View Original
View Original
شباب تنسيقية مصياف
—————————
على السفح الشرقي لذاك الجبل الوادع يستيقظ الناس في صباحات مصياف ليحلموا بالحب و بالخبز الطري و بأن يكون غدهم أجمل و أن يقضوا أوقاتهم مع أصدقائهم أكثر ما يستطيعون، و أن يمضوا مع عائلاتهم إلى الجبال القريبة و إلى كروم العنب و التين لجمع قطافهم …زيتون الشتاء و زيت زعترهم و تينهم اليابس ، يحيون وقفة الأعياد مع الأصدقاء حتى الفجر في سوق مصياف القديم لشراء ملابسهم و فرحة أطفالهم ، في مصياف، و في مصياف وحدها، يكون أحدهم على المذهب السني و أخ له على المذهب الشيعي و ابن عمهما شيوعي فلا عجب فكلهم يغني على ليلى الحق و الحرية ، يصادق المصيافي العلويَ و الدرزيَ و المسيحيَ… يدعوهم لمصياف و لبيته و لطعامه و يتسامرون بالحديث ولعب الورق ، يأتي إليها الغريب معلماً أو موظفاً في بداية شبابه فيستوطن فيها و لا يبدلها فيصبح منها و إليها ومن صلبها و يكنى باسمها ، في هذه المدينة الصغيرة التي جمعت كل الناس بمختلف مذاهبهم و أفكارهم و أديانهم يعيش الناس بكل وئام بغض النظر عن أي اعتقاد ، تحفهم مسحة فقر تقليدي تجبلهم بالطيبة و البساطة و تملؤهم عنفواناً و كبرياء ، يحبون الحرية و يطلبونها لهم و لغيرهم، عندما بدأ الربيع في دمشق 2001 هرعوا إليه و لكن سرعان ما ذبلت أزهاره و تجمدت عروقه ليدخلوا مع وطنهم في شتاء طويل ، انتفضوا مجدداً في ربيع 2005 انتصاراً لكرامتهم و مظلوميتهم فخرجت مصياف بأسرها متظاهرة متضامنة مطالبة بالوحدة الوطنية و بمساواتهم بالآخرين و برفع الغبن عنهم و حفظ كرامتهم الوطنية، فتم استرضاء خواطرهم من باب الحفاظ على السلم الأهلي و الوحدة الوطنية و العيش المشترك و مواجهة المؤامرة الخارجية المتربصة بوطنهم فما ترددت ضمائرهم و طيبتهم بالاستجابة لتعود مصياف ألى شتائها السوري الطويل، ست سنوات مرت و لكن الحرية ما خذلتهم، و ها هي و قد أطلت مجدداً في ربيع جديد من العام الماضي – عام 2011 – لتشرق على كل السوريين، أرادوا قطافها كشقائق النعمان و الزوفا و الزعتر البري و ورق الدوالي فلسعتهم أفاعي كرومهم المتأبطة شراً .
لأن تاريخ مصياف و أهلها يشهد لهم بحبهم للحرية و عشقهم لها و عدم ردتهم عنا طوال عقود خلت تقف مصياف اليوم في صلب الثورة ضد النظام الديكتاتوري رغم ضيق مساحات تحرك أبنائها و تحولها منذ بداية الثورة لفرع أمني كبير في ظل تحريض طائفي بغيض معطوفاً على عصابات الشبيحة التي استوطنت مفترقات الطرق و الحارات و أبواب المساجد و كمنت للناس في كل مكان محرضة الأخ على أخيه و الجار على جاره و استحضرت الفتنة الطائفية المتنقلة ، و خربت و حرقت و كسرت ممتلكات بعض من يؤيدون الثورة في مصياف و ريفها ,شباب مصياف الثائر و مثقفيها و مفكريها كانوا و لايزالون في صلب الثورة و قد اعتدت عليهم قطعان الشبيحة و هددتهم في اكثر من مكان فبعضهم تم اعتقاله في دمشق نفسها أثناء مشاركته بالتظاهرات هناك ، و آخرون تم الإعتداء عليهم و اعتقالهم في مصياف و هم بين أهلهم و أصدقائهم ، تم اعتقال بعضهم لمجرد أفكارهم و تأييديهم للثوره و منهم من تم اعتقالهم لنشاطهم على شبكة الأنترنيت و آخرون لمشاركتهم الفاعلة في المظاهرات في باقي المناطق كحماة و حمص و دمشق و ريفها.
رغم الوضع المعقد في مصياف الا أن الشباب لا يقصرون و بكل عرس لهم قرص فهم لا يوفرون اللحظه للمساهمه في الثورة مظاهرات طياره و رجلا بخاخا و شعارات تملأ الجدران و احراقا لأصنام الديكتاتور الأكبر , مصياف قدمت و مازالت تقدم الشهداء و المعتقلين في سجون الاحتلال الأسدي التي لم توفر حتى ذوي الاحتياجات الخاصه وكبار السن كما أن كوكبة شهداء مصياف تضم خيرة أبنائها الذين قضوا برصاص الشبيحه و تحت سياط التعذيب في الفروع الأمنيه و أيضا شهداء من العسكريين المجندين الذين رفضوا اطلاق النار على المتظاهرين , و عندما يضيق الحال تمتد روح مصياف الحره ليشارك شبابها باقي المدن حراكها الثوري فلافتات مصياف و تنسيقيتها ارتفعت في مظاهرات أغلب المدن السوريه الثائره و شاركت الجميع في هذه الثورة المباركه , شباب الثوره في مصياف مثل الأخطبوط بكل مكان من سوريه لهم يد ترتفع و قدم تهز الارض رجولة و عنفوانا و حنجره تصدح صداحا قاشوشيا في سماء الوطن و صوت ابن مصياف اختلط مع صوت كل السورييين في الكثير من المدن و المحافظات .
مصياف بكل مكوناتها الطائفيه تعيش في كل بيت سوري و كل بيت سوري هو في قلب كل مصيافي …مصياف شقيقة السلميه و القدموس و حماه و حمص و هي جزء لا يتجزأ من ثورة الشعب السوري على النظام الديكتاتوري .. مصياف الشقيقة الصغرى تنتصر لشقيقاتها ما مكنها الله من ذلك …
الثورة أمنا نحن الشباب الأحرار الآتون من جبال مصياف و أحراش القطلب و السماق و الديس و السنديان … الآتون من كروم العنب و التين …نحن ربيع الحريه القادمون من الحلم ..حلم آبائنا بوطن أكثر حرية و أكثر عدلا …لسنا ارهابيين و لا خونه …نحن الأخضر الطالع من تراب مصياف و مائها … نحن أزهار الحرية و شقائق الاحمر المضرج كدماء الشهداء في صباحات مصياف المنداة … نحن مصياف الأم و التاريخ ..مصياف التي احتضنت المقاومه الفلسطينيه في زمن غابر… مصياف شجرة الزيتون الواقفه أبدا ما بقي الزمان …
مصياف التي سينتصر فيها الدم على السيف كما سينتصر الوطن على جلاده.
أثار فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئاسة الجمهورية الثانية في مصر المحروسة مشاعر كثيرة كانت في أغلبها شعور بالفرح خاصة بعد المخاض العسير الذي خاضه الشرفاء والوطنيون في ميادين مصر للمطالبة بانتخابات نزيهة وإبعاد أركان النظام السابق الذين كانوا على رأسه حينما أُعطيت الأوامر للبلطجية بالهجوم على جموع المتظاهرين فيما عُرف بعد ذلك بموقعة الجمل وفي مواقع كثيرة ذهب ضحيتها عشراتٌ من خيرة شباب مصر. لقد آتت تحركات أهل الثورة في مصر بعض أُكلها وما زالت هناك مطالب كثيرة لن تكتمل ثورة مصر إلا بها. أثار فوز الدكتور محمد مرسي أملا بأن التوافق الوطني من أجل مصر أمرٌ واقعي ممكن الحصول, لقد شاهدنا جميعا تلك التضحيات التي تم تقديمها من أجل صناعة التوافق الذي يقف وجها لوجه ضد التجييش الإعلامي و الإقتصادي الذي أعد له فلول النظام السابق لإعادة أمجاد المخلوع فباءت محاولاتهم جميعا بالفشل بسبب الإصطفاف الوطني الذي كان سببه تضحية الكبار من أبناء جيل سهر الليالي الطوال في أقبية معتقلات الظلم يُخططون لأيام أجمل وأفضل لهم ولأبنائهم, والذين ما فتئوا يحلمون بذلك اليوم ويُبشّرون الناس بأنه ليس ببعيد.
إن تجربة مرسي وشفيق الإنتخابية دقت نواقيس الخطر بأن ثوراتنا العربية لن تكتمل بهذه السهولة التي كنا نتوقعها, فإزالة رأس الهرم أياً كان لا يعني أنّ القواعد التي يقف عليها هذا الرأس وذاك الجسد قد زال بل هناك ثورات وثورات مختلفة على الشعب القيام بها لتطهير هذه المؤسسات والدوائر من أذناب نظام قمعي من رأسه حتى أخمص قدميه, ولذلك فإننا نتوقع أن تتخلل فترة مرسي الرئاسية القلاقل والازمات سواء من بعض أباطرة العسكر الذي أقسموا بالولاء لمبارك ونظامه الفاسد او ملوك المال والإقتصاد الذين سرقوا ثرواتهم من لُقم الجائعين والفقراء على مرّ السنين أو أبواق الإعلام السابق – وما أكثرهم – الذين ليس لهم همٌ سوى الإساءة للمشروع الثوري الوطني وتسويد صفحة الميدان والخروج بمصر من جو الحرية والديمقراطية لأيام كانوا يقتاتون فيها على الكذب والنفاق لسيّدهم المخلوع, إذن هي ثلاثية العسكر والمال والإعلام التي على مرسي وطاقمه الإجتهاد كي يتعاملوا معه بذكاء وحنكة لتحييدهم مرة أو كسبهم في مشروع النهضة مرة أخرى أو ربما إزالتهم من الطريق مرة واحدة وأخيرة والمضي قُدما من أجل تحقيق البنود التي وعد بها مرسي الشعب المصري. إنها تحديات كبيرة تنتظر الرئيس الجديد وليس يخفى علينا أن أصحاب الحق وحدهم والمخلصون الصادقون, اولئك الذي يتملكهم الإستعداد التام لحرق أنفسهم من أجل شعوبهم وأوطانهم والتضحية بالغالي والنفيس من أجل إصلاح ما أفسده الطغاة والظالمون.
