نشرت صحيفة الوطن السورية اليوم الخبر التالي:
http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=114545
وافق العراق على إلغاء التصديق على شهادات المنشأ من الملحقية التجارية العراقية في دمشق للبضائع الداخلة إلى العراق من الدول العربية الأعضاء في السوق العربية المشتركة وهي سورية، الأردن، العراق، مصر، موريتانيا، اليمن، فلسطين.
إذا كان فهمي لهذا الخبر صحيحا فهو يعني أن البضائع القادمة من الأردن، مصر، موريتانيا، اليمن، وفلسطين لن تحتاج لتصديق من السفارة العراقية في حال كان قدومها عبر سورية، أي أن العراق يريد تشجيع الدول العربية على إرسال بضائعها إليه عبر سورية.
بقية الخبر تحوي ما يلي:
وفي تصريح لـ«الوطن» قال رئيس مجلس الأعمال السوري العراقي المهندس أحمد الشهابي إنه من المتعارف عليه دولياً عندما يتم تصدير أي سلعة إلى بلد آخر أن تحصل على شهادة منشأ من بلد المنشأ ويتم تصديق هذه الشهادة من الجهات القنصلية المعتمدة في بلد المنشأ.
وأشار الشهابي إلى أن الإخوة العراقيين ورغبة منهم في تسهيل مرور المنتجات السورية إلى العراق بأقل تكلفة وبأسرع وقت ممكن، قاموا بالتعميم على البعثات القنصلية المختصة بعدم وجوب تصديق شهادات المنشأ، أي إن المصدر يحصل على شهادة المنشأ من غرف التجارة أو الصناعة أو الزراعة ولكنه ليس مجبراً بتصديقها من القنصلية العراقية وبالتالي يختصر وقتاً ويوفر رسوم التصديق.
وحول اعتبار هذه الخطوة تدشين لمرحلة جديدة في العلاقات التجارية مع العراق أكد الشهابي أنه يوماً بعد يوم تشهد العلاقات الثنائية مرحلة جديدة مؤكداً أن الإخوة العراقيين يقومون بالتسهيل قدر الإمكان وكل شيء قد يخلق صعوبة أو تأخيراً في التبادل التجاري يعملون على إزاحته، وهم لا يسألون عن رسوم التصديق، لأنهم متأكدون من جودة ونوعية البضاعة السورية ويعلمون على إدخالها في أسرع وقت ممكن إلى أسواقهم.
ولفت الشهابي وجود أزمة شاحنات للنقل في سورية خلال الأيام الماضية، وقال: أنا شخصياً أحاول منذ أكثر من أسبوع البحث عن تأمين عدد من الشاحنات للتصدير من المعمل الذي أنتج فيه ولا أسمع من المعنيين بهذا الأمر سوى أن الشاحنات جميعها تذهب إلى العراق وهذا أمر إيجابي جداً لأنه يعكس حقيقة أن العراق يستقبلون أكبر قدر من المنتجات السورية.
وأوضح الشهابي أن الفرق كبير وشاسع بين أزمة شاحنات متوقفة عن العمل وتبحث عن عمل لها، وبين أزمة عدم وجود شاحنات لأنها تعمل دون انقطاع على خط العراق.
وبيّن الشهابي أن العراقيين أثبتوا أنهم الإخوة والأصدقاء الحقيقيين والوحيدين للشعب السوري وهما يكملان بعضهما البعض.
وحول المرحلة المقبلة من التعاون الاقتصادي السوري العراقي كشف الشهابي أنه خلال النصف الأول من شهر كانون الثاني المقبل سيكون هناك اجتماع في العراق على إلغاء التصديق على شهادات المنشأ من الملحقية التجارية العراقية في دمشق وفي بغداد ليكون في هذه المرحلة خطوة إضافية في طريق العلاقات بين البلدين ومنها إلغاء جميع الإجراءات الروتينية التي تقف في وجه التصدير المتبادل بين البلدين، «والهدف الرئيسي هو أن تنتقل السلعة بين حلب وبغداد كما تنتقل بين حلب ودمشق، والجانبان يعملان على هذا الموضوع».
ما قصة البعث العراقي؟
أعادت جريدة الوطن السورية شبه الرسمية نشر خبر “مبادرة البعث العراقي تجاه المالكي” لليوم الثاني على التوالي ولكن مع بعض التعديل:
http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=114589
عادت قيادة «سرايا البعث في العراق» إلى التأكيد ثانية استعدادها، من أجل سورية أن تتفاوض مع كل الأطراف في الحكومة العراقية باستثناء من تلطخت أياديه بدماء العراقيين الأبرياء شرط إلغاء الدستور والمحاصصة الطائفية وترك حرية الاختيار للشعب، موضحة ذات الوقت أن «سريا البعث في العراق» وإن كانت الأقرب إلى تنظيم جناح محمد يونس الأحمد إلا أن «هذه السرايا وقيادتها لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بتنظيمي جناحي الحزب المتمثلين بالرفيقين عزة الدوري ومحمد يونس الأحمد».
وتلقت «الوطن» أمس تصريحاً من قيادة سرايا البعث في العراق حول الموقف من سورية العروبة جاء فيه إن وكالات الأنباء ومنها جريدة «الوطن» السورية الغراء تناقلت خبراً مفادهُ «بعث العراق أطلق مبادرته تثمينا لمواقف المالكي القومية مع تاج القومية العربية سورية» وذكر في الخبر جناح الرفيق محمد يونس الأحمد.
