
لا حاجة للاعتذار عن الغياب ففي زحمة الأيام لا أحد يحفل، والمرء يغيب من هنا لكنه يبقى هناك..
تفاجأت بتسارع الأحداث ثم ألقيت بنفسي في دوامتها حتى أصبح الجلوس إلى مدونتي للحديث عن الخرافة عمل خرافي في ذاته ، الموت كان خبز يومي، وصوت القلم يبدو خفيضاً عند دوي المدافع، لا حاجة للاعتذار..فهذه أيام مزدحمة ولا أحد يحفل.
الفرق شاسع جداً بين أن تشاهد الدم عبر أسطر منشورة أو عبر أهداب مذيعة وأن تشاهده عبر شارعك مسفوحاً من طفل، فهاهنا مستبد حقيقي يعض على أديم العرش بأضراسه ويحرق جثث قتلى شعبه ويعتبر ثمن حياتك وكل من تعرف أولا تعرف تساوي صفر.
تفاجأت بتسارع الأحداث ثم ألقيت بنفسي في دوامتها حتى أصبح الجلوس إلى مدونتي للحديث عن الخرافة عمل خرافي في ذاته ، الموت كان خبز يومي، وصوت القلم يبدو خفيضاً عند دوي المدافع، لا حاجة للاعتذار..فهذه أيام مزدحمة ولا أحد يحفل.
الفرق شاسع جداً بين أن تشاهد الدم عبر أسطر منشورة أو عبر أهداب مذيعة وأن تشاهده عبر شارعك مسفوحاً من طفل، فهاهنا مستبد حقيقي يعض على أديم العرش بأضراسه ويحرق جثث قتلى شعبه ويعتبر ثمن حياتك وكل من تعرف أولا تعرف تساوي صفر.

وبجرأة سيكتبها المؤرخ دوماً ملحقة بعلامة تعجب..أستل مجانين السلاح من فم التمساح بأذرع عارية، لتُروى قصة بشعة بدايتها إرادة مذهلة ونهايتها انتصار منهك وما بينهما جراح تضمد ببلسم يسمونه حرية.
الديكتاتور أغلق عينيه طيلة الوقت واكتفى بالاندهاش والعربدة مطلقاً يديه حتى قعقع السلاح عند أذنيه، ظن رسول الصحراء أن الأرض ومعها الشعب هما ثمن نبوته التي يرثها بنوه ذوي الدم الأزرق اثنان وأربعين سنة طويلة أخرى وأن هذا هو القدر.
وأنا أسخر منه وأتجول في شوارع بنغازي بدون أن أرى له أي صورة أو مبنى أو أثر بعد بضعة أيام فقط من انطلاق الثورة، أمر يخلف في النفس شعوراً من النشوة وكأن مشكلتي مع النظام كانت شخصية بحتة، أنهار الدم التي سالت جعلت الويل نفسه مقبولاً ولا يبقى القذافي حاكماً، تكاتفت الأيدي وكأن الجميع ممثلين في فيلم تبشيري مغالى فيه، وبدل أن يردد الناس (إرحل) رددوا (قادمون إليك)، باقي القصة تعرفونها.
الديكتاتور أغلق عينيه طيلة الوقت واكتفى بالاندهاش والعربدة مطلقاً يديه حتى قعقع السلاح عند أذنيه، ظن رسول الصحراء أن الأرض ومعها الشعب هما ثمن نبوته التي يرثها بنوه ذوي الدم الأزرق اثنان وأربعين سنة طويلة أخرى وأن هذا هو القدر.
وأنا أسخر منه وأتجول في شوارع بنغازي بدون أن أرى له أي صورة أو مبنى أو أثر بعد بضعة أيام فقط من انطلاق الثورة، أمر يخلف في النفس شعوراً من النشوة وكأن مشكلتي مع النظام كانت شخصية بحتة، أنهار الدم التي سالت جعلت الويل نفسه مقبولاً ولا يبقى القذافي حاكماً، تكاتفت الأيدي وكأن الجميع ممثلين في فيلم تبشيري مغالى فيه، وبدل أن يردد الناس (إرحل) رددوا (قادمون إليك)، باقي القصة تعرفونها.

