أطلق سيرغي لافروف هذا التصريح اليوم:
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم السبت انه من المحتمل أن تحدث فضيحة أخرى في حال قررت الولايات المتحدة الأمريكية عرض مشروع قرار بشان سورية على التصويت في مجلس الأمن الدولي.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” على موقعها الالكتروني, عن لافروف قوله ” في حال أرادوا فضيحة أخرى في مجلس الأمن فإننا على الأرجح لن نتمكن من منعهم”، معربا عن أمله بان “لا يعرض القرار “على التصويت لأن تعديلاتنا حيال القرار معروفة”.
وأضاف الوزير الروسي “لقد أرسلنا (التعديلات) يوم الجمعة إلى مندوبنا في الأمم المتحدة ليوزعها على شركائنا”، مؤكدا أن “عقلانية وموضوعية هذه التعديلات لا يجوز أن تبعث الشكوك لدى احد”.
عندما قرأت هذا التصريح شعرت أن لافروف يتابع مدونتي لأن لغته صارت شبيهة بلغتي.
عموما لافروف لا يملك خيارا سوى أن يتحدث بهذه اللغة لأن أميركا وأتباعها جننوه.
بالأمس خرج حمد مهددا ومتوعدا وقال أنه لن يعدل المسودة مجددا وليستخدموا الفيتو إن أرادوا، وتصريح لافروف هذا جاء ردا عليه. طبعا لافروف تجنب ذكر حمد وسعود في التصريح ووجه الكلام مباشرة إلى أميركا وهدفه من ذلك هو إهانة حمد وسعود.
لا أظن أن المقصود من تصريح لافروف هو فضح أميركا وأتباعها لأنهم فضحوا بالفعل منذ أن اضطروا لتعديل قرارهم وطرحوا المسودة الجديدة السخيفة، ولكن ما قصده لافروف هو أن فضيحتهم ستكبر وتتعمق في حال طرحوا المشروع للتصويت.
بالأمس وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن هيلاري كلينتون أجرت مباحثات “بناءة” مع لافروف، وأنا منذ سمعت هذا الخبر استبشرت خيرا لأن المباحثات البناءة تعني أن هناك فضيحة جديدة لأميركا وأتباعها على الطريق.
أفضل سيناريو بالنسبة لسورية هو أن تطرح أميركا المشروع للتصويت وأن تستخدم روسيا والصين الفيتو ضده. هذا السيناريو سوف يكون نصرا كبيرا لسورية وفضيحة تاريخية لأميركا وأتباعها، ولكن هذا السيناريو هو مؤذ لروسيا والصين أيضا ولذلك نرى أن روسيا تهدد كثيرا باستخدام الفيتو والسبب هو أنها لا تريد أن تضطر لاستخدامه.
كثرة التهديد العلني باستخدام الفيتو هو مؤشر غير جيد لأنه يدل على أن روسيا تشعر بالتوتر من استخدام الفيتو ولا تريد أن تصل إلى هذه المرحلة.
مصلحة روسيا وأميركا هي التوصل إلى حل وسط، وهذا السيناريو ليس هو الأفضل بالنسبة لسورية. مصلحة سورية هي ألا يكون هناك اتفاق بين روسيا وأميركا.
عموما أنا قلت منذ البداية أنني أعتقد أن أميركا سوف تقبل في النهاية بالشروط الروسية. ليس من مصلحة أميركا عدم صدور قرار ضد سورية ولا تعميق الخلاف مع موسكو، وبالتالي أنا أعتقد أن أميركا في النهاية ستلبي الشروط الروسية وسيصدر قرار ضد سورية وفق المنطق الروسي.
أميركا ببساطة تريد مخرجا من هذه الورطة وهي لن تصعد الخلاف مع موسكو. ما يقوم به حمد وسعود من مناطحة هو مجرد تكتيك أميركي للضغط على روسيا. هي تستخدمهم كأدوات ومماسح ليس إلا.