وقال التصريح الذي حمل توقيع قيادة سريا البعث في العراق: نؤكد كما ذكرنا مراراً وتكراراً أن سرايا البعث أحد فصائل المقاومة العراقية التي تضم تنظيماً واسعاً من البعثيين العراقيين المتواجدين على أرض الوطن من المفصولين أو المحالين على منظمة المناضلين سابقاً وقيادات مرموقه ولها وزنها العشائري والنضالي في الحزب، والأهم أنها تضم نخبة كبيرة من شباب البعث غير الباحثين عن مجد وسلطة وإنما مصلحة الشعب والحزب فوق أي اعتبار لهم.
وتابع: إن هذه السرايا وقيادتها لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بتنظيمي جناحي الدوري والأحمد، وأضاف: نعم إن السرايا الأقرب لها هو تنظيم الرفيق الأحمد لوجود كثير من المشتركات مع هذا الجناح ومنها عقد مؤتمر قطري وانتخاب قيادة قطرية جديدة، وان السرايا بكافة قياداتها الميدانية وكافة تنظيماتها متواجدون على الأرض والذين يتقاسمون مع العراقيين وهم جزء منهم، أحزانهم وأفراحهم، وفقط من يتواجد خارج العراق هو المتحدث الرسمي والمخول الرفيق محمد الدليمي، وأن بياننا الأخير صدر باسم القيادة وأرسل من قبلنا مباشرة إلى وسائل الإعلام وهي المرة الأولى التي نتجاوز فيه على رفيق دربنا محمد الدليمي خوفاً وحرصاً عليه».
وتابع التصريح: سبق لجناح السيد الدوري أن اتهم رفيقنا محمد علناً بالعمالة لإيران وسورية وتم تهديده بالتصفية في مقال نشر على موقع المنصور مؤخراً، بل إن تصريحاته الأخيرة حول الشقيقة سورية في محنتها التي هي محنة كل العراقيين والتي عبر من خلالها عن ضمائرنا ووفائنا وحبنا لسورية ووفاء لشعبها العريق واحتضانه لأكثر من 3 ملايين عراقي، وان تناقص العدد الآن، حيث نشر موقع حنين المقرب من هيئة علماء المسلمين نص تصريحه لجريدة «الوطن» السورية، مع الختام بالتهديد والوعيد.
وقال تصريح قيادة سرايا البعث: إننا أبناء البعث المتجدد في العراق نعلنها ونحن نتعطر بتراب العراق
ووفاء منا لوقفة سورية القومية مع العراقيين بغض النظر عن انتمائهم الحزبي والطائفي نكرر، نحن على استعداد من أجل سورية أن نتفاوض مع كل الأطراف في الحكومة العراقية وسيستثنى من تلطخت أياديه بدماء العراقيين الأبرياء، لعيون سورية وشعبها ووفاء لموقفها البطولي، شرط إلغاء الدستور والمحاصصة الطائفية ويترك للشعب حرية الاختيار من خلال صندوق الانتخاب الحر الديمقراطي بعيداً عن المال السياسي.
وبين التصريح أنه لا اتصالات بين سرايا البعث والقيادة السورية وقال: إننا لم نحظ بأي رعاية أو أي اتصال مع الحكومة السورية التي نكن لها كل الاحترام والتقدير وليست لنا أية منافع معها لكن يجمعنا مشترك واحد ألا وهو فكر البعث، فموقفنا الذي عبرنا عنه من خلال بياننا السابق عن نبض الشارع العراقي والبعثيين خصوصاً المؤيد للشعب والحكومة السورية.
وقالت سريا البعث: لينصر اللـه سورية العرب آخر قلاع القومية العربية ضد كل الأطماع والمخططات الإمبريالية التي نأسف أنها تنفذ بأيد عربية قذرة وتعيد لعب الدور نفسه الذي لعبته سابقاً ودمرت العراق الذي احتل من قبل أميركا الغازية ونهبت مقدراته وأيقظت نار الطائفية وفتنتها التي لم يعرفها أو يعتاد عليها شعب الرافدين، وحرصاً منا على عدم تكرار المأساة على بلد الممانعة العربية الوحيد وقلعة القومية العربية، ومن أجل عيون الشعب السوري وموقف حكومته نحن مستعدون لكل شيء ضمن الثوابت التي أعلناها، تثميناً لموقف الحكومة العراقية مع سورية ووقفتها إلى جانبها. وبين التصريح أن «الحكومة العراقية وقبل الانتخابات ومن خلال شخصيات معروفة حاولت الاتصال بقيادة السرايا ومن خلال ناطقها الرسمي ولكن رفضنا كل العروض في حين هناك قيادات في البعث التقت وتفاوضت وقسم قبض الثمن مقابل إصدار توجيهات إلى تنظيماتهم بالمشاركة في الانتخابات وتأييد شخصيات وأطراف معينه»، موضحاً أن «من قاطع الانتخابات تنظيمات سرايا البعث وتنظيم الرفيق محمد يونس الأحمد فقط».
وذكر التصريح ثانية أن «لا علاقة لنا بالرفيق محمد يونس الأحمد بل نكن له كل الاحترام والتقدير والمحبة لكونه من حظي باحترام كل فصائل المقاومة العراقية، الوطنية والإسلامية ومواقفه سيسجلها التاريخ له بأحرف من نور، ونحن نتفق معه على مبادئ ثابتة منها تحريم إراقة الدم العراقي أياً كان والمباح له ولنا فقط محاربة المحتل واللـه ناصر الصابرين وعاشت سورية العرب وقائدها الدكتور بشار الأسد وليحمها اللـه من كل مكروه.
