Quantcast
Channel: 优发娱乐wwwyoufa8|优发娱乐平台|优优发娱乐pt客户端下载
Viewing all 18262 articles
Browse latest View live

tareqnouman: سورية تنزف كفاءاتها.. الولاءات المتشدّدة وراء الاغتيالات

$
0
0

 

اغتيالات عشوائية وموارد سورية البشرية تضيع هباء
 ضحاياها: أصغر مخترع في العالم وعشرون رياضياً محترفاً وأطباء رسموا حلم الصحة للمستقبل  

“إصبع، فزناد، فطلقة، فدماغ، فموت” متوالية يصفها بعضهم بـ”الإجرامية”، ويصفها آخرون بـ”الانتقامية والضرورية”. خطوات نحو القمة في رأي بعضهم، ونحو السلام في رأي آخرين..  قطعة صغيرة من المعدن الأصم، الصلد، الخادش جسد الإنسانية،
 المفتت جدار الحضارة، المخترق أنسجة تبني الوطن بتعقيد وذكاء وترابط شبيه جداً ببنائها وتكوينها.. تخرج مسرعة، تسابق صوتها لتكتم صوتاً وحقيقة وحلماً. لاشيء يقتل الوطن كما يقتله موت أنبيائه. والنبي هو كلُّ من أتى بعلم، وبنى بلغة، وطرح معضلات المجتمع أرضاً ثم فكَّكها ورتّبها وبناها ناعورة أو منظومة ريّ أو حتى كرة مباغتة في مرمى الخصم.. فجميعها تأتي بمال ونضارة واحترام للوطن، وكلها ترفع اسمه عالياً.
ولكن، لسبب أو لآخر، أصبح هؤلاء الفاعلون هدفاً للقطع المعدنية السريعة الحارقة، مهما كان سبب انطلاقها، والداعي لنفاذها في عقول أبناء سورية وأجساد رياضييها البارزين، وبالتالي في عمق جسد وطننا، لتنهكه كما لم تنهكه معركة من قبل، لتمضي كالمنجل في مستقبله، وكالملوثات النووية التي لا يشعر المرء بها في حينها. شهدت وتشهد أرضنا تصفية يومية لعقولٍ وأجسادٍ دفع الوطن ثمنها غالياً، وأرخى بكتفه عليها، لترفعه إلى مصاف الدول، بل إلى أولها، ليكون في مقدّمتها. وهذا التقدير، من جهتنا، لا يحمل أيّ مبالغة أو شطط أو انحراف أو تعصب.
اغتيالُ واستهداف العقول والنخب في سورية هو الهاجس الذي يلاحق كلَّ مفكر مهتم بمستقبل سورية. فإذا فرغت سورية منهم، كانت كأرض أشجار الزيتون، بائرةً لا تُعطي ثماراً إلا بعد جيلين أو ثلاثة.
لماذا قُتلوا؟
أسئلة قاهرة ليس لها جواب مع ما حدث في سورية، التي تمَّ توجيه السلاح إلى قطاعاتها الأساسية؛ الطبية، والرياضية، والعلمية..
 
 
من الأندية إلى المدافن
“لقد كان صلباً مقداماً قادراً على فعل أيّ شيء، له قلب نسر وعقل أب”.. إنه غياث طيفور (بطل الملاكمة السوري)، كما وصفه أحد أصدقائه: “لقد كان صاحب مبدأ ودفاع قوي عن معتقداته، أحبّه خصمه على الحلبة فاحترمه، وأحبَّته الدول فدعته إلى مناسباتها الرياضية. كل ما كان في جدول أعماله هو التدريب والاهتمام بلياقته. ذنبه الوحيد -إن صحَّ أن نسميه ذنباً- هو أنه التزم بطرف دون آخر، هو أنه مارس حقه في اختيار الطرف الذي ينتمي إليه”. يكمل صديقه الأحداث، التي جرت مع طيفور قبل خسارة الوطن له، قائلاً: “أبدى بعضهم استياءهم من مواقفه، وطلبوا منه التزام الحياد بطريقة صدامية جعلته يتمسَّك ويؤمن أكثر بصحة موقفه، لكنَّ هذا لم يشفع له عند مهدّديه”. ويشرح كيف كان يتكلّم عن التهديدات التي تصله، وأنَّ طيفور كان مؤمناً بقضيته بشكل كامل، وأنَّ الدفاع عن القضية أكبر بكثير من التعلق بالحياة.. “وصحّت هذه التهديدات”؛ بأن قام أحد الأطراف باستهدافه، أثناء مروره بسيارته الخاصة في ساحة الجامعة في حلب. هذا الاستهداف أدَّى إلى وفاته على الفور، نتيجة إصابته بخمس طلقات في الرأس. غياث طيفور الضحية، بحسب أحد المتدربين على يديه، ولد في حلب سنة 1969، وسجّل أكثر من 15 إنجازاً؛ فهو حائز بطولة الملاكمة في سورية، وهو بطل حلب وسورية منذ 1984 لغاية 1998، كما يحمل ذهبية دورة المتوسط (1991)، وذهبية الدورة العربية العاشرة (1992)، وذهبية دورة مصر الدولية (1995)، وذهبية دورة الملك حسين في الأردن، وذهبية دورة استانبول الدولية، وذهبية دورة إيران الدولية، وفضية العرب للرجال (1999)، وفضية دورة سلوفاكيا (1993)، وفضية دورة داغستان (1997)، وفضية دورة البوسفور الدولية، وبرونزية دورة المتوسط في فرنسا، وبرونزية الألعاب الآسيوية، وبرونزية دورة إيران الدولية، وبرونزية دورة استانبول الدولية (1990)، وبرونزية البطولة العربية (1995)، وبرونزية دورة داغستان الدولية (1996).. تأهل إلى أولمبياد برشلونة عام 1992، لكنه لم يشارك لعدم انتهاء جوازات السفر. شارك في أولمبياد العالم العسكري عام 1996، كما شارك في بطولة العالم في ألمانيا (1995)، ووصل إلى دور الثمانية.
 كان طيفور موظفاً في مديرية المنشآت الرياضية ومدرباً في نادي الشرطة في حلب. ويعد عميد الشهداء الرياضيين الذين استشهدوا خلال الأزمة؛ حيث تبعه أكثر من 12 رياضياً سورياً آخرين، كان لهم بصمتهم في تاريخ ومستقبل سورية، كلٌّ في مجاله، منهم: اللاعب أحمد سويدان (لاعب كرة القدم في منتخب شباب سورية سابقاً ونادي الكرامة)، وصبحي نحيلي (بطل ألعاب القوى)، ويمان الجوابرة (لاعب الكيك بوكسينغ)، وجمال بايرلي (لاعب الكاراتيه)، وفياض أبازيد (بطل سورية في رمي الكرة الحديدية).. يقول صاحب إحدى الصفحات الاجتماعية على الإنترنت، التي تُعنى بإحصاء الخسائر في الكوادر البشرية الرياضية: “هذه الأسماء كان ذنبها الوحيد أنها التزمت مع طرف دون آخر، وأنها دافعت عن التزامها، لكنَّ الآخرين لم يستطيعوا التفريق بين الانتماء السياسي وذاك الإنساني أو الوطني!!!!. جميعهم كانوا من أصحاب الروح الرياضية الكاملة، لم يشتكِ أحد من جوارهم أو من صداقاتهم.. التزامهم الإنساني كان عالياً جداً، وحبّهم للوطن كان أعلى بكثير من انتمائهم إلى إنجازاتهم الشخصية. مرّوا مرور الكرام في تاريخ سورية. كانت الابتسامة نادراً ما تغادر شفاههم. كانوا يدربون ويلعبون ويسعون دائماً للعمل على إنجاز الميداليات والانتصارات، التي تزيد من رفعة العلم السوري. كانوا ينتمون انتماءً كاملاً إلى وطنهم. طالتهم الرصاصات التي لا تفرق بين مخطئ ومصيب، كانوا في الجانب الخاطئ، وفي الزمان والمكان الخاطئين”.
يقول صاحب الصفحة، وهو مسؤول سابق في الاتحاد الرياضي: “ما يحدث على الأرض السورية يمكن وصفه بالمؤامرة، لكن ما يحدث للرياضيين وغيرهم من الخبراء والكفاءات لا يمكن أن يكون مؤامرة؛ فالكثيرون من الطرفين يرتكبون الخطأ الفادح بحقّ المستقبل في سورية، سواء عن قصد أم عن غير قصد. فمقتل رياضي محترف، سواء كان مقصوداً أم غير مقصود، هو جريمة في حقّ الوطن، قبل أن يكون جريمة جنائية. وأوصي جميع الرياضيين، مهما كان انتماؤهم، بأن ينأوا بأنفسهم عن الانخراط فيما يحدث على الأرض، وأن يحذوا حذو الفنانين والممثلين؛ فهم ثروة للوطن، لا يملكون حقَّ تقرير مصيرهم، لأنَّ أجسادهم ليست ملكاً لهم، بل هي ملك أبناء الوطن. فأيّ رياضي عندما يحقّق هدفاً في مرمى الخصم، يعرف تماماً مدى الفرح الذي يملأ قلبه، لأنه أفرح قلوب السوريين جميعهم، على اختلاف اتجاهاتهم السياسية ومشاربهم”.. وهم -كما يقول صاحب الصفحة- “غير مطالبين حقاً بأن ينتموا إلى طرف من الأطراف. وبما أنهم اختاروا أن يكونوا ملكية عامة لخدمة سورية، وجب عليهم التزام الحياد، ليحافظوا على ما أنجزوه، أو ليرسموا مستقبلاً جديداً لما يحلمون بإنجازه”. وذكر أسماءَ أكثر من 21 لاعباً رياضياً ممن قضوا على مستقبلهم الرياضي بشكل لا منطقي؛ فقط لينتموا إلى طرف دون آخر.
التمني الذي طرحه المسؤول السابق في الاتحاد الرياضي، واجهه كثير من الرياضيين، الذين قابلتهم “بلدنا”، بالرفض، معتبرين أنهم جزء من النسيج الاجتماعي السوري، وأنَّ الهمَّ السوري همهم، وأنهم أبناء الوطن قبل أن يكونوا رياضيين، وأبناء الشعب السوري قبل أن يحققوا أي ميداليات. أما الرياضيون الذين آمنوا بفكرة النأي بالنفس، فقد غادروا البلاد؛ لأنهم، كما يقول أهالي بعضهم، لم يستطيعوا الوقوف على الحياد، بسبب الالتزامات التي كانت تطلب منهم؛ إذ كان يُطلب منهم صراحة إيضاح الموقف والعمل على تحقيق موقفهم؛ مع الطرف الأول أو الثاني على السواء.. وكان ضحية الرصاصات العمياء أيضاً منصور العلي (بطل سورية في كمال الأجسام)، الذي تمَّ اغتياله أيضاً وحرمان المجتمع الرياضي السوري من خبراته العالية وفرص العالمية التي كان يسعى إليها.
كان هناك كثير من صفحات التواصل، التي تخلد الرياضيين وتذكر مناقبهم وقدراتهم العالية على العمل والعطاء، ولكنها حملت أيضاً إنذارات ووعوداً بالانتقام والعشوائية التي تملأ قلوب القارئين بالحقد ضدّ الطرف الآخر، وتطلب منهم الانتقام. وعند الحديث مع أصحاب هذه الصفحات، أبدوا الكثير من الإقصائية للطرف الآخر، والتحريض لمن يقرؤونهم بعدم التهاون. بمراجعة الكثير من الوثائق الإلكترونية التي حصلت عليها “بلدنا”، تبيَّن أنَّ الرياضيين أصبحوا وسيلة ضغط لخدمة مصالح الأطراف على الأرض؛ فنادي أمية توجّه بالاتهام إلى أحد الأطراف بأنه من أجبره على إعلان انسحاب فريقه الكروي من الدوري الممتاز السوري، الأمر الذي دفع اتحاد اللعبة إلى إقرار هبوطه إلى الدرجة الثانية. وبحسب زعم ناديي الكرامة والوثبة، تكرَّر معهما الأمر ذاته، لذلك طلبا تأجيل المباريات حتى إشعار آخر، بسبب الضغوط التي يتعرّض إليها اللاعبون في أن يلتزموا طرفاً دون آخر؛ يقول أحد اللاعبين: “كلا الطرفين يريدان منا أن نلتزم جانبه؛ فلا الطرف الأول يتساهل في حال ادعينا أننا ضدّه، ولا الطرف الثاني سيسامح في حال أعلنا موقفنا وكنا ضدّه. وهنا، خلال هذه الأزمة، لا يمكن للمغامرة أن تدخل الملعب؛ ففي كلا الطرفين متشددون وفي كلا الطرفين من لا يلتزم بأخلاقيات طرفه ويقوم بالعمل الارتجالي الذي يكون في النهاية مستنكراً من كلا الطرفين (ونحنا منروح فراطة)”- ختم اللاعب. فياض أبازيد (بطل سورية في رياضة ألعاب القوى- دفع الكرة الحديدية) توفي أيضاً نتيجة مواقفه، وخسرت سورية بوفاته بطلاً رياضياً ومدرساً لمادة التربية الرياضية في محافظة حلب، بعد أن تخرج في كلية التربية الرياضية في اللاذقية، وأكمل دراساته العليا في درعا (دبلوم تأهيل تربوي). فياض (39 عاماً) وحيدٌ لعائلته، وأبٌ لابنتين عمر الأولى ثلاث سنوات والثانية ولدت بعد وفاته بساعات قليلة.
المخترعون خسارة لا تعوَّض
“من العقول النادرة، حقَّق ما لم يفكر في تحقيقه أيّ بشري على الإطلاق”؛ يقول (ع .ح) أحد أصدقاء الشاب عيسى عبود، أحد أشهر المخترعين في العالم وأصغرهم؛ فهو حاصل على جائزة أصغر مخترع في العالم. هذا المخترع هزَّ العالم أجمع بقدرته على تخزين المعلومات الإلكترونية على دماغ الديك وعلى الخلايا الحية. يعطي (ع. ح) مثالاً على اختراع عبود، بأنه إذا تمَّ تطويره يتمكَّن الإنسان من وصل أي كرت ذاكرة إلى دماغه، وتحميل المعلومات التي يريد أن يحفظها؛ تماماً كما يقوم بعملية القص واللصق على الحاسوب. يقص (ع. ح) حكاية عبود، الذي كان “مفعماً بالطموح والأحلام. درجاته، التي حصل عليها في الثالث الإعدادي، كانت تؤهله إلى دخول الثانوية العامة، لكنه اختار أن ينخرط في مجال الصناعة، فاختار الثانوية الصناعية باختصاص الإلكترون. لم يكن يحبّ الالتزام بالدوام، لكنَّ الدرجات العليا كانت تحبّه وتلتصق به في كلّ امتحان”. ويتحدث (ع. ح) عن حبِّ الطلاب والأساتذة لعيسى، الذي قدَّم أول اختراعاته أثناء سنوات الدراسة الثانوية، ثم تتالت الاختراعات وتتالت شهادات التقدير، حتى شارك في معرض الباسل للإبداع والاختراع، وحصد العديد من جوائزه بكافة أصنافها. وهنا يتوقف (ع.ح) عن الكلام، في محاولة لكبت بعض الكلمات، لكنه لم يبذل عناء كبيراً في كبتها، قائلاً: “اختراعات عيسى كانت مميزة جداً، وكان يتنقل بها ويعرضها على ذوي الشأن والاختصاص، ولكنه كان دائماً يواجه الصدّ، حتى إنَّ بعضهم كان يغار من اكتشافاته، وبعضهم الآخر وعده كذباً، والقليل من قدَّم القليل، وكثيرون جداً من حرضوه على السفر خارج سورية؛ بحجة أنَّ المجتمع هنا لن يستطيع أن يعطيه أيّ قيمة مضافة. وحين قرَّر السفر لم يحالفه الحظ”. عيسى عبود وُلد في الحديدة التابعة إلى محافظة حمص والتي تبعد عنها 30 كم، كان في ريعان الشباب عندما أنجز أكثر من 7 اختراعات، تهافتت السفارات الغربية للحصول عليها وإقناعه بالسفر إلى بلدانها للعمل فيها. وكانت شهادات الكثيرين فيه أنه ظاهرة عبقرية فذة قلَّ نظيرها في العالم، وهو طاقة جبارة للبلد. وقد ظهر في أحد البرامج التلفزيونية متحدياً الجميع بأنه يستطيع أن يصنع ما يضاهي مخابر ومراكز الأبحاث في الغرب واليابان.. “عيسى عبود” قُتل أثناء مشيه مع ابن عمّ له يُدعى علاء مصطفى عبود في شارع الحضارة في حمص. وأكد كثيرون ممن اطلعوا على قضيته أنه قد تمَّ التمثيل بجثتي المغدورين بعد قتلهما. يُشار إلى أنه لم يُعرف مرتكبو هذه الجريمة البشعة حتى الآن. حاولت “بلدنا” الاتصال والبحث في من قد تكون له مصلحة في قتل عيسى، لكن جميع الأطراف استنكرت القتل، الذي وصفه أحد الأطراف بأنه جريمة العصر، واستحضر أحد الأطراف لحظة إعدام العالم الكبير لافوازيه الذي حكم عليه بالإعدام، حين انتشرت الجملة الشهيرة: “ليت المقصلة، التي قطعت هذا الرأس في ثوان، تعلم أنَّ الأمة الفرنسية تحتاج إلى عقود من الزمن لتنجب مثله”.

Image كوادر الجامعات والمستشفيات وكسر ظهر العلم
في حي الخالدية في حمص كانت الدكتورة ميادة أنيس سيوف (الأستاذة في جامعة البعث في حمص- مواليد حمص 1964) في طريقها إلى مكان عملها في الجامعة، وبرفقتها ابنتها، ليختارها “أصحاب الأفق المحدود”، كما يقول أحد تلامذتها.. فهم لم يروا فيها إلا بعض الكلمات، التي أفصحت عنها، وكانت ضدّ توجهاتهم، فتجاهلوا تماماً التاريخ العلمي وقضوا على عشرات السنوات من الدراسة وتخزين المعلومات، وقاموا بإطلاق النار عليها، لتستشهد هي وتنجو ابنتها مع السائق.. الدكتورة كانت تلتزم طرفاً دون آخر، حسبما وصف بعض الطلاب، ولكنها كانت تلتزم أيضاً العلمية في سير كلّ كلامها، وكانت لا تصرّح بشكل مباشر عن ميولها. ولكن هذا لم يشفع لها بأن تستثمر ما تعلّمته طوال حياتها في بناء الوطن ومتابعة العمل على تطويره.
شاركها الطريق إلى السماء، تاركاً الأرض لمن لا يعرفها، المهندس أوس عبد الكريم خليل، المختص في الهندسة النووية في الجامعة نفسها التي تدرّس فيها الدكتورة ميادة. والمهندس أوس عُرف بالصرامة، والصدق، والقدرة الكبيرة على التعامل مع المواقف الصعبة التي تظهر قدرة الرجل فيها.. يصفه طلابه بأنه عاقل، ومتزن، وصارم، “ويعطي من قلبه”، ويحب عمله، وجعل الهندسة النووية سهلة سائغة للدارسين. اتزانه دفعه إلى الإفصاح عن ميوله، فأفصح مناقضوه عن ميولهم، وتمَّ اغتياله أثناء إيصاله زوجته إلى مكان عملها. ماذا خسرت سورية بخسارته -قال أحد زملائه- “عدا عن الاختصاص المصنّف غاية في الأهمية بالنسبة إلى سورية ومستقبل الطاقة النووية فيها، كان المهندس نابغة في التحليل والتطبيق والاستنتاج وإيجاد الحلول، إلى جانب قدرته العالية على التعليم، وعلى استيعاب ما يريده الطلاب، وقدرته العالية على الشرح والتبسيط والتسهيل. وهذه الصفات نادراً ما توجد في المتخصصين في هذا المجال”. أما المهندس ماهر غدير (مواليد عام 1974، من سكان حي المهاجرين، وهو رئيس محطة أبو رباح للغاز في حمص)، فلا يقلّ تميّزاً وخبرة عن سابقيه، بشهادة أقرانه وأصدقائه.
كحال الجامعات، لم تسلم المستشفيات والكوادر الطبية من المواقف المتحيزة، التي لا تحسب إلا حساب المكاسب الآنية، ليكون ضحية هذه المواقف الطبيب حسن عيد (الاختصاصي في الجراحة الصدرية)، والطبيب أنور السقا، والطبيب شادي زيدو في حلب، والدكتور مصطفى محمد سفر..

خوف من التحدث إلى الصحافة
كثيرون، ممن حاولنا التواصل معهم من أهالي الشهداء الذين تمَّ ذكرهم في التحقيق، لم يبدوا الاستعداد للتحدث عن الحادثة التي ألمّت بهم والخسارة التي لحقت بأسرهم، لأسباب اختلفت في الشكل واتفقت في المضمون.. فالخوف من الانتقام لأنهم تحدثوا إلى الصحافة يساورهم، حتى إنَّ بعض الأهالي طلبوا ألا نورد أسماء شهدائهم في التحقيق، حفاظاً على ما تبقى من الأسرة، وطلباً للحيادية المحضة والركون إلى ظلّ الأمان بعيداً عن ضوء الحقيقة، إذ لا يعلم أحد منهم من يطرق بابه أو من يغافله من الخلف أو حتى من يرسل له الأوراق أو التهديدات أو الزيارات غير المتوقعة والأحاديث التي تحمل آلاف المعاني بين سطورها. ومن الجمل التي طرحت وكانت جديرة بالذكر أنَّ إحدى الأمهات قالت: “قضى ولدي لأنه عبَّر عن انتمائه وتأييده طرفاً دون آخر، وأنا لن أخطئ خطأه، ولن أفسح المجال لأيّ من أقربائي بأن يتحدث عن الحادثة، حتى لا نقع في الفخ نفسه. لكن إذا كان من الضروري أن أتكلم، فأنا أنصح كلّ أمّ، تعبت على تعليم ابنها وفرحت وهي تسمع عن إنجازاته في أيّ مجال، بأن تخيط فم ابنها بالإبرة والخيط، وألا تشجعه على الإفصاح عن رأيه وانتمائه لأيٍّ كان. نحن الأمهات تعبنا وربينا أبناءنا لنفتخر بهم وهم يبنون الوطن ويسهمون أكثر من غيرهم في تطويره.. ويحقّ لنا أن نصرخ في وجه أيّ كان بأن يبتعد عن أبنائنا المتميزين، وأن يتركهم وشأنهم ولا يغصبهم على تبني طرف دون آخر.. لا يمكن لعين أن تحزن أو قلب أن يتصدع كما يتصدع قلب الأم حين ترى من أنجبت وربت وتعبت وأملت في أن يدفنها مسجّى أمامها في الكفن، ينتظر أن تدفنه.. فارحموا الأمهات، وابتعدوا عن فلذات أكبادهن.. هناك أمهات يرمين أبناءهن إلى التهلكة لأنهم لم يفلحوا في الدراسة أو الإنجاز، ولكن هناك أمهات مثلنا؛ فأبناؤنا هم النور الذي نرى الدنيا من خلاله، وهاقد أطفؤوه. وأنا لا أقول من أطلق الرصاص وحده من أطفأه، بل من اضطره أيضاً للوقوف في المكان الذي يجعله عرضة للرصاص”.
المجتمع كجسد الإنسان؛ العلماء دماغه، والعمال يداه، والفلاحون معدته، والسياسيون قدماه.. فإذا اختفى العلماء بات المجتمع معاقاً يتلاطم ويتخبط يمنة ويسرى، وإذا اختفت يداه كان سقوطه على الأرض مؤلماً لن يقف بعده إلا بشقّ الأنفس، وإن اختفت معدته مات جوعاً، وإن قُطعت قدماه استقرَّ مكانه دون حركة وتملّكه العفن.. ألا يمكن لنا -نحن السوريين- أن نتغاضى عن مواقف الذين يضيع المجتمع وينهدم المستقبل دونهم، وهل يمكن لهؤلاء، الذين نعول على عقولهم لبناء المستقبل، أن يلزموا الصمت حفاظاً علينا وعلى وطننا؟..
 

 
الاتحاد الرياضي بالمرصاد
اللواء موفق جمعة، رئيس الاتحاد الرياضي العام، أبدى أسفه واستنكاره الشديدين لما يشهده المجتمع الرياضي من استهداف، وعزاه إلى عدة أمور؛ منها تشويه صورة المجتمع الداخلي السوري، قائلاً: « الرياضة في كلّ دول العالم دليل استقرار وتوازن البلد الذي تعبر عنه، ومن هنا جاء استهداف الرياضيين والمحترفين؛ لأنهم دليل تطوّر البلد ودليل رخائها واهتمامها بتفاصيل البيئة التي تحتضن الرياضيين وتنتج المحترفين الذين يشاركون في المحافل الدولية، ويمثلون سورية بأبهى صورها، وينافسون بدورهم أبطال الدول الأخرى، وبالتالي، يرفعون علم سورية بألوانه التي اعتاد العالم رؤيتها على رؤوس صواري الدول الأخرى»، وشرح جمعة المصاعب والخسائر التي يتكبدها الاتحاد نتيجة الأزمة الحالية من تأجيل الكثير من النشاطات التي كان من المفترض القيام بها في جداول زمنية محددة، مضيفاً أنّ الاتحاد كان عمّم على جميع الأفرع واتحادات الألعاب بعض الإجراءات الاحترازية التي من شأنها حماية اللاعبين، وقال: «فيما إذا وصلنا من أحد اللاعبين أيّ تبليغ بأنه قد تم تهديده أو إنذاره من قبل أحد الأطراف، نقوم بتبليغ الجهات المختصة، وتبليغ الاتحاد المشرف على اختصاص اللاعب لتأمين الحماية له ولعائلته إن لزم الأمر»، وعمّا قام به الاتحاد تجاه الشهداء، قال جمعة: «قدمنا الدعم اللازم لأسرهم والمعونات التي من الواجب علينا تقديمها، ومستعدون لأي خدمات يطلبها أهالي الشهداء والمصابين».


