اعتمد السوريون و ما زالوا على البسمة , لـ التخفيف من مشهد الدم , الذي بات يلوّن حياتنا , من استشراس النظام السوري , في السفك و القتل , مقابل صمت دولي , و تحرك خجل , يرى كلّ فيه التأني خير قرار , ضماناً لـ مصالحه , و كلّ ذلك على حساب دماء أهلنا , و أنّات معتقلينا , و صقيع نازحينا ,,
الأزمة ليست لـ شهر أو اثنين , هي تقارب السنة , و علم انتهائها عند الله , لذا مال أغلبنا الى ( التقفيل ) ليس فقط من باب التنفيس عن حالنا بـ السخرية ,, و لكن لـ نقف في هذه ايضاً ضد الأسد , كونه و كما قال لنا العم حسن نصر الله : رئيسكم ما بيقفل !!
ما علينا ,,
البارحة كانت ليلة سخرية ( دبل ) ,, ابتدأت بـ الاتجاه المعاكس , و انتهت بـ مجلس الأمن , و لينقل موالو الاسد , السخرية بـ حالهم و كلامهم , اينما حلّوا و ارتحلوا ,,
بـ البداية خرج علينا , جوزيف أبو فاضل , في الاتجاه المعاكس , مقابلاً محي الدين اللادقاني , و لـ الامانة , فقد لاحظنا , أنّ من يمثل موقف الثورة في الاتجاه المعاكس , اصبح يلجأ الى الاستفزاز , أكثر من تناوله القضية , ربما لـ تحول البرنامج الى عداد نقاط , من يسرع أكثر , و يزنق الآخر أكثر ينتصر , بعيداً عن لب القضية , او النقاش السياسي و الإقناع , و كان ذلك الدور فضفاضاً على الأغلبية , بعد أن اتقنه محمد العبد الله , الذي جمع الأمرين معاً ,,
و لكن هذا لا يعني , أن يأتي شبيحة لبنان , و يخرجوا على الجزيرة , كما يخرجوا على قنواتهم , و التي تعد تلك الظاهرة فيها , ليست بـ الغريبة أو الجديدة ,,
و بعد انفعال خالد عبود على الدنيـا , رغم انه كان لـ وحده بدون استفزاز , جاء جوزيف ابو فاضل , لـ يكون منفعلاً ايضاً , و هذا يدل على حالة موالي النظام عموماً , و الذين يشعرون بـ حراجة الموقف , و أن رهانهم بدا آيل لـ الخسارة , و بعد اسرافهم في التأييد , اصبحت العودة مخجلة , إن لم تكن غير متقبلة , فـ خرجوا عن طورهم , فـ العبود يبشر بـ قصف قطر , و كـ أنها و كالة من دون بواب , و ابو فاضل ينتفض و يضرب و يشتم و على الهواء , دون ميزان او ضوابط !!
فـ اذا كانت تلك حالة الموالين , فـ كيف حال النظام , المعني أكثر بـ الخناق , نتمنى أن يكون مثلهم بل أكثر جنوناً ,,
مباشرةً , و بعد انتهاء سيرك أبو فاضل , انتقلنا الى مجلس الأمن , و توالت الكلمات و الآراء , من المندوبين و وزراء الخارجية , وصولاً الى مندوب سوريا , بشار الجعفري ,,
لا جديد نستغربه , في اللغة الخشبية لـ النظام و من يمثله , و مواضيع الانشاء , و كتب القومية , التي أكلوا بها رؤوسنا , و لكن تلك الشاعرية , هي الجديدة !!
بدأ يشكو العرب , على طريقة نزار قباني , و لم يتفطن الى أنّ المرحوم نزار , قد بخش النظام بـ قصائده , و من العار التكلم بـ لسان نزار قباني , لـ خدمة النظام , و هذا النظام هو من نفاه عن بلده ,,
و استمر الجعفري , في كلمته الشاعرية , بـ الالتفاف عما يجري , و نقل الكرة الى الملعب العربي , متناسياً أن الجلسة التي هو فيها , عُقدت من أجل شعب يذبح , لا من أجل شخصنة دولية , بين سوريا و بين قطر او السعودية , او العرب عموماً ,, و ذهب بنا الى ( الخرجية ) و طفولته و تحية العلم , و مقاومة الاحتلال , و نضال الجزائر , مبتعداً عن الحجة المنطقية السياسية , و التي رمى حملها على المندوب الروسي , و اكتفى هو و كأنه يخاطب الموالين من السوريين فقط , و كأنه في مجلس الشعب !!
هو اراد الحديث بـ العربية , متقصّداً أن يكون كلامه فقط لـ الموالين , فـ هم الرصيد الباقي الوحيد , و يدل على ذلك مفردات الكلمات التي استعملها
فمَن من الغرب , سيعطي بالاً لـ ( الخرجية ) !! و أن أول برلمان عربي كان في سوريا !! و أن نزار قباني سبق له , و وصف الحالة المذرية لـ العرب !! هو فعل تماماً كما فعل رئيسه , عندما تكلّم عن الزيتون , بينما الشعب يموت بـ المجان !!
لم تعد صدمتنا فقط بـ رئيس , ظنناه متحضراً , فـ إذا به جزاراً , بل بـ طاقم سياسي كامل , ظنناه محترف بـ اللعب على السياسة , و ظهر لنا أنه لا حول له و لا قوة , اللهمّ سوى اجادة تنفيذ ما يملى عليه , من الرؤوس الكبيرة , و أن من يدير سوريا ثلة من الكركوزات , يحركهم من يحركهم ,,,
و بغض النظر أننا نستطيع اسقاط النظام , أو انه فعلاً سقط , أو أو
فـ هل لـ عاقل أو حتى مجنون و لكن وطني , يرضى لـ تلك المجموعة , أن تحكمه من جديد , و هو يرى – عدا عن وحشيتهم و حقدهم – يُضحكون العالم عليهم !!
حتى أن هيغ البريطاني , سخر مما قال , رغم أن الأغلبية ملتزمين بـ كلمات مكتوبة , و لكنه شعر كما شعرنا , أنّ الجعفري يهذو و يكذب , و يجب الرد عليه , و تقزيمه ,,
و له بـ السياسة قدوة , من وزير خارجية ( العربان ) القطري , الذي عاد و تكلّم بـ هدوء و عقلانية , و لم ينكر فضل سوريا , و لم ينكر أن الخليج كان فقيراً معدماً , و لكنه أكد أنّ قضية اليوم , قضية شعب يموت ذبحاً , فما لهذا شأن بـ ذاك !!
و بـ العودة الى السخرية , التي أصبح النظام و من والاه مادة دسمة , لـ اخراجنا و لو لـ لحظات , من همنا و كربنا , فقد كانت ليلة البارحة زخمة بها , من الصفحة الصينية , التي جاءت رزقتها ( كما تقول ) , الى انشاء صفحات جديدة عن خرجية الجعفري و شعرورته ,,
و تستمر الثورة – رغم جراحها – متألقة , فرحة , مبدعة , تلامس الحرية , و نحن بـ انتظار جديد كفرنبل , بعد تلك الليلة ,,
و الثـورة بـ عون الله منتصـرة ,,
View Original