وختم التصريح بالقول: ستنتصر (سورية) وتحتوي أزمتها ونحن على ثقة بشعبها وحنكة قيادتها وسنبقى أوفياء لها لموقفها التاريخي مع شعبنا ومستعدون للتنازل عن الكثير تكريماً لها وإننا نتنازل للعراقيين وإن أخطؤوا وليس للمحتلين كما تفاوض الكثير باسم البعث.
وبدء تنظيم سرايا البعث بالظهور داخل العراق بداية عام 2004 وتحديداً في محافظة الأنبار ثم نشط خصوصاً في المحافظات الجنوبية إضافة إلى العاصمة بغداد، وذلك بحسب الناطق الرسمي محمد الدليمي الذي أوضح أن السرايا طرحت عبر وسائل الإعلام العام الماضي مبادرة لتوحيد الحزب عبر عقد مؤتمر قطري واستجاب لها محمد يونس الأحمد من دون قيد أو شرط لكن عزة الدوري رفض المشاركة في المؤتمر.
هذا الخبر هو أشبه بتراجع من قبل سورية عن المبادرة التي طرحت بالأمس، بمعنى أن سورية تبدو وكأنها تلقت رفضا من المالكي للمبادرة التي طرحت بالأمس ولذلك نشرت هذا البيان بهدف حفظ ماء الوجه.
ما يدعم هذه الفرضية هو الفقرات التالية في الخبر:
وتابع: إن هذه السرايا وقيادتها لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بتنظيمي جناحي الدوري والأحمد…
وبين التصريح أنه لا اتصالات بين سرايا البعث والقيادة السورية وقال: إننا لم نحظ بأي رعاية أو أي اتصال مع الحكومة السورية التي نكن لها كل الاحترام والتقدير وليست لنا أية منافع معها لكن يجمعنا مشترك واحد ألا وهو فكر البعث، فموقفنا الذي عبرنا عنه من خلال بياننا السابق عن نبض الشارع العراقي والبعثيين خصوصاً المؤيد للشعب والحكومة السورية.
ذكر التصريح ثانية أن «لا علاقة لنا بالرفيق محمد يونس الأحمد بل نكن له كل الاحترام والتقدير والمحبة…
ولكن لماذا نشرت سورية البيان من الأساس إذا لم يكن هناك تنسيق مسبق مع العراق وإيران؟
هل يمكن لسورية أن تخاطر باللعب بهذه القضية في هذا الوقت؟
ربما يكون هذا البيان جزءا من خطة سورية-إيرانية-عراقية كما قلت بالأمس، بمعنى أن إيران تريد أن تضغط على “سنة أميركا” في العراق بالقول لهم أن هناك سنة آخرين جاهزون للتعاون مع المالكي وإيران.
ربما يكون هدف إيران مما يجري في العراق الآن هو استبدال “سنة السعودية وتركيا” بـ”سنة سورية”، أي تكرار السيناريو اللبناني في العراق.
ما هو السيناريو اللبناني وهل يمكن تكراره في العراق؟
لبنان منذ اتفاق الطائف كان محكوما بمعادلة “تقاسم نفوذ” تقوم على أن أميركا والسعودية ترعيان السنة (عبر رفيق الحريري) وأن سورية وإيران ترعيان بقية الطوائف.
هذه المعادلة اختلت بعد وصول جورج بوش الابن للحكم وقراره بغزو العراق وتغيير معادلات الشرق الأوسط. أميركا أرادت بعد غزو العراق إخراج سورية من لبنان تمهيدا لإسقاط النظام السوري وتكرار السيناريو العراقي في سورية وإيران، ولذلك صدر القرار 1559 الشهير.
بعد صدور القرار 1559 بدأ صراع طويل في لبنان بين المحور الأميركي ومحور الممانعة شبيه بالصراع الذي كان يدور في السبعينات والثمانينات، وكما في السبعينات والثمانينات وصل الصراع إلى ذروته بتدخل إسرائيل عسكريا في عام 2006 بهدف حسم الصراع لصالح المحور الأميركي.
طبعا إسرائيل فشلت في حسم الصراع وما حدث هو أن سيناريو نهاية الثمانينات تكرر مجددا، بمعنى أن محور الممانعة هو الذي انتصر في لبنان ولم يبق للمحور الآخر إلا الإقرار بالهزيمة (المفارقة هي أن هزيمة المحور الأميركي في الثمانينات كانت بعد فرار قوات حلف الناتو من لبنان في عام 1986 وهزيمة المحور الأميركي في العقد الأخير كانت في عام 2006، أي بعد مرور عشرين سنة بالضبط). لهذا السبب جاء الملك عبد الله إلى دمشق في عام 2008 وقام بمبادرة “السين-سين” التي كانت محاولة لتكرار سيناريو اتفاق الطائف.
طبعا سورية وإيران لم تقبلا بتكرار سيناريو الطائف لأنهما شعرتا بأنهما انتصرتا في الصراع وأن الطرف الآخر هو من خرق معادلة الطائف. لهذا السبب تم إقصاء سعد الحريري والإتيان بنجيب ميقاتي بدلا منه.
نجيب ميقاتي هو نسخة سورية من رفيق الحريري (هو ملياردير بنى ثروته في سورية من خلال العمل في قطاع الاتصالات الخلوية). وصول نجيب ميقاتي إلى الحكم في بداية هذا العام كان معناه أن لبنان خرج كليا من قبضة أميركا لأول مرة منذ إنشاء هذا الكيان.
