حوار المنطق الحيوي لتحقيق إرادة الحياة: الحرية..: رائق النقري : رحم الله المجاهد الجزائري مهري عبد الحميد
El Cofre Damasquino: 30º aniversario de la masacre de Hama

Ayer se completó la tercera década transcurrida desde aquel frío 2 de febrero de 1982, cuando tropas de élite del ejército sirio, en su empeño por acabar con la sublevación armada de los Hermanos Musulmanes, comenzaron una feroz campaña militar contra la ciudad de Hama, feudo histórico de la hermandad. Durante 27 días la ciudad fue destruida, literalmente, sobre las cabezas de sus habitantes, y con un resultado humanitariamente trágico: Entre 15-25 mil fallecidos (otras fuentes hablan de entre 20-40 mil), casi 15 mil desaparecidos y 100 mil desplazados.
Aquella masacre fue la culminación sangrienta y brutal de 3 años de enfrentamientos armados entre el régimen y la Vanguardia Combatiente, brazo armado de los HHMM. Con la excusa de acabar con los islamistas sublevados, el régimen aprovechó para limpiar el país de todo lo que le pueda ser incómodo. Así, desterró a los pocos Hermanos Musulmanes que no pudo matar, y llenó las cárceles de opositores y críticos con la tiranía de Al-Asad.
Para la memoria colectiva de los sirios, la masacre de Hama fue la demostración práctica de a dónde puede llegar la brutalidad del régimen contra quienes se nieguen a vivir en silencio bajo su dictadura. Aquella inmensa carga de terror que cayó sobre las mentes de los sirio que la vivieron marcaría el futuro del país, ya que supuso convertir a los que fueron testigos de aquella atrocidad en progenitores de hijos a los que preferían ignorantes felices antes que inteligentes inconformistas, mudos antes que preguntones, y por supuesto, dispuestos a ser humillados desde su más tierna infancia. No les quedaba otra que enseñarles a ser sumisos si no querían perderlos.
Hoy, en el calor de la revolución popular contra la tiranía, se hace aun más importante recordar aquella salvajada. Es la memoria histórica del pueblo sirio, el recuerdo de lo que pasó y nunca debió pasar, y de que se está pagando un alto precio para que esto se acabe para siempre. ¡Nunca más!
..
Para leer más sobre el contexto político de la masacre de Hama [Aquí]
.
View Original
كبـريـت | Kebreet: في رحاب الثورة
فرق كبير بين أن تكون “ثورجياً ” بدوام جزئي أو “معارض في عطلة منتصف اﻷسبوع ” وبين أن تنغمس في الثورة حتى تصبح هذه الثورة هي الهواء الذي تتنفسه و الماء الذي تسبح فيه كما السمكة.
أن تصبح ثورياً يعني ألا تبالي بما تبثه “الجزيرة” أو غيرها، بل أن تكون منتج الحدث وناقله، أن تدفع من دمك ومن وقتك ومالك لكي تسعف ٳخوة في الوطن ولكي تسهم ولو بقسط ضئيل في ٳسقاط الطاغية.
تنسى أن لديك بيتاً قد ينهبه شبيحة اﻷسد، أو مالاً قد ينتهي في جيوب لصوص نظام الممانعة ، تنسى أن سوريا التي تحبها و تراها سائحاً قادماً بالطائرة أو زائراً لمطعم يقدم وجبات لذيذة ، لن تذوقها قريباً ، سوريا “السياحية” هذه أصبحت أثراً بعد عين.
شارع “العشاق” في حمص أصبح مسكوناً بالموت بعدما كانت مشاريع حياة العاشقين تبدأ بموعد في جنباته . حي الميدان الدمشقي لم يعد المكان الذي تقصده لشراء حلوياته الشهيرة ، بل أصبح حي الثائرين ورمز الرجولة بامتياز، مثله مثل حمص ، مدينة الظرف والذكاء بأهلها الطيبين. حمص صارت “ستالينجراد ” سوريا لكن دون شريان حياة يمدها بالدعم الخارجي وأصبح أبناؤها مشاريع شهادة وبطولة.
أن تصبح ثورياً يعني ألا تبالي بقرارات الطاغية وأن لا تهتم لما يقوله ٳعلامه المسخ ، أن تنسى أن هناك جامعة عربية وعرباً عاربة ومستعربة ، أن لا تلقي بالاً لفيتو روسي قادم من شبيح موسكو أو من المارد الصيني الفاقدين لكل حس ٳنساني ، مثلهم مثل دول البريكس، مشاريع الدول “الشبيحة” الراغبة في الحصول على حق فيتو خاص بها ، حق نقض تقايض به الدم السوري في سوق النخاسة العالمي أو لقاء صفقات رخيصة و حسابات ضيقة وقذرة بآن معاً.
الانضمام للثورة يجعلك تدرك معاناة كل المعذبين الذين سبقوك و تتعلم المعنى الحقيقي لكلمات مثل الممانعة والصمود ، لكن ليس على طريقة زعران اﻷسد وحليفه الحزب اﻹلهي المقاوم. تدرك حينها أن الشجاعة هي كلمة حق في وجه سلطان غاشم ، وليس الاختباء وراء مدنيين عزل ، في وكر حصين ، وٳطلاق صاروخ على عدو غافل.
أن تصبح ثورياً ولو للحظات وأن تختلط بمن خاطروا بحياتهم و فقدوا حريتهم لسنوات ، في حين تمتعت أنت بكل مباهج الحياة المرفهة والعصرية ، يجعلك تشعر كم أنت صغير وكم هم كبار هؤلاء اﻷنبياء الصغار، الذين حملوا أرواحهم على كفوفهم و راحوا يصرخون “ارحل ارحل يا بشار” في حين ترتعد أنت خوفاً لمجرد رؤيتك للشبيحة بأشكالهم البشعة وبعضلاتهم المفتولة المتدربة على الضرب والصفع ، على التلفاز…
حين تصبح ثورياً لا تقدر أن تصغي لخطاب أبواق النظام ، من “منحبكجية ” محليين أو من أُجراء لبنانيين يشتمون بقدر ما يقبضون. لا تستطيع أن تتابع خطاب المعلقين الآتين من أنقاض “السوفيت” مادحي النظام و الطامعين بخيراته وبصفقاته. تُصعق حين تقع بالخطأ على قناة “الدنيا ” وتراها تُسهب في مدح “الماكياج الأنثوي الدائم ” و تخصص الدقائق الطوال لعروض اﻷزياء في حين يسيل دم الشهداء غزيراً في كل شوارع البلد المنكوب بنظامه.
أتيح لي الأسبوع الماضي أن أكون، لأيام قلائل، في صحبة ثائرين “بدوام كامل ” ورأيت بأم عيني ضعف إمكاناتهم المادية ، وارتفاع معنوياتهم. هم لا يجتمعون في فنادق مكيفة ولا في صالات فخمة ، يتقاسمون سندوتشات منزلية و يستقلون قطارات في الدرجة السياحية. بعضهم ترك بيته وعمله ليتفرغ لثورة شعبه. كلهم ساهم إما بالقليل مما يملكه أو بالكثير مما يملك ، حالمين بالاشتراك في صنع مستقبل أفضل لبلد لم يروه منذ سنين. أولادهم كبروا في الغربة ، يتكلمون العربية بصعوبة، إن هم تكلموها، و منهم من لم يتعلم لا قراءتها ولا كتابتها.
ثائرون هم، يحلمون ببلد حر بعضهم لم يدوسوا ترابه منذ زمن طويل ، ولا يحملون جواز سفره فسوريا الأسد حكر لعائلة الحاكم بأمره في دمشق ، يفتح أبوابها لكل مارق وشبيح ويحرم الأحرار من أبنائها من زيارتها والتسكع في حاراتها . بعضهم أمضى في الغربة أكثر من أربعين عاماً ويحلم أن يرى ياسمين الشام بعينيه قبل أن يفارق هذه الدنيا الفانية.
حين تختلط بهؤلاء الأبطال تدرك كم هو الأسد طاغية وكم هي متجبرة هذه العائلة اللقيطة. “المغضوب عليه ” من أسرة الأسد المالكة ، من قتل عشرات الألوف من الأبرياء في حماه يتجول حيث يشاء بحماية جواز سفر دبلوماسي سوري ويرتع في قصور دفع السوريون ثمنها دماءً و إتاوات ، في حين يتخفى اللاجئون السوريون ، دون جوازات ولا إقامات ، دون دخل سوى تبرعات الموسرين من سوريي المهجر.
الجرح السوري النازف يتجلى في عيون ثوار الشام ، الفقراء ، الضعفاء ، اليتامى على موائد اللئام ، يتقاسمون خبزهم اليابس مع لاجئي تركيا القابعين تحت الثلوج في انتظار العودة لبيوتهم التي احتلها جند الأسد.
بوسائل بدائية وبإمكانات فردية ومحدودة يواجهون فرعون دمشق وكل داعميه ، من عرب متخاذلين ومن عجم طامعين في بسط نفوذ امبراطورية فارس النجادية ومن روس يبيعون الدم السوري بالقبان في سوق النخاسة الأممية. بمدخراتهم الفردية وبقوت أولادهم، يشتري الثائرون الطعام لشعبهم وأجهزة الاتصالات اللازمة لكي يرى العالم الموت اليومي لشعب عريق يرفض الذل.
في هذه الأيام القلائل ، أتيح لي أن أرى أن لا أحد يمد يد الدعم للثورة السورية ، غير السوريين من ذوي الشهامة والكرم. لا أحد من أثرياء النفط تبرع بقرش لكي تصل أجهزة الاتصالات إلى ضحايا القمع. الأتراك يقدمون بالكاد الكفاف للاجئي الشام ، والكثير من اللبنانيين يعاملون السوريين كما لو لم يكونوا من جنس البشر. نسي هؤلاء بيوت الشام التي فتحت لهم حين مارس زعران المقاومة الجوفاء عنترياتهم الفارغة على حساب الدم اللبناني الزكي ، مثله مثل الدم السوري سواء بسواء.
العرب العاربة، وحتى المستعربة، تذرف ربما الكثير من الدموع تعاطفاً مع آلام أهل الشام لكن القليل القليل من المال و الدعم المادي. العرب مشغولون عن دعم الثورة بأمور جلل ، ليس بينها كسوة العراة من أهل الشام ولا إطعام جائعي حمص وريف دمشق ولا حتى إيصال الدعم أو المال للثائرين.
الثورة السورية أمها الشام وأبوها شعب سوري عريق يأبى الذل ويرفض الخضوع لعصابة الأسد ، ليس للسوريين سوى أنفسهم وسوى الله وهو خير نصير.
حين تحتك بهؤلاء الأطهار ، وترى كم هي الثورة السورية منكوبة بنظام قمعي وبمعارضة تقليدية رديئة وخائبة ، تدرك حجم المعجزة التي تمثلها هذه الثورة.
كم هي كبيرة ثورة السوريين هذه ، كم هم كبار هؤلاء الأنبياء الصغار الذين يواجهون الرصاص بصدور عارية ، بصراخهم و أنين ألمهم يتحدون مؤامرة الصمت الكبرى والتخاذل الجمعي عن نصرة شعب يذبح…
كم هي سوريا الثورة كبيرة وكم نحن جميعاً صغار أمام هؤلاء العمالقة…
أحمد الشامي
http://www.elaphblog.com/shamblog
نشرت في بيروت اوبسرفر 1 شباط 2012
http://beirutobserver.com/index.php?option=com_content&view=article&id=70294:chami&catid=39:features

View Original
قلم رصاص: بعيداً عن السياسة
مدونة هاني: قرار مجلس الأمن الخلبي… بداية لتصعيد إعلامي جديد؟
قلت في تدوينة بتاريخ 25 كانون الثاني:
أنا الآن أخشى أن يقوم الأميركان بالسيناريو التالي: ربما يقومون بتمرير قرار ضد سورية في مجلس الأمن يلبي الشروط الروسية ولكنهم في نفس الوقت سوف يزعمون أن القرار انتصار كبير لهم وسوف يستخدمونه لشن حملة إعلامية شعواء على سورية بهدف تحطيم معنويات أنصار الأسد وإظهار أميركا بأنها انتصرت على سورية.
وبتاريخ 26 كانون الثاني:
ما سيحدث في رأيي هو أن أميركا وأتباعها سيطرحون مشروعا معدلا يلبي الشروط الروسية ولكنهم سيحشونه بالكثر من العبارات الرنانة التي تهاجم سورية وتشتمها، وبهذا لن تستخدم روسيا الفيتو. وبعد صدور القرار سوف يقوم إعلامهم بالترويج للعبارات الرنانة لكي يصور القرار على أنه هزيمة لسورية، وهو ليس كذلك.
