسعى للقضاء على أعدائه ثم على أصدقائه ليصل لحكم مستقر “محمد علي- عبد الناصر- السادات” وما أشبه مصر الآن بمصر 1805 و1954 و1970 . نفس الأزمة والصراعات والمتطلبات.
المفتش الكبير والباشا الكبير وقبلهم نيقولا ماكيافيللي يتفقون على أشياء مثل أنك لن تستطيع أن تصبر على أعدائك ولا أن تقضي عليهم فرادى لأن الشعب ينتظر. الشعب لن يصبر عليك أن تقضي عليهم أولا ثم تلتفت له. الشعب يفزعه أن تفعل ذلك مرة فلا تفعلها عدة مرات. مرة واحدة تقضي على الجميع ثم تلتفت لشعبك أو لنفسك (على حسب). واتفق المفتش والباشا أن المسيح والمهدي سيفشلان لو حاولا أن يحكما الشعوب. لأنهما نظيفان. لأن الشعوب لا تريد الحب والعدل قدر الطعام والكرباج. لاحظ سيرة الأنبياء موسى والمسيح ومحمد. وكيف انقلبت الأحوال وضاعت شريعة السماء أمام أطماع الأرض حتى في وجودهم (موسى) أو بعد رحيلهم. لذا فالأفضل أن يظلا- المسيح والمهدي- رمزين أكثر منهما واقعاً. رموز يباع باسمهم كل شيء من صك الغفران لمستقبل البلاد.
نتفق جميعنا على اللاعبين الكبار في الانتخابات . مرشح الإخوان- مرشح التيار السلفي- مرشح العسكر- مرشحو الثورة. وكلنا نعرف بشبه يقين أن مرشح العسكر سيقضي على التيار الإسلامي والثوري والشعبي. وسيعيد الحال أسوأ مما كان عليه ليكرس لاستمرار حكم الطغيان. كما أن البعض منا متأكد أن الإسلاميين سيفعلون المثل فيطاردون منتقديهم بالحسبة والتكفير. وسيحاولون سد أفواه الشعب ببعض الإنجازات الوهمية- التي ستكون في الغالب مادية بدون أصول اقتصادية. وهو ما سيقضي عليهم. كما أن مرشحي الثورة سيحاولون تحقيق أهداف الثورة وتطبيق العدالة على أعداء الشعب بالقضاء والقانون وهو ما لن يتمكنوا منه إذا تركوا أعدائهم في سلام حتى تصدر الأحكام. لأن أعداءهم سيحولون بينهم وبين أي انجاز “أكبر مثال تاريخي هو حكم سلفادور الليندي القصير والجميل في شيلي” لذا – وللأسف- لو لم يتبع الفائز في انتخابات الرئاسة- ثوري أو إسلامي- الدرب الماكيافيللي سينتهي قبل أن يبدأ. عليه أن يعدم نزلاء طرة وذيولهم. أن يقضي على كبار العسكر. أن يطارد الفلول ويقضي على نفوذهم. أن يهادن الدول القوية. أن يضرب بسيفه على كل يد تحاول أن تفسد أو كل لسان يحرض. أن يحجم التيار المنافس له. كل هذا يجب أن يتم في الشهور الأولى بمباركة الشعب. وعليه أن ينسى العدل. حتى تنتهي تلك الفترة. وبعدها إما دكتاتور آخر أو….
في كل الأحاديث التي كانت ولا زالت تدور بيني وبين مختلف النشطاء والمتابعين للشأن السوري يكون السؤال الأهم…. أين هي دمشق من كل هذا الحراك الحاصل في سوريا؟ وهل دمشق تعيش حالة الثورة؟
يكاد الجميع يتفق أنه لو خرجت محافظات سوريا كلها ضد النظام بدون خروج مزلزل لدمشق فإن إحتمالات سقوط النظام تبقى ضعيفة جدا وأن الحسم لابد أن يكون في قلب العاصمة السورية وحدها لأنها مركز الثقل السياسي والمالي والتجاري وحتى الأمني.
وبالطبع لم يتوقع أحد أن تكون دمشق كعاصمة ومدينة بعيدة عن الثورة بالشكل الذي يتصوره البعض ولكنه واقع لابد لنا من النظر إليه وتحليلة والوقوف على أسبابه لنفهم جيدا ما الذي حدث في عاصمة السوريين.
وما سبق لا يغفل نهائيا الدور الذي تقوم به المجموعات الشبابية التي باتت تتحدى الأمن ورغبات عائلاتها في دمشق وتسعى لإشعال نار الثورة بشكل كامل في أقدم مدينة في التاريخ أو إنتفاض مناطق بدمشق كالميدان وكفرسوسه والشيخ محي الدين والقابون والمزه، إلا أن حجم التحرك يبقى ضعيفا نسبيا كما يرى الكثيرون وكما يتحدث البعض.
وأسباب عدم تحرك دمشق عديدة وليست محصورة في سبب أو إثنين، فدمشق 2011 ليست كتلك في سبعينيات القرن الماضي التي كانت تنتفض عن بكرة أبيها بمجرد صعود الشيخ حسن حبنكه على منبر المسجد الأموي داعيا الناس للإضراب فيلبوا النداء دونما تردد، فالوضع اليوم مختلف تماما وبالأخص بعد التغيرات الديموغرافية التي شهدتها دمشق من جهة تهجير سكانها إلى الريف بحثا عن سكن أمن وأرخص ليقدروا على إيواء أولادهم وبناتهم وتأمين مستقبلهم ليتمكنوا من الزواج، فتوزع الدمشقيين على مناطق داريا ودوما وحرستا وعربين وحمورية وجوبر وقدسيا ودمر والهامة ولم يعودوا هم الملاك الأصليين لبيوتات دمشق ومناطقها الداخلية من داخل السور وحتى مناطقها الحديثة والذي لا ينفي إستمرار وجود نسبة عالية من الدمشقيين داخل دمشق التي إستوطنها موظفوا الدولة من باقي المحافظات والذين كان أغلبهم من مؤيدي النظام ومنتفعيه وأعوانه ومسؤوليه وغيرهم، دونما أن نغفل إستمرار وجود حاجز الخوف من الموت والإعتقال اللذان لا يزالا يرافقان نسبة عالية من أهالي دمشق.
