Quantcast
Channel: 优发娱乐wwwyoufa8|优发娱乐平台|优优发娱乐pt客户端下载
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

المُندسّة السورية: أزمة الحل

$
0
0

عندما تطول أي مشلكة وتتعذر الحلول وتدخل في مخاض عسير تتداخل فيه الأسباب الأولية مع ما جد وطرأ وتطور، تبرز بشكل طبيعي مسألة إسناد أسباب الفشل إلى مختلف الاتجاهات، وتوزع الاتهامات، وتضيع البوصلة، وتبدأ عملية التملص من المسؤولية، أو الخروج بحلول وهمية ايحاء بأنه توجه جديد خالص وجهد يصب في اجتراح الحل المنشود.

وأيضاً، حينما تتعقد المشكلات تنشأ قوة ضاغطة مرهقة لجميع الأطراف فتضعف الحكمة ويهيج الغضب. تراشق الاتهامات ليس حلاً. عرض العضلات ليس حلاً. التحليل والتنظير مهما بلغ من نبوغ ليس حلاً. الحل هو فعل وهنا نسأل أين الحل؟ أنا أراه في مكانين. في الشارع السوري إن حدث تنامي في الضغط الثوري، خاصة في حلب ودمشق، وفي الغرب إن نوى. وقد أكون مخطئاً. لست هنا بوارد تقديم الحل، فهذا حديث يطول، بل بالدعوة إلى البحث عن الحل بحكمة.

ينال المجلس الوطني هذه الأيام النصيب الأعظم من كيل الاتهامات والتشكيك بفعاليته وحتى وطنيته. أنا شخصياً ممتعض من كافة مكونات المعارضة بمختلف أطيافها، فقط لأنها لم تلتئم في جمع واحد مع أنها تشترك في وحدة الحال والهدف.

صدحت الأصوات الآن لتهتك بالمجلس وتلقي عليه مسؤولية العجز عن إنجاح الثورة السورية. وهو بالفعل عاجز. لكن هل من ينتقد لديه الحل؟ أشك، وأشك كثيراً. وجه مرة أحد أعضاء المجلس الوطني على صفحته على الفيسبوك، وذلك وفي أول أيام القصف على حي بابا عمرو، نقداً لاذعاً لبرهان غليون لكونه ليس لديه حلاً. وقد قدم هذا المعارض مجموعة من النقاط، بعد نقده، كحل برأيه، أهمها الاتصال بالصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية والضغط عليها لتقوم بواجبها. وها نحن نرى كيف أن فرنسا وضعت كل ثقلها لإخراج صحفية، وما استطاعت انتشالها من الحي الشهيد إلا بعد جهد جهيد.

لا تهمني الأسماء، منتقدة أو منتقَدة. لكن كثيراً ما سمعنا أن برهان غليون رجل فكر وليس قيادة. إخلعوه من منصبه. لكن مَن مِن الذين ينتقدون وحتى يزعقون يكفل أن أي بديل سيقدم الحلول السحرية. أنا أجزم أن سمات القيادة ليست هي الداء ولا الدواء. مشكلتنا أكبر وأعظم.

دوامة العجز ستواصل الدوران مهما تغيرت أسماء المعارضة، فقط لأن الغرب لم ينوي ساعة الصفر بعد. القوى العظمى متمثلة بالغرب لم تنتظر يوماً معارضة موحدة لتحقق هدفاً حددته وباشرت العمل على تحقيقه. حين غزا الأمريكيون العراق استطاعوا أن يخلقوا معارضة في نصف يوم وليلة وجاؤوا بشخوصها كأنهم أعلام في الوطنية. في أفغانستان جاؤوا بكرزاي من حيث لا يعلم الأفغانيون. حتى في ليبيا، من قال أن المجلس الانتقالي برئاسة عبد الجليل كان محط اجماع الليبيين؟ لكن السرعة أخذت الجميع على حين غرة، وأنقذت الثورة الليبية من التسويف وتبعات المماطلة.

لا أريد أن أدخل في أسباب التقاعص الغربي أو تمهله على أحسن تقدير، وهو تمهل جلي لا ينكره سوى أعمى بصيرة، ولست هنا بوارد مناقشة الأسباب. لكن أرى أن فاعلية المعارضة، مهما كان اسمها، يرتبط بنية دولية جادة على مساندة الثورة وليس انتظار مفاجئات من الداخل السوري.

السياسة فيها نفاق ومرواغة ومهادنة وتروي ولعب على الاحتمالات وتقدير للربح والخسارة، وهذا ما لا تعترف به الثورات. وهنا مكمن الخلاف، وجوهر الهوة بين المطلوب والممكن. الثورة حل جذري، الثورة مبدأ لا يحيد، الثورة تقوم لتقوّم السياسة. والثورة دائماً نبيلة ويجب أن تكون مجبولة بالحكمة.

إن أي معارضة، مجلس وطني أو غيره، وبدون الدخول بالأسماء، ستدخل لعبة السياسة شاءت أم أبت. أليس التوجه إلى الجامعة العربية كان سياسة؟ وبعد ذلك طرق أبواب مجلس الأمن، من ثم الجميعة العامة. أي معارضة تأتي سيكون مهمتها الآن مواصلة طرق الأبواب، وتحمل طرق ضغوط الثورة، إلى أن تفتح الأبواب الموصدة، أو تتكفل الثورة بفج أبواب الحل داخلياً. وإلى حينها يبقى السجال بين مطالب الأرض وفاعلية المنابر.

هذه ليست دعوة لرفع النقد أو تبجيل كل ما يتعلق بالثورة، لكن إلى وضع الأحكام في نصابها ووزن الأمور والتعامل معها حسب أثقالها. بإمكاننا القول أن كل المعارضة تعمل كمنابر إعلامية لا أكثر. وحتى في خانة الكلام الذي هو متاح، فشلت المعارضة في تقديم خطاب متوازن يرسم سورية المستقبل، ويخاطب الأقليات والطوائف، ويتوجه إلى كافة شرائح المجتمع السوري ليس فقط الثائر، فالمتردد لا يقل ثقلاً، والأهم العمل عملياً على الأرض لتنسيق الجهود ورفع فعاليتها وبناء شبكات متينة للتواصل والإنجاز. هذا يشمل كل المعارضة وأهمها أن المجلس حقيقة فشل على مستوى الخطاب على الأقل، وهيئة التنسيق مثلاً فشلت على الأرض وهي التي تزاود بأنها معارضة الداخل وتعمل على الأرض السورية، ماذا فعلوا على الأرض؟ لا أراهم على أبواب بابا عمرو؟

وأعود لأقول، ما الخطاب الذي قدمته المعارضة العراقية أو المجلس الانتقالي الليبي؟ لا شيء سوى طلب سحق الديكتاتور، وكان كافياً، لأن الدعم كان حاضراً وكافياً.

نقد الذات مطلوب، لكن جلدها لا يأتي بالحل. الثورة ستدفع باتجاه انتاج الحل. داخلياً كان أم خارجياً. وأرى أن مؤتمر أصدقاء سوريا لم يبح بكل شيء، وأن شيئاً قد بدأ. وأخيرا، وليس مناصرة للمجلس الوطني لكن تأكيداً على فكرتي، أعدكم أنه عندما يتخلى الغرب عن مراوغته سيصبح المجلس الوطني هو حامي الحمى، إن أسعفه الوقت.

آدمي


View Original

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18262

Trending Articles