أنا عندما طرحت هذه التوقعات لم أكن أرجم بالغيب وإنما كنت أتحدث بناء على قراءتي للاستراتيجية التي تتبعها أميركا منذ أشهر. من الواضح بالنسبة لي أن أميركا تركز منذ أشهر بشكل رهيب على موضوع الحرب النفسية والإعلامية إلى درجة أنها صارت تسيطر بشكل مباشر على وسائل الإعلام الغربية كما لو كنا في حالة حرب مباشرة.
من يقرأ الصحف الغربية والنفطية في هذه الأيام يجدها تتحدث كثيرا عن “لين” في الموقف الروسي، ولكن في الحقيقة ما أصبح لينا ليس الموقف الروسي وإنما الموقف الأميركي.
المسودة الجديدة التي طرحها أتباع أميركا في مجلس الأمن بالأمس تلبي كل الشروط الروسية كما يظهر من تسريباتها. المسودة لا تتحدث إطلاقا عن العقوبات أو حظر السلاح، وفيها فقرة تنص على رفض التدخل العسكري في سورية، وهي لا تحمل مسؤولية العنف للسلطة السورية لوحدها، كما أنها لم تعد تنص على دعم قرارات الجامعة العربية وإنما صارت تتحدث فقط عن دعم القرار الذي صدر في يوم 22 كانون الثاني والذي كما نعلم لا ينص على عقوبات ولا ينص بشكل صريح على تنحية الأسد.
هذه المسودة حسب ما يظهر من تسريباتها لا تخرق أيا من الخطوط الحمراء الروسية، وبالتالي لو تم طرحها للتصويت فهناك احتمال كبير ألا تستخدم روسيا الفيتو ضدها.
أميركا قدمت كل هذه التنازلات الجسيمة لأن همها الوحيد الآن صار الحصول على نصر إعلامي ونفسي. قبل قليل شاهدت حمد يتحدث على قناة الجزيرة ولفتني أنه كان يتحدث بقوة وعنجهية ويهدد روسيا بأن المسودة الجديدة هي نهائية وغير قابلة للتعديل وستطرح للتصويت حتى لو هددت روسيا باستخدام الفيتو.
أنا أظن أن هذه العنترية التي يبديها حمد الآن مردها إلى أنه يريد أن يغطي على فضيحته وعلى التنازلات الجسيمة التي حصلت في مشروع القرار. هو يريد أن يوهم الرأي العام بأن القرار فرض رغما عن إرادة روسيا، ولكن الحقيقة هي أن القرار الذي سيصدر هو قرار “خلّبي”، أي أنه مثل الرصاص الخلّبي dummy rounds الذي يصدر صوتا بدون أن يؤذي.
من يقرأ الإعلام الغربي والنفطي هذه الأيام يجد كلاما كثيرا عن “استعداد الأسد للهروب” و”مستعدون لتوفير ملجأ آمن لعائلة الأسد” و”ضباط علويون يستعدون للانشقاق عن النظام” “الأسد يحشد قواته في جبال العلويين” إلخ.
كل هذه العناوين والقصص الفيلتمانية تريد ضرب معنويات أنصار النظام السوري وخاصة العلويين.
أنا لا أدري لماذا يريد الأسد والضباط العلويون أن يهربوا الآن؟ هل السبب هو فضيحة أميركا وأتباعها في مجلس الأمن؟ أم أن السبب هو نجاح الجيش السوري في تطهير ريف دمشق من المسلحين؟ أم أن السبب هو فشل مخطط إشعال حلب ودمشق؟ أم أن السبب هو فشل مخطط ضرب الليرة السورية والاقتصاد السوري؟
بصراحة أنا أستطيع أن أفكر في مئة سبب تدفع الأسد والعلويين لعدم الهروب، ولكنني لا أجد أي سبب يدفعهم للهروب سوى سبب واحد هو أن هذا الكلام هو مجرد خزعبلات فيلتمانية.
موقع دبكا الإسرائيلي نشر بالأمس ما يلي:
An undercover operation to topple Bashar Assad has been set in motion by a large group of nations, the US, Britain, France, Turkey, Jordan, Saudi Arabia and Qatar– the most elaborate of the Arab Spring cycle… The operation aims to bypass the Russian veto stacked against any effective UN Security Council resolution for halting Syrian bloodshed by striking at Assad’s support structure of loyal troops and Russian-Iranian backing.
هذا الكلام من موقع دبكا لا يكشف سرا، وأنا توقعت أن يكون قرار مجلس الأمن الخلبي بداية لتصعيد إعلامي ومخابراتي جديد أشد ضراوة مما سبقه.
بعد صدور قرار مجلس الأمن سنشهد تصعيدا إعلاميا غير مسبوق. سوف نقرأ كثيرا من الأخبار عن الانشقاقات والتصدعات وعن انهيار الاقتصاد السوري وغير ذلك.
لا أستبعد أن تكون أميركا نجحت في شراء بعض الشخصيات الكبيرة من النظام السوري وأن يقوم هؤلاء بالإعلان عن انشقاقهم بعد صدور قرار مجلس الأمن. أنا بصراحة أتوقع كل شيء بعد صدور قرار مجلس الأمن الخلبي.
الإعلام السوري أخطئ عندما أوهم الناس بأن روسيا لن تسمح بصدور أي قرار ضد سورية. روسيا لم تقل يوما أنها تعارض صدور قرار ضد سورية ولكنها كانت تضع خطوطا حمرا لأي قرار. كان يجب على الإعلام السوري أن يفهم الناس الموقف الروسي على حقيقته حتى لا يفاجؤوا بالقرار الخلبي الذي قد يصدر قريبا.
أنا أقترح أن يقوم الإعلام السوري بتغطية جلسة مجلس الأمن على الهواء مباشرة وأن يقوم فور تبني القرار (في حال تبنيه) بوضع أخبار عاجلة باللون الأحمر تركز على أن القرار هو خلبي وخال من أي مضمون. يجب حتى على الإعلام السوري أن يركز على هذه القضية منذ الآن وأن يوضح للناس أن المسودة الجديدة التي طرحها حمد ليس فيها عقوبات ولا تدخل عسكري ولا مطالبة صريحة بتنحي الأسد، أي أنها تنازل جسيم من قبل حمد وأميركا.
ساركوزي سوف يزور لبنان قريبا، وهذا مؤشر واضح على نوايا أتباع أميركا للمرحلة المقبلة. من الجيد أن الجيش السوري بدأ تطهير محيط لبنان من المسلحين لأنني أتوقع أن أميركا وأتباعها يخططون لزيادة تدفق الأسلحة إلى سورية.
الحسم العسكري الآن هو ضرورة قصوى ويجب ألا يتوقف قبل إنهاء كل بؤر المسلحين وبأقصى سرعة. أميركا وأتباعها لم يعودوا يملكون شيئا الآن سوى زيادة تهريب الأسلحة إلى سورية والحرب الإعلامية، أما موضوع العقوبات الدولية والتدخل العسكري الخارجي فهذه أمور صارت من التاريخ ولم تعد مطروحة.
لحسن الحظ أن الأمطار هذه السنة جيدة جدا، وهذا من شأنه زيادة المحاصيل وبالتالي الحد من التضخم (الغلاء) في أسعار الأغذية في السوق السورية. أنا لفتني أن أسعار الأغذية هذا العام هي جيدة مقارنة بالأعوام السابقة، وهذا يدل على أن هناك معروضا كبيرا من المواد الغذائية في السوق وإلا لما كانت الأسعار بقيت في مستوياتها الحالية التي لا تختلف كثيرا عن الأعوام الماضية بل هي ربما أقل في بعض الحالات.
طالما أن أسعار الأغذية مستقرة ومضبوطة فليس هناك سبب يدعو الناس للثورة. بالنسبة للمحروقات والغاز فهذه المواد سوف يزداد المعروض منها في السوق بعد انتهاء فصل الشتاء ومع تواصل العملية الأمنية ضد المسلحين، ونفس الكلام ينطبق على الكهرباء.
إذن لا يوجد خطر داهم على المواد الأساسية بل بالعكس المتوقع هو حصول انفراج في توفر هذه المواد بعد انتهاء فصل الشتاء. أما بالنسبة للنشاط الاقتصادي فهذا الأمر من المفترض أن يتحسن إذا تحقق أمران:
- إذا تم التخلص من المسلحين الذين يستهدفون وسائل النقل بين المحافظات واستعاد الناس الثقة بهذه الوسائل.
- إذا انحسرت الهجمة الإعلامية الخارجية واستعاد الناس الثقة في مستقبل البلد.
بالنسبة لوسائل النقل فهذا الأمر يعتمد على جهود الحكومة في مكافحة المسلحين، وأنا أتوقع أن الدولة ستنجح خلال الأشهر القادمة في التقليل من أثر المسلحين.
أنا لم أزعم يوما أن الإرهاب سيختفي من سورية خلال أشهر. بالعكس أنا أتوقع استمرار الإرهاب لفترة طويلة ربما تصل إلى سنوات، ولكن طبيعة الأعمال الإرهابية ستتغير حيث أنها ستصبح نادرة وأقل تأثيرا على النشاط الاقتصادي. الإرهاب الذي كان يجري في سورية خلال الأشهر الماضية كان له طابع مخابراتي صريح وكان يستهدف شل النشاط الاقتصادي والتأثير على معنويات المواطنين. خلال الأشهر القادمة أنا أتوقع أن طبيعة الإرهاب ستتغير وكذلك تأثيره. مثلا الإرهاب في المرحلة المقبلة لن يتمكن من إخافة المواطنين من التنقل بين المحافظات ولن يتمكن من شل النشاط الاقتصادي في بعض المناطق.
أما الهجمة الإعلامية الخارجية فهي ستنحسر بفعل التطورات الإقليمية والدولية وبفعل المتغيرات على الأرض، ولكنني لا أتوقع أن تحدث مصالحة قريبة بين سورية والغرب بل أتوقع أن يستمر النزاع والعقوبات الغربية لفترة طويلة، ولقد تحدثت عن هذا الأمر عدة مرات من قبل وقلت أن المصالحة بين سورية والغرب تستلزم حدثا كبيرا ذو أبعاد جيوسياسية يعيد خلط أوراق المنطقة (مثلا حرب سورية-إسرائيلية جديدة في الجولان، ولهذا السبب نرى أن أميركا تستميت الآن لإسقاط النظام السوري لأنهم يعلمون أنه إن استعاد عافيته فسيلجأ على الأغلب لمحاولة تحرير الجولان لكي يخرج من عزلته الدولية).
الجيش السوري خلال الأشهر الماضية استفاد من عدة نواحي. أولا هو تدرب بشكل ممتاز على الانتشار وإعادة الانتشار بشكل سريع. ثانيا هو اختبر ولاء أفراده وكشف المخلص من غير المخلص والجبان من غيرالجبان والكفء من غير الكفء، وهذا أمر مهم جدا في الحروب. بالنسبة للتسليح فأنا أفترض أن النظام السوري لم يوقف عجلة تصنيع الصواريخ، والصواريخ هي أهم أسلحة الجيش السوري.
السعودية تتلاعب بسعر صرف الليرة السورية
http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=116881
أكد رئيس جمعية الصاغة جورج صارجي في تصريح لـ«الوطن» أن دولاً إقليمية وخاصة الخليجية منها تلعب منذ زمن طويل دوراً كبيراً في التلاعب بسعر صرف الليرة السورية وأهمها السعودية التي تمتلك مبالغ هائلة من الليرة ويقومون بعرض الليرة والتحكم بالطلب عليها.
وأشار صارجي إلى أن هذه الدول تعرض مبالغ ضخمة من الليرة السورية عندما تكون حانقة على سورية فتنخفض قيمتها، أما إذا كانوا راضين علينا فيقومون بطلب متزايد على الليرة عبر شركات الصرافة. وأكد رئيس الجمعية أن مدينة جدة في السعودية تعتبر مركزاً للتحكم بسعر عملتنا لافتاً إلى أن العملة السورية كانت تتجمع في لبنان وفي الأردن وغيرهما ويتم شحنها جميعها إلى السعودية بقصد التجارة وفي الوقت الراهن يقومون بالتحكم بنا.
ولفت صارجي إلى أن أي صراف في البلد يعرف هذا الأمر مبيناً في الوقت ذاته أن المجموعات الإرهابية المسلحة التي تنشط في المحافظات السورية تتلقى أموالها من تلك البلدان بمختلف العملات بما فيها الليرة السورية.