لبنان في فترة الانتداب الفرنسي (العشرينات والثلاثينات) كان فيه صراع بين فرنسا و”الممانعين” أو الوطنيين. بعد أن احتل الألمان فرنسا في عام 1940 فقدت فرنسا تأثيرها في سورية ولبنان وانتقلت الهيمنة على هذين البلدين إلى بريطانيا. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بدأت الحرب الباردة وصار الصراع في لبنان صراعا بين أميركا و”الممانعين” أو القوميين العرب. هذا الصراع استمر إلى أن هزم أتباع أميركا في أواسط السبعينات فاضطرت أميركا وقتها للسماح لسورية بأن تتدخل في لبنان لإنقاذ أتباعها (سورية تدخلت وقتها وأنقذت أتباع أميركا ليس حبا فيهم وإنما لأنها كانت مهددة من الفريق “الممانع” في لبنان الذي لو كان انتصر لكان ذلك أدى إلى كوارث استراتيجية لسورية). بعد أن أنقذت سورية أتباع أميركا عادوا بسرعة إلى التآمر مع أميركا وإسرائيل (وهو أمر متوقع) ولذلك أصبح الصراع في الثمانينات صراعا بين ثلاث فرق:
- الفريق الأول (المارونية السياسية) موال لأميركا
- الفريق الثاني (منظمة التحرير الفلسطينية) ممانع ولكنه معاد لسورية
- الفريق الثالث (حلفاء سورية) ممانع وموال لسورية
حافظ الأسد أدار الصراع بحيث تخلص من الفريقين الأول والثاني وأبقى الفريق الموالي له، وهذا كان نجاحا كبيرا تم تتويجه باتفاقية الطائف التي كانت انقلابا تاريخيا في موازين القوى في لبنان.
ما شهدناه في عام 2011 هو انقلاب أكبر حتى من اتفاق الطائف. الوضع الحالي في لبنان هو أن لبنان موال بالكامل لسورية وإيران وأميركا لا تملك فيه شيئا.
هذه الهزيمة الأميركية الصارخة في لبنان هي أحد الأسباب الرئيسية للثورة السورية التي عانت منها سورية خلال الأشهر الماضية. خروج لبنان من قبضة الغرب بالكامل هو أمر غير مسبوق منذ القرون الوسطى. موارنة لبنان كانوا موالين للغرب منذ زمن الحروب الصليبية، ولكن حاليا زعماؤهم الحاكمون هم موالون لسورية وإيران. هذا انقلاب تاريخي بأبعاد هائلة وأنا كنت قد تحدثت عنه في المدونة من قبل.
هل يمكن استنساخ السيناريو اللبناني في العراق؟
العراق في زمن الانتداب البريطاني كان فيه صراع بين بريطانيا والقوميين العرب. النفوذ البريطاني انتهى في عام 1958 وبعد ذلك تحول العراق إلى لاعب إقليمي مستقل. العراق ظل مستقلا حتى عام 2003 ولكنه بسبب صراعه مع إيران اضطر للتقارب مع أميركا وأتباعها، وهذا التقارب مع أميركا ما زال موجودا حتى اليوم عند قطاع من السياسيين العراقيين وخاصة السنة منهم الذين يخشون من هيمنة الشيعة كطائفة على العراق ويعتبرون هذه الهيمنة مقدمة لوقوع العراق تحت سيطرة إيران.
هذه الهواجس الموجودة عند سنة العراق أغلبها تنبع من تعصب طائفي وليس لها أسس واقعية. أنا علماني وأعارض فرض الدين الشيعي أو أي دين آخر على الدولة العراقية، ولكن الغريب فيمن ينتقدون هيمنة الشيعة على العراق هو أن كثيرا منهم دينيون وهابيون، أي أنهم أسوأ من الشيعة.
أنا شخصيا أشك في تبعية شيعة العراق لإيران، خاصة وأنهم عموما لا يعترفون بولاية علي الخامنئي على المسلمين. الصداقة بين شيعة العراق وإيران ليست عيبا بل هي أمر مطلوب وطبيعي بين شعبين جارين. وبالتالي أنا لا أرى أن الأحزاب الدينية الحاكمة حاليا في العراق تهدد عروبته رغم أنني أرفض نهجها الديني في الحكم مثلما أنني أرفض نهج الإخوان المسلمين.
عموما حتى لو كانت الأحزاب الشيعية الدينية تابعة لإيران فهذه الأحزاب صارت الآن أمرا واقعا، والتعامل مع هذا الأمر الواقع يجب أن يكون بالتفاهم والحكمة وليس بالأسلوب الأميركي الذي يسعى لإشعال حرب طائفية.
إقصاء “سنة أميركا” المرتبطين بالسعودية وتركيا من المشهد العراقي واستبدالهم بسنة عراقيين محسوبين على سورية هو في رأيي سيناريو جيد ولا يهدد عروبة العراق بل على العكس سوف يؤدي لاستقرار هذا البلد وازدهاره. السنة العراقيون المحسوبون على سورية هم عروبيون علمانيون وليسوا وهابيين أو متأمركين أو متصهينين كسنة السعودية وتركيا، وبالتالي أنا أعتقد أن وجودهم في المشهد العراقي مفيد لعروبة العراق أكثر من وجود سنة أميركا.
السنة العلمانيون البعيدون عن السعودية وأميركا أقدر على التفاهم مع شيعة العراق من السنة الذين نصبتهم أميركا في العراق، وهذا أمر مفيد لاستقرار العراق وعروبته وعلمانيته.
