عادةً يتقاضى الشبيح عبد المعطي مبلغ /1000/ ل.س لقاء ” عمله” في ضرب المتظاهرين وشتمهم، أما اليوم فقد أعطوه /1500/ لأنه قام مع ثلة من زملائه بحرق إحدى مؤسسات الدولة كي يـتهم المتظاهرون بعملية الحرق ويتم تصويرهم على أنهم مخربون، وهكذا يكون مبرراً لمن لم يشترك بعد في المظاهرات شتم الثوار والدفاع عن رشهم ليس بالماء كما يحصل مع كل متظاهري العالم باستثناء سوريا وليبيا، بل بالرصاص.
كان عبد المعطي سعيداً جداً بهذه الـ /1500/ و أخذ يتخيل كيف سيضم هذا المبلغ إلى (كدسة) النقود التي حصلها مؤخراً جراء قيامه بعمله في التشبيح، لكن سعادته هذه لم تدم طويلاً، فقد أخبره أحد زملائه بأنه تقاضى مبلغ /2000/ ليرة، ما جعله يحس بالغبن و الظلم، ويتساءل عن سبب التمييز في المعاملة بينه وبين سواه من العاملين في القطاع التشبيحي.
لم يطق صبراً على حالته هذه، فاستل موبايله واتصل بالسيد (كامل أبو عملة) ولي نعمته بالمعنى المباشر (لأنه صاحب البقالية التي يستدين منها عبد المعطي احتياجاته كلها) و معلمه في التشبيح (لأنه الذي أمن له العمل التشبيحي مؤخراً).. وسأله معاتباً عن سر الفرق بين أجرته وأجرة سواه من ” المناضلين ” في سبيل ” القائد ” فأتاه الجواب الشافي على النحو التالي:
“يا بغل…هو زادك بـ /500/ ليرة سورية لأنه ساعدنا في إزالة تمثال (الرئيس الخالد) في دير الزور، الرئيس مشان يمتص غضب العالم أمر بإزالة التمثال… أنت شلت التمثال معنا شي؟؟؟”
ُسُــر عبد المعطي لأنه عرف سبب قلة أجرته عن سواه، وطلب من (كامل) أن لا ينساه في أي مهمة مقبلة من هذا النوع، خصوصاً أن التماثيل كثيرة، و الرزقة (محرزة) لكنه صدم لجواب المعلم:
ـ كل وزنك خمسين كيلو…أنت مانك خرج هيك شغلات..روح اعلف حالك وبعدين منشوف.
في اليوم التالي بدأ عبد المعطي برنامجاً غذائياً مكثفاً تنفيذاً لنصيحة كامل بغية زيادة وزنه، ما كلفه إنفاق مبالغ كبيرة على بطنه، ويا حزركن !!! من أين كان يستجر المواد الضرورية لهذا المشروع ” التسميني ” ؟ من بقالية (كامل أبو عملة) طبعاً.
باختصار، وبلا طول سيرة: لم يمض على بدء مشروعه (العلفي) أسبوع إلا وانتقلت جميع مدخراته التشبيحية من خزانته “المقرقعة” إلى درج بقالية معلمه و ولي نعمته وناصحه.
بعد هذا الأسبوع استنتج عبد المعطي أن خسارته المالية الكبيرة غير متناسبة مع الزيادة الحاصلة في وزنه، و استنتج أيضاً أنه حتى لو صار وزنه /1000/ كيلو لن يتم استدعاؤه للقيام بمهمة نزع أي تمثال أو صورة كبيرة لآل الأسد، فما لم يحطمه الشعب منها نزعه زملاؤه الشبيحه و المخابرات بموجب أوامر من “المعلم الأكبر” … وهذا ما دعاه للاتصال بكامل قائلاً:
ـ دبرلنا شغل .. صار وزني 53 كيلو…
—————————–
بقلم: فيليب العربي
View Original