View Original
Intidar | انتظار: Расизъм в Израел срещу африканци
View Original
المُندسّة السورية: حماة لا تسامحينا
حماة لا تسامحينا
حماة لن ننسى ولن نسامح
سنسعى لمحاكمة القتلة وإقامة حكم العدل فيهم وهذا قطرة من بحر واجبنا تجاهك يا حماة.
أقدم مدينة في التاريخ يدنّسها ويستبيحها جنكيزخان الجديد بحقد غريب لم يشهد له التاريخ مثيلاً
هو مزيج من حقد طبقي وطائفي، حقد اللئيم على الكريم، حقد الوضيع على الشريف، حقد الجاهل على العالم، حقد اللقيط على الأصيل.
لا أبرر أخطاء أهل حماة تجاه غيرهم وتعامل بعضهم بشكل طبقي مع أبناء الريف والجبل و لا أدعي أن أهل حماة ملائكة.
لكن لكل من يقول أن ما فعله آل الأسد عام 82 كان لإخماد تمرد فليراجع إنسانيته وعقله.
كيف سيكون شعورك وأنت في طفولتك عندما يكون بيت جدك الذي تسكنونه هو الوحيد في الحي الكبير وأنت لا تعرف لماذا ؟ لماذا ساحة بيت جدي كبيرة لهذه الدرجة مع أنه في وسط حماة ؟
ثم تكتشف أن بقية الحي محيت من الوجود مع الأحياء المجاورة التي كانت تسكنها مئات العائلات بمساجدها وبيوتها ومحالها.
===============
Hakam Al Baba
حماه ليست مجرد مدينة في سورية، إنها فكرة ومعنى أكثر من كونها مكان أو جغرافيا، وخلال النصف قرن الماضي كانت عنواناً لكل انتفاضة أو اعتراض على الحكم، همّشت وأقصيت ودمّرت واجتيحت أكثر من مرة، ولكنها كانت تعود لتتصدر واجهة كل الانتفاضات، وأنا أفخر بأني ابن هذه التركيبة الاستثنائية والمعقدة التي تتشكّل منها الطبيعة الحموية المعاندة إلى النهاية، والمصرة بدون مساومات، والمستعدة لدفع أي ثمن مقابل ألاّ تحني رأسها أو تداس كرامتها، واليوم بعد ثلاثين عاماً من المجزرة المروعة التي ارتكبها حافظ ورفعت الأسد فيها عام 1982، يعاد الاعتبار للشهداء والمعتقلين والمهجرين والأمكنة التي دمّرت والنفوس التي استبيحت، وسورية التي سكتت ثلاثين عاماً بسبب جو الرعب الذي أذّل به حافظ الأسد السوريين، تحتفي بحماه اليوم، وبعد ثلاثة عقود من الصمت والاحساس بالذنب والخوف من التطرق لما حدث في شباط 1982 عند كل السوريين، تتحول حماه إلى راية اليوم، فما زرعه حافظ الأسد في حماه 1982 حصده ابنه وعائلته عام 2011 – 2012، وهم يشهدون اليوم كيف يدمّر السوريون جدران الخوف التي بناها الأسد الأب حول بلدهم وأجسادهم وأرواحهم..
وإذا كان حافظ الأسد غائباً اليوم ولم يشهد عزة نفس السوريين التي ظن أنه أنهاها بمجازر حماه وتدمر وحلب وادلب، فإن كل شركاؤه في الجريمة أحياء، ويشهدون اليوم كيف يذلهم السوريون في كل شارع وكل بلدة يومياً رغم كل القوة التي يملكونها ويستخدمونها..
==============
انظروا هذا المقطع ، هو شيء لا يذكر من مآسي حماة ، شكراً لمعدّه
View Original
المُندسّة السورية: الدنيا عام 1982
من أهم منجزات الثورة السورية الحالية… أنها أعادت فتح الدفاتر القديمة بين النظام والشعب…
وما كنا نسمع عنه… أصبحنا نراه ونعيشه…
عندما ورث بشار الأسد الحكم عام 2000… قرأت مقالة للسيد رياض الترك موجهة إلى بشار… قال له بما معناه: تبرأ من النظام القديم… وحاول إصلاح العلاقة مع الشعب… والشعب السوري طيب… وسيغفر ما فات…
بالطبع… لم يسمع بشار النصيحة… وأعاد نفس السيناريو القديم… ولكن بمجالٍ أوسع… وإجرام أكبر…
الآن… الشعب لن يغفر… والصفحة لن تُطوى… إلا بعد شطب الأسد منها…
View Original
المُندسّة السورية: ما الذي تفكر فيه الآن يا رفعت؟؟
قلي ما الذي يدور بخلدك الآن يا رفعت ؟؟؟….. ما الذي تشعر به في هذه اللحظات ….؟؟؟
قلي ماذا رأيت في نومك هذه الليلة …… ؟؟؟ هل رأيت الذين قتلتهم من أهل حماة … هل سمعت أصوات النساء و الأطفال تستغيث … هل رأيت أرواح الآلاف تلعنك و تطلب العذاب لك و لأخيك ……؟؟؟؟
أتذكر ذلك اليوم الذي قلت فيه أنك ستمحي حماة ؟؟؟؟ …. أتذكر ذلك اليوم الذي قلت فيه أنك ستجعل الناس يقولون كانت هنا مدينة تسمى حماة …… ؟؟
أين أنت الآن و أين حماة ؟؟
لقد أصبحتَ طريدا شريدا خارج سوريا لا تستطيع حتى أن تخطوا خطوة على ترابها … و ما زالت حماة شامخة في قلب سوريا لم تتحرك أو تتزحزح من مكانها … ما زال عاصيها يجري و ما زالت نواعيرها تدور كما دارت عليك و على عائلتك الأيام ..
لقد كبرت أنت و هرمت و ارتعشت يداك و انحنى ظهرك و ما زالت حماة صبية في عنفوان شبابها ترفل كالحسناء ببساتينها و خضرتها و تتزين بنهرها الدافق الأخاذ …. ما زال شذاها و عبيرها هو هو لم يتغير يوما و لن يتغير مهما مر عليها من الكلاب العفنة أمثالك …… و رغم ما قتلتَ من أبنائها ما زالت حماة حبلى بالأبطال لا تلد إلا الأحرار الأعزء الذين لا يسكتون على ضيم و الذين لا يتركون من ظلمهم أو اعتدى عليهم يرتاح يوما أو يهدأ له بال أو يستمتع بعافية ….
لقد بقيت حماة سدا منيعا و جبلا شاهقا لم تستطيعوا تحريكه يوما و شوكة في حلوقكم تنغص عليكم تاريخكم كله … أما أنتم فلم تكونوا إلا نقطة سوداء في إحدى صفحات تاريخنا طويناها كما طوينا من قبلها و سوف تذهبون أنتم أدراج الرياح لتبقى هذه المدينة هادئة حالمة على ضفاف العاصي يكتب أبناءها تاريخهم بماء الذهب و يسطرون صفحات خالدة في كتاب المجد …..
(وَ نُريدُ أَن نَمُنّ عَلى الذينَ استُضْعٍفوا في الأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُم أَئِمّةً و نَجْعَلَهُم الوارثين * وَ نُمَكّنَ لَهُم في الأَرضِ و نُرِيَ فِرْعَوْنَ و هامانَ و جُنودَهُما مِنْهُم ما كانوا يَحْذَرون )
View Original
المُندسّة السورية: يُقال .. أقليات
لابد أن نعترف في البداية بأن حقوق الأقليات عامة هي واجبات الأكثرية؛ ومن ثم فإن حقوق الأكراد هي واجبات العرب. والحقوق دوماً هي حقوق أفراد وحقوق جماعات وحقوق مجتمعات؛ هدر أي منها هو هدر الجميع، والتفريط بأي منها تفريط بالجميع، والإفراط في أي منها وبال على الجميع.
منذ قيام دولة سورية واستقرار حدودها الدولية كان ولاء المواطنين الأكراد، ولا يزال، خالصاً لوطنهم السوري ومجتمعهم السوري ودولتهم السورية، من دون أن ننفي تعاطفهم المشروع مع بني قومهم في العراق و تركيا وإيران وغيرها، أو نتجاهل عذوبة الحلم بقيام دولة كردية، ومن دون أن نطلق أحكام قيمة على محمولاتهم الذاتية، وكانت مشاركتهم العملية في الشأن الوطني العام، سواء في مؤسسات المجتمع المدني أو في مؤسسات الدولة تعبر عن طابع تعايشهم وتفاعلهم الإيجابي مع مواطنيهم من العرب في مناطق سكناهم، وقد تسنم عدد غير قليل منهم مناصب عليا في الجيش والإدارة العامة، بما في ذلك رئاسة الجمهورية، من دون أن يثير ذلك أي تحفظ لدى العرب السوريين؛ كان ذلك في وقت أخذت تنمو فيه روح المواطنة، وأخذ المجتمع فيه يتجه نحو الاندماج الوطني. فلم تمارس أي سياسة تمييزية إزاءهم حتى قيام الجمهورية العربية المتحدة التي أثارت بعض المخاوف لدى الأقليات الدينية والقومية على السواء. لكن أول إجراء تمييزي لا يزال الأكراد السوريون يعانون من آثاره السلبية كان إحصاء عام 1962 الذي حرم عدداً غير قليل منهم من حق الجنسية السورية. ثم تتالت السياسات التمييزية بعد الانقضاض على المكتسبات والمنجزات الليبرالية، منذ عام 1963، باسم مشروعية ثورية، كانت سمة جميع ما سمي حركات التحرر الوطني أو القومي.
ويمكن القول إنه لم تكن هناك مشكلة كردية في سورية، على نحو ما نرى اليوم، قبل أن تفقد الدولة طابع عموميتها، وتسيطر عليها أيديولوجية قومية مشبعة بالأوهام، ولعل أبرز هذه الأوهام وهم التجانس والنقاء القوميين، حتى بات مفهوم الوحدة القومية أو الوطنية، في الوعي، يعني نفي التنوع والاختلاف والمغايرة على كل صعيد، حتى على صعيد الحزب القومي ذاته، أو على صعيد الجماعة العربية. (نذكر جميعاً الموقف القومي من مقولة انقسام المجتمع إلى طبقات، مثلاً). ويضاف إليه وهم التمامية والكمال، ووهم الامتياز والتفوق، (كنتم خير أمة أخرجت للناس.) ووهم جوهرية الأمة ورسالتها الخالدة، ووهم إمكانية استعادة الماضي أو إعادة الأمور إلى نصابها، والله أعلم ما نصابها، ووهم أن صحة العقيدة هي التي تقرر منحى التطور، وأن الوعي والإرادة يصنعان الواقع. ولا أحد يماري في واقع أن هذه العقيدة، كغيرها من العقائد، كانت ولا تزال غطاء لمصالح حولت الدولة تدريجياً إلى نوع من “دولة تسلطية” قوامها “الاحتكار الفعال للسلطة والثروة والقوة”، حسب تعبير خلدون حسن النقيب. ومن ثم فإن مشكلة الأكراد في سورية لم تكن يوماً مع مواطنيهم العرب، بل إن مشكلتهم ومشكلة مواطنيهم العرب أيضاً هي مع الدولة التسلطية؛ ومن ثم فإن حلها لا يمكن أن يكون إلا باستعادة عمومية الدولة وكونها دولة حق وقانون لجميع مواطنيها بلا استثناء، وبإعادة إنتاج مبدأ المواطنة في العلاقات الاجتماعية والسياسية.
حين يختار الأكراد المخرج الديمقراطي وتتبنى قواهم الحية هذه الإستراتيجية لحل المسألة القومية وتعقيداتها، يؤكد حقيقتين مهمتين:
الأولى:
إن النضال الديمقراطي يعني بداهة في أحد وجوهه نضالاً من أجل مساواة جميع القوميات في نظر المجتمع والقانون، وهو في الحال الكردية تثبيت الحقوق المشروعة لهذا الشعب المضطهد كحقه في المواطنة وحقوقه الثقافية والسياسية، وحقه المتساوي في المشاركة في إدارة السلطة والدولة، بما في ذلك أيضاً تقرير مصيره بالوسائل والأساليب الديمقراطية.