بالإضافة لما سبق يبقى لدينا مشاكل الثورة بحد ذاتها فالكثيرين في دمشق لم يقتنعوا بالثورة السورية لأسباب تتعلق بعدم وجود رؤية سياسية وإقتصادية لمرحلتي سقوط وما بعد النظام أو سوريا المستقبل، كما أن الثورة عادة تقوم على أهداف ومبادئ عامة لا تحيد عنها بأي شكل، أما الثورة السورية فقد غيرت جلدتها مرات كثيرة منذ إنطلاقتها، فمن ثورة سلمية مدنية مطالبة بالديموقراطية إلى ثورة مسلحة عسكرية تريد تطبيق النموذج الليبي في سوريا عن طريق إستجرار تدخلات عسكرية خارجية ومناطق عازلة ووصل الأمر بالبعض بطلب التحالف مع الشيطان لإسقاط النظام، ومن يعرف دمشق يعلم جيدا أن تلك الطلبات من المستحيل أن تلاقي قبول الدمشقيين.
وبالعودة لعقلية الدمشقيين فالجميع يعلم أنهم لا يتحركون ضمن خطوات طائشة وغير محددة وبأن تحرك دمشق وأهلها يعني ضرورة وجود إستراتيجيا وخطة واضحة المعالم والأفق والتي وللأسف وبعد 15 شهر على إنطلاق الثورة لم يستطع أحد أن يراها تلوح في الأفق لا من قريب ولا من بعيد.
يضاف لكل ما سبق الإنتشار الأمني الكثيف الذي يفرضه النظام ذاته على العاصمة وإنتشار الشبيحة وبسطات المخابرات كما أنه قد جهز خططه لمنع أي إعتصام أو محاولات عصيان جدية في العاصمة والتي رأينا ملامحها عندما تمت الدعوات مرارا للنزول لساحات العاصمة من ريف دمشق.
والسؤال الأهم كيف يمكن تحريك دمشق..؟ وهل دمشق مؤيدة للنظام…؟
إجابة السؤال الثاني بسيطة فالجواب بالطبع لا دمشق ليست مؤيدة للنظام ولكن لها طابعها وطريقتها الخاصة في التعامل مع مجريات الأحداث التي يجب أن نراعيها في تعاطينا مع ملف دمشق الثوري.
ونأتي هنا لجواب السؤال الأول… ألا وهو… كيف ستتحرك دمشق؟
بداية وقبل كل شيء وللتعاطي مع دمشق يجب أن يتم الإبتعاد كل البعد عن أي شكل من أشكال العسكرة فالدمشقيين هم مواطنون مدنيون بالدرجة الأولى والأخيرة ولا يمكن لهم أن يتقبلوا فكرة إطلاق النار داخل شوارع مدينتهم.
ثانيا: وفي طريق تحرك دمشق يجب الإبتعاد كل البعد عن كافة أشكال الفرض والإكراه فدمشق ليست من المدن التي تقبل أن يفرض عليها أحد شيء كالعلم والشعارات وطرق العمل فهي ذات طبيعة وديموغرافيا وعقلية مختلفة عن كافة مناطق سوريا ولذلك يجب أن يترك لدمشق أسلوب عملها والمساعده والمساهمة فيما تحتاجه دون الدخول في أساليب (المعلميه على بعض)،والقبول بأن تكون دمشق لها ثورتها الخاصة وأسلوبها الخاص البعيد كل البعد عن تجارب المدن والمحافظات الأخرى في سوريا.
ثالثا: يجب أن يكون ويبقى التحرك في دمشق سلمي مدني هادف قائم على أفكار وإبداعات ومبادئ عامة وإستراتيجية تؤخذ بعين الإعتبار أن الوضع السياسي والجيوسياسي والإقتصادي والثقافي لسوريا في المراحل الثلاثة (إسقاط النظام- المرحلة الإنتقالية- سوريا المستقبل).
رابعا: شكل وهيئة وصورة الثورة في دمشق والتي تتراوح في بعض مناطقها بين الإسلامية واليسارية والليبيرالية واللادينية والإلحادية, وهذا الوضع لا يساعد بأي شكل من الأشكال في توحيد صفوف الثورة وتحويلها لثورة شعبية شاملة قادرة على هز النظام، فالنظام السوري يعرف جيدا كيف يلعب على وتر تناقضات الثورة وخلافاتها، فسوريا هي بلد الجميع ليست إسلامية ولا إلحادية ولا مسيحية ،ولنتفق جميعا أن (عيسى نبي وموسى نبي ومحمد نبي وكل مين إلو نبي يصلي عليه ويلي ماعندو بني بدو كرامة الإنسان تكون محفوظة) إذا الثورة السورية ثورة مدنية شعبية لادينية ولا علمانية بل ثورة تبحث عن بناء وطن ديموقراطي عصري يحفظ كل السوريين فيه كرامتهم ويحققون فيه العدالة والمواطنة.