و بكل اللغات توحد المعنى، ذيُلت الشاشات بأسطر حمراء وتركزت عدسات الأقمار وانعقدت المؤتمرات الدولية وعلا صوت الهتاف وحشدت الصفوف وارتفع النفط وكُتبت المقالات وانعقدت الاتصالات ودبرت المؤامرات وتحركت البارجات وأغارت الطائرات وصار كل بيت في بلادي المنسية صالحاً لريبورتاج عالمي سعيد ومأساوي في نفس الوقت..أما الله فكعادته اكتفى بالتفرج مطمئناً إلى أنه في النهاية سوف يُنسب إلى حكمته كل شيء.
تكبير.. الله أكبر.. وأسلحة الفتك تطلق حممها على البيوت والله نائم، تكبير..الله أكبر..والشباب يُقتلون في حرب غير متعادلة والله غير مهتم، تكبير..الله أكبر..والناس في رمضان يحمدون الله على حمايتهم من القذافي بينما من يفعل هي طائرات من غير طيار صنعها علماني فاجر، تكبير..الله أكبر..والأشهر تتالى والناس تمشي على الجمر..داعين الله..لكنه أصم، تكبير..الله أكبر..وأخيراً سقط الطاغية..فيبدو أن الله استيقظ متأخراً جداً بعد سنين من العذابات وعلى وقع رصاص الشعب الهادر وقذائف الناتو ليُسقط الطاغية في آخر المطاف على أرض محروقة، تكبير..الله أكبر كذبة.
تكبير.. الله أكبر.. وأسلحة الفتك تطلق حممها على البيوت والله نائم، تكبير..الله أكبر..والشباب يُقتلون في حرب غير متعادلة والله غير مهتم، تكبير..الله أكبر..والناس في رمضان يحمدون الله على حمايتهم من القذافي بينما من يفعل هي طائرات من غير طيار صنعها علماني فاجر، تكبير..الله أكبر..والأشهر تتالى والناس تمشي على الجمر..داعين الله..لكنه أصم، تكبير..الله أكبر..وأخيراً سقط الطاغية..فيبدو أن الله استيقظ متأخراً جداً بعد سنين من العذابات وعلى وقع رصاص الشعب الهادر وقذائف الناتو ليُسقط الطاغية في آخر المطاف على أرض محروقة، تكبير..الله أكبر كذبة.

عندما يصدق الشخص او يصدق من حوله أنه ملهم لدرجة تخوله القول أن هذا الإلهام هو مصدر سلطته فهو يشبه النبي، ومن حسن الحظ أننا لم نعد نصدق الأنبياء المعاصرين ولهذا برزت مفاهيم ترتدي الحرير من نوع الليبرالية والديمقراطية وتداول السلطة وحقوق الإنسان، أما الأنبياء الميتين منذ قرون فقد تحولوا لمصدر تأويلي يتم إخضاعه ليتناسب مع هذه المفاهيم الحديثة بألاعيب دجلية إلى حد إثارة الغثيان، وفي داخلنا جميعاً نعلم أن الأنبياء وجميع خلفائهم..من كبير كهنة الفراعنة حتى شيخ حينا..هم عبارة عن مستبدين صغار.

أما الحرية..فأراها هناك في الأفق بعد أن سقط النبي بين أيدي مكذبي نبوته، اليوم أستطيع الحديث بصوت عال دون أن أترقب زوار الفجر، الجميع يعتبرون أنفسهم منتزعي هذا الحق وبالتالي هم الأولى باستخدامه، نزلوا إلى الشارع وامتشقوا السلاح بدون أقنعة فكنت أرى الإسلاميين مع العلمانيين مع من لا يعون أي معنى لهذه التصنيفات من الأصل، صار واجباً على كل مدعي الوطنية أن يساهم مبرهناً على صحة منهجه أو فليقنع بالنسيان والنواح، قرابة الثمانية أشهر قضيتها متجولاً بين كافة مدن الساحل فعرفت شعباً ظلمته بظني أنه سيبقى ذليلاً خانعاً إلى الأبد فإذا به أسد يفترس عدوه أولاً فإن جاع قد يفترس بنيه.
لم يعد لحالة الكمون معنى فكافة النوافذ فتحت ويجب صد من يحاول إغلاق أياً منها، الإسلاميون هنا بدأوا ينتظمون ويتمولون ويرشون ويتسللون إلى مراكز صنع القرار مزودين بكافة ما يلزم بدءً من القرآن وحتى راجمات الصواريخ، وما دام هناك من يرفض استخدام عقله وعلمه مستبدلاً ذلك بالمنهج الإلهي السحري فسيجد الإسلاميون كثير من الأتباع، وما أجمل الدين عندما يكون مطية لحشد الأصوات ببرنامج انتخابي لما بعد الموت، حتى أنني أراها جولة خاسرة للتيار العلماني منذ الآن فيبدو أن الشعوب تحب أن تجرب بنفسها..وتكرر تاريخ من سبقها..حتى تدرك فداحة خطأها، وأرجو حينئذ أن تجد خط رجعة رغم فوات الأوان.
لم يعد لحالة الكمون معنى فكافة النوافذ فتحت ويجب صد من يحاول إغلاق أياً منها، الإسلاميون هنا بدأوا ينتظمون ويتمولون ويرشون ويتسللون إلى مراكز صنع القرار مزودين بكافة ما يلزم بدءً من القرآن وحتى راجمات الصواريخ، وما دام هناك من يرفض استخدام عقله وعلمه مستبدلاً ذلك بالمنهج الإلهي السحري فسيجد الإسلاميون كثير من الأتباع، وما أجمل الدين عندما يكون مطية لحشد الأصوات ببرنامج انتخابي لما بعد الموت، حتى أنني أراها جولة خاسرة للتيار العلماني منذ الآن فيبدو أن الشعوب تحب أن تجرب بنفسها..وتكرر تاريخ من سبقها..حتى تدرك فداحة خطأها، وأرجو حينئذ أن تجد خط رجعة رغم فوات الأوان.