الثانية:
إن تبني الديمقراطية طريقا رئيسا لحل المسألة القومية الكردية سيعمق بلا شك حال التلاحم النضالي بين كل القوى السياسية والاجتماعية التي يوحدها هدف التغيير الديمقراطي، ويبني أواصر ضرورية من الثقة والاطمئنان بين الشعب الكردي والشعوب التي يقاسمها العيش المشترك مزيلاً عند العرب “شعور التوجس والشك” بأن الكرد يخفون وراء نضالاتهم حسابات ومصالح ذاتية ليس إلا، وأنهم يترقبون الفرصة المناسبة لتحقيقها دون اعتبار لمصلحة المجتمع الذي يعيشون في كنفه.
كما يزيل في المقابل الإحساس لدى الأكراد بأنهم كانوا جسرا عبرت فوقه أحزاب وتنظيمات نحو أهدافها السياسية الخاصة وتناست فيما بعد ما رفعته من شعارات لنصرة حقوقهم القومية، مما يقطع الطريق تاليا على مختلف الأطراف والأنظمة في اللعب بالمسألة الكردية واستخدامها كورقة ضغط في صراعاتها الإقليمية.
إن المعاناة العربية والكردية واحدة، وتختصر أسبابها كلمة واحدة هي الديمقراطية، كمعبر لا غنى عنه كي نواجه جميعا كافة المعضلات القومية والإنسانية ونتصدى للتحديات والأخطار الماثلة أمامنا في عالم لا مكان فيه إلا للشعوب المتكاتفة المتحدة.
فأن تكون قوميا حقا وأن تكون وطنيا حقا، يعني أن تكون ديمقراطيا حقا.
———————————
د. إياد أبازيد
View Original
: غوغل تعزز دفاعات سوق أندرويد ضد البرمجيات الخبيثة
أعلنت غوغل اليوم عن إضافتها لطبقة حماية جديدة تُعزز من دفاعات سوق أندرويد ضد تسلل البرمجيات الخبيثة. وهذه الطبقة التي أطلقت عليها إسم Bouncer عبارة عن عملية مسح تجري بشكل أوتوماتيكي على جميع التطبيقات التي يتم رفعها إلى سوق أندرويد، كما تجري بشكل دوري على جميع التطبيقات حتى القديمة منها بحثاً عن أية أكواد ضارة ضمن التطبيقات.
ويُعتبر أندرويد آمناً بطبيعته فهو يقدم أساساً ثلاث طبقات من الحماية، الأولى ما يُعرف بالـ Sandboxing وهو يعني أن التطبيقات تعمل بشكل منعزل ومنفصل تماماً عن بعضها البعض، ولا يستطيع أي تطبيق أن يطلب معلومات من تطبيق آخر دون وجود سماحيات محددة مسبقاً من قِبل التطبيق الآخر. الطبقة الثانية هي طبقة السماحيات Permissions حيث لا يستطيع أي تطبيق الوصول إلى سماحية معينة دون موافقة المستخدم حيث تظهر قائمة بالسماحيات التي يملكها التطبيق قبل تثبيته. الطبقة الثالثة هي الحذف اليدوي للتطبيقات الضارة والذي تقوم به غوغل فور علمها بوجود تطبيق ضار جديد.
الآن مع طبقة Bouncer الرابعة أصبح وصول التطبيقات المؤذية أصعب من قبل. ورغم أن نظام أندرويد أصبح هدفاً لمثل هذه التطبيقات إلا أن ضررها الفعلي قليل واحتمالات تأثيرها ضعيفة ومعظمها لا يعمل إلا بحالات معينة ومحددة جداً. وذكرت غوغل سابقاً على لسان أحد موظفيها بأنها تعتبر الشركات التي تُصدر تطبيقات مكافحة الفيروسات لأندرويد أنها شركات نصابة! إذ لا يوجد داعٍ لاستخدام مثل هذه التطبيقات على أندرويد كما تقول الشركة.
[Google]
View Original
المُندسّة السورية: الحرية قربت فلا تكونوا آخر الصف
السيف الدمشقي
—
عندما كنّا في المدرسة صغاراً نقرأ عن المحتل الفرنسي كنت دائماً أسأل نفسي كيف كان شكل هؤلاء الأبطال الذين كانوا يخرجون ليتحدوا قوة عسكرية هائلة ودولة من أقوى الدول في تلك الفترة , كيف استطاع رجال سوريا ومن خلفهم بالتأكيد أمهات وأخوات أن يطردوا المحتل الفرنسي ويجبروه على الانسحاب الكامل بعدة قليلة وسلاح بسيط ؟
هذا المحتل الذي لم يصمد في بلادنا كما صمد في بقية الدول الأخرى التي احتلها فكانت فترة احتلال سوريا من أقل الفترات والذي استمر أكثر من عقدين من الزمن .
كانوا يخرجون في مظاهرات لايهابون فيها المستعمر ولابطشه ولاتهديداته وكان هناك ثوار يهاجمون أيضاً القوات الفرنسية بعدة قليلة وبسيطة كنت أقول هل يمكن أن يحصل هذا عندنا يوماً ؟!!
هل يمكن أن تخرج عندنا مظاهرات ونحن لم نتعود طوال حياتنا في المدارس والجامعات سوى أن نساق إلى المسيرات المؤيدة ثم نهرب أو نتهرب منها في أول فرصة سانحة , كنت أحلم أن نثور على الظلم , أن نثور على الفساد , أن نثور على الطغيان والجبروت , أن نتمرد على واقع ألفناه على واقع تكميم الأفواه حتى ظن الكثيرون وللأسف مازال البعض كذلك حتى الآن يعتقد أنه قدر محتوم لامناص منه .
كلا وألف كلا.. والله لم ولن يكون قدراً محتوماً بل هو الطريق الذي نسلكه ونختاره
وهي العقيدة والإيمان التي أخرجت الثوار ضد المحتل الفرنسي فأجبرته على الرحيل مهزوماً ولن يخرجنا من المحتل الأسدي إلا نفس العقيدة والإيمان
الإيمان بالله والإيمان بأن الظلم لايمكن أن يزول إلا بإيدينا يزول عندما تتحرر عقولنا من الخوف المزروع فيها.
هذا الخوف وهذه العقلية التي سادتنا طوال عقود والتي مازلنا نتحرر منها منذ بدء الثورة وحتى الآن وإن كان يؤلمني جداً أن أجد أحداً من أقاربي أو معارفي مازالوا حتى اللحظة يعتقدون بما يقوله ويروجه النظام عن المؤامرة الكونية وماتروجه لهم القناة الدنيئة والقنوات الرسمية السورية وهنا لا أقصد من ينتمي إلى النظام من الشبيحة أو المنحبكجية بل أقصد الفئة الصامتة هؤلاء الذين ربما يعتقدون أنّ من سيحكم سوريا في المستقبل سيكون أسوأ لأنهم لم يعرفوا ولايريدون أن يعرفوا ودون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن الحقيقة بالأحرى هم اختاروا أن لايعرفوا الحقيقة أولئك الذين يحملون تلك العقلية متمترسين وراء آراء وفتاوى أصحاب العقول المتحجرة والفاسدة المرتبطة بالنظام حتى أن أحدهم امتنع عن قراءة رسائلي ومقالاتي ومنع زوجته من ذلك خوفاً من أن تتحول بشكل كامل إلى صف الثورة فتنغص عليه حياته كما يعتقد
إنها فعلاً من عجائب هذه الثورة اكتشاف أمثال هؤلاء في حياتنا عرفناهم ولم نعرفهم بل عشنا معهم ولم نعرفهم لم يتذوقوا طعم الحرية ولايريدون حتى أن يتذوقوها حالهم كحال شخص يرى إخوته وأصدقاؤه في حوض السباحة ووقف خارج الحوض يتأمل بهم وهم يدعونه تعال وادخل معنا تعال ونحن سنعلمك السباحة تعال فقط ادخل في المنطقة الآمنة فيقول لهم لا لا دعوني أنا مرتاح هكذا أنا آمن من الغرق سأقف وأتفرج عليكم .
نعم يؤلمني ويطعن في قلبي ذلك الأمر أكثر مما أرى من بطش أولئك الذين يقتلون ويعذبون ويعتقلون ويرهبون الناس.
أمثال هؤلاء أقفلوا عقولهم وأغمضوا عيونهم وأسلموا أنفسهم واستسلموا حتى أصبحت قلوبهم كالحجر لا يرف لهم جفن ولا نرى لهم دمعة على من يتساقط من الشهداء متعامين عن ابتسامات شفاههم بل الأنكى من ذلك هناك من يعتقد منهم أن هؤلاء الشهداء من المتظاهرين ذهبوا ضحية غباءهم حسب قولهم بالعامية ( راحوا من كيس حالهم ) ومع أننا لسنا نزكي على الله أحداً فهؤلاء هم عند الله في أعلى مراتب الإيمان إن أمثال هذه الفئة وهم للأسف موجودين بيننا وربما سنجد منهم في كل عائلة سورية هؤلاء هم أحد – وأشدد على كلمة أحد – أسباب تأخر النصر الذي لن يقف عند هؤلاء بالتأكيد أولئك الذين قعدوا عن نصرة إخوتهم ومنهم من ضنَّ حتى بدعاء جلسوا بعيداً آمنين كأن الذي يُقتل ويُعتقل ويعذب ويهان هو من كوكب آخر وليس أخوه أو ابن عمه أو جاره أو صديقه أو ابن وطنه كأن الذي يقتل هو من إسرائيل وليس من سوريا يخافون بزعمهم على الوطن على اقتصاده على مؤسساته ولم يدركوا أن قطرة دم تراق أغلى من كل الوطن وما فيه كم هو الفارق الكبير بينكم وبين تلك الخادمة الإثيوبية التي تحدث عنها الدكتور عبد الكريم بكار في آخر مقالاته والتي تبرعت وشاركت بمبلغ زهيد لنصرة الثورة السورية وهي في بلد آخر ولاتعرف أحداً من السوريين إلا العائلة التي تعمل عندها لم تفكر بمن يقتل هل هو من بلدها أو من غير بلدها هل هو من دينها أو من غير دينها ولكني أقولها لهم سامحكم الله وهداكم وأنار بصيرتكم وعقولكم ولئن رضيتم لأنفسكم أن تعيشوا وأولادكم تحت الذل والمهانة والخوف إن رضيتم لإخوتكم هذا فهذا شأنكم سيأتي اليوم الذي تنضمون فيه ولكن انضمامكم عندها سيجعلكم في آخر الصف فكما في الصفوف الدراسية متفوقون وجيدون ومتوسطون وكُسالى ففيه في النهاية ناجحون وراسبون
ولهذا نقول إنّنا ماضون معكم ومن دونكم ماضون فلاتكونوا آخر الصف
نعم ماضون بهمة وتضحية وعزيمة الأحرار وبعقيدة وإيمان بالله عظيم مهما طالت الفترة ومهما اشتد الخطب ومهما آلمتنا الأيام ومهما خذلنا المتخاذلون ومهما جبن الجبناء مادام معنا هذا السلاح سلاح الله أكبر ولئن سقطتم اليوم من أعيننا فاعلموا أن السقوط أمام عين الله أبشع وأقسى وسننتصر بإذن الله والحرية قربت نعم الحرية قربت .
عاشت سوريا حرة أبية وماالنصر إلا من عند الله .
View Original
مرافئ النورس: فسيفساء طيبة الإمام … والصورة تروي
عندما تكون في ضيافة عبقرية من مرّوا من الأجداد يصمت الكلام ، و تصبح للصورة لغة
و لا أبلغ تنحني أمامها كل لغات الأرض …. أسامة
من هنا مروا
فتفتق الفكر
لوحات مذهلة
تضيع في حضرتها الكلمات
مشهدٌ لا أبهى
يضيعُ عنده الشعر ُ
و لنرحل مع قصص الحياة من صراع و حب
و هنا قصة أخرى للصراع من أجل البقاء
و هنا شرح بشكل مفصل تروي قصة إبداع
أسامة

View Original
المُندسّة السورية: الأسد يحرق عصافير الجنة
كان ذنب حمزة طايع – الرضيع ذو الشهور العشر-أنه سوري ولد في مدينة اللاذقية في ظل نظام الأسد القمعي , وأن والده هو الطبيب الأسير معد طايع أسبابا كافية لتنهي حياته التي لم تبدأ بعد.
فقتلة حمزة ارتأوا أن جريمة والده وهي إطعام الفقراء والمحتاجين والمتضررين من آلة قمع النظام أثم عظيم يستحق اعتقاله لا بل يستحق إعداما جماعيا لاسرته المؤلفة من أربع أطفال لا يتجاوز أكبرهم – عز الدين – العاشرة من العمر.