خامسا: البعد خلال ثورة دمشق كليا عن المواضيع الخلافية والشائكة وتلك التي تحتاج لنقاشات على مستوى وطني جامع ولا يحق لأحد إعطاء أي رأي فيها منفردا بل تحتاج لمجلس تأسيسي ونقاش يطال الملايين الثلاثة والعشرين السوريين كقضايا القوميات وشكل الدستور وهوية الدولة القادمة والعلم والشعار.ومن الواجب على الشارع أن يثبت فعلياً أن الإختلافات الموجودة لا تتعدى كونها خلافات فكرية ليست جوهرية في طريقة لنيل حريته وإستعادة كرامته المسلوبة منذ سنوات (على مبدأ الخلاف بالرأي لا يفسد للود قضية)
سادساً: ينبغي على دمشق وحراكها إفراز قياداته السياسية والثورية الخاصة من خلال النشطاء الفاعليين القادرين على وضع رؤى وتصورات سياسية.
سابعاً: عدم إستعجال أفكار العصيان المدني والإعتصامات والإضرابات في دمشق قبل التأكد كلياً من أن الشارع الدمشقي أصبح مهيئاً بالفعل لتلك المرحلة والتي تتوجب العمل الجاد ووضع الإستراتيجيات التي تكفل الوصول لتلك الأهداف وإعتماد مبدأ النفس الطويل دون التعجل.
وأعتقد أننا لو إستطعنا تحقيق هذه الشروط ووضعنا الخطط والأفكار اللزمة لذلك فنحن قادرين وحدنا على إسقاط النظام في دمشق والمدن السورية كافة دون الحاجة للجري خلف دول العالم وإستجدائهم للتدخل وإسقاط نظام لا يريدون أساسا له السقوط.
كما أعتقد أنه من الأفضل الإيمان بأن دمشق ستقوم بثورتها الخاصة في النهاية والتي ستكون متميزة وضمن السياق العام للثورة السورية، فلكل محافظة ومدينة ومنطقة طبيعتها وخصائصها التي تتفرد فيها عن باقي المناطق ومن الصعب تكرار تجربة درعا أو حمص أو إدلب في دمشق والتي في الأساس أثبتت أنها تجارب مختلفة عن بعضهم البعض.
فعلينا جميعا أن نتعاون لإنهاء الثورة السورية منتصرة لنستطيع أن نوقف القتل ونبني وطننا للجميع
وكما قال غاندي إحذر عند مقارعتك الوحوش أن تتحول لوحش مثلهم.
في سعيها نحو توفير كامل المزايا لهاتفها القادم، ومنافسة الهواتف القوية الأخرى، أعلنت Samsung أنها تعاقدت مع شركة مزامنة الملفات الشهيرة Dropbox لتوفير مساحة 50 جيجا لمستخدمي Galaxy S III القادم لمدة سنتين. حيث سيأتي التطبيق مدمجاً مع النظام منذ البداية. بذلك توفر Samsung على مستخدمي هاتفها الجديد مبلغ 200 دولار هي قيمة خطة 50 جيجا لمدة سنتين من Dropbox، لمن يستخدمه طبعاً.
وقد قامت HTC من قبل بالتعاقد مع Dropbox لتوفير 25 جيجا لمستخدمي هواتف HTC One، غير أن Samsung قدمت لمستخدميها حجماً مضاعفاً (50 بدلاً من 25).
ولمن لا يعرف Dropbox فهي من أشهر خدمات مزامنة الملفات والنسخ الاحتياطي لها، حيث تمكنك من تخزين ملفاتك في خدمتها ثم الوصول إليها من حاسوبك، هاتفك، أو من موقع Dropbox، فتبقى ملفاتك معك أينما كنت. كما تضمن عدم ضياع ملفاتك في حال تلف حاسبك لسبب ما.
يذكر أن Google أطلقت خدمة مشابهة لـDropbox تدعى Google Drive تجدون تفاصيله هنا.
[engadget]
حتى لا يجافي الخير و الحب أرواحنا يجب أن يكون فيها طفلُ صغير ليمنحنا و لو فرصة صغيرة لنتحرر من القبح و نصبح أكثر نقاء ….. أسامة
لنرحل معهم في حديث من نقاء
و بعدها لنسأل أنفسنا ؟؟؟؟؟
هل في قلوبنا مساحة من بياض
لنرحل مع عبق نظراتهم
و طهرِ أفعالهم
هل ما زال في أروحنا بعض نقاء
تتكئ عليه
لنتعلم أبجدية الطهر
و الحب و العطاء
و هنا للمحبة فلسفة
عصيّةٌ على الوصف
و أسأل الله أن تبقى قلوبكم مفعمة بنقاء الطفولة و بالياسمين حكماً
لتصبح الحياة أجمل
أسامة
أحمد الشامي
——————
السيد “نوفل معروف الدواليبي” يصر على استعمال اسمه الثلاثي على الدوام. معه حق، فهو معروف أساساً باسم أبيه، آخر رئيس وزراء لسوريا قبل حكم البعث. السيد “معروف الدواليبي” غادر الحكم بسلام ٳلى السعودية دون أن يكلف نفسه عناء مقاومة ما سيصبح “احتلالاً” بعثياً ثم أسدياً لبلده اﻷصلي. سيعود السيد “معروف الدواليبي” لزيارة سوريا لكن تحت جنح الظلام وبصفته مستشاراً خاصاً للملك السعودي.
لا نعرف بماذا أشار السيد “معروف الدواليبي” “رحمه الله” على العاهل السعودي، على كل حال لم تكن استشاراته في صالح الحرية في سوريا ولا في صالح قضية الشعب السوري. اﻷكيد أن عمله الاستشاري هذا كان في صالحه شخصياً هو وابنه من بعده بدليل الثراء الفاحش للرجل والذي لم يفد الثورة السورية بشيء على حد علمنا.