View Original

مدونة هاني: الرسالة الأميركية: الموت للشيعة

$
0
0

تعليقا على تفجيرات العراق بالأمس كتبت ما يلي:

أميركا سوف تغرق سورية والعراق بموجة جديدة من العنف لأنها لا تملك شيئا تفعله سوى ذلك. هي فشلت دبلوماسيا وسياسيا ولم تعد تملك أية ورقة سوى ورقة الإرهاب.

بعد ساعات من كتابة هذا الكلام وقع تفجير السيدة زينب في دمشق، وهو أمر متوقع لأن الرسائل الأميركية الإرهابية تأتي دائما متزامنة في العراق وسورية.

الفترة الماضية شهدت تفجيرات في سورية دون تفجيرات مماثلة في العراق لأن أميركا كانت تنتظر من شيعة العراق المساعدة على إسقاط المالكي، ولكن بعدما فشل مسعى إسقاط المالكي وقعت المذبحة بالأمس في العراق واليوم في سورية. الملفت هو أن تفجير اليوم وقع في منطقة السيدة زينب التي هي من المناطق الشيعية القليلة في سورية. الرسالة التي أرادت أميركا إيصالها من هذا التفجير هي أنها تستهدف الشيعة تحديدا. هي تقول لهم طالما أنكم لم تسيروا معنا فإن مصيركم الموت.

 بعض القراء الذين لا يتابعونني منذ زمن ربما لا يفهمون ما أقصده باتهامي لأميركا بالتفجيرات. أميركا لا تنفذ هذه التفجيرات بنفسها بالضرورة ولكنها تستعين بأذرعها الإرهابية في المنطقة (تركيا، السعودية، قطر، إسرائيل) وهؤلاء هم من ينفذون التفجيرات في توقيتات سياسية حساسة لا يمكن أن تكون إلا بتدبير عالي المستوى من قيادات تلك الدول وبالتنسيق مع أميركا. وظيفة أميركا هي التحريض والتوجيه والتنسيق وتأمين الغطاء السياسي والعسكري وحتى الفلسفي والفكري. أميركا تروج لنظريات ومفاهيم مثل “الفوضى الخلاقة” و”احتواء إيران” و”نشر الديمقراطية” و”الربيع العربي” إلخ، وهذه المفاهيم والنظريات هي في الحقيقة مجرد غطاء فكري للإرهاب ومحاولة لفلسفة المجازر التي ترتكبها أميركا عبر أذرعها في هذه المنطقة وغيرها. أميركا لها باع طويل في رعاية الإرهاب وهي قتلت ملايين الناس خلال المئة عام الماضية تحت حجج وذرائع وستر مختلفة. الموضوع ببساطة هو توسع استعماري ولكن أميركا في كل مذبحة ترتكبها تستعين بأذرع وأذناب لتنفيذ المهام القذرة، وبعد ذلك بأسابيع أو أشهر تسرب الإدارة الأميركية إلى بعض الصحف معلومات عما قام به أتباعها وتظهر نفسها بمظهر البريء الذي لا علاقة له. هذا سيناريو تكرره أميركا باستمرار منذ عشرات السنين. هي دائما تبحث عن عملاء تستعملهم كقفازات وبعد أن يؤدوا دورهم القذر تخلعهم وترميهم في سلة القمامة.

هذه التفجيرات والمذابح التي ترتكبها أميركا في العراق وسورية هي للأسف مرشحة للاستمرار إلى فترة طويلة وربما لا تتوقف أبدا. لا يوجد أي مخرج للعراق وسورية من هذا النفق الدموي سوى بقطع أذرع أميركا الإرهابية في المنطقة. هذا هو الواقع المؤسف. إذا لم تقم سورية والعراق وإيران بتجميع قواهم العسكرية ومهاجمة عصابة آل سعود وإلقاء القبض على أفرادها ومحاكمتهم فإن هذه المذابح لن تتوقف أبدا. صحيح أن العراقيين سئموا من الحروب ولكن بصراحة أنا لا أرى وسيلة لوقف التفجيرات والمذابح سوى بأن يتسلح العراق وبأن يجتث عصابة آل سعود. لا يوجد خيار سوى هذا الخيار وإلا فإن التفجيرات ستستمر للأبد. التفجيرات مستمرة في العراق منذ عشر سنوات تقريبا وآل سعود وأميركا لا يفكرون في وقفها بل يفكرون في تصعيدها وتعميمها ونشرها في سورية وإيران ولبنان. لا بد لهذه الدول من أن تتسلح وتجتث عصابة آل سعود وإلا فإن عدد قتلى التفجيرات والمذابح سيصبح بالملايين.

هذه الحرب التي تخوضها أميركا ضد سورية والعراق هي حرب إبادة على شاكلة الحرب ضد الهنود الحمر. أنا أدعو أي شخص لأن يتابع أدبيات الوهابيين وما تروجه الحكومة السعودية في إعلامها وبين مواطنيها. هم يعتبرون هذه الحرب ضد “الشيعة” حربا وجودية ويتحدثون بشكل صريح عن إبادة الشيعة. لدينا معلق سعودي كان يشارك هنا في المدونة وكان يتحدث دائما عن إبادة الشيعة والعلويين. مفهوم الإبادة عند آل سعود هو مفهوم حقيقي وليس مجازي. هم سوف يستمرون في القتل إلى أن يبيدوا الشيعة وكل الطوائف غير الوهابية، أي أن نفق القتل مفتوح ولا نهاية له. أميركا وفرت لهم الغطاء الفكري والفلسفي بترويجها لأن ما يحدث هو فوضى خلاقة وديمقراطية واحتواء لإيران. أي أننا باختصار في مواجهة مشروع يريد إبادة سكان المنطقة تحت حجة الديمقراطية واحتواء إيران. هذه الحرب بصراحة لن تنتهي أبدا سوى باجتثاث آل سعود. كل الحديث عن التسويات هو أوهام. أنا لا أرى أي شيء في أدبيات أميركا يدل على التسوية. التسوية التي تبحث عنها أميركا هي تسوية على جماجم شعوب المنطقة. نحن للأسف نواجه حرب إبادة مغلفة بشعار الديمقراطية.

أنا منذ البداية كنت أقول أن هدف أميركا هو خلق صراع “سني-شيعي” وكنت أدعو لتجنب هذا الصراع، ولكن في الوضع الحالي لا يمكن تجنب هذا الصراع. أميركا نجحت في فرض هذا الصراع وهو أصبح أمرا واقعا لا مفر منه. الآن ما زالت هناك مساع للتسوية ولكن اعتقادي هو أن المواجهة مع آل سعود قادمة لا محالة لأن أميركا غير جادة في التسوية وهي تضيع الوقت لأنها تراهن على عامل الزمن لإبادة العراق وسورية. أميركا تخوض حرب استنزاف إرهابية ضد العراق وسورية وهي لا تبحث عن تسوية بل تراهن على الوقت. الشيء الوحيد الذي سيقنع أميركا بالتسوية هو قطع ذراعها السعودية الإرهابية.



View Original

tareqnouman: إلى أحيائهم.. عادوا فرادى.. وتكاتفوا جماعات

$
0
0
عودة النازحين إلى منازلهم 
 “إصلاح بعضها خير من البدء من جديد.. وخوفنا الوحيد أن نكون دروعاً بشرية “ 
في غمرة الصراع الدائر بين سياسات لا علم للعامة بها، تنهمر دموع هؤلاء على مستقبل ضائع، أو على حب تاهت أماكن ذكرياته، أو على منزل حملت جدرانه آلاف الصور الذهنية عن اجتماع العائلة ومشكلاتها وابتساماتها، وعن أفراحها وأحزانها. في غمرة هذا الصراع، وبين مسيلات تلك الدموع، ضاعت آمال كثير من أهالي المناطق المنكوبة في العودة إلى منازلهم؛
إلى المكان الذي يحمل ما يحمل من حبّهم وأملهم ومستقبلهم، بعد أن وجدوا أنفسهم، بين رصاصة وصوتها، نازحين إلى مناطق لايعرفون عنها الكثير، ويرتمون بين أمواج تنقَّلت بين الاستغلال والاحتضان.
انتشرت، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، دعوات كثيرة إلى مَن غادروا منازلهم ومناطقهم، للعودة إليها.. دعوات مطمئنة في أغلبها، لكن ردَّ الفعل اتجاهها كان بارداً جداً من قبل بعض النازحين، وقوبلت بالاستجابة السريعة من قبل بعضهم الآخر..
دخلت بلدنا إلى مناطق الأزمات، وإلى المناطق التي انتشر فيها النازحون.
 
¶ في حمص عودة خجولة.. وقلة في الخدمات  
في منطقة الحميدية وما حولها (بستان الديوان، الورشة…) كان حجم الدمار يرقى لندعوه منطقة منكوبة، فالصراع هناك على أشدّه، والمعارك تهدأ حيناً وتشتدُّ حيناً آخر. ولكن، على الرغم من هذا، كان هناك ما يزيد على 350 عائلة أبت أن تترك مسكنها وأحلامها، ورفضت الاستسلام لفكرة أنَّ الدمار أبديّ، وأنَّ ما يحدث هناك سيستمرُّ إلى ما لانهاية، والجميع كانوا متفائلين. يقول أحد أفراد أسرة تقطن هناك: «نعلم تمام العلم أنَّ الوجود هنا خطر على أرواحنا، ولكننا مفعمون بالتفاؤل بأنَّ الأمور ستستقرّ، وأنَّ كلَّ شيء سيكون على ما يرام.. نشعر بأنَّ المستقبل سيكون أفضل، وأنَّ الأمور ستُحلُّ بطريقة سليمة وبفاعلية تضمن سلامتنا جميعاً».. ويكمل، وهو شاب في العشرينات: «أنا طالب في الجامعة. طبعاً خسرت ما خسرت من الوقت والفرص في الدراسة، وكان يمكنني أن أترك أهلي هنا وأرحل إلى دمشق أو حلب لأكمل دراستي هناك، ولكنني آثرت البقاء هنا، لأعيلهم في حال وقع أيّ مكروه». ويشرح الشاب: «لقد كان البناء الذي نسكنه يعجُّ بالسكان، والجميع تقريباً فرُّوا بأرواحهم خوفاً إما على أطفالهم وإما على كلِّ شيء.. أما الآن، فنحيا بسلام مع وقف التنفيذ.. الطعام متوافر، والخدمات جميعها متوافرة، ولانخشى شيئاً هنا سوى الوقت الذي يقع خلاله سوء التفاهم بين الأطراف، ويصبح الرصاص سيّد الموقف، لكننا اعتدنا على هذا».
 الخدمات التي ذكرها الشاب كانت متوافرة بالفعل؛ من تيار كهربائي وماء، ودواء، وكذلك الخضار والمواد الغذائية، ولكن بأوقات محدَّدة، كما تقول إحدى السيدات، التي تعمل على خدمة المواطنين الذين لم ينزحوا، وتوزِّع عليهم حصص المعونات المتوافرة، التي تقدِّمها غالباً منظمة الهلال الأحمر السوري. وتضيف السيدة: «لاأستطيع المغادرة وترك العائلات من دون مساعدة، ولاأستطيع هجرة منزلي وكلّ ذكرياتي، يكفي ما لقيته من حزن حين بدأ السكان بالنزوح خوفاً، وطلباً للأمان».. وتحدَّث السكان كيف أنَّ هذه السيدة تقوم بالتنسيق مع كلِّ مَن يستطيع تقديم المعونات للسكان، ومن ثم توزيع هذه المساعدات على الأهالي.. وتتضمَّن هذه المساعدات: الأدوية، والطعام، وبعض الحاجيات الخاصة التي لايمكن أن توجد بكثرة في تلك المناطق في هذه الظروف.
وعن عودة النازحين قالت: «كلّ يوم هناك عودة للنازحين، منهم مَن يختار الرجوع والبقاء هنا، ومنهم مَن يأتي ليأخذ أثاث المنزل ويستقرَّ في محافظة أخرى»..
إحدى العائلات، التي كانت تنقل أثاث منزلها، أبدت استياءها من الوجود في المنطقة. يقول ربّ العائلة: «رحلت أنا وعائلتي بسبب الدمار والمعارك، ولن أغامر بحياة أحد منهم، استأجرت منزلاً فارغاً، وأنا الآن أنقل أثاث المنزل إليه، وطبعاً هذا لايفرحني، ولكن ليس هناك حلٌّ آخر أمامي، وكنت أتمنَّى لو أنَّ عندي الجرأة التي لدى الأسر الباقية لأبقى»..
يخالفه الرأي ربّ أسرة آخر بقوله: «عدت مع عائلتي بعد أن استقرَّت الأوضاع قليلاً في هذه المنطقة، كنت أتخيَّل أنَّ الموقف، حين عودتي، سيكون خطراً، وأن نكون في خطر دائم، ولكن الآن تغيَّر الوضع على ما أعتقد، والهدوء النسبي عاد.. أما الخدمات، فهي متوافرة هنا، حتى خدمات الإنترنت أصبحت متوافرة في بعض المناطق، والتغطية الخاصة بالخليوي متوافرة.. الإزعاج الوحيد هو صوت الرصاص في الليل، وهذا يمكن التعوُّد عليه». وختم بطريقة التسليم بالأمر: «سعرنا بسعر غيرنا»..
 
Image ¶ عودوا إلينا فنحن ننتظركم
في فسحة هادئة خضراء، تجمَّع كلُّ مَن يرغب في الارتياح من المناظر المثيرة للحزن في شوارع (الحميدية وبستان الديوان).. هذه الفسحة في مدرسة الآباء اليسوعيين، هي أقرب إلى أن تكون قطعة من التكية السليمانية في دمشق؛ بظلّها وهدوئها وحميميتها.. يجتمع فيها السكان والشباب لتدارس أحوال أهل الحي، وتنظيم توزيع المساعدات على السكان، وتأمين طريق العودة للنازحين، ومساعدة الخارجين من المنطقة في وضع أثاثهم في الشاحنات.. في هذا الجو، التقينا الأب ميشيل نعمان أشمندريت، في مطرانية السريان الكاثوليك، المعروفة باسم «الروح القدس»، وهو من أصحاب الأيادي البيضاء، الذين قاموا بتقديم المساعدات الكثيرة التي شهد له بها أهل المناطق المحيطة بمكان عمله. شرح الأب: «النقص في الخدمات والأمان ليس بسبب الأحداث فقط، بل بسبب السكان الذين تركوا أعمالهم وأشغالهم ونزحوا، فالدكاكين مغلقة تماماً، والأسواق فرغت لأنهم رحلوا». وبيَّن الأب ميشيل المصاعب التي حدثت وجعلت 99 % من السكان ينزحون، وكيف سبَّب هذا الأمر ضرراً في البنية الاجتماعية والصحية في البلاد. يقول: «نحن نعيش هنا في خطر، ولكن هذا الخطر كان ليكون أقل لو أنهم لم يرحلوا. نحن بصفتنا مسؤولين ووجهاء، لدينا القدرة على التعامل مع جميع الأطراف ليكونوا حريصين على أرواح الناس هنا»..
عن سبب هذا الفراغ المفاجئ في المنطقة، قال: «كثير من السكان رحلوا، وصار الجميع يخشى على نفسه، خاصة أنَّ أسرة- أو أسرتين- في بناء من خمس طوابق لن تستطيع البقاء، وأبنية كاملة قد فرغت، فمن كان يفضِّل البقاء وجد نفسه وحيداً هنا فاضطرَّ إلى الرحيل، ما أدَّى إلى اتِّساع دائرة المعارك، لخلوّ الشوارع والأبنية».. ويضيف: «هناك مَن يعود، ولكنه يخشى من عدم توافر الاستقرار.. نعمل على زيادة أعداد القادمين والعائدين بكلِّ ما نستطيع.. أنا شخصياً أعمل مع جميع الأطراف هنا لمنع وصول الرصاص إلى المناطق المأهولة حالياً، ونحن ننجح، لأنَّ الأطراف متعاونة بشكل يدعو إلى التفاؤل.. مَن سيعود لن يجد المنطقة كما اعتاد عليها، ولكنه سيسهم في بنائها مرة أخرى.. أنا أحبُّ أهل المنطقة جميعهم، وأريدهم أن يستذكروا المنطقة في أوقات السلم والهناء، وأن يعودوا إليها، لتدبَّ الحياة فيها مرة أخرى.. نحن هنا بحاجة إلى الجميع، فمَن يستطيع العودة يجب أن يعود».. ويؤكِّد الأب أنه لايفرض العودة على أحد، ولكنه مستعدٌّ لتقديم المساعدة في أيِّ وقت، فكثيرون يتَّصلون به ليؤمِّن لهم الدخول إلى المنطقة، وأخذ ما يريدون من أثاث، ثم الخروج منها.. وشرح الأب ميشيل أنه يقوم بكتابة ورقة تبيِّن أنَّ حاملها هو مِن سكان المنطقة، وأنه قد أخذ الأثاث من المنطقة بعلم أهلها، ومعرفتهم، وهذه الورقة ممهورة بالختم والتوقيع، على أمل أن يعود مع أهله ويستقرُّوا، متفائلاً بمستقبل المنطقة وبالهدوء والسلام الذي سيحلُّ بسرعة..
بدوره، يؤكِّد الأب فرانس اليسوعي، في دير الآباء اليسوعيين في حمص، أنَّ الخدمات متوافرة، وإن كان بكميات قليلة نسبياً، منوِّهاً إلى أنَّ رحيل السكان كان سبباً رئيساً في تأزُّم الوضع. وشرح أنَّ النقص في المواد كان بسبب نقص العاملين على تأمينها.
 أما عن عودة النازحين، فالأب فرانس كان له رأيٌ آخر، عبَّر عنه بقوله: «المعارك هدأت، ولكن لاأحد يدري متى يمكن أن تتَّقد شرارة الصراع من جديد، لأني أعتقد أنَّ هناك صراعاً حاسماً على الطريق، وهنا تكمن المسؤولية التي لايمكن لأيٍّ منا تحمُّلها، فأنا لاأستطيع أن أدعو الناس إلى العودة، وأنا نفسي لست قادراً على رسم مستقبل المنطقة، ولن أعد الناس بالأمان المطلق فيما إذا عادوا»..
ما لاحظته «بلدنا» خلال جولتها في تلك المنطقة، أنَّ الوضع بدأ بالانتعاش، فبعض دكاكين البقّالة وأفران الفطائر والمقاهي قد تمَّ افتتاحها مرة أخرى، أما العقبات الوحيدة التي واجهتها «بلدنا»، فكانت كثرة الحواجز الأمنية من جميع الأطراف، والبطاقة الشخصية تعدُّ مِن أهم المقتنيات الإنسانية في تلك المنطقة.
النازحون من المناطق الحمصية إلى دمشق ووادي النضارة، بدوا غير متفائلين بالعودة إلى منازلهم في حمص، ونفوا نيتهم العودة في المستقبل القريب والبعيد، إلا عندما يتمُّ حلُّ الأزمة بشكل كامل بين جميع الأطراف، فالقصف والرصاص، في رأيهم، لايملكان عيوناً، ولايفرِّقان بين طفل وعجوز.. أما عن الفكرة التي طرحها الأب ميشيل نعمان، حول أنَّ الوجود البشري المدني في المدينة سيخفِّف من شدة القصف وإطلاق النار وانتشار الأطراف على الأرض، فقد أيَّد معظم من قابلناهم في دمشق ووادي النضارة هذه الفكرة، شريطة أن تنفَّذ بشكل جماعي منظَّم، وأن تكون هناك تطمينات من الأطراف جميعها بأنَّ المناطق المأهولة بالسكان ستكون آمنة بشكل كامل، لا أن يُستخدم المدنيون كدروع بشرية لأيِّ طرف كان، فهذا الأمر كان أكبر مخاوفهم.
يقول أحد النازحين: «الأطراف المتصارعة على الأرض من مصلحتها الإستراتيجية أن يتمَّ إفراغ المدينة من السكان المدنيين الأبرياء، حتى لايستخدمهم أحد الأطراف كحاميات بشرية لهم ولتحرُّكاتهم، وهذا حقّ كلِّ طرف؛ أن يكشف الطرف الآخر ويعرِّيه من كلِّ ما يمكن أن يحميه ويدعمه.. ولكن، ليس من حقّنا أن نعرِّض أنفسنا إلى الخطر بأيِّ شكل من الأشكال، ولكن في حال كانت العودة جماعية، فالأمر سيختلف تماماً».. ويتابع: «هناك مَن عاد واتَّصل بنا وأخبرنا بأنَّ كلَّ شيء على ما يرام، وهناك مَن ذهب إلى هناك وعاد في حالة من الهستريا والخوف والحزن»..
 
¶ في إدلب.. العودة حميدة إلى بعض المناطق
عائلات كثيرة من قرى إدلب، كانت قد تركت منازلها وأراضيها عند اشتداد الأزمة، والأكثرية العظمى منها قد عادت إلى مناطقها بعد انتهاء المشكلات.. يقول مختار إحدى القرى: «مرَّ وقت على هذه الناحية لم يكن فيها من السكان أكثر من أصابع اليد الواحدة، بعد أن كان سكانها يعدّون بالآلاف.. فباتت تسكنها الأشباح والخراب والقمامة، لذا سعيت، أنا وعدد من الأشخاص الذين ظلّوا هنا ولم يغادروا، إلى التواصل مع النازحين وتقديم التسهيلات، تمهيداً لرجوعهم، وبالفعل بدأت الحياة تدبُّ من جديد، وكان تنظيف المدينة وإصلاح ما تخرَّب فيها من أولويات العائدين، والآن كما ترون عدنا كما كنا، وبدأت ملامح الحضارة تعود إلينا بعد أن رحلت لأشهر، وبدأ العائدون إصلاح منازلهم والتخلُّص من بقايا الصراع، وصيانة المرافق العامة، ما شجَّع الموظفين في البلديات على ممارسة عملهم بشكل كامل، فالحياة البشرية هي ما أعاد المناحية إلى ما كانت عليه، لأنه لو لم يكن هناك سكان لما تجرَّأ عمال النظافة وعمال الصيانة الحكوميون على الدخول إلى المنطقة»..
 سكان المنطقة كانوا مرتاحين جداً بالعودة إلى منازلهم. يقول ربّ إحدى الأسر التي نزحت عن الناحية لأكثر من ثلاثة أشهر: «تكبَّدت الخسائر المالية الكبيرة مقابل إيجارات خيالية للمنازل المفروشة.. بالفعل لاشيء يضاهي الفرحة بالعودة إلى المنزل، وإن كان قد أصابه بعض التخريب والهدم، فإصلاح بعض ما خُرِّب خير من البدء من جديد».. جميع مَن عادوا إلى النواحي والقرى في إدلب كانوا يشتكون من قلة الخدمات التي تقدِّمها البلديات، ومن خوف العمال من العمل في الطرقات، ومِن الإهمال الذي يتعرَّضون إليه من قبل الجهات المعنية بتحسين الوضع المعيشي في نواحيهم، ولكن هذا لم يثنِ الأسر عن العودة، خاصةً أنَّ الخطر الذي تسبَّب في خروجهم قد زال، وهم لايشتكون إلا من الإهمال فقط، كما يقولون، ويدعون الجهات المختصة إلى التساهل في بعض إجراءات الصيانة، وتسهيل مرور سيارات المواد الغذائية والأساسية كالوقود والطحين.. ما لاحظته صحيفة «بلدنا» في زيارتها إلى تلك القرى، أنَّ الحياة طبيعية بشكل مثالي تقريباً، وأنَّ المشكلات أصبحت مشابهة لمشكلات الناس في باقي المناطق الآمنة في سورية. والتقينا عدداً من العائدين الذين أرادوا أن يعود باقي النازحين إلى منازلهم من دون خوف، فالجميع هنا متعاونون، وما ينقص الفرد تأمينه مسؤولية الجميع، والتكاتف سيّد الموقف في تلك القرى.. يقول أحدهم: «عدت منذ شهر تقريباً، ووجدت أنَّ منزلي قد تعرَّض إلى النهب والتكسير والانتهاك بكلِّ ما تحمل الكلمة من معنى، ولكن ما واساني أنَّ الجميع لم يتجاهلوا المصيبة التي أصابتني؛ فبعضهم أعطوني الفرش، وآخرون تبرَّعوا بأواني المطبخ، وآخرون بالمال لأصلح الجدران والسقف.. وهكذا وقفت على قدمي أنا وأسرتي بعد أن كنّا مشرَّدين من منزل إلى منزل، ومن مدينة إلى مدينة.. أنصح الجميع بالرجوع، فهناك ما يقارب عشر أسر مازالت تخشى من العودة، وهذا أمر طبيعي، فما حدث لايمكن أن يتمَّ نسيانه أو تجاهله، والخوف الذي تملَّكنا مازال يحمل آثاره في ذاكرتنا»..
 الجميع في إدلب، ممن قابلناهم، كانوا قد أكَّدوا وأصرُّوا على أنَّ أكثر عمل أسهم في زيادة التخريب وزيادة السرقات واستباحة القرى، كان نزوح الأهالي، ما جعل الأطراف حرَّة في التصرُّف بالقرى كما تريد، من دون حساب لبشر أو حجر.
النازحون من إدلب إلى دمشق أبدوا عدم رغبتهم في العودة إلى أن يحلَّ الأمان بشكل كامل، وكان دأبهم دأب أقرانهم من حمص؛ فهم لايريدون المخاطرة ولا حتى بقطرة دم، ولسان حالهم يقول: «المال يمكن أن يضيع ويُعوَّض، أما الروح فلايمكن تعويضها أو التفريط فيها أبداً»..
حجم الدمار في العمران في مناطق إدلب كان أقل مما شاهدناه في حمص، ربما لأنَّ تلك القرى كانت تعتمد على الأبنية الأرضية بشكل كثيف، ولايوجد كثير من الأبنية الطابقية فيها، وبالتالي الخسائر يمكن القول إنها أقل بشكل عام من الخسائر في حمص، والخطورة أصبحت شبه معدومة في كثير من القرى، وما نقصده هنا «خطورة المواجهات بين الأطراف».. أما عن باقي مشاهد الأزمة، فهي واضحة بشكل جلي على الجدران، وعلى الشوارع، وفي المظاهرات الليلية التي لاتستمرُّ أكثر من دقائق، ولاتشكِّل خطراً على السكان بشكل عام، كما قال قاطنو تلك المناطق..
 