السؤال هو هل يمكن تطبيق هذا السيناريو النظري على أرض الواقع؟
سنة السعودية وتركيا لديهم نفوذ كبير في العراق بسبب سنوات الاحتلال الأميركي وبسبب الدعم المالي والإعلامي الكبير. إخراج هؤلاء السنة من الحكم سوف يكون تحديا صعبا شبيها بتحدي إخراج سعد الحريري من الحكم في لبنان.
تشويش قوي على القنوات الإخبارية الخليجية مع بدء عمل مراقبي الجامعة العربية في حمص
مع وصول بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى حمص بدأ تشويش قوي على قناتي الجزيرة والعربية، وهذا أمر جيد لأنه يظهر أن سورية وروسيا مستعدتان جيدا لعمل بعثة المراقبين.
روسيا صرحت في الأيام الماضية بأنها تتوقع جهودا لتخريب عمل بعثة المراقبين، ومن ذلك مثلا خبر نشرته وكالة أنباء روسية يتحدث عن أن روسيا حذرت أجهزة الأمن السورية من اختراقات في صفوفها بهدف تخريب عمل بعثة المراقبين.
روسيا تأخذ نجاح عمل بعثة المراقبين في سورية بجدية بالغة ولذلك أنا أظن أن التشويش السوري الذي يتم حاليا على القنوات الخليجية هو بدعم غير مباشر من روسيا وهدفه إنجاح عمل بعثة المراقبين. روسيا في الآونة الأخبرة صارت تفاخر علنا بأن مخابراتها تدعم المخابرات السورية وبالتالي من غير المستبعد أن تساعد المخابرات الروسية سورية على التشويش على القنوات المعادية.
الخبر التالي نشر في موقع “روسيا اليوم” مع بدء عمل بعثة المراقبين:
http://arabic.rt.com/news_all_news/news/574995/
خبير روسي يتوقع تصعيد الأعمال الاستفزازية بسورية بعد بدء عمل المراقبين العرب
توقع يوري كروبنوف رئيس مجلس الرقابة في معهد الديموغرافيا والهجرة والتنمية الإقليمية في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” ان تزداد الأعمال الاستفزازية في سورية بعد بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في البلاد.
وأشار كربنوف الى أن وصول مثل هذه البعثة يعتبر الطريق الأمثل لحل الأزمة السورية، علما بان المراقبين مستعدون للعمل داخل سورية بشكل مباشر، مشددا على ان هؤلاء المراقبين يعرفون الوضع في سورية بشكل جيد.
وقال الخبير ان الهدف الرئيسي للقوى التي لا تريد أن تبدأ عملية سلمية في سورية، هو إفشال مهمة المراقبين العرب في البلاد.
وذكر ان دور الجامعة العربية في تسوية الأزمة السورية كوسيط محايد يزداد في ظروف الانقسام في هيئة الأمم المتحدة حيال الملف السوري.
إضراب جديد في حماة لاستقبال بعثة المراقبين
http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=114592
وفي حماة، وبعدما استردت المدينة حياتها الطبيعية، فوجئ الأهالي بدعوات للإضراب، حيث أبلغ شبان ملثمون التجار والباعة في أسواق حماة بضرورة الإضراب اليوم، تحت طائلة المسؤولية.
وتأتي هذه الدعوة في سياق الأنباء التي ترددت أمس بحماة، عن زيارة عدد من أعضاء وفد مراقبي الجامعة العربية إلى المدينة، التي أرادتها ما تسمى (تنسيقيات الثورة السورية بحماة) خالية من السكان والحركة، ومتوقفة النشاط التجاري أو المجتمعي. وأكد عدد من المواطنين وأصحاب المحال التجارية لـ«الوطن» استياءهم الشديد من هذه الدعوات التي لن يمتثلوا لها أو يستجيبوا للداعين إليها.
مندوبة أميركا في مجلس الأمن تكيل الشتائم للمندوب الروسي
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=656246&issueno=12082
واشنطن: محمد علي صالح
تبادلت سوزان رايس، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، وفيتالي شيركين، السفير الروسي، اتهامات شخصية بسبب عرقلة روسيا لقرارات من مجلس الأمن ضد القتل الذي يمارسه نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.
وانعكست الاتهامات الشخصية في الإنترنت، بين جماعة تؤيد رايس، وجماعة تؤيد شيركين. ونشر موقع مؤيد لرايس رسما كاريكاتيريا وصف شيركين بأنه «غرنش الذي سرق الكريسماس»، إشارة إلى شخصية خيالية أميركية مكروهة، وتتهم بأنها تسرق الهدايا التي يتركها «بابا نويل» للأطفال ليلة الكريسماس.
وكان شيركين قبل 3 أيام من يوم الكريسماس، قدم اقتراحا إلى مجلس الأمن للتحقيق في «جرائم حلف الناتو ضد المدنيين في ليبيا»، قبيل انتصار الثورة الليبية وقتل العقيد الليبي، معمر القذافي. وردت رايس بأن الاقتراح «ليس إلا صرفا للأنظار عن مذابح سوريا».
وأضافت، في حدة، كما نقلت صحيفة «واشنطن هافنغتون»: «هذه ادعاءات زائفة. هل هذا موسم صرف النظر عن سوريا وعن القتل الذي يحدث أمام أعيننا؟ بصراحة، هذه حيلة رخيصة لصرف الانتباه عن قضايا أخرى. هذه آراء ازدواجية، ومتكررة، ولا لزوم لها. إنها حيلة».