هي الجريمة الكاملة يظن شبيحة النظام بغبائهم …فالماس الكهربائي لم يصب سوى بيت أسير معارض ليشعله نارا !! وتصاب الأم التي تقوم بتربية أربع أطفال بالخرق و الغباء فلا تعرف كيفية فتح الباب والهروب بأبنائها !!..لا بل يصاب سكان شارع القوتلي المكتظ بالعمى والصمم في هذه اللحظات فلا يشعرون بالحريق ولا يهبون – وهم أهل نخوة – لانقاذ العائلة من موت محتم!!!
فلا يمكننا وصف ما جرى في التاسع والعشرين من الشهر الأول هذا العام في اللاذقية إلا بأنه “هولوكوست ” حقيقية في القرن الواحد والعشرين وسط عجز العالم عموما والعرب خصوصا – بقصد أو بدونه – على إيقاف جرائم تدمي القلب و تشخص لها الأبصار .
إلا أن ما يؤلمني بحق هو أن هذه الهلوكوست لم ترتكبها النازية أو الفاشية ..لابل لم تجرأ على ارتكابها الصهيونية ….هذه الهلوكوست قام بها “أشخاص” لا يسكنون بعيدا عن منزل الطبيب طايع بل كانوا لفترة قريبة يعيشون بيننا نسلم عليهم ويسلمون علينا و لربما داوى الطبيب طايع نفسه بعضا منهم أو من ذويهم …فلماذا ؟؟؟؟
لماذا يقوم هؤلاء بهذا الفعل الشنيع ؟ ما هو نوع أو طبيعة الحقد الذي يملأ نفوسهم؟.
أهو الحقد الطائفي الأعمى الذي لم تتوقف آلات النظام الإعلامية عن بثه بين العقول؟
أم هي محاولة يائسة لإرهاب أهل اللاذقية الأحرار وكسر لشوكتهم؟
أم انه التنافس على أعلى مراتب السادية بين رؤساء الفروع الأمنية الذين قتلوا سابقا حمزة الخطيب وأطفال كرم الزيتون بطرق لا تقل شناعة؟!
أم هو كل ذلك؟
إلا أن ما يمكننا استنتاجه أن عمليات تصفية عائلات بأكملها هو ليس عملا فرديا من هنا وهناك , بل هو منهج قمع أصبح النظام المجرم يتبعه لإثارة الحقد الطائفي وفي محاولة يائسة منه لإخافة الناس وإرغامهم على الرجوع.
وعلى أساسه فإن دم حمزة الخطيب وأطفال كرم الزيتون وأبناء الطبيب طايع و سبعة آلاف شهيد في سوريا يتحمله النظام بأكمله من الأسد إلى الشرع و حتى أصغر ضابط أمن فيه.
فلا ينفع الطبيب طايع اليوم مال الدنيا بأكمله وقد خسر فلذات كبده وزينة حياته.
لا ينفع الطبيب طايع سقوط النظام أو تنحي بشار ونجاته ببدنه…فحال طايع اليوم كحال الشاعر أمل دنقل في لا تصالح .
ولكن الرد الواضح على هذا كله جاء من أهل اللاذقية في تشييع عصافير الجنة الأربعة …خرجنا بالآلاف متحدين كل قمع كل عنصر أمن كل شبيح كل تهديد بالحرق …خرجنا ننادي بما ينادي به الآن معد طايع ألا وهو إحقاق الحق ألا وهو اعدام الرئيس ولا شيء غيره . حتى أن ليلة التشيع شهدت تكبيرا شق عنان السماء في اللاذقية لم أسمع مثله قط…الله أكبر ……الله أكبر تهدد عروش الطغاة وتبشر بفجر جديد سيشرق على سوريا مهما طال الظلام.
——————————————
الكاتب: latakia bird
View Original
المُندسّة السورية: حماة – سورية – 1982 … مجزرة القرن العشرين
قبل الدّخول في تفصيلات المجزرة الرهيبة، عبر شهادات حية، نضع هنا أمام أعين القارئ شهادات أخرى لأناس ليسوا عرباً وليسوا سوريين، إنما هم صحفيون أجانب أبى ضميرهم الإنساني، وإخلاصهم للحقيقة الموضوعية، إلا أن يساهموا في إماطة اللثام عن شيء من الحقيقة المفزعة، وكشف وجه النظام الهمجي الأسود.
هؤلاء الصحفيون لم يسمعوا عن المجزرة من مصادر بعيدة، بل مكثوا طويلاً في دمشق، ينتظرون أن تسمح لهم السلطة بدخول المدينة.. لكنها لم تفعل، وظلت تراوغ، بل وصل بها الأمر إلى تهديد كل صحفي يفكر بالاقتراب ودخول حماة. صحفي واحد استطاع الدخول إلى المدينة بعد عشرين يوماً من الحصار وكانت المذبحة قد قاربت على النهايات، ومع ذلك، نقل إلى العالم رواية موضوعية عن مشاهداته.
وننقل بعض النماذج لشهادات صحفيين أجانب أدلوا بشهاداتهم:
ذكرت صحيفة النوفيل أوبزرفاتور الفرنسية بتاريخ 30 نيسان 1982:
“في حماة، منذ عدة أسابيع، تم قمع الانتفاضة الشعبية بقساوة نادرة في التاريخ الحديث.. لقد غزا ( حافظ ورفعت أسد) مدينة حماة، بمثل ما استعاد السوفيات والأمريكان برلين، ثم أجبروا من بقي من الأحياء على السير في مظاهرة تأييد للنظام، صحفي سوري مندهش قال موجهاً كلامه لأحد الضباط: رغم ما حدث، فإن هناك عدداً لا بأس به في هذه المظاهرة. أجاب الضابط وهو يضحك: نعم، ولكن الذي بقي أقل من الذين قتلناهم”.
وتحت عنوان: “في سورية، الإرهابي رقم واحد هو الدولة« ذكرت صحيفة لوماتان الفرنسية في عددها رقم 1606 تاريخ 24 نيسان 1982:
20.000 (عشرون ألف) سجين سياسي، 10.000 (عشرة آلاف) قتيل في حماة، 600.000 (ستمئة ألف) شخص موضوعون على اللائحة السوداء.
هنالك على الأقل 20.000 (عشرون ألف) سجين سياسي (وربما وصل العدد إلى 80.000 (ثمانين ألفاً) في سوريا، حيث العنف والإرهاب السياسي هما اليوم عملة رائجة. إن جهاز القمع التابع للنظام مدهش للغاية: سرايا الدفاع بقيادة رفعت أسد، سرايا الصراع بقيادة عدنان أسد، الوحدات الخاصة بقيادة علي حيدر، المخابرات العامة،.. وقد اشترت وزارة الداخلية مؤخراً من شركة فرنسية عقلاً إلكترونياً يمكن له أن “يفيّش” (أي يضع على اللوائح السوداء) 500.000 (نصف مليون) شخص دفعة واحدة.
لقد شهد عام 1981 بطوله قيام عمليات مسلحة يقودها الإخوان المسلمون [ يقصد الطليعة المقاتلة ]ضد السلطات في مدن حلب وحمص وحماة. وكانت المواجهات بين الطرفين تدوم عدة أيام، آخذة أحياناً شكل حرب حقيقية بين الجناح العسكري للإخوان [ الطليعة المقاتلة ] وبين سرايا دفاع رفعت أسد، “الحرس الإمبراطوري” التابع للنظام. وكانت الضحايا تتساقط بالمئات.
ولكن من بين كل هذا الأحداث، فإن حدث حماة الأخير الذي دام عملياً طيلة شهر شباط، كان الأكثر عنفاً، ونتج عنه عدد من الضحايا أكثر بما لا يقارن.
“إنه أكبر مجزرة في العصر الحديث” ، على حد قول دبلوماسي سوفياتي، لا يمكن طبعاً أن يشك بعدائه أصلاً للنظام. لقد كان هناك على الأقل 10.000 (عشرة آلاف) قتيل، ولكن مصادر أخرى تتحدث عن (30.000) (ثلاثين ألفاً) وهو رقم قريب من الواقع إذا تذكرنا أنه، لكي يقضي على الانتفاضة فقد زج النظام بآلاف من سراياه، كما أنه قصف المدينة بالطيران فوق سكانها المدنيين، مما أدى إلى هدم أجزاء كبيرة من المدينة.”
وذكرت مجلة الفيزد الفرنسية في عددها الصادر في أيار 1982:
“وكان القمع مميتاً أكثر من يوم حرب الكيبور (يوم الغفران).”
“.. المدفعية الثقيلة تطلق قذائفها على الآمنين. وطوال أربع وعشرين ساعة تساقطت آلاف القذائف والصواريخ على حماة. كل مجمّع سكني وكل منزل كان مستهدفاً.
- يقول دبلوماسي غربي وصل مؤخراً من دمشق: “إنه أعنف قصف حدث منذ حرب سورياً عام 1941 بين أنصار حكومة فيشي من جهة وأنصار فرنسا الحرة والبريطانيين من جهة أخرى”.
وأخيراً وحوالي منتصف الأسبوع الماضي، استطاعت الدبابات اختراق المدينة وطوال أيام كاملة، كانت المعركة مستمرة وبشدة. من بيت إلى بيت، أو بالأحرى من أنقاض إلى أنقاض. هذا وتتكتم الدولة على عدد القتلى والجرحى من الجانبين. ويضيف الدبلوماسي الغربي قائلاً: “ولكن الطلب على الدم في المراكز الطبية كان كثيراً وكثيراً مثل أيام “حرب الكيبور” التي سببت في سوريا آلافاً من القتلى والجرحى.
ويختم الدبلوماسي حديثه قائلاً: “يمكن القول إن ما جرى في الأسبوع الماضي في حماة هو “فرصوفيا أخرى” أي مثلما حدث لفرصوفيا أثناء الحرب العالمية الثانية… إنه فعلاً، موت مدينة”.
كما ذكرت مجلة الإيكونومست في عددها الصادر في (مايس) 1982 تحت عنوان أهوال حماة:
“إن القصة الحقيقية لما جرى في شهر شباط في مدينة حماة الواقعة على بعد 120 ميلاً شمال دمشق العاصمة لم تعرف بعد وربما لن تعرف أبداً. لقد مرّ شهران قبل أن تسمح الحكومة السورية للصحفيين بزيارة خرائب المدينة التي استمرت تحت قصف الدبابات والمدفعية والطيران ثلاثة أسابيع كاملة. ونتيجة لذلك فإن قسماً كبيراً من المدينة القديمة القائمة في وسط البلد قد مُحي تماماً، وسوّي مؤخراً بواسطة الجرافات.
إن عدد القتلى يرتفع إلى أكثر من 30.000 شخص (بما في ذلك طبعاً خسائر الجيش) كما تقول تقديرات الإخوان المسلمين. التقديرات الأخرى تقول بـ 9.000 فقط ولكن ذلك رقم رسمي معطى من قبل المستشفيات ولا يأخذ بعين الاعتبار الأناس الذين دفنوا دون أن يدخلوا المستشفى. لم يوفر القصف لا المساجد ولا الكنائس. (في حماة يعيش حوالي8000 مسيحي من طوائف مختلفة، ومنذ قرون، وهم يعيشون بسلام كامل، وتآخٍ حقيقي مع أكثرية الشعب السنية المسلمة).”
أما جريدة ليبراسيون الفرنسية، فقد ذكرت على لسان الصحفي شارل بوبت، وهو صحفي فرنسي محرر في صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية استطاع أن يدخل إلى قلب مدينة حماة أثناء الأحداث:
إنه الصحفي الوحيد من بين كل الصحفيين العرب والأجانب الذي تمكن من الدخول إلى هذه المدينة… وبحيلة ذكية.
كان في دمشق.. وحينما سمع بالأحداث استقل الباص باتجاه حلب. وفي حمص وأثناء استراحة قصيرة اختفى وترك الباص يتابع سيره ثم بحث عن تكسي لكي تنقله إلى مداخل حماة أو ضواحيها بحجة أنه سائح يبحث عن الآثار.
قضى في المدينة وقتاً لا بأس به، ثم سلم نفسه للسلطات السورية تمويهاً.. وبعدما عاد إلى فرنسا نشر تحقيقاً مطولاً يعتبر أخطر ما كتب في الصحافة العالمية عن هذه المذبحة.