إن فوز الدكتور محمد مرسي بما يُمثله – في نفوس الشعوب الشقيقة والتي تعيش ربيع الحرية وتتنفس نسائم الثورة – من رمز للثورة والحرية والكرامة والعدالة أعطى بما لا يدع مجالا للشك الأمل والرجاء بأن الأمة قادرة على تجاوز دياجير وغياهب الصعاب, حتى ولو كانت هذه الصعاب هي تلكم الجرائم البشعة التي ترتكب يوميا في سوريتنا الحبيبة, والتي صارت بحق أيقونة الثورة في التاريخ المعاصر, وأكاد لا أبالغ إن قلت – وقد بحثت قديما وحديثا – أنني لم أجد في التاريخ ثورة شعبية كثورة الشعب السوري شجاعة وإقداما وتضحية وصبرا ومعاناة, فلله دره من شعب ولله در الشام من مصنع للرجال لن يتكرر. لقد كان نصر مرسي من وجهة نظر الشعب السوري نصراً خالصا كاملا للشعب السوري نفسه فرأى من خلاله بشائر النصر على النظام السوري الجائر, خاصة وهو يرى الرئيس الجديد ينصرهم بثقة وعزم شديدين, ويشنّ هجوما على السفير الإيراني والروسي, ويؤكد للجميع أن النظام السوري سيسقط, وأنه سيدعم الشعب السوري بكل ما يستطيع, لقد لقيت هذه الكلمات الرائعة قبولاً عند الشارع السوري وهو الذي يئس من أي دعم دولي أو إقليمي بسبب المواقف المخزية التي لم تُقدم للشعب السوري الأعزل والذي يُذبّح ليلا ونهارا, سرّاً وعلانية شيئاً سوى بيانات الشجب والندب, لقد عانى الشعب السوري كثيرا من سياسية المجلس العسكري المصري خاصة فيما يتعلق بقناة السويس والتي سمحت بمرور ناقلات (الموت) والتي حملت أسلحة فتكت بالصغار والكبار في سورية على مر شهور. إن انتصار مرسي علامة فارقة في مسار الثورة السورية نكاد نلمس ذلك من تصريحات العدو الصهيوني الذي بدت عليه علامات القلق والخوف من فوز مرسي فكان رد رئيس مجلس الأمن القومي الاسبق في الكيان الإسرائيلي إيلاند في إحدى تصريحاته أن فور محمد مرسي سيفاقم المخاطر الإستراتيجية في حال سقط النظام السوري ايضا في المستقبل. كيف لا والكيان الصهيوني يرى أن نظام مبارك ونظام الأسد بوابتاه الامنيتان الأقوى في المنطقة, قد سقط الأول وذاك الثاني متهلهلٌ ساقط لا محالة. وقد ازدادت مخاوف الشعب السوري حينما بدى فوز شفيق قاب قوسين أو أدنى وهو الذي يمثل امتداداً لنظام مبارك الذي أذاقهم وشعوب المنطقة ويلات عمالته. المتابع لتقارير إعلام الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الامريكية وبعض القوى يعلم الحسرة التي يعيشها حاليا جرّاء فوز مرسي خاصة بعد الجهود الهائلة التي بذلتها دول عديدة وراء الكواليس لإنجاح شفيق, إلا أن هذه المحاولات جمعاء بائت بالفشل, وإن كنا نرى أن هناك مهمة كبيرة جدا أمام الشرفاء تجاه قسم كبير من أبناء الشعب المصري الذي اختار ما يقارب من 12 مليون منه عهد النظام البائد, وما يقارب 25 مليون منه لم يكلف نفسه حتى مهمة القاء ورقة في صندوق لتغيير مستقبل وطن بطوله وعرضه, يا لها من مهمة.
الشعب السوري يمر اليوم بأصعب اختبار قد يتعرض له أي شعب, فهم – لوحدهم – سيتعرضون لأبشع عملية تطهير وأشد عملية ولادة في التاريخ , لكنها ستخلّصهم من عذابات العسكري ونفاق الإعلامي وفساد اللص, ستنظّف الوطن من كل ما شابه على مر أربعين عاما, ستنزّهه من كل ما علق به من خوف وجُبن وانحناء, ستضع تلك الأصنام المحنطة والأهرامات الديكتاتورية من رأسها لساسها في متاحف لتُدرّس في ميادين الأنماط السياسية البدائية التي أسقطتها الشعوب في الميادين بكل بسالة وتضحية. راسلني أحد الاحباب من أرض إدلب وأقسم ثلاثاً أن المئات من المعتصمين سجدوا لله شكراً حينما سمعوا خبر فوز محمد مرسي, وزغردت النساء فرحاً وخالطت تلك الزغاريد دموع أمهات الشهداء الذين يرون في فوز مرسي بشرى جديدة من بشائر النصر المحتوم. انتهى كلامه, وأقول بدوري موجهاً كلامي للدكتور مرسي: أتمنى أن تكون على قدر هذه المسؤولية التي أُلقيت على عاتقيك, وأن تضع نصب عينيك ثقة الشعب السوري بك وببرنامجك, فكن ذاك الرئيس الذي يعلم بحق قدر اشقائه الذين يشاطرونه الهموم والآمال, فاعترف بمجلسنا الوطني, وادعم جيشنا الحر, وامنع مرور ناقلات (الموت) من قناة السويس, وادعم الثورة اعلاميا وسياسيا وفي كل المحافل المحلية والدولية, واطردوا من أرض الكنانة ممثل النظام الدموي, وافتح أبواب مصر آمنة مطمئنة لأهل سورية شيبا وشباباً, إن فعلت فاعلم أنك ملكت قلوبنا وافئدتنا, ولتكن بادرة وحدة لا تنقطع.
————————
فداء السيد
أنبل الناس هي التي تتذكر من أعطاها عندما لم يعد قادراً على العطاء ، فهنا تكمن قدسية الوفاء ….. أسامة
للتين أبجديةُ عطاءٍ رائعةٍ ، فهو يعطيك بلا منّة .
فهنا للعطاء فلسفةٌ عصيةٌ على الوصفِ ….و الصورة أبلغ
شجرة رقيقة ٌ مباركة
لا تقسي عليها فتكسرها
و تتكسر أنت معها
ثمرها متنوعٌ جميلُ
فعندما تريد قطفه
دع يدك تعانق عنقه
و إلا ستؤذيه وتشوّهه
فتتعب بالحصول عليه
و عندما تنالهُ تخسره
فلا يبقى منه إلا أسوئهُ
فتمهل و تتعلم فن الأخذِ
فالعطاء علّةِ وجوده
و رسالته إلينا واضحةُ
فهو يعطيكً بكل الحبً
و لكن لنتعلم لغة الأخذِ
الموسومةِ بالحب و النبلِ
و دمتم ممتلئين بكل أسباب العطاء و الوفاء
أسامة
• نور النجار – باريس صحيفتا لوموند والفيغارو 26 يونيو 2012
-
- يتابع الروس عن كثب المداولات التي تجري اليوم في بروكسل لحلف الناتو بطلب من تركيا اثر اسقاط الدفاعات الجوية السورية الطائرة العسكرية التركية في 22 من يونيو الجاري حيث ان تحركا من جانب الناتو الى جانب تركيا سيؤشر لمرحلة جديدة في الازمة على الصعيد الدولي.
- ويرى محلل اللوموند ان الديبلوماسية الروسية تحاول الاستفادة من الحادث الذي صاعد من حدة التوتر في المنطقة من اجل الوصول الى الاخذ برايها في عقد المؤتمر الدولي للسلام حول سوريا مما سيكون خطوة مهمة في ” سياستها السورية” الرامية لإعطائها دورا اساسيا في الازمة.
- ويقدم اجتماع مجموعة الاتصال حول سوريا المرتقب في 30 يونيو الجاري والذي لم يعلن شيء بعد عن اجراءات عقده يقدم برأي المحلل فرصة ذهبية للروس لابراز دورهم بعد شهور من العرقلة الروسية الديبلوماسية في هذا الملف.
- ويبدو ان من اولويات الروس في تكوين” مجموعة الاتصال” هو مشاركة ايران فيها وهو يشكل خطوة تهدف الى تعزيز التحالف الروسي الايراني السوري بحجة ان الايرانيين يمكنهم ” اقناع” حليفهم السوري للوصول الى تنازلات وهذا الموقف الروسي الاستراتيجي يحاول الضغط بالورقة الشيعية في الشرق الاوسط “في مواجهة الغرب المغامر والساذج الذي يساند السنّة بمن فيهم المتطرفون منهم”.
- وينقل المحلل عن مصادر دبلوماسية ان الروس أخذوا يتحدثون في الكواليس عن انهم ” بدؤوا في استكشاف الوسائل الكفيلة بتنحية بشار الاسد” الا انهم لا يستطيعون تحقيق الانتقال السياسي بمفردهم الا اذا تم اعتبار الدور الايراني من قبل الغربيين” وهذا لم يوافق عليه الأمريكان والفرنسيون الين اعتبروا انه سيدخل الازمة في تعقيدات خطيرة لها علاقة بالملف النووي الايراني بالرغم من ان الفكرة لاقت قبولا من قبل الامين العام للأمم المتحدة وكوفي عنان.
- وبالرغم من ان قدرة الروس على التوصل الى الانتقال السياسي لا تلقى اجماعا في الغرب الا انها تبدو حلا وحيدا ” هذا العام” من الانتخابات الرئاسية الامريكية والتطورات الاقتصادية في اوروبا.
- وينو المقال الى اللقاء في بطرسبورغ بروسيا بين وزير الخارجية الروسي ووزيرة الخارجية الامريكية بعد غد الخميس بعد لقاء الرئيس بوتين مع الرئيس الامريكي الذي اعلن فيه ” عن وجود العديد من نقاط الاتفاق ” في الملف السوري بين الرئيسين قد تقود في النهاية الى سيناريو على الطريقة اليمنية يؤدى الى تنحية بشار الاسد دون تغيير كلي للنظام.
