الجمعة 4\2\2012، ذكرى مجزرة الخالدية: قوات العدوّ تقصف مدينة حمص بالآليات العسكرية، وتحصد من أرواح السوريين حوالي 250 نفساً ما تزال تلعننا حتى يوم القِصاص.

أيها الأباة، أنتم آخر من تبقى من كرامتنا.. أناديكمْ\ أشدّ على أياديكمْ\ أقبل تربة الأحرار تحت نعالكم وأقول أفديكمْ…

أيها الاحتلال.. أيها المارّون بين الكلمات العابرهْ\ منكم السيفُ ومنّا دمُنا\ منكم الفولاذُ والنارُ ومنّا لحمُنا\ وعلينا ما عليكم من سماء وهواءْ\ وعلينا نحن أن نحرس وردَ الشهداءْ\ فخذوا حصّتكم من دمنا، وانصرفوا\ آن أن تنصرفوا…

أيها الخُرْس، أنتم شركاء القاتل، وأبواق أبواقه، وخوفكم من الفوضى هو الفوضى. لا سامحتكم الدماء!

بالرغم من الألم والأسى الذي يعتصرني ، وحزني الشديد على الدماء المسالة ، من قبل أعتى مجرم في القرن الواحد والعشرون، وبالرغم من توقع الكثيرين من المحللين السياسيين والمتابعين وخاصة من السوريين أمثالي الذين عاصروا جريمة العصر في حماة 1982 ، و معايشتهم جرائم الجزار الأب ، فقد كانت جرائم أمس ما هي إلا فقرة من مسلسل الجرائم التي قام بها ذلك المجرم .

لقد أفقدتني هذه الجريمي توازني حتى أنني لم أستطع الخلود للنوم حتى هذه اللحظة ، وأذهلني تعامل الاعلام الخارجي مع مشهد الدماء وهم يوردون خبر المجازر الحاصلة على استحياء ، فتارة لا يصدقون الأخبار الآتية من الداخل السوري ، وتارة يشككون في مصداقية الخبر، ويحاولون الحصول على تفاصيل تافهة ؛ لا تغني ولا تسمن من جوع ، و الموقف المبكي المضحك ذاك التصرف الذي ابدته مذيعة قناة الجزيرة عندما سالت خال ابو صلاح ، هل مازال القصف حتى هذه اللحظة ، وهي تسمع أصوات التفجيرات تعم الأرجاء ، فلا تتمالك نفسها وتقول يبدوا أنهم ردوا على سؤالي وهذا هو جوابهم ، وتستمر في توجيه السؤال نفسه للثائر ، وهو يصيح ويصرخ بعد أن فقد صوابه من هول الكارثة .

لكن ضمن كل هذه العتمة الليلية ، ينبثق فجر قريب بإذن الله ، وتبدأ سلسلة طرد السفراء واستلام السفارات من قبل المعارضة ، حيث كانت أول سفارة يستلمها السوريين هي سفارة سورية في ليبيا ، ولنبدأ بتسجيل هذا التاريخ ( السبت في 4/2/2012م ) ، وطبعا كان سبقه خبر طرد السفير السوري في تونس وان شاء الله تفرط مسبحة طرد السفراء السوريين الموالين للطاغية ، ويبدأ الاعتراف الدولي بالشعب السوري الوليد .

طبعا مع انتظار لقرار من مجلس الأمن والذي أتوقع أن تمتنع روسيا عن التصويت ، ليمر القرار بعد أن عجزت عن الوقوف أمامه بالفيتو ، وتصريحات لافروف اليوم ، بأن إذا صوت مجلس الأمن مع القرار بدون تعديله وفق الرؤية الروسية ، فسوف تكون فضيحة دولية ، أي أن المجتمع الدولي سوف يذهب الى كارثة جديدة على النمط الليبي ، وهذا ما ترفضه روسيا حسب ادعاءها .

وليكون هذا اليوم الدامي ، بداية لمرحلة جديدة من النضال الثوري ، والتي سوف توصلنا بنهاية المطاف الى نيل الاستقلال عن الحكم الأسدي البغيض، واستلام مفاتيح قصر الشعب بإذن الله تعالى.  

الدكتور حسان الحموي

التصويت الذي جرى في مجلس الأمن واستخدام الفيتو كشف عدم وجود اتفاق روسي-أميركي (أي أن المباحثات ما زالت بناءة ولم تصل إلى شيء)، وبالتالي فما ذكرته سابقا عن الهدف من زيارة لافروف ليس صحيحا.

زيارة لافروف هي مجرد مناورة إعلامية من روسيا. روسيا تريد أن تقول للرأي العام الدولي أنها جادة في حل الأزمة السورية وأنها تتواصل بشكل جاد مع الرئيس السوري. هذا هو الهدف من الزيارة. طبعا من الممكن أن لافروف سيناقش مع الأسد بعض المقترحات لحل الأزمة ولكن شكل الزيارة وتوقيت الإعلان عنها هو أهم ما فيها وهو أمر متعلق بالرأي العام الدولي واستعداد روسيا لاستخدام الفيتو في مجلس الأمن.

بصراحة النهاية جاءت بشكل أفضل مما كنت أتوقع. لم أكن أتوقع أن تكون أميركا وأتباعها بهذا الغباء. السيناريو الذي حصل اليوم هو الأفضل لسورية لأنه يعني ببساطة أن القضية السورية خرجت من مجلس الأمن قبل أن تدخل إليه.

استخدام روسيا والصين للفيتو هو رسالة سياسية قوية للمجتمع الدولي تقولان فيها أنهما تثقان بصمود النظام السوري وتجاوزه للأزمة.

طبعا لا داعي لكي أتحدث عن حمد وسعود لأن هذين الثورين صارا الآن مكسوري الرؤوس ومقلوعي القرون وهما في مزبلة التاريخ، وهذا هو المصير الذي تنبأنا لهما به منذ البداية.

هما كانا يريدان الغوص في مزبلة التاريخ وها قد غاصا فيها، فهنيئا لهما بذلك.