إنه يقدم لنا شهادة حية ثمينة، وقيمتها مزدوجة الطابع، لأن صاحبها محايد في الصراع، وموضوعي في الحكم، ولأنه ثانياً، لم ينقل أخباراً سمعها عن روايات وصلته بالتواتر، وإنما يحكي لنا هنا ما شاهده بنفسه، ورآه من ماسي وأهوال.
لا يتسع المقام هنا لنشر كل “الريبورتاج” فهو طويل للغاية سنكتفي فق بترجمة أهم فقراته.
فلنترك له الكلام الذي نشرته الصحيفة المذكورة يوم الاثنين في الأول من آذار 1982:
“الساعة السابعة صباحاً.. تبدو حماة مدينة غريبة، حركة عمران! كل شيء في طور الإعمار، أو كان كذلك، وفجأة توقف كل شيء. وبمحاذاة البيوت التقليدية القديمة، كانت الأبنية الحديثة تبدو كأنها حيوانات ضخمة جريحة واقفة على ظهرها. الطوابق الأرضية ظاهرة، والأعمدة التي تستخدم عادة لحمل الطوابق الأخرى كانت عارية، ومتجهة نحو السماء بشكل مستقيم، وعلى قمتها قضبان حديدية ملتوية وصدئة. (…) إنني أمشي الآن وسط بيوت متهدمة، وأشجار مكسرة، وأعمدة ملوية أو منزوعة من مكانها. هناك قليل من السكان. ومثلهم فإنني أتنقل بحذر أثناء المسير. إنه هنا حدث القتال وما يزال مستمراً من صباح هذا اليوم من شهر شباط. إنها ليست الحرب، ولكن بالأحرى، نهاية معركة كانت على ما يبدو رهيبة.
ننتقل من بيت إلى بيت. ومن فوقنا تمر طائرة هيلوكبتر. وأمامنا عائلات بأكملها تبكي، جثث تجر من أرجلها أو محمولة على الأكتاف، أجساد تتفسخ وتنبعث منها رائحة قاتلة ، وأطفال تسيل منهم الدماء وهم يركضون لاجتياز الشارع. امرأة ترفض أن تفتح لنا منزلها. إنها ليست زيارة متفقاً عليها. إنني غير مرغوب في مثل هذه الساعات. ونهيم على وجوهنا أنا ومرافقي – أحد أبناء المدينة الذي تطوع بهذا العمل- ولكن كنا محتاجين لأن نبقى ضمن الأحياء التي ما تزال في أيدي الثوار التي تضيق رقعتها شيئاً فشيئاً. وأخيراً تستجيب المرأة لتوسلات مرافقي وتفتح لنا. إنها تخبئ زوجها. ها هو ذا أمامنا مسجَّى على الأرض، دونما رأس، ميتاً منذ 5 شباط!!! وهكذا فإن كثيراً من الناس يخبئون جرحاهم، خشية أن تجهز عليهم القوات الحكومية. أما الأموات فإن أهاليهم يدفنونهم بسرعة. إذا أمكن، فيما أصبح يطلق عليه اليوم مقبرة الشهداء في الزاوية الكيلانية. (التي تم نسفها كلياً فيما بعد).
بضع طلقات نارية صوب الجنوب تتبعها رشقات قوية. وخلال عشر دقائق كانت القذائف تتساقط كالمطر أينما كان، وحيثما تسقط كنت تسمع صرخات الرعب ونداءات التوسل إلى الله على بضعة أمتار منا، شاهدنا رجلاً يتمزق تماماً ويسقط فوق جدار، كما لو أنه هيكل عظمي. ولم أصدق عيني، ولكن عندما ظهرت الطائرات من جديد فوقنا، دفعني مرافقي لتحت منزل، صارخاً “هاهم يعودون”.
في الطريق يصادفنا رجل يقدمه مرافقي لي. إنه طبيب… وبكل سرعة يناولني الطبيب هذا بضع أوراق، ويكتب لي أسماء ضحايا: “كم قتيلاً” سألته.. أجاب: لا أعرف. ليس أقل من 8.000 أو 10.000 لقد رأينا ضحايا في كل مكان.. أمسك. (حتى يعرف العالم كله الحقيقة سجل: “مصطفى شامية، طارق عبد النور، أديب السبع، أحمد الشلبي”. وبإشارة أفهمه أنه لا فائدة من الاستمرار لأنني لا أستطيع أن أسجلهم كلهم ولكنه يستمر وبكل عصبية ويطلب مني بطريقة الأمر أن أسجل: “إبراهيم الطرقجي، فؤاد جودت، غسان جلوسي دهيمش.
أترك حماة بمزيج من الرعب والفزع… الفزع حين أتذكر أنه ولا مرة واحدة خلال هذه الأيام والليالي التي قضيتها هناك سمعت صوت المؤذن يدعو المؤمنين إلى الصلاة، كما لو أن المآذن نفسها قد انكمشت على نفسها تلقائياً.”
ونشرت صحيفة دي تسابت الألمانية بتاريخ 2/4/1982 تقريراً عن مجازر حماة تحت عنوان:”مذبحة كما في العصور الوسطى – كيف ابتلى أسد مدينة حماة بالموت والدمار” جاء فيه:
“دمشق – نهاية آذار: (إن ما حدث في مدينة حماة قد انتهى) كان هذا تعليق الرئيس أسد على أخطر أزمة داخلية هزت سورية منذ توليه السلطة عام 1970، فقرابة أربعة أسابيع في شباط أُغرقت حماة بالدماء والآلام من قبل قوات بلغت 11 ألف رجل (مدرعات ومدفعية وطائرات مروحية ومظليين وقوات حماية النظام الخاصة وقوات حماية أمن الدولة) لقد انتهت فترة القتل والنهب والحرق التي تذكر بالقرون الوسطى، وسكتت المدافع وغدت المدينة أنقاضاً ورماداً.
إن مدينة حماة التي ذكرت في الإنجيل (في الوصايا القديمة) تقع على نهر العاصي.. هي واحدة من أقدم مدن العالم (يقال إن الرب قد خلقها وهي الوحيدة التي تعرف عليها بعد عودته إلى الأرض، نظراً لأنها لم تتغير) لم تعد الآن موجودة. لقد توقفت النواعير الأسطورية التي كانت منذ قرون تملأ القناطر ومستودعات المياه، ولم يبق من المدينة ومن متاحفها ذات الماضي البابلي والآشوري والسليماني إلا بقايا تعيسة. ويلجأ الملحقون العسكريون الغربيون إلى انطباعات وأسماء من الحرب العالمية الثانية لتصور أبعاد الدمار الـذي حـل بـالمدينة، أسماء وانطباعات عن مثل برلين عام 1945 وستالينغراد.
وفي الخرائب التي استحالت إليها أحياء الكيلانية والحميدية والزنبقية يبحث ناس حائرون صامتون وكأنهم مشلولون، وحولهم لا تتوقف الجرافات عن العمل حتى يوم الجمعة، فهي تزيل بقايا ممتلكاتهم التي يحملونها في أكياس نايلون وهي أكوام أنقاض، وتهدم الخرائب وتردم القبور الجماعية.
ولقد وعدت الحكومة بأن تعيد بناء المدينة إلا أن الأهالي يعتقدون أن هناك مخططاً يهدف إلى أن لا يبقى في مركز المدينة القديم حالياً إلا العشب الأخضر، كما يقال إن المخطط يهدف إلى تغييرات أساسية مثل إبعاد الأحياء السكنية عن بعضها من أجل السيطرة عليها، وقهرها وكذلك تخفيف الكثافة السكانية، بإسكان علويين من القرى المحيطة.
ويتنبأ مهندس درس في أوروبا أن مدينة حماة الجديدة ستكون بشوارعها العريضة قابلة تماماً للسيطرة عليها بسهولة ويقول جامعي آخر: لقد كانوا دائماً يريدون إنهاء حماة وقتلها، والآن تم لهم ذلك. ويسمي سفير عربي إعادة البناء »استئصال دمل المعارضة في حماة إلى الأبد« على كل فإن حماة قد انتهت الآن، مخربة مهجورة ومنهوبة كلياً (كما لو أن جنكيز خان مر بها) على حد تعليق تاجر مسيحي منكوب.
إن ما يحكم حماة الآن هو الذعر وسوء الظن المقيت والحرس ووحدات رفعت أسد التي تشيع الإرهاب، وكل حديث يزيل بعض الستار عن صور المأساة في ليلتي الثاني والثالث من شباط عندما اندلعت (حرب حماة): إعدام جماعي لرجال حي بكامله أمروا من الجيش بتوزيع الخبز وإعدام 70 رجلاً أمام المستشفى البلدي في 19 شباط، وجثتان عرضتا هناك أيضاً وبُشِّع بهما إلى حد رهيب لطبيب عيون مشهور وطبيب داخلي، وأمّ لم يسمح لها طيلة أسبوع بدفن جثة ابنها الذي قتل أمام المدينة، كلهم لم يسألوا عن أسمائهم وهوياتهم أو عن الذنب الذي اقترفوه. (قطعات) مما يسمى جنوداً تقاتل وتتقاتل على غنائم الذهب والمجوهرات، وتلطخ بصورة بذيئة جدران البيوت بأسماء البنات والنساء المغتصبات التي يكتبونها من البقايا المتفحمة لأثاث مستشفى خاص، حيث أقاموا فوق سطحه ناراً يشوون عليها ستة خراف (ومنذ الآن فصاعداً يوجد لمن بقي على قيد الحياة من سكان حماة ناحية من جهنم اسمها حماة).
الوقائع اليومية للمجزرة جاءت في الصفحة 34 وما بعدها من كتاب: (مجزرة حماة القصة الحقيقية بالأسماء والوقائع والأرقام والصور لأكبر مجزره في العصر الحديث):
شباط.. عام اثنين وثمانين
الشتاء شاحب يغلف وجه المدينة بلونه الرمادي، ونهر العاصي على غير عادته في تلك المواسم لا يسرع في الجريان…
توقفت النواعير عن الدوران.. سكت العاصي حزيناً على حماة.. شباط الأسود، أرخى سدوله يوم الثلاثاء في الثاني منه، ومنذ الآن، سيكون لهذا اليوم وقع خاص، فسورية الوطن، ومنذ ذلك التاريخ، دخلت المجهول، وأصبح مستقبلها على كف شيطان. التفاصيل المرعبة للمجزرة ستكون الكلمات عاجزة عن نقلها وتصويرها، لكننا نترك للأحداث التي عشناها عن قرب، وكنا شهودها منذ اللحظات الأولى، أن تقول جزءاً من الحقيقة، وستكون رحلتنا في دهاليز الجريمة والموت يوماً بيوم، وحتى آخر شباط.. نعرج على المناطق والأحياء التي شهدت شيئاً من فصول المجزرة.
البداية: الثلاثاء الثاني من شباط
سرايا الدفاع (جيش النظام الطائفي) المدرّب على عمليات الاقتحام والقمع داخل المدن فقط، والمتمتع بامتيازات مادية هائلة يعود إلى المدينة مساء ذلك اليوم . تلك الليلة السوداء كانت البداية الفعلية التي استمرت بعد ذلك شهراً كاملاً، ضجت المدينة بأصوات الرصاص والمدافع والقاذفات بدءاً من الساعة التاسعة ليلاً.. سرايا الدفاع مع قوات مكثفة من الجيش النظامي والمرابط هو الآخر على أطراف المدينة) تحاصر منزلاً في حي البارودية) وتشتبه بأنه مركز للمعارضة ضد النظام.
تلك الليلة كانت البداية الفعلية للمجزرة . السلطة الحاكمة عمدت إلى إغلاق كل مخارج المدينة، وعزلتها عن العالم الخارجي، ورافق ذلك انقطاع الكهرباء، ومعظم أجهزة الهاتف، وغرقت المدينة منذ ليلة الثلاثاء في ظلام طويل.
إن كل عمليات الإبادة التي تمت بحق المدينة من إعدام الآلاف إلى هدم الأحياء، إلى تدمير الجوامع والكنائس، إلى نبش المقابر.. كل ذلك تم فعلياً بعد أن سيطر الجيش و(جيش السلطة الحاكمة) على المدينة كلياً، وأصبحت بكل شبر فيها تحت بطشه وفي قبضته.
الأربعاء الثالث من شباط
المدينة تحت الحصار الكامل مكممة مطوقة، ألوف الناس داخل البيوت المستسلمة الآمنة، وقد أطبق عليهم الجحيم رجالاً ونساء وأطفالاً.
السلطة الحاكمة بجيوشها الجرارة تدخل من كل أطراف المدينة. . لقد حانت الساعة.. وها هي جهنم تبدأ بابتلاع المدينة الشهيرة.