- وينقل التحليل عن ديبلوماسيين ان في نية روسيا ضمان امن الاقلية العلوية في سوريا وذلك بالإسراع في ارسال قطع بحرية الى السواحل السورية وذلك لضمان حل متفاوض عليه بين الطوائف في سوريا.
- علقت صحيفة الفيغارو على زيارة الرئيس الروسي بوتين لاسرائيل واصفة اياها بالزيارة المهيبة حيث يرافق الرئيس الروسي وفد من 300 شخصا على وقع الدور الروسي القوي في الازمة السورية القائمة والمرتبطة بالملف النووي الايراني اللذين كانا الموضوعين الرئيسيين في محادثات بوتين امس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو.
- وينقل مراسل الفيغارو في القدس ان نتنياهو” لم يتلق اجوبة واضحة من بوتين حول موقف موسكو من الملف النووي الايراني” خلال المحادثات الطويلة التي جمعته ببوتين امس.
- كما طرح بوتين على نتنياهو مسألة ضرورة العودة الى المفاوضات مع الفلسطينيين المتوقفة منذ 2010 وهو ما سيتابعه بوتين مع الفلسطينيين خلال زيارته لرام الله اليوم.
- وقد شارك الرئيس الروسي في تدشين نصب لاحياء ذكرى جنود الجيش الاحمر الذين قتلوا على يد الالمان في الحرب العالمية الثانية في اشارة الى عودة روسيا القوية الى الشرق الاوسط.
- ويأمل الاسرائيليون الحصول على توافقات مع الروس العائدين الى المسرح الشرق اوسطي بقوة وخاصة في الملفين السوري والايراني حيث تستطيع موسكو لعب دور اساسي في وقف تخصيب اليورانيوم ولكنهم الى اليوم لا يرغبون بلعب دور حاسم في ذلك على صعيد مجلس الامن يضاف الى ذلك دور موسكو في تزويد ايران بمعدات انشاء مفاعل بوشهر الذي دخل في الخدمة عام 2011 وان كان الروس قد اوقفوا تزويد ايران بنظام متقدم للدفاع الجوي تنفيذا للمقاطعة الدولية.
- وفي الملف السوري تقف روسيا في وجه اي ادانة دبلوماسية للنظام السوري في مجلس الامن بينما تواصل تزويد النظام السوري بالسلاح حيث تم تزويد نظام دمشق بنظام متقدم للدفاع الجوي اضافة الى وجود قطع بحرية روسية في الموانئ السورية.
- ويشير مراسل الصحيفة الى ان اسرائيل بعد ادانتها لأعمال القمع للنظام السوري ترغب بسقوطه مما سيقطع الدعم عن حزب الله اللبناني ومجموعات مسلحة اخرى يثير تسليحها بأسلحة متقدمة مضادة للطائرات قلقا في اسرائيل.
- وفي مقال منفصل نوهت الفيغارو بالضغوط الاوربية الجديدة على النظام السوري من خلال حزمة العقوبات التي اقرت ضد دمشق وسط توسع الانشقاقات في اوساط العسكريين وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية الهولندي ان التدخل العسكري في سوريا ليس مطروحا على الاطلاق.
- وتضمنت هذه العقوبات الاقتصادية وضع الشركة الوطنية لنقل النفط والبنك الاسلامي الدولي في سوريا على القائمة السوداء.
- كما شملت العقوبات الجديدة منع بثينة شعبان المستشارة السياسية لبشار الاسد من السفر الى اوروبا ووزارتي الدفا والداخلية المتورطتين بشكل مباشر في اعمال القمع وكذلك الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لتشجيعه على اعمال العنف كادة اعلامية دعائية للنظام.
- وتنوه الصحيفة الى الحادث الثاني من نوعه خلال ايام حيث اعترضت الدفاعات الجوية السورية طائرة تركية مدنية للبحث والانقاذ كانت تشارك في البحث عن طياري الطائرة الحربية التي اسقطت منذ ايام مما دفع الاتراك الى التهديد بقطع امدادات الكهرباء الى سوريا .
المكان : تدمر , سوريا
التاريخ : 27 يونيو/حزيران 1980 م
نوع الهجوم : الإبادة الجماعية
القتلى 600 إلى 1000 قتيل في المجزرة المعروفة أي ما عدا الإعدامات الميدانية التي كانت تقام في كل أسبوع .
______________________
عن سجن تدمر :
هو سجن عسكري يقع بالقرب في مدينة تدمر الصحراوية وبالقرب من آثارها الشهيرة, نحو 200 كلم شمال شرق العاصمة السورية دمشق. افتتح عام 1966 م، وهو في الأساس سجن مخصص للعسكريين وتشرف عليه الشرطة العسكرية .
أعداد الضحايا :
نظرا للتكتم المستمر على المجزرة من قبل السلطات، فإن التقديرات بشأن أعداد الضحايا تتفاوت، ففي حين تشير بعض التقديرات إلى تجاوزها حاجز 600 شخص، تشير تقديرات أخرى دولية إلى أن عددهم يزيد على 1000 قتيل.
أحداث المجزرة :
وقعت المجزرة في اليوم التالي لما قالت السلطات إنها محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس حافظ الأسد، الذي حمل جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية.
وتتطابق المصادر في تأكيد مشاركة أكثر من 100 عنصر بمختلف الرتب في تنفيذ المجزرة، حيث نقلوا من دمشق إلى مطار تدمر العسكري، بواسطة 12 مروحية، ثم توجه نحو 80 منهم إلى السجن، ودخلوا على السجناء في زنازينهم وأعدموا المئات منهم رميا بالرصاص والقنابل المتفجرة.
ووفق ما يتوفر من معلومات فإن جثامين القتلى نقلت بواسطة شاحنات وتم دفنها في حفر أعدت مسبقا في وادِ يقع إلى الشرق من بلدة تدمر، وما زالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان تصر على مطلبها بالكشف عن أسماء الضحايا وأماكن دفنهم.
ردات فعل المنظمات الدولية :
تقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن “وحدات كوماندوس من سرايا الدفاع تحت قيادة رفعت الأسد، شقيق الرئيس حافظ الأسد قتلت ما يقدر بنحو 1000 سجين أعزل، غالبيتهم من الإسلاميين، انتقاما من محاولة اغتيال فاشلة ضد حافظ الأسد مؤكدة أنه لم يتم الإعلان عن أسماء الذين قتلوا إطلاقا.
بدأت تفاصيل المجزرة تتكشف في العام التالي لوقوعها، وتحديدا بعد اعتقال السلطات الأردنية اثنين من المشاركين في المجزرة، كانا ضمن مجموعة اتهمت بالتخطيط لاغتيال رئيس وزراء الأردن الأسبق مضر بدران، حيث أدليا بتفاصيل المجزرة، فسارعت في حينه منظمة العفو الدولية إلى مطالبة السلطات السورية بإجراء تحقيق في المجزرة، لكن دون جدوى.
نشرت مواقع حقوقية سورية شهادات لعناصر شاركوا في تنفيذ المجزرة، فأكدوا فيها أن مهمتهم كانت مهاجمة سجن تدمر. وقدر أحدهم عدد القتلى بأكثر من 500 قتيل. بينما قال أحدهم إنه شاهد الأيدي والأرجل ملطخة بالدماء.
ووصفت لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة -في حينه- المجزرة بأنها تتعدى حدود جرائم القتل العمد المعاقب عليها بموجب قانون العقوبات السوري، حيث يعتبر الآمرون بها وكل منفذيها مسؤولين جنائياً عن هذه المجزرة.
مجزرة تدمر ليست وحيدة بل يوجد سبعة غيرها في نفس السجن :
وثقت منظمات حقوقية سبع مجازر جماعية في سجن تدمر و قعت خلال الأعوام 1980 و1981 و1982 وراح ضحيتها مئات السوريين.
و نقلت المنظمات عن سجين سياسي سوري سابق لم تسمه، تأكيده أن عمليات إعدام جماعية أخرى وقعت بين عامي 1981 و1983، موضحا أن عمليات الإعدام كانت تتم مرتين في الأسبوع وتحيق بالعشرات في كل مرة .
مونيكا بريتو – صحيفة: كوارتو بودير
لم يكن سهلاً على الأب باولو دالوليو، اليسوعي ذي السبعة وخمسين عاماً، مغادرة سـوريا. فقد كان هذا البلد العربي وطناً له خلال ثلاثة عقود، وبين أسوار دير مار موسى، على بعد ثلاثين كيلومتراً شمال دمشق، أوجد هذا الراهب عالمه الخاص. إنه مكان حيث كان المسلمون والمسيحيون يحضرون للإقامة، للصلاة أو التأمل، وحيث كان حلمه في الحوار بين الأديان يتحول إلى حقيقة في سوريا علمانية حيث كل الجماعات الدينية (سنة، شيعة، علويون، أكراد، مسيحيون، دروز، شركس، وأرمن) تتعايش بشكل طبيعي. هو الحلم نفسه الذي جعل مشروعه يفوز في عام 2006 بجائزة مؤسسة آنا ليند للحوار بين الأديان وبجائزة مؤسسة البحر الأبيض المتوسط.
لكن ذلك كان حتى ستة عشر شهراً خلت، عندما بدأ النظام بالقمع العنيف للمظاهرات الشعبية وبإثارة الكراهية الطائفية. سـوريا الآن ليست هي نفسها، وقد حملت الظروف وقرار رؤوساء الكنيسة هذا اليسوعي على مغادرة البلد الذي استقبله خلال القسم الأكبر من حياته. يُستَنتَج من معلومات The Vatican Insider ملحق صحيفة La Stampa والتصريحات الخاصة التي أدلى بها الأب نفسه أن خروجه كان مطلوباً من قِبَل السلطات الكنسية.
“أتركُ سوريا للحيلولة دون وقوع أضرار أكبر بالنظر إلى وضعي الشخصي” كما أكَّد الأب في لقاء مع هذه الصحيفة. “لقد اعتبرتُ دائماً أن من واجبي ممارسة الحرية الكاملة في التعبير، بناء على الالتزامات التي أقرت بها الحكومة السورية خلال عام 2012 بشكل رسمي، لكنّ هذا خلق حالة أجبرت السلطات الكنسية على أن تطلب مني مغادرة البلد تفادياً لحدوث عواقب أسوأ” شرح دالوليو. “هذا لا يعني أنني لن أبقى ملتزماً بشكل كامل، ثقافياً وروحياً، بعملية إيجاد حل لهذه الأزمة المأساوية وبدمقرطة هذا البلد الرائع”.