إضافة: لافروف يزور دمشق مع مدير الاستخبارات الروسية
arabic.rt.com/focuses/item/62552/
اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين يوم السبت 4 فبراير/شباط انه سيتوجه سوية مع ميخائيل فرادكوف مدير هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية الى دمشق للقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء القادم.
وقال الوزير: “ساقوم سوية مع فرادكوف، وبتكليف من الرئيس الروسي، بزيارة دمشق 7 فبراير/شباط الجاري لنلتقي مع الرئيس السوري بشار الاسد”.
وتجدر الاشارة الى ان وزير الخارجية الروسي التقى في وقت سابق من هذا اليوم مع نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون على هامش مؤتمر ميونيخ للامن. كما ناقش الوزير الروسي هاتفيا موضوع مشروع القرار المغربي – الغربي حول سورية المطروح على مجلس الامن الدولي مع يانغ جيتشي وزير الخارجية الصيني.
طابع هذه الزيارة ومستواها وسياقها يجعل التنبؤ بالهدف منها أمرا غير صعب. لا بد أنها تتعلق باتفاق تم التوصل إليه بين لافروف وكلينتون، ولا بد أن الاتفاق يمس بالأسد شخصيا وإلا لما كان الوفد بهذا المستوى العالي.
من الواضح أن هناك صفقة روسية-أميركية تم التوصل إليها، ولافروف سيأتي يوم الثلاثاء ليبلغ الأسد بمضمون الصفقة، والذي لا بد أنه مضمون مؤلم للأسد وإلا لما كان لافروف حضر شخصيا مع رئيس الاستخبارات ليزف البشرى إلى الأسد.
لا أظن أن الصفقة هي نفسها “المبادرة العربية” التي تنص على تنحي الأسد، لأن روسيا سبق وأن أعلنت رفضها لهذه المبادرة.
أظن أن الصفقة هي حل وسط بين “المبادرة العربية” وبين الموقف الروسي، أي أنها ربما تكون شبيهة بالمناورات التي تحدثت عنها سابقا، بمعنى أن لافروف ربما سيطلب من الأسد أن يفوض صلاحياته لنائبه ولكنه لن يطلب منه التنحي.
أنا توقعت منذ البداية أن روسيا ستناور في موضوع تفويض الصلاحيات والصفقة في رأيي لن تخرج عن هذا الإطار.
طبعا الإعلام الغربي والنفطي سوف يروج الآن لأن لافروف سيطلب من الأسد التنحي، وهذا أمر مستبعد لأنه يتناقض مع الموقف الروسي المعلن ولأن روسيا لا يمكنها أن تطلب من الأسد هذا الطلب الذي تعلم سلفا أنه لن يقبل به.
أميركا تسعى لمخرج يحفظ ماء وجهها، والمخرج الممكن هو أن يفوض الأسد صلاحياته لنائبه بدون أن يتنحى عن السلطة.
طبعا أميركا وأتباعها سوف يشنون حملة إعلامية مكثفة لتصوير هذه الصفقة على أنها هزيمة للأسد وانتصار لأميركا، وبهذا سوف يخرجون أنفسهم من الفضيحة.
في رأيي أن تفويض الأسد صلاحياته لنائبه بدون أن يتنحى عن السلطة هي ليست هزيمة للأسد بل انتصار له، وكل ما سيقوله الإعلام الغربي والنفطي بخلاف ذلك هو كلام فارغ.
النظام السوري ما زال قائما، والأسد لم يتنح، إذن أين الهزيمة في الموضوع؟
أنا أستبعد أن توافق روسيا وسورية على أية صفقة مع أميركا تكون هزيمة للنظام السوري. النظام السوري حاليا في وضع قوي وهو عمليا ربح المعركة، فكيف تكون الصفقة ضد مصلحته؟ هذا أمر غير منطقي. المنطق يقول أن الصفقة سوف تكون مجرد مخرج مشرف لأميركا لحفظ ماء وجهها.
يجب على الأسد أن يشترط لقبول الصفقة أن يتم رفع العقوبات الغربية عن سورية. بهذا سوف تكون الصفقة انتصارا كاسحا لسورية.
![]()
View Original