بقلم سامي العباس

ياحمد
أنت من غير دنانيرك ,قطعا , لا أحد
وهجائي لك يعليك ولو على رأس وتد
قد حباك الله جسم الثور
كي نهديك حبلا من مسد
وسياطا تلهب الكفلين في كف اسد
ياحمد
جاسم ابن ابيه ..
وأبوه ابن أبيه
هكذا منذ أبي سفيان
قد أولد ذات الريح ذياك الولد

محتد يشتد فيه الظهر في وقت الجلد
ياحمد
ياطريق الهند
فقست سلالات يفوح العهر منها للأبد
مشيخات يحبس التاريخ أنفاسا
اذا مربها
مثلما ينفر انف من جسد
وملوك تخدم الحرمين
في لندن ونيويورك
لا تقصير في هذا الصدد
ياحمد
سل سيف الشام
لا عودة للغمد
ورأس العهر مازال على ذاك الجسد

الجالية السورية في الكويت من أنشط الجاليات نصرة للثورة السورية وهي لا تبخل بالدعم المادي والاعلامي ومواجهة دعاية سفارة النظام التي يرأسها السفير بسام عبد المجيد وهويكتب دعايات للنظام ينشرها بشكل إعلان مأجور حتى تقبل الصحف نشره لتفاهته وطبعا الأجور من مال الشعب السوري ،إنه نسخة لنظامه الذي يستخدم أموال الشعب السوري لشراء الأسلحة التي يقتله بها
هذا السفير وصل لدرجة التشبيح فهو الذي أطلق الرصاص بنفسه على المتظاهرين أمام السفارة بعد أن احتشدوا إثر توارد الأنباء عن مجزرة حمص
تحية من المغتربين في الكويت إلى ثوار سوريا مع هذا الفيدوا الذي يضم جزءا من فعاليات يوم الغضب السوري نصرة للثورة
وفيه أغنية (حمص عاصمة الثورة)

———————————

محمد حسن السوري

جوهر الموقف الروسي منذ بدء الثورة في سوريا يرتكز على عدة مرتكزات:

• بسبب العقلية الأمنية لمعظم المسؤولين الروس فهم يؤمنون بالخطاب الرسمي السوري الوارد لهم من الأمن السوري. لذلك هم لا يستطيعون التمييز بين الثورة في سوريا والثورة في أوكرانيا.
• تعشعش المصالح الإسرائيلية في عمق السلطة الروسية، وتأثيرها على القرار.
• غباء سياسي منقطع النظير، ينتج بالضرورة تصلب غير مفهوم بحجة الموقف المبدئي، هذا المصطلح الذي لا وجود له إلا في سياسات الأنظمة الديكتاتورية.
• نتيجة لذلك هم يخافون على “مصالحهم” السخيفة في سوريا.
• كما أنهم يتصورون أن قدرتهم على استعمال الفيتو يُكسب بوتين أصوات هائلة في الانتخابات القادمة، وربما هذا هو مكسبهم الوحيد الذي سيجعلهم يخسرون المنطقة.
طبعاً الأمور في تعقيد أكبر فقد استطاع الغرب أن يكسب الجولة في الثورة السورية وغيرها من الثورات، حيث استطاع امتصاص الاحتجاجات والثورات التي هي بالأصل قامت ضد أذنابه، ليحاول أن يتكيف معها بشكل لا يخسر شعوب المنطقة… بينما يقاوم الدب الروسي التغيير طمعاً في بعض العسل ويرجع الدب الروسي لينام مقهوراً منكسراً لأنه لا يواكب العصر. وستمهد سياسته الخرقاء اليوم لمزيد من تمزيق روسيا وإنهاء دورها تماماً.
نحن لا يهمنا استفاد الروس أم الأمريكان أم لا. ولكن هل يضرنا الموقف الروسي. إذا أجبنا بالعاطفة: نعم يضرنا. ولكن بالعقل هو يحمينا من صراع مصالح يجعل من بلدنا حالة لبنانية تعبث فيها الرياح.
فهو حمانا من التدخل العسكري ومشاكله حتى الآن، كما يحمينا من محاولات العبث باستبدال بشار بحمار آخر من نظامه مما يجعل التغيير شكلياً. لا تنسوا أن مشروع القرار العربي أو الدولي ليس بجيب المجلس الوطني، بل كل شيء يجري بين النظام والجامعة ومجلس الأمن.
ليصوت الروس بالفيتو أفضل من أن يأتوا بنظام واجهته الشرع وخلفه يقبع نظام الفساد والأمن والقمع. وماذا يفيدنا رحيل بشار وبقاء رجال أكثر شراسة سيتصرفون تحت عباءة الشرع ويقوموا بمجازر أشد وأكثر وحشية.
ليبق بشار حتى إنهاء العصابة الحاكمة، وبعدها إما ان يهرب بشار أو يحاسب. وأعتقد أن فرصة نجاته قد فاتت.
لنكف عن التنديد والشجب ولنشمّر عن سواعد الجدية ولننظف بلادنا بيدنا وساعتها الروس والأمريكان وغيرهم سيأتون إلى بلادنا لحماية مصالحهم.
أيها السوريون ليس لكم إلا سواعدكم. لأن العالم يحتج بالموقف الروسي ليعطي النظام مهلاً جديدة من التجويع والتشريد والقتل. كفى النظام أبر الإنعاش وكفانا الأبر المخدرة.

—————————–
جـبـران

من كم يوم فقست خطبتي…كنت بتمنا أنوا أنا يلي بطّلت أو على القليلة خطيبتي يلي بطّلت…..يلي بطّل هو أختها…أي أختها…..بعد ماحرّضت أمها علي…شو السبب ..أسباب كتير …بس واحد منها بشار…. شو فينى نساوي البنات جانة بهوا…عيون زرقة…رقبة طويلة….مصاري كتير كتير…وفوق كل هدول مثقف ودكتور ورئيس….خريج برا .