كانت ردة فعل الأب باولو في بداية الثورة السورية مقالةً دعا فيها إلى الحوار بين الأطراف وإلى تطبيق إصلاحات. اعتبر النظام كلماته تدخلاً، ومن دمشق صدر قرار بالطرد لم يُنفذ، لأسباب من بينها حملة على الفيس بوك للدفاع عن الراهب قام بها شباب من سوريا كلها.
بقي دالوليو تحت الملاحظة. لم يكن يخفي تعاطفه مع المتظاهرين الذي استمروا بالخروج، رغم عنف النظام، إلى الشوارع. “أنا شديد التأثر بوجوه الكثيرين من الشبان الذين عانوا بشكل هائل من أجل تحقيق آمالهم بالحرية والكرامة” كان يشرح قبل أسبوع فقط لشبكة NPR الأمريكية. “يوجد عدد كبير جداً من الشباب في السجون ويخضعون للتعذيب لمجرد تعبيرهم، بدون عنف، عن آرائهم”. في مناسبة أخرى، أكد الراهب: “أنا راهب، وأتبنى موقف اللاعنف. لكن الكنيسة التي أنتمي إليها تؤمن بحق الدفاع عن النفس. سوف أبقى ملتزماً باللاعنف، لكنني لا أستغرب أن يجلب العنف معه عنفاً أكثر”.
ولد هذا اليسوعي في روما عام 1954، ودرس اللغة العربية واللاهوت في نابولي وأكمل دراساته في بيروت. انتقل إلى سوريا عام 1984، عندما تمت تسميته كاهناً فيها، رغم أنه كان قد اكتشف قبل عامين بقايا دير مار موسى الحبشي، بعض الأطلال البيزنطية في حالة سيئة مع جدارية في الهواء الطلق. قرر دالوليو إعادة بناء المعبد، الذي يعود للقرن الحادي عشر، وقد تفرغ لهذه المهمة عشر سنوات. في عام 1991 فتح المعبد أبوابه، وبعد عام شكل جماعته الدينية: الخليل، بهدف نشر الحوار في ما بين الأديان. لطف معشره واحترامه للإسلام -أحد كتبه كان بعنوان: مؤمناً بالمسيح، محباً للإسلام- أكسباه محبة الشعب السوري.
من هنا كان الحزن الذي لا بد أنه يشعر به عند رؤيته كيف ينهار التعايش فيما بين الأديان. “في بعض المناطق بسوريا، هناك حرب أهلية حقيقية”، شرح دالوليو في المقابلة المذكورة. واستناداً إلى الكاهن المُحنَّك، فإن خوف الطائفة المسيحية السورية من الثورة -واحد من الأسباب التي يتذرع بها النظام لقمع الاحتجاجات بالعنف هو أن من يلعب الدور الرئيسي فيها هم أصوليون متدينون يريدون فرض دولة إسلامية- ليس عاماً وإنما هي قضية تتعلق بالأجيال، ترجع إلى أن الأجيال الأكبر سناً ليس لديها تجربة ديموقراطية. “كثيرون من الشبان المسيحيين السوريين يؤمنون بعالم أفضل. يجب أن نستمع إليهم. ثمة أمر جديد قد حدث. لقد كنت مع علويين مؤيدين للديموقراطية، سنيين مؤيدين للديموقراطية، مسيحيين مؤيين للديموقراطية… وهؤلاء أُناس حقيقيون”.
قبل مغادرته سوريا عن طريق محافظة حمص المضطربة، كان للأب مبادرة لافتة: أقام قدّاساً جنائزياً للشاب والمخرج السينمائي الواعد باسل شحادة، الذي قُتل في الثامن والعشرين من أيار| مايو بينما كان يصور عمليات القصف التي كان يقوم بها النظام في أحد أحياء حمص. دُفن جثمان هذا الشاب المسيحي الناشط في المدينة، إلا أن عائلته نظمت له قداساً جنائزياً في كنيسة القديس كيرلس في العاصمة السورية. لكن قوى أمن النظام منعت إقامته، بل إنهم قاموا باعتقال بعض الحاضرين. عرض دالوليو استضافة هذا الاحتفال بدون القيام بأي دعاية للحدث، وتم الأمر في ديره بحضور الأصدقاء وخطيبة باسل شحادة.
في رحلته للخروج من البلد، لم يختر الراهب الطريق السهل. فقد اختار الخروج ماراً بالقُصير، البلدة التي كان فيها طائفة مسيحية مهمة -في رحلة حديثة لـ “كواترو بودير” إلى هذه البلدة، شرحت لنا السلطات المحلية أن غالبية المسيحيين (في القصير) غادروا سوريا بسبب عمليات القصف ووجود الميليشيات- حيث أتيحت له الفرصة للتوسط في عمليات خطف مسيحيين تمت على أيدي جماعات مسلحة غير مسيطر عليها. “اخترتُ القُصير لأنني، بوجودي فيها، أريد أن أحاول علاج الاستقطاب الطائفي الذي حدث في المدينة. استمعتُ إلى طلبات بعض العائلات المسيحية التي رأت أعزاء لها عرضة للخطف وأريد أن أفعل كل ما هو ممكن، بالصلاة والحوار، من أجل إزالة هذه الانقسامات”، كما صرَّح لوكالة Fides. خلال بضعة أيام، عاشر مسلمين ومسيحيين، وقابل مسؤولين عسكريين ملتحقين بالثورة لمطالبتهم باحترام المدنيين، وطمأن السكان من طائفته الدينية الذين بقوا في المدينة.
“أريد لصلاتي وحضوري أن يكونا أيضاً علامة على الأمل. من أجل أن يزهر هذا الربيع السوري. ومن حوله أن تبنى من جديد شبكة العلاقات الممزقة جرّاء دينامية العنف التي تؤدي بسهولة إلى دوامة من الكراهية والانتقام بين الأفراد والعائلات والطوائف من الأديان المختلفة. كلمات السر هي “المصالحة والمسامحة والأُخوَّة باسم الله”.
من الأيام التي قضاها في القُصير، كان هناك يومان من القصف جعلاه قريباً جداً من الحرب. فقد حضر إلى المستشفى الميداني للتبرع بالدم، وفي الخيمة نفسها حيث فعل ذلك سقطت قذيفة بعد ساعات متسببة في حدوث إصابات. عندما طُلِبَ منه أن يحدد من كان يقوم بالقصف، أجاب: “الوحيد الذي يملك القنابل”.
في الظروف الحالية، من الصعب العمل من أجل المصالحة. الزمن سيمهد هذا الطريق. “كنت أفضِّل الموت مع شهداء هذا البلد على الرحيل إلى المنفى” قال الأب باولو في مقابلة أخرى. “لقد قدمت حياتي في سبيل مستقبل هذا البلد وكنت أرغب في البقاء في تضامن كامل معه، ولذلك سأعود”.
——————-
ترجمة: الحدرامي الأميني
المصدر: إضغط هنا
فداء السيد
———————
أثار فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئاسة الجمهورية الثانية في مصر المحروسة مشاعر كثيرة كانت في أغلبها شعور بالفرح خاصة بعد المخاض العسير الذي خاضه الشرفاء والوطنيون في ميادين مصر للمطالبة بانتخابات نزيهة وإبعاد أركان النظام السابق الذين كانوا على رأسه حينما أُعطيت الأوامر للبلطجية بالهجوم على جموع المتظاهرين فيما عُرف بعد ذلك بموقعة الجمل وفي مواقع كثيرة ذهب ضحيتها عشراتٌ من خيرة شباب مصر. لقد آتت تحركات أهل الثورة في مصر بعض أُكلها وما زالت هناك مطالب كثيرة لن تكتمل ثورة مصر إلا بها. أثار فوز الدكتور محمد مرسي أملا بأن التوافق الوطني من أجل مصر أمرٌ واقعي ممكن الحصول, لقد شاهدنا جميعا تلك التضحيات التي تم تقديمها من أجل صناعة التوافق الذي يقف وجها لوجه ضد التجييش الإعلامي و الإقتصادي الذي أعد له فلول النظام السابق لإعادة أمجاد المخلوع فباءت محاولاتهم جميعا بالفشل بسبب الإصطفاف الوطني الذي كان سببه تضحية الكبار من أبناء جيل سهر الليالي الطوال في أقبية معتقلات الظلم يُخططون لأيام أجمل وأفضل لهم ولأبنائهم, والذين ما فتئوا يحلمون بذلك اليوم ويُبشّرون الناس بأنه ليس ببعيد.
إن تجربة مرسي وشفيق الإنتخابية دقت نواقيس الخطر بأن ثوراتنا العربية لن تكتمل بهذه السهولة التي كنا نتوقعها, فإزالة رأس الهرم أياً كان لا يعني أنّ القواعد التي يقف عليها هذا الرأس وذاك الجسد قد زال بل هناك ثورات وثورات مختلفة على الشعب القيام بها لتطهير هذه المؤسسات والدوائر من أذناب نظام قمعي من رأسه حتى أخمص قدميه, ولذلك فإننا نتوقع أن تتخلل فترة مرسي الرئاسية القلاقل والازمات سواء من بعض أباطرة العسكر الذي أقسموا بالولاء لمبارك ونظامه الفاسد او ملوك المال والإقتصاد الذين سرقوا ثرواتهم من لُقم الجائعين والفقراء على مرّ السنين أو أبواق الإعلام السابق – وما أكثرهم – الذين ليس لهم همٌ سوى الإساءة للمشروع الثوري الوطني وتسويد صفحة الميدان والخروج بمصر من جو الحرية والديمقراطية لأيام كانوا يقتاتون فيها على الكذب والنفاق لسيّدهم المخلوع, إذن هي ثلاثية العسكر والمال والإعلام التي على مرسي وطاقمه الإجتهاد كي يتعاملوا معه بذكاء وحنكة لتحييدهم مرة أو كسبهم في مشروع النهضة مرة أخرى أو ربما إزالتهم من الطريق مرة واحدة وأخيرة والمضي قُدما من أجل تحقيق البنود التي وعد بها مرسي الشعب المصري. إنها تحديات كبيرة تنتظر الرئيس الجديد وليس يخفى علينا أن أصحاب الحق وحدهم والمخلصون الصادقون, اولئك الذي يتملكهم الإستعداد التام لحرق أنفسهم من أجل شعوبهم وأوطانهم والتضحية بالغالي والنفيس من أجل إصلاح ما أفسده الطغاة والظالمون.