لا ننسى أن نظام اﻷسد اﻷب كان حتى وقت ليس بالبعيد، أحد أقرب أصدقاء المملكة السعودية، أكثر حتى من النظام الديمقراطي السوري اﻷعرج قبل الوحدة وبعد الانفصال. ربما كانت نصائح السيد “معروف” مفيدة في تمتين هذه الصداقة وٳصلاحها خاصة حين سفك حافظ اﻷسد دم أهل حلب مدينة مولده وأتبعه باستباحة حماه عام 1982.
السيد “نوفل الدواليبي” لا يقبل أن يكون عضوا عادياً في معارضة ما ولا حتى في المجلس الوطني الكسيح، فهو يقفز فوراً لرئاسة الوزارة قبل أن تنجح الثورة وقبل حتى أن يشهر معارضته ودون أن يبذل جهداً ثورياً غير التنطع لقيادة ثورة سوريا من الخارج. ما الغريب في اﻷمر ؟ ألم يصبح ابن الرئيس اﻷسد رئيساً بالوراثة ؟ ألم تصبح ابنة سفير سوريا في فرنسا سفيرة هناك ؟ ما الخطل ٳذاً في أن يصبح ابن رئيس الوزارة اﻷخير رئيس وزراء و “ما حدا أحسن من حدا…”؟.
البعض يجادل أن السيد “نوفل” لا يعدو كونه واجهة للتدخل السعودي في الشؤون السورية وطريقة ﻹيصال الدعم للثوار دون “توريط” المملكة، لا سمح له، فيما تكره مثل الدفاع عن الديمقراطية وحرية السوريين ودعم حركة تحرير تهدف لتخليص سوريا من حكم وراثي احتلالي قاتل. أكثر من ذلك، يذهب البعض ٳلى تشبيه السيد ” نوفل الدواليبي” بالراحل الشهيد “رفيق الحريري”.
رغم المآخذ الكثيرة التي للبعض على الرئيس الشهيد، خاصة كرجل أعمال استفاد من ٳعادة ٳعمار بيروت لحسابه، ٳلا أن في المقارنة غبن واضح للرئيس الحريري الذي أقام امبراطورية ٳعلامية بماله الخاص، سخرها للدفاع عن قضية لبنان واللبنانيين بكل طوائفهم، وهي تساهم اليوم بكشف مجازر اﻷسد في سوريا وأفعال أزلامه في لبنان. الرئيس الحريري عاد ٳلى لبنان ولم يغادره وعارض اﻷسد من بيته في قريطم ودفع الثمن غالياً جداً.
نحن لا ندعو السيد “نوفل” للانتحار عن طريق العودة لحضن اﻷسد، لكن الحريري بدأ بتقديم المنح لطلاب لبنان بكل مذاهبهم وأقام أعمالاً خيرية في بلده وقدم ماله، ثم دمه، رخيصاً لبلده، فاستحق لقب “الشهيد” ( الذي لا نتمناه للسيد نوفل ولا لغيره) وكل الاحترام حتى ممن خاصموه أثناء حياته.
هلا اقتدى السيد “نوفل” بالسيد “غسان عبود” وأمثاله من السوريين المقتدرين الذين سخروا وقتهم ومالهم دون ضجيج لخدمة الثورة بكل أطيافها، وقت راهن الجميع “أنها أزمة وخلصت”. السيد “عبود” رجل اﻷعمال العصامي سخر موارد قناة “اورينت” لنشر أخبار الثورة ولولاه لكان السوريون في أوربا مضطرين لمتابعة أخبار بلدهم على الانترنيت حصرا أو عبر قنوات الجزيرة والعربية التي تسبح بحمد دول بعينها وترفع من شأن زعماء معينين حتى لو لم يفعل هؤلاء شيئاً يذكر من أجل سوريا والسوريين. السيد “عبود” لم يتنطع للتفاوض مع ٳسرائيل، مع ٳيماننا أن هذا التفاوض لا بد منه يوماً، ولا هو نصب نفسه ناطقاً باسم الثورة ولا حتى مستوزراً في حكومة ظل لسوريا الجديدة.
ٳن كان السيد الدواليبي فعلاً ممثلاً للمصالح السعودية فهذا لا يبشر بخير بل ويدل على رداءة في اﻷداء السعودي الغيراحترافي في اﻷزمة. تبدو السعودية وقد تجاوزتها المأساة السورية مثلما كان الحال بعد انتهاء الحرب العراقية اﻹيرانية، حيث عجز السعوديون عن احتواء الموقف وقادوا الخلاف بين العراق والكويت ٳلى نهايته المأساوية المعروفة.
بعدما أتحفنا ٳخوتنا السعوديون بالدعاء و بالخطابات الحارة وبالدعم اللفظي و”باقتراح” تسليح الجيش الحر، انتهى بهم اﻷمر على ما يبدو ٳلى حكومة ظل تزيد من اضطراب الصورة ومن التشتت على الساحة السورية. أخشى ما نخشاه هو أن يكون هناك من “أشار” على الحكومة السعودية ونصحها بتقليد “حافظ اﻷسد” وموقفه من الثورة الفلسطينية !
لم يكن هناك من هو أكثر حرارة في الدفاع عن فلسطين والثورة الفلسطينية وفي المطالبة بالتحرير وفي مقاطعة كل من يتهاون في أمر الكفاح المسلح، من اﻷسد ونظامه، في نفس الوقت نعلم جميعاً ما كان يكنه اﻷسد من “مودة” للثورة الفلسطينية التي طعنها في الظهر وآذاها ربما أكثر من اﻹسرائيليين أنفسهم.