كنت دائماً بسمع لما بدون يوصفوا واحد بالفهم يقولوا هادا كان عايش برا… صور نمطية….أذا كنت عايش بأوربا أو تخرجت من هنيك بتكون فهمان…. أذا كنت بالخليج دغري بيجي على مخن أنك زنغيل ومصرياتك كتار….عشت فترة بحياتي بالخليج بس مع هيك رجعت مديون…. بس مين ماشافني يقول عني زنغيل…كنو موبايلي الدمعة كان يوحي بهالشي لأن ماكان وقتها نازل هون.

المهم….تاري الواحد إذا فقست خطبتوا بيحس بالأكتئاب… يامحلا الحكي بآخر السهرة…هيك وتنسى حالك على التليفون…يلعن روحك يابشار…حكولي كتير من رفقاتي أنوا أنا كتير محملها…. يعني عشو معارض؟ …. موظف وراتبي هلقد قدوا …. عشو معارض؟… ليش عطول ماشي عكس التيار… مدري ليش تذكرت وقتها “الأيمن أند أمز*”…. كنت وقتها بأبوظبي وفايت على المول… هي أول مرة بحياتي بفوت مول…وبوشي على كارفور….كمشت هل العرباية وعبيتها أشكال ألوان..عديم ووقع بسلة تين… وأنا عم حاسب شفت كيس “الأيمن أند أمز” على الكاشير كاونتر ..رحت شاريه …وانا كامشو وعم لطو طلعتلي حبة مميزة كل حبات الكيس شكل وهل الحبة شكل تاني… أحياناً بحس حالي متل حبة هل “الأيمن أند أمز” خاصة أنوا ضيعتي كلون “أمز”…….. ضيعتي من الأقليات متل ما صار أسمنا على الأخبار… وأنا بالضيعة من أقليات الأقليات… يمكن لازم أربح شي شغلة….. مابشار من عضام الرقبة…. كيف يعني أنا بفكر بعكس الكل…..

صارت آخر نقاشاتنا هل الأيام عن الجيش الحر… بكلمة نقاش بقصد واحد بيحكي والباقي بيهز براسو …. دائماً بالعادة يلي بيكون عم يحكي هو الصوتو أعلى واحد…… فيكون تتخيلوا شريف شحادة وحوالي عبود وبسام…. أحياناً بيفلت لساني وبقول كلمة أختلاف أراء…… ماعاد ضل شي أسموا أختلاف آراء…. هي المرحلة قطعناها من زمان … هلق في سورية… يا أنا مع سورية يا ضدها….. يعني مافيني كون مع سورية وحابب يكون عندي غير رأيك…. طبعاً مافيني لأنو هلق هي حرب وجود ….المقاومة والممانعة بكفة والصهيونية و المشروع الأمريكي بكفة…. حتى أميركا صارت متآمرة على خطبتي… بقصد خطبتي السابقة.

شبيح…. كنت بتمنى انو شبّح مع يلي راحوا ….. رجعوا متل الأبطال ….هيك بتخيلون متل الرومان لما بيكونوا راجعين من حملة غزوا والبنات عم تتقاتل عليهون….. واحد من قرايبيني بيعتبروه بطل العيلة… نضّف الضيعة من العراعير… يمكن كانت نقشيت معون لولا الوالدة ….. واسطة… بس يمكن مو مطول….. هادا الحقد صار عم يكبر فيني ….صار حقد مضاعف هل الأيام… بأخر الليل بتخيل حالي رايح صفي حسابي مع أختها …الطاسة ضايعة…. يمكن ماحدا يكشفني….يلعن الحب شو بيذل….. معقولي ضميري يسمحلي ساوي هيك…. أو أخلاقي…..شو فرقنا هلق عن زمن الزير سالم ….حرب البسوس ضلت مئة سنة بسبب جمل …شو فرقنا عن هداك الزمن … العرب هني العرب ماتغير شي… أي صار عنى بواريد هلق بدل السيوف الواحد في يقتل تلاتين واحد بالروسية بدل واحد مقابيلك بالسيف….. حتى بالبادية عنى لسى في عالم بتركب جمال…..معقول تكون هي أول سنة ألنا من المئة سنة…….

————————

*الأيمن أند أمز = سميري= حبات شوكالاتة ملونة
* أي فقست الخطبة حقيقية

View Original

إذا أتتك مذمتي من ناقص
2/2/2012
حبيب حوران

في أحد مجالسه الأدبية غمز الشريف المرتضى من شاعرية المتنبي وكان أبو العلاء المعري حاضرا فقال من فوره : يكفيه أنه القائل :
لكِ يا منازل في القلوب منازل أقفرت أنت وهن منك أواهلُ
فاحمر وجه المرتضى وتغيظ وصاح بغلمانه أن أخرجوا هذا الأعمى الحقير . وحين استفسر الحضور عن سبب هذا الانزعاج المفاجئ من بيت شعرٍ ليس فيه ما يريب أجابهم المرتضى قائلاً : لقد كان هذا الأعمى يقصد قول المتنبي في نفس القصيدة :
إذا أتتك مذمتي من ناقصٍ فهي الشهادة لي بأني كاملُ

التاريخ يعيد نفسه تعرف هوية الشريف المرتضى من اسمه وتعرف المعري من انتسابه للمعرة. فها هو الجعفري يستشهد في أروقة الأمم المتحدة بقول نزار: أشكو العروبة أم أشكو لك العربا….ناسيا أن النظام الذي يشكو العرب هو أول المقصودين ببيت نزار…وكيف غفل عن بيت سبقه؟
يـــا ابـــن الـولـيـد ألا سـيــف تـؤجــره
فـكـل أسيـافـنـا قـــد أصـبـحـت خـشـبـا
وبيت يليه مباشرة يقول:
أدمـــت سـيــاط حـزيــران ظهـورهـم
فأدمنـوهـا وبـاسـوا كــف مــن ضـربــا
ســقــوا فلـسـطـيـن أحــلامــاً مـلـونــة
وأطعمـوهـا سخـيـف الـقـول والخطـبـا