منذ صباح هذا اليوم استطاعت كتائب الجيش التابع للسلطة، والقابع على أطراف المدينة منذ سنوات أن تضع يدها على كل شارع وكل زقاق، وكل بيت.
لقد استطعنا نحن المحاصرين – ومن شقوق النوافذ المغلقة أن نرى أرتال الجيش الزاحف والراجل والراكب.. عشرات الألوف من الجند – وبأشكال متنوعة من اللباس.
- اللواء 47 المدرع.
- الفرقة الثالثة التابعة للجيش النظامي.
- آلاف من جنود سرايا الدفاع بلباسهم وسلاحهم المميز.
- آلاف من جنود الوحدات الخاصة.
- مجموعات من سرايا الصراع.
- قوات سريعة التحرك تابعة لسرايا الدفاع برئاسة علي ديب.
كل هذه الفرق، وكل هذا العدد الوفير من الجيش.. أعدّته السلطة الحاكمة لاقتحام المدينة، ولملاحقة عدد محدود من المعارضة، حسب زعمها.
كان من الواضح في تلك اللحظات.. أن هذا الجيش قد احتل البلد ليسدّد إليها الضربة القاضية، عند هذا قد يكون مفيداً أن نورد الحادثة الواقعية التالية التي جاءت على لسان مسؤول حكومي كبير.. هو عضو في الجبهة التابعة للسلطة الحاكمة.. يقول هذا المسؤول:
“أثناء أحداث حماة، زارني أحد الأصدقاء المقربين من السلطة، وكان قلقاً من الحد اللامعقول الذي وصلت إليه السلطة في قمع المدينة، لما سيترتب على ذلك من نتائج مستقبلية خطيرة. وكان قد اجتمع مع بعض ضباط سرايا الدفاع، وهؤلاء حدثوه عن حضورهم اجتماعات قيادية في مدينة حماة، وقبل عدة أيام من المذبحة، وبالتحديد (الثامن والعشرين من كانون الثاني) عرض عليهم فيها الضابط المسؤول خرائط ميدانية مسبقة معدة لاقتحام المدينة من كافة جهاتها وشوارعها.
وقد سأل بعض الضباط أثناء الاجتماع: هل هي معركة مع أهالي المدينة أم مع ما بقي من المعارضة؟ فأجاب الضابط المسؤول حرفياً -ويدعى (علي ديب) قائد اللواء المتحرك التابع لسريا الدفاع، والمتواجد داخل المدينة-: لقد أعطانا الفريق حافظ أسد أوامر صريحة بضرب كامل المدينة – الأهالي قبل المقاتلين -وعلينا تنفيذ هذه الأوامر- والغاية قتل وتهجير أكبر عدد ممكن من أهلها.
يتابع العضو المذكور: وعند هذا الحد أيقنت أن المطلوب تدمير المدينة.
هذه الواقعة صحيحة.. وقد ورد مثلها في أحاديث كثيرة، بعضها كان يرد على ألسنة الجنود أنفسهم.. لقد سمعناهم يقولون بوضوح وبشكل صريح معلن:
“طلب إلينا الضابط أن نقتل كل الأهالي دون تمييز. كانوا يحددون لنا الشوارع، ويطلبون منا الدخول إلى كل بيت فيها، تاركين لنا حرية التصرف من قتل ونهب واعتداء، وكل ما نفعله لسنا مسؤولين عنه، وكل ما نحصل عليه ملك لنا.. لقد سرق رفاقنا الكثير من الذهب. أما الضباط الكبار، فلم يتركوا شيئاً، نقلوا مسروقاتهم على الشاحنات.. ولم نصدق جميعاً أن حماة غنية على هذا النحو!!!”
وهكذا دون مواربة أو خجل، ودون حاجة لإخفاء العورات، كان هدف السلطة واضحاً..
هذا النظام يريد أن تصبح حماة مدينة أخرى، لذلك غيّر معالمها، وهدم شوارعها وأسواقها، ومسح تاريخها، وقضى على المتحف والبيوت الأثرية فيها، وقوّض جوامعها وكنائسها. حتى المقابر درسها، فمات الأموات مرتين، حتى النواعير لم تسلم من حقده.
لو تسنى له لغيّر اسم المدينة دون شك.. ولبدّل بسكانها ناساً آخرين، وكنّا نقول: هل كان يغيّر مجرى نهر العاصي لو استطاع؟!
—————————-
د . إياد أبازيد
View Original
المُندسّة السورية: الجعفري، والشبيبة، ونزار
كنت طفلا في الابتدائية، عندما اندلعت حرب حزيران 1967، وكنا وقتها في إجازة الصيف. أحضر ابن خالي راديو ترانزستور صغيرا، وكان نادرا وقتها، وجلسنا على الرصيف -المجلس المفضل لأطفال حارتنا- نتابع الأخبار. وكانت البلاغات العسكرية تتتالى مبشرة بتقدم القوات العربية على كل الجبهات، وكان أحدنا يمسك قطعة من الحوار -حجر لين يشبه الطباشير- ويسجل على الجدار عدد طائرات العدو التي أسقطها نسورنا البواسل، ومدفعيتنا المضادة للطيران. وكان البلاغ يعاد كل ربع ساعة تقريبا، مع فواصل من الأغاني الحماسية، وتستمر الإعادة إلى أن يصدر بلاغ جديد. كنا أطفالا ساذجين، وهكذا كنا نضيف عدد الطائرات التي أعلن البلاغ سقوطها في كل مرة يعاد فيها البلاغ … وهكذا لم يمض اليوم الأول من المعركة حتى كنا قد أسقطنا للعدو آلاف الطائرات!
وفي صبيحة اليوم الخامس للحرب، السبت 10-6-1967، دخلت عمتي بيتنا تحمل مذياعا صغيرا، وأعطته لوالدي، وما أن استمع الوالد لما يذاع، حتى اصفر وجهه وقال: أكلنا هوا …
كان ذاك بلاغ سقوط القنيطرة، الذي أذاعه حافظ الأسد قبل سقوطها الفعلي، وكان صدمة للجميع، بعد أخبار الانتصارات الكاذبة.
* * *
كنت صغيرا غير واع للأمور السياسية، لكني مع ذلك لاحظت تغييرات كثيرة.
كان أساتذتنا يأتون المدرسة ببذلات أنيقة، وربطات عنق، ويعتنون بمظهرهم، لكن عندما رجعنا للمدرسة وجدناهم يلبسون الثياب الخاكي، وكذلك جميع موظفي الدولة، فقد أصبحوا ضمن ما يسمى: الجيش الشعبي، واستمروا على هذا اللباس سنوات.
في اليوم الأول للمدرسة طلب منا الأستاذ أن ننشد شيئا من محفوظاتنا، ولا أدري كيف انطلقنا جميعا -دون اتفاق مسبق- ننشد نشيدا يعود إلى أيام الوحدة مع مصر، لقننا إياه في السنة التي مضت أستاذ ناصري الهوى:
وطني امتدّ وصار كبير … وبكرة أكبر رح بيصير
أمل الملايين من أمتنا … تتوحد دنيا عروبتنا
أمل الشعب العربي كبير كتير
اصفر وجه الأستاذ، وأخذته رجفة، وصاح فينا بصوت مبحوح: هسسسس هسسسس، فضحتونا! وطني امتد وصار كبير؟! اسكتوا، لا تفضحونا أكتر!
وسكتنا غير فاهمين.
* * *
بعد ذلك صرت ألاحظ أن بعض أصدقاء الوالد كانوا يأتونه بكتب ملفوفة ضمن جريدة، وكان يطلب مني أن أذهب بها للبيت، ولا يقرؤها في متجره، ويطلب مني أن أخبئها داخل عنبر البرغل، حتى يأتي في المساء ويقرؤها سرا.
كنت أختلس نظرات فضولية إلى تلك الكتب، وأراها تتحدث عن أسرار “النكسة”، وأمور سياسية أخرى.
في أحد الأيام جاء عمي إلى بيتنا، وأخرج من عبّه جريدة لبنانية اسمها: “الأنوار”، قال إن أحد سائقي التاكسي جاءه بها من لبنان، وكان فيها قصيدة لنزار قباني، وكان مطلعها:
فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا … فيا دمشـقُ، لماذا نبـدأ العتبـا؟
كانت القصيدة “شرشحة” لأبطال هزيمة 1967 …
ومع أن أبي كان عالما بالنحو والعروض، إلا أن إلقاء عمي كان أجمل من إلقاء أبي، وهكذا أخذ عمي يقرأ القصيدة ونحن ننصت، إلى أن وصل بيتا فكرره، وقال: هذا بيت القصيد! ذلك البيت هو الذي يلي البيت الذي استشهد به الجعفري في موضوعه الإنشائي الركيك في مجلس الأمن.
* * *
في العاشر من رمضان 1393، المصادف 6 تشرين الأول 1973، ذهبت ظهرا إلى الخياط لأفصّل ثياب العيد. أذكر أني رأيت على طاولة الخياط عنكبوتا صغيرا جدا أصغر من ذرّة النمل، ففعسته بأصبعي، فقال لي الخياط: ضيعت صيامك، فقد أزهقت روحا بريئة في نهار الصيام هذا! ونظر في ساعته، ثم أدار مفتاح المذياع، لتنطلق الموسيقى المميزة لنشرة أخبار الثانية والربع ظهرا، وكان الخبر الأول عن “عدوان” العدو الصهيوني على سوريا ومصر … وتصدي قواتنا للعدوان.
رجعت إلى المتجر وأخبرت والدي، فسمعت منه العبارة التي سبق أن سمعتها قبل ست سنين: أكلنا هوا!
تابعت مع الأهل الأخبار … ثم نمت مبكرا حسب القواعد الصارمة في بيتنا، وصحوت على السحور لتفاجئني أختي بالأخبار: لقد تم تحرير الجولان وسيناء (هكذا!)، وكان جوابي: اكذبي كذبة تتصدق! فقد كنت أتوقع أن أصحو لأجد “العصابات الصهيونية” قد بلغت حمص! قياسا على حرب 67.
* * *
نزار قباني، وعمر أبو ريشة، كانا سفيرين لسورية في عدد من بلاد العالم، وكان سفراؤنا في زمن مضى من هذا المستوى الذي يمثل الوجه المشرق لسورية، ثم جاء زمن أغبر شرّد خيرة رجال الوطن في مختلف المنافي. مات نزار في لندن، وقبله عمر أبو ريشة في الرياض، وشكري القوتلي في بيروت، وناظم القدسي في عمان و… و… إلخ
* * *
بعد حرب تشرين 1973، نشطت آلة الدعاية الأسدية ممجدة ذلك “النصر”، وصار عندنا جريدة تشرين وجامعة تشرين وشارع تشرين ومصنع تشرين … إلخ
وصار السادس من تشرين الأول عيدا سنويا لتمجيد صانع “النصر” وتأليهه.
في الاحتفال بالذكرى الأولى لتلك الحرب، جاء نزار “بعد فرقة دهر” كما قال في قصيدته التي ألقاها في تلك المناسبة، التي كانت نوعا من المصالحة مع نظام البعث، وكان مطلعها:
أتراها تحبني ميسون … أم توهمت، والنساء ظنون؟
ثم عاد إلى مهجره من جديد، ليتأبد عداؤه مع النظام الأسدي الذي قتل زوجته بلقيس في تفجير السفارة العراقية في بيروت، واستمر في منفاه إلى أن قضى فيه.
* * *
كثيرة كانت المناسبات التي تقام فيها “احتفالات خطابية” في المدرسة، وكانت الاحتفالات تقام وقت الحصتين الأخيرتين من اليوم الدراسي، ووقتها كانت تقفل البوابة المؤدية إلى ساحة الفسحة في المدرسة، ويساق الطلاب إلى قاعة المحاضرات العامة، وتغلق عليهم الأبواب، ولا يطلق سراحهم إلا بعد نهاية الاحتفال.
كان طلاب منظمة (اتحاد شبيبة الثورة) ينظمون الاحتفال، وكانوا وقتها قلة؛ إذ لم يكن الانضمام للشبيبة إجباريا في ذلك الوقت، بل كانت منظمة شبه سرية، يقتصر الانتساب إليها على الفاشلين دراسيا، الطامعين بالنجاح بالواسطة، وبعض الزعران الذين يستغلون المنظمة لأغراض مشبوهة أخلاقيا.