في هذا السياق نأمل أن لا تكون حكومة الظل بقيادة السيد نوفل الدواليبي نسخة سعودية عن “فتح – الانتفاضة” ﻷصحابها أبو موسى وأبو خالد العملة…
ليس السيد الدواليبي وحده من أقام “دكاناً” ثورياً، فآخرون غيره فعلوا نفس الشيء، منهم عسكريون يبحثون عن عمليات لكي يصدروا بيانات بها ! وهم في معسكرات لجوئهم آمنون. لهؤلاء أيضاً نذكر أن مكان العسكري هو على جبهة القتال وليس خارج أرض المعركة، فالكلمة اﻷخيرة هي للمقاتلين على اﻷرض ولمن يقود و يرسم الخطط ويتصل بالوحدات المقاتلة مباشرة. هنا أيضاً لا أحد يدعو قيادات الجيش الحر للانتحار مثل الشهيد “الهرموش” ولكن على اﻷقل للتواضع وللاعتراف بأن “من يأكل العصي ليس كمن يعدها”.
نعم، هناك ضرورة للٳمداد وللتواصل مع الخارج ولتنسيق المواقف، لكن هذه مهمات مدنية أساساً في غياب قواعد خلفية عسكرية. بالنسبة للثورة، قيادة الجيش الحر يجب أن تكون في الداخل وتراتبيته لا يجوز لها أن تتبع نظام الرتب والترفيعات الآلية الذي وضعه نظام اﻷسد. نظام الرتب والقيادة في الجيش الحر يجب أن يخضع لمعايير الكفاءة والاستقامة والشجاعة والتضحية في سبيل الوطن، مثل أي جيش يحترم نفسه، وليس مثل “حماة ديار اﻷسد”.
هناك مثال لحركة عنصرية نجحت في ظروف صعبة وانتصرت على عدة جيوش عربية عام 1948، هي الحركة الصهيونية، وقديما قيل “اعرف عدوك”. لا أحد يقارن الثورة السورية بالحركة الصهيونية، لكن ٳذا تمكنت حركة عنصرية من النجاح فلماذا لا تنجح ثورة عظيمة كالثورة السورية ؟ ما المانع من أن نتعلم من نجاحات عدونا ؟ ما الذي يفرض علينا أن لا نستعمل طرقاً ووسائل ثبتت نجاعتها لدى عدونا ؟ هذا لن يجعل من سوريا وثورتها نظيراً ﻹسرائيل، لكن لنكن منطقيين : هل ٳذا كانت ٳسرائيل عقلانية ينبغي علينا أن نكون مجانين ؟! ٳذا كانت ٳسرائيل دولة تعمل وفق منطق عملي وواقعي هل يجب علينا أن نكون حالمين ومثاليين ؟
لننس المثال الصهيوني، ولنأخذ المثال الايرلندي أو الجنوب أفريقي أو أو…
اﻷمثلة التي نجحت في تحولها الديمقراطي وفي بناء دولتها عملت وفق محورين : اﻷول هو اﻹطار السياسي وهو ٳطار سياسي غير مؤدلج.. بمعنى أن لا بعد ايديولوجيا لهذا اﻹطار السياسي الجامع. كل الاتجاهات حتى الأقلوية منها لها الحق أن تتمثل في مجلس تأسيسي أو جمعية عامة دائمة الانعقاد ومفتوحة لكل المعارضين أو المقاومين دون استثناء أو تخوين. عن هذه الجمعية ينبثق، وفق ممارسة ديمقراطية شفافة وتوافقية، مكتب تنفيذي أو قيادة يعاد انتخابها وتغييرها دورياً بحسب أدائها. خارج هذا اﻹطار المفتوح لا أحد يحق له العمل بشكل مستقل، يكفي المرء أن ينضم لهذا اﻹطار المفتوح للجميع ويعبر عن رأيه أياً كان بحرية ويطرح مواقفه للتصويت فٳن نالت الموافقة صارت موقفاً موحداً ملزماً للجميع.
المكتب التنفيذي وحده له السيادة على الذراع المسلح التابع للقيادة المدنية المنتخبة. الجناح المسلح له قيادة على اﻷرض وممثل أو أكثر في المكتب التنفيذي. حين تتخذ القيادة السياسية قراراً فعلى الجناح المسلح التنفيذ.
الجناح المسلح له الحق باختيار رجاله وعملياته وطرق تنفيذها بما يحقق المهمة التي كلفه بها القادة السياسيون مع ٳبداء رأيه للقيادة التي عليها أن تأخذ بالحسبان حدود قدرات الجناح المسلح وضروراته التكتيكية.
خارج هذا اﻹطار الواضح يكون كل عمل مهما كانت دوافعه نبيلة، مبادرة فردية هي، في أحسن اﻷحوال غير مجدية، بل قد تكون مؤذية وكل من يخرج عن اﻹطار التمثيلي الجامع هو في التقييم اﻷخير: “صاحب دكان”.
