المُندسّة السورية: لانها لنا جميعا

الكثير من المواضيع التي تم طرحها على المندسة ,كانت تدور حول الثورة السورية توثيقا او تقييما ,او تتناول موقفا ما وتناقشه ,سواء ما يتعلق بالثورة والثوار او المعارضة باطيافها واشخاصها او حتى النظام ,وقد تمتد الى المواقف الدولية والاقليمية ,وطبعا كما هي العادة المعروفة للموقع فالباب مفتوح للجميع ,وسيبقى مفتوحا كما ارجو ,سوريا يحكمها نظام استطاع ان يصنع فيها فئات كثيرة من الفاسدين والمارقين و الانتهازيين وهؤلاء كانوا ومازالوامكشوفين للجميع ,ولكنه وبدهاء كبير زرع بذارا من الفتنة والتضليل وابقاها كامنة الى ان يحين وقت انتاشها ,وقد حان ,فبعد ان استطاعت الثورة ان تزيل الكثير من اللبس والغموض حول الكثير من اطياف سوريا وتوضح مدى التماسك والترابط بين افراد الشعب السوري من درعا الى حلب واللاذقية والدير مرورا بحمص وحماة وادلب وغيرها من مناطق سوريا الرائعة,وصدور اكثر من بيان يعبر عن مواقف بعض الطوائف التي هي من سوريا اصالة ,والتي بينت ان الثورة السورية هي ثورة ليس لها لون محدد او نمط محصور بجهة دون اخرى ,رغم محاولات النظام الفاشلة اضفاء الكثير من الصفات التي تسعى الى تضييق نطاقها الواسع ,من اتهامها بالسلفية الى العصابات المسلحة والاخوان وحتى القاعدة,ولكن قمع النظام وارتفاع عدد الشهداء وتشتت المعارضة وعدم قدرتها على توصيف مشترك وجامع للثورة ادى الى ظهور اصوات منها ماهو برئ ويدفعه معاناته وألمه الحاليين , ومنها ما هو حزين وممتلئ الغضب لواقع عاشه سابقا او عاشوه اهله نتيجة اجرام النظام,وهؤلاء لا يلامون ولاجلهم ومنهم قامت الثورة ,وان عبروا واخطاوا التعبير لا يمكننا لومهم او شجبهم انما واجبنا تصبيرهم ومواساتهم ,وان نوضح لهم ان قيام سوريا البلد النظيف النقي الحر هو من سيرد لهم اعتبارهم ويحصل لهم حقوقهم ,واجبنا كمندسين ان نشعر بهم وبشدة ولكن لاننا خارج مايعانونه ويعيشونه يجب ايضا ان نكون ناصحين ومرشدين ان راينا دفعا او انحرافا نحو طريق خطأ,انا لست ضد تعدد الرؤى والآراء,ولكن على كل منا ان يجعل رؤيته الاكبر سوريا ,اننا من طوائف واديان واعراق مختلفة ولكن عند سوريا يزول كل اختلاف ,هناك صنف اجلت وصفه يرقص على دماء الشهداء باكيا ,هو مرآة النظام ان لم يكن صنيعته,لا يرى ويعرف سوى الدماء احيانا تشعر انه يريد ان تزيد الدماء على الارض ان كانت تقربه من هدفه ,اطماعه بالبلد اشد من اطماع النظام ,يريد سوريا مزرعة لاطماعه او لافكاره حكرا دون اهلها ,يريد ان يهجر اطرافا ويبيد اخرى ,لا يفرق عن النظام وافعاله سوى بادعائه تبني مطالب الثوار ,الثورة قامت لدفع الظلم لا لكي نصبح ظالمين ,قامت ضد الاقصاء والقمع ,ضداللون الواحد والحزب الواحد والرؤية الواحدة,لا لنصبح اكثر اقصاءا وقمعا من نظام ثرنا ضده ,اريد سوريا لكل السوريين ,وكل السوريين لسوريا ,اريد ان اتمشى على شطآنها واصعد جبالها واهبط في وديانها ,وامتع نظري في سهولها الخصبة الشاسعة ,اريد ان انشق عبق التاريخ من كل آثارها وارى الحضارات من خلال احجار بقيت بعد مرور الزمان وفناء الانسان ,ولن اسمح لاحد ان يحرمني اي شبر من ارضها لان كل ذرة تراب فيها لي منها ما لكل السوريين ,ارفعوا صوتكم على كل صوت يريد سرقتها منا ,واخيرا ما جعلني اكتب هذا هو الوصف الرائع لبعض سوريا من اخونا حر ولكن والذي ازعم انه حر صرف بدون اي لكن ,بعد ان اثار حنقي بعض المواضيع والتعليقات التي اشعرتني بالغثيان والاشمئزاز لا بل الرعب على احلى واغلى بلد……. سوريا .لانها لنا جميعا .