Image ¶ حماة: نزحنا ثم عدنا ثم نزحنا ثم عدنا
في حماة، كانت بعض القرى تعاني من مشكلة النزوح، والمناطق المتبقّية استطاعت أن تصمد تحت شدة الصراع. يقول أهالي إحدى القرى: «خرجنا عندما احتدم الصراع وصار الرصاص هو الآمر والناهي ليل نهار.. ندرك أنَّ خروجنا من المنطقة يعني أنه يمكن أن نعود ولانجد شيئاً مما تركناه خلفنا».. وهذا ما حدث فعلاً لكثيرين، حيث يؤكِّد أحد الوجهاء: «سُرقت المنازل ونُهبت الأراضي وصارت البيوت محطات استراحة للقاصي والداني.. استُبيحت القرية بشكل كامل، ولكن الأمور الآن على أحسن ما يرام، والناس يعودون بشكل مستمرّ إلينا، والحالة استقرَّت، فالخدمات الصحية والمعيشية بدأت بالعودة والظهور في المنطقة، وعمال النظافة والصيانة الحكوميون يعملون ليل نهار لتأمين البيئة الصحية السليمة والمناسبة لعودة جميع النازحين، وهم يعودون الآن»..
قرى ريف حماة تحتاج إلى الكثير من الخدمات الناقصة، من كهرباء وماء، كما أصبحت بعض بناها التحتية معدومة تماماً، والناس هناك يقومون بإصلاح ما يستطيعون إصلاحه على نفقتهم الشخصية.. أما النازحون إلى دمشق، فالأغلبية الساحقة منهم، ممن قابلناهم، أكَّدوا أنهم يحضِّرون أنفسهم للعودة بعد انتهاء العام الدراسي، وأنَّ ما يُبقيهم في دمشق هو فقط التزامهم بأبنائهم ودراستهم، ولولا ذلك لكانت عودتهم اليوم قبل الغد»..
فوجئنا خلال لقاءاتنا مع النازحين، أنَّ هناك مَن مرَّ في معاناة غريبة من نوعها. تقول إحدى النازحات: «أنا من الناس الذين نزحوا مع بداية الأحداث، وعندما شعرت بأنها هدأت عدت إلى منزلي، ثم نزحت إلى دمشق عندما ساءت الأمور مرة أخرى، وأنا أنتظر بفارغ الصبر العودة إلى منزلي وأهلي وصديقاتي، ولست الوحيدة التي عانيت من هذه الرحلات المكوكية من نزوح وعودة، فأكثر من عشر عائلات أعرفها تمام المعرفة قد كابدت هذه العذابات»..
 
 
 
ما لاحظته «بلدنا» في تجوالها في كثير من المناطق المتأزِّمة، كميات التفاؤل الخارجة عن المألوف، فرغم الدمار والموت الذي تنتشر رائحته في كثير من الطرقات، مترافقة مع روائح القمامة التي لم يتمّ جرفها منذ أشهر كثيرة، ما اضطرَّ الأهالي إلى التخلُّص منها بالحرق أو بنقلها بالسيارات إلى أماكن أبعد.. على الرغم من كلِّ هذا، وجد السكان مساحات للفرح، واستطاعوا بناء الحياة من جديد، وتأمين العودة السالمة السليمة لكلِّ مَن يرغب فيها من المواطنين النازحين..


View Original

tareqnouman: تعديل الشهادات الجامعية.. الخريج مدان إلى أن يثبت العكس

$
0
0
تعديل الشهادات مغامرة يخشاها الطلاب منذ اللحظات الأولى.. 
 معاون وزير التعليم العالي: ضبطنا محاولات تزوير شهادات والإجراءات لضمان سلامة المجتمع  
سنوات عديدة يقضيها المجتهد في طلب العلم وتحصيل الشهادات العلمية، دارساً ومتابعاً، واضعاً نصب عينيه هدفاً واحداً؛ هو بناء المستقبل المحترم له ولأفراد أسرته، من خلال العمل الشريف اللائق، سواء في تعليم أبناء جلدته ما تعلَّمه أم في تنفيذ خبراته في ميادين المجتمع بشكل عام..
وفي كلتا الحالتين، يكون قد وضع لبنة أساسية ومفيدة في بناء مستقبل الوطن، سواء كان قاصداً ذلك أم لا.. وينقسم هؤلاء المجتهدون إلى قسمين: القسم الأول درس وتعلَّم وأتمَّ سنوات تخرُّجه داخل البلد، حيث التعليم المجاني وسهولة العيش والطمأنينة بين أحضان الأهل والأقارب والأصدقاء. والقسم الآخر يملك الطموح المختلف، لكنه لم يجد في بلده اختصاصاً متوافقاً مع مواهبه، أو أنه سبر سوق العمل والخدمات في المجتمع، فوجدها ناقصة أو قاصرة، لذا قرَّر السفر إلى خارج البلاد لاستكمال هذا النقص وسد القصور والاستفادة الشخصية..
في العموم، القسم الثاني يعدُّ مهماً بطريقة أو بأخرى، لأنه يجلب قيمة مفقودة في وطنه، وينقل العلوم من الخارج إلى الداخل، ويسهم في فتح آفاق علمية ودراسية جديدة، وبالتالي تأهيل الكوادر القادرة على نشر هذا العلم أو الاختصاص ليكتمل نصاب العلم في جامعاتنا ومدارسنا، وفي شتى نواحي المجتمع، فهو يعدُّ من الكنوز الثمينة التي يجب الحفاظ عليها، وتقديم التسهيلات اللازمة لها.. وبالتالي، العراقيل التي قد يواجهونها عند عودتهم، ووضع بعضهم العصي في عجلات تقدُّمهم، تعدُّ جريمة في حقِّ كلِّ مَن يمكن أن يستفيد منهم ومِن خبراتهم، وهذا حقيقة ما يحدث حالياً، حيث يعاني طلاب وخرّيجون كثر من وضع مزرٍ في ما يخصُّ إجراء تعديل الشهادات الأجنبية، الذي تلزم وزارة التعليم العالي به كلَّ الطلاب الحاصلين على شهادات عليا من الخارج.. والإجراء بإيجاز هو: “تقييم المواد الدراسية والسنوات التي أهّلت هذا الخريج للحصول على الشهادة، وبالتالي إما الاعتراف بالشهادة كما هي، وإما فرض مواد دراسية معيَّنة يجب عليه الامتحان بها، حتى تكتمل شهادته، وفقاً للمواصفات السورية”، وهذا الإجراء متَّبع في جميع دول العالم.. أما الإجراء الذي لايوجد إلا في سورية، فهو أن يمضي الخريج سنوات طوال في محاولة تعديل شهادته، أو أن يلجأ إلى الصحافة، آملاً أن تُحلَّ مشكلته ويتمَّ الاعتراف به كرجل علم وإنسان جدير بالإنتاج الثقافي والعلمي على حدٍّ سواء، وأن يكون جديراً باحترام الموظفين القائمين على روتين تعديل الشهادة.
من هؤلاء “البؤساء”، شاب أمضى ما يقارب ثماني سنوات في الحصول على شهادته، التي يفتخر بها، من إحدى الجهات التعليمية في لبنان. وعند عودته إلى سورية، قامت الوزارة بتعديل شهادته، واختباره، والقيام بكلِّ ما يلزم لتعديل شهادته التي لايحمل مثلها أيُّ خريج في سورية، وبدأ ممارسة عمله المستند إلى شهادته في جامعة البعث والمعهد العالي للموسيقا.. ولكن، من دون سابق إنذار، اكتشف أنَّ شهادته لم يتمّ تعديلها، وأنَّ التعديل الأول كان قاصراً ومطعوناً فيه قانونياً، لتبدأ رحلته مع العذاب والروتين والمراجعات الكثيرة والتفصيلية، التي أفضت في النهاية إلى أنَّ شهادته تعادل شهادة الثانوية العامة فقط لاغير، مع العلم بأنه يدرّس ويشرف على تخرُّج طلاب هم، بحسب التقييم الرسمي، في مستوى يفوقه دراسياً. يقول: “قمت بما يلزم وما طُلب مني لتعديل الشهادة.. لم يطلبوا ورقة إلا وقمت بإحضارها، ولم يطلبوا شهادة، متكبِّداً عناء السفر إلى لبنان والترحال بين السفارات ووزارات الخارجية والتصديق وما إلى ذلك، حتى انتهى بي المطاف إلى خريج حاصل على ما يشابه الشهادة الثانوية”.
Image  الجهات الرسمية أكَّدت أنَّ هناك كثيراً من التفاصيل التي يجب معرفتها حول هذه الحالة، أولها أنَّ هناك خلافاً حول المواد التي درسها ومطابقتها مع المواد المتعارف عليها دولياً في مجال شهادته. ولكن مهما كان السبب، قام هذا الشاب بالعودة إلى لبنان واستكمال الدراسة التي لم يكن مضطرَّاً إلى استكمالها، فشهادته كانت كافية، لكنه- كما يقول- تماشى مع الوضع في البلد، ولايريد أن يهجر سورية، فشهادته معترف بها في كلِّ بلدان العالم، ووضعه سيكون أكثر ثقة وأكثر إدراراً للمال لو كان في بلد آخر، لكنه أحجم عن السفر، فكلُّ حلمه أن تكون كلُّ إنجازاته الشخصية على أرض وطنه وبين أهله، الأمر الذي لايمكن أن تفهمه الأوراق والروتين والقوانين.
 فتاة أخرى، حاصلة على الدكتوراه من الجامعات المصرية، وهي- كما تقول- موفدة من جامعات سورية، مازالت تنتظر تعديل شهادتها، لأنَّ جدول أيام الدوام والوجود في مصر لم يكن مطابقاً للجداول المطلوبة رسمياً، وبالتالي فقد توقَّف تعديل شهادة الدكتوراه أو الاعتراف بها، بسبب أيام لاتتعدَّى الأسبوع، فهل تعود لتعمل في مصر حيث الاعتراف بشهادتها لايتطلَّب كلَّ هذه التعقيدات ولايستنزف الوقت والجهد، رغم أنها مُصرَّة على أن تبقى هنا وتتابع الموضوع، حتى لو أمضت سنوات وهي تتعامل مع مكتب تعديل الشهادات في الوزارة المعنية.. وجهة نظر المسؤولين في هذه القضية صحيحة تماماً، فمخالفة اللوائح تفرض إجراءات معيَّنة لامحيد عنها. والسؤال هنا: هل حقَّق بلدنا الاكتفاء الذاتي من الخبراء والعلماء والاختصاصيين حتى نؤخِّر هذه الكوادر عن عملها؟.. ألا يمكن تسريع الإجراءات لتتمَّ الاستفادة الكاملة من عملها؟..
 تقول إحداهن: “أحمل شهادة دكتوراه، ولايمكنني أن أشرف على مشاريع التخرُّج في الجامعة التي أدرس فيها، عدا عن أنَّ راتبي قليل مقارنةً بزملائي، وحجم العمل المطالبة به لايمكن تحقيقه، لتأخُّر الاعتراف بالشهادة”.
 شاب آخر، وهو أيضاً ممن يداومون على مراجعة وزارة التعليم العالي، يقول: “يجب التوقُّف ملياً والتمحيص في أجواء مكتب الشهادات وتعديل الشهادات في الوزارة، فهل من المعقول أن أغترب أكثر من 17 سنة لأعود حاملاً شهادة الدبلوم التي اعترفت بها كلُّ الجهات المختصة، وبعد التسجيل في النقابة المختصة تمَّ إيقافي بحجة تزوير الدبلوم”.. وطبعاً، بعد أخذ وردٍّ بين الجهات المعنية في سورية وسفارة الدولة التي حصل على الدبلوم فيها، وتأكيدات السفارة أنَّ شهادته صحيحة وخالية من أيِّ عيب أو تزوير.. وبعد نفي التهمة التي وجهها إليه أحد الموظفين السوريين؛ بأنَّ شكل صاحب الشهادة “مزوّر”، وبعد مقابلة مع الوزير المختص، حصل على التطمينات؛ بأنَّ الوزارة تدرك تماماً أنَّ شهادته صحيحة، وأنه دائماً تحصل أخطاء وتقصير، وأنَّ الوزير اطَّلع على ملفه، ويعلم أنه ظُلم ووعده بالردّ السريع الذي لم يأتِ حتى الآن.
في الجهة المقابلة، كان هناك خريجون لم يبدوا أيَّ انتقاد لعملية التعديل، وقالوا: عندما يلتزم الإنسان بالتعليمات، فإنَّ مجهوده لن يضيع.. قد يتأخَّر، ولكنه لن يضيع.. لكن هذا التأخّر تطلَّب من أحدهم أكثر من سبع سنوات، ومازالت المحاولات مستمرَّة لتعديل شهادته.

التأخير في التعديل سببه الطلاب.. والوزارة بريئة
المعنيّون في وزارة التعليم العالي، كان لهم رأي مخالف تماماً لما عرضناه. الدكتورة فاتنة الشعال، معاون وزير التعليم العالي، والمسؤولة حالياً عن قضايا التعديل، أبدت استغرابها من الانتقادات الموجَّهة إلى مكتب تعديل الشهادات الخارجية، داعيةً جميع المتضرِّرين، أو مَن لديهم قضايا عالقة مع المكتب المذكور، إلى التقدُّم بما لديهم، وبشكل نظامي ورسمي، حتى تتمَّ الاستجابة لطلبهم بالسرعة القصوى، فـ: “بابي مفتوح للجميع”، تقول الشعال.. وتكمل: “قمت شخصياً بالإشراف على أرشفة وترتيب جميع طلبات تعديل الشهادات، التي لاتتعدَّى الـ500 طلب فقط لاغير”.. وشرحت الشعال التسلسل الذي تمرُّ فيه طلبات تعديل الشهادات، بداية من النافذة الواحدة، وحتى لجان الفحص، وأخيراً تعديل الشهادة، مروراً بالتمحيص والتأكُّد من صدقية الشهادات المعروضة؛ من خلال الاتصال بالجهات المعنية في البلد الذي صدرت منه الشهادة.. وقالت: “نحن نقوم بعمل جبّار لنتمكَّن من رفد المجتمع بكوادر علمية حقيقية لامزوَّرة”.. وذكرت عدداً من حالات تزوير الشهادات الخارجية المختلفة، وكيف تمَّت إحالة المزوِّرين إلى القضاء المختص. وأجابت الشعال عن عدة قضايا عالقة طرحتها “بلدنا”، كقضية الشاب خريج لبنان، الذي رُفضت شهادته كاملة، وتمَّ تعديلها على أساس أنها ثانوية عامة في سورية، حيث أكَّدت أنَّ الوزارة تواصلت مع الجهات المختصة في لبنان، وتبيَّن في الثبوتيات، التي زوَّدتنا بنسخة منها، أنَّ شهادته لايمكن أن تُعدَّل إلا بشهادة ثانوية، حسبما وثَّقته أوراق الدولة اللبنانية. وعلَّقت الشعال: “إنَّ الوزارة تعتزُّ بالكوادر العلمية مهما كان اختصاصها، فكلُّ علم هو فائدة للوطن والمجتمع”..
 وأضافت: “ما نريده من الطلبة أن يتأكَّدوا من أننا جهة رسمية حكومية، ولانملك ضغينة ضد أحد، فما نراه خلال العمل هو الأوراق والتواقيع والثبوتيات، فإذا كانت كاملة سار العمل بشكل سهل وسريع ونظامي، والعكس صحيح، فالأوراق الناقصة، أو غير النظامية، ستتسبَّب في التأخير”.. وذكرت أيضاً كثيراً من الأمثلة عن الأوراق الناقصة، ومن أكثر ما يتكرَّر، أو ما يتقصَّد الطالب أن يخفيه، هو جواز السفر، بذريعة أنَّ الجواز مفقود، لأنه يعلم أنَّ جواز السفر هو الوثيقة التي تثبت تقيُّده والتزامه بالمدة الزمنية المحدَّدة للدراسة في الخارج.. وأكَّدت أنَّ 90 % من الأوراق المُقدَّمة تكون دون جواز سفر، وهذا دليل- كما تقول- على أنَّ الطالب يخفي شيئاً ما.. ومع ذلك- تقول الشعال: “نحن نتابع معه قضية فقدان جواز السفر، ونصبر عليه، ونمهله لإيجاده، أو إحضار أوراق الإثبات للمدة الزمنية، وفي كثير من الأحيان نقوم نحن بالاتصال والاستفسار عن الأمر، اختصاراً للوقت وقفزاً فوق الروتين، وهذا كله يصبُّ في مصلحة الطالب في النهاية”.

 
 المدة الزمنية عائق.. والحلول قريبة
بالسؤال عن قضية الآنسة الحائزة شهادة الدكتوراه من مصر، أكَّدت الشعال أنَّ هناك خللاً في أيام الدوام، بالاستناد إلى الجداول والقوانين التي وضعت لمصلحة المواطنين في الدرجة الأولى.. وفي نظرها، أنَّ قليلاً من التأخير لتعويض بعض النقص أفضل من الاستمرار في أمر ناقص أصلاً.  وعزت التأخير إلى إهمال الطلاب مراجعةَ المكاتب المختصة، وأعطت مثالاً عن أحد الطلاب الذين أبدوا الاستياء من أنَّ أوراقه قد تأخَّرت أكثر من أربع سنوات، وبعد مراجعة موضوعه تبيَّن أنه عندما طُلب منه تسجيل الأوراق في الديوان وإيداعها لدى المكتب المختص، فهم الموضوع بشكل مبهم، حيث قام بتسجيلها في الديوان ثم اصطحابها إلى المنزل، وبقي طوال المدة منتظراً دوره الذي لاعلم لأحد به في الوزارة، ثم أتى ليشتكي طول المماطلة. فالتأخير، تقول الشعال، ليس بسبب إجراءات الوزارة، إنما بسبب إهمال الطالب أوراقَه.. وبيَّنت أنها قد وجَّهت الموظفين المخصِّصين باستلام أوراق الطلاب، برفض الاستلام في حال نقص ورقة واحدة، حتى لايرتبك الطالب ويشعر بأنه مهمل.
وعرضت لـ”بلدنا” حالة إحدى الطالبات، التي تمَّ البتُّ في شهادتها، وحُدِّد لها عدد المواد التي يجب أن تقدِّم الامتحان بها لتعديل الشهادة، لكن الفتاة أهملت الامتحان وتقديم المواد، الأمر الذي دفع الشعال إلى الاتصال بها شخصياً لسؤالها عن سبب امتناعها عن تقديم المواد، وطبعاً “كانت الأعذار اعتباطية وغير مسؤولة”، بحسب قول الشعال.
 وهنا تطرَّقت “بلدنا” إلى موضوع المدة الزمنية للدوام، والتي تعرَّضت إلى كثير من الانتقادات من قبل معظم الطلاب والخريجين؛ بأنَّ هناك كثيراً من الاختصاصات النظرية التي لاتحتاج إلى دوام فعلي، كما الاختصاصات النظرية في سورية، فهناك طلاب في سورية لايحضرون إلا وقت الامتحانات، وهذا لايؤثِّر في حصولهم على الشهادات. أجابت الشعال، بأنَّ هذا الموضوع تمَّ طرحه للنقاش في الوزارة، حيث تمَّ التوصُّل إلى مشروع مبدئي لتخفيض المدة من ستة أشهر إلى ثلاثة أشهر، كما وجَّه السيد الوزير بدراسة تخفيض عدد المواد التي تفرض على المخالفين في المدة الزمنية، والتي كان من المقترح أن تكون 14 مادة؛ نظراً إلى تقليص المدة إلى ثلاثة أشهر، لكن وزير التعليم العالي اعترض على كثرة المواد، وطلب دراسة متكاملة لإنقاص العدد، ليكون أكثر واقعية وقابلية للتطبيق.
 
Image موظفة محدَّدة في الوزارة كانت مستقرّ الشكاوى
أجمع معظم المراجعين، بخصوص التعديل، على أنَّ ما يستفزُّهم ويجعلهم في حيرة من أمرهم، هو إحدى الموظفات، التي كانوا يتكلَّمون عنها وكأنها جبّار من الجبابرة، وذكروا بالتفصيل الطريقة التي تتعامل بها معهم، والتي وصفوها بـ”المتعالية”، والتي لاتتناسب مع الشهادة التي يحملها الخريجون.. قال أحد هؤلاء المراجعين: “كانت هي مَن يجعلني أحقد على الوزارة، وزرعت في نفسي أنَّ هناك مَن يتقصَّد إيذائي شخصياً، وهذا ما يدفعني إلى الانفعال والاستنفار”. وأكَّد هذا الشعور أكثر مِن مراجع، وشدَّدوا على الفوقية والتحدِّي الكامن في كلِّ كلمة كانت تتبادلها معهم، وكأنهم خلقوا أنداداً لها، وكثير منهم وافقوا على إجراء المقابلة مع “بلدنا”، شرط أن يتمَّ ذكر اسم هذه الموظفة علناً، الأمر الذي تفهَّمته الدكتورة الشعال، وبرَّرت تصرُّف الموظفة بأنَّ عملها يتطلَّب الدقة الشديدة والتركيز الدائم، وهذا ما يجعلها في توتر دائم، ولاصحة- بحسب ما أكَّدت الشعال- لما يعتقده المراجعون.. وأوضحت أنَّ الموظفة تعدُّ مِن الموظفات المتميزات في العمل المطلوب منها، وأنَّ كلَّ مَن يشعر بالضيق وعدم الارتياح، بإمكانه مراجعة مكتبها مباشرة.. التعاون الذي أبدته وزارة التعليم العالي، والوثائق التي قدَّمتها لـ”بلدنا”، كانت كفيلة بشرح كلِّ ما طُرح من أسئلة واتهامات، وناشدت الشعال كلَّ مَن يشعر بالغبن والظلم مراجعة الوزارة، وسيجد التعاون الكامل.

عتب من اتحاد الطلبة
يقول كنج فاضل، نائب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية، رئيس مكتب الفروع الخارجية: “لاحلَّ لمشكلات الموفدين إلا بالإفراج عن قانون البعثات العلمية”.. ونوَّه إلى أنَّ اتحاد الطلبة قد سجَّل رسمياً بعض الملاحظات والتحفُّظات على المشروع المقترح من وزارة التعليم العالي، الذي رفع إلى رئاسة مجلس الوزراء، وأنَّ الاتحاد قدَّم كثيراً من الصيغ التي وجد أنها مناسبة لتعديل العديد من المواد والبنود، لتكون أكثر عدالة وضمانة لمصالح الطلبة.. وأشار فاضل إلى أنَّ الاتحاد اقترح أن تعطى للخريج الموفد مدة 90 يوماً بعد التخرُّج، بدلاً من ستين يوماً، كي يضع نفسه تحت تصرُّف مديرية البعثات.. ويرى أنَّ هذه المدة كافية كي ينهي الطالب كلَّ الإجراءات في بلد الإيفاد، المتعلِّقة باستلام شهادته ونقل أغراضه وكلّ ما يتعلَّق بأمور حياته الجامعية والاجتماعية.. وبذلك- يضيف فاضل- يمكن تجنيب الطالب مخالفة قانون الدوام، والالتزام بتواريخ محددة إن خالفها كانت النتائج لا تحمد عقباها عليه .

 
إجراءات جديدة في الوزارة لتسهيل عملية التعديل والمراجعة
تقول الشعال: “لقد أدخلنا نظام الأتمتة لاستيعاب كلِّ الطلبات القديمة والحديثة، ويتمُّ الآن إدخال البيانات جميعها إلى برامج حاسوبية بُرمجت خصيصاً لهذا الهدف، ونعد الطلاب باختصار الإجراءات الروتينية بشكل كبير، ونطلب منهم الدقة في تقديم طلباتهم وأوراقهم، وتوخِّي الحذر من التزوير والمغامرة”.
الوقت نهر لايمكن أن يستغلُّه المرء مرتين، فضياع الثواني يماثل تماماً ضياع الأيام والسنوات، وكلما تأخَّر الوطن في استغلال الخبرات التي يمكنه العمل عليها، والتعاون معها، تأخَّرت سرعة مواكبة التطوّر الحضاري، والجميع في هذا متّهم، طالما أنَّ هنالك أساليب يمكن فيها اختصار الوقت والجهد وانتهاز الفرص لتحقيق العدالة والصدق والتعاون في سبيل حماية البناء الثقافي والعلمي في سورية.


View Original

المُندسّة السورية: تاجر الموسكوف الجشع

$
0
0

منذ عام 1991 والروس يعانون من تدهور مكانة الاتحاد الروسي تدريجياً من وضعية الدولة العظمى والقوة القطبية الثانية، ٳلى دولة عالمثالثية مسلحة نووياً و محكومة من قبل جماعات أشبه بالعصابات، دون سند أخلاقي ودون مجال حيوي خارج المناطق التي يوجد فيها ناطقون بالروسية، مثل روسيا البيضاء ومقاطعات في اوكرانيا وجورجيا.