وسارع شيركين وعقد مؤتمرا صحافيا قال فيه: «هذا هيجان غير عادي من السفيرة رايس. خصوصا لأنها درست في جامعة ستانفورد (ولاية كاليفورنيا)»، وأضاف: «هذه ليست مشكلة نحاول حلها بالشتائم. استعملت السفيرة عبارات مثل: ادعاءات زائفة، وحيلة رخيصة، وآراء ازدواجية. نعم، ليس هناك تعليم أفضل من تعليم جامعة ستانفورد. لكن، ربما تريد السفيرة رايس كتابة قاموس ستانفورد للشتائم. أنا أفضل قاموس أكسفورد فيكتوري (مؤدب). ليست هذه هي العبارات التي يجب أن نستخدمها ونحن نناقش المشاكل في مجلس الأمن».
ثم لجأت رايس إلى صفحتها في موقع «تويتر» للرد على شيركين. وكتبت: «أعياد سعيدة يا صديقي الطيب السفير شيركين. تعبت لشهر في رئاسة مجلس الأمن. وتحتاج إلى راحة».
وقال مراقبون إن شيركين كان قدم، في منتصف الشهر، اقتراحا حول سوريا يدعو إلى إدانة القتل، لكنه ساوى بين قتل قوات الأسد وقتل المعارضين المسلحين. وفي الأسبوع الماضي، قدم شيركين تعديلات في الاقتراح. لكن، قادت كل من ألمانيا والولايات المتحدة حملة قالت إن التعديلات ليست كافية. ودعت الدولتان إلى أن يصدر مجلس الأمن قرارا، على ضوء الاقتراح الروسي، بالاعتماد على جميع قرارات جامعة الدول العربية حول سوريا، لا أجزاء من القرارات، كما جاء في الاقتراح الروسي.
عبد الرحمن الراشد يقر بأن الهدف من إسقاط الأسد هو تحقيق “استقرار المنطقة”
مع تضاؤل احتمالات سقوط النظام السوري يعود الإعلام السعودي تدريجيا إلى نهجه القديم المتمثل بالترويج لهيمنة إسرائيل وأميركا على المشرق العربي على أساس أن هذه الهيمنة هي “استقرار للشرق الأوسط”، ويعود هذا الإعلام لمهاجمة قوى الممانعة بوصفها عوامل اضطراب وتخريب. هذا التغير في الخطاب هو في رأيي مؤشر إيجابي لأنه يدل على أن السعوديين بدؤوا يشعرون باليأس من إسقاط النظام السوري ولذلك تخلوا عن شعارات “الثورة السورية” التي رفعوها طوال الأشهر الماضية وعادوا إلى كلامهم القديم.
ما يلي مقال عبد الرحمن الراشد في “الشرق الأوسط” السعودية شبه الرسمية:
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=656254&issueno=12082
كل له آماله أو مخاوفه من سقوط نظام عتيد ((هاني: كلمة “عتيد” تعني “مستقبَل” واستخدامها هنا خطأ لغوي. كان بإمكانه أن يقول “تليد” مثلا ولكن ليس ليس “عتيد”)) كنظام الأسد في سوريا. كثيرون يؤمنون بأن النظام السوري، مثل نظام صدام العراق وقذافي ليبيا، لعب دورا تخريبيا في المنطقة لأكثر من ثلاثين عاما. وبالتالي فإن خروجه أخيرا يفك أسر المنطقة كلها، لا الشعب السوري وحده، وسيعطي فرصة للاستقرار الذي يحلم به الجميع منذ عقود.
ولأن المنطقة أحجية من قطع عديدة أيضا هناك من يخشى أن يتسبب انهيار هذا النظام الأساسي في تحويلها إلى ساحة حرب متعددة الأطراف ولفترة طويلة من الزمن، فأي الرأيين أرجح؟
لسنا حديثي عهد بالصراعات الإقليمية والدولية، فمنطقة الشرق الأوسط هي أكثر ساحات المواجهات تاريخيا، وهي آخر المناطق في العالم التي لم تنعم بالاستقرار. أميركا الجنوبية تعيش عصرا مستقرا، ومعظم أفريقيا. وحتى ولايات الاتحاد السوفياتي التي انهارت تعاركت ومرت بمرحلة من الاضطرابات، هي في معظمها مستقرة. لهذا نحن أكثر تجربة ومعايشة ومعاناة، وبالطبع منطقتنا أحوج مناطق العالم للاستقرار.
ومن دون سقوط أنظمة تقوم أساسا على الفوضى، صدام والقذافي والأسد، من الطبيعي أن تبقى النار مشتعلة. الآن آخر الأنظمة العربية الشريرة تترنح، وقد تسقط في وقت ما في العام الجديد. وفي نظري أن ذلك سيغير دينامكية السياسة في الشرق الأوسط إلى الأفضل.
ومع هذا هناك من هم أكثر قناعة بأن سقوط النظام السوري سيسبب الفوضى والحروب. وهؤلاء ليسوا بالضرورة مؤيدين للنظام بل يبنون رؤيتهم على مفهوم أن المنطقة مبنية على أحجار مترابطة ستتفكك بمجرد سقوط بعض أعمدتها، شريرة كانت أم خيرة. ويتحدثون عن أطماع مختلفة للأتراك والإيرانيين وغيرهم في المنطقة، وأن انهيار الأنظمة مثل انهيار السدود حيث سيغرق الشرق الأوسط في حرب ساخنة بعد عقود من الحروب الباردة.
لا أتصور ذلك، وأعتقد أن الأتراك قلقون على أنفسهم وليسوا طامعين في المزيد. والإيرانيون أضعف اليوم من أن يخوضوا حروبا إقليمية بل يخشون من تبعات الانهيار السوري على أنفسهم في الداخل.