فمن غير حافظ الأسد أعطى الأمر بهزيمة حزيران؟ ومن غير نظام الأسد تعلل بالمقاومة والممانعة وكان عكس كل ذلك؟ لقد كان الجعفري الفارسي بقلة فهمه بالشعر العربي يسب نفسه ونظامه من غير أن يدري. سبحان الله سخر للثورة أنصارا وحماة من أعمدة النظام…أما كان عاطف نجيب مفجر هذه الثورة؟

حبيب حوران

بقلم مازن كم الماز

الدولة تسمي عنفها قانونا , أما عنف الأفراد فتسميه جريمة
ماكس شتيرنر
الدولة ليست فقط المحتكرة الوحيدة كما تعلن نفسها للعنف , بل هي مصدره الحقيقي , الحقيقة أيضا أن العنف يشكل أساس حياتنا كمجتمعات و شعوب مقموعة و حالة “الهدوء” المزعومة ليس إلا حالة مققنة من قمع الدولة و الطبقات الحاكمة تحافظ مع آليات أخرى على الجماهير في حالة خنوع , الفارق فقط هو أنه كان قبل الثورات العربية , كان موجودا بشكله الكامن , أشعر بالسخرية عندما يقول أحدهم مثلا أن سوريا قبل اندلاع الثورة كانت هادئة , الحقيقة أن عنصر المخابرات , و بدرجة أقل الشبيح و عنصر الشرطة , كان موجودا عند كل زاوية يراقب و يسيطر على كل تفاصيل عالمنا

من الشارع و المدرسة إلى الجامعة و مكان العمل إلى الجيش و السجن طبعا , معلنا عن الحضور الطاغي للنظام , عنف الدولة “الشرعي” هذا الذي انفلت بكل قوة مع اندلاع الثورات ليحاول سحق هذه الثورات مقابل ظهور و صعود العنف المضاد , الشعبي هذه المرة , خاصة من الطبقات الأفقر … إن كم العنف أقسى و أعمق بكثير في حياة الفقراء مما هو في حياة الطبقة الوسطى و العليا , عدا كبار ضباط الأمن و الجيش طبعا الذين مارسوه و يمارسوه بكل سادية بحكم اعتبارهم كأنصاف آلهة فعليين , الفقر يجعل الصراع من أجل انتزاع أساسيات الحياة اليومية أكثر شراسة و قسوة و عنفا , و قد قامت أنظمة الاستبداد بتقنين ذلك العنف اليومي في حياة الطبقات المضطهدة في ظاهرة البلطجة أو التشبيح , إن العنف واقع يومي دائم رغم أن أبناء الطبقات الوسطى و ما فوقها لم يعتادوا عليه أو حتى لم يشعروا به بهذه القوة من قبل لأنهم معزولون نسبيا عن حياة الطبقات الأكثر فقرا حيث يسود العنف كوسيلة ضرورية في الصراع من أجل البقاء , كما أن ظاهرة العنف ظاهرة همجية لا يمكن تقنينها إلا كما يجري في الجيوش النظامية عن طريق عملية سحق ممنهجة لشخصية الجنود و تفردها و تحويلهم إلى آلات للقتل بالأمر , إلى قتلة مأجورين للسلطة , هذا التقنين غير متاح بعد للعنف الشعبي المضاد الذي أصبح محسوسا أكثر في الشارع بعد خلخلة مجال العنف السلطوي و قوته , أخيرا العنف ظاهرة همجية , أو حيوانية , المصيبة أن المجتمعات الطبقية عندما “أنسنته” “طورت” وظيفته من وسيلة للبقاء إلى متعة للسادة , و للجزء الأعلى من طبقات المضطهدين , صحيح أيضا أن الإنسان لن يصبح إنسانا و لن يؤسس أو يعيد تأسيس عالمه على أساس قيم كالحرية و العدالة ما لم يقض على الإكراه القائم على العنف من عالمه , من علاقة الإنسان بالإنسان , الذي يرتبط بشكل عضوي بالاستغلال الطبقي و الانقسامات الطبقية و استبعاد الناس عن التحكم بحياتها , و في الحالات الثورية التي تمكنت فيها الجماهير من إدارة حياتها مؤقتا لجأت إلى أشكال مؤقتة من تنظيم ميليشيات طوعية غير محترفة غير منفصلة عن الجماهير نفسها و ذلك على التوازي مع إجراءاتها لإلغاء الاستغلال و الانقسام الطبقي و وضع السلطة بيد الناس , أخيرا هناك الكثير من العلامات على دور رئيسي لقوى الثورة المضادة خاصة من أجهزة الشرطة و خدمها من البلطجية في محاولة إجهاض الثورة بتخويف الجماهير الثائرة

بقلم جانيت زهرة

منذ عام 1945 كان تأسيس جامعة الدول العربية …بيت العرب التي استطاعت على امتداد هذه الفترة ترسيخ وجود ودور الكيان الاسرائيلي تجسيدا للإرادة الامريكية وكان لهذه الجامعة دور فعّال في تعزيز وحدة تخلف وجهل وتراجع واستنزاف الشعوب العربية …
اجتمعوا على بقعة كانت جزءا من مستعمرة بريطانية يوما ما ….هذه البقعة انجبت جامعة عربية …..حررت في ميثاقها انها جامعة مانعة لكل انواع الاستعمار …توارثوها ما يشبه الازلام …كان توارث تعاليم اعضائها اقرب ما يكون الى تعاليم (القواد)لابنه ليمتهن ارخص المهن .,اقلها شقاء, وأكثرها مذلة مع تعريف جديد للشرف والكرامة ….