إن فوز الدكتور محمد مرسي بما يُمثله – في نفوس الشعوب الشقيقة والتي تعيش ربيع الحرية وتتنفس نسائم الثورة – من رمز للثورة والحرية والكرامة والعدالة أعطى بما لا يدع مجالا للشك الأمل والرجاء بأن الأمة قادرة على تجاوز دياجير وغياهب الصعاب, حتى ولو كانت هذه الصعاب هي تلكم الجرائم البشعة التي ترتكب يوميا في سوريتنا الحبيبة, والتي صارت بحق أيقونة الثورة في التاريخ المعاصر, وأكاد لا أبالغ إن قلت – وقد بحثت قديما وحديثا – أنني لم أجد في التاريخ ثورة شعبية كثورة الشعب السوري شجاعة وإقداما وتضحية وصبرا ومعاناة, فلله دره من شعب ولله در الشام من مصنع للرجال لن يتكرر. لقد كان نصر مرسي من وجهة نظر الشعب السوري نصراً خالصا كاملا للشعب السوري نفسه فرأى من خلاله بشائر النصر على النظام السوري الجائر, خاصة وهو يرى الرئيس الجديد ينصرهم بثقة وعزم شديدين, ويشنّ هجوما على السفير الإيراني والروسي, ويؤكد للجميع أن النظام السوري سيسقط, وأنه سيدعم الشعب السوري بكل ما يستطيع, لقد لقيت هذه الكلمات الرائعة قبولاً عند الشارع السوري وهو الذي يئس من أي دعم دولي أو إقليمي بسبب المواقف المخزية التي لم تُقدم للشعب السوري الأعزل والذي يُذبّح ليلا ونهارا, سرّاً وعلانية شيئاً سوى بيانات الشجب والندب, لقد عانى الشعب السوري كثيرا من سياسية المجلس العسكري المصري خاصة فيما يتعلق بقناة السويس والتي سمحت بمرور ناقلات (الموت) والتي حملت أسلحة فتكت بالصغار والكبار في سورية على مر شهور. إن انتصار مرسي علامة فارقة في مسار الثورة السورية نكاد نلمس ذلك من تصريحات العدو الصهيوني الذي بدت عليه علامات القلق والخوف من فوز مرسي فكان رد رئيس مجلس الأمن القومي الاسبق في الكيان الإسرائيلي إيلاند في إحدى تصريحاته أن فور محمد مرسي سيفاقم المخاطر الإستراتيجية في حال سقط النظام السوري ايضا في المستقبل. كيف لا والكيان الصهيوني يرى أن نظام مبارك ونظام الأسد بوابتاه الامنيتان الأقوى في المنطقة, قد سقط الأول وذاك الثاني متهلهلٌ ساقط لا محالة. وقد ازدادت مخاوف الشعب السوري حينما بدى فوز شفيق قاب قوسين أو أدنى وهو الذي يمثل امتداداً لنظام مبارك الذي أذاقهم وشعوب المنطقة ويلات عمالته. المتابع لتقارير إعلام الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الامريكية وبعض القوى يعلم الحسرة التي يعيشها حاليا جرّاء فوز مرسي خاصة بعد الجهود الهائلة التي بذلتها دول عديدة وراء الكواليس لإنجاح شفيق, إلا أن هذه المحاولات جمعاء بائت بالفشل, وإن كنا نرى أن هناك مهمة كبيرة جدا أمام الشرفاء تجاه قسم كبير من أبناء الشعب المصري الذي اختار ما يقارب من 12 مليون منه عهد النظام البائد, وما يقارب 25 مليون منه لم يكلف نفسه حتى مهمة القاء ورقة في صندوق لتغيير مستقبل وطن بطوله وعرضه, يا لها من مهمة.
الشعب السوري يمر اليوم بأصعب اختبار قد يتعرض له أي شعب, فهم – لوحدهم – سيتعرضون لأبشع عملية تطهير وأشد عملية ولادة في التاريخ , لكنها ستخلّصهم من عذابات العسكري ونفاق الإعلامي وفساد اللص, ستنظّف الوطن من كل ما شابه على مر أربعين عاما, ستنزّهه من كل ما علق به من خوف وجُبن وانحناء, ستضع تلك الأصنام المحنطة والأهرامات الديكتاتورية من رأسها لساسها في متاحف لتُدرّس في ميادين الأنماط السياسية البدائية التي أسقطتها الشعوب في الميادين بكل بسالة وتضحية. راسلني أحد الاحباب من أرض إدلب وأقسم ثلاثاً أن المئات من المعتصمين سجدوا لله شكراً حينما سمعوا خبر فوز محمد مرسي, وزغردت النساء فرحاً وخالطت تلك الزغاريد دموع أمهات الشهداء الذين يرون في فوز مرسي بشرى جديدة من بشائر النصر المحتوم. انتهى كلامه, وأقول بدوري موجهاً كلامي للدكتور مرسي: أتمنى أن تكون على قدر هذه المسؤولية التي أُلقيت على عاتقيك, وأن تضع نصب عينيك ثقة الشعب السوري بك وببرنامجك, فكن ذاك الرئيس الذي يعلم بحق قدر اشقائه الذين يشاطرونه الهموم والآمال, فاعترف بمجلسنا الوطني, وادعم جيشنا الحر, وامنع مرور ناقلات (الموت) من قناة السويس, وادعم الثورة اعلاميا وسياسيا وفي كل المحافل المحلية والدولية, واطردوا من أرض الكنانة ممثل النظام الدموي, وافتح أبواب مصر آمنة مطمئنة لأهل سورية شيبا وشباباً, إن فعلت فاعلم أنك ملكت قلوبنا وافئدتنا, ولتكن بادرة وحدة لا تنقطع.
وجد السوريون منذ أكثر من حوالي 15 شهراً من الثورة المجيدة، متسعاً لتطوير مهارات مر وقت طويل لم يستخدموها
فرغم كل التذمر الذي صاحب انعقاد المؤتمرات هنا وهناك، ولا زال، ورغم أن الكثير من الاعتراضات لها ما يسوغها لجهة النقص المالي الشديد الذي تواجهه القوى الثورية على الأراضي السورية في تغطية احتياجاتها
والقول بأن تُرسل تكاليف هذه الملتقيات مباشرة إلى أهلنا في سورية
إلا أن هذه الملتقيات – المؤتمرات كانت بالغة الأهمية لجهة تعريف السوريين على بعضهم
وتطوير مهارات هم بأمس الحاجة له وأولها هو،ا
كيف يعملون مع بعضهم؟
لأن التحديات أمام هذا الأمر بالغة الصعوبة، وهذه بعضها
-
الانسان السوري وريث نظام ديكتانوري دموي قمعي منافق – حاول النظام كل شيء لزرع البغضاء في قلوب الناس وفرض جو عدم الثقة بينهم – وهو ما نجحت الثورة في تأسيس العلاج له
-
الثورة بمقدار ما أفرزت من جمال استثنائي وأخلاق رفيعة وإبداع ساحر، وجدت أيضاً الغث الذي يطفو على السطح وأذكر مثالاً عليها – أولئك الديكتاتوريين الجدد الذي يعتبرون أنفسهم وكأنهم أولياء على الثورة وكأنها “ملك اللي خلفهم” حتى أنهم لا يتورعون عن المزاودة حتى على أهم المناضلين
وهؤلاء ممن ينطبق عليهم المصطلح الجديد “شبيحة المعارضة” هذه الظاهرة أدت أن تخسر الثورة بعض الكوادر المهمة التي وجدت في تصرفات هذه الفئة من الناس ما يثير القرف والاشمئزاز – بل ويظهر أن هؤلاء يستنسخون أساليب المخابرات السورية العفنة بالتمام والكمال
-
الانقسام الهائل الذي حصل في المجتمع السوري، حتى بين أفراد البيت الواحد بين من يسمي نفسه معارض وآخر “موالي” وتراشق الاهانات بين الطرفين بل الأكثر التخوين وحتى العداء
كثير من التغيرات العميقة والجسيمة حصلت
كلمة واحدة أود قولها حول هذا كله
أننا جميعنا قولاً واحداً بكل هذه الاختلافات وغيرها … أمام بلد وناسه، في حالة من النكبة التامة
آلاف الشهداء، الجرحى، المعتقلين، المهجرين، المشردين، ضحايا العنف بكل أشكاله .. بلد مدمر، شعب مذبوح
يحتاج إلى كل انسان سوري، إلى كل مهارة يمكنها أن تردم هذا الجرح الغائر
المسألة لم تعد معارضة وموالاة ولا سياسة ولا أحزاب ولا أي شيء على الإطلاق
إنه شأن إنساني عام غير حياتنا مرة واحدة ونهائية
مانيا الخطيب
الله يسعد صباحك يا ابو الياس..
• لك وصباحك ان شالله.. شو شايفك جاييني اليوم قبل الشحادة وبنتا، شو قصك..
هيك عالباب بدي احكيلك شو قصتي..
• لك اي فوت تضرب، هلأ صار بدك عزيمة
هههه، بتمون عمي،، بتمون.. خدلنا طريق
• اي فووووت خلصني، مافي حدا، خالتك ام الياس نايمة، وبوجهك عالمطبخ كمان.. عملك فنجانين قهوة بين ما ارجعلك
أيوا أيوا.. انا الضيف عميم.. يعني انت لازم تعملنا القهوة..
• خلصني اشتغل وبلا كترة حكي..
بتؤمر أمر.. اي كم ابو الياس عنا؟!
• اي هات لنشوف.. شوفي اخبار، جبتك بهالوقت في من وراها شي؟!
اي والله يا عميم..
بتذكر الشب اللي جبنا لعندك من اسبوعين وكان متصاوب؟
• لك اي صحي، طمني كيف صار..
الحمدلله بخير.. مشي حالو وصار تمام التمام
بس في مشكلة
• خير اللهم اجعلو خير، شو المشكلة لك ابني!