هذا المقال يكشف أن كاتبه لا يفقه شيئا في السياسة وهو يعتبر نقسه مجرد تابع لأميركا. هذه للأسف هي مشكلة السعوديين ألا وهي جهلهم السياسي وتبعيتهم التامة لأميركا، والمؤسف أنهم قاموا بتصدير ثقافتهم الدونية هذه إلى الشعوب العربية الأخرى وخاصة الأجيال الشابة.
الحديث عن تخفيض مدة الولاية الرئاسية غير دقيق وكل الاحتمالات واردة
http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=114588
نفى المتحدث الرسمي باسم اللجنة الوطنية لإعداد مشروع دستور جديد لسورية سام دلة أن تكون اللجنة قررت «تخفيض» مدة ولاية رئيس الجمهورية منوهاً في الوقت نفسه بأن البحث في مسودة المشروع لا يزال مستمراً «وكل الاحتمالات واردة».
ونقلت «الوطن» في عددها أمس عن مصادر مطلعة على أجواء اجتماعات اللجنة أن الأخيرة «استبعدت من بين خياراتها أن تكون مدة الولاية الرئاسية سبع سنوات وهي تدرس الآن أن تكون المدة خمس سنوات أو ستاً لكنها لم تتطرق بعد إلى مسألة تجديدها».
كما نفى دلة صحة ما نشرته «الوطن» بشأن المبادئ الأساسية لمسودة مشروع الدستور الواقعة في 80 مادة تتضمن الأسس السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية، والحريات والسيادة، وسلطات الدولة.
وفي اتصال هاتفي مع «الوطن» قال دلة: إن ما نشرته الصحيفة أمس «غير دقيق وهو مجرد أفكار ومسودات وآراء واجتهادات (يتداولها أعضاء اللجنة) ولم تتم صياغتها بشكل نهائي بعد» وأشار إلى أن النقاش «لا يزال جارياً وبشكل جدي» داعياً إلى «ضرورة توخي الحذر كي لا ننسب للجنة شيئاً لم تعلنه عبر مصدرها الرسمي، وكي لا يتم بناء أي معلومة على شيء افتراضي».
وأكد دلة أن «كل الصياغات ممكنة وكل الاحتمالات واردة حتى الانتهاء من عملية الصياغة بشكل نهائي» والتي سيتبعها مؤتمر صحفي «نعلن فيه مضمون مشروع الدستور» مذكراً أن اللجنة عقدت مؤتمراً صحفياً أواخر الشهر الماضي بعدما أقرت المبادئ الأساسية الحاكمة للدستور وأعلنتها ومنها مبدأ السيادة الوطنية والتعددية السياسية والفصل بين السلطات واستقلالية القضاء والمواطنة المتساوية، ودولة القانون وتعزيز اللامركزية للوحدات المحلية، وحماية التنوع الثقافي للمجتمع السوري.
وحول موقف أعضاء اللجنة من مدة الولاية الدستورية ومسألة تجديدها قال دلة: هناك وجهات نظر عديدة يجمعها قواسم مشتركة ويتم بحثها كما كل القضايا، قبل أن ينوه بأن «حسم» الأمر لمصلحة وجهة النظر هذه أو تلك «يكون إما بالتوافق أو التصويت» بين أعضاء اللجنة البالغ عددهم 28 عضواً.
وحول توقعاته بموعد انتهاء اللجنة من مهامها أشار دلة إلى «ارتباط» هذا الأمر بعمل اللجنة «فمن الممكن أن تطول النقاشات حول مادة واحدة.. وأحياناً نتفق على مجموعة مواد خلال خمس دقائق».
ووفق القرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس بشار الأسد منتصف تشرين الأول الماضي الذي ينص على تشكيل اللجنة الوطنية لإعداد مشروع دستور لسورية تمهيداً لإقراره، فإن على اللجنة إنهاء عملها قبل انقضاء شهر شباط القادم.
وعندما أقرت الجهات المختصة مشاريع قوانين الأحزاب والانتخابات والإدارة المحلية بادر موقع التشاركية الإلكتروني التابع لرئاسة مجلس الوزراء بنشر هذه المشاريع وإتاحة الفرصة للمواطنين لإبداء الرأي فيه، علماً أن هذه الجهات أخذت في عدة أحيان بملاحظات المواطنين.
وحول إمكانية لجوء لجنة إعداد مشروع الدستور لمثل هذه المبادرة قال دلة: بعد انتهائنا من عملنا سنرفع مشروع الدستور للرئيس بشار الأسد وهو مَنْ يقرر عرض الموضوع على موقع التشاركية قبل عرضه على الاستفتاء الشعبي… نحن مهمتنا تنحصر فقط في إنهاء عملنا ورفعه لرئاسة الجمهورية.
ورد في المقال الفقرة التالية:
مذكراً أن اللجنة عقدت مؤتمراً صحفياً أواخر الشهر الماضي بعدما أقرت المبادئ الأساسية الحاكمة للدستور وأعلنتها ومنها مبدأ السيادة الوطنية والتعددية السياسية والفصل بين السلطات واستقلالية القضاء والمواطنة المتساوية، ودولة القانون وتعزيز اللامركزية للوحدات المحلية، وحماية التنوع الثقافي للمجتمع السوري.
كيف يمكن التوفيق بين المواطنة المتساوية وبين المادة الثالثة من الدستور؟
الدستور السوري الجديد (كالدستور القديم) سوف يناقض نفسه حيث أنه سوف ينص على المساواة بين المواطنين وفي نفس الوقت سوف يمنع غير المسلم من الترشح للرئاسة.