مهما يكن لن ادخل الان بتفاصيل تاريخها في الاحداث التي مرت على الامة العربية ……ولكن الملفت كان اخر اجتماع للجامعة العربية من اجل سوريا …………..اجتمعوا على طاولة مستديرة …برئيسهم المفدى القطري …حامي الحمى والحارس الامين على القاعدة الامريكية في قطر …و كانت تفوح منه رائحة الغاز الذي صادرته إسرائيل ومنت عليه بزجاجة منه ليشمها في المناسبات …..واما امينهم العام فقد كان مصريا امينا على ان يرجع لهذه الارض الطاهرة التي تقبع فوقها كرسيه عددا من الشقراوات ذوات العيون الملونة والنجمة السداسية عساهم يحسنون نسله القبيح …….على الطاولة يجلس العضو السوداني الذي يخبأ سكينا في جيبه ,مستعدا لقطع السودان مئة قطعة على ان يلوحوا بإفساد السيلكون الموجود بين مؤخرته وعرشه.. بجانبه يجلس الصومالي الذي تزقزق عصافير بطنه من الجوع وقد برزت عظام وجهه من المرض وجفت شفتاه من العطش , ايضا كان على اهبة الاستعداد لتفجير نفسه في الصومال شرط ان يطعموه كسرة خبز….الى جانبه يجلس العضو المصري الذي يضع نظارة ويلبس الفانيلا والشورت ووضع فوق رأسه مظلة لأنه كره الشتاء والربيع منذ ربيع الثورة المصرية …..على تكويعة الطاولة يجلس الفلسطيني بعين على مقعد رئيس الجلسة الذي اخذه منه ويد على جيبه الممتلئة ثمن تكويعته ……..وأما على يمينه فيجلس التونسي العلماني سابقا والسلفي حاليا ..يجلس وفي يده مرآة ليطمئن على وجود وصمته التي وضعها على جبينه دلالة على أداءه الفروض الخمسة ولحيته المستعارة وثوبه القصير لئلا يغتالوه الحكام الجدد لبلاده بتهمة ارتكاب الفحشاء والفسق والشرك بالله …..بجانبه يجلس الليبي لابسا درعا مضادا للرصاص وخوذة وبدلة مموهة وبيده رشاشا وباليد الاخرى اربي جي مستعدا ان يرشق بهما امه ان قامت بأي حركة مشبوهة ..مترحما على ايام العقيد ولاعنا جيفارا وابو الثورات التي لن تمنحه سوى الاقتتال والخوف من ابناء بلده …..وهنا وصلنا الى كرسي العضو اللبناني الذي جلس عليها اصحاب القرار في لبنان فكان في الكرسي سعوديا وقطريا وامريكيا واسرائيليا ولشدة الازدحام وضعوا لافتة مكتوب عليها مندوبو اصحاب الملل والطوائف والمذاهب والعرقيات والاثنيات والقوميات الحاكمة في لبنان ….بجانبه العراقي والذي ينتظر انتهاء الجلسة كيفما كان وبأسرع وقت بسبب نوبات فوبيا التفجيرات التي تنتابه , فيخر على الارض تارة او يختبأ تحت الطاولة تارة أخرى بمجرد سماع أي صوت حتى و ان كان صوت سعال …….الان وصلنا الى الجزائري وقد اُلصق على فمه شريطا محكم الإلزاق و قد رُبطت يداه الى الخلف ووُضعت سكينا على رقبته وقد ثبتوا لوحة امامه تقول (ان نطقت بكلمة او عارضت او تحركت فمليون شهيدا اخر في حرب اهلية على يد اخواننا المسلمين ستكون نهايتك ونهاية جزائرك ) بجانبه يجلس السعودي ممثلا لطبقة الملوك ابناء الملوك و رائحة دماء طبقة الضالين (كما يحبون ان يسمونهم) في شرق السعودية مازالت تفوح منه في ارجاء المكان .. وكان اللافت جلوس شيخا تحت كرسيه ومعه قلما وورقة منهمكا بكتابة الفتاوى لأية حماقة ينطق بها سيده ….كما كان الملك السعودي منهمكا بالتصافح مع العضو البحريني باعتبارهم حققوا اول وحدة عربية لدول الخليج على عدة اراض وبعدة ملوك ولكن بدبابات وطيران وقذائف واحدة لذبح الشعب البحريني….ومن انجازات هذا العضو البحريني انه رمى كل لؤلؤ البحرين في البحر كي لا يذكره بدوار اللؤلؤة مهد الثورة البحرينية ……… ما قبل الاخير كان الاردني المخمور والثمل من الليالي الحمراء في لندن ..هذا الاردني طائي العصر الحديث المعطاء الكريم الوفي لقضيته والمستعد دائما لان يجلس هو وشعبه في السفارة الإسرائيلية ويعطيهم الاردن دلالة على إخلاصه لقضيته الاساسية في الحفاظ على حلم اسرائيل بدولة عظمى من المحيط الى الخليج … ….واما الاخير فكان الاول في تقديم كل الدعم والمبادرات لكل الشعوب المظلومة …عراب مؤتمر القضية الفلسطينية والقدس الشريف المسجل غيابا دائما في الحضور والحلول والدعم لهذه القضية ..وقد شغلته عنها قضية ختان عضو ابنه ….المغربي الذي يجلس و بيده مبادرته بشأن سوريا (صاحبة الكرسي الفارغ بالوقت الذي تشهد فيه امريكا وإسرائيل طوابير طويلة ومهلكة للاستيلاء عليه ) وبيد اخرى (طفاية الحرائق) التي بقيت تلازمه منذ ان حرق عدة شباب انفسهم في المغرب بسبب البطالة فقد ابقاها بيده تحسبا لأي طارئ او فضيحة اخرى…وبعد انتظار دام طويلا وصل اخيرا من الشقراء هيلاري البيان الختامي للجلسة متبنيا المبادرة المغربية ويرافقه تذاكر الطائرة الى مجلس الامن …ويتضمن البيان (نطالب بالحفاظ على وحدة الشعب السوري ونبذ الطائفية ووقف سفك دمائه والمطالبة بحريته واطعامه واشرابه وضمان كرامته وممارسة ديمقراطيته وسنتوجه الى مجلس الامن إن قبل الشعب السوري ام لم يقبل فنحن حريصون على مستقبله اكثر منه ونعرف مصلحته وغصبا عنه سنساعده بممرات امنة و انسانية وسنحقق تطلعاته بالحياة الكريمة لأنه يستحقها اكثر من شعوبنا وان لن يتجاوب معنا فالقوات العربية وطائرات الناتو له بالمرصاد حتى تحقيق جميع المطالب ..ومارح نقول لكم شكرا ) ..هل رأيتم ايها السوريون كم نحن شعب مدلل..!!! يجب ا ن تعدوهم بألا تخدشوا سمعهم بأنكم مستهدفون بمؤامرة ..وألا تورقوا راحتهم بالتصدي لها ……فقد اجتمع الكون لأجلنا يا أصدقائي …فعلا اننا شعب محظوظ !!!!!!!