هاد يا عمي بدنا نطالعو برات البلد لانو صار مطلوب، وبدنا حدا يأمنو عندو كم يوم..
• بركي بتقوم بتتحرك وبتجيبو لعندي متل ما الله خلقك، وعالحارك كمان
لك الله يبارك فيك يا حجي.. خلص لكن يومين وبكون عندك، بس بين ما نشوف كيف بدنا ندبر راسنا عالحواجز..
• والله يا حمزة عم تذكرني بأيام زمان..
الله حيووو ابو الياس.. هات لنشوف حكيلي عن ذكرياتك
• هي بزمانو يا عمي، كنا انا وتنين رفقاتي لاطين لدورية فرنسية بالغوطة، بالشام
اي..
• هني قربوا علينا.. بلشنا الضرب فيهم.. روحنا تنين منهم من اصل خمسة وواحد تصاوب، بس التنين البقية لحقوا حالهم، المهم واحد من رفقاتي تصاوب بكتفو اليمين، وما عاد نعرف وين بدنا نخدو
وفجأة لك ابني، ونحن ماشي بين البراري ما منلاقي غير وحدة كبيرة شوي بالعمر، وعلى هالحصان..
ايوا ايوا.. وبعدين
• والله طلعت اخت رجال.. رحنا لعندها وتخبينا، ولولا ستر الله ونخوتها هي واهل بيتها كنا رحنا بخبر كان..
وبعدين لك عمي؟
• اي شو وبعدين.. هي يا سيدي…
يتبع…
لمتابعة حلقات أبو الياس
مجلة سورية بدا حرية
لقد اعتدنا في زمننا هذا على الثنائيات ووضع الأمور والمصطلحات في نقيض ومواجهة بعضها فالعنف يقابله اللاعنف والإسلامية تقابلها العلمانية والديموقراطية تقابلها الديكتاتورية والوحدة يقابلها التقسيم.
سلّم التغيير بين العنف واللاعنف:
كنت ولازلت من المؤمنين باللاعنف ومن الداعين له ومن الرافضين للعنف والمحذرين منه ، ولكنني اليوم بدأت أنظر للموضوع من منظور مختلف. فطالما نظرنا إلى العنف واللاعنف كأنهما معسكران متناقضان ونقيضان لايجتمعان ، ففي أدبيات اللاعنف ينظر للعنف على أنه تهديد حقيقي لفلسفة اللاعنف ونجاح أدواته ولكن ماذا إذا كان من سيتخدم أدوات ووسائل عنيفة مؤمنًا بفلسفة اللاعنف فهل سيغير هذا في الأمر شيئًا.
إن الثورة السورية تشكل حالة واقعية بدأت فيها الثورة سلمية لاعنيفة أملاً في حصاد نتائج سريعة كتلك في مصر وتونس ولكن ذلك لم يحدث فبدأت الحاجة لمخرج آخر ورؤية أخرى فظهر النموذج الليبي فطبل له المطبلون لأنه في ظنهم يحقق النصر السريع ويشفي غل القلوب وغضب النفوس في الانتقام من القتلة وتعليق مشانق المجرمين.
ولكن هل يلام من تبنى هذا الخيار على اختيارهم؟
لقد انطلقت الثورة السورية من درعا وعلى عكس مايظن الكثير لم تكن سلمية سوى في يومها الأول ثم مالبثت أن تحولت إلى معارك طاحنة لطبيعة المجتمع العشائري وطبيعة القمع ولكن كان من مصلحة الثوار والنظام على حد سواء إخفاء هذه المظاهر والخسائر كل لمصلحته. وفي حمص كان هناك استخدام وامتزاج بين السلاح والمظاهرات منذ البداية بسبب الحساسيات الطائفية المتراكمة منذ زمن وقد أقر بهذا عدد من أعضاء الجيش الحر. أما في حماة والتي ذاقت النتيجة الحقيقة والثمرة المرة للخيار العسكري بالثمانينات ب40 ألف شهيد فقد ظهر النموذج السلمي اللاعنيف فيها واضحًا جليا بساحة العاصي وكذلك بدير الزور التي لاتشكوا من نقص التسلح والمسلحين إدراكًا منهم لعواقب ذلك وإن التزام هذه المدن والمجتمعات الريفية بالمبادئ السلمية ليشكل حدثًا نوعيًا في الثورات الريفية التي دائمًا ماتكون مسلحة كما يعلق المفكر الدكتور عزمي بشارة. وأخيرًا وبعد 15 شهرًا فإن مد الثورة قد اجتاح عاصمة سورية السياسية دمشق وعاصمة سوريا الاقتصادية حلب في الشهر الماضي ، إيذانًا بعودة الروح إلى اللاعنف وإيذانًا بانتصار قريب للثورة وإن المقاومة والدفاع عن النفس بشتى الوسائل عنيفة كانت أم لاعنيفة هي واجب شرعي وحق إنساني ، ولا يلام من لجأ إلى هذا الخيار اليوم خاصة في حمص ودرعا وإدلب والدير وحماة وغيرها لقلة الوعي بالوسائل اللاعنيفة ونجاعتها ، ومقاومتهم المسلحة هي اخير من الاستسلام ، ولكن ذلك لايعني أن الثورة يجب أن تكون مسلحة فالحسم هو في دمشق وحلب العاصمة السياسية والعاصمة الاقتصادية لسوريا وإن كان من لوم يوجه فهو على تأخر المجتمع في هاتين المدينتين على التحرك المنظم والمواكب للأحداث بالرغم مما في كل منهما من موانع وعقبات تؤدي لذلك، ففي دمشق وحلب هناك الكثير من الوسائل والاستراتيجيات السلمية التي يمكن أن تحسم المعركة ليس آخرها الإضراب العام الذي عم أسواق دمشق وبعدها أسواق حلب.
نعم الخطر كبير في حسم الثورة عسكريا والتوجه بالكلية لهذا الخيار ، ولكن الانشقاق من الجيش وزيادة قوة الحراك في دمشق وحلب حتى تحمل راية الثورة هو مايؤدي لحسم هذا الجدل بين دعاةالسلم ودعاة العسكرة، ولسنا هنا بصدد المقارنة بين فرص نجاح كل من الخيارين وآثاره فهي محسومة لصالح اللاعنف، وعليه فإن المطلوب اليوم وجود قيادة تقوم الحراك الثوري اللاعنيف في دمشق وحلب وزيادة عدد ونوعية اللاتعاون والانشقاق العسكري في صفوف الجيش ودعم المدافعين عن المدن والمدنيين في بقية المحافظات السورية عسكريًا لحماية السكان.
ويمكن أن نمثل لهذه المقارنة بسلم للتغير بدل من معسكرين منفصلين ، ففي رأس هذا السلم يقع اللاعنف والحل السياسي والوسائل الدبلوماسية والحوار والمفاوضات وكل هذه الوسائل تمثل وعيًا أعلى ونتائج أفضل، أما أدنى السلم فتكمن الوسائل العنيفة من اغتيالات وتفجيرات واشتباكات والمعارك وحلول عسكرية وأمنية. أما التخلي عن السلم بأكمله لعدم استطاعة الصعود لأعلى درجاته فهذا يعني الاستسلام والارتهان لمصير هو أسوأ من الصعوبات التي تواجه من يريد التغيير ويصعد السلم.وبين أدنى درجة في السلم وأعلاها تتفاوت درجات بين العنف واللاعنف.
ففي مصر التي مثلت نموذجًا في الثورة اللاعنيفة تخلل الثورة اطلاق للنار وإحراق لمبان حكومية ومواجهات مع قوات الأمن و٨٤٠ شهيد ، وبدرجة معينة الثورة اليمنية 2443 شهيد أما الثورة الليبية المسلحة فبلغت قرابة ال50ألف شهيد إضافة إلى استمرار الاشتباكات المسلحة حتى اليوم.
وتقع الثورة السورية اليوم بين التطلع لنهاية على النسق الليبي أو نهاية على الطريقة اليمنية يتم مناقشتها دوليًا كمخرج للأزمة الحالية.
والتقدم نحو أحد هذين المخرجين هو رهن بتقدم الخيار العسكري للثوار أم لخيار اللاعنف في دمشق وحلب تحديدًا.
وإننا بحاجة للاعنف حتى بعد سقوط النظام ، لنحمي أنفسنا من انقلابات عسكرية وإن جاءت تحت عناوين براقة أو كان معها بعض الحق ، وإلا للجأ كل من يريد تغيرًا ما إلى السلاح كما يجري اليوم في ليبيا.
——————–
بقلم: عبدالرحمن الشامي
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد :
بين يديكم نظرة على الجيش الحر من داخله للمجاهد الفقير إلى الله .. وهذا بيان للناس لعلهم يعلمون
ليس من باب التشاؤم ولا لتوجيه نقد لشخص بعينه , لا , و لكنها الصورة الوردية التي استمتعنا بمشاهدتها و نحن نعلم ضمنيا أنها قد لا تكون حقيقة بهذا الجمال . حان وقت لفتح عيوننا على حقيقتها و تقبل ما فيها من قبح دون عناد و إنكار .. فتوصيف الواقع بدقة .. يسرع في معالجة المشاكل لنتقدم بعد ذلك إلى الأمام بعون الله , ولنعلم أن أول خطوات علاج المريض تبدأ بإقناعه بأنه مريض .. فالجيش الحر ليس كما يتصور البعض -بالوعي أو اللا وعي- جيشاً بمعنى الجيش المنظم الذي له قيادة متسلسلة ذات سلطة و أمر و نهي و نظام منضبط يمارس على الأرض !
ما هو الجيش الحر و كيف تشكل ؟
الجيش الحر هو عبارة عن مجموعات مقاتلة منفصلة عن بعضها في الغالب -خلا بعض التنسيق- ,معظم عناصرها من المدنيين , نشأت كرد فعل فطري غريزي للدفاع عن النفس والمال و العرض .. حيث بدأ المدنيون بحمل السلاح في درعا الأبية , أقرته الثورة ضمنيا و أخفاه إعلامها و تستر عليه , ذلك أن حمل السلاح وقتها كان يبدو و كأنه وصمة عار في جبين الثورة من جانب (إذ كانت نظرية اللاعنف في أوج ازدهارها بعد ثورة مصر و تونس السلميتين( و للتبرأ من ادعاءات النظام بوجود إراهبيين من جانب آخر !