في خضم كل هذا كنت أتمكن من زيارة صفحتي الأثيرة هذه مراجعاً ما يجد من التعليقات، وهي تعليقات تدور في نفس الدائرة وتتضمن أسئلة في معظمها قمتُ بالكتابة عنها سلفاً مما يغني عن التكرار، لكنني أشعر بالوفاء إزاء هذه المدونة لما عنته لي من واحة تعبير في صحراء قاحلة، وعن طريقها تعرفت على ثلة من أروع الأصدقاء الذين يصعب لقاء أمثالهم، وما كان هجرانها إلا اضطرارياً لأسباب يمكن للمتمعن تخمينها، فبعد الزلزال الذي حصل هاهنا يعتبر استهلاك المزيد من الوقت والمداد في اجترار وتعرية الإسلام وباقي الأديان رفاهية لا استطيع نيل المزيد منها، وأود لو استخدم وقتي على الشبكة فيما هو أقرب وأكثر إلحاحاً فقد قلتُ كلمتي في الأديان وكافة ما عندي وضعته على الطاولة بصراحة فائقة، وحان وقت المضي وترك باقي المهمة لعناكب Google الطيبة.
فإذا زار أحد هذه المساحة يوماً فسيجد التعليق مفتوحاً للجميع حتى أجد عذراً للمرور هنا مراجعاً ما يستجد، كما سأظل على Facebook وأتابع بريدي الظاهر على جانب المدونة لأتواصل مع كنزي من الأصدقاء، هذا بينما أنشيء مدونة أخرى باسمي الحقيقي تهتم بالجوانب السياسية والاجتماعية في بلدي فالتنوير مجالاته متعددة، وإذا تصادف أن وقع أحدكم على تلك المدونة وخمن من الطابع أو الأسلوب انها لي فليعلم أن المدونات كثيرة والأساليب تتشابه!
شكراً للجميع المتفقين والمختلفين والذين بين بين، وآسف لعدم تعقيبي على تعليقاتكم مؤخراً، فقد استفدت منكم وآمل أنني أفدتكم، وتحية للأصدقاء الأعزاء برجاء أن نظل على تواصل..
أستودعكم عقولكم، ودوماً أقول:
فإذا زار أحد هذه المساحة يوماً فسيجد التعليق مفتوحاً للجميع حتى أجد عذراً للمرور هنا مراجعاً ما يستجد، كما سأظل على Facebook وأتابع بريدي الظاهر على جانب المدونة لأتواصل مع كنزي من الأصدقاء، هذا بينما أنشيء مدونة أخرى باسمي الحقيقي تهتم بالجوانب السياسية والاجتماعية في بلدي فالتنوير مجالاته متعددة، وإذا تصادف أن وقع أحدكم على تلك المدونة وخمن من الطابع أو الأسلوب انها لي فليعلم أن المدونات كثيرة والأساليب تتشابه!
شكراً للجميع المتفقين والمختلفين والذين بين بين، وآسف لعدم تعقيبي على تعليقاتكم مؤخراً، فقد استفدت منكم وآمل أنني أفدتكم، وتحية للأصدقاء الأعزاء برجاء أن نظل على تواصل..
أستودعكم عقولكم، ودوماً أقول:

سلام للعقلاء
View Original