يأس الروس من العودة ٳلى وضع القوة العظمى جعلهم يلتفون حول رجل المخابرات القوي وذي الصلات الغامضة بمجموعات ضغط ونفوذ سرية. لسان حال الشعب الروسي يقول “ٳن لم تكن لدينا دولة عظمى وقوية فعلى اﻷقل أن يكون لدينا رجل عظيم وقوي…”. هذا يفسر السلوك الدموي والمتكبر للرجل وﻷزلامه والذي تعبر عنه باختصار جملة السفير الروسي المتعجرف في مجلس اﻷمن حين خاطب الشيخ حمد قائلاً : “اعرف حدودك فأنت تتحدث ٳلى سفير روسيا العظمى القادرة على محو بلادك من الخريطة…”.

روسيا “العظمى” ونخبتها من الشبيحة ماذا بقي لها من مكونات الدولة العظمى غير المفاخرة الفارغة ؟ احتاج الروس لحرب ضروس لاسترداد الشيشان الصغيرة والتي قد يفقدونها لدى أول بادرة ضعف، اضطروا لاجتياح أجزاء من جورجيا التي تطاولت عليهم بغباء. الاقتصاد الروسي أقرب للاقتصاد الريعي النفطي وينتج القليل من المواد المصنعة وليس لديه تفوق تكنولوجي في أي مجال. روسيا العظمى تشتري سفنها الحربية من فرنسا وتقنياتها من كوريا الجنوبية وطائرات دون طيار من ٳسرائيل ! روسيا هذه لا تنتج سوى أسلحة “خردة” لا تصلح لغير القمع الداخلي. ليس لدى روسيا لا اقتصاد ألمانيا القوي ولا حتى الصين، ولا تنوع الهند الثقافي والحضاري. كذلك تفتقد روسيا لدينامية البرازيل و لثراء وتنوع جنوب أفريقيا. مع ذلك كله تحظى روسيا بلقب “الدولة العظمى” ولديها حق نقض “تسلبطت” عليه دون وجه حق بحكم “وراثتها” للاتحاد السوفييتي، أحد المنتصرين في الحرب العالمية الثانية.

الربيع العربي أتى كفرصة لبوتين من أجل أن يعود ٳلى الواجهة الدولية و في نفس الوقت مثلت هذه الثورات تحدياً للسلطة المشخصنة التي يمثلها “بوتين”. فلدى نظام الشبيحة في موسكو كل المقومات التي تجعل منه هدفاً مستقبلياً لربيع روسي لا بد له أن يأتي يوماً. مظاهرات المعارضة الروسية في موسكو هي أحد ٳرهاصات هذا الربيع الموعود. من هنا نشأت المصالح المشتركة بين الطاغية الروسي ونظرائه في طهران والمنطقة العربية و رغبة “بوتين” وزمرته في ٳغراق الربيع العربي بالدماء لتخويف شعبه قبل غيره من الفوضى والدمار.

بعدما قام الجيش التونسي، ثم المصري بحقن دماء شعوبهم، ظن مهووس ليبيا أن في مقدوره التذاكي على شعبه. في ليبيا، لعب الروس دوراً قذراً شاركهم فيه الصينيون وحتى التاجر التركي الذي أراد أن يتشاطر. لو كان الروس أوضحوا منذ البداية لطاغية ليبيا أنه سينتهي في المجاري ٳن هو استمر في غيه، لربما كان هذا اﻷخير قبل الوساطة الجنوب أفريقية ورحل مع حريمه وجزء من أمواله. لكن الروس أرادوا دخول “البازار” الليبي على أقل من مهلهم.

حين أدرك الروس أن الأوربيين سيتدخلون مع أو بدون قرار من مجلس اﻷمن المشلول، امتنعوا عن استعمال حق الفيتو “الرهيب” الذي يتمتعون به والمخاطرة بامتهان هذا الحق وخفض قيمته. ما كان الفيتو سيغير في اﻷمر شيئاً بعدما قرر الفرنسيون والبريطانيون ٳرسال القذافي ٳلى مزبلة التاريخ.

الفرنسيون والبريطانيون قطعوا الطريق على “بازار الدم” الروسي وتدخلوا في ليبيا ﻹنقاذ شعبها من القتل ثم اضطر الرئيس اﻷسمر القاعد سعيداً في البيت اﻷبيض للحاق بحليفيه المتحمسين للخلاص من مجنون طرابلس، قبل أن يفوته القطار.

اعتبر الروس أن “امتناعهم” عن استعمال الفيتو سيضمن لهم جزءاً من الكعكة الليبية، لكنهم تعلموا بعدها أن لا جوائز تعطى مجاناً لمصاصي الدماء مثلهم وأن الشعب الليبي والعربي لا يعتبر الامتناع عن استعمال الفيتو “حسنة” تستوجب المكافأة. اتجه الليبيون صوب من قدم العون لتحريرهم ضاربين عرض الحائط باحتجاجات موسكو وأمثالها من المرابين.

في سوريا، وازن الثنائي “بوتين” و”مدفيديف” خياراتهما : استعمال الفيتو والدخول في لعبة الموت السورية والحصول على مرابح اقتصادية سريعة ولو قذرة، أو التصرف كدولة مسؤولة تحترم حق الشعوب في الحياة والحرية. لم تكن هناك مخاطرة في استعمال الفيتو، فالقادرون على التدخل في سوريا والقفز فوق الفيتو هما أمريكا وٳسرائيل حصراً.

أمريكا لديها رئيس بائس يحلم بالبقاء في البيت اﻷبيض، ولو على بساط من الدم السوري، ولا يريد تحمل مسؤولياته كرئيس للدولة اﻷعظم وكمرجع أخلاقي وٳنساني. الرجل خرج فاراً من العراق تاركا البلد يسقط في الحضن اﻹيراني، وهو يهرول للانسحاب من المستنقع اﻷفغاني ولو أدى ذلك لعودة طالبان و “كأنك يا زيد ما غزيت…”. الرئيس اﻷسمر ليس في وارد التفكير في أي شئ غير قضاء السنوات اﻷربعة المقبلة في حضن البيت اﻷبيض الوثير وليذهب السوريون والقيم اﻹنسانية ٳلى الجحيم.

ٳسرائيل لن تتدخل في سوريا، ولماذا تتدخل وهي التي حمت اﻷسد ونظامه منذ 1966 ؟ صحيح أن المسلمين هم الذين حموا اليهود من الانقراض خلال العصور الوسطى في أوربا وخاصة في ٳسبانيا ولكن من قال أن الدولة العنصرية في ٳسرائيل مستعدة لتحريك ظفرها لحماية السوريين العزل الذين تدكهم الآلة العسكرية “لرجلها في دمشق” ؟ المثال الفيتنامي في كمبوديا يبعد سنوات ضوئية عن النخبة الحاكمة في “تل أبيب”.

على العكس، استفادت ٳسرائيل من مجازر اﻷسد لكي تظهر نفسها، واحتلالها، على أنهما أرحم بما لا يقاس من نظام اﻷسد “الوطني” ! وهي لا تمانع في أن ينقرض السوريون على يد اﻷسد. بالفعل، فاﻷسد يقتل يوميا من السوريين الأبرياء ضعفي ما كانت تقتله ٳسرائيل من الفلسطينيين خلال الانتفاضة في شهر….

ما الذي يمنع “بوتين” ٳذا من طرح الفيتو في البازار بل ومن رفع سعره والمزاودة عليه ما دامت الدماء التي تسفك هي دماء عربية ومسلمة لا يبالي بها السيد “بوتين” وزبانيته ؟

أكثر من ذلك، لماذا لا يستمر الروس في بيع أسلحة لا تصلح سوى لقتل المدنيين ٳلى نظام اﻷسد مادام هذا اﻷخير يدفع نقداً وما دام الكفيل اﻹيراني جاهزاً للسداد ؟ حتى لو هُزم نظام اﻷسد في دمشق فسيكون الباقون من زبانيته في حاجة للحماية وهم سيدفعون ثمنها نقداً خاصة حين يضطر أتباع “الطائفة الكريمة” للجوء ٳلى دويلتهم الموعودة والتي هي قيد اﻹنشاء. هكذا تضمن موسكو موطئ قدم على شواطئ المتوسط وتحافظ على أوراق للمقايضة المستقبلية حين تقرر واشنطن التفاوض مع سيد الكرملين.

لماذا تغير موسكو موقفها في حين ينأى العرب والمسلمون بأنفسهم عن معاناة الشعب السوري ؟ حين يكتفي أكثرهم بالدعاء للشعب السوري بالنصر وبذرف الدموع على الضحايا دون تحريك أنملة نصراً لشعب سوري يُذبح ؟

الحق يقال، فبوتين قد وجد “باب رزق” في الثورة السورية يسمح له باللعب في الوقت المستقطع اﻷمريكي، ربما بانتظار رئيس أكثر أخلاقية وحزماً من الرئيس اوباما. في هذه اﻷثناء يكسب “بوتين” صفقات سلاح لم يعد هناك ما يكفي من الطغاة لشرائه، كل هذا بكلفة ضئيلة أو غير موجودة، فالدم السوري رخيص على الجميع، سوى السوريين، وهؤلاء لا يدخلون في حساب شبيح موسكو اﻷول ولا في حساب “العالم الحر”.

في النهاية، يلعب “بوتين” نفس اللعبة التي لعبها قبله الكثيرون من الطغاة الصغار، فاقدي اﻷخلاق والقيم، من موسوليني حتى جمال عبد الناصر، ممن اعتبروا السياسة امتداداً لنرجسيتهم اللا محدودة، هكذا تتضاءل اﻷخلاق والقيم وتكبر اﻷنا.

بوتين ليس كبيراً، فرجال السياسة يكبرون بأخلاقهم وبالتزامهم بقيم الحضارة واﻹنسانية، هكذا كان رجال مثل تشرشل وديغول كباراً حين صغرت “اﻷنا” لديهم وأصبح آخرون صغاراً رغم كل مظاهر العظمة والأبهة التي تحيط بهم.

كلما بدا “بوتين” كبيراً كلما بدت روسيا صغيرة وبعيدة عن روحها الحقة. ليست روسيا وحدها التي تبدو صغيرة، مثلها، يبدو الرجل المفترض به أنه اﻷقوى في العالم والمؤتمن على مصائر البشر واﻷخلاق في البيت اﻷبيض صغيراً بل ويزداد صغراً كلما اقترب من لحظة الحقيقة، اللحظة التي يختار فيها أن يدخل التاريخ كرئيس أخلاقي وٳنساني، أو كمجرد شاغل جديد، وصولي و متبلد المشاعر، لبيت أبيض كل ما فيه أسود، أسود سواد أعلام القاعدة الحالمة بالجهاد في أرض الشام، وسواد حزن السوريين وهم يقولون “ياالله ما لنا غيرك يا الله…”.

أحمد الشامي    http://www.elaphblog.com/shamblog  ahmadshami29@yahoo.com

نشرت في بيروت اوبسرفر الخميس 14 حزيران 2012

http://beirutobserver.com/index.php?option=com_content&view=article&id=77865:chami&catid=39:features


View Original

المُندسّة السورية: لا حريّة لقنوات شعارها «سوريا بخير» !!

$
0
0

جريدة عنب بلدي – العدد 19 – الأحد – 10-6-2012
قنديل | حُمص
مع توصيّة الجامعة العربيّة في اجتماعها الأخير إلى إدارة كلّ من القمرين عربسات ونايلسات بوقف بث قنوات النظام السوري الرسمية منها وغير الرسمية، تعالت بعض أصوات «المثقفين» و «المتفزلكين» منتقدين بشدّة هذه التوصيّة ورافضين لها بحجّة معارضتها لأحد أهم مبادئ الثورة السورية ألا وهو مبدأ الحريّة!!،
يرى أصحاب هذه الآراء أنّ في هذا الإجراء -فيما لو تم تطبيقه- تشويهًا لسمعة الثورة السورية ولدورها في تعزيز مفاهيم الحريّة وحق التعبير وإبداء الرأي لدى السوريين، وأنّه من حقّ جميع الأطراف أن تتكلم بما يحلو لها وتطرح الأفكار التي تريدها وأن تروج لبرامجها ورؤاها دون رقابة أو محاسبة أو حتى استئذان.
هؤلاء خلطوا -ربما- بين الحرية المنشودة –أعلاه- وحرية تشويه الحرية نفسها!!، فمع شوقنا الدامي لبلوغ الحريّة واقترابنا من نيلها، نذكرهم بأنّ الحريّة ليست في إهانة الناس وإيذائهم أوتشويه سمعتهم وصورهم أو شتمهم وانتهاك أعراضهم على الهواء مباشرةً!، كما أن الحرية لا تستخدم شماعة لإرهاب البشر أو سلاحًا يُقتل به عقل المشاهد -سوريًا كان أم غيره- أو تستخدم كمخدّر لتعطيل وعيه وقدرته على التفكير والتحليل من أجل الوصول إلى حقيقة ما يحدث في سوريا، ..
الآن والآن فقط ينادي «البعض» بالحريّة لوسائل الإعلام الرسمية، هذه التي استخدمت كل ما سبق ذكره تحت مظلة الحريّة! ينادون بالحريّة لقنوات أصبحت شبيحة بكلّ معنى الكلمة، تشبّح على القنوات الأخرى فتشوّش على تردداتها وتسّب وتشتم مذيعيها وأصحابها والجهات التي تعمل لها، بل وحتّى البلاد التي تبث منها، ولم تكتفِ هذه القنوات بالتشبيح عبر الشاشات في برامجها المنوعة بل انتقلت إلى داخل الأقبية والسراديب الأمنية واستغلت توق السجناء المعذبين إلى نيل حريتهم فأغرتهم بالإفراج عنهم مقابل الإدلاء باعترافات معينة أو تبني عمليات إرهابية وتآمرية!. ليس هذا فحسب، بل انتقلت إلى الشارع فأصبحت تتجول في الطرقات -في حمص مثلاً-  بصحبة جيش من جنود النظام وشبيحته المدججين بالسلاح، فيرهبون المارة، يشتمونهم ويهددونهم بالاعتقال والتعذيب وحتى القتل! إن رفضوا الإدلاء بالتصريحات المعدة مسبقًا في أفرع الأمن والتي تعكس وجهة نظر النظام وتعزز أكاذيبه!
أية حرية لعينة تلك التي يبتغيها «المتفزلكون» لقنوات تبث أبشع العبارات وأقذر الألفاظ في انتهاك صارخ لكل المواثيق والأخلاقيات الإعلامية، كشتم رئيس دولة أخرى في عرضه  أو التشهير بمفكر أو عالم أو داعية ذو تاريخ علمي وديني وتربوي معروف، بل أكثر من ذلك جعلت من نفسها منبرًا للنيل من المقدسات والكفر بالدين وسب الخالق -عز وجل- في مشهد متكرر بات معهودًا على شاشاتها، فيخرج بعضهم معلنًا كفره بالله ودينه وإيمانه ببشار ربًا والبعث دينًا! ويخرج آخر ليتحدى الخالق في قدرته على إزاحة بشار، وآخر يربط قيام يوم القيامة بسقوط نظام الأسد، ويخرج ثالث يدعو إلى إسقاط فريضة الحج لكونها تؤدى في المملكة العربية السعودية! ناهيكم عن الألفاظ القذرة التي يتلفظ بها «مفكرون» (متأسلمون) كاتهامات شخصيات دينية وإعلامية وسياسية معروفة بالشذوذ الجنسي مدعومة -تلك الاتهامات- بأيمان غليظة وبفلاشات لا يعلم محتواها إلا الله!!
لا حريّة إذن في إيذاء أيّ شخص أو جهة جسديًا أو نفسيًا (معنويًا) .. لا حريّة للشخص نفسه في إيذاء نفسه! كتعاطي المخدرات مثلًا أو إقدامه على الانتحار والتخلص من حياته!
كذلك لا حرية للحاكم في التصرف بحسب أهوائه ومزاجه دون اتخاذ إجراءات الديمقراطية والشورى اللازمة تحت أي ذريعة..
وأخيرًا لا حريّة لهذه القنوات المريضة والتي تخوّننا وتسيء لأرواح شهدائنا وتضحك على مشاهد أطفالنا المذبوحين وعلى صور أحيائنا وبيوتنا المدمرة، لا حرية لمن يخوّن الشرفاء الأحرار وينزه القتلة والمجرمين، لا حرية لمن يكذب بالزمان والمكان والوقائع!
كيف تكون الحريّة لهؤلاء المضلّلين الذين يزورون حقيقة ما يجري من قتل وتدمير وخراب في البلاد ..
لا حريّة لقنوات شعارها دائمًا «سوريا بخير» وسوريا في الحقيقة تنزف الدماء كلّ ثانية، ونظامها يقتل فيها كل خير..!

يمكنكم متابعة هذه المقالة على موقع عنب بلدي على هذا الرابط.


View Original

tareqnouman: 4_1_~1

Intidar Blog: България обяви война на Франция

$
0
0
  ВОЙНА! БРАТЯ, НА ОРЪЖИЕ! НАПРЕД КЪМ ПАРИЖ! Прецакаха ни през 1919та но сега е време за разплата! И кой друг ще ни поведе по-добре от върховния главнокомандващ на българските въоръжени сили, президентът Росен Плевнелиев! Следвайки светлия му пример от трибуните, аз официално обявявам собствената си мобилизация и чинно чакам да ми се зачисли автомат, …

Continue reading »


View Original

المُندسّة السورية: الجيش السوري الحر: من النظرة الدوغمائية إلى التحليل العلمي

$
0
0

 

عندما نريد تحديد موقف من حالة أو ظاهرة ما في المجتمع، فإن علينا دراسة وتحليل الظروف التي أوجدتها، ماهية هذه الظروف، تكوينها، تنظيمها، وعلاقاتها وتفاعلاتها مع الواقع، أي أن يكون لدينا إدراك وفهم لذاتها، وفهم لعلاقتها مع الواقع.
ولكي نحدد موقفا من “ظاهرة” الجيش الحر، يجب أن نفهم الظروف التي أوجدته، ثم ماهية هذا الجيش وطبيعته وتكوينه، ومن ثم علاقته مع الواقع الذي أفرزه، وعلاقاته وارتباطاته عموما.
بداية، يمكننا أن نشير إلى حقيقة تغطية وسائل الإعلام للشأن السوري، حيث يعمل “طرفين” هما الأبرز، فمن جهة نجد الإعلام السوري الرسمي وقناة الدنيا وعدد من الوسائل الإعلامية الأخرى المؤيدة للنظام، ومن جهة أخرى يبرز الإعلام الخليجي والغربي، وعلى وجه التحديد تبرز قناتي الجزيرة والعربية، ومن المؤكد أن هذين “الطرفين” تابعين لأنظمة معينة وبالتالي مرتبطين بخلفية سياسية تعبر عن هذه النظم، وهكذا فإن هذا الإعلام بطرفيه لا يمكن أن يكون موضوعيا لكي نعتمد عليه في استقاء المعلومات وفهم الحقائق، فمصالح وحسابات وسائل الاعلام تلك تبعاً لارتباطاتها السياسية تجعلها تصوّر الأحداث بطريقة محددة تخدم مصالحها، مهما ادّعت من موضوعية.
وبالتالي، لا بد من استقاء المعلومات والحصول على المعطيات من الواقع مباشرة عبر أساليب موثوقة. وأنا هنا أستقي المعلومات والمعطيات من أرض الواقع عبر ناشطين وأصدقاء وتقارير ومشاهدات وتجارب شخصية لهؤلاء ومدعما بالكثير مما هو موثّق.

الجيش السوري الحر
ظروف نشأته:

كان الضابط عبد الرزاق طلاس هو أول المنشقين عن جيش النظام بتاريخ 7 حزيران 2011، وفي تسجيل مصور أعلن عن أسباب انشقاقه وهي ممارسات الجيش الغير إنسانية ومشاهداته لقمع مظاهرات درعا بالرصاص الحي ومجازر قرى درعا مثل أنخل وأزرع وجاسم التي ارتكبها الجيش. إذن كان انشقاقه نتيجة لرفضه المشاركة في القتل وارتكاب المجازر، ولأجل حماية المواطنين والوطن كما قال. ومع استمرار قمع المظاهرات السلمية بالرصاص والقتل وارتكاب المجازر، توالت الانشقاقات عن الجيش وبدأت تتشكل مجموعات وكتائب من المنشقين. ولا شك أن كل من يقرر الانشقاق عن الجيش يضع نفسه مباشرة تحت خطر فقدان حياته وحياة عائلته لعلمه المسبق بردة فعل النظام تجاههم. فالانشقاق كان نتيجة طبيعية لعنف ووحشية النظام تجاه المواطنين، حيث أن أفراد الجيش هم أبناء من ترتكب المجازر بحقهم قبل أي شيء آخر. وكونهم أبناء هذا المجتمع المنتفض، وكون النظام تعامل بوحشية بالغة تجاه هذا المجتمع، وكونه لم يكن أمام المنشقين سوى الهرب خارج سوريا أو حمل السلاح، أدى كل ذلك إلى الانشقاقات وتشكيل مجموعات وكتائب، أطلق عليها لاحقا اسم “الجيش السوري الحر”. فالظروف المادية التي أوجدته هي من صنع النظام ذاته.

تكوينه:
كما أشرنا، فالجيش الحر هو في الأصل عبارة عن منشقين من أبناء القرى والمدن المنتفضة والتي يقمع ويقتل أهلها وتقصف على رؤوسهم. هؤلاء المنشقين بغالبيتهم الساحقة هم من أبناء الطبقات المفقرة، ومن مختلف الأديان والطوائف وإن اختلفت النسب كنتيجة طبيعية لاختلاف أحجام الطوائف في سوريا من جهة، ولأسباب تتعلق بسياسات النظام وطبيعته القمعية وبنية الجيش الذي جعل النظام غالبية كبار ضباطه من الطائفة العلوية محاولاً تثبيت سيطرته الطبقية بأدوات طائفية، من جهة ثانية. فالمنشقين هم بغالبيتهم أبناء الأحياء الفقيرة والأرياف المهمشة والتي هي الأكثر تظاهرا والتي تواجه النصيب الأكبر من القمع وإجرام النظام.
وكنتيجة طبيعية فرضها عنف النظام، لجئ جزء من أبناء تلك المناطق إلى الانضمام لصفوف مجموعات الجيش الحر وحمل السلاح دفاعا عن أهلهم ومناطقهم ودفاعاً عن المظاهرات السلمية التي ما لبثت تخرج وبكثافة حتى هذا اليوم، حيث أن هنالك فهم ثوري متميز لدى السوريين المنتفضين والمسلحين في الجيش الحر، يتعلق هذا الفهم بتكامل الطابعين السلمي والمسلح في الثورة، فالأول يعبر عن طابع الثورة السلمي الذي بدأ مع آذار 2011 ولا زال مستمرا حتى اليوم، والثاني يعبر عن حالة فرضها الواقع وتحديدا عنف النظام.
هنالك سلفيين حملوا السلاح في بعض كتائب الجيش الحر أو في كتائب منفصلة عنه، لكن بعض التكفيريين الأكثر تعصبا والذين يصح تسميتهم بالإرهابيين شكلوا كتائبهم المنفصلة، مثال على ذلك “جبهة النصرة في بلاد الشام” و”كتائب أحرار الشام”. وربما من المفيد هنا ذكر حدوث مشاكل واختلافات بين السلفيين والجيش الحر في أكثر من مكان مثل تصادم حدث منذ فترة وجيزة في حي الميدان الدمشقي على اثر رفع السلفيين لأعلامهم السوداء. ويسعى أصحاب المشاريع السياسية إلى استغلال الجيش الحر إما بالانضمام إليه ولعب دور من داخله، أو بمحاربته.
ومن المعلوم أن الكثير من الكتائب تسمى بأسماء دينية، وهذا يعود غالبا إلى طبيعة المجتمع السوري المتدين والإرث الثقافي الإسلامي، لكن يمكن ملاحظة تسميات شاذة لبعض مجموعات الجيش الحر وتعبر عن عقيدة طائفية يبثها بعض الممولين القابعين في الخارج، لكن الخطاب الطائفي بقي بعيداً عن خطاب الثورة العلني والواضح والمباشر الذي يشهر أهداف الثورة على أنها تتجه لإقامة دولة مدنية ديمقراطية لجميع السوريين، لذلك يبقى هذا النوع “الطائفي” من الكتائب المقاتلة قليل ومحصور بأصحاب توجه سلفي أو ذو وعي سياسي شبه معدوم، لذلك هي لا تعبّر حقيقة عن الجيش الحر، وتعميم الجزء على الكل هو بمثابة تحريف للحقيقة.
باختصار شديد، و بما أن الجيش الحر هو من أبناء هذا المجتمع بطبقاته الفقيرة والمتوسطة، فهو يشبهها بتكوينها وأخلاقها وبخلفياتها السياسية وتنوعها، ففيه المتديّن العادي والمتعصّب كما فيه العلماني، وفيه السّني والدرزي والعلوي والمسيحي والعربي والكردي… فهو صورة عن المجتمع المنتفض.

