حوار شاعر ثائر حتى على قيود قواعد اللغة التي بدورها أعادته إلى صوابه لتعلمه بأنها هي التي سطرت الماضي والحاضر وهي التي ترسم لنا طريق الحرية في المستقبل .
عذراً يا لغة الأمِّ , يا أمّي ما عُدْتُ أطيقُ التشكيلَ و التنوينا
الفاعل ُ يُرْفَعُ فخراً و هو قاتلٌ سفاحٌ يُذَبِّحُ مِنْ شعبي الملايينا
كيفَ لي بِضَمِّ الحاقدِ و حُزْنِي أَنْسَانِي َ الضَمَّ و التَقْبِيل َ و التلحينا
القلبُ يَعْتَصِرُ و الروحُ تَنْفَطرُ و الدمعُ يَنْزِفُ حُزْناً مِنْ مآقينا
سأُغَيَر ُ التشْكيلَ عامِداً مُتَعَمداً و أُعيدُ ترتيبَ الأسماءِ حينا
* * *
ما زِلْتَ طفلا ً يا ولدي سَجِيّاً حتى لو بَلَغْتَ الخمسينَ و الستينا
أنا اللغة ُ, لغة ُ القرآن و أحَرُفِي مِنْ عِنْدِ اللهِ مَصْقولَة ٌ فينا
فلا تَهْلَعْ مِنَ الأسماءِ و الأفعالِ إ ِنْ كانَ ضَمّا ً و جَرا ً و تَسْكِينا
أما سَمعتَ عنْ حمصَ و أبطالِها كيفَ تجاوزتْ بطولاتهُم حطّينا
الشهيدُ مرفوع ٌ عندَ اللهِ مرزوقاً بِجَنةٍ وَسعَتِ السماواتِ و الأراضينا
والمناضلُ يضمُّ كفنَهُ طالباً حريةً و كرامةً و عدلاً مبينا
و الأمُّ ُ تَزرعُ مولودَها بِحُضْن ٍ تقيهِ الظُلاّمَ والقَتَلَة َ و الحاقدينا
هَدَّ الغزاةُ المنازلَ فوقَ رؤوسِنا ونحنُ بقلوبِهِمْ زَلْزَلْنا البراكينا
نضال درعا يا أولادي بداية ٌ لِنهاية ِ عبوديةٍ إنْ تكونوا مرابطينا
بالروح ِوالدم ِ و الاستشهادِ تُسَطّروا للِتاريخ ِ مَلحَمَةً لا تَعْرِف اللينا
تراب ُ أرضِنا شوقا ً يحَاكينا و مزاليجُ أبوابنِا قَسَماً تُناجِينا
أرى الأفراحَ يا أحِبائِيِ قريبة ً و أَشم ُّ عِطرَ الوردِ و الياسمينا
تَكَلَلَتْ سوريّةَ بالنجوم ِ ساطعة ً و بالحريّة ِ تفوحُ أَ زِقّتُها رياحينا
أُمَّةَ العُرْب ِ فِيقِي زَغْرِدِي وهَلّلي هكذا عادَتْ لنا … عادَتْ أمانينا
By: free Sibai
View Original