في النهاية، نعود ٳلى المجلس الوطني السوري وأدائه المزري واللاديمقراطي الذي يشجع على تجاوزه وعلى اعتباره، في أسوأ اﻷحوال “عقبة” في طريق العمل الجماعي السوري وفي أحسنها “دكاناً” ثورياً برعاية تركية قطرية ﻷصحابه من جماعة اﻹخوان المسلمين…
أحمد الشامي
http://www.elaphblog.com/shamblog
ahmadshami29@yahoo.com
نشرت في بيروت اوبسرفرالخميس 3 أيار 2012
http://beirutobserver.com/index.php?option=com_content&view=article&id=75344:chami&catid=39:features
اليوم شفت على أحد صفحات الثورة لافتة كتبها أهالي دوما الصامدة تقول: “كل دين غير الاسلام باطل وكل هدي غير القرآن ضلالة”
من بعد التحية والاحترام لاخوتنا في دوما والصفحة اللي عرضت اللوحة بس بصراحة انحرق دمي.. يعني عم ننادي بثورة للحرية ولا بالجنة؟!! وبكل الأحوال الله سبحانه وتعالى عارف خفايا القلوب… لكن استناداً لكلامكن هل يصح القول؟
أنّ:
البوطي شيخ مسلم حق والاب باولو داليليو ضلالة
الحلبي اللي عم يمول النظام مسلم حق والعم ابو وليم الحمصي الصامد ضلالة
الشب اللي عم يشوف الظلم وساكت مسلم وحق ويارا شماس ضلالة
زهير عبد الكريم مسلم حق ومي سكاف ضلالة
ابواق النظام مسلمون فهم على حق وجورج صبرة ضلالة
اللي بيشتغلوا مع الاعلام الكاذب هم مسلمون حق والصحفيين الاجانب اللي خاطروا بحياتهم ومنهم من مات هم أيضاً ضلالة…
أنا اللي انحرق دمي… بكيت ايام وليال على شهداء ثورتنا… رفعت الصلوات… أقمت الصيام… كتبت مقالات… تبرعت بما استطعت… تخليت عن كثير من الأصدقاء لمواقفهم المخزية من الثورة… وبحس بالذنب لأني ماعم يطلع بإيدي أعمل أكتر من هيك ومتلي كتير…
من أكون أنا يا أحرار دوما؟؟ بنظركم عند رب العالمين .. ضلالة؟؟
—————————
Queen
إذا فشلت خطة المبعوث الدولي للأمم المتحدة إلى سوريا فما هي الخطة القادمة؟
لماذا لا يريد العالم أن يعترف بفشل خطة عنان؟ يقول أحمد فوزي المتحدث باسم عنان أن هناك مؤشرات بسيطة على تقدم خطة عنان. وأن مدى نجاحها في دعم الدول لها . ماذا يقصدون بمؤشرات بسيطة؟ أيذرون الرماد في العيون؟
يلمحون إلى أن الخطة ناجحة ولكنها يجب أن تحظى بدعم الدول اجمع؟ كيف ستحظى وهم متأكدون من عدم تحقق هذا الشرط. فروسيا والصين متمسكتان بحق الفيتو لدعم نظام الأسد. وفي حالة مصر أعلنت الإدارة الأميركية أن على مبارك وهو صديق إسرائيل ورجل السلام العالمي, الرحيل بعد سبعة عشر يوما من الثورة .أما هنا فالمسألة مختلفة نماما.
وهناك تساؤل آخر؟ ماذا لونجحت الخطة؟ هل ستذهب دماء الشهداء التي سفكت وأعراض النساء التي انتهكت والأموال والممتلكات التي نهبت هكذا فداء للأسد وعائلته ومن يحكم معه البلد؟ كيف يحكمون على شخص أنه مجرم ثم يعيدون القول ببرائته؟ هل المسالة تحتمل ان نلعب لعبة القطة والفأر أم ماذا؟ فبعد أكثر من مضي عام على بدء الثورة يتغير الموقف الأمريكي ما بين جذب وشد. فتارة تشتد اللهجة ومن ثم ما تلبث إلا أن تعود إلى عبارات الرضى والتفاؤل بإيجابية النظام وتجاوبه مع الموقف الدولي وهو الذي لم يغير شيئا من موقفه منذ اليوم الأول للثورة وحتى هذه اللحظة. فيتعلل بعدم وقف النار في مواجهة الإرهابيين والسلفيين والعملاء والخونة والأجراميين.
ويتعامون عن أن بشار الأ سد مجرم حرب وأن المشكلة الحقيقية في سوريا هي أن :الشعب لا يريد بشار الأسد وأنه يريد إسقاط النظام وإعدام الرئيس.. كم سنحتاج من الوقت والقتل والدماء حتى يستطيع العالم الاعتراف بهذه الحقيقة؟
وتدور الدائرة من جديد.. مهل أخرى و مماطلات ومفاوضات وشجب واستنكار ولكن دون جدوى . لا يدفع الثمن سوى الشعب السوري والمستفيد الوحيد منها هم تجار الشعب الذين يبيعون السلاح بالدماء. ولكن في النهاية لن يصح إلا الصحيح وهو ما قاله الشعب في ثورته: بأنه أراد الحياة الكريمة فلا بد أن يستجيب له القدر بإذن الله شاء من شاء وأبى من أبى ولكن كل شيء عند الله مقدر ومحتوم وليوفي الصابرون أجرهم بغير حساب.
مع تحيات أم حمزة
عرض الصيف
ريحوني وأرتاحوا زكاتكم
———————————-
مراحل إسقاط النظام بيد روسيا كالتالي
——————————–
الفرق بين أيامنا و شهور النظام و سنين الظلم
حر ولكن
قامت فيسبوك اليوم بإصدار تحديثين لكل من تطبيق Facebook وFacebook Messenger. تحديث فيسبوك يأتي بعد أيام من التحديث الأخير الذي أثار استياء المستخدمين بسبب إضافته لاختصارين إضافيين ضمن قائمة التطبيقات، الأول اختصار للكاميرا الذي يسمح بالتقاط صورة ومشاركتها مباشرةً على فيسبوك والثاني اختصار للدخول إلى الدردشة. ولأن أحداً لا يحب الاختصارات الإضافية التي تزيد من عدد الأيقونات دونما داعٍ يأتي التحديث الأخير إلى النسخة رقم 1.9.2 ليلغي هذا الخاصية.