زين ابراهيم

——————–

درسنا الطب معا في جامعة تشرين
لمدة ست سنوات لتفرقنا السنون بعدها كل في طريق
إل أنني كنت أتابع أخباره البعيدة من حين لخر من خل ل صديق مشترك
تزوج صديقي باكرا ورزق بأبناء
سافر كلنا وتركنا البلد طلبا للرزق وبعد ما يزيد عن 10 سنوات التقينا صدفه في مدينة من مدن التغتراب
يعيش فيها كثير من أبناء وطني
لم يتغير كثيرا ل زا ل يميل للبدانة قليل وليطيل شعر رأسه أبدا ويلبس نفس النظارات الطبية
وحتى مزاحه عندما تبادلنا العناق لم يتغير وإن كان فيه مسحة تحفظ استدركه لحقا
على باب أحد السواق التقينا تبادلنا حديثا أحسبه استمر لساعة تقريبا
هل تعرفون لقدكانت سعادتي تغامرة
فأن ألتقي بصديق من أصدقاء الجامعة في إحدى بلدان التغتراب بعد أكثر من 10 سنوات هي أفضل هدية لذلك العام
عرفت بعدها من حديثنا أن أقل من 4 كيلومترات تفصل بين منزلينا في تلك المدينة
كانت الثورة السورية قد دخلت شهرها الثالث
وكانت قوات النظام من طائفتي تجتاح مدينة صديقي وقراها تعتقل شبابها وتعمل فيها صنوفا من القتل والتخريب
كان الحديث في هذا الشأن يحمل الكثير من الشك والخطر ول يمكن أن يستمر بدون مجازفة رتغم أننا كنا نعرف بعضنا منذ مدة طويلة
لم يلبث صديقي أن استكمل تحفظه وتبادلنا أرقام الهواتف إلى لقاء قريب لم يتحقق حتى تاريخ كتابة هذه السطور
بعد مايزيد على أسبوع من لقاءنا المفاجى فكرت أن أزوره مساءا
وههمت إلى هاتفى المحمو ل أطلب رقمه
يرن الهاتف عدة مرات بل مجيب
اعتقدت وقتها أنه مشغو ل أو أن وضعه ليسمح له بأن يتلقى مكالمتى الن
ولكن الموقف تكرر خل ل اليام اللحقة
لم يكن الموقف تغامضا جدا لفهم ما يجري
صديقي ل يريد مقابلتي
فبعدأكثر من 10 سنوات من البعد لم نعد حقا نعرف بعضنا ول يمكن الجزم بما تضمره النفوس
لم يكن الفاصل الزمني هو العامل الوحيد فقط ول البعد بين مدينتينا والذي ليزيد عن 100 كلم
ولكنه الخوف والغضب
لم نسأ ل بعضنا يوما عن طوائفنا ليس لنها معلومة تبعا لنتماءاتنا الجغرافية بل لننا لم نكن نشعر بأنها مهمة حقا
وبين مدينتينا وطائفتينا كان تاريخ طويل من الخوف والغضب والدماء
كنا لزلنا نلعب في قرانا عندما قرر بعض السوريون أنهم يملكون وحدهم الحقيقية المطلقة وأنهم يملكون كل السماء
يعطون لكل شي في الوطن اسمه وصفته
كنا لنزا ل صغارا عندما ضل بعض السوريين وملء الغرور والجهل قلوبهم قبل عقولهم فصاروا يفصلون وطنا على مقاسهم يعيدون
فيه كتابة السماء جميعها
أما من ل يعجبه اسمه فله أن يترك هذا الوطن لوطن بديل
وأما من تساوره نفسه المثمة أن يعطي لنفسه اسما فذلك من الكبائر وعقويته القتل المؤبد
في سراديب وأقبية الخوف والظلمماذا أقو ل فلقد لخص السيد المسيح القو ل
الباء يأكلون الحصرم والبناء يضرسون
كبرنا ورتغم أننا لم نشهد تلك الفصو ل الدامية من تاريخ وطننا ولكنني ل أعرف كيف كانت هذه الفصو ل تنتقل لتحفر ذواكرنا
وتقولب حياتنا وأفعالنا
لعلها عدوى هل ينتقل الخوف بالعدوى ؟
لم أدرس هذا في كلية الطب ولم اقرأ عنه
عدوى الخوف تنتقل عبر الجيا ل
لربما أدرس هذا المر بشكل مفصل لحقا
انتابني حزن عميق
فصديقي الذي يرفض مقابلتي
لتجمعنا إل ذكريات جميلة معا
فكيف له أن يفعل ذلك ؟
في عيد الضحى جائتني رسالته على هاتفي
كانت مقتضبة ل تزا ل تحمل تحفظا ولكنني قرأت فيها نفحة اعتذار
أجبت بنفس الطريقة المقتضبة بكل عام وأنتم والعائلة بخير
لم يكن لكل رسالتينا أي وعد بلقاء قريب تماما
كما لم يكن وقتها أي وعد لوطني بربيع قريب
ل تعتذر يا صديقي
فأنت لم تخطئ أبدا
وأنا لن أقبل أن تقف أمامي بخجل
فأنت فعلت بالضبط ما يجب أن يقوم به كل أب
في هذا الزمن المجنون
يجب عليك أن تحمي عائلتك وأطفالك من القتلة
وأنا ل أستطيع إل أن أقف احتراما لحرصك عليهم
وهذه هي مهمتك المقدسة في هذه الحياة
فبعض شك بي يمكن تعويضه
أما أن تفقد أحد من أهلك فذلك ما ليمكن تعويضه
سينتهي هذا الكابوس السود ولو بعد حين وسوف نلتقي من جديد هناك فوق تراب الوطن
سأحمل أطفالك ونمشي في طرقات قريتي الجميلة
سأقو ل لهم هنا عاش مليين السوريين منذ عشرة آلف عام
وسوف نستمر بالعيش هنا كسوريين حتى القيامه
سنعود معا طبيبين إلى الوطن لنداوي بعض أبناءه
سنعود إلى جامعتنا معا لنتذكر بعض اللحظات
وهنا سأقو ل لبعض السوريين
كفى عبثا سأستعيد صديقيكفى عبثا سأستعيد وطني