تنظيمه:

كان من الصعب لا بل من المستحيل تشكيل هيكلية تنظيمية للجيش الحر وتوحيد المجموعات المنشقة فيه، ويرتبط ذلك بعنف النظام الكبير الذي طال معظم مناطق سوريا، وبالتالي حصول انشقاقات عن الجيش في مناطق متعددة ومتفرقة تفصلها مسافات شاسعة، ولأن قبضة النظام الأمنية قوية واستثنائية، ونتيجة الحصار الذي فرض على مدن مختلفة، إضافة إلى صعوبات الاتصال البالغة بسبب مراقبة وقطع وسائل الاتصال وعدم توفّر أجهزة اتصال حديثة، وإضافة إلى انهماك المجموعات المنشقة بنشاطها المسلح… لذلك يمكن اعتبار “الجيش الحر” تعبير هلامي يطلق تلقائيا على مجموعات المنشقين المنتشرة والمتفرقة هنا وهناك.
رغم ذلك فقد حصل تقدم نسبي على صعيد التنظيم في الفترة الأخيرة، نتيجة ضعف وإرهاق وتفكك المؤسسات الأمنية من جهة، ونتيجة تعاظم قوة مجموعات الجيش الحر حجما وعددا وانتشارا، فتصاعدت جهود هذه المجموعات في تنظيم نفسها وعملها في المناطق السورية الثائرة، فتشكلت مجالس عسكرية على صعيد المحافظات. لكن رغم ذلك يبقى الجيش الحر بدون هيكلية تنظيمية حقيقية أو تنظيم جامع لكل المجموعات المنشقة، وهذا ما يجعله بعيدا عن أية مشاريع سياسية يقال أنه ينفذها.
العقيد رياض الأسعد المتواجد في تركيا والذي يُعد قائدا للجيش الحر يواجه حالة استياء ورفض من مجموعات من الجيش الحر بالداخل، فقيادة الجيش الحر في الداخل التي تشكلت مؤخرا قد حملت على الأسعد وقالت أن قيادة الداخل هي وحدها من يحق له إصدار البيانات واتخاذ القرارات باسم الجيش الحر، وأن من “أراد التكلم باسم الجيش الحر فليتوجه إلى أرض الميدان، وليكن على أرض المعركة وليس في الإعلام”، وقال إن رياض الأسعد “لا يمثل إلا نفسه”، وقال إن “أولادنا” هم الذين يذبحون، لا أطفال الذين يقيمون في الفنادق والمخيمات”. لذلك، لا يجوز إطلاقا اعتبار أن “الجيش الحر” تابع لرياض الأسعد ومرتبط كما ارتباطات رياض الأسعد.

علاقته مع المجتمع السوري:

كما تُبين تصاريح وبيانات الجيش الحر، بشكل عام يمكن ملاحظة خطاب وطني جامع وانعدام للخطاب الطائفي، بل الكثير منها أكدت على نبذ الطائفية، فهو ابن هذا المجتمع المنتفض الذي رفض الانجرار إلى الطائفية. وفي دير الزور مثال واضح على مستوى الوعي والحس الوطني الذي يتحلى به الجيش الحر، فالمجلس العسكري في دير الزور أصدر قوانين على أفراد الجيش الحر أذكر بعضا منها: 1-يمنع التعرّض لأي عسكري إلا في حالات الدفاع والاشتباكات 2-يمنع إقامة حواجز للجيش الحر والتضييق على أحد؛ 3-يمنع قتل مخبر للنظام، بل إن تم الإمساك به يتم معاقبته ضربا وتسليمه إلى أهله؛ 4-يمنع التعرّض للعلويين في دير الزور؛ 5-على أفراد الجيش الحر العمل (حصاد، بناء، شراء وبيع…) وعدم طلب مساعدات من الأهالي؛ 6-عدم قبول أي شخص بالجيش الحر إلا العسكريين المنشقين أو من خدم في الجيش مطلوب ومطارد. وقد قام الجيش الحر في “موحسن” في دير الزور بحصاد القمح والشعير في مزرعة تابعة للدولة في منطقة البوليل تجنبا من حرقها من قبل الأمن والشبيحة كعادتهم، وقاموا بتوزيع الإنتاج على الفقراء والمحتاجين في المنطقة.
في المدن التي تتم محاصرتها يعمل الجيش الحر على تأمين الحاجات الأساسية للأهالي، من أدوية وطعام ومياه، وفي حالات القصف والمجازر يعمل على إنقاذ المصابين والمهدمة بيوتهم ويقوم بحماية المدن والأحياء والقرى بإمكانياته المتواضعة. لذلك نجد إلتفافا شعبيا كبيرا حوله في تلك المناطق، ونجد في المظاهرات اليومية شعارات مؤيدية وداعمة للجيش الحر.
من ناحية أخرى، نسمع إنتقادات من قبل الأهالي ومعارضين وناشطين لممارسات يقوم بها الجيش الحر، وهنا لا أشمل كل مجموعات الجيش الحر. ومن غير الممكن نفي وجود هذه الممارسات، فالفوضى الموجودة في سوريا والظروف القاسية، بالإضافة للقمع الشديد خلال عقود حزب البعث المسيطر على المجتمع، لا بد أن تنعكس على المجتمع وعلى ثورته (وكيف تكون الثورة نظيفة، وهي التي تخرج من أحشاء الحاضر مُتّسخة به، وتهدمه وتغتسل بوعدٍ أنّ الإنسان جميلٌ حراً؟ – مهدي عامل، الثقافة والثورة). أضف إلى ذلك استغلال بعض الأصوليين الإسلاميين وجود الجيش الحر لممارسة أفكارهم، كما أن هنالك مجموعات من هؤلاء تدعي انتمائها إلى الجيش الحر لتمارس ما تمارسه، محتمية بشرعية شعبية للجيش الحر.

علاقته مع الخارج:

رغم أن معظم السلاح هو من الداخل (سلاح المنشقين، غنائم، شراء…)، لكننا دائما ما نسمع دعوات تطالب بدعم وتسليح الجيش الحر. منذ ظهور الجيش الحر كانت علاقته غير وثيقة الصلة مع المجلس الوطني السوري، ولازالت حتى اليوم بل وزادت حدة، فالمجلس الوطني تمهّل وتأخّر كثيرا حتى “رضي” مرغما تحت الضغط الشعبي بالاعتراف بالجيش الحر، سعيا للحفاظ على شرعيته المتبقية عند الشعب السوري. ورغم الاعتراف والتواصل لم تتوطد العلاقة بحيث يصبح الجيش الحر هو الذراع المسلح للمجلس الوطني على ما تدعي بعض وسائل الإعلام وبعض المعارضين، وعبّر الجيش الحر في الكثير من الأحيان عن ذلك كما عبّر عنه الشارع المنتفض مرارا وتكرارا، ومن الشعارات المشهورة في هذا الخصوص: “يسقط نزلاء الفنادق .. يحيا ثوار الخنادق”. وكما ذكرت سابقا، فقد “أسقطت” قيادة الجيش الحر في الداخل العقيد رياض الأسعد المتواجد في تركيا من حساباتها، وهو ما يذكرنا “بسقوط” المجلس الوطني شعبيا أيضاً. وفي المواقف الدولية الغربية نرى عدم وجود أي نيّة لتسليح الجيش الحر، ومصالح وحسابات تلك الدول توضح هذا الموقف، فهي لا ترى أنها ستجني مكسب سياسي حقيقي مقابل التسليح. وقد صرّح الضابط الأكبر في الجيش الأميركي “دمبسي” باعتقادهم أن المعارضة المسلّحة مرتبطة بالقاعدة، ما يشير إلى شكوك الولايات المتحدة حول ولاء الجيش الحر لها في حال دعمها له، فهي تريد جهة تثق بها لتدعها، ولا تجد ذلك في الجيش الحر. كما أنه لا شيء يضمن لها “توقف التاريخ” في سوريا بعد سقوط الأسد وسلطته وتشكيل السلطة التي تودّها، والتجربة المصرية توضح عدم نجاحها في الالتفاف على الثورة عبر تشكيل سلطة جديدة، فالشارع لازال منتفضا. ودول الخليج، وتحديدا السعودية وقطر، رغم تأييدهما الإعلامي للثورة السورية ولدعم الجيش الحر، فهم في الواقع لم يدعموه، وهذا يشير إلى تخوفات شبيهة بتخوفات أميركا، إضافة إلى خوفها من امتداد الثورة نحوها بعد سقوط النظام. فقد أصدرت وزارة الداخلية السعودية بتاريخ 28-5 أوامر أمنية مشددة بوقف حملات التبرع للشعب السوري والجيش الحر، وأخذت تعهدات خطية من القائمين على الحملات بعدم جمع أي تبرعات لسوريا، تحت طائلة المعاقبة.
إن طابع الجيش الحر الشعبي واستقلاليته عن سيطرة المجلس الوطني هو أمر مقلق جدا لهذا المجلس كما للدول الامبريالية وللأنظمة الخليجية.

ـــــــــــــــــــــــ
نقد ذاتي:
كنت منذ بداية الثورة السورية وحتى فترة وجيزة أؤمن بأن الجانب العسكري من الثورة هو أكثر ماأضرّ بها، وكنت أبني رأيي على معرفة مشوشة ومشوهة عن حقيقة الجيش الحر من ناحية، وأيضا على ما حصل في باباعمرو وغيرها حيث (كما ظننت) أن النظام كان يقصف ويدمر لأجل القضاء على الجيش الحر أو بسبب وجوده هناك على الأقل، وبالتالي كان الجيش الحر سببا للدمار والقتل الذي حلّ في باباعمرو وغيرها… يبقى هذا الكلام صحيح بنسبة معينة ربما، إنما يبدو جليّا أن وجود الجيش الحر أو عدمه ليس سبب الكثير من المجازر والقصف العشوائي اليومي على مدن وقرى مختلفة. فقد ارتكب النظام أبشع المجازر في أماكن لا تواجد فيها للجيش الحر وقد قصف مدنا وقرى بشكل عشوائي وسقط عشرات الشهداء من المدنيين العزل فقط، وقد فعلها قبل وجود الجيش الحر من أساسه. لذلك الجيش الحر ليس هو سبب القصف والتدمير والقتل المجازر.. بل ذلك هو سبب وجود الجيش الحر. والجيش الحر لم يتم فرضه أو تشكيله عبر يد خارجية، بل كانت الظروف هي من فرض نشوئه تشكله، فالواقع تطلّب وجوده ليلعب دورا ما.
ان الثورة السورية هي ثورة شعبية في وجه نظام نهب وأفقر وأذل الشعب، وهي من اجل إسقاطه استخدمت جميع الوسائل الشعبية التي ابتكرتها الثورة خلال أشهر تطورها، لذلك كان السلاح الذي هدف إلى حماية التظاهرات السلمية، كان احد مراحل تطور الثورة، هذه الثورة التي ستستمر بالتطور حتى إسقاط النظام.

حازم عثمان
13-6-2012


View Original

Ardroid | أردرويد: لعبة الطيران الحربية Infinite Sky للأندرويد

$
0
0
Infinite Sky

لعبة الطيران الحربية الرائعة للأندويد

صور اللعبة:



فيديو اللعبة:

Click here to view the embedded video.

تاريخ الإصدار: 8 حزيران 2012

تحميل الإصدار 1.0.1 | الرابط المباشر [ اضغط هنا ] | حجم الملف: 25.64 ميغابايت

QR CODE:

رابط النسخة في متجر غوغل بلاي

logo-app Infinite Sky
Anton Soeharyo
Gratis   star-on-dark-imgstar-on-dark-imgstar-on-dark-imgstar-half-dark-imgstar-off-dark-img
pulsante-google-play-store
pulsante-appbrain
qrcode-app


View Original

المُندسّة السورية: انتبه! جوالك مراقب!

$
0
0

جريدة عنب بلدي – العدد 19 – الأحد – 10-6-2012
ببساطة، كيف تعمل الجوالات؟
الاتصال بالهاتف الجوال يعتمد على الخلايا (أبراج الهاتف الجوال) الموزعة جغرافيًا في أنحاء البلد، وهي عادةً إما أن تكون على شكل أبراج مرتفعة أو تكون على شكل هوائيات ملصقة على أسطح المنازل الكبيرة -وهذه تخفى على كثير من الناس- وبالتالي فإن هذه الخلايا تقوم بعملية (Hand Over) وتعني تسليم المشترك من البرج الحالي إلى البرج الذي يليه دون شعور من المشترك بهذا الانتقال ومع كل انتقال يتم تجديد بياناتك وإعطاء المعلومات.
كيف تقوم الحكومة بمراقبة الجوال؟
عند تشغيل الموبايل، يقوم الجهاز باستشعار أقرب موقع برج لخدمة الهاتف الجوال ومن ثم يعطيه معلومات كاملة عن المشترك (الذي هو أنت) وفقًا لكرت تسجيل الهاتف لدى الشركة، إضافة إلى بيانات عن نوعية الجهاز المستخدم، ورقم وموديل الجهاز، وتاريخ التصنيع …. الخ.
عند وصول هذه البيانات إلى مقسم شركة الجوال، يستطيع هذا المقسم أن يقدم معلومات (للحكومة) عن الموقع القريب منك (البرج) وبالتالي تحديد المنطقة التي أنت فيها والجهة التي أنت فيها عن طريق «البرج» مقدّم الخدمة، ولكن لا يستطيع أن يحدد موقعك بالدقة إلا إذا تم استعمال أجهزة أخرى من مراقبين قريبين من الموقع.
ماذا لو كنت أستخدم أكثر من شريحة وماذا عن الجوالات بشريحتين؟
إذا كنت تستخدم أكثر من شريحة على نفس الموبايل، فإنه بإمكان الأجهزة الأمنية أن تربط بين المعلومات المتعلقة بالشرائح المستخدمة على نفس الهاتف وذلك بسبب معرفتهم لمواصفات الجهاز المستخدم ورقمه. ولذلك فإن أكبر الأخطاء التي يقع بها الشباب الثائر بأن يقوموا بوضع الشريحة المخصصة للثورة في نفس الجهاز الذي يستخدمونه للاتصالات العاديّة، إذ بإمكان الأجهزة الأمنية الربط بين الشريحتين، وبالتالي التعرف على الشريحة المخصصة للثورة.
الجهاز بشريحتين فيه نفس الاختراق الأمني أيضًا حيث تستخدم معلومات الجهاز في كشف الشرائح المخصصة للثورة وبالتالي إكتشاف أماكن الناشطين والتنصت على مكالماتهم وتسجيلها.
قمت بإزالة الشريحة من موبايلي، هل تستطيع المخابرات تحديد مكاني؟
إذا كان موبايلك مفتوحًا، فإن الأجهزة الأمنية قادرة على تحديد مكانك حتى ولو لم يكن فيه شريحة وعند إقفالك لجهازك فإن المعلومة التي تكون في المقسم هي آخر معلومة أقفلت الجهاز عندها. هذه آخر معلومة يستطيع الأمن الحصول عليها عنك عن طريق شبكة الجوال ومن يريد أن يراوغ ويهرب ممن يراقبه يمكنه أن يتوجه إلى جهة ويترك جهازه في مكانه أو يلقيه وهو يعمل، أو يعطيه لمن يتوجه به مشرقًا إذا كان مُغرّبًا.
قمت بإغلاق موبايلي، هل تستطيع المخابرات تحديد مكاني؟
الجواب للأسف هو نعم، فإذا كانت المخابرات تراقبك ولديها معلومات عن موبايلك، يمكنهم تحديد مكانك عن طريق هاتفك المحمول حتى لو كان مغلقًا! إذ إن الجهاز يحتوي على تخزين دائم للكهرباء (لا يمكنك التحكم به) وهذا يحافظ على ذاكرة الجهاز وبرمجته. تقوم الأجهزة الأمنية بإرسال موجات كهرومغناطيسية أو رسائل صوتية معينة تمكنها من تحديد مكان هاتفك وبالتالي مكانك سواءٌ كان موبايلك مفتوحًا أم مغلقًا حيث يحدث تواصل بين الجهاز ومحطات التقوية والإرسال للشركة مقدمة الخدمة، ومن ثم بالجهاز المراد رصده.
هل تتنصت الحكومة على جميع اتصالات المشتركين؟
الجواب هو لا، فهذا غير ممكن، ولكن الحكومة تستطيع التنصت على المكالمات إذا كانت تعرف الرقم المطلوب مراقبته وتستطيع أيضًا مراقبة المكالمات والرسائل التي تهمّها والتي تحتوي على كلمات وألفاظ معينة من قبيل (شبيحة، ثورة، الأسد، إلخ) مثلاً وهذا يتم عن طريق أجهزة فلترة موجودة في غرف المراقبة في شركات الموبايل. تقوم أجهزة الفلترة هذه بفرز المكالمات والرسائل النصية التي تحتوي على كلمات وألفاظ معينة وتمكّن المخابرات من معرفة رقم المتصل وبالتالي يمكنهم استرجاع المكالمات المسجلة في السابق الصادرة والواردة على نفس الرقم.

يمكنكم متابعة هذه المقالة على موقع عنب بلدي على هذا الرابط.


View Original

Ms. Levant: 2nd degree :D

$
0
0
Graduations are much more exciting than weddings! And I'm guessing less stressful :P 
View Original

tareqnouman: حصان طروادة… ثورةٌ خفية في سورية

$
0
0
انتبذت مكاناً قصياً مع فنجاني وعدة الكتابة، أمس؛ لأعمل بهدوء على أحد التحقيقات بشأن بعض الشكاوى المتعلقة بالمواطنين ومشكلاتهم. وفي خضم إبحاري بين التواقيع والمراجعات والتحويلات والطوابع، صُدمت بورقة تدمّر كلَّ ما تمَّ ذكره رسمياً على المعاملات، كُتب عليها: «ترقن لحين النظر»، وورقة أخرى تقول: «توقفت الشكوى عند فلان واختفت». هنا قفزت فكرة خطرة جداً (بتقييم الرقابة)، فاستبعدتها، كي لا أصبح أنا الخطر في نظرهم، ولكنها (أي الفكرة) ألحَّت عليَّ، وإلحاحُ الفكرة لا يُقاوم..
كانت الفكرة حول تعريف الثورة، فطفقت أبحث عن معنى كلمة «ثورة»، لأكتشف أنها تعني باختصار «الانقلاب على القوانين التي وضعها الشارع ضمن أعراف سائدة وفي زمن معين». وهنا طبعاً شعرت بأنَّ لمبة الأفكار المضيئة فوق رأسي تحوَّلت إلى ضوء الخطر على سيارة الإسعاف، خاصةً عند استدراك فكرة الانقلاب على القوانين، التي تختلف عن مخالفة القوانين. فالمخالفة تقع في حقّ كلّ منفّذ للقانون، أما إذا وقعت على يدي المسؤول عن تنفيذ القانون، فهذا يعني انقلاباً على القانون، ما بدوره يعني أنَّ كل شخص مسؤول عن تنفيذ قانون معيّن حين يسمح باختراق هذا القانون يكون قد أثبت تماماً أنه غير مقتنع بجدوى هذا القانون أو بصدقيته، وبالتالي يركنه على الرفوف، إن لم يفرغه من محتواه.
وهذا ما لاحظت ولاحظتم ويلاحظ الجميع أنه يحدث؛ بدءاً من مرسوم منع التدخين، حتى قوانين الاستيراد والتصدير، ومروراً بقوانين حماية المستهلك والأبنية المخالفة وإشغال الأرصفة وتجاوز إشارات المرور الحمراء بدعوى النوافذ السوداء.. حتى وصل الأمر، في إحدى المحافظات، إلى ترك الخاطف يهرب بمن خطف ثم ليقتله. وكان ترك الخاطف بدعوى أنَّ السيارات ينقصها البنزين وأنَّ المخصصات قد نفدت.
المصيبة أنَّ أكثر المشرفين على تنفيذ القانون يقبضون المال الأسود لينقلبوا عليه، وهم بذلك لا يختلفون عن الذين يقبضون المال من الخارج لمخالفة القانون في الداخل بطريقة أو بأخرى. فالسماح بالبناء المخالف، وبالتدخين في الأماكن العامة، وبتمرير الصفقات الفاسدة.. هو انقلاب تام على المراسيم والقوانين، وهو يدلّ تماماً على أنَّ هناك ثورة شبيهة بحصان طروادة، قد تسلَّلت إلى أروقة الأبنية الحكومية قبل طرقات القرى؛ «ثورجيوها» رجال ومديرون ينقلبون على القوانين، ويثورون بصمت على المراسيم لتفرغ من محتواها. وبالتالي، وحسب التعريف واعتماداً على كل ما سبق: الثورجي حالياً يقبع خلف مكتب، ويتقاضى راتباً من الدولة التي يثور عليها.. الثورجي هو كلّ مسؤول عن الانتهاك والانقلاب على المراسيم الجمهورية والقوانين التي قام «بدسّها» في درج مكتبه، وهو كلّ مسؤول عن ارتفاع الأسعار ليبتسم وهو «يدسّ» المال في جيبه جراء انقلابه على القوانين، وهو أيضاً سيكون أوّل المنبطحين والمتزلّفين عند كلّ باب عندما يحين دور إخماد ثورته.


View Original

tareqnouman: عودة النازحين إلى منازلهم

$
0
0

“إصلاح بعضها خير من البدء من جديد.. وخوفنا الوحيد أن نكون دروعاً بشرية “
في غمرة الصراع الدائر بين سياسات لا علم للعامة بها، تنهمر دموع هؤلاء على مستقبل ضائع، أو على حب تاهت أماكن ذكرياته، أو على منزل حملت جدرانه آلاف الصور الذهنية عن اجتماع العائلة ومشكلاتها وابتساماتها، وعن أفراحها وأحزانها. في غمرة هذا الصراع، وبين مسيلات تلك الدموع، ضاعت آمال كثير من أهالي المناطق المنكوبة في العودة إلى منازلهم؛
إلى المكان الذي يحمل ما يحمل من حبّهم وأملهم ومستقبلهم، بعد أن وجدوا أنفسهم، بين رصاصة وصوتها، نازحين إلى مناطق لايعرفون عنها الكثير، ويرتمون بين أمواج تنقَّلت بين الاستغلال والاحتضان.
انتشرت، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، دعوات كثيرة إلى مَن غادروا منازلهم ومناطقهم، للعودة إليها.. دعوات مطمئنة في أغلبها، لكن ردَّ الفعل اتجاهها كان بارداً جداً من قبل بعض النازحين، وقوبلت بالاستجابة السريعة من قبل بعضهم الآخر..
دخلت بلدنا إلى مناطق الأزمات، وإلى المناطق التي انتشر فيها النازحون.
 
¶ في حمص عودة خجولة.. وقلة في الخدمات 
في منطقة الحميدية وما حولها (بستان الديوان، الورشة…) كان حجم الدمار يرقى لندعوه منطقة منكوبة، فالصراع هناك على أشدّه، والمعارك تهدأ حيناً وتشتدُّ حيناً آخر. ولكن، على الرغم من هذا، كان هناك ما يزيد على 350 عائلة أبت أن تترك مسكنها وأحلامها، ورفضت الاستسلام لفكرة أنَّ الدمار أبديّ، وأنَّ ما يحدث هناك سيستمرُّ إلى ما لانهاية، والجميع كانوا متفائلين. يقول أحد أفراد أسرة تقطن هناك: «نعلم تمام العلم أنَّ الوجود هنا خطر على أرواحنا، ولكننا مفعمون بالتفاؤل بأنَّ الأمور ستستقرّ، وأنَّ كلَّ شيء سيكون على ما يرام.. نشعر بأنَّ المستقبل سيكون أفضل، وأنَّ الأمور ستُحلُّ بطريقة سليمة وبفاعلية تضمن سلامتنا جميعاً».. ويكمل، وهو شاب في العشرينات: «أنا طالب في الجامعة. طبعاً خسرت ما خسرت من الوقت والفرص في الدراسة، وكان يمكنني أن أترك أهلي هنا وأرحل إلى دمشق أو حلب لأكمل دراستي هناك، ولكنني آثرت البقاء هنا، لأعيلهم في حال وقع أيّ مكروه». ويشرح الشاب: «لقد كان البناء الذي نسكنه يعجُّ بالسكان، والجميع تقريباً فرُّوا بأرواحهم خوفاً إما على أطفالهم وإما على كلِّ شيء.. أما الآن، فنحيا بسلام مع وقف التنفيذ.. الطعام متوافر، والخدمات جميعها متوافرة، ولانخشى شيئاً هنا سوى الوقت الذي يقع خلاله سوء التفاهم بين الأطراف، ويصبح الرصاص سيّد الموقف، لكننا اعتدنا على هذا».
 الخدمات التي ذكرها الشاب كانت متوافرة بالفعل؛ من تيار كهربائي وماء، ودواء، وكذلك الخضار والمواد الغذائية، ولكن بأوقات محدَّدة، كما تقول إحدى السيدات، التي تعمل على خدمة المواطنين الذين لم ينزحوا، وتوزِّع عليهم حصص المعونات المتوافرة، التي تقدِّمها غالباً منظمة الهلال الأحمر السوري. وتضيف السيدة: «لاأستطيع المغادرة وترك العائلات من دون مساعدة، ولاأستطيع هجرة منزلي وكلّ ذكرياتي، يكفي ما لقيته من حزن حين بدأ السكان بالنزوح خوفاً، وطلباً للأمان».. وتحدَّث السكان كيف أنَّ هذه السيدة تقوم بالتنسيق مع كلِّ مَن يستطيع تقديم المعونات للسكان، ومن ثم توزيع هذه المساعدات على الأهالي.. وتتضمَّن هذه المساعدات: الأدوية، والطعام، وبعض الحاجيات الخاصة التي لايمكن أن توجد بكثرة في تلك المناطق في هذه الظروف.
وعن عودة النازحين قالت: «كلّ يوم هناك عودة للنازحين، منهم مَن يختار الرجوع والبقاء هنا، ومنهم مَن يأتي ليأخذ أثاث المنزل ويستقرَّ في محافظة أخرى»..
إحدى العائلات، التي كانت تنقل أثاث منزلها، أبدت استياءها من الوجود في المنطقة. يقول ربّ العائلة: «رحلت أنا وعائلتي بسبب الدمار والمعارك، ولن أغامر بحياة أحد منهم، استأجرت منزلاً فارغاً، وأنا الآن أنقل أثاث المنزل إليه، وطبعاً هذا لايفرحني، ولكن ليس هناك حلٌّ آخر أمامي، وكنت أتمنَّى لو أنَّ عندي الجرأة التي لدى الأسر الباقية لأبقى»..
يخالفه الرأي ربّ أسرة آخر بقوله: «عدت مع عائلتي بعد أن استقرَّت الأوضاع قليلاً في هذه المنطقة، كنت أتخيَّل أنَّ الموقف، حين عودتي، سيكون خطراً، وأن نكون في خطر دائم، ولكن الآن تغيَّر الوضع على ما أعتقد، والهدوء النسبي عاد.. أما الخدمات، فهي متوافرة هنا، حتى خدمات الإنترنت أصبحت متوافرة في بعض المناطق، والتغطية الخاصة بالخليوي متوافرة.. الإزعاج الوحيد هو صوت الرصاص في الليل، وهذا يمكن التعوُّد عليه». وختم بطريقة التسليم بالأمر: «سعرنا بسعر غيرنا»..
 