بعد ذلك انطلقت موجة الانشقاقات بين صفوف العسكريين وتم تشكيل لواء الضباط الأحرار بقيادة المقدم البطل حسين هرموش ولاحقا تم تشكيل ما يسمى الجيش الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد
و بالإعلان عن تشكيل الجيش الحر الذي أبهجنا وقتها و أثلج صدرنا وقعنا بشكل أو بآخر في بعض أكثر أخطاء الثورة شيوعا و تكرارا ألا وهي المبالغة الإعلامية من جهة و تشكيل الهيئات و المؤسسات الشكلية فارغة المحتوى من جهة أخرى ..
فبحجة الحرب الإعلامية و أن الخداع في الحرب ذكاء تجد في صفوف الإعلام الثوري كماً كبيرا من التضخيم والمبالغات بل والكذب أحيانا .فلعلك شاهدت يوما عشرة مقاتلين فقط أو ربما أقل يعلونون عن تشكيل كتيبة ! و يحلفون ويتوعدون , علما أنهم غير قادرون عسكريا على ما يقولون وربما استعاروا بعض الأسلحة من مقاتلين آخرين ليتموا النقص الذي لديهمم أثناء تصوير بيان التشكيل !
وأحيانا تجد عشرين أو ثلاثين آخرين شكلوا هم أنفسهم عدة كتائب ثم يعلنون توحد هذه الكتائب وتشكيل لواء !! (لواء تحرير سوريا بقيادة عمار الواوي -والذي كنت مقاتلا فيه- مثالاً )
كذلك وبالعودة إلى موضوعنا .. فإن كلمة “جيش” حر كلمة أكبر بكثير مما هي عليه على أرض الواقع من حيث عدد المقاتلين أولا و من حيث النظام المؤسساتي للجيش ثانيا
فلنتسائل ما الاجراءات التي سبقت تشكيل الجيش الحر .. هل رضي قادة الكتائب والمجموعات التي على الأرض بقائد الجيش وبايعوه على السمع و الطاعة ؟ هل هناك قائد واحد لكل منطقة بل لكل مدينة بل بكل قرية يكون موجودا على الأرض و تابعا للعقيد رياض ويدا له فيها .. هل يملك قائد الجيش أمرا أو نهيا ! .. هل يستطيع أن يبرم اتفاقية أو هدنة حقيقية باسم الجيش الذي يقوده ثم يضمن الالتزام بها ..
أم هو اتفاق بين مجموعة من الضباط الذين انشقوا عن النظام -مشكورين- لكنهم جلسوا في مخيم الضباط يأكلون و يشربون و يتكلمون على الهاتف !
كيف يكون هذا جيشا ً وقيادته اسم بدون فعل و قيادة بدون سيطرة و إقامة في تركيا دون سوريا .. كيف يكون الرأس منفصلا عن الجسد و القيادة منفصلة عن القاعدة كيف وهي لا تلامس الحقيقة والواقع ولا تركب الخطر ولا تخوض المعارك !!
إذاً لماذا رضينا بهذا الواقع .. ؟
للإجابة , نعود إلى الأرض ..
المجاهدين في بداية الثورة والذين واجهوا النظام و اختبؤوا من الرأي العام “السلمي مثل الثلج” وجدوا ضالتهم في (مسمى) الجيش الحر فأعلنوا التبعية “الشكلية” لهم وخبأووا مدنيـّتهم وراء الرتب العسكرية التي تصدرت تشكيل الكتائب و السرايا المقاتلة وصاروا قادة لها في شبه صفقة غير معلنة فحواها .. خذوا القيادة و الزعامة .. و اتركونا نعمل بهدوء
وبهذا فروا من تهمتين
1 تهمة العصابات المسلحة التي روج لها النظام .. فكون قائد المجموعة ضابطا يوحي أن من يقاتل النظام هم العسكريين الذين انشقوا عن النظام و لهؤلاء الحق في قتال النظام فواجبهم العسكري يحتم عليهم الدفاع عن الشعب.
2 المحافظة في نفس الوقت على “السلمية” التي كانت من مكونات الثورة الأساسية و تمثل خطأ أحمرا لا يجوز تجاوزه !
علما أنه لو رجعنا إلى شرع الإسلام .. بل في كل شرائع الأرض فإنه يجوز للمظلوم أن يدفع عن نفسه مدنيا كان أم عسكريا .. وهو ليس مضطر أن يقتل حاملا وردة بيضاء حتى يرضى عنه المجتمع الدولي و يكسب تعاطفه و شفقته .. التي ثبت أخيراً أنها “محض هراء” !
مع الوقت زال هذين المبررين .. و بقي الجيش الحر تسمية براقة في عيون السوريين و مظلة تؤوي تحتها كافة المجاهدين , بقي بقيادته العاجزة المشلولة المتشبثة بموقعها !
لماذا نقول هذا الكلام ؟
لأننا نحتاج إلى الجيش الحر “المؤسسة” التي لها منهجية فكرية واضحة تعمل وفقها و نظام داخلي يسيّر عملها , المؤسسة التي تقدم صاحب الخبرة و المعرفة على المناطقية , التي تأخذ القرار بالشورى بعيدا عن الفردية و العشوائية , المؤسسة التي لها جناح سياسي ناجح و جناح إعلامي يتطور باستمرار .. نريد الجيش الحر مؤسسة عسكرية تدرب المتطوعين و تأهلهم و تنخب صفوفهم و تنقيهم باستمرار , المؤسسة التي تضع استراتيجيات العمل العسكري و أولوياته و تنظر إلى المعركة على الأرض السورية بنظرة شاملة
في سبيل الوصول هذه المؤسسة يوجد سد منيع هو السيد رياض الأسعد و من حوله ممن يشكلون قيادة الجيش الحر حاليا .. فلا هم يتنازلون عن قيادة الجيش الحر لمن هو أجدر منهم بتفعيل هذه المؤسسة (وهوالحل الأنسب بعد أن نال مسمى الجيش الحر مباركة شعبية و قبول دولي ) والدليل على ذلك هو المشكلة التي دارت بيت العقيد رياض و بين العميد مصطفى الشيخ لتسليم القيادة للأخير .. فتم الرفض حتى تأزمت الأمور و تم بالكاد التوصل إلى حل وفاقي شكلي يعطي منصب فخري للسيد العميد ولا ينزع أي سلطة من يد السيد رياض الأسعد.
بالقياس .. فكما تململ المدنيون من غليون و تشبثه بقيادته للمجلس الوطني فقد تململ المجاهدون كثيرا من سيادة العقيد و رفضوه ضمنيا و لا يعترفون بشرعيته عمليا .
الحل الآخر هو البدء بتشكيل منظمة جديدة تمتلك القوة و المقدرة لتبدأ من تحت الصفر .. تنشأ على الأرض وتستقطب المجموعات و الكتائب إليها .. لكنني أستبعد كما أظنكم تستبعدون قيام و نجاخ مثل هذه المنظمة ..
من هو رياض الأسعد ؟
بداية لا يظن أحد أنني أكره هذه الرجل أو عندي مسألة شخصية عنده و لا أفضل العميد مصطفى عليه .. فذاك له تصريحات سيئة و عليه مآخذ أكثر من سالفه !!
لم أقابل سيادة العقيد سابقا .. ولكن تواترت الأخبار التي تقول أنه رجل ملتزم في دينه محافظ على صلاته طيب بسيط .. ولكن يؤخذ عليه:
1 عدم خبرته العسكرية الكافية بسبب طبيعة عمله الإدارية في الجيش قبل الانشقاق
2 التصاقه بالأرض التركية التصاقا شديدا .. علما أن الذهاب إلى سوريا لزيارة المجموعات المقاتلة و الاطلاع على مشاكلهم ومعاناتهم وتفاصيل واقعهم ممكن ..
3 تحكم من حوله من بطانته (وهم من أبناء قريته ويشهد لهم للأسف بسوء الأخلاق ) برأيه و قراره
4 عدم امتلاكه لشخصية القائد
5 التشبث بمنصبه كقائد للجيش الحر بشكل كبير لا يقبل أنصاف الحلول .. ( يروي الملازم المجند مازن الزين وهو ثالث ضابط منشق و عضو مؤسس في لواء الضباط الأحرار .. يروي أن العقيد رياض توسل إلى المقدم حسين هرموش لتسيلمه قيادة الجيش الحر على أن يكون هرموش القائد في سوريا و هو القائد في تركيا (
الجيش الحر .. رأس الحربة
الجيش الحر رأس حربة الثورة السورية وسيفها الوحيد الذي يواجه نظاما شرسا مدعوماً حتى الموت من نظام عقائدي أشرس منه وهو النظام الإيراني إضافة إلى روسيا و الصين بكل ما تمتلكانه من قوة وتفوق عسكري .. مع العلم أن من يزعم وقوفه إلى صفنا ما هو إلا مراوغ ينتظر حصته بعد انتهاء الحفلة ! هذا الجيش يواجه كل هؤلاء بدون أي دعم حقيقي يعول عليه .. فتخيل تخيل حجم المسؤولية التي يجب أن يتحملها من يقود هذا الجيش حتى يتمكن من تحويله إلى مؤسسة ناجحة تفهم خفايا السياسة و تجيد فن الإعلام و تتقن الحرب .. كل ذلك ضمن إطار الدين ثم ثوابت الثورة !
لذا
لذا فأجدر بمن يقود مؤسسة الجيش الحر أن يكون شجاعا , عسكريا محنكا , فذ العقلية , قوي الشخصية , سديد الرأي , عميق النظرة , ملتزما بشرع الله سبحانه و تعالى !
مطلوب من المجموعات المقاتلة أن لا تدفن رأسها في العمل العسكري فقط .. بل أن تلتفت إلى ما يحدث حولها و أن ترى من يتكلم باسمها و ينصب نفسه زعيما عليها .. سياسة عدم الاكتراث لا تجدي .. ومن يقول : (بكرة بعد النظام هدول كلهن بدهن يتحاسبوا) كلامه غير دقيق و صعب التطبيق .. بل عليهم أن يشاركوا في العمل السياسي و ينتبهوا إلى تطوراته
مطلوب من الحريصين على وحدة الصف و استعجال النصر خاصة الأخوة الذين أعطاهم االله مكانة و مهارة ومعرفة أن يبادر بحل هذه المعضلة ..