أما تحديث فيسبوك مسنجر فهو تحديث أكثر أهمية، إذ أصبح بإمكان المستخدم أن يعرف الآن من قرأ رسائله ومن لم يقرأها، كما تم تسهيل عملية الدردشة الجماعية ضمن المجموعات ومشاهدة جهات الاتصال سواء كانت متصلة عن طريق الويب أو عبر الهاتف.
ميزة أخرى تم ذكرها ضمن التحديث وهي إمكانية إرسال رسائل SMS المجانية للأصدقاء، لكن شرح الميزة في متجر غوغل بلاي غامض بعض الشيء، على ما يبدو يقوم التطبيق بإرسال تنبيه عبر SMS بالرسائل التي ترسلها للأشخاص الذين لا يستخدمون التطبيق على هواتفهم (لكنهم ضمن قائمة أصدقاءك). لكنهم يجب أن يقوموا أولاً بتفعيل هذه الميزة (استقبال الرسائل إلى هواتفهم) من ضمن صفحة الإعدادات الخاصة بهم. لا أعتقد أنها مفيدة جداً بهذا الشكل لكن على أية حال تستطيع تحميل التحديثَين بالطرق التالية:
Facebook: متجر غوغل بلاي – رابط apk – الويدجت:
Facebook Messenger: متجر غوغل بلاي – رابط apk – الويدجت:
أنطاكيا – زين نشار
«شهد» عمرها 5 سنوات، رسمت عمرها على أصابعها الصغيرة. تطلّ وتختفي خلف أعضاء لجنة إدارة مخيم التانوز في محافظة هاتاي جنوب تركيا. جاءت أمها بحثاً عنها لتجدها كالعادة منذ عام على باب المخيم حيث تفضل قضاء الوقت باستقبال زوار المخيم وتوديعهم، وعندما تسألها إن كانت تذهب إلى المدرسة تهزّ رأسها بعنف نافية… «مدرستي بالضيعة».
مع مرور ما يزيد عن العام على انطلاقة الانتفاضة واستمرار وتيرة العنف في المدن والبلدات السورية، يبدو عدد النازحين السوريين عبر الحدود السورية – التركية مرشحاً للارتفاع في شكل كبير إذ تشير آخر الإحصاءات إلى أن عدد الذين فروا إلى المخيمات التركية بلغ في نيسان (أبريل) 2012 ما يقارب الـ24000 نازح، جاء معظمهم من محافظة إدلب وريفها وبخاصة منطقتي جسر الشغور وجبل الزاوية اللتين شهدتا اقتحامات متكررة لأجهزة الأمن والجيش، هذا إضافة إلى نازحين من محافظتي اللاذقية وريف حلب. كما يوجد ما يقارب الـ4000 آلاف نازح غير مسجلين منتشرين ضمن شقق سكنية في مدينة أنطاكية ولا تشملهم المساعدات التي توفرها الحكومة التركية.
يتوزع النازحون على 7 مخيمات أقامتها الحكومة التركية على امتداد الحدود التركية – السورية ضمن إقليم هاتاي ويضم مخيم التانوز (600 نازح) ومخيم الريحانية (800 نازح) ومخيم يلداجي (2800 نازح) وهنالك مخيم بخشين، ومخيم كلس في إقليم غازي عنتاب وهو يعتبر الأحدث نسبياً ويوفر شروط معيشية أفضل، بحيث يضم 2060 وحدة سكنية مسبقة الصنع، عملت الحكومة التركية على نقل جزء كبير من النازحين إليها، ويؤوي حالياً ما يقارب 9500 نازح، ومخيم الإصلاحية والذي يعتبر الأسوأ ويضم 6000 نازح.
استقبلتنا مجموعة من السيدات في إحدى الخيم الصغيرة البيضاء المعدة لاحتواء عائلة من 6 أشخاص وجلسنا على الأرض. قالت إحداهن: «خلال فصل الشتاء كانت الأوضاع سيئة للغاية، الممرات بين الخيم أصبحت موحلة وانهارت الخيم على رؤوسنا بفعل الثلج وكثير من الأطفال أصيب بالمرض». أضافت «لكن الأحوال أفضل نسبياً الآن مع وجود الكهرباء والتدفئة». السيدات معظمهن خرجن مع عائلاتهن من جسر الشغور هرباً من الجيش الذي اجتاح بيوتهم. قالت السيدة «خرجنا بما علينا، لم نحمل سوى أوراقنا الشخصية، وصك ملكية منزل أو أرض وبعض الحلي الذهبية. في البداية كان النزوح ضمن مجموعات باتجاه الحدود حيث يتم نقل النساء والأطفال على دفعات حتى يتم تجميع أفراد العائلة كافة ومن ثم يتم الانتقال إلى الطرف الآخر من الحدود مشياً».
مريم أم لستة أطفال، زوجها مدرّس، اضطروا إلى الهروب لأن الأمن كان يبحث عنه لمشاركته في التظاهرات، تقول «جاءتنا الأخبار أن الجيش قد اقتحم منزلنا وحطم كل شيء» وتزيد «الأغراض ليست مشكلة، يمكن تعويضها، لكن الحمدالله لم يستولوا على المنزل، سمعنا عن عائلات أخرى، استولى الأمن على منازلها».