¶ عودوا إلينا فنحن ننتظركم
في فسحة هادئة خضراء، تجمَّع كلُّ مَن يرغب في الارتياح من المناظر المثيرة للحزن في شوارع (الحميدية وبستان الديوان).. هذه الفسحة في مدرسة الآباء اليسوعيين، هي أقرب إلى أن تكون قطعة من التكية السليمانية في دمشق؛ بظلّها وهدوئها وحميميتها.. يجتمع فيها السكان والشباب لتدارس أحوال أهل الحي، وتنظيم توزيع المساعدات على السكان، وتأمين طريق العودة للنازحين، ومساعدة الخارجين من المنطقة في وضع أثاثهم في الشاحنات.. في هذا الجو، التقينا الأب ميشيل نعمان أشمندريت، في مطرانية السريان الكاثوليك، المعروفة باسم «الروح القدس»، وهو من أصحاب الأيادي البيضاء، الذين قاموا بتقديم المساعدات الكثيرة التي شهد له بها أهل المناطق المحيطة بمكان عمله. شرح الأب: «النقص في الخدمات والأمان ليس بسبب الأحداث فقط، بل بسبب السكان الذين تركوا أعمالهم وأشغالهم ونزحوا، فالدكاكين مغلقة تماماً، والأسواق فرغت لأنهم رحلوا». وبيَّن الأب ميشيل المصاعب التي حدثت وجعلت 99 % من السكان ينزحون، وكيف سبَّب هذا الأمر ضرراً في البنية الاجتماعية والصحية في البلاد. يقول: «نحن نعيش هنا في خطر، ولكن هذا الخطر كان ليكون أقل لو أنهم لم يرحلوا. نحن بصفتنا مسؤولين ووجهاء، لدينا القدرة على التعامل مع جميع الأطراف ليكونوا حريصين على أرواح الناس هنا»..
عن سبب هذا الفراغ المفاجئ في المنطقة، قال: «كثير من السكان رحلوا، وصار الجميع يخشى على نفسه، خاصة أنَّ أسرة- أو أسرتين- في بناء من خمس طوابق لن تستطيع البقاء، وأبنية كاملة قد فرغت، فمن كان يفضِّل البقاء وجد نفسه وحيداً هنا فاضطرَّ إلى الرحيل، ما أدَّى إلى اتِّساع دائرة المعارك، لخلوّ الشوارع والأبنية».. ويضيف: «هناك مَن يعود، ولكنه يخشى من عدم توافر الاستقرار.. نعمل على زيادة أعداد القادمين والعائدين بكلِّ ما نستطيع.. أنا شخصياً أعمل مع جميع الأطراف هنا لمنع وصول الرصاص إلى المناطق المأهولة حالياً، ونحن ننجح، لأنَّ الأطراف متعاونة بشكل يدعو إلى التفاؤل.. مَن سيعود لن يجد المنطقة كما اعتاد عليها، ولكنه سيسهم في بنائها مرة أخرى.. أنا أحبُّ أهل المنطقة جميعهم، وأريدهم أن يستذكروا المنطقة في أوقات السلم والهناء، وأن يعودوا إليها، لتدبَّ الحياة فيها مرة أخرى.. نحن هنا بحاجة إلى الجميع، فمَن يستطيع العودة يجب أن يعود».. ويؤكِّد الأب أنه لايفرض العودة على أحد، ولكنه مستعدٌّ لتقديم المساعدة في أيِّ وقت، فكثيرون يتَّصلون به ليؤمِّن لهم الدخول إلى المنطقة، وأخذ ما يريدون من أثاث، ثم الخروج منها.. وشرح الأب ميشيل أنه يقوم بكتابة ورقة تبيِّن أنَّ حاملها هو مِن سكان المنطقة، وأنه قد أخذ الأثاث من المنطقة بعلم أهلها، ومعرفتهم، وهذه الورقة ممهورة بالختم والتوقيع، على أمل أن يعود مع أهله ويستقرُّوا، متفائلاً بمستقبل المنطقة وبالهدوء والسلام الذي سيحلُّ بسرعة..
بدوره، يؤكِّد الأب فرانس اليسوعي، في دير الآباء اليسوعيين في حمص، أنَّ الخدمات متوافرة، وإن كان بكميات قليلة نسبياً، منوِّهاً إلى أنَّ رحيل السكان كان سبباً رئيساً في تأزُّم الوضع. وشرح أنَّ النقص في المواد كان بسبب نقص العاملين على تأمينها.
 أما عن عودة النازحين، فالأب فرانس كان له رأيٌ آخر، عبَّر عنه بقوله: «المعارك هدأت، ولكن لاأحد يدري متى يمكن أن تتَّقد شرارة الصراع من جديد، لأني أعتقد أنَّ هناك صراعاً حاسماً على الطريق، وهنا تكمن المسؤولية التي لايمكن لأيٍّ منا تحمُّلها، فأنا لاأستطيع أن أدعو الناس إلى العودة، وأنا نفسي لست قادراً على رسم مستقبل المنطقة، ولن أعد الناس بالأمان المطلق فيما إذا عادوا»..
ما لاحظته «بلدنا» خلال جولتها في تلك المنطقة، أنَّ الوضع بدأ بالانتعاش، فبعض دكاكين البقّالة وأفران الفطائر والمقاهي قد تمَّ افتتاحها مرة أخرى، أما العقبات الوحيدة التي واجهتها «بلدنا»، فكانت كثرة الحواجز الأمنية من جميع الأطراف، والبطاقة الشخصية تعدُّ مِن أهم المقتنيات الإنسانية في تلك المنطقة.
النازحون من المناطق الحمصية إلى دمشق ووادي النضارة، بدوا غير متفائلين بالعودة إلى منازلهم في حمص، ونفوا نيتهم العودة في المستقبل القريب والبعيد، إلا عندما يتمُّ حلُّ الأزمة بشكل كامل بين جميع الأطراف، فالقصف والرصاص، في رأيهم، لايملكان عيوناً، ولايفرِّقان بين طفل وعجوز.. أما عن الفكرة التي طرحها الأب ميشيل نعمان، حول أنَّ الوجود البشري المدني في المدينة سيخفِّف من شدة القصف وإطلاق النار وانتشار الأطراف على الأرض، فقد أيَّد معظم من قابلناهم في دمشق ووادي النضارة هذه الفكرة، شريطة أن تنفَّذ بشكل جماعي منظَّم، وأن تكون هناك تطمينات من الأطراف جميعها بأنَّ المناطق المأهولة بالسكان ستكون آمنة بشكل كامل، لا أن يُستخدم المدنيون كدروع بشرية لأيِّ طرف كان، فهذا الأمر كان أكبر مخاوفهم.
يقول أحد النازحين: «الأطراف المتصارعة على الأرض من مصلحتها الإستراتيجية أن يتمَّ إفراغ المدينة من السكان المدنيين الأبرياء، حتى لايستخدمهم أحد الأطراف كحاميات بشرية لهم ولتحرُّكاتهم، وهذا حقّ كلِّ طرف؛ أن يكشف الطرف الآخر ويعرِّيه من كلِّ ما يمكن أن يحميه ويدعمه.. ولكن، ليس من حقّنا أن نعرِّض أنفسنا إلى الخطر بأيِّ شكل من الأشكال، ولكن في حال كانت العودة جماعية، فالأمر سيختلف تماماً».. ويتابع: «هناك مَن عاد واتَّصل بنا وأخبرنا بأنَّ كلَّ شيء على ما يرام، وهناك مَن ذهب إلى هناك وعاد في حالة من الهستريا والخوف والحزن»..
 
¶ في إدلب.. العودة حميدة إلى بعض المناطق
عائلات كثيرة من قرى إدلب، كانت قد تركت منازلها وأراضيها عند اشتداد الأزمة، والأكثرية العظمى منها قد عادت إلى مناطقها بعد انتهاء المشكلات.. يقول مختار إحدى القرى: «مرَّ وقت على هذه الناحية لم يكن فيها من السكان أكثر من أصابع اليد الواحدة، بعد أن كان سكانها يعدّون بالآلاف.. فباتت تسكنها الأشباح والخراب والقمامة، لذا سعيت، أنا وعدد من الأشخاص الذين ظلّوا هنا ولم يغادروا، إلى التواصل مع النازحين وتقديم التسهيلات، تمهيداً لرجوعهم، وبالفعل بدأت الحياة تدبُّ من جديد، وكان تنظيف المدينة وإصلاح ما تخرَّب فيها من أولويات العائدين، والآن كما ترون عدنا كما كنا، وبدأت ملامح الحضارة تعود إلينا بعد أن رحلت لأشهر، وبدأ العائدون إصلاح منازلهم والتخلُّص من بقايا الصراع، وصيانة المرافق العامة، ما شجَّع الموظفين في البلديات على ممارسة عملهم بشكل كامل، فالحياة البشرية هي ما أعاد المناحية إلى ما كانت عليه، لأنه لو لم يكن هناك سكان لما تجرَّأ عمال النظافة وعمال الصيانة الحكوميون على الدخول إلى المنطقة»..
 سكان المنطقة كانوا مرتاحين جداً بالعودة إلى منازلهم. يقول ربّ إحدى الأسر التي نزحت عن الناحية لأكثر من ثلاثة أشهر: «تكبَّدت الخسائر المالية الكبيرة مقابل إيجارات خيالية للمنازل المفروشة.. بالفعل لاشيء يضاهي الفرحة بالعودة إلى المنزل، وإن كان قد أصابه بعض التخريب والهدم، فإصلاح بعض ما خُرِّب خير من البدء من جديد».. جميع مَن عادوا إلى النواحي والقرى في إدلب كانوا يشتكون من قلة الخدمات التي تقدِّمها البلديات، ومن خوف العمال من العمل في الطرقات، ومِن الإهمال الذي يتعرَّضون إليه من قبل الجهات المعنية بتحسين الوضع المعيشي في نواحيهم، ولكن هذا لم يثنِ الأسر عن العودة، خاصةً أنَّ الخطر الذي تسبَّب في خروجهم قد زال، وهم لايشتكون إلا من الإهمال فقط، كما يقولون، ويدعون الجهات المختصة إلى التساهل في بعض إجراءات الصيانة، وتسهيل مرور سيارات المواد الغذائية والأساسية كالوقود والطحين.. ما لاحظته صحيفة «بلدنا» في زيارتها إلى تلك القرى، أنَّ الحياة طبيعية بشكل مثالي تقريباً، وأنَّ المشكلات أصبحت مشابهة لمشكلات الناس في باقي المناطق الآمنة في سورية. والتقينا عدداً من العائدين الذين أرادوا أن يعود باقي النازحين إلى منازلهم من دون خوف، فالجميع هنا متعاونون، وما ينقص الفرد تأمينه مسؤولية الجميع، والتكاتف سيّد الموقف في تلك القرى.. يقول أحدهم: «عدت منذ شهر تقريباً، ووجدت أنَّ منزلي قد تعرَّض إلى النهب والتكسير والانتهاك بكلِّ ما تحمل الكلمة من معنى، ولكن ما واساني أنَّ الجميع لم يتجاهلوا المصيبة التي أصابتني؛ فبعضهم أعطوني الفرش، وآخرون تبرَّعوا بأواني المطبخ، وآخرون بالمال لأصلح الجدران والسقف.. وهكذا وقفت على قدمي أنا وأسرتي بعد أن كنّا مشرَّدين من منزل إلى منزل، ومن مدينة إلى مدينة.. أنصح الجميع بالرجوع، فهناك ما يقارب عشر أسر مازالت تخشى من العودة، وهذا أمر طبيعي، فما حدث لايمكن أن يتمَّ نسيانه أو تجاهله، والخوف الذي تملَّكنا مازال يحمل آثاره في ذاكرتنا»..
 الجميع في إدلب، ممن قابلناهم، كانوا قد أكَّدوا وأصرُّوا على أنَّ أكثر عمل أسهم في زيادة التخريب وزيادة السرقات واستباحة القرى، كان نزوح الأهالي، ما جعل الأطراف حرَّة في التصرُّف بالقرى كما تريد، من دون حساب لبشر أو حجر.
النازحون من إدلب إلى دمشق أبدوا عدم رغبتهم في العودة إلى أن يحلَّ الأمان بشكل كامل، وكان دأبهم دأب أقرانهم من حمص؛ فهم لايريدون المخاطرة ولا حتى بقطرة دم، ولسان حالهم يقول: «المال يمكن أن يضيع ويُعوَّض، أما الروح فلايمكن تعويضها أو التفريط فيها أبداً»..
حجم الدمار في العمران في مناطق إدلب كان أقل مما شاهدناه في حمص، ربما لأنَّ تلك القرى كانت تعتمد على الأبنية الأرضية بشكل كثيف، ولايوجد كثير من الأبنية الطابقية فيها، وبالتالي الخسائر يمكن القول إنها أقل بشكل عام من الخسائر في حمص، والخطورة أصبحت شبه معدومة في كثير من القرى، وما نقصده هنا «خطورة المواجهات بين الأطراف».. أما عن باقي مشاهد الأزمة، فهي واضحة بشكل جلي على الجدران، وعلى الشوارع، وفي المظاهرات الليلية التي لاتستمرُّ أكثر من دقائق، ولاتشكِّل خطراً على السكان بشكل عام، كما قال قاطنو تلك المناطق..
 
Image ¶ حماة: نزحنا ثم عدنا ثم نزحنا ثم عدنا
في حماة، كانت بعض القرى تعاني من مشكلة النزوح، والمناطق المتبقّية استطاعت أن تصمد تحت شدة الصراع. يقول أهالي إحدى القرى: «خرجنا عندما احتدم الصراع وصار الرصاص هو الآمر والناهي ليل نهار.. ندرك أنَّ خروجنا من المنطقة يعني أنه يمكن أن نعود ولانجد شيئاً مما تركناه خلفنا».. وهذا ما حدث فعلاً لكثيرين، حيث يؤكِّد أحد الوجهاء: «سُرقت المنازل ونُهبت الأراضي وصارت البيوت محطات استراحة للقاصي والداني.. استُبيحت القرية بشكل كامل، ولكن الأمور الآن على أحسن ما يرام، والناس يعودون بشكل مستمرّ إلينا، والحالة استقرَّت، فالخدمات الصحية والمعيشية بدأت بالعودة والظهور في المنطقة، وعمال النظافة والصيانة الحكوميون يعملون ليل نهار لتأمين البيئة الصحية السليمة والمناسبة لعودة جميع النازحين، وهم يعودون الآن»..
قرى ريف حماة تحتاج إلى الكثير من الخدمات الناقصة، من كهرباء وماء، كما أصبحت بعض بناها التحتية معدومة تماماً، والناس هناك يقومون بإصلاح ما يستطيعون إصلاحه على نفقتهم الشخصية.. أما النازحون إلى دمشق، فالأغلبية الساحقة منهم، ممن قابلناهم، أكَّدوا أنهم يحضِّرون أنفسهم للعودة بعد انتهاء العام الدراسي، وأنَّ ما يُبقيهم في دمشق هو فقط التزامهم بأبنائهم ودراستهم، ولولا ذلك لكانت عودتهم اليوم قبل الغد»..
فوجئنا خلال لقاءاتنا مع النازحين، أنَّ هناك مَن مرَّ في معاناة غريبة من نوعها. تقول إحدى النازحات: «أنا من الناس الذين نزحوا مع بداية الأحداث، وعندما شعرت بأنها هدأت عدت إلى منزلي، ثم نزحت إلى دمشق عندما ساءت الأمور مرة أخرى، وأنا أنتظر بفارغ الصبر العودة إلى منزلي وأهلي وصديقاتي، ولست الوحيدة التي عانيت من هذه الرحلات المكوكية من نزوح وعودة، فأكثر من عشر عائلات أعرفها تمام المعرفة قد كابدت هذه العذابات»..
 
ما لاحظته «بلدنا» في تجوالها في كثير من المناطق المتأزِّمة، كميات التفاؤل الخارجة عن المألوف، فرغم الدمار والموت الذي تنتشر رائحته في كثير من الطرقات، مترافقة مع روائح القمامة التي لم يتمّ جرفها منذ أشهر كثيرة، ما اضطرَّ الأهالي إلى التخلُّص منها بالحرق أو بنقلها بالسيارات إلى أماكن أبعد.. على الرغم من كلِّ هذا، وجد السكان مساحات للفرح، واستطاعوا بناء الحياة من جديد، وتأمين العودة السالمة السليمة لكلِّ مَن يرغب فيها من المواطنين النازحين..



View Original

Intidar Blog: Горите ухаят на мутри и странни закони

$
0
0
Прекрасните български гори вече не ухаят на зелено, а на бензин от скъпи джипове и мастило от току – що подписани лобистки закони. Нека ви покажа няколко скрийншота направени между 23:00 и 00:00 ч., а след това ще продължа: Това са заглавните страници на сайтовете на най-гледаните телевизии – БНТ, bTV, НОВА и TV7. Няма …

Continue reading »


View Original

كبـريـت | Kebreet: إستراتيجية العصيان – لمحة تاريخية, أهداف مبدئية

$
0
0

نورس مجيد
———————

مقدمة:

“‎كذلك الطغاة … كلما موّناهم وخدمناهم زادوا جرأة واستقووا .. فإن أمسكنا عن تموينهم ورجعنا عن طاعتهم صاروا، بلا حرب ولا ضرب، عرايا مكسورين لا شبيه لهم بشيء إلا أن يكون فرعاً عدمت جذوره الماء والغذاء فجف وذوى”  أتين دي لابويسيه –العبودية المختارة،  عام 1577.

يعرف العصيان المدني بأنه وسيلة صراع فعالة ضد الظلم، تستخدم قوة رفض الطاعة والالتزام بعدم التعاون على مستوى شعبي لتعرية المستبد وإجباره على التراجع عن ظلمه.


هذه الوسيلة كانت وماتزال رديفاً للتغيير الاجتماعي والسياسي في كل دول العالم، فقد نجحت في الإطاحة بحكومات مستبدة، وأعاقت تقدم جيوش جرارة، وحققت الاستقلال لبلدان، وغيرت قوانين كانت تنتهك حقوق الإنسان، البعض منها حقق نجاحات خاطفة وسريعة، وبعضها الآخر بدأ ببطء وتصاعدت وتيرته مع الزمن. منها ما نجح في تحقيق أهدافه دون إراقة للدماء، ومنها ما اضطر لبذل تضحيات بشرية ولكنها لا تقارن إطلاقاً بضحايا النزاعات المسلحة.


لمحة تاريخية:

لا يرتبط تاريخ العصيان المدني بثقافة بعينها، فقد طبقته مختلف الشعوب والثقافات والأديان منذ مراحل مبكرة جداً في التاريخ وصولاً إلى تاريخنا الحديث.


شهد القرن المنصرم نجاحات كبيرة لأساليب المقاومة المدنية التي تزايدت فعاليتها وتواترها بشكل تدريجي مع الزمن، لكن أهم تطور تمثل في تحول ما كان في السابق خطاباً أخلاقياً، إلى إستراتيجية نضال متكاملة، اعتبرها البعض أداة لها كل مقومات السلاح الذي يمكن للشعوب استخدامها في مقارعة الظلم المفرط للحكومات.


نجحت أساليب المقاومة المدنية في روسيا (1905)، وألمانيا (1923)، والهند (1930)، والدنمارك (1944)، السلفادور (1944)، الولايات المتحدة (1955)، إيران (1977-1979)، بولندة (1980)، الأرجنتين (1982)، التشيلي (1983)، الفلبين (1986)، جنوب أفريقيا (1983)، التشيك وإستونيا ولاتفيا ولتوانيا (1988-1989)، صربيا (1999-2000)، مدغشقر (2002) وأوكرانيا (2004) ، ونيبال (2006)، بالإضافة إلى العشرات من الثورات والنزاعات الأخرى في التاريخ القديم والحديث.


حقائق وأرقام أثبتتها عدد من الإحصاءات والدراسات الحديثة:

  • لم يسبق لثورة سلمية في التاريخ التزمت العصيان المدني وشارك فيها أكثر من 12 بالمئة من المواطنين أن خسرت مواجهتها مع أي نظام.


  • معدلات نجاح ثورات المقاومة المدنية في التاريخ بلغت 52 بالمئة، وهي ضعفي نسبة نجاح الثورات المسلحة التي بلغت 28 بالمئة فقط.


  • في مواجهة الأنظمة الشديدة الإجرامية والقمع لم تتجاوز نسبة نجاح الثورات المسلحة 20 بالمئة، بينما نجحت الثورات التي التزمت أساليب العصيان المدني في مواجهة هذا القمع بمعدل 46 بالمئة.


  • شكل النظام ودرجة القمع التي يمارسها غير مرتبط بنجاح المقاومة المدنية، وأن العامل الأساسي هو قدرة الجماهير على التنظيم والتكيف وتغيير التكتيكات المستخدمة.


  • فرص تقديم تنازلات من قبل النظام أعلى بـ 12 مرة في المقاومة المدنية منها في المقاومة المسلّحة.


  • هناك ارتباط وثيق جداً بين الأسلوب الذي تتبعه الشعوب في النضال وشكل النظام الذي يلي الثورة. فخلال العقود الثلاثة الماضية، من بين 67 ثورة سلمية حققت خمسون ثورة انتقالاً إلى الديمقراطية، ومن بين 20 ثورة مسلحة، أربع  ثورات فقط حققت هذه النتيجة والبقية كلها تعثّرت. أكدت دراسة أوسع شملت 323 ثورة، أن احتمالية الانتقال إلى الديمقراطية بعد الثورات المسلحة يكاد ينخفض إلى 4  بالمئة فقط.


  • متوسط عمر الثورات التي انتهجت أساليب العصيان المدني في التاريخ هو ثلاث سنوات، بينما يبلغ متوسط عمر الثورات المسلحة تسع سنوات.


الثورة السورية والمقاومة المدنية

  • أوصلت المقاومة المدنية القضية السورية إلى كل بيت في العالم وأدانت النظام في كل المحافل الدولية وحققت نسب من المشاركة الشعبية ربما لا تضاهيها أي ثورة في التاريخ، نجحت في الاستمرار إلى اليوم على الرغم من كل القمع والقتل، كل هذا تم تحقيقه دون وجود إدارة سياسية موحدة، ودون تنظيم يذكر.


  • النظام السوري كان مستعداً منذ البداية لقمع التظاهرات الشعبية وتبدو قدرته عالية على قمع المقاومة المسلحة، لكنه غير مستعد إطلاقاً للتعامل مع أساليب العصيان المدني.


  • مهما بدا النظام متماسكاً إلا أنه يعتمد بشكل يومي على مؤسسات الدولة التي توفر لأجهزته القمعية الموارد المالية واللوجستية والإعلامية، والتي تعتمد في استمراريتها على أفراد جزء كبير منهم موالون للثورة بشكل غير معلن ولكنهم لم يجدوا الفرصة بعد أو الإطار الذي يسمح لهم بالمشاركة من موقع عملهم.


  • مازالت عوائد مؤسسات الدولة من مالية وخدمات وطاقة ومياه وغيرها، وموارد المعامل الكبرى، والشركات الموالية، تصب في خزينة الدولة وجزء كبير منها يرصد لتمويل المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية التي يستخدمها النظام في قمع شعبه.


  • سمحت نشاطات العصيان المدني حتى اليوم بمشاركة شريحة كبيرة ومتنوعة من الجماهير في سوريا بنسب متفاوتة من الخطورة وفقاً لقدرة الشخص وإمكاناته، هذه الشريحة شملت النساء والرجال والأطفال والمسنين من مختلف الأعمار والانتماءات.


  • أفرزت الإضرابات الأولى في الثورة السورية أشكالاً رائعة من التكافل الاجتماعي من شأنها أن تمهد الطريق، في حال تم تطويرها، لبناء مجتمع مدني يعزز الاستقرار والسلم الأهلي بعد سقوط النظام.

ملاحظات هامة جداً

  • الإضرابات وأساليب العصيان المدني تعتبر عملاً تراكمياً، ولا يجب أن ننتظر منها بأي حال إسقاط النظام مباشرة، فهي يسعى لزيادة الانتشار بشكل أفقي وصولاً إلى غاية تقويض دعامات للنظام وفك ارتباطه بكبار التجار الموالين، تمهيداً لإسقاطه.


  • تضع هذه الإستراتيجية في اعتبارها المصاعب التي يواجهها العمال السوريون الذي يعملون باليومية، وتقترح حلاً مستداماً لهذه العقبة يمهد الطريق أمام اكتفاء ذاتي بعيداً عن مؤسسات النظام والشركات الموالية له.


  • النتائج السلبية لنشاطات العصيان المدني محدودة جداً، ومن خلال هذه الخطة يمكن الحؤول دون وقوع أضرار مادية أو التعويض عنها في حال حدوثها (citation needed).


  • تشير التجارب السابقة إلى دعم جميع القوى السياسية للإضرابات بغض النظر عن خلافاتها وتوجهاتها وهو ما قد يسهم في توحيد هذه الأطياف تحت شعار يقبله الجميع وهو دعم المقاومة المدنية.