مطلوب من سيادة العقيد رياض أن يتق الله و يعلم أن الولاية فتنة و امتحان و أن يتنازل عنها لمن يرى أنه أكثر كفاءة و أولى بها منه ومن معه
ومطلوب من القيادة القادمة الجيش الحر أن تجعل منه مؤسسة قوية تستطيع أن تحمل هذه المسؤولية وتكون على مستوى قاعدة هذا الجيش من المقاتلين و التي تشكل رأس الحربة في الحرب مع عصابات الطاغية و من وراءه
هذا التشخيص بين يديكم فبادروا بالعلاج يرحمكم الله
والحمد لله رب العالمين
أصدقائي الأعزاء هنا وفي كل مكان .. اصدقائي أقولها لكل سوري .. حر وعلى طريق الحرية ولكل صامت ولكل تائه ولكل متورط بكذبة اخترعها نظام قذر ..
اليوم حاولت أن أراجع بعضا من بيانات الثورة لكي أتذكر كيف بدأت الثورة وكيف انتشرت وماذا كانت مطالبها ..
قرأت بيانا أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه مهم لدرجة كبيرة .
سأبدأ باقتباس أول سطرين من البيان :
” بيان صادر عن علماء محافظة درعا وأعيانها ووجهائها وممثلي شبابها بعد اجتماعهم في مسجد بلال يوم الاثنين 11/4/2011 بعد صلاة العصر : ”
المهم في هذين السطرين هو المكان والأشخاص !!!
المكان مسجد بلال .. الأشخاص هم علماء محافظة درعا ..
طبعا تأتي الأهمية من كون المكان اثار لغطا كبيرا حول هدف الثورة وانطلاقها ..
التهمة كانت جاهزة من النظام كي يبعد هدف الثورة وتجريدها من مضمونها الاساسي ..
ولكن لاحظوا عملية الربط التالية بعد أول سطرين وماهي المطالب التي يقوم بها علماء محافظة درعا وماذا يناقشون في اجتماع المسجد :
” حفاظاً على وحدة المجتمع السوري وتماسكه و في ظل المرحلة الحرجة التي تمر فيها بلادنا الحبيبة، وهبوب رياح التغيير الايجابي، فإننا كسوريين و بحكم مسؤوليتنا الوطنية ”
طبعا للتذكير في هذه المرحلة بالذات كانت الدنيا تعلن عن إقامة إمارة سلفية في بعض قرى محافظة درعا !!!
نعود للمطالب للبحث بآلية الوعي التي امتلكها أخواننا في درعا بعد إقامتهم للإمارات السلفية !!!
هذا أحد البنود في البيان ” نثمن عالياً ما قامت به الكنيسة والمسجد من العناية بالجرحى الأمر الذي دل على تآخي هذا الشعب وإنه لا مجال فيه للدعوات الطائفية التي يروج لها في هذه الظروف القائمة. ”
وهنا وردا على اتهام النظام للمعارضة بعسكرة الثورة وبداية قصة المؤامرة الكونية بعد كلام المناع الشهير حول عرض جهات له بتقديم السلاح وووو
” نؤكد على سلمية مظاهراتنا حتى تحقيق المطالب العادلة، ونرفض استخدام العنف بمختلف أشكاله رفضاً قاطعاً، وكم كان يحدونا الامل أن تكون الحلول السياسية وليست الأمنية القمعية الدموية هي الحاضرة من طرف النظام . ”
4.نؤكد على عدم ارتباط هذه المظاهرات ومن قام بها بأي أجندة خارجية .وأننا نرفض رفضا تاما ربطنا بالإخوان المسلمين أو خدام أو رفعت الأسد أو أي جهة خارجيه او اي اجندات أيديولوجية وأن حراكنا شعبي بامتياز وينطلق من الواقع السوري المؤلم الذي يعاني منه ابناء الوطن .
في النقطة التالية أتمنى التركيز على حنكة أهل درعا ورؤيتهم الخارقة والتخوف من توريط الجيش السوري للدخول في خبث وقذارة النظام :
” 5.إن المواطنين والجيش هم أخوة وأبناء لهذا الوطن وشركاء في بنائه ونعي انه يقف على الحياد ونهيب بالمسئولين عنه ان يحافظوا على حياديته كما عهدناه موجها إلى رقاب اعداء الوطن لا ابناءه .”
تعقيبا على الفقرة اللاحقة .. عندي استنتاج وأرغب في الإضاءة عليه جيدا ..
هو الثقة الكلية التي كان الثوار وممثليهم يؤمنون بها وهي ضرورة نشر مظاهراتهم وإظهارها لكل العالم وبكل تأكيد هذا مؤشر واضح على عدم نية الثوار ولا باي شكل بافتعال أفعال متطرفة وغير ذلك مما كان يردده النظام على مدار الساعة لتشويه الثوة وتمييعها ..
” 6.نناشد العالم الحر ووسائل الإعلام النزيهة أن تنقل الصورة الصادقة الحضارية للتظاهرات الشعبية السورية من غير تحريف أو تعتيم على ما يتم من انتهاكات لأبسط حقوق الإنسان باستخدام العنف المفرط ضد المواطنين العزل، ليتبين للعالم كثيراً من الصور التي تسيء إلى سلمية وحضارية المظاهرات هو تلفيق وتزييف للواقع .ا.”
7 .نطالب السلطات السورية بالسماح لوكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية بالدخول لتغطية الأحداث بشكل مستقل .
أما البنود التالية فهي طرح حل شامل للخروج بسرعة من الأزمة التي بدأ النظام بخلقها وذلك لعدم تصرفه بشكل سليم ..
14- إنهاء ملف المبعدين السياسيين و السماح بعودتهم مع تسوية أوضاعهم.
15- محاربة الفساد والفاسدين والمحسوبيات والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية مع حفظ حصانة القضاء واستقلاليته .
16- اعتذار رأس النظام من أهالي الشهداء بشكل شخصي كونه المسؤول الأول دستوريا واعتبار شهداء الحريه شهداء من أجل الوطن يكرموا بمرسوم جمهوري.
17- معالجة المصابين على خلفية الأحداث على نفقة الدولة في أفضل المشافي الخاصه وتعويضهم عن اصاباتهم.
18- تعديل الدستور بما يتناسب مع التغييرات الحاصلة في المجتمع السوري وثقافته وعلى رأس ذلك إلغاء المادة الثامنة من الدستور والتي تنص على أن حزب البعث هو الحزب الأوحد القائد للدوله والمجتمع.
19- ضمان حق التظاهر السلمي الذي كفله الدستور وإطلاق الحريات العامة واحترام كرامة الإنسان وعدم احتكار السلطة.
20-اصدار قانون اعلام يتوافق مع العصر والسماح بتشكيل مؤسسات اعلاميه مستقله.
21-الغاء قوائم ما يسمى بالجبهة الوطنية التقدمية في انتخابات مجلس الشعب والإدارة المحلية وعدم فرض أي شخص على الشعب من خلال هذه القوائم .
22-الاعلان عن مؤتمر حوار وطني من الكفاءات الوطنية تنبثق عنه لجان مستقله لا يتدخل النظام بتشكيل هذه اللجان ويتقيد بتنفيذ قرارات اللجان التي تضمن تداول السلطة.
23-اعطاء الحرية الكاملة للجان المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني لتقييم الدخل القومي في سوريا تحت إشراف علماء الاقتصاد الوطنيين في سوريا ومحاسبة المجموعات التي تنهب خيرات الوطن مهما كانت صفتها..
وكم يحدونا الأمل في أن تمتلك السلطات الشجاعة الكافية للاعتراف بمشروعية مطالبنا السلمية ومن ثم يعمل على تحقيق هذه المطالب العادلة من خلال قرار جريء وسريع بعيدا عن المماطلة والوعود مما يجنب بلدنا الحبيب الفوضى .
عاش الوطن حراً واحداً للجميع
عاشت الحرية والكرامة للجميع
لا للعنف لا للسلاح لا للطائفية
نهاية :
لو تعمقنا بدراسة وتحليل البيان الذي هو نتاج شهر كامل من الخوض في الثورة ..
لوجدنا أن الثورة ورغم أنها بدأت عفوية إلا أنها أتت بحلول لإنقاذ سوريا بشكل شامل وتحسين ظروفها بكافة المقاييس ..
أكثر ما أدهشني هو أن الثوار كانوا يعرفون تماما ماذا يريدون وما هو الحل ولم يبخلوا على النظام لمساعدته في الخروج من الأزمة ..
وأيضا هو قبولهم بمسامحة النظام إن قدم اعتذارا رغم كل الدماء التي سالت إلى حين صدور البيان .
بل والأهم من ذلك هو مطالبة النظام نفسه بإجراء إصلاحات للمضي يدا بيد معا لبناء سوريا حرة وجديدة .
الغريب هو تعنّت النظام وإصراره على عدم الاعتراف ببشرية ومشروعية الإنسان السوري .
هو تجاهله للأزمة وللثورة ..
هو سخريته من كل من تجرّأ عليه .. رافعا صوته متحديا كل جبروت النظام وقذارته .
سؤال أطرحه كثيرا على ذاتي .. أيعقل أن النظام لم يكن يتوقع استمرار الثورة ووصولها إلى هذه المرحلة . التي سترغمه على الوقوف تحت حبل المشنقة ؟؟
أيعقل أن يكون كل حصاده السياسي طيلة 40 عاما بهذا الغباء ..
أيعقل أنه لم يمتلك حقا رؤية للحل وللخروج بالأزمة المنصبّة عليه وعلى وجوده وعلى البلد التي يحكمها ومسؤول عنها وعن أمانها وتطويرها .؟
أهو الجنون ؟؟ أهو الغباء ؟؟ أهي المؤامرة ؟؟!!!!!
لا يسعنِ سوى أن اقول حمدا لله على غباء نظامنا الذي كشف عن كل عوراته وكل قيمه الدنيئة ..
وأود أن أوجه تحية لأهل درعا خاصة ولكل شهيد وكل سوريّ يساهم في صنع المجد لنا جميعا .
samer