الحالة النفسية للنازحين في شكل عام جيدة، هناك شعور بالاعتزاز وبأنهم يشاركون في بناء مرحلة جديدة، معظم أحاديثهم تدور حول المستقبل وعن استكمال حياتهم بعد العودة وعن أن حياة المخيم هي مجرد فترة موقتة ستنتهي قريباً.
ولكن هذا التفاؤل يصطدم برتابة واقع الحياة داخل المخيم، الجميع من دون استثناء يشكو من الفراغ وعدم وجود أية نشاطات لتمضية الساعات الطويلة. في كثير من الأحيان تتطور النقاشات إلى حالات شجار للتنفيس، تضطر معه إدارة المخيم للتدخل.
حتى هذه اللحظة تتولى الحكومة التركية تأمين الاحتياجات الأساسية كافة للنازحين وترفض إشراك المنظمات غير الحكومية وهيئات الأمم المتحدة في إدارة شؤون المخيمات. النازحين بمعظهم يشعرون بالامتنان للحكومة التركية على جهودها في مساعدتهم ولكن ذلك لم يمنعهم من الإشارة إلى وجود تقصير في كثير من المجالات ورغبتهم في أن يتم إشراكهم في تحسين شروط الحياة.
السيدة صديقة حجازي، 45 عاماً، خرّيجة جامعة حلب ومدرّسة فيزياء وكيمياء تقول: «الجميع يدرك بأن هناك ثمناً للحرية وأن هذه الظروف موقتة وسنعود قريباً إلى منازلنا ولكن بانتظار أن يتحقق ذلك نريد أن نشرف على إدارة حياتنا. هناك لجنة منتخبة من قبلنا مفوضة بإدارة أمور المخيم مع الجانب التركي لكن الأمر لا يقتصر على الطعام والمأوى، معظمنا كان يعمل في سورية والآن نجلس طوال اليوم بانتظار موعد توزيع الوجبات».
رامي سليمان 34 عاماً، ناشط لجأ إلى تركيا منذ حزيران (يونيو) 2011 ويقيم في أنطاكية، يعمل بصورة وثيقة مع النازحين والجمعيات الأهلية التركية على تأسيس ورشات صغيرة للخياطة والتطريز في ثلاثة مخيمات على أن يتم تقسيم المردود المادي على العاملات ويُخصص جزء منه لصندوق مشترك يصرف لتحسين أوضاع اللاجئين في شكل عام.
ومع وجود أعداد كبيرة من الأطفال من مختلف الأعمار، تقول السيدة حجازي «لا بد من الاهتمام بتعليمهم بصورة جدية. ليس من المنصف أن يفقدوا عاماً دراسياً كاملاً بانتظار أن يسقط النظام ويعودوا إلى مدارسهم. هناك عدد لا بأس به من المعلمات للمواد كافة بيننا» وأشارت إلى جارتها وتابعت: «السيدة شفيقة مدرّسة ابتدائية من اللاذقية، يمكننا أن نقسم الأطفال بحسب فئاتهم العمرية و نشرف على تعليمهم إذا توافر لنا المكان ومستلزمات الدراسة. المدرسة التي أقامتها إدارة المخيم تهتم فقط بتعليم اللغة التركية والرياضيات ومواد أخرى كالموسيقى، الرسم والحاسوب ولكن الأطفال سرعان ما فقدوا اهتمامهم بها لأن لا أحد من أفراد عائلاتهم يتكلم التركية».
ولا تقتصر المشكلة على انقطاع الأطفال عن التعليم فحسب بل تمتد لتشمل الأولاد الأكبر سناً ممن كانوا يستعدون للتقدم إلى شهادة الثانوية العامة التي تؤهلهم لدخول الجامعة التي طالما حلموا بها والتي تبدو وكأنها تبخرت أو على الأقل تأجلت إلى أمد غير محدد. تقول فاطمة وهي صبية في السابعة عشرة من عمرها: «في تموز الماضي كان من المفترض أن أتقدم لامتحان الثانوية العامة، ولكنني لم أتمكن من ذلك لأننا اضطررنا للهرب من العنف، كنت أريد أن أدرس علم النفس».
حالياً فاطمة تمضي أيامها جالسة في خيمتها الصغيرة أو تمشي إلى أطراف المخيم الذي يبعد بضعة أمتار فقط عن الحدود.
لا يبدو أن حاجز اللغة يقف عائقاً خصوصاً في الأمور البسيطة واليومية، إلا أن الموضوع يتحول إلى ضرورة حيوية بالنسبة لكثيرين ممن اضطروا إلى الاستعانة بالخدمات الطبية التي تؤمنها إدارة المخيم، فعلى رغم تكفل الحكومة التركية بالتكاليف الطبية كافة للنازحين إلا أن عدم توافر أشخاص يتقنون اللغتين العربية والتركية وبعدد كاف في جميع المخيمات، يؤدي في كثير من الأحيان إلى سوء في التشخيص وبالتالي في وصف العلاج. وفي الوقت الحالي يقوم الكثير من الأطباء السوريين المقيمين في دول الاغتراب وعلى وجه الخصوص المقيمين في دول الخليج العربي بالتطوع للإشراف على بعض الحالات بحسب الاختصاص.
يجمع اللاجئون على أنه مـهمـا تحـسـنت شـروط الحـياة أو الـخدمات، إلا أن الـمـخيم محـطة موقتة بانتظار انتهاء الأزمة أو تحـسن الوضع الأمني بما يسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم وقراهم، أبو محمد يـقول «نـريد أن نـعود لـنحـصي شـهداءنـا ونـحزن ومن ثم لنـبني ما تهدم ونكمل حياتنا من حيث توقفت».