View Original

http://syrian-stories.blogspot.com/2012/01/blog-post_29.html
قصص سوريّة
الحياديون سبب تشعب أحاديث الثورة

في كل مساء ، يجتمع شبابٌ من البلد ليطرحوا حديث الثورة على طاولة النقاش، لكل منهم تيار سياسي قائم بذاته، ولكل منهم نظرته ورؤيته وتحليله لما يجري في البلاد، فأحدهم راديكالي والآخر وسطي والآخر إصلاحي والآخر يدعي أنه مستقل…

بالأمس كانوا شباباً سورياً كلهم بعثيون لا يمجدون إلا بشار حتى أنهم نسوا “القائد” الخالد وحيداً في قبره… وعندما قامت الثورة صار لكل منهم له ما يضمره من رغبة بالتملص من البعث وقيادته العتيقة وكذلك الشابة التي تتملق بأسماء السادة والقادة وهم يعلمون أن ماهيتهم طغاة متكبرون أو من وجهة نظر أخرى حقراء وضيعون أشد قذارة من الكلاب الضالة..

وفي كل جلسة يتبدأ أولئك الشباب بالرحمة إلى الشهداء ثم يتفرقون بالوجهات إلى الكيفية التي ستجري بها الأحداث والمآل الذي سيتلقف البلاد والحال التي سترسو البلاد عندها…
بعضهم يؤيد عسكرة الثورة وبعضهم يغالي في سلميتها وبعضهم يحترم آراء الأقلية وبعضهم يبتعد عن هذا الاحترام…

في أحد المرات اجتمعوا في جلسة مع جماعة مؤيدة لعصابة بشار وكان يجالسهم أيضاً شخص يدعي أنه مع تيار ثالث لامعارض ولا مؤيد ، طرف يريد إنهاء الأزمة أو الثورة أياً كان أسمها ، المهم أن يعود الأمان كسابق عهده…
واشتد النقاش الذي آل جدالاً ، والحوار صار خواراً ، الطرفان – معارضة وتأييد – يرميان الكرة إلى الطرف الآخر، فالمؤيدون يقسمون على أنها مؤامرة ويرددون صداها في كل أذن وسماعة هاتف: مؤامرة… مؤامرة…وأن المعارضين هم أدواتها سواء إن كانوا على علم بذلك أم لا، فيطلقون اتهامات التخوين والعمالة بحقهم وينهون أي تعليق بـ “خلصت”… والمعارضون بدورهم يضحكون على المؤيدين بأنهم عبدة لبشار لا يرون أبعد من أنف المقاومة والصمود والممانعة، أما المؤامرة فلا ينكرونها بل يؤكدونها بسخرية عند نهاية كل تعليق أو قول بـ “لسه ما بلشت”… ورغم أصابع الاتهام والتخوين، إلا أنهم جميعاً متفقون على أن من يدعي أنه من التيار الثالث أبله وبليد ومنفصل عن الواقع ، وأن لا موقف له وليس له مبدأ، وأنه بصمته يقوي كل طرف على الآخر…

وفجأة من داخل الصمت المطمور بمسيرات المؤيدين ومظاهرات المعارضين، يتجرأ شخص ممن يسمون بالتيار الثالث ليطالبهم جميعاً بالتوقف عن تحليل ما يجري وتنبؤ أي مصير سيواجهه البلد، مدعياً بذلك أنهم يخسفون بالبلد بحديث السحق والتار والتطهير والتدويل، ويتهم المعارضين بأنهم غير حضاريين ويخفف من لهجته مع المؤيدين خوفاً من بطشهم فيقول لهم بأنهم ملومين…

فيجيبه أحد داعمي الثورة “طالما أنتم خائفون ومتبولون في سراويلكم، فنحن نمتهن التحليل، كفو عن التبول لنكف عن التحليل”…
أما جواب المؤيدين فكان صراخ واتهامات بأنهم جبناء يضمرون دعم الثورة وأنهم لا يرضون مواقف رمادية ، فإما مع بشار أو مع بندر وحمد والعرعور والعصابات المسلحة وليعتبروها آخر إنذار، الأمر الذي يزيدهم خوفاً ورعباً وتبولاً في سراويلهم، مما يزيد التحليلات السياسية طالما هناك بول سببه الخوف…

د.هشام الشامي

———————————
أنا الدكتور بشار حافظ سليمان الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية و القائد العام للجيش و القوات المسلحة و الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي أعلن انشقاقي عن الدولة و الجيش و الحزب و انضمامي للثورة الشعبية السورية ، و ذلك للأسباب التالية:
أولاً- أسباب انشقاقي عن رئاسة النظام السوري:

1-عدم وفائي بالتزاماتي التي قطعتها على نفسي أمام الشعب و ذلك منذ خطاب الفسم عام 2000م عند خلافتي لوالدي و حتى الآن حيث وعدت الشعب بوعود براقة إصلاحية لم استطع على مدى أكثر من عقد تنفيذ أي منها
2-عدم امتلاكي لقراري في حكم البلاد ، و سيطرة مافيا العائلتين الأسدية و المخلوفية من جهة ، و مافيا الأجهزة الأمنية من جهة ثانية على كل قراراتي و مواقفي ، حتى أصبحت أشعر بنفسي أمامهم و كأني ريشة في مهب الرياح لا حول لها و لا قوة
3-فشلي في المحافظة على استقلال سوريا ، و رهن البلد للاستعمار الفارسي الصفوي الشعوبي الحاقد و من يدور في فلكه
4-ثورة الشعب السوري العارمة بكافة فئاته و طوائفه و أعراقه ضدي ، فلم تبق مدينة و لا قرية كبيرة أو صغيرة إلا و ثارت ضد حكمي و طالبت بإسقاط نظامي ، و رأيت بأم عيني كيف مزقت صوري و صور والدي و أخوتي و كيف ديس عليها بالأحذية و كيف حطمت أصنامي و أصنام والدي و كيف لعب الأطغال برؤوس الأصنام بأقدامهم ، و سمعت بأذنيً أقذع الشتائم بحفي و بحق والدي و والدتي و عائلتي من أطفال و نساء و شيوخ غاضبين تظاهروا ضدي بعد أن سئموا من حكمي و حكم والدي من قبل
5- عدم تمكني من تأمين الحياة الكريمة للسوريين ، و شعور الشعب السوري أنه أصبح يعمل في مزرعة آل الأسد و آل مخلوف ، مما أدى إلى أن يفبع أكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر و تهجير الملايين من السوريين خارج البلاد سعياً وراء لقمة العيش أو هرباً من جحيم الأمن ، و تكدس رؤوس الأموال بيدي و يد ثلة فليلة من آل الأسد و آل مخلوف
6- انعدام الثقة بيني و بين الشعب السوري ‘ خصوصاً بعد مقتل الآلاف منهم على يد الأمن و الجيش و الشبيحة منذ انطلاق الثورة ضد حكمي في 15آذار من العام الماضي ، و اعتقال عشرات الآلاف و إذلال معظم الشعب السوري على يد مرتزقتي من الأمن و الشبيحة
ثانياً – أسباب انشقاقي عن الجيش:

1- تحول الجيش العربي السوري عن مهمته الأساسية في حماية الوطن و الشعب إلى حماية النظام و العائلة الحاكمة
2- ترك الجيش للحدود مع العدو و لثكناته العسكرية و انتشاره في كافة المدن و المحافظات السورية لقمع المظاهرات و الاحتجاجات الشعبية
3- سيطرة الفاسدين و المرتشين و القتلة و الطائفيين الموتورين و أصحاب العقد النفسية على قيادات الوحدات العسكرية الذين حولوا قطعاتهم إلى مزارع لحسابهم و عساكرهم إلى عمال و خدم لهم و لعوائلهم
4- قيام هذا الجيش بجرائم شنيعة بحق السوريين على طول و عرض الوطن عوضا عن الدفاع عنهم و كذلك قتله لكثير من الأخوة الفلسطينين و اللبنانيين و غيرهم من العرب
5- عدم تمكن هذا الجيش من تحرير الجولان المحتل ، و عدم و جود أي خطة واضحة أو برنامج عملي لتحرير الجولان ، بل أصبحت مهمة الجيش الموجود في الجولان حماية حدود إسرائيل ، وعدم تمكن القوات المسلحة من الرد على كل الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للداخل السوري و التي وصلت إلى حد تحليق الطيران الإسرائيلي فوق قصري دون أي رد
ثالثاً- أسباب انشقاقي عن الحزب:

1- عدم تمكن هذا الحزب من تحقيق أي شعار من شعاراته المرفوعة منذ تأسيسه في 7نيسان 1949م ، فالوحدة أصبحت شرذمة و تقسيم حتى على مستوى البلد و الوطن الواحد و الحرية أصبحت سجونا و فروع أمن و إذلال و إرهاب و الاشتراكية أصبحت أقطاعات و رأسمالية في حسابات آل الأسد و مخلوف و شاليش
2- تحول عناصر الحزب إلى ثلة من الانتهازيين و المستفيدين و الفاسدين و المرتشين و المهربين و المتسلطين على رقاب الشعب فالبعثي أصبح بنظر المواطن رمز التخلف و الاستبداد و الفساد و الخيانة
3- تحميل هذا الحزب مسؤولية ما آلت إليه البلاد من تدهور الأوضاع قي كافة المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و العسكرية و الأمنية في سوريا ، مما أدى إلى يأس المواطن من قيادة هذا الحزب للدولة و المجتمع حسب الدستور على مدى نصف قرن من الزمن
مر هذا الشريط سريعاً كالبرق في مخيلة بشار الأسد ، عندما سمع رئيس مكتبه و ابن عمته ذو الهمة شاليش يوقظه من نومه قائلاُ :
- سيدي الرئيس ، سيدي الرئيس ، القيادة في انتظارك ، العائلة كلها في غرفة الاجتماعات ، أمك و خالك و أخوك و صهرك و ابن خالك كلهم هناك ، لقد أرسلوني لإيقاظك ، يقولون : لقد تأخرت عن الاجتماع ، الاجتماع اليوم مهم ، سيناقش زيادة وتيرة الانشقاقات عن الجيش و تدهور الأحوال الأمنية ، لقد دعوا كافة القيادات الأمنية إلى الاجتماع
رفع بشار الأسد رأسه و جبينه يتصبب عرقاً ، و اسند جسده المنهك و وجهه الكالح المكفهر إلى حافة السرير ، و هو يقول بصوته المختنق :
- كابوس مخيف ، حلم مريع ، كل أحلامي أصبحت كوابيس ،لم أعد أستطيع النوم ، عشرة أشهر من الكوابيس , لماذا لم أبقَ في مهنتي الإنسانية ؟، لماذا تحولت من دكتور إلى ديكتاتور قاتل ؟، لقد حملني والدي إرثاُ ثقيلاُ ؟ صور الفذافي الأخيرة تطاردني باستمرار ، متى سينتهي هذا الكابوس المرعب —
قاطعه شاليش قائلا ً: اخفض صوتك سيدي الرئيس ،قد يسمعك محمد ناصيف و علي مملوك و محمد الشعار و حافظ مخلوف و عبد الفتاح قدسبة و جميل حسن و محمد ديب زيتون .. فهم جميعاُ في الخارج

—————————–
مركز الدراسات الإستراتيجية لدعم الثورة السورية