وكان من ضمن تقاليد تلك الاحتفالات، أن يقوم الشبيبيون بين الفينة والأخرى بمقاطعة الخطيب، بأن يرفعوا أحدهم على الأكتاف، ليلقى شعرا من نوع:
حزب تشيده الجماجم والدم … تتحطم الدنيا ولا يتحطم
وأبيات أخرى لا تخلو من الدم والجماجم، وربما بعض الكفريات التي تؤله البعث وقادته. يلي بيت الشعر صرخة من أحدهم: “أمة عريية واحدة”، فترد المجموعة: “ذات رسالة خالدة”، ثم صرخة: “أهدافنا”، لترد المجموعة: “وحدة، حرية، اشتراكية”. يتخلل ذلك صفقات الشبيبة بإيقاعها المعروف.
* * *
لم يكن زعران الشبيبة يعرفون عن نزار سوى أنه شاعر الفسوق والغزل الإباحي، ولم يكن لهم علم بشعره السياسي، وبعد قصيدته التي ألقاها بمناسبة حرب تشرين، صار في نظرهم شاعرا وطنيا قوميا، وصار شعره صالحا للإلقاء في الاحتفالات الخطابية …
في أحد تلك الاحتفالات، قاطع الشبيبة الخطيب بأن رفعوا أحدهم ليردد بيتا لنزار:
يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ … وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا
ثم الصفقات، وأمة عربية، وأهدافنا!
استغربت …
وبعد قليل:
يا ابنَ الوليـدِ ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟ … فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
وسرت همهمة بين الجالسين في الصف الأول من المدرسين والضيوف …
ثم:
أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم … فأدمنوها، وباسوا كفَّ من ضربا
ولمحت المدير يشير لآذن المدرسة، ويهمس في أذنه، ثم جاء الآذن إلى شلة الشبيبة، وسمعته يقول لهم: يقول لكم المدير: يا حمير، كفى، فضحتونا!
* * *
عندما سمعت بشار الجعفري يستشهد ببيت نزار:
دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي … أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟
تذكرت شلة “حمير” الشبيبة، وأظن الجعفري كان أيامها مرفوعا على الأكتاف في مدرسة ما، يلقي أبياتا من هذه القصيدة، دون أن يعرف مناسبتها، أو يفقه معناها!
القصيدة كاملة على هذا الرابط:
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=308
وقصيدته بمناسبة حرب تشرين على هذا الرابط:
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=204
المُندسّة السورية: قرار مجلس الأمن حول سوريا ما له وما عليه
بعد أن نحجت روسيا في تمرير تعديلاتها على مشروع القرار الذي تقدمت به المغرب ومن خلفها الجامعة العربية إلى مجلس الأمن حول سوريا، من خلال تمسكها بالاعتراضات الشديدة على صياغة المشروع العربي – الغربي. وبعد مفاوضات عسيرة لاسترضاء الروس من خلال ادخال التعديل بعد التعديل على الصياغة كما تريدها، بغية إكتساب دعم للنص المعدل من قبل جميع الأعضاء و التصويت بـ«نعم» بدلا من الامتناع عن التصويت ، أو استخدام حقها في النقض.
البعض وخاصة الثوار ومسانديهم يرون في التعديلات المطلوبة قتلا للحلم الذي عملوا على تحقيقه أحد عشر شهرا وتكبدوا خلاله خسائر فادحة ، وخاصة لأن التعديلات ألغت أي إشارة تدعو بشار إلى التنحي عن السلطة، أو تسليم السلطة إلى نائبه فاروق الشرع (في الفقرة السابعة ب) وهو الجزء الأساسي الذي كانت تدعو إليه الجامعة العربية، لأنه يشكل حجر الزاوية في أي عمل سياسي فاعل في سوريا .
وبعد محاولات مريرة من قبل مندوبي الغرب تم الاحتفاظ بعبارة «المساندة الكاملة لعملية الانتقال السياسي في سوريا» وهو ما أصر عليه المندوب الفرنسي جيرار أرو بشكل خاص، بغية البقاء على روح المبادرة العربية من جهة ، وتفادي الرفض العربي للقرار حسب تصريحات رئيس اللجنة العربية الشيخ حمد بن جاسم والذي أكد أن هناك خطوطاً لا يُمكن لجامعة الدول العربية أن تقبل بالتنازل عنها. مشيراً بالتحديد الى القرار الذي صدر عن الجامعة يوم 22 يناير والذي يتحدّث عن خطة عربية واضحة للخروج من الأزمة.
وأضاف: إن الموضوع الآن يتمحور حول هذه النقطة اي ان نتنازل عن هذا.
وقال: قلنا لهم من الأفضل على المعترض أن يعمل فيتو على هذا. ولن نقبل أن يكون هناك قرار باهت…
و لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك ، وإنما أيضا تم إلغاء البند الخاص بمنع تدفق الأسلحة إلى سوريا والذي أبدت روسيا اعتراضات شديدة عليه.
كل هذه التنازلات كانت تهدف إلى نيل موافقة روسيا على القرار المعدل، و ليس الحصول على تصريحات تثير التفاؤل ؛ من قبل بعض المسؤولين الروس ؛ وهذا ما أكدته تصريحات العديد من الدبلوماسيين الذين أكدوا بأنهم لم يحصلوا على تأكيدات نهائية من المندوب الروسي بعد»..
إن القرار الجديد الذي لا ينادي بالمنطقة العازلة ، ولا بالحظر الجوي ، ولا بحماية المدنيين ، ولا برحيل الطاغية ، ولا بحظر توريد السلاح له من قبل روسيا والصين وايران !، ماذا يحقق من مطالب الثورة السورية!، التي ما زال الثوار على الأرض ينادون بها ليل نهار، فهل يستطيع هذا القرار المسخ أن يحق أي مطلب من مطالب الثوار.
إن ضمان الطاغية لعدم استخدام السلاح ضده ، يعني أنه يستطيع التمادي في حله الأمني إلى النهاية ، وخاصة بعد أن استطاع النظام أن يأخذ من الدابي عبارات ضمنها الأخير في تقريره؛ بحيث يمكن استغلالها في مواجهة القانون الدولي، وهذا ما تشير له العمليات العسكرية الجارية الآن على الأراضي السورية.
لكن الأمر الايجابي الوحيد الذي يمكن للثوار الحصول عليه من خلال قرار مجلس الأمن هو الاعتراف الدولي بالثورة السورية؛ وتبني بعض مطالب الثوار ؛ و تدويل الشأن السوري ، من خلال وضعه على طاول مجلس الأمن ، إضافة إلى إلزام الروس والصين ببنود القرار التي سوف يتم التصويت عليها ؛ وخاصة البند المتعلق بدعم المبادرة العربية إن تم ذلك.
لكن ضعف قرار مجلس الأمن يحتم على المعارضة السورية شحذ الهمم ، وبدء العمل مجددا على حشد كل الطاقات في سبيل تصعيد العمل الدبلوماسي والضغط على الدول الداعمة لهذا الطاغية ، والبدء في المرحلة القانونية بغية تقديم مجرمي الحرب الى المحاكم الدولية.
وهذا الأمر يحتاج بداية إلى تشكيل لجنة قانونية متخصصة في المجلس الوطني تكون مهمتها عمل الملفات القانونية المتكاملة حول الجرائم التي ارتكبها الطاغية وأزلامه خلال المرحلة السابقة والحالية .
أيضا التركيز في المرحلة المقبلة على دعم افراد الجيش السوري الحر ، لإحراز التغيير على الارض ، بغية استغلاله سياسيا واعلاميا في المرحلة المقبلة ، وخاصة عند الوصول إلى مرحلة التفاوض المباشر أو غير المباشر مع المجتمع الدولي ، أو مع أركان العصابة الحاكمة في سورية.
في النهاية نقول ((إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم ))، ونقول ايضا ((وما النصر إلا من عند الله)) ، فلننصر الله بداية ، من خلال العودة إلى أنفسنا ، واتخاذ اسباب النصر كافة ، وبعد ذلك نطلب النصر من الله وحده .
الدكتور حسان الحموي
View Original
المُندسّة السورية: يوم الجمعة وما أدراك ما يوم الجمعة
كنت أكره أيام الجمع (لأسباب شخصية لا داعي للاستفاضة بها).
واليوم أحبها
رغم القهر والدم والقتل والمآسي التي نراها في كل يوم جمعة، أصبحت أحبها!
فيوم الجمعة أصبح مفردة أخرى لكلمة حرية.
قبل شهور كنّا نترقب يوم الجمعة لنحصي عدد نقاط التظاهر وعدد المتظاهرين، ومؤخراً ما عدنا نفعل ذلك، لأن الأمر ما عاد بحاجة لإحصاء وقياس، فكل “يوم جمعة” هو أكبر مما قبله، وفي كل جمعة تنضم قوافل جديدة للثوار.
وبهذه المناسبة أرحب ترحيباً حاراً بالحلبية والرقاوية، والنصر للجميع على هذا الطاغية القذر.
والحديث عن يوم الجمعة يقودنا للحديث عن (أسماء الجمع)، فمن الواضح أن اسم اليوم “عذراً حماة .. سامحينا” كان اسماً ممتازاً بكل المقاييس، فهو من جهة تعبير عن التآزر الأخوي بين المدن السورية، ومن جهة أخرى يدفع وسائل الإعلام للحديث عن (مجازر حماة) كوسيلة لتوضيح سبب اختيار هذا الاسم للمشاهدين.
شخصيًّا لم تكن لدي مشكلة مع أي اسم من أسماء الجمع السابقة، ولكني لا أدفن رأسي في الرمال وأعلم أن بعضها تسبب في خلافات وحتى تهجمات.
لذا، ومن هذا المنطلق، أرجو التركيز على الأسماء الجامعة بدلاً عن الأسماء المفرقة، فمثلاً، لا ننسى مصاب إدلب وحلب في الثمانينات، ونركز على تضحيات حمص الحالية، ونذكر بشرارة الثورة الدرعاوية……
وكمثال مقترح لاسم الجمعة القادمة “مسيحي ومسلم .. ضد المجرم”.
ودمتم جميعاً بخير
View Original
مدونة ياسر عرواني: فيديو// مدينة حماة في ذكرى المجزرة مازال الجرح ينزف
Ardroid | أردرويد: موتورولا اختارت التصعيد: المحكمة تُجبر آبل على سحب بعض أجهزتها من متجرها الألماني على الانترنت
من تابع معنا قصة موتورولا وآبل في ألمانيا من بدايتها يعرف أن موتورولا رفعت دعوى قضائية ضد آبل لأن تلك الأخيرة تنتهك براءات اختراع تتعلق بتقنية الثري جي تعود لموتورولا. المحكمة أثبتت أن آبل تنتهك بالفعل براءات موتورولا في جميع أجهزتها التي تحتوي على تقنية الجيل الثالث.
وبحسب الخبراء فقد كان لدى موتورولا خيارين: الأول هو أن تدفع آبل لموتورولا رسوم ترخيص كل جهاز باعته يحمل تقنية الثري جي في أوروبا، وهي تشمل iPad 1, iPad 2, iPhone 3GS و iPhone 4. لم يتم ذكر iPhone 4S إذ يبدو أنه لا يحتوي على التقنيات موضع الخلاف. أما الخيار الثاني فهو أن تطالب موتورولا بمنع بيع تلك المنتجات، ولا تسعى الشركة إلى منع بيع منتجات آبل في ألمانيا فقط، بل في كامل أوروبا.
كان غالب الظن بأن موتورولا ستلجأ إلى خيار ترخيص التقنية لآبل (والحصول على مئات الملايين أو أكثر)، ولن تلجأ إلى قرار المنع، لكن اليوم دفعت موتورولا للمحكمة 100 مليون يورو وهو ما يسمى برسوم إنفاذ الحكم، وبالفعل أصدرت المحكمة أمراً أجبرت فيه آبل على سحب الأجهزة المذكورة من موقعها في ألمانيا.
لكن حتى الآن ما زال متجر آبل هناك يعمل بشكل طبيعي وما زالت الأجهزة المذكورة متوفرة لدى المتاجر المختلفة، سحب الأجهزة تم من الموقع فقط. حالياً لا يوجد الكثير من التفاصيل ولا ندري إن كان سيتم بالفعل منع أجهزة آبل بالكامل من المتاجر أيضاً. القصة تطورت بشكل فُجائي وسنتابع تفاصيلها معكم عند توفرها.
برأيك هل تستحق آبل أن يتم منع أجهزتها في ألمانيا أو أوروبا على ضوء قيامها أيضاً بمحاولة منع أجهزة لشركات منافسة في الفترة الأخيرة؟
View Original