![از دمشق تا تهران اتحاد اتحاد - رسالة سورية إيرانية]()
كان كلّ شيء كما حاله الاعتيادي في إحدى مقرّات منظمات حقوق الإنسان في العاصمة التركية أنقرة , تحضيرات ما قبل الساعات القليلة المتبقية لانطلاق مظاهرة التضامن مع شعبنا السوريّ العظيم وأرضنا الجريحة في الوطن الحبيب سوريا , الأعلام ها هنا وهناك و دمية عليها صورة الطاغية معدّة للإعدام , و فطور متواضع و أقداح شاي تركيّ , لا أكثر ……
وقبيل انطلاق المظاهرة بساعة تقريباً يدخل وفد ممثّل للثورة الإيرانية من الناشطين الحقوقيين واللاجئين الإيرانيين زمن الثورة الإيرانية الخضراء والتي قمعها طغاة إيران بكل أشكال الحقد والوحشية المفرطة .
ردّات فعل أقرب للاستغراب بدايةً وشيء من السكون يسيطر على الأجواء ,
يعرّفونا عن أنفسهم بأنّهم أتوا ليعبّروا عن مساندتهم للشعب السوري وتأكيد وحدة النضال ضد أنظمة قمع وديكتاتوريي البلدين , شيء فشيء يستمرّ الحوار , نتقاسم فطورنا المتواضع سويّاً , نتعرّف على بعضنا البعض , وقبيل الانطلاق هنالك لافتة تحملها إحداهم , عليها صورة لطاغية الشام و أخرى لطاغية إيران خامنئي مع إشارات اكس باللون الأحمر على كلّ من صورتيهما .
كتابات باللغتين العربية والفارسية , في قسمها العربي :
من الشام لطهران , يجب أن نتحد
بشار الأسد قاتلا وخامنئي قاتلا
وبالفارسية :
از تهران تا دمشق اتحاد اتحاد
وفي حديث سريع معهم يخبرونا بأنّ حزب الله نفسه شارك بقتلهم و قنصهم أيّام الثورة الإيرانية و كونهم شاهدوا من يرتدي زيّ الشرطة الإيرانية ولا يعلم شيئاً عن اللغة الفارسية , و وصفوهم بأصحاب القبّعات الصفراء , ممن شاركوا الباسيف في قمع الثورة الإيرانية .
ابتسامات صادقة و نخرج سويّةً نحو ساحة التظاهر , يشارك الأصدقاء من النشطاء الإيرانيين اخوتهم أحرار سوريا , بكلمة يلقيها احدهم تضامناً من شعب سوريا الجريح , ويردّ المتظاهرون بعبارة : حيّو أحرار ايران …….
![از دمشق تا تهران اتحاد اتحاد - رسالة سورية إيرانية 1]()
فتكون التحيّة , ولأوّل مرة لا يتم توجيه أي عبارة تسيء لإيران احتراماً لهكذا موقف إنساني ولهكذا أحرار
تتداخل صرخة الحرية مع أزادي مع اوزكرلك
وللعلم فإنّ كلمة أزادي نفسها في اللغة الفارسية
يستمر التظاهر يمضي الوقت طويلاً تتّحد الحناجر ضدّ الطغاة , يرقص الجميع حول الدمية الوهمية المحروقة للطاغية ,
علم سوريا الكبير يوضع عليه علم الثوار الليبيين , و علم إيران , دليلاً على وحدة أحرار العالم مهما اختلفت أعراقهم .
يمضي الوقت سريعاً تنفضّ المظاهرة بعد انتهاء الوقت المحدّد لها , لكنّ أحرار سوريا لم يعودوا للمنازل بل اتّجهوا مباشرةً نحو الساحة الرئيسية بالعاصمة التركية , هنالك تبدو أعلام الثورة الإيرانية و صور الشهداء الإيرانيين ومعتقلي الرأي فيها , وبلهجة فارسية غير مفهومة الكلمات ولكنّها واضحة اللحن والمعنى كيف لا وهي الحان ثوراتنا العربية , هو نفسه وهج الحريّة يبدو , و عند الوصول يشاهدون الأعلام السوريّة تأتي وصيحات أزادي التي خرجت من الحناجر السوريّة الملتهبة , تلهب مشاع الموجودين في أوّل مظاهرة تعلن عن قرب انطلاق الثورة الإيرانية المنتظرة .
في مشهد يصلح شيئاً مما خربّه طغاة البلدين بين الشعبين , تترافق أعلام الاستقلال السوريّ مع أعلام الثورة الإيرانية , مع صور شهدائنا وشهدائهم .
يغنّى النشيد الوطنيّ الإيراني , ننشد نشيدنا السوريّ , نفترق على صيحات الحريّة .
سيناريو لم يكن في بال احدنا , لكنّه يوم لن ننساه ما حيينا , يومّ علّمنا الكثير , أرجعنا لشردنا الشيء الكثير , فها هي الشعوب تتحد من اجل حريتها ها هي الشعوب تتحد كما الطغاة يتحدون في ظلم شعوبهم .
هي رسالة واضحة من اخوتنا الايرانيين , ايران ليست خامنئي وايران ليست نجادي , إيران عانت كما عانينا ,في ايران استبداد واضح وشعب ينتظر الحريّة القادمة , شعب يقف بنبضات قلوبه معنا ينتظر انتصار ثورتنا لتشتعل ثورته الموعودة , شعب يبكي لاجل شهدائنا , فلا عاش الطغاة وعاشت الشعوب حرّة لتصلح ما أفسده الطغاة , هذه الشعوب الحيّة في الحريّة وحدها تصنع المستحيل وتعيد صياغة التاريخ وتدمل الجراح بلحظات , هذه هي نتائج الحرية .
فتعيش الشعوب الحرّة , يسقط الطغاة , تعيش الشعوب تعيش الشعوب تتعايشّ بالحريّة .
طائر الفينيق
View Original