“قرداحي” اسم على مسمى
http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=114556
جدد الإعلامي اللبناني جورج قرداحي تأكيده أن سورية تتعرض لمؤامرة أجنبية تشارك فيها قنوات فضائية عربية بالتواطؤ مع إسرائيل تستهدف وحدتها واستقرارها ما يشكل خطراً على بلاد الشام ودول الخليج والمنطقة برمتها، مشدداً على أن البرنامج الإصلاحي الذي يقوده الرئيس بشار الأسد هو الأقدر على نقل سورية للمستقبل وليس للمجهول.
وقال قرداحي في مقابلة مع صحيفة «الرأي» الكويتية نشرته أمس: سورية ستنتصر على تلك المؤامرات التي تحاك ضدها بفضل قيادتها الحكيمة وستخرج من هذا الوضع أكثر قوة وصلابة، متهماً قناة العربية وقنوات فضائية أخرى بالتواطؤ مع إسرائيل للتحريض ضد سورية.
ولفت إلى أن المؤامرة التي تتعرض لها سورية تندرج في سياق التهديدات والمخطط الغربي الذي يستهدف الأمة العربية منذ وعد بلفور، محذراً من أن لبنان والقضية الفلسطينية سيدفعان ثمن أي تهديد تتعرض له سورية.
واعتبر قرداحي إن ما يسمى الربيع العربي لم يكن عفوياً أو تلقائياً بل يهدف إلى نشر الفوضى في الوطن العربي وإصابته بالشلل.
لا أعلم ما هو أصل اسم “قرداحي”، ولكن الفرضية الأولى هي أنه يعود بأصله إلى القرداحة، وهذا حال الكثيرين من موارنة لبنان الذين يعودون بأصولهم إلى مناطق سورية.
في القرن التاسع عشر كان العلويون في الساحل السوري يعيشون في فقر وجهل مدقعين إلى درجة أن المبشرين المسيحيين الذين زاروهم في تلك الفترة وصفوهم وكأنهم شعب وثني من شعوب ما قبل الإسلام والمسيحية. المبشرون الأوروبيون حاولوا استغلال وضع العلويين هذا لتنصيرهم (وكانوا لتحقيق هذا الهدف يروجون أفكارا كاذبة كالزعم بأن كلمة “نصيرية” هي تحريف “لنصرانية” والزعم بأن العلويين لديهم طقوس دينية مشابهة للطقوس المسيحية).
عملية التنصير فشلت في معظم مناطق العلويين ولكنها نجحت في منطقة واحدة هي قضاء صافيتا. على ما أظن فإن معظم مسيحيي صافيتا وما حولها هم أصلا علويون تحولوا إلى المسيحية في القرن 19.
محاولات تنصير العلويين استمرت وزادت في زمن الانتداب الفرنسي (لأن فرنسا كما هو معروف تستخدم التنصير كجزء من سياستها الاستعمارية)، ولكن مقاومة العلويين للتنصير زادت في زمن الانتداب الفرنسي ولذلك فإن هذه العملية لم تثمر الكثير.
بعد خروج فرنسا من سورية في الأربعينات انتهى التنصير وبدأت محاولات “التسنين”. محافظة اللاذقية في فترة الأربعينات (والتي كانت وقتها تشمل كل الساحل السوري الحالي بالإضافة إلى سهل الغاب وأقضية مصياف وتل كلخ) كانت تشهد اضطرابات طائفية مستمرة بين السنة والعلويين، ولإنهاء هذه الاضطرابات لجأ النظام الحاكم آنذاك (الحزب الوطني الدمشقي) إلى سلسلة من الإجراءات منها ما كان مسؤولوا النظام يسمونه بـ”محاربة الإقطاعية”، والمقصود بمحاربة الإقطاعية عندهم كان تحديدا محاربة الزعماء الإقطاعيين العلويين وتجريدهم من نفوذهم ودورهم، وهم في الحقيقة نجحوا في ذلك حيث أنهم قضوا على الزعامات العلوية التقليدية التي كانوا يتهمونها بالعمالة لفرنسا والسعي للانفصال (هم طبقوا نفس هذه السياسة مع الدروز والأكراد والبدو وكل الأقليات التي كانوا يتهمونها بالسعي للانفصال والعمالة للاستعمار، وطبقوها أيضا إلى درجة أقل مع الزعامات الحلبية التي كانوا يتهمونها بالعمالة للعراق والبريطانيين).
من السياسات الأخرى التي طبقها حكام سورية آنذاك لإنهاء المشكلة الطائفية هي سياسة “التسنين”، حيث أن محافظ اللاذقية آنذاك عادل العظمة (وهو شامي) وضع خطة لتسنين العلويين بشكل تدريجي، وهذه الخطة تشبه في أسلوبها خطط التنصير الأوروبية.
من يريد أن يقرأ المزيد عن تلك الفترة بإمكانه أن يراجع كتاب “مذكرات أحمد نهاد السياف” للباحث “محمد جمال باروت”. أيضا هناك عدد من الكتب الفرنسية والأجنبية التي صدرت مؤخرا والتي تعطي تفاصيل جديدة عن تلك الفترة. معظم معلوماتي التي أسردها في هذه المدونة مأخوذة من كتاب باروت ومن كتب أجنبية صدرت في السنوات العشرين الأخيرة. أيضا لدي بعض المراجع القديمة لمؤلفين سوريين.
![]()
View Original