  • ستضع الإضرابات أعباء مركبة على أجهزة الدولة والاقتصاد والعملة السورية، لذلك سيحاول النظام في البداية قمعها بشكل مفرط، وهو ما يجب الاستعداد له مسبقاً، وهو ما سيؤكد بدوره على قوة هذه الأداة وأثرها.

أهداف عامة

  • توسيع الشريحة المشاركة في الثورة ووضع إطار تنظيمي لعملها.
  • ضم النخب الموالية للنظام من ممثلين وسياسيين ووزراء وسفراء وحزبيين وعسكريين، وتأمين انشقاقهم عن النظام وحمايتهم وعائلاتهم.
  • وضع إستراتيجية فعالة لحماية المنشقين العسكريين والاستفادة من قدراتهم في دعم نشاطات العصيان المدني.
  • الإشراف على إطلاق حملات مقاطعة واسعة للتجار والمنتجات والشركات والمؤسسات الموالية للنظام.
  •  تشكيل لجان وجمعيات لدعم الثورة (لجان إعلامية، ولجان حقوقية للترافع عن آلاف الناشطين القابعين في السجون، ولجان متخصصة في توثيق جرائم النظام ومتابعتها، لجان لأطباء الثورة تشرف على توزيع الكادر الطبي على المناطق بحسب الحاجة وتأمين احتياجاتهم، ولجان بحوث تشرف على البحث والتحليل والتخطيط لإستراتيجية الثورة، ولجان تدرس العقبات التي تواجه مسألة توحيد قوى المعارضة وتضع الحلول لها .. الخ).



View Original

المُندسّة السورية: عن آفاق أحمد…

$
0
0

سلام أيها المندسين والمندسات…

دائما منفرح لأي انشقاق ويتم الإعلان عنه في مختلف صفحات الثورة وقنوات التلفاز المهتمة بها.. لكن خبر انشقاق آفاق أحمد مابعرف شو السبب وراء إهمالو.. او يعني ما انحكا عنو مزبوط..حتى أنا متأكدة انو في كتيرين لسه مابيعرفوه ولا بيعرفو مين هوي.. بهالموضوع مارح امدحو لسبب بسيط انو هوي بطل حر وأعمالو وشجاعتو بتحكي عنو لحالو ومجرد كلمات مارح توفيه.. إنما بدي عرّف عنو كرمال يلي ماسمع فيه يعرف

المساعد آفاق محمد انشق من المخابرات الجوية وهو: مدير مكتب رئيس قسم العمليات الخاصة للمخابرات الجوية المزة بتاريخ 2-11- 2011

 لجأ آفاق أحمد إلى الأردن ومن هنيك أدلى بشهاداتو.. انحط خبر بفترة انو كان معتقل من قبل القوات الأردنية وممكن يتسلم للسلطات السورية، لكن مابعرف شو صار.. المهم هو بخير الآن..
أدلى المساعد آفاق أحمد بشهادته أمام لجنة حقوق الإنسان فيما يخص الشهيد حمزة الخطيب وكيف تم تعذيبه وعن مجزرة صيدا.. كما صرح بوجود عدد من الأطفال بعمر حمزة تقريبا في السجون الأسدية وجميعهم تعرضوا للتعذيب..
وطبعا لمن يهمه الأمر وبيهتم يعرف شو طائفة المساعد آفاق فهو علوي.. والكل بيعرف انو لما حدا من طرف النظام (أقصد من طائفتو) ينشق ويعلن  انشقاقه ويعمل ضد النظام ويدلي بشهاداته أمام حقوق الإنسان غير انو آفاق أعلن انو هوي كان مرتاح ماديا وفي منصبه لكنه اختار أن يكون مع الأحرار ويساعد ثورتنا وعرف انو النظام إذا ما استمر بهالاسلوب : “ستغرق البلد في أبحر من الدماء نتيجة لهذه الفتنة الطائفية التي سوف تستمر لعقود وستقلب الطاولة على الجميع”..
مني ومن كل الأحرار يلي بشرفون انضمامك للثورة بقلك على راسي حارتك.. وحارة الأحرار متلك.. ونحنا كتير منقدر شجاعتك والمخاطرة بحياتك لإنقاذ مايمكن إنقاذه من الوطن ورح نكون دائما بانتظار ماستعرضه لنا من حقائق وشهادات عن جرائم النظام  التي باتت معروفة للجميع.. الله يحميك ونفرح بانتصار ثورتنا جميعا

View Original

مدونة هاني: مزيد من الحيل الأميركية للتعامل مع مؤتمر الحوار الذي دعت إليه روسيا

$
0
0

ما زالت أميركا مستمرة في إخراج الحيل من جعبتها للتعامل مع مؤتمر الحوار الذي دعت إليه روسيا. آخر هذه الحيل هي فكرة ألا تشارك إيران في المؤتمر منذ بدايته وأن تنضم إليه لاحقا.

أميركا تريد أن تكون روسيا لوحدها في بداية الحوار وأن يتم تفصيل حل لسورية على المقاس الأميركي، وبعد ذلك تتم دعوة إيران وسورية لتجريعهما الحل الجاهز.

أميركا الآن في وضع سيء لأن النظام السوري يشن هجمات على المتمردين، وبالتالي مصلحتها هي العودة إلى مسار سياسي في أسرع وقت. ولكن روسيا تريد إشراك إيران في الحل السياسي، وهو ما ترفضه أميركا لأنه يعني هزيمتها في سورية.

سبب المشكلة الحالية بين أميركا وسورية هو إيران. بعد غزو أميركا للعراق في عام 2003 وإخراجها لسورية من لبنان في عام 2005 نشأ حلف وثيق للغاية بين سورية وإيران لمواجهة الغزو الأميركي للمنطقة. العلاقات السورية-الإيرانية قديمة ولكنها بعد الغزو الأميركي المباشر للمنطقة تحولت إلى حلف وثيق للغاية، وهذا الحلف أثبت فعاليته في العراق ولبنان. أميركا منذ فشل إسرائيل في عام 2006 جعلت هدفها الأساسي هو فض هذا الحلف بهدف الاستفراد بمكوناته. هي حاولت إغراء سورية عبر تركيا وقطر لكي تبتعد عن إيران، ثم بعد ذلك أوعزت للملك السعودي الذي جاء إلى سورية وأخذ الرئيس السوري إلى لبنان وأجبر سعد الحريري على الاعتذار له.

كل هذا الانفتاح الأميركي على سورية لم يجد نفعا، وبشار الأسد رد عليه بصورة العشاء الشهير الذي جمع بينه وبين أحمدي نجاد وحسن نصر الله.

أميركا كانت تريد من سورية القضاء على حزب الله في لبنان. هي كانت تتوقع من سورية قطع السلاح عن حزب الله ودعم سعد الحريري، ولكن سورية حسب المصادر الإسرائيلية استمرت في توريد السلاح لحزب الله. أيضا سورية في بداية عام 2011 ساعدت في إحلال نجيب ميقاتي محل سعد الحريري في رئاسة حكومة لبنان، وأميركا وقتها أرسلت أردوغان وحمد القطري لكي يضغطا على بشار الأسد لكي يعيد سعد الحريري، ولكنه لم يتجاوب كما ينبغي.

أميركا منذ عام 2006 إلى الآن حصرت مشكلتها مع سورية في عنوان الحلف مع إيران. هي تسعى بشكل حثيث منذ ذلك الوقت إلى الآن لقطع العلاقة بين سورية وإيران.

المؤتمر الذي تطرحه روسيا حاليا يجعل إيران شريكا في حل الأزمة السورية، أي أنه يعيد الأمور إلى نقطة الصفر بالنسبة لأميركا. هدف أميركا الأول في المنطقة هو إخراج إيران من سورية، والمؤتمر الذي تطرحه روسيا هو محاولة لتجريع الهزيمة لأميركا. لهذا السبب نرى أن أميركا تحاول التملص من هذا المؤتمر بأي طريقة. هي الآن في وضع لا تحسد عليه لأن تأخر المؤتمر يعني استمرار خسائر المتمردين الميدانية وقبولها بالمؤتمر يعني الإقرار بالهزيمة السياسية.

مصر والإخوان

 

بعض المتابعين رأوا فيما حصل في مصر بالأمس بداية لإعادة إنتاج نظام مبارك. أنا لا أظن ذلك بل أظن أن اميركا ستسمح للإخوان بالحكم ولكنها ستجعلهم تحت وصاية الجيش الموالي لها.

أميركا بحاجة للإخوان لتصعيد المناخ الطائفي في المنطقة ولإضعاف النظام السوري. النظام السوري يتمنى أن يخسر الإخوان في مصر وأن يعود النظام السابق لأن هذا سيجنبه المزيد من التصعيد الإخواني ضده وسيعيد له “ورقة” القضية الفلسطينية.

فوز شفيق في مصر سيريح عصابة آل سعود، وبالتالي هذا سيخفف من شدة حرب الإبادة التي يشنونها على سورية والعراق. أيضا فوز شفيق سيضعف الإخوان المسلمين وسيجعل حركة حماس تتقارب مجددا مع سورية.

أميركا في رأيي لا تريد ذلك. هي تريد وصول الإخوان إلى الحكم في مصر لكي تزيد من حدة هياج آل سعود. حالة الهياج التي تعيشها عصابة آل سعود حاليا هي خدمة ذهبية لأميركا لم تحظ بمثلها في التاريخ الحديث، ولا أظن أن أميركا ستفرط في هذه الحالة بسهولة.

أميركا تريد استمرار حرب الإبادة التي تشنها عصابة آل سعود على سورية والعراق إلى أن تندلع حرب شاملة في المنطقة تؤدي لدمار سورية والعراق وإيران والسعودية والخليج. أميركا لا تهتم كثيرا بمصير عصابة آل سعود وهم بالنسبة لها لا يساوون أكثر من قيمة نعل أو ممسحة.

أميركا تريد أخذ الجانب السيء فقط من وصول الإخوان إلى السلطة في مصر. هي تريد الاستفادة منهم لتصعيد هياج عصابة آل سعود، وأما الجانب الجيد (أي المواجهة مع إسرائيل) فأميركا لن تسمح به. الجيش المصري لن يسمح للإخوان بالتصعيد ضد إسرائيل أو أميركا. أي أن وصول الإخوان إلى السلطة في مصر سوف يفيد في تصعيد الحروب الطائفية في المنطقة ولكنه لن يضر إسرائيل، وأميركا تبدو واثقة من ذلك وإلا لما كانت غامرت وأوصلت الإخوان للسلطة في مصر.

أميركا تريد تحويل مصر إلى تركيا جديدة. هي تريدها دولة مقاومة لإسرائيل بالشعارات فقط، ولكن في التعامل مع سورية والعراق وإيران فأميركا لن تكتفي بالشعارات بل ستحرض مصر على التدخل بالسلاح والإرهاب والتفجيرات كما تفعل عصابة أردوغان حاليا.

لماذا يدفع الغرب نحو «الحرب الأهليّة»؟

http://www.al-akhbar.com/node/95540

تصريح مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، ايرفي لادسو، عن أن سوريا تشهد حرباً أهلية ليس منقطعاً عن سياق محموم، تجري بلورته داخل كواليس دول «مجموعة أصدقاء الشعب السوري»، لإعطاء مفهوم سياسي وقانوني لما يجري في سوريا، يخدم هدف إسقاط شرعية النظام والدولة، وغايات أخرى أكثر خطورة وأبعد أثراً

ناصر شرارة

بدا واضحاً في الأيام الماضية أن إدخال مصطلح الحرب الأهلية على ما يجري في سوريا، يرمي إلى ثلاث نتائج، الأولى تتمثل في القول إن النظام في سوريا لم يعد دولة، بل أصبح طرفاً من أطراف الحرب الأهلية. أما الثانية فتتمثل في التلميح النافر إلى أن ما يجري في سوريا يحدث على أساس خلفية مذهبية، قوامه حرب أهلية بين الغالبية السنية والأقلية العلوية، وهو ما يصور الحدث السوري بنظر الشارع العربي، المطلوب استثارته مذهبياً، على أنه صراع على الهوية المذهبية لهذا البلد، وذلك على حساب هويته العربية.

أما النتيجة الثالثة، فإن الهدف المرتجى تحصيله انطلاقاً من النقطتين الآنفتين، يتمثل بالنفخ في مشروع فتنة تقسيم سوريا على أساس مذهبي، ما يبرر، بنهاية المطاف مشروع الدولة اليهودية. ويجعله يبدو، وكأنه جزء من مشهد عام يسود المنطقة.
داخل القيادة السورية، يوجد وعي متيقظ تجاه هذه الأهداف، ولم يعد خافياً على مراقبي الوضع السوري من الداخل. الرئيس السوري، بشار الأسد، درج، منذ تفاقم الأحداث في بلاده، على تقسيم جهده على مستوى المعالجة السياسية واللوجستية إلى نصفين. الأول: محاولات الحوار المباشر مع مناطق الاعتراض، وتقديم بوادر حسن النية نحوها واحتواء مطالبها عبر تفهمها وإعطاء الوعود العملية بحلها. والجهد الثاني، ضبط شارع القاعدة الشعبية للنظام، ومنع وقوعه في ردات الفعل على ما يوجه ضده، ولا سيما اذا كان العلويون هم المستهدفين. وينطبق هذا الأمر على البعثيين أيضاً. وواقع تشدد الرئيس السوري في هذه النقطة، يأتي تجنباً للوقوع في هدف مذهبة الأحداث السورية وتحويلها إلى حرب استتباع أهلية مذهبية للأزمة العراقية. وهو ما تحول إلى مدعاة لشكوى من مناصريه.
ماذا في الحفة ودمشق؟
أحدث مثال على حرص الأسد والجيش السوري على قطع دابر أخذ الأحداث إلى حرب أهلية مذهبية، تمثل في أحداث الحفة، وهي بلدة قريبة من اللاذقية، يقطنها سوريون من الطائفة السنية، وتحيط بها عدة قرى مقطونة من سوريين علويين. بداية الإشكال هناك حصلت قبل نحو أسبوعين، بين الحفة والقرى المحيطة بها بعد خلاف تقليدي في تلك المنطقة على ملكية مرامل وحقول تنتج حصى للبناء. ولأن النظام في ظروف الأحداث الراهنة، يريد قطع الطريق على مصطادي فرص الفتنة المذهبية بين مكونات الشعب السوري، تم توجيه الجيش لضرب نوع من الحصار على القرى العلوية المحيطة بالحفة، عن طريق نصب حواجز لمنع أهاليها من القيام بأي تجاوز ضد أهالي الحفة. وظل هذا الواقع العسكري مفروضاً لأيام، ليتبين بعدها أن عناصر سلفية في الحفة استغلت ستار الحماية، الذي أقامه الجيش لحمايتها، وامكانية التستر به لتنفيذ عملية بناء تحصينات داخل البلدة وعلى تخومها بمواجهة القرى المحيطة بها. وعندما جاء وفد حكومي كبير ضم وزير الداخلية، محمد إبراهيم الشعار، وهو من أبناء الحفة، ليستعلم عن سبب هذه التحصينات، لم يجد في لقائه أبناء الحفة المطالبين بحصتهم من الرمول والبحص، بل أشخاصاً ملتحين قالوا له إن المشكلة ليست مسألة المرامل، بل نريد تنحي الأسد، ما اضطر الجيش للتعامل مع هذه التحصينات وتفكيكها.
واقعة أخرى أبلغ دلالة. مع بدايات ليل الجمعة ــ السبت الماضي، كانت دمشق تعيش هدوءاً لازمها بنسبة عالية منذ بدء الأحداث، قبل أن تشهد فجأة ومن دون مقدمات، قيام مئات المسلحين (بعض التقديرات تقول ألفين) بغزوها عسكرياً، انطلاقاً من مناطق ريفها المتعددة. وشنّ هؤلاء، في وقت واحد، هجمات على معظم حواجز الجيش السوري المنصوبة عند العديد من مداخلها. وكانت خطة المسلحين تراهن على أنه مهما نجح الجيش في صد أعداد منهم، فإن ذلك لن يحول دون نجاح بعض مجموعاتهم من النفاذ إلى داخل العاصمة والتسلل إلى داخل أحيائها واشاعة الفوضى فيها لأطول مدة ممكنة. وهذا ما حصل بالفعل، ولو إلى حد معين، حيث كانت أحياء في العاصمة خلال تلك الليلة مسرحاً لإطلاق نار، وحرب كرّ وفرّ، استتبعتها عمليات تطهير لها، من قبل قوات حفظ النظام استمرت تداعياتها لغاية يومين تقريباً.
من منظور ديموغرافي، فإن محيط دمشق مأهول بنسيج اجتماعي مختلط. وكان الهدف المضمر لخطة ليلة الجمعة، هو أن يؤدي «غزو» دمشق، من قبل مناطق في ريفها ذات لون مذهبي معين، إلى استفزاز قاطني هذه الأرياف من اللون المذهبي الآخر، وبذلك يصل مشروع الفتنة المذهبية إلى داخل العاصمة، ليصبح هو الخلفية الوحيدة للحدث السوري في الاعلام العالمي.
لكن ما حصل، أن منفذي هذه الخطة من المسلحين، لم يجدوا في مواجهتهم إلّا قوات حفظ النظام التابعة للدولة وللجيش السوري، التي تعاملت معهم ضمن نطاق يؤكد صورة أن «الدولة وحدها هي التي تواجه حركات إرهابية مسلحة خارجة على القانون».
ويجري منذ أيام في العاصمة، تسريب شائعات من نوع أن ما حصل يوم الجمعة كان الفصل الأول من «خطة ساعة الصفر»، وأن الجزء الثاني من هذه الخطة سيحدث ليل الجمعة المقبل. والهدف هو ذاته، استفزاز اللون الطائفي الثاني في العاصمة وريفها، وبث الخوف بين صفوفه كي يتسرع في امتشاق السلاح.
واللافت أن مجريات الوقائع المتصلة بمصطلح «خطة ساعة الصفر» في دمشق، كانت قد شاعت في طرابلس قبل أيام ووصلت إلى كواليس أجهزة أمن لبنانية، حيث أفيد عن أن سلفيي المدينة يشيعون بين أوساطهم أنهم أعدوا خطة للسيطرة على كامل المدينة و«تطهير جبل محسن». وأطلقوا على هذه العملية المزعومة مصطلح «خطة ممحاة»، وبموجبها سيهاجم مئات المسلحين دفعة واحدة وبضربة صاعقة جبل محسن والمدينة من كل المحاور والاتجاهات. ولا يوجد تحليل آخر لأسباب تسريب هذه المعلومة، سوى تسخين الجو المذهبي في المدينة واستفزاز الخصم ليبادر الى الضغط على الزناد.
السلفيون يكررون السيناريو نفسه
والواقع أن استثارة الفتنة المذهبية أمر عمليات يومي، ينفذه طيف واسع من المجموعات المسلحة داخل سوريا، المنقادة من شيوخ مرئيين وغير مرئيين يعيشون في الخارج، وتوجد في تصرفهم فضائيات موجهة لتخصيب منسوب الاحتقان المذهبي في سوريا، وأموال طائلة لعسكرة الحراك المذهبي.
والواقع أنه في كل الأمكنة التي صارت الآن تصنف على أنها ساخنة في سوريا، كرر السلفيون وشيوخهم، الذين تقيم غالبيتهم خارج البلد، نفس خطة العمل التي اتبعوها في دوما الواقعة في ريف دمشق. فهذه الأخيرة، رغم التواجد السلفي، إلا أنها تاريخياً، محسوبة بطابعها العام، على تيارات ناصرية، أبرزها تيار حسن عبد العظيم. وفي بداية الحراك، كان أنصار عبد العظيم من أبنائها يخرجون في تظاهرات سلمية مطالبة بالحرية. وكانت هذه التظاهرات تتعايش مع حماية قوات حفظ الأمن لمسار خط سيرها. لكن خلال إحدى التظاهرات، صدر اطلاق نار مجهول المصدر أدى إلى مقتل أحد المتظاهرين. إثر ذلك، برز بين الجمع شباب ملتحون، قاموا بتحريض الأهالي المحتشدين حول جثة القتيل، لتغيير سير التظاهرة المعتاد والهجوم على مركز للأمن عند طرف البلدة. ومنذ تلك الواقعة، اختفى الناصريون والحراك السلمي من دوما. وانتشر السلفيون المسلحون في مجموعات داخل احيائها، ويظهر الكثير من عناصرها ملثمين. ثم أنشأوا محكمة شرعية في دوما.
أحد أبناء البلدة، الخبير في الشؤون السلفية، يقول: «السلفيون لديهم خطة واحدة طبقوها حيثما استطاعوا في سوريا، وهي تتدرج وفق المراحل التالية: في البداية، لا يظهر السلفيون في مشهد الحراك، ثم يقومون بافتعال حادثة قتل في أحد التظاهرات، بقصد توريط أهالي المحلة أو البلدة في صراع دم مع النظام. على الأثر، يطرحون أنفسهم بأنهم الوحيدون القادرون على حماية أهالي البلدة أو المحلة، وفي مقابل الحماية يطلبون من الأهالي الولاء الكامل لهم ولعقيدتهم و«اعلان البراء» من النظام (تطبيقات نظرية الولاء والبراء الوهابية السلفية الجهادية)».
لماذا الآن؟ بدا لافتاً توقيت تصريح لادسو، عن أن سوريا تشهد حرباً أهلية. وسبب توقيت إعلانه ليس خافياً، فهو يتقصد، من موقعه في الأمم المتحدة وصلته ببعثة مراقبيها في سوريا، أن يقدم للمؤتمر الدولي المطروح عقده حول الأزمة السورية، توصيفه الاطار القانوني والسياسي، الذي يجب أن يتم وضع الموضوع السوري فيه خلال بحث المؤتمر له. أي توصيف الحرب ألاهلية على أساس مذهبي وديني وليس على أساس أنه ارهاب أو حتى حراك مسلح ضد الدولة والنظام. وهذا التوصيف غايته الأساس إسقاط الدولة السورية القائمة من الناحية القانونية والشرعية الدولية.
والغاية الأبعد لهذا التصريح، هي التأسيس لوضع خيار مشروع النظر في تقسيم سوريا، على طاولة النقاش الدولي في المؤتمر. وما هو غير شائع في أسرار الحدث السوري، أن عسكرة حراكه، كانت منذ البداية هدفاً دولياً وإقليمياً وهدفاً صميمياً داخل التوجه الاستراتيجي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
لقد صاغ الغرب منذ الأسابيع الأولى للأحداث السورية مقولة داخل كواليس مشاوراته الدبلوماسية، تفيد بأن حمل المعارضة السورية للسلاح ليس انحرافاً من قبلهم عن السلمية، بل نوع من ممارسة حق الدفاع عن النفس المشروع، وفق القانون الدولي. وطرح هذه المقولة في ذاك الوقت المبكر، وفي مرحلة لم تكن قد ظهرت خلالها حالة العنف، لم يكن له تفسير سوى تحريض الحراك السوري على سلوك الطريق السريعة نحو الحرب الأهلية. أما التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، فإنه منذ الأيام الأولى للحراك، سادت داخل محافله الضيقة الدعوة إلى عسكرة الحراك في سوريا، انطلاقاً من فكرة أساسية تقول إن العسكرة ستؤدي إلى استنفار عصب الغالبية الديموغرافية السنية بمواجهة الأقلية العلوية. وهذا تفوّق استراتيجي لا بد من استخدامه في معركة إسقاط النظام، ولا بد من طرحه، كاستثمار مربح، على دول الخليج العربي، بوصفه مكسباً يعوضهم خسارة السنة في العراق. ولا بد أيضاً من تقديمه للغرب بوصفه انتفاضة سنية في المشرق العربي لطرد إيران منه، عبر طرد حليفها الأسد من الحكم. وضمن هذا السياق، كان ولا يزال مقصوداً، إظهار صورة حزب الله في خلفية الحدث السوري، للإشارة الى ارتباط هذه المعركة بقضية الغرب في صراعه مع إيران.
الجميع شركاء
واذا كانت المساعدات العسكرية الفرنسية والبريطانية للمعارضة السورية، وتأييدهما المعلن لعسكرة حراكها، هو أمر لم يعد بحاجة لإثبات، فان الوقائع تؤكد أن واشنطن، هي أيضاً، وعلى عكس تصريحات مسؤولي الإدارة والخارجية، تسهم بأشكال مختلفة في تشجيع عسكرة الأزمة السورية.
والواقع أن قرار عسكرة الحراك السوري، كان منذ البداية هدف الأهداف لمجموعة أصدقاء الشعب السوري، وبمثابة خطة دولية لإسباغ صفة الحرب الأهلية على الوضع في هذا البلد، كوصفة لإسقاط الدولة السورية، ووضع المشرق في أتون حرب مذهبية، تستدرج فكرة تقسيم كياناته الوطنية على أساس مذهبي.


شهادات التورط الأميركي

توجد شهادات من غير جهة حقوقية عالمية مستقلة، وبعضها تابع للأمم المتحدة، تؤكد انخراط خبراء أميركيين تابعين للاستخبارات الأميركية في عمليات تنسيق وإدارة عمليات مجموعات عسكرية سورية معارضة داخل سوريا. من هذه الشهادات ما قاله، قبل اكثر من شهرين، في محادثة مع دبلوماسي عربي، رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة بحقوق الانسان في سوريا، باولو بنييرو، عن أنه توجد معلومات، وصفها بالمقلقة، لدى لجنته تفيد بـ«أن للولايات المتحدة الاميركية ولفرنسا وبريطانيا، أناساً يعملون داخل سوريا لدعم المعارضة». ويتحدث بنييرو، عن جولة قام بها في واشنطن، للقاء عدد من مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية، حيث اكتشف أن رموزاً من المعارضة السورية المنادين بالعسكرة يداومون في معهد «بروكينغز» بتوصية من الخارجية، وأن هؤلاء صبوا جام غضبهم عليه حينما التقاهم لأن تقرير لجنته، حينها، دعا إلى الحد من عسكرة الحراك السوري.

قصة الحفة

http://www.al-akhbar.com/node/95541

رضوان مرتضى

لم تكن «الحفة» معقلاً لمجموعات المعارضة السورية المسلّحة منذ بدء الثورة، إنما كانت المستقر الأخير قبل القضاء عليها. ورغم أن القرية الفقيرة كانت معروفة بمناوأتها للنظام السوري، إلا أن اسمها لم يخرج إلى الضوء قبل الأيام الأخيرة. هنا متابعة للمسار الذي سلكه المقاتلون المعارضون خلال الأشهر الماضية حتى حين وصولهم إلى هذه القرية الجبلية التي تسمى بالحفة نسبة إلى تموضعها على حافة جبل ممتدة بشكل طولي بين واديين، والتي تبعد نحو 27 كيلومتراً عن مركز محافظة اللاذقية.

المحطة الأولى للمسلّحين المعارضين، الذين قضى معظمهم في الاشتباكات الأخيرة، بدأت من بانياس. هناك مكثوا ردحاً من الزمن.
كان هؤلاء يتمركزون في الساحل ومن هناك ينطلقون لتنفيذ عمليات عسكرية، إلا أن اكتشاف أجهزة الاستخبارات السورية لسفينة التجسس الألمانية التي كانت راسية قبالة الشواطئ السورية خلال الأشهر الأولى لبدء الأحداث غيّر من وجهتهم. فقد تمكنت أجهزة النظام من العثور على رابط بينهم وبين السفينة المذكورة. وتحدثت المعلومات عن رصد نقل عتاد عسكري من أسلحة وغيرها إليهم عبرها، إضافة إلى تمويل مالي وإحداثيات معينة ومعلومات كانت تزوّدهم بها. وقد تمكنت على أثرها أجهزة الأمن من توقيف وقتل عدد كبير منهم.
إزاء ذلك، انقسم هؤلاء إلى قسمين. فارتحل قسم منهم إلى المخيمات السورية في تركيا والمنطقة المحاذية لها، علماً أن من بينهم كان أفراد المجموعة التي تعرّف أهالي المخطوفين إليهم بصفتهم أنهم خاطفو أبنائهم، وأبرزهم كان أحمد عبد الوهاب الملقب بـ«البطريق». أما القسم الآخر فتوجه إلى مدينة صليبة في اللاذقية التي ينتمي معظم قاطنيها إلى الطائفة السنية. المجموعة المسلّحة المذكورة لم تلق احتضاناً من أهل الصليبة، باعتبار أنهم متعايشون مع العلويين ومؤيدون للنظام. حاول هؤلاء افتعال فتنة بين أهالي الصليبة والمناطق العلوية المحيطة بها.
ورغم قتل هذه المجموعة 7 أشخاص من الطرفين بشكل يوحي بأنها عمليات تصفية متبادلة ارتكبها ملثّمون، إلا أن أهالي الصليبة أجمعوا على اتهام طرف ثالث تمثّل بهذه المجموعات الدخيلة. فاتحدوا وطردوا الدخلاء على بلدتهم. أُرغم هؤلاء على المغادرة فصعدوا إلى الحفّة. وهي منطقة فقيرة جداً تعتاش من الزراعة. كما أن جميع سكانها ينتمون إلى الطائفة السنية. هنا وجدت المجموعات المسلّحة الاحتضان الشعبي باعتبار أنها تمتلك المال.
وقد عمل أفرادها على استمالة الأهالي الفقراء وتعبئتهم دينياً. استغلّت مسألة أنها قرية مضطهدة نسبة إلى القرى العلوية المحيطة بها، ثم بدأوا بترسنتها عسكرياً، بعدما تمّت السيطرة على القرية بأكملها.
لم يأخذ هؤلاء بالحسبان أنها ساقطة عسكرياً، ولا سيما أن الجبال الممتدة من أوّل اللاذقية إلى طرطوس هي جبال علوية، باستثناء قريتين ينتمي سكانهما إلى الطائفة السنية هما المرقب والحفّة.
كان ذلك منذ تسعة أشهر، علماً أنه تردد أن هؤلاء المسلحين كانوا يتلقون جزءاً من التمويل من شخص يدعى بسام جعارة مقيم في بريطانيا. وفي هذا السياق، كشفت مصادر أنه إعلامي من اللاذقية تربى في القصور السورية، لكنه خرج من سوريا بين عامي 2005 و 2006 بعد توجيه تهمة شائنة له. عقب ذلك، ومع بدء الأحداث، أعلن عن نفسه معارضاً للنظام. وتفيد مصادر سورية معارضة بأن جعارة على علاقة وطيدة بوزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ. وبحسب المصادر نفسها، فإن بعض المجموعات المذكورة آنفاً تتبع له مباشرة وتأتمر بتوجيهاته بوصفه الأب الروحي والمموّل لها.
أما عن عملية الدخول العسكري إلى الحفة، فتشير مصادر ميدانية مطلعة إلى أن قوات النظام السورية عند محاولتها الدخول إلى البلدة بواسطة باصات، أصيب أحدها بقذيفة أر بي جي. وأعقب ذلك اشتباك عنيف أسفر عن تكبّد قوات النظام خسائر فادحة. وتحدثت المعلومات عن سقوط 52 عسكرياً في صفوف النظام.
عقب ذلك، استدعيت تعزيزات عسكرية. كما دخلت سيارات مصفّحة تعرف بـ BMB تحمل «رشاشات 14 ونصف و 23 مجوز»، كانت تطلق النيران يمنة ويسرة بكثافة كبيرة لتأمين التغطية للمجموعات المهاجمة. وتحت كثافة النيران، أطلق المسلّحون المحصنون قذائف هاون سقطت في قرى علوية، لتنهال بعدها قذائف الهاون المعاكسة عليهم. أثناء ذلك، انتشرت أخبار وقوع مجازر في الحفة تناقلتها وسائل إعلامية على اختلافها. قصد عدد من مراقبي الأمم المتحدة المكان المذكور، لكن حيل بينهم وبين مسرح العمليات العسكرية. تردد أن أهالي المناطق المحيطة اعترضوا سبيلهم، فيما ذكرت وسائل إعلامية منعهم من قبل النظام.
في هذه الأثناء، انهار مسلّحو المعارضة، فتمكنت القوات السورية من الدخول إلى البلدة بعدما قتلت 75 مقاتلاً منهم. وبنتيجة ذلك، تمكن قسم من المسلّحين ممن بقي على قيد الحياة من الانسحاب واللجوء إلى قرية حدودية مجاورة لتركيا.



View Original

حركشات: مسخرة مشكلة / 2 ( الحكي للجحاش وافهموا ياتيوس )

$
0
0

بقلم العربي سالم

أمريكا قالت إنها بدها تمد المعارضة بسلاح غير مؤذي .. اسمعوا على هالشوفه .. شوفوا على هالسمعه ..؟
يعني سلاح وغير مؤذي .. طيب كيف ..؟ !! بربكم موشي بيحط العقل بالكف .. أنا شايف إنو ياإما المسؤولين بأمريكا جحاش ياإما بقية العالم حمير وجوييم على الأقل بنظر أمريكا .” اخت على بنت على بنت عمة خالة أم ريكا ” ومعلومكم انو جوييم يعني بهايم وحيوانات حسب التصنيف اليهودي الصهيوني التلمودي “. إلا إذا كان الحكي موجه للعرب بس لأنو قديش الامبريالية والصهيونية حقيره إسا العرب أحقر من الامبرياليه بكثير ياخيي . إسا منسكر القوس .


بس المشكلة مش هون .. المشكله إنو مدير معمل الإسمنت أحكم السيطرة ع المعمل وباعتبارها الشغلة مش دايمه عم بيقول لحالو شو عليه إذا طلعنالنا بشي كام مليون ليره من أول ضرب وإذا بقينا منكمل وهيك بتصير الساعة بمليون والحسابه بتحسب واحتمال تاني حطوا بعقلو هو والعصابة إنو إذا صار عنا متل ماصار بالاتحاد السوفييتي السابق بيسجل المعمل باسمو وبيصير ملك اللي خلفوهم . ” آآآخ ياولاد القحبه ماعاد تتأمنوا على شي وإيدكم مابتلحق الميه الساخنة العمى بعيونكم العمى .ولك على مين بدنا نلحق عليكم واللا على مسلحي الناتو اللي عم ينتاتو مع قوادي الإيمان واللا على اسرائيل وحمد وآل سعود ” بس والله العظيم فشرتوا ياولاد القحبة وبدنا نلحق وبكرا منشوف زعيقكم لما بيبلش صاحب العجل فيكم ونحنا صحاب العجل ياكلاب ” وبتعرفوا تماما ً شو اللي بدو يصير فيكم .. أيوه ” فيكم ” والناتو ماراح ينفع حدا وراح تنتاتو عن جد .. شو بدنا بالطويل. على هالحالة كان أبو علي قاعد مع الولاد الصغار وعم بيبلو الخبز اليابس بالمي وياكلوه .. قولكن بوعلي جبان وغشيم واللا شريف.؟ إي والله شي بيحير ياخال , وماعاد نقدر نميز . طيب ليش المسلحين المشلحين الحراميه وقطاع الطرق قال بس يسلموا حالهم للسلطات المختصة بيقوموا يسوولهم أوضاعهم لأنو ايديهم ماتلوتت بالدم ” طيب كيف وشو الضمانه انها ماتلوتت بالدم .. لأنو طالما حملوا سلاح وقوصوا يعني صار فيها دم “.؟ ومع السلامه ياشباب لاتؤاخذونا أما إذا ابو صطيف جابوه
ع الجنائية بسبب تشابه أسماء بيقوم عنصر من العناصر بيسألو .. ولا عرصه شو عامل ..؟! وبالنتيجة بتطلع الحكايه تشابه أسماء وماحدا بيقول لأبو صطيف بردون منك بس لأنو مش مدعوم وماعندو حدا يحكي ويلاحق ويوزع ويسكي ويدفع . طيب ايدين ابو صطيف ماتلوتت بالدم .بقى مين العرصه ..؟ ابو صطيف واللا العنصر ومعلم العنصر .. شفتو ليش صارت قنينة الغاز بألف وخمسمية ليره ويمكن بألفين , والفرانه عم يلطشوا رغيف من كل ربطة وعم يلعبو بالطحين ” بتعرفوا شو معناها موووهيك .. شنو اللعب بالطحين صارت شغلة اللي ماإلو وماإلها شغله ويمكن تفتح ابواب المستقبل وجماعة المستقبل كلها من هالنوع . وتفتح ابواب كتيرة ماهيه صارت شعار / افتح وافتحي تنجح وتنجحي ” والقصابين بيرفعوا الأسعار على كيفهم والمؤسسات بتبيع البضاعة للتجار ومؤسسة اللحوم بيبيعوا اللحمة للقصابين وبيقولوا للناس بح نفقنا ..والخضرجي على كيفو بيرفع وبيكشف على راحتو وكلو عم يرفع ويكشف ياعم .. وهالتيوس صافنه وعم تفكر .. إنو بشو صافنه وبشو عم تفكر ماكنت إفهم أبدا ً .. عبث .؟ والشغله واضحة ” فتح ورفع ” وكلو عم يرفع . قولكن الدنيا شوب .
قال كلفو الفرق الحزبية تسجل دور ع الغاز .. ياحبيبي حلينا القضية وانتهت الأزمة ..؟ والرفاق دخلوا بزنس الغاز ونازلين دح بألف وخمسميه عن طريق بياعين الغاز اللي اتفقوا معهم منشان يقولوا انو الغاز عم يجيبوه من حمص تحت الخطر وماعم يخبوها من حصة طرطوس ..ونحنا منعرف كيف , يالله فرصة ويمكن ماتنعاد والشاطر بيدبر راسو .؟!!
زغردي ياوليه .. حلينا القضيه .؟. قال والمعارضة بلشت بتهريب المازوت والمخدرات وانتهت بتهريب السلاح وبدها حرية القتل
ع الهويه حتى تكتمل الديمقراطية الأمريصهيونية البرنارد ليفيه الإخوانيه الوهابيه وهيك رفعوا العلم الصهيوني ع الأقصى وفرح “المؤمنون” الذين هم عن شرفهم ساهون وبكرا بيهدموا الأقصى وبيعملوه مربط للحمير وبياخدوا كنيسة القيامه وبيعملوها ملهى ستربتيز والعرب بنذالتهم لاهون وخلف القرضاوي والعرعور وهيئة علماء المسلمون اللندنيه سائرون , بس عباس وخالد مشعل اجتمعوا واتفقوا .. ارقصي يابت وافتحي. بس لازم ترقصي وتفتحي وتشلحي بتقوى ربنا .!! وهيك الصهاينة قال عملوا جمعية خيرية اسرائيلية لدعم السوريين ..؟! تصوروا ..؟
وبعدها طكعة حميدي بالربعة علامة فارقة في تاريخ الأمة العربيه المجيده ” مين هاي مجيده ” ؟ ممكن تكون شي عاهرة تاريخيه ويمكن تكون بنت عم سالومي ومن جد وجد ولزق بقفا حمد .؟
وأمجادنا خير اللهم اجعلو خير تبدأ بحرب البسوس ولن تنتهي بتغريبة بني هلال ولا بحرب الزير وجساس ولسه بيقولولك إنها أمة واحدة .. أمة مين ياعم .!!! وكيف خلطوا الناس الحضاريين بالأعراب أهل النفاق .. أمها على أم أبو أخت أم اللي خلفوها . لأ وبيقولك أبو ابراهيم الخضرجي إنو الفواكه ماعم تنباع بالمحل وبيمرق الزبون بيتصور جنب ربطة الفجل للذكرى .. ولسه بتلاقي مين يقول إنو نسبة الطفرانين عندنا قليلة كتير ويمكن ماعنا طفرانين ولا مفلسين وتعبانين وشقيانين ومحرومين وملعون أبو اللي جابوهم طيب ليش مافي حدا عم يشتري فواكه ولا لحمة ولك ولا حتى فروج ولا بيض طيب شو عم تاكل الناس وشو عم يطبخوا ياترى ..؟ قول يامدير التموين قول ¸قول لاتستحي .؟. طيب ياجحش مابدك يلاقوا غاز حتى يطبخوا ولك كانوا عملوا شاي وأكلو خبز وزيت وزيتون .. شفتوا ليش آل سعود أحفاد
مردخاي وحمد حفيد عزرا عم بيلاقوا ناس يشتروهم .؟ .
بس أوعى لما بتروح على طرطوس تقعد بشي مطعم لأنو الوجبه اللي بتكلفك باللاذقية خمسمية ليرة بتكلفك بطرطوس ألفين وخمسميه وياويلك إذا تورطت وتفشخرت وحبيت تلف رجل على رجل وتطلب أركيله وفنجان قهوة وتصفن بالبحر لأنو بعد مابيعطوك الفاتوره واللا بيجيلك شنشل الأحول اللي على طول مشمر عن زنودو وجاقم حنكو وبيقول إنو حق ضرب الأركيلة وفنجان القهوة خمسمية ليره يعني لازم تدفع وبعدها ماراح تعرف بشو بدك تصفن .؟. مشيها بسندويشة فلافل واللا شي صحن فول وشفطلك سيكارة حمرا ويادار مادخلك شر . وجايي تقللي ليش هالكام فاسد نجحوا بالادارة المحلية وبمجلس الشعب .؟. إي بربك هيدا سؤال بيسألو عاقل .؟. إي شو ضاربك العمى ومو شايف كيف أمريكا وبريطانيا وفرنسا والسعودي الديوثكراطي أوي والقواد الغطري الفري مايند أوي أوي لازقين بدين سمانا مع إنو الأصول نحنا نشعلها عندهم ومانبعتلهم اطفائيه .. طيب في حدا بيقول للعاهرة ياعيب الشوم إلا إذا كان تيس أصلي .؟ ونحنا لسانا منقول ياعيب الشوم ومنسأل وين الشرف العربي ووين الضمير العربي ومش عارفين إنو عملوه ورق صحي وتحاميل لمكافحة البواسير ومكافحة أشياء أخرى في دهاليز العاهرات واللوطيين المؤمنين واللي بدو الشرف العربي يروح يدور عليه بين فخاد موزة واللا بقفا هيلاري وسوزان رايس وتسيبي ليفني وبقفا العرعور وبين افخاد زوجة القرضاوي صحيح شو صار رقم أخر شرموطه تزوجها القرضاوي .؟. بدك الحقيقة نحنا عارفين وين الشرف والضمير العربي بس قال مهذبين ماإلنا عين نقول . إيييييه وتحيا الأمة العربيه بس وين تحيا ..؟ بأي غابه .. بأي اسطبل .. في أي مرعى .. روحوا الحقوا ” مابعرف شو بدي قول “بيدلوكم عليها .
ولك ياعمي مافي غير أمة سوريه لأنو السوريين الأصليين هني نخبة البشريه واللي ماعجبهم يروحوا ع الناتو حتى ينتاتو . وقال المعارصة كانت تقول انها مابدها تجي ع ظهور الدبابات الأمريكية طلع بدها تجي ع الدبابات الميركافا بس اللي حرقها ودمرها بتموز بيحرقها وبيحرق اللي على ظهرها مرة تانيه وتالته ورابعة .
والأهالي بالسعودية بيبعتوا ولادهم على معسكرات الوهابيه منشان يصيروا مؤمنين ويتعلموا أصول الدين الوهابي بيقوموا المشايخ بيطقوا الأولاد وهيك بيرجعوا مؤمنين مماحين آخر موديل عرفتوا ليش الحاخام العرعور متشدد بإ يمانو .. لأنو واسع جدا ً وصار عم يركب جوانات ورنديلات . . دخيلكم هلأ الجنة فيها جمعيات للشاذين .. أوعى تقولوها ياجماعة .!! بس ليش لأ .. طالما مؤمني الوهابيه عملوا رب العالمين سنكري عند اللي خلفهم .. هني بيفتحوا ورب العالمين بيلزق وبيلحم . وبيطلع الوهابي والإخونجي وتبعون القاعدة ” على شو قاعدة ماعم بعرف “..؟ لهونيك .. ماعندهم شغله وعمله غير يطقوا بهالحوريات الشبقات فلا يملونهن ولاتمللن منهم ” حلوي هالنون موهيك “.؟ وإذا بدهم غلمان ولك تكرررموا يامجاهدين والملائكة حاملين المناشف وناطرينهم على باب الحمام ويمكن في منهم ماشغلتهم غير لف الصواريخ وتأمين الكبتاكون والكوكائين منشان الشباب يكيفو .
هلأ إيمتى بدن يفهموا هالتيوس إنو الإيمان تبعهم تلمودي صهيوني شغل أرذل الحاخامات وإنو متل ماتخوزقوا بالدنيا بدهم يتخوزقوا على أكبر من هيك بكتير في الآخرة ..؟!!! الحكاية صار بدها ربك ياخيي .
ياأمة ضحكت من جحشنتها الحمير / وباعها في سوق النخاسة نصاب حقير .
وآخر ماحرر ياخال .. إنو ولاد القحبة وزرا الخارجيه العرب كانوا معزومين باسطبل حمد الغطري قال وعملوا اجتماع وقرروا ” خلي بالك من قرروا ” قرروا إنو يمنعوا بث الفضائيات السوريه على النيل سات والعرب سات , ماشاء الله شو فهمانين هالجحاش قال يخزي العين عم يتكتكوا وهيدا قمة الذكا تبعهم لأ وفوقها قال لازم تصير مهمة أنان تحت الفصل السابع ,يعني سبعوها .. إي اختكم على اخت النيل سات على اخت الأمم المتحدة ومجلس الأمن , بس قولولنا قديش دفعتوا للإسرائيلي حتى يساعدكم , طيب ياجحاش ماحسبتوا حساب شو ممكن تعمل سوريا وماحسبتوا حساب الفشل , يعني وين بدكم تهربوا وهيدا الحكي لحمير آل سعود ولهاالنغل الغطري خمد .؟ ولك نحنا منعرف إنو الخوف من اللي جاي ماعم يخليكم تناموا الليل بس اطمأنوا اللي جاي , جاي وماراح تمنعوا دعوات أبو جهل وأبو رغال ومسيلمة اللي بتعبدوهم
واحد قاللي ياعمي ليش زعلان بتعرف موهيك قصدن وقصدن بس منشان فضائيات الحساب والحجاب والزعبرة الدينية ماتتعطل ويكملوا زيادة عدد الحمير بين هالشعوب .

هلأ على شو كنا عم نحكي ..؟ !!!! وأنا كمان مابعرف .
إسا منسكر القوس .


View Original

حركشات: كل امتحان كفاءة وانتم بألف خير…

$
0
0

بقلم آرا سوفاليان

اليوم هو فحص مادة الاجتماعيات وهو أول يوم امتحان لجماعة الكفاءة وابنتي آني منهم، وكما توقعت فلقد وصلنا بعد شق النفس من جرمانا الى مركز بدر الدين محمد الغزال ط1 وعنوانه باب شرقي شاغور جادة آل البيت!… ودخلنا في هذه الحارة الطويلة المتعرجة الضيقة والتي تضيق وتضيق وتنعطف وتتفشكل بإستمرار مع جملة الداخلين، وكنّا وعين الله علينا، ماشيين بالرتل اليمين للذهاب واليسار للإياب حتى دخل ميكروجي حمار الى الرتل اليسار مع انه كان معنا على اليمين وقصده الذهاب وليس الإياب

وأدى ذلك الى تعطيل جماعة الإياب وتبعه من تبعه من أصحاب غريزة القطيع، وحدثت علقة فظيعة ومشادات وشتائم وبهدلة مع عدم وجود شرطي سير واحد دارج أو درّاج أو متدرّج!!! أدت هذه البهدلة الى ترك الناس لسياراتهم في وسط الشارع ذهاب واياب والتوجه مع الطلاب سيراً على الأقدام، ونحن عالقون وخائفون على السيارة الى أن قررنا ما قرره غيرنا وتركنا السيارة في وسط الشارع أيضاً، وذهبنا بالمحتفى بها سيراً على الأقدام حتى نصل قبل إغلاق أبواب كنوز الملك سليمان … بالطبع كاد ضميري أن يقتلني لأنني مساهم من جملة المساهمين في تعطيل الشارع، ولا يشفع لي شيء إلاَّ كوني عالق وغصباً عنّي…كنت أسأل نفسي: الى أي شيء ستفضي هذه الحالة الصومالية إن إضطرت سيارة اسعاف للدخول اوللخروج من هذه المنطقة العقدة …وما هو المآل إن كان المستلقي على السرير في سيارة الاسعاف إمرأة في حالة المخاض؟! أو مريض تعرض لنوبة قلبية؟! ومن هم أولئك الذين درسوا وخططوا وفرضوا على المهندس الجهبذ ما فرضوا ، فبنى مجمع المدارس هذا دون ان يلحظ ويلحظوا وجود طريق مقبول لتخديم هذا الصرح الحضاري فتم حشر كل هذه المدارس في هذا الحيز الضيق بالذات، ولماذا يتمّ تشيد مجمع مدارس في منطقة واحدة في حين تحرم مناطق أخرى من المدارس مع أن المنطق يفرض تخصيص مدرسة واحدة لكل مجمع أو حارة سكنية واحدة فلا يتحول الطالب الى ابن بطوطة؟!

لقد بنوا مجمع المدارس حيث بنوه مع العلم بأن مجمع الحلو العربي صار يباع اليوم بحوالى الـ2400 ليرة سورية فقط لا غير “راتب ثمانية موظفين محترمين مجتمعين متضامنين في بدايات الستينات من القرن المنصرم” ، واستهلكوا الطريق وازدردوه ثم ابتلعوه هم وغيرهم بحيث لم يعد يصلح لدخول وخروج إلا سيارة واحدة فقط لأن الجانب الآخر فيه رتل من السيارات المتوقفة لأنه ورغم ضيق الطريق لم يتم لحظ مرآب واحد لزوم التوقف في هذه المعمعة حيث البنايات السكنية المتلاصقة …لا نعرف ما الذي سيحدث في يوم الخميس عند تقديم امتحان اللغة الانكليزية إذا كان الأهالي اليوم نسيوا لغتهم العربية وتاهوا في هذه البلبلة والبهدلة!!! لماذا تمت فرطعة التلاميز على هذا النحو ؟؟؟ ولماذا لا نخرج عن فولكلورنا الصومالي ولو لمرة واحدة في العمر فنريح طلابنا وأهلهم؟؟؟ كان الأفضل ترك الطلاب ليقدموا الامتحان في مدارسهم، مع تغيير أساتذتهم بحيث يتم نقل اساتذتهم نقلة واحدة فقط أي الى المدرسة التالية مباشرة لمدرستهم؟؟؟ ومن هذا المنبر الجليل نخاطب السيد وزير التربية الصومالي الجليل قائلين: بالله عليك يا سعادة الوزير اسأل والدة حضرتكم هل عم أتطن عليها أدنها لأنو نحنا أهالي الطلاب تذكرناها كتير بهل شنططة والبهدلة التي جرت علينا في هذا اليوم المبارك، وحتى الامتحانات القادمة وفي نفس المكان مركز بدر الدين محمد الغزال ط1 الكائن في باب شرقي شاغور جادة آل البيت!… ونفس الاسلوب بدون أي تغيير كل امتحان كفاءة وانتم بألف خير

هامش”الصورة المرفقة هي صورة المحتفى بها قبل دخولها المدرسة”

آرا سوفاليان

arasouvalian@gmail.com


View Original
Viewing all 18262